الأول
أستاذان .......
كيف نشدو بتسبيح
كيف تكسو لغتنا بيانا بأشعة
يا دوحة ببيان ..حروفك استدعاء لطير يوم غدا أخمص طاو ففاء لشعرك وانتشى قواف صافات سائلات من لدن رحيم
يا دوحة ببيان كيف أستظل بظلك وأشرق في فيئك ولا من أتحاسى معه أمنا وسكينة
أخبريني من حروفك ذهبية الأفعال والأسماء كيف يخلو فؤادي من ذاك الطرق الخفي حزين الايحاء وأنا أسمعه .... يقول بهمس ويقول بيقين
يا صاحبي
يا قرة العين وسكون الريح الجفول ما سنرى
يا صاحبي
يا سماء القلب بلا غيم إلا من قطر مندى بحب فوقي أبشر بسلم يعم بلا عدوان ولا ظلم ولا أسر المحبين في سحر في منابر النور والمحاريب
يا صاحبي
أخرجونا من قبل أن نعلن للحر في يوم قصة فيها ضياء الحب والهدى
وقبل أن نحرر العبد من ربقة الذل والبرحاء
يا صاحبي
داست خيول عرجاء موطئا خلق لاستقامة فشاهت الوجوه وعربدت مستبيحة كرما فسيحا
يا صاحبي
لا تحزن فدموع العين غسول القلب بلا وهن فلا تُجْرِها فمن خلقها جعل في القلب سكن
يا صاحبي إن الله معنـــــــــا
أي رقة تلك .......تتشابك أكمام الورود تقف خجلة أمام دوحة بيان
قولة فيها جملة التصوير لنفس أرق من رفيف النسيم يوم غدى مائلا على أقحوان
(( لا تحزن إن الله معنا ))
اخفضي صوتك لما تشدين بها وأغمضي العين في هدأة مطواعة لرؤيا الحبيب وصاحبه صديق الصدق والإيمان
واسمعيه يهمس
(( لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه ... ))
تعلمي كما تعلمت رفقة الروح كيف تكون
تتلمذي على أساتذة سألوا السحاب أين ممشاك فعلموا أنه في العلا فاعتلوه
وسألوا البيداء أين تمتدي فعلموا أنها أرحب بالخير فعملوا
وسألوا الجبال كيف شمخت فتعلموا لغة الصبر فاشتدوا
وسألوا الباريء كيف الخلاص فأخلصوا
وتصاحبوا
حبيب وصديق
لله وفي الله تصاحبا وخرجا من ظلمة إلى كهف أنير بحبهما
أستاذان في رفقة الطيور الباكرات صبحا أنشدوا لنا كيف تكون
الأخوة في الله
صنعوا من جدائل المحبة خيمة لا يخترقها طلسم ساحر مأفون ولا مقتف أثر مهووس
نشرالصدق يده ببياض فكان ثاني اثنين في الغار
وعندما كان الحزن يملؤ الوجدان يسري كما جدول في قلب في ليل أوحش ظلمة ....اخترقه همس رقيق
لا تحزن إن الله معنا
أواه يا نفس ما أرق ما تسمعين
أيسكن الحزن وجدانا سمع ذاك الهمس ؟؟ لا و ألف لا ..... تعلمت القلوب فيه كيف تحيا بالحب وتقوى بالحب وترضى بالحب وتصبر بالحب
وتعلمت أنه مهما تغايدت في القلوب زينة دنيا ..وتمايلت على الأعطاف تتثنى دلالا فلا حلاوة فيها كحلاوة ذاك الشعور الذي يسري يطمئن القلب الحزين
شعورك بقرب الله منك
لن تفيد توليفات البشر فيه بل هي يد الرحمن تمسح القلوب المكدودة المهمومة وتبريء الوجدان من حزن
فتعلو كلمة الله
هذان أستاذان علماني كيف أحب في الله وأخرج الدنيا من ريشة رسمت بها صورة اخوة
وكيف أخلص النفس من خضوع لحزن بيقين بقرب
وأي قرب
قرب بدوحة ببيان
من خالق الإنسان
(( ((إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ قال لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ))
الأول
أستاذان .......
كيف نشدو بتسبيح
كيف تكسو لغتنا بيانا بأشعة
يا دوحة ببيان...
الرابع
قصر مشيد وجيوش من عاملات كالنحل تدور في إبكار ومنتهى ليل
تحمل الهناء و تصبح بلا شكاة وتمسي بلا همس متذمر
جدران القصر من بلور لجيني يغشاه ضوء شعاعات أيام من زمن عز فتخترقه ولا تتكسر فمن صنعه توافرت في صنعته فن موهوب وعلم مدروس وخوف من سيد القصر الطاغية
الكل لا ينظر إلى أعلى وتخترق عيونه فقط سطوح أرض القصر فيتثاقل الهواء سفلي النزول مرورا برؤوسهم المحنية ويجبرهم أيضا على الانحناء
حتى الهواء لا يسمح لهم برفع الرأس فترى الأعطاف مثنية فقط تعمل للأسياد عبيد الهوى والعيون و تحبس المدامع في المآقي خوفا من رب لم يكن رب الأرباب .
وتدخل الوصيفة المقربة صغيرة سمراء كترب مصر الغنية وتحمل نيلا في قلبها رقراقا كذاك الدمع الجاري في مآقيها
تقترب من سيدتها ثم ترتد قليلا ونور محيط بالمكان رغم مغيب شمس من ستائر منسدلة
وتسمع
فتصغي لتمتمات هادئة
تجلس سيدتها أرضا
ما أغرب ذلك!!!!!!! حدثت الوصيفة نفسها
أسيدة الشرق والغرب كله ...درة القصر وزوجة من تختلف الأضلاع لاسمه ,,,,,,,,تجلس أرضا !!!!
؟؟؟؟؟؟
وصوت الخوف يقرع الأبواب فقد ابتدأ احتفال الظالمين بشرب الأنخاب وعلى شرف الضحايا
__اعبدوني فأنا ربكم صاح صوته مجلجلا
__أنا أحيي وأميت
وقهقه الخانعون شيطانيو التبعات وتسابقت الأيدي تقذف حمم المجون في أجواف النتن حتى فاحت في سراديب القصر وردهات البنيان لتصل بظلم...... مصبوغة بدم المؤمنين
المخبتين .
وعلى باب سيدة القصر البلوري تنتشر أنوار الدعاء فتحمل على أيد من جند الله تنشرها في قلوب الصامتين والظالمين والحمقى والراجفين
وتسمع آية من آيات الله تتردد عذبة سحرية تتهادى على النفس برقة شجية تبدد ما اعتلى من استبداد وتزيح ثقل الهواء الخانع لترفع الهامات داعية , فقد انطلقت من درة مصر من امرأة فرعون :
((.............. قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ))
يا ألله ما ارق هذا الدعاء !!
بـُلغت يا امرأة فرعون , بـُلغت رجاؤك بإذن الله , فما اعظم أن يضرب الله بك مثلا للذين آمنوا
تركت يا امرأة سيد الشرق قاطبة في زمن العبيد , تركت الزينة والدنيا كلها , كانت مقدمة لك على ذهبية الأطباق وحرائر الفرش فتاقت نفسك لحرية عبادة الله
و كنت الأضعف وتكاثروا عليك بجلبتهم الضالة فقويت بدعائك
وقويت بثباتك
فأي شرف نلته يا مؤمنة أي شرف
ضرب الله بك مثلا للذين آمنوا في كتابه العظيم ليزدك شرفا على شرف وتكونين ممن أبدله الله قصرا مشيدا بائدا بقصر مشيد خالد
فكنت لي أستاذة أقتديك بالدعاء للثبات وإن أحيط ........ وإن أحيط