<FONT COLOR="Blue"> قال بعضهم </FONT c>
من خــير ما يتخـــذ الإنــسان في
دنـــياه كيما يستقيــــم دينــــه
قلـــب شكور ولسان ذاكـــــــر
وزوجـــــة صالحـــــة تعيـــنه
أخواتي أخواني في الله
أرسلت لي إحدى الأخوات تخبرني بتجربتها وقد قالت لي
أريدك أن تكتبي ما سوف أقوله لكِ باسلوبكِ السهل .. لعل الله أن يهدي به من يشاء .. وها أنا اكتبه لكم .. فابقــــوا معي
تقول لي إحدى الأخوات
تزوجت فتفاجأت بأن زوجي لا يصلي .. وكل ما كان يفعله أمام أهلي هذا رياء ونفاق .. انسكر قلبي عليه وعلى نفسي .. كيف أعيش مع رجل لا يصلي .. وضاق صدري .. واصبح هذا الموضوع يشغلني كل الوقت .. حتى أني كرهت أن تستمر حياتي معه .. وكان يحق لي أن أتطلق منه .. لانه يعد من الكافرين .. فصبرت وقلت في نفسي .. وأن حدث الطلاق .. ما دوري أنا ؟؟ ولما لا أحاول الإصلاح !!
تقول السيدة الفاضلة .
كان مثل أي رجل يرفض النصيحة المباشرة .. فكنت انتظر قدومه حتى اذهب للصلاة .. وحتى يخجل من نفسه أن تكون زوجته بهذه الصورة .. وكنت أتعمد قراءة القرآن بكثرة أمامه لعل وعسى أن تنفذ الكلمات في صدره ..وكنت أقوم الليل أمامه .. أقوم بشراء الكتب الدينية ..والكتيبات التي فيها الكثير من النصائح .. وأضعها فوق السرير قبل نومه ..اختلس النظرات .. وتسعدني اللحظات التي أراه فيها وهو يقرأ الكتب بحذر كي لا أرى ما يفعل .. !!
أدركت بطريقتي أنه لا يحفظ حتى آية الكرسي و التشهد !! فكتبتها ووضعها الورقة في الغرفة باتجاه المكان الذي نصلي فيه عادة ! وجاء رمضان أمضيته كله بالدعاء الخالص له .. وطلبت الدعاء ليل نهار أن يهديه فهو رجل طيب وكريم ولا ينقصه إلا الصلاة .. وفي العشر الأواخر من رمضان تفاجأت بهذا الرجل ( زوجها ) يقوم الليل ويصلى جميع الفروض بحب وأخلاص .. وقد مر الآن علينا وقت طويل يقارب العامين .. ولا زال زوجي يحافظ على فروضه وصدقاته وزكاته .
نصيحتي الى جميع الأخوات الحبيبات
أن لا تتوقف عن النصيحة لزوجها مهما بلغت من يأس .. وكذلك بالنسبة لك أخي الزوج .. أن التعاون على طاعة الله تعالى يتوج التفاهم بين الزوجين ويبلغ به القمة .. نعم القمة .. قمة السعادة الحقيقية
قال تعالى
( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى )
أخواني أخواتي
أول ما يتبادر في ذهن الرجل قبل أن يخطب .. يتخيل زوجته ذات جمال
متميز .. وحسب ونسب يفتخر به بين أصدقائه .. أو بمال وغنى يعينونه
على حالته المادية البسيطة .. وآخر ما يفكر فيه هو الديـــن والصلاح
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
لا نقول الجميع ولكن الأغلبية و العكس تماماً بالنسبة للمرأة
فهي تحلم برجل وسيم .. أنيق .. ولكنني أناشد الجميع بأهمية
حسن الخلق والدين .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهيب بالزوجين أن يجتهد كل منهما في إعانة الآخر على بلوغ الكمال الديني فيحث على إخلاص العبادة لله وهي ( قيام الليل ) فيروي عنه أبو هريرة رضي الله عنه قوله : ( رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلى ، وأيقظ امرأته ، فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ، وأيقظت زوجها فصلى ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء )
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا _ أو صلى _ ركعتين جميعاً ، كتبا في الذاكرين الله كثيراً والذاكرات ) .
------------------
اختكم دهن العود مرحبا بكم في صفحة دهن العود
دهن العود @dhn_alaaod
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
العهد
•
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خير إختي دهن العود على هذه القصه المؤثره ..
نسأل الله تعالى أن يرزفنا أزواجا صالحين و ذريتا صالحه ... اللهم آميــــن
<font face="MS Dialog"
جزاك الله خير إختي دهن العود على هذه القصه المؤثره ..
نسأل الله تعالى أن يرزفنا أزواجا صالحين و ذريتا صالحه ... اللهم آميــــن
<font face="MS Dialog"
SUN2
•
اختي دهن العود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مواضيع متميزة واسلوب رائع ارجو ان تستمري وانناننتظرمنكي المزيد واسال الله ان يجعلها لكي ذخرا لاخرتك وينفع بها المسلمين .
واهلابكي في منتدى الخير
------------------
النفس تجزع أن تكون فقيرة * والفقر خير من غنى يطغيها * وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت * فجميع مافي الأرض لايكفيها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مواضيع متميزة واسلوب رائع ارجو ان تستمري وانناننتظرمنكي المزيد واسال الله ان يجعلها لكي ذخرا لاخرتك وينفع بها المسلمين .
واهلابكي في منتدى الخير
------------------
النفس تجزع أن تكون فقيرة * والفقر خير من غنى يطغيها * وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت * فجميع مافي الأرض لايكفيها
دمعة شوق
•
جزاك الله خيرا على هذه القصه الحلوة ... سوف اخبر احدى صديقاتي بها لانها تعاني من نفس المشكله وعسى الله يهدي لها زوجها
<center>حكم تارك الصلاة وهل يبطل عقد النكاح إذا كان أحد الزوجين لا يصلي قبل الزواج </center>
س : ما حكم تارك الصلاة؛ لأني سمعت في برنامج نور على الدرب من أحد المشايخ أنه إذا عقد المسلم عقد نكاح على إحدى الفتيات المسلمات وهي لا تصلي يكون العقد باطلا ولو صلت بعد الزواج ، وعندنا في قريتنا 50 في المائة لا يصلون قبل الزواج؟ نرجو التوضيح .
ج : لقد دل الكتاب والسنة على أن الصلاة أهم وأعظم عبادة بعد الشهادتين ، وأنها عمود الإسلام ، وأن الواجب على جميع المكلفين من المسلمين المحافظة عليها ، وإقامتها كما شرع الله تعالى ، قال سبحانه وتعالى : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ وقال تعالى : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ وقال تعالى : وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ
فدل ذلك على أن الذي لا يصلي لا يخلى سبيله ، بل يقاتل ، وقال تعالى : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ فدل على أن من لم يصل ليس بأخ في الدين . والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا .
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة قمن تركها فقد كفر خرجه الإمام أحمد ، وأهل السنن بإسناد صحيح ، عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه ، وخرج مسلم في صحيحه ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
والتعبير بالرجل لا يخرج المرأة ، فإن الحكم إذا ثبت للرجل فهو للمرأة كذلك ، وهكذا ما يثبت للمرأة يثبت للرجل إلا بدليل يخص أحدهما ، فهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على أن تارك الصلاة يكون كافرا من الرجال والنساء بعد التكليف .
وثبت في الحديث الصحيح أيضا ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الأمراء الذين لا يقيمون الدين كما ينبغي هل نقاتلهم . قال : لا إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان وفي لفظ آخر : ما أقاموا فيكم الصلاة
فدل على أن من لم يقم الصلاة فقد أتى كفرا بواحا .
وقد اختلف العلماء في هذه المسألة :
فقال بعضهم : إن الأحاديث الواردة في تكفير تارك الصلاة يراد بها الزجر والتحذير ، وكفر دون كفر ، صلى هذا ذهب الأكثرون من الفقهاء .
وذهب جمع من أهل العلم إلى أن تركها كفر أكبر ، على ظاهر الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
والكفر متى عرف بأداة التعريف وهي ( أل ) ، وهكذا الشرك ، فالمراد بهما : الكفر الأكبر والشرك الأكبر ، قال صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر
فدل ذلك على أن المراد : الكفر الأكبر؛ لأنه أطلقه صلى الله عليه وسلم على أمر واضح وهو أمر الصلاة ، وهي عمود الإسلام ، فكون تركها كفر أكبر لا يستغرب؛ ولهذا ذكر عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل ، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنهم كانوا لا يرون شيئا تركه كفر غير الصلاة ) ، فهذا يدل على أن تركها كفر أكبر بإجماع الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن هناك أشياء يعرفون عنها أنها كفر ، لكنه كفر دون كفر ، مثل البراءة من النسب ، ومثل القتال بين المؤمنين . لقوله صلى الله عليه وسلم : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر فهذا كفر دون كفر إذا لم يستحله ، ويقول صلى الله عليه وسلم : إن كفرا بكم التبرؤ من آبائكم وقوله عليه الصلاة والسلام : اثنتان في الناس هما بهم كفر النياحة والطعن في النسب فهذا كله كفر دون كفر عند أهل العلم؛ لأنه جاء منكرا غير معرف بـ ( أل ) .
ودلت الأدلة الأخرى دالة على أن المراد به غير الكفر الأكبر ، بخلاف الصلاة فإن أمرها عظيم ، وهي أعظم شيء بعد الشهادتين وعمود الإسلام ، وقد بين الرب عز وجل حكمها لما شرع قتال الكفار ، فقال : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ وقال عليه الصلاة والسلام : نهيت عن قتل المصلين فدل على أن من لم يصل يقتل ، ولا يخلى سبيله إذا لم يتب .
والخلاصة : أن القول الصواب الذي تقتضيه الأدلة : هو أن ترك الصلاة كفر أكبر ولو لم يجحد وجوبها ، ولو قال الجمهور بخلافه ، فإن المناط هو الأدلة ، وليس المناط كثرة القائلين ، فالحكم معلق بالأدلة ، والترجيح يكون بالأدلة ، وقد قامت الأدلة على كفر تارك الصلاة كفرا أكبر ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، فيفسره قوله في الحديث الآخر : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأمولهم إلا بحق الإسلام متفق على صحته ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
فلا عصمة إلا بإقامة الصلاة ، ولأن من لم يقم الصلاة لم يؤد حق ( لا إله إلا الله ) ، ولو أن إنسانا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويصلي ، ويصوم ، ويتعبد ، ثم جحد تحريم الزنا وقال : إن الزنا حلال كفر عند الجميع ، أو قال : إن الخمر حلال أو اللواط ، أو بَال على المصحف متعمدا أو وطئه متعمدا؛ استهانة له كفر ، ولم تعصمه الشهادة أو نحو ذلك مما يعتبر ناقضا من نواقض الإسلام ، كما أوضح ذلك العلماء في ( باب حكم المرتد ) في كل مذهب من المذاهب الأربعة .
وبهذا يعلم أن المسلم الذي يصلي وليس به ما يوجب كفره إذا تزوج امرأة لا تصلي فإن النكاح باطل ، وهكذا العكس؛ لأنه لا يجوز للمسلم أن ينكح الكافرة من غير أهل الكتابين ، كما لا يجوز للمسلمة أن تنكح الكافر؛ لقول الله عز وجل في سورة الممتحنة في نكاح الكافرات : لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ الآية ، وقوله سبحانه في سورة البقرة : وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ الآية .
=============================================
الشيخ/عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
من برنامج نور على الدرب
=============================================
<center>حكم عقد الزواج لزوجين أحدهما لا يصلي</center>
س : سؤال من : ل . ع - يقول فيه : أعمل مأذون أنكحة ، وقد سمعت من بعض المنتسبين للعلم : أن عقد الزواج لزوجين أحدهما لا يصلي باطل ولا يجوز العقد لهما ، فهل هذا صحيح؟ وماذا أعمل إذا طلب مني عقد قران؟ هل أسأل عن حال الزوجين من ناحية صلاتهما؟ أو أعقد القران دون السؤال؟ أفتونا مأجورين .
ج : بسم الله ، والحمد لله ، إذا علمت أن أحد الزوجين لا يصلي فلا تعقد له على الآخر؛ لأن ترك الصلاة كفر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة خرجه مسلم في صحيحه ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم :
العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد ، وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح .
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يهدي ضالهم ، إنه سميع قريب .
============================================= سبق أن نشرت في كتاب سماحته ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ) الجزء الثامن ، ص 396 .
=============================================
<center>زوجها لا يصلي ولا يصوم ويفعل المحرمات هل عليها ذنب في جلوسها معه </center>
س : هذه رسالة وردتنا من مرسلة رمزت لاسمها بـ : أختكم في الله ص . س - تقول في رسالتها : أنا سيدة في الأربعين من عمري لي أطفال سبعة : ثلاثة اختاوهم الله عز وجل إليه ، وأربعة أحياء . تتلخص مشكلتي في عدة أسئلة أولها : أنني متزوجة منذ عشرين سنة من رجل لا يعرف الصلاة ، ولا الصيام ، ويشرب المحرمات من خمر وما شابهها والعياذ بالله ، وكلما حاولت الخلاص منه يقول لي : بأنه سوف يتوب ، ولكنه بالكلام فقط ، وكل من أشكي له حالي يقول : اصبري من أجل أطفالك ، وقد صبرت كل هذه السنوات من أجلهم ، والآن كبروا وأصبحوا رجالا ، ويطلبون هم مني ذلك ، ويقولون : إن البيت بيتهم ولا دخل للوالد بذلك ، وأنا أسألكم الآن هل علي ذنب في جلوسي معه أم لا؟ وكذلك جلوس أطفالي عنده ، أفيدوني أفادكم الله .
ج : لا ريب أن ترك الصلاة كفر ، ولا ريب أن ترك الصيام من أكبر المعاصي ، ولا ريب أن شرب المسكر من أعظم المعاصي والكبائر ، فهذا الرجل قد جمع بين الكفر وأنواع من الفسق ، وأعظم ذلك : ترك الصلاة ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة وهذان الحديثان صحيحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلاهما يدل على كفر هذا الرجل كفرا أكبر .
وقال بعض أهل العلم : إنه لا يكفر كفرا أكبر ، إلا إذا كان يجحد الوجوب ، فإنه يكفر بذلك بإجماع أهل العلم ، أما إذا كان لا يجحد وجوبها ولكن يتركها تكاسلا فإنه لا يكفر بذلك كفرا أكبر ، ولكنه يعتبر عاصيا معصية عظيمة ، وكافرا كفرا أصغر .
وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه يكفر بترك الصلاة كفرا أكبر ، ولو لم ينكر وجوبها ، وهذا هو الحق ، وهو الصواب : أنه يكفر بترك الصلاة كفرا أكبر ولو لم ينكر وجوبها . فالذي أنصحك به وأوصيك به أن تمتنعي منه ، وأن لا تمكنيه من نفسك ، حتى يتوب إلى الله ويرجع إلى الصلاة .
والأولاد أولاده للشبهة التي هي شبهة النكاح ، ولا شك أن أولاده لاحقون به ، ولكنك تبقين في البيت عند أولادك؛ لأنهم كبار ، وتمتنعين من أن يقربك بجماع وغيره ، حتى يتوب إلى الله ، وحتى يدع عمله السيئ ، ولا سيما ترك الصلاة ، فإذا تاب إلى الله وصلى فلا مانع ، وعليه : أن يتوب إلى الله أيضا من ترك الصيام ، ومن شرب الخمر ، وعلى أولاده أن يعينوه على الخير ، وينصحوه ، ويستعينوا على هذا بأقاربهم الطيبين من أعمام وبني عم طيبين يعينونهم على نصيحة والدهم؛ لعل الله يهديه بأسبابهم ، فإن من أعظم بره أن ينصح ويوجه إلى الخير؛ لعل الله أن يهديه بذلك ، ولعله يسمع كلمتي هذه ، ولعلكم تسجلونها إذا سمعتموها وتقرأونها عليه ، فالله جل وعلا نسأله له الهداية .
والحاصل : أن عليك أن تبتعدي عنه ، وأن لا يقربك حتى يتوب إلى الله من ترك الصلاة ، فإذا تاب من ترك الصلاة فهو زوجك ، وأما شرب الخمر وترك الصيام فهما معصيتان عظيمتان ، لكنهما لا يوجبان بطلان النكاح عند أهل العلم من أهل السنة والجماعة ، وعليك وعلى أولادك وعلى أقاربه وعلى الأخيار من جيرانه أن ينصحوه ، وعليه أن يتقي الله ، وأن يبادر إلى التوبة قبل أن يحل به الأجل ، والخمر شرها عظيم ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه لعن الخمر وشاربها ، وساقيها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وبائعها ، ومشتريها ، وآكل ثمنها ) ، والعياذ بالله ، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن وهذا يدل على ضعف الإيمان ، أو عدم الإيمان ، نسأل الله العافية ، وقال عليه الصلاة والسلام :
**** إن عهدا على الله أن من مات وهو يشرب الخمر أن يسقيه الله من طينة
الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال عصارة أهل النار أو قال : عرق أهل النار
وأما ترك صيام رمضان فهو أمر عظيم؛ لأن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من ترك الصيام عمدا فيجب عليه أن يتوب إلى الله ، وأن يصوم رمضان ، وأن يحافظ على الصلاة ، ومن تاب تاب الله عليه .
نسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين التوفيق إلى التوبة النصوح ، والهداية إلى سبل الخير ، والعافية من طاعة الشيطان ، ومن طاعة قرناء السوء .
وينبغي أن يوصى باجتناب قرناء السوء وصحبة الأشرار ، فإن صحبة الأشرار تجره كثيرا إلى أسباب الفساد ، وإلى أسباب غضب الله ، فالواجب عليه أن يحذر صحبة الأشرار ، وأن يبتعد عن قرناء السوء ، وأن يتوب إلى الله من ترك الصلاة ومن ترك الصيام ، ومن شرب المسكر ، وأن يستقيم على طاعة الله ورسوله ، والله جل وعلا يقول : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : التائب من الذنب كمن لا ذنب له نسأل الله لنا وله ولكم ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق ، والتوبة الصادقة .
=============================================
الشيخ /عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
برنامج نور على الدرب ، الشريط رقم ( 104 ) .
------------------
ربِ اشرحلي صدري ويسرلي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
س : ما حكم تارك الصلاة؛ لأني سمعت في برنامج نور على الدرب من أحد المشايخ أنه إذا عقد المسلم عقد نكاح على إحدى الفتيات المسلمات وهي لا تصلي يكون العقد باطلا ولو صلت بعد الزواج ، وعندنا في قريتنا 50 في المائة لا يصلون قبل الزواج؟ نرجو التوضيح .
ج : لقد دل الكتاب والسنة على أن الصلاة أهم وأعظم عبادة بعد الشهادتين ، وأنها عمود الإسلام ، وأن الواجب على جميع المكلفين من المسلمين المحافظة عليها ، وإقامتها كما شرع الله تعالى ، قال سبحانه وتعالى : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ وقال تعالى : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ وقال تعالى : وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ
فدل ذلك على أن الذي لا يصلي لا يخلى سبيله ، بل يقاتل ، وقال تعالى : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ فدل على أن من لم يصل ليس بأخ في الدين . والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا .
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة قمن تركها فقد كفر خرجه الإمام أحمد ، وأهل السنن بإسناد صحيح ، عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه ، وخرج مسلم في صحيحه ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
والتعبير بالرجل لا يخرج المرأة ، فإن الحكم إذا ثبت للرجل فهو للمرأة كذلك ، وهكذا ما يثبت للمرأة يثبت للرجل إلا بدليل يخص أحدهما ، فهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على أن تارك الصلاة يكون كافرا من الرجال والنساء بعد التكليف .
وثبت في الحديث الصحيح أيضا ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الأمراء الذين لا يقيمون الدين كما ينبغي هل نقاتلهم . قال : لا إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان وفي لفظ آخر : ما أقاموا فيكم الصلاة
فدل على أن من لم يقم الصلاة فقد أتى كفرا بواحا .
وقد اختلف العلماء في هذه المسألة :
فقال بعضهم : إن الأحاديث الواردة في تكفير تارك الصلاة يراد بها الزجر والتحذير ، وكفر دون كفر ، صلى هذا ذهب الأكثرون من الفقهاء .
وذهب جمع من أهل العلم إلى أن تركها كفر أكبر ، على ظاهر الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
والكفر متى عرف بأداة التعريف وهي ( أل ) ، وهكذا الشرك ، فالمراد بهما : الكفر الأكبر والشرك الأكبر ، قال صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر
فدل ذلك على أن المراد : الكفر الأكبر؛ لأنه أطلقه صلى الله عليه وسلم على أمر واضح وهو أمر الصلاة ، وهي عمود الإسلام ، فكون تركها كفر أكبر لا يستغرب؛ ولهذا ذكر عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل ، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنهم كانوا لا يرون شيئا تركه كفر غير الصلاة ) ، فهذا يدل على أن تركها كفر أكبر بإجماع الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن هناك أشياء يعرفون عنها أنها كفر ، لكنه كفر دون كفر ، مثل البراءة من النسب ، ومثل القتال بين المؤمنين . لقوله صلى الله عليه وسلم : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر فهذا كفر دون كفر إذا لم يستحله ، ويقول صلى الله عليه وسلم : إن كفرا بكم التبرؤ من آبائكم وقوله عليه الصلاة والسلام : اثنتان في الناس هما بهم كفر النياحة والطعن في النسب فهذا كله كفر دون كفر عند أهل العلم؛ لأنه جاء منكرا غير معرف بـ ( أل ) .
ودلت الأدلة الأخرى دالة على أن المراد به غير الكفر الأكبر ، بخلاف الصلاة فإن أمرها عظيم ، وهي أعظم شيء بعد الشهادتين وعمود الإسلام ، وقد بين الرب عز وجل حكمها لما شرع قتال الكفار ، فقال : فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ وقال عليه الصلاة والسلام : نهيت عن قتل المصلين فدل على أن من لم يصل يقتل ، ولا يخلى سبيله إذا لم يتب .
والخلاصة : أن القول الصواب الذي تقتضيه الأدلة : هو أن ترك الصلاة كفر أكبر ولو لم يجحد وجوبها ، ولو قال الجمهور بخلافه ، فإن المناط هو الأدلة ، وليس المناط كثرة القائلين ، فالحكم معلق بالأدلة ، والترجيح يكون بالأدلة ، وقد قامت الأدلة على كفر تارك الصلاة كفرا أكبر ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، فيفسره قوله في الحديث الآخر : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأمولهم إلا بحق الإسلام متفق على صحته ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
فلا عصمة إلا بإقامة الصلاة ، ولأن من لم يقم الصلاة لم يؤد حق ( لا إله إلا الله ) ، ولو أن إنسانا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويصلي ، ويصوم ، ويتعبد ، ثم جحد تحريم الزنا وقال : إن الزنا حلال كفر عند الجميع ، أو قال : إن الخمر حلال أو اللواط ، أو بَال على المصحف متعمدا أو وطئه متعمدا؛ استهانة له كفر ، ولم تعصمه الشهادة أو نحو ذلك مما يعتبر ناقضا من نواقض الإسلام ، كما أوضح ذلك العلماء في ( باب حكم المرتد ) في كل مذهب من المذاهب الأربعة .
وبهذا يعلم أن المسلم الذي يصلي وليس به ما يوجب كفره إذا تزوج امرأة لا تصلي فإن النكاح باطل ، وهكذا العكس؛ لأنه لا يجوز للمسلم أن ينكح الكافرة من غير أهل الكتابين ، كما لا يجوز للمسلمة أن تنكح الكافر؛ لقول الله عز وجل في سورة الممتحنة في نكاح الكافرات : لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ الآية ، وقوله سبحانه في سورة البقرة : وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ الآية .
=============================================
الشيخ/عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
من برنامج نور على الدرب
=============================================
<center>حكم عقد الزواج لزوجين أحدهما لا يصلي</center>
س : سؤال من : ل . ع - يقول فيه : أعمل مأذون أنكحة ، وقد سمعت من بعض المنتسبين للعلم : أن عقد الزواج لزوجين أحدهما لا يصلي باطل ولا يجوز العقد لهما ، فهل هذا صحيح؟ وماذا أعمل إذا طلب مني عقد قران؟ هل أسأل عن حال الزوجين من ناحية صلاتهما؟ أو أعقد القران دون السؤال؟ أفتونا مأجورين .
ج : بسم الله ، والحمد لله ، إذا علمت أن أحد الزوجين لا يصلي فلا تعقد له على الآخر؛ لأن ترك الصلاة كفر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة خرجه مسلم في صحيحه ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم :
العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد ، وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح .
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يهدي ضالهم ، إنه سميع قريب .
============================================= سبق أن نشرت في كتاب سماحته ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ) الجزء الثامن ، ص 396 .
=============================================
<center>زوجها لا يصلي ولا يصوم ويفعل المحرمات هل عليها ذنب في جلوسها معه </center>
س : هذه رسالة وردتنا من مرسلة رمزت لاسمها بـ : أختكم في الله ص . س - تقول في رسالتها : أنا سيدة في الأربعين من عمري لي أطفال سبعة : ثلاثة اختاوهم الله عز وجل إليه ، وأربعة أحياء . تتلخص مشكلتي في عدة أسئلة أولها : أنني متزوجة منذ عشرين سنة من رجل لا يعرف الصلاة ، ولا الصيام ، ويشرب المحرمات من خمر وما شابهها والعياذ بالله ، وكلما حاولت الخلاص منه يقول لي : بأنه سوف يتوب ، ولكنه بالكلام فقط ، وكل من أشكي له حالي يقول : اصبري من أجل أطفالك ، وقد صبرت كل هذه السنوات من أجلهم ، والآن كبروا وأصبحوا رجالا ، ويطلبون هم مني ذلك ، ويقولون : إن البيت بيتهم ولا دخل للوالد بذلك ، وأنا أسألكم الآن هل علي ذنب في جلوسي معه أم لا؟ وكذلك جلوس أطفالي عنده ، أفيدوني أفادكم الله .
ج : لا ريب أن ترك الصلاة كفر ، ولا ريب أن ترك الصيام من أكبر المعاصي ، ولا ريب أن شرب المسكر من أعظم المعاصي والكبائر ، فهذا الرجل قد جمع بين الكفر وأنواع من الفسق ، وأعظم ذلك : ترك الصلاة ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة وهذان الحديثان صحيحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلاهما يدل على كفر هذا الرجل كفرا أكبر .
وقال بعض أهل العلم : إنه لا يكفر كفرا أكبر ، إلا إذا كان يجحد الوجوب ، فإنه يكفر بذلك بإجماع أهل العلم ، أما إذا كان لا يجحد وجوبها ولكن يتركها تكاسلا فإنه لا يكفر بذلك كفرا أكبر ، ولكنه يعتبر عاصيا معصية عظيمة ، وكافرا كفرا أصغر .
وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه يكفر بترك الصلاة كفرا أكبر ، ولو لم ينكر وجوبها ، وهذا هو الحق ، وهو الصواب : أنه يكفر بترك الصلاة كفرا أكبر ولو لم ينكر وجوبها . فالذي أنصحك به وأوصيك به أن تمتنعي منه ، وأن لا تمكنيه من نفسك ، حتى يتوب إلى الله ويرجع إلى الصلاة .
والأولاد أولاده للشبهة التي هي شبهة النكاح ، ولا شك أن أولاده لاحقون به ، ولكنك تبقين في البيت عند أولادك؛ لأنهم كبار ، وتمتنعين من أن يقربك بجماع وغيره ، حتى يتوب إلى الله ، وحتى يدع عمله السيئ ، ولا سيما ترك الصلاة ، فإذا تاب إلى الله وصلى فلا مانع ، وعليه : أن يتوب إلى الله أيضا من ترك الصيام ، ومن شرب الخمر ، وعلى أولاده أن يعينوه على الخير ، وينصحوه ، ويستعينوا على هذا بأقاربهم الطيبين من أعمام وبني عم طيبين يعينونهم على نصيحة والدهم؛ لعل الله يهديه بأسبابهم ، فإن من أعظم بره أن ينصح ويوجه إلى الخير؛ لعل الله أن يهديه بذلك ، ولعله يسمع كلمتي هذه ، ولعلكم تسجلونها إذا سمعتموها وتقرأونها عليه ، فالله جل وعلا نسأله له الهداية .
والحاصل : أن عليك أن تبتعدي عنه ، وأن لا يقربك حتى يتوب إلى الله من ترك الصلاة ، فإذا تاب من ترك الصلاة فهو زوجك ، وأما شرب الخمر وترك الصيام فهما معصيتان عظيمتان ، لكنهما لا يوجبان بطلان النكاح عند أهل العلم من أهل السنة والجماعة ، وعليك وعلى أولادك وعلى أقاربه وعلى الأخيار من جيرانه أن ينصحوه ، وعليه أن يتقي الله ، وأن يبادر إلى التوبة قبل أن يحل به الأجل ، والخمر شرها عظيم ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه لعن الخمر وشاربها ، وساقيها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وبائعها ، ومشتريها ، وآكل ثمنها ) ، والعياذ بالله ، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن وهذا يدل على ضعف الإيمان ، أو عدم الإيمان ، نسأل الله العافية ، وقال عليه الصلاة والسلام :
**** إن عهدا على الله أن من مات وهو يشرب الخمر أن يسقيه الله من طينة
الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال عصارة أهل النار أو قال : عرق أهل النار
وأما ترك صيام رمضان فهو أمر عظيم؛ لأن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من ترك الصيام عمدا فيجب عليه أن يتوب إلى الله ، وأن يصوم رمضان ، وأن يحافظ على الصلاة ، ومن تاب تاب الله عليه .
نسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين التوفيق إلى التوبة النصوح ، والهداية إلى سبل الخير ، والعافية من طاعة الشيطان ، ومن طاعة قرناء السوء .
وينبغي أن يوصى باجتناب قرناء السوء وصحبة الأشرار ، فإن صحبة الأشرار تجره كثيرا إلى أسباب الفساد ، وإلى أسباب غضب الله ، فالواجب عليه أن يحذر صحبة الأشرار ، وأن يبتعد عن قرناء السوء ، وأن يتوب إلى الله من ترك الصلاة ومن ترك الصيام ، ومن شرب المسكر ، وأن يستقيم على طاعة الله ورسوله ، والله جل وعلا يقول : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : التائب من الذنب كمن لا ذنب له نسأل الله لنا وله ولكم ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق ، والتوبة الصادقة .
=============================================
الشيخ /عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
برنامج نور على الدرب ، الشريط رقم ( 104 ) .
------------------
ربِ اشرحلي صدري ويسرلي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
الصفحة الأخيرة
------------------
اختكم دهن العود مرحبا بكم في صفحة دهن العود