maryam232
maryam232
متى بدأت فتنة الدجال؟ وهل هو السامريّ؟

سبق الحديث عن فتنة الدهماء، ويمكن القول إنَّ هذه الفتنة هي من أعظم وآخر فتن الدجال قبل خروجه الصريح، ففتنته غير محصورة في هذا الخروج المحدود بل هي أو أوسع من ذلك بكثير، والأدلّة على ذلك عديدة، بل إنَّ الكاتب في موقع (أخبار الدجال) أثبت أنَّ الدجَّال هو السامري الذي فتن بني إسرائيل بعبادة العجل، وفتن الهندوس بعبادة البقر، وفتن النصارى بعقيدة التثليث...، وذلك موقع غني وإن كان ليس كلّ ما فيه صحيح ولكن كثير مما فيه صحيح وكثير منه أقرب إلى الصواب منه إلى الخطأ وأكثر ما فيه يصعب إثبات نفيه، وقد تحدّث الفائق في منتدى التحرير عن هذا الموقع بصورة سريعة (قراءة سريعة في أخبار الدجال) وأنا أنصحك بقراءة موضوع الفائق ثم الاطلاع على ذلك الموقع.

وأذكر هنا الأدلّة على أنَّ فتنة الدجال بدأت منذ زمن بعيد وأنّنا نعيش فتنته الآن:

1- قول النبي صلى الله عليه وسلم: {ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب}(صحيح مسلم) فما فائدة هذا الإنذار والتحذير إذا كانت فتنته محصورة في 40 يومًا تعدل عامًا وربع هي من آخر أمَّة محمّد صلى الله عليه وسلم؟!.

2- أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من فتنته بعد التشهّد الأخير من الصلاة، فما فائدة السابقين من هذه الاستعاذة إذا كانت فتنته محصورة في تلك الأربعين يومًا؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنَّه لن يخرج قبل ظهور المهدي، وأنَّ هذا لن يكون قبل مئات السنين من بعثته، وقد سبق ذكر الآثار الصحيحة التي تدلّ على أنَّه يعلم بكلّ فتنة هي كائنة إلى قيام الساعة0

3- قول النبي صلى الله عليه وسلم: {ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال}(صحيح مسلم) وفي رواية الحاكم وصحّحها: {ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر عند الله من الدجال} فلو كانت فتنته محصورة في تلك الأربعين يومًا فقط لَكانت فتنة الذي أدخل عقيدة التثليث على النصارى أشدّ ولكانت فتنة الماسونية والدهماء أشدّ إلاّ أن يكون هو رأسها كلها.

4- قول النبي صلى الله عليه وسلم: {إنَّما يخرج من غضبة يغضبها}(صحيح مسلم) فما فائدة غضبه هذا إذا كان لا يزال مقيّدًا في جزيرته؟ هل ستخشاه الجساسة فتطلق قيوده؟ ثم مماذا يغضب إذا لم يغضب من الانتصارات والفتوحات الإسلامية الواسعة والسريعة في القرن الأوّل؟ بل هو يغضب عندما يرى انهيار مخطَّطاته على يد المهدي وانتصاراته وهزيمة الروم في الملحمة الكبرى وهي آخر محاولاته (الخفيّة) للقضاء على المهدي ودولته، فيغضب لذلك فيخرج الخروج الصريح والسريع، يخرج من مملكته الخاصّة لا من جزيرته وسجنه.

5- حديث تميم الداري؛ فلو كانت فتنته محصورة في تلك الأربعين يومًا فما الحكمة من وجوده في تلك الجزيرة كلّ هذه القرون؟.



حديث تميم الداريّ:

قال النبي صلى الله عليه وسلم عن تميم الداري t: {أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرًا في البحر ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قالوا وما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة قال فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قطّ خلقًا وأشدّه وثاقًا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرًا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعًا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة فقال أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يثمر قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر قال أخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب قال أخبروني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال أخبروني عن نبي الأمِّيين ما فعل قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب قال أقاتله العرب قلنا نعم قال كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال لهم قد كان ذلك قلنا نعم قال أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإنّ على كل نقب منها ملائكة يحرسونها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر: هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة، يعني المدينة، ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق}(صحيح مسلم) وقول الدجال: أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج . . . لا ينافي ما قيل سابقًا، ولا ما سياتي، بل هو يعني الخروج الأخير والصريح، والله تعالى أعلم.

إثبات كون الدجال هو السامري:

أخبر الله تعالى موسى بما فعله قومه من بعده من عبادة العجل فرجع إلى قومه غضبان أسفًا } وألقى الألواح { } وفي نسختها هدًى ورحمةً للذين هم لربّهم يرهبون { ثم أخذ بلحية أخيه هارون النبيّ الكريم ورأسه يجرّه إليه! فأيّ غضب هذا الذي بلغ بموسى؟! ومع هذا الغضب الشديد ومع علمنا بشدّته وقوّته، فإنَّنا نتوقّع أن يدمّر أصل الفتنة والشرّ ويقضي عليه فورًا، ولكن موسى لم يفعل له شيئًا!! } قال فما خطبك يا سامري؟ قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضةً من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سوّلت لي نفسي، قال فاذهب فإنَّ لك في الحياة أن تقول لا مساس وإنَّ لك موعدًا لن تخلفه { وكأنّه قد جاءه الأمر من الله تعالى بتركه.

وما سبق ليس استدلالاً جازمًا على كون السامري هو الدجال ولكن فيه إشارة قويّة جدًّا وليس هناك ما ينافيه على حدّ علمي.

بل إنَّ الموعد في قوله } وإنّ لك موعدًا لن تخلفه { أرى أنّ المقصود به هو موعده مع عيسى صلى الله عليه وسلم، وهذا أقوى من القول بأنّ الموعد هو الموت الذي يصيب كلّ الناس أو يوم القيامة الذي يجمع كلّ الناس، بل هو موعد خاصّ به، وعبارة موسى هذه هي عبارة تحذير بأنّه لم يتركه عفوًا عنه وتجاوزًا عمَّا فعل، بل تركه لأنّ الله تعالى قد قدّر وقضى أن يقتله شخص آخر غير موسى في موعدٍ محدّد لن يخلفه.



الموضوع التالي (صفة الدجال وخروجه الأخير)
maryam232
maryam232
صفة الدجال وخروجه الأخير

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الدجال يخرج من أرضٍ بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأنّ وجوههم المجان المطرقة}(صحَّحه الحاكم والذهبي والألباني) {...وإنَّ قبل خروج الدجال ثلاث سنواتٍ شداد يصيب الناس فيها جوعٌ شديد، يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثمَّ يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثمَّ يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كلّه فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كلّه فلا تنبت خضراء، فلا يبقى ذات ظلفٍ إلاَّ هلكت إلاَّ ما شاء الله، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير والتحميد، ويجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام}(صحيح الجامع).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {ما من نبي إلاّ وقد أنذر أمّته الأعور الكذاب ألا إنّه أعور وإنّ ربّكم ليس بأعور، ومكتوب بين عينيه ك ف ر}(صحيح مسلم) {الدجال مكتوب بين عينيه ك ف ر أي كافر}(صحيح مسلم) {الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر ثم تهجاها ك ف ر يقرؤه كلّ مسلم}(صحيح مسلم) {إنَّ المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأنّ عينه عنبة طافئة}(صحيح مسلم) {الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر معه جَنَّة ونار فناره جَنَّة وجَنَّته نار}(صحيح مسلم) {إنَّ معه ماءًا ونارًا فناره ماء بارد وماؤه نار فلا تهلكوا}(صحيح مسلم) {لأنا أعلم بما مع الدجال منه} أي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أعلم من الدجال بالذي معه {معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجّج فإمّا أدركنّ أحد فليأت النهر الذي يراه نارًا وليغمض ثم لْيطأطىء رأسه فيشرب منه فإنّه ماء بارد وإنّ الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كلّ مؤمن كاتب وغير كاتب}(صحيح مسلم).

الدجال هو أحد بني آدم وُلد منذ أكثر من 3500 عام، قصير ضخم شديد الخلقة أسمر في وجهه حمرة أجلى الجبهة عريض الرقبة جعد الشعر شديد الجعودة أعور العينين أفحج (بعيد ما بين الساقين) إذا مشى باعد ما بينهما، يخرج من قِبل المشرق (من خراسان) ويدور الأرض في 40 يومًا تعدل سنة وشهران ونصف، يفتن الناس بما معه من الخوارق والشبهات والشهوات، ثمَّ ينتهي إلى دمشق ومعه 70 ألفًا من يهود أصبهان فيحاصرها وفيها المهدي وأصحابه.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ليَفرَّنَّ الناس من الدجال في الجبال} قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: {هم قليل}(صحيح مسلم) وقال: {ليس من بلدٍ إلاَّ سيطؤه الدجَّال إلاَّ مكة والمدينة وليس نقبٌ من أنقابها إلاَّ عليه الملائكة صافّين تحرسها، فينزل بالسبخة فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منها كلّ كافر ومنافق}(صحيح مسلم) وفي روايةٍ أخرى: {فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه فيخرج إليه كلّ منافق ومنافقة}(صحيح مسلم) وقال: {يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة}(صحيح مسلم).

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {يخرج الدجال فيتوجّه قِبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح؛ مسالح الدجال فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج، قال فيقولون له: أوَما تؤمن بربِّنا؟ فيقول: ما بربِّنا خفاء، فيقولون: اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربّكم أن تقتلوا أحدًا دونه، قال: فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فيأمر الدجال به فيشبح فيقول: خذوه وشجّوه، فيوسع ظهره وبطنه ضربًا، قال فيقول: أوَما تؤمن بِي؟ قال فيقول: أنت المسيح الكذَّاب، قال: فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم، فيستوي قائمًا، قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلاً بصيرة قال ثم يقول: يا أيها الناس إنَّه لا يفعل بعدي بأحدٍ من الناس، قال: فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسًا فلا يستطيع إليه سبيلا، قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار وإنما ألقي في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أعظم الناس شهادة عند ربِّ العالمين}(صحيح مسلم) ويخرج من المدينة، ففي رواية أخرى: { يأتي وهو محرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس...} قال أبو إسحاق: يُقال إنَّ هذا الرجل هو الخضر عليه السلام (صحيح مسلم).



الموضوع التالي (الدجال وما بعده إلى قيام الساعة)
maryam232
maryam232
الدجال وما بعده إلى قيام الساعة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {غير الدجَّال أخوَفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيج نفسه والله خليفتي على كلّ مسلم، إنَّه شابٌّ قطَط عينه طافئة كأنِّي أشبِّهه بعبد العزَّي بن قطن فمن أدركه منكم فلْيقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنَّه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينًا وعاث شمالاً يا عباد الله فاثبتوا} قيل: يا رسول الله؛ وما لبثه في الأرض، قال: {أربعون يومًا؛ يومٌ كسنة ويومٌ كشهر ويومٌ كجمعة وسائر أيامه كأيامكم} قيل: يا رسول الله؛ فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم، قال: {لا، اقدروا له قدره} قيل: يا رسول الله؛ وما إسراعه في الأرض، قال: {كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرًّا وأسبغه ضروعًا وأمدّه خواصر، ثمّ يأتي القوم فيدعوهم فيردُّون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيءٌ من أموالهم، ويمرُّ بالخربة فيقول لها أَخرِجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثمَّ يدعو رجلاً ممتلئًا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثمّ يدعوه فيقبل ويتهلّل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعًا كفّيه على أجنحة ملَكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحلّ لكافرٍ يجد ريح نفسه إلاَّ مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لدّ فيقتله ثمّ يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدّثهم بدرجاتهم في الجنَّة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إنِّي قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحدٍ بقتالهم فحرِّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كلّ حدبٍ ينسلون، فيمرّ أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمرّ آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرّة ماء، ويُحصَر نبيّ الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينارٍ لأحدكم اليوم فيرغب نبيّ الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسي كموت نفسٍ واحدة ثمَّ يهبط نبيُّ الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبرٍ إلاَّ ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبيّ الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثمَّ يرسل الله مطرًا لا يكنّ منه بيت مدَرٍ ولا وَبرٍ فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثمَّ يُقال للأرض أنبتي ثمرتك وردِّي بركتك فيومئذٍ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلّون بقحفها ويبارَك في الرسل حتى أنَّ اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كلَّ مؤمن وكلّ مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة}(صحيح مسلم).



الموضوع التالي (المسيح عيسى بن مريم e)
maryam232
maryam232
المسيح عيسى بن مريم e

في أحد الأيام العظيمة عند المسلمين عند إقامة صلاة الفجر ينزل رسول الله عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم عند المنارة البيضاء شرق دمشق ويصلي خلف الإمام (المهدي) ثمَّ يأمر بفتح الباب فيراه الدجال فيهرب، فيلحق به ويدركه عند باب لدّ الشرقي عند فلسطين ويقتله بحربته فتنتهي فتنته الطويلة، ويقاتل المسلمون اليهود ويقتلونهم فينتهي اليهود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم بن مريم حكمًا مقسطًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد}(متفق عليه) وقال: {لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلاّ الغرقد فإنّه من شجر اليهود}(متفق عليه واللفظ لمسلم).

ثمَّ يبعث الله تعالى يأجوج ومأجوج وهم من كلّ حدبٍ ينسلون، فيتحصَّن الناس في مدنهم وحصونهم ويلجأ نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين إلى الطور، إذ لا قِبَل ولا قدرة لأحدٍ من الناس على مواجهة يأجوج ومأجوج، فيدعو نبيّ الله عيسى صلى الله عليه وسلم ربّه فيرسل عليهم الدود في أعناقهم فيموتون موتةً واحدة، فتمتلئ الأرض من زهمهم ونتنهم فيرغب المسيح إلى الله تعالى فيرسل عليهم طيرًا كأعناق البخت (الإبل طويلة العنق) تحملهم إلى حيث شاء الله ثمَّ يرسل المطر فيغسل الأرض.

ثمَّ يفتح المسيح صلى الله عليه وسلم روما ويقاتل الناس على الإسلام فلا يقبل غير الإسلام، ويُهلك الله المللَ كلَّها غير الإسلام، وتنتهي الحروب كلّها ويعمّ السلام والأمن والبركة حتى تكفي الرمَّانة الجماعة من الناس ويكفي عنقود العنب الجماعة من الناس، ويُنزع السمّ من كلّ ذي سمّ وتُنزع الحمة (الشراسة والوحشية) من الوحوش حتى يُدخل الطفل يده في فم الحية لا تضرّه ويلعب الناس مع الأسود ويمشي الذئب مع الغنم لا يضرّها ويفيض المال حتى لا يقبله أحد وترتفع البغضاء والشحّ والحسد وتُخرِج الأرض نباتها زمن آدم صلى الله عليه وسلم، وتعود أرض العرب مروجًا وأنهارا، قال النبي محمَّد صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدًا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارا}(صحيح مسلم).

وعيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم قد وُلد قبل عشرات القرون (أكثر ألفَي عام) من أمّ بلا أب، شاب جميل مربوع الجسم آدم كأحسن ما ترَى من أدم الرجال أقرب إلى الحمرة والبياض، ناعم الشعر تملأ لمته (شعره) بين كتفيه، كأنّه خارج من حمام من شدّة نداوته، يمكث أرعين عامًا ثم يموت ويصلِّي عليه المسلمون، وقيل إنَّه يُدفن بجوار نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما.



الموضوع التالي (الدابّة وطلوع الشمس من مغربها)
maryam232
maryam232
الدابة وطلوع الشمس من مغربها

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنَّ أوّل الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا}(صحيح مسلم) والمقصود أوّل الآيات الكونية الخارقة للمألوف والمؤذنة بزوال الكون. فبعد ليلةٍ طويلة قدر 3 ليالٍ تطلع الشمس من مغربها حتى تتوسَّط السماء، ويُغلَق باب التوبة، ثمَّ تعود إلى دورتها كما كانت، وفي ضحى ذلك اليوم تخرج دابة عظيمة من صدعٍ في جبل الصفا، فتسِم الناس في وجوهم فتميز بين المؤمن والكافر، لا يفلت منها أحد ولا يدركها أحد، وتمكث عامًا، قال الله سبحانه وتعالى: } وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلمهم أنَّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون {(82 النمل) وتكلمهم تُقرأ بتشديد اللام وكسرها، وفي أثرٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: {تخرج الدابة معها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتختم أنف الكافر بالخاتم حتى إنَّ أهل الخوان ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر}(حسّنه الترمذي وضعّفه الألباني والأرنؤوط) وقال: {تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل الدابة فيقال : ممن اشتريت ؟ فيقول : من الرجل المخطم}(صحيح الجامع) وفي أثرٍ آخر في مسند الطيالسي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لها ثلاث خرجات من الدهر فتخرج في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية يعني مكة ثم تكمن زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك فيعلو ذكرها أهل البادية ويدخل ذكرها القرية يعنى مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة خيرها وأكرمها المسجد الحرام لم يرعهم إلاّ وهي ترغو بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب فأرفض الناس معها شتى ومعا وثبت عصابة من المؤمنين وعرفوا أنّهم لن يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى تجعلها كأنّها الكوكب الدرِّيّ وولّت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى إنّ الرجل ليتعوّذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول يا فلان يا فلان آلآن تصلّى؟ فيقبل عليها فتسمه في وجهه ثم ينطلق ويشترك الناس في الأموال ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر حتى إنّ المؤمن يقول يا كافر أقضني حقِّي وحتى إنّ الكافر يقول يا مؤمن أقضني حقِّي}.



الموضوع التالي (الدخان والريح)