لجنة حصر الأضرار في كارثة سيول جدة تنهي أعمالها
الجمعة, 18 ديسمبر 2009
سعد آل منيع - جدة
أنهت لجنة حصر أضرار سيول جدة أعمالها أمس بعد أن رصدت ما يقارب 23 ألف عقار ومركبة خلال عملها منذ بداية الكارثة، فيما أتمت لجنة التقدير المكونة من وزارتي الداخلية والمالية برئاسة وزارة الداخلية، تقدير 1000 عقار ومركبة متضررة.
وكشف مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة في محافظة جدة العميد محمد القرني لـ “المدينة” أن لجنة الحصر أنهت أعمالها بحصر أكثر من 11953 عقارًا متضررًا، و10999 سيارة متضررة، مضيفًا إن عدد الأسر التي تم إيواؤها وصل إلى 7754 أسرة تضم 26593 شخصًا.
وأضاف إن لجنة تقدير الأضرار والتي بدأت عملها منذ عشرة أيام، وقفت على عدد من العقارات من منازل ومحلات، وكذلك أضرار المركبات التي وصل عددها ما بين 900 إلى 1000 عقار ومركبة حتى الآن وأعمالها قائمة، أمّا بخصوص صرف التعويضات فستقوم الجهات المعنية بالعمل على وضع آلية معينة وصرف التعويضات بعد انتهاء أعمال لجنة التقدير، وهناك معيار موحد يطبق على الجميع حسب آلية معينة، ومناسب لحجم الضرر الذي وقع للمتضرر.

هل تبرع تجار جدة ؟
هل صحيح أن رجال أعمال جدة قد قصروا مع إخوانهم المتضررين من فاجعة السيل الذي داهم أحياء جنوب وشرق مدينة جدة؟ أظن أنه من الطبيعي أن نتوجه إلى الأحياء المتضررة .. ونذهب إلى أماكن استقبال وتوزيع المساعدات على الجمعيات الخيرية لنرى بأعيننا من أين تأتي المساعدات الغذائية والملابس واللوازم الحياتية .
فتلك الأماكن سوف تحكي لنا كامل الحكاية بدون مجاملة.
لكن قبل شهادة الأماكن والبشر لابد من القول إن رجال الأعمال مدعوون للمساعدة والمواساة .. وعندما يفعلون ذلك، فهم يقومون بواجب يُمليه عليهم الدين وتمليه الوطنية والإنسانية.
تبرعت غرفة تجارة جدة بمركز المعارض وخصصته لاستقبال المساعدات.. وإعادة تقسيمها في عبوات لتوزيعها على المتضررين.
وعلى مدار الساعة تأتي السيارات إليه بأحجام مختلفة محملة بأطنان من المواد الغذائية.
وهناك شاهدت تجاراً ومندوبين يتابعون تسليم مواد الإعانة. ورأيت بنفسي أحد أبناء هؤلاء وقد أرسله والده ليتابع عمليات التسليم.
وأكد لي أحد الموظفين سرعة التواصل مع التجار فبمكالمة تلفونية أرسل أحدهم مواد تصل قيمتها إلى مليوني ريال.
وبكل تأكيد شارك في هذه التبرعات عدد كبير من الأهالي المحسنين وبعضهم جاؤوا بالقليل الذي لا يملكون غيره شعوراً منهم بواجب المسؤولية.
ربما أحتاج مقالاً آخر لأتحدث عن الجوانب الإنسانية في هذا العمل. لكن سأكتفي بقليل من كثير. فلم يفت أحد رجال الأعمال تغذية العاملين الذين تقارب أعدادهم 700 متطوع من الشباب والفتيات يومياً، فأمن لهم وجبات سريعة من مطاعمه على مدار الأيام التي يعملون فيها.
وسارع بعض رجال الأعمال بإرسال شاحنات الأغذية مباشرة إلى جمعيات البر العاملة في الأحياء المتضررة. وبعضهم كان يرسل وجبات ساخنة للسكان المتضررين.
هل هذا يكفي؟ أتفق مع زميلنا في صحيفة الوطن د. علي الموسى أن بعض أصحاب الجيوب المنتفخة بالمليارات غائبة عن هموم إخوانهم. فهناك رجال أعمال آخرين لم نسمع منهم.
لكن هناك أيضاً شركات من خارج جدة لا ترى ولا تسمع ما حصل. فالبنوك مازالت (نايمة) وشركات المقاولات الضخمة والممتدة في أرجاء المملكة تبخل حتى الآن بآلياتها ولا تحاول ولو ليوم واحد إزالة آثار السيول من أمام بيوت المتضررين.
صحيح أن هناك من تجار وأثرياء جدة من قاموا بواجبهم حيث كانوا المصدر الممول لهذه الأطنان التي يستقبلها مركز المعارض على مدار الساعة، إلا أن مساهمة جميع أثرياء المملكة أصبحت الآن واجبة.
كتبه / راكان حبيب
هل صحيح أن رجال أعمال جدة قد قصروا مع إخوانهم المتضررين من فاجعة السيل الذي داهم أحياء جنوب وشرق مدينة جدة؟ أظن أنه من الطبيعي أن نتوجه إلى الأحياء المتضررة .. ونذهب إلى أماكن استقبال وتوزيع المساعدات على الجمعيات الخيرية لنرى بأعيننا من أين تأتي المساعدات الغذائية والملابس واللوازم الحياتية .
فتلك الأماكن سوف تحكي لنا كامل الحكاية بدون مجاملة.
لكن قبل شهادة الأماكن والبشر لابد من القول إن رجال الأعمال مدعوون للمساعدة والمواساة .. وعندما يفعلون ذلك، فهم يقومون بواجب يُمليه عليهم الدين وتمليه الوطنية والإنسانية.
تبرعت غرفة تجارة جدة بمركز المعارض وخصصته لاستقبال المساعدات.. وإعادة تقسيمها في عبوات لتوزيعها على المتضررين.
وعلى مدار الساعة تأتي السيارات إليه بأحجام مختلفة محملة بأطنان من المواد الغذائية.
وهناك شاهدت تجاراً ومندوبين يتابعون تسليم مواد الإعانة. ورأيت بنفسي أحد أبناء هؤلاء وقد أرسله والده ليتابع عمليات التسليم.
وأكد لي أحد الموظفين سرعة التواصل مع التجار فبمكالمة تلفونية أرسل أحدهم مواد تصل قيمتها إلى مليوني ريال.
وبكل تأكيد شارك في هذه التبرعات عدد كبير من الأهالي المحسنين وبعضهم جاؤوا بالقليل الذي لا يملكون غيره شعوراً منهم بواجب المسؤولية.
ربما أحتاج مقالاً آخر لأتحدث عن الجوانب الإنسانية في هذا العمل. لكن سأكتفي بقليل من كثير. فلم يفت أحد رجال الأعمال تغذية العاملين الذين تقارب أعدادهم 700 متطوع من الشباب والفتيات يومياً، فأمن لهم وجبات سريعة من مطاعمه على مدار الأيام التي يعملون فيها.
وسارع بعض رجال الأعمال بإرسال شاحنات الأغذية مباشرة إلى جمعيات البر العاملة في الأحياء المتضررة. وبعضهم كان يرسل وجبات ساخنة للسكان المتضررين.
هل هذا يكفي؟ أتفق مع زميلنا في صحيفة الوطن د. علي الموسى أن بعض أصحاب الجيوب المنتفخة بالمليارات غائبة عن هموم إخوانهم. فهناك رجال أعمال آخرين لم نسمع منهم.
لكن هناك أيضاً شركات من خارج جدة لا ترى ولا تسمع ما حصل. فالبنوك مازالت (نايمة) وشركات المقاولات الضخمة والممتدة في أرجاء المملكة تبخل حتى الآن بآلياتها ولا تحاول ولو ليوم واحد إزالة آثار السيول من أمام بيوت المتضررين.
صحيح أن هناك من تجار وأثرياء جدة من قاموا بواجبهم حيث كانوا المصدر الممول لهذه الأطنان التي يستقبلها مركز المعارض على مدار الساعة، إلا أن مساهمة جميع أثرياء المملكة أصبحت الآن واجبة.
كتبه / راكان حبيب

رجل على هيئة هيكل عظمي يتنفس في حي الكرنتينا
"الكرنتينا".. مرة أخرى.. ومأساة أخرى اكتشفتها "الوطن" برفقة فريق متطوعي جدة الذين وصلوا صباح أمس لتقديم المساعدة للعم سالم الشلوي.
إنه "مومياء جدة"، وهو أدق وصف يمكن أن يشخص حالة العم "عبدالله فراج"، الراقد فوق سريره المتهالك في حارة الكرنتينا.. فهو هيكل عظمي يتنفس، ولا يستطيع أن يفعل شيئا آخر سوى الشهيق والزفير وحيداً في بيته المتواضع، إلا من مساعدة بعض الجيران الذين يجودون عليه بما يبقيه على قيد الحياة.
قاد أحد سكان الحي فريق المتطوعين برفقة مندوبين عن الشؤون الصحية والأمانة لتقديم المساعدة للعم سالم الذي نشرت "الوطن" قصته في عدد أمس، للتعرف على وضع جاره العم عبدالله فراج.. وهال الجميع منظره.. فهب الطبيب المرافق، وقام بعمل الفحوصات الأولية، النتيجة أنه "حي" فقط.. يعاني من هزال وضعف في المناعة والتهاب حاد في البروستاتا.
يقول العم فراج، وهو مواطن سعودي في العقد السابع من العمر: ليس لدي أي عائل يعولني في هذا العمر.. ولا أنسى فضل بعض الجيران البسطاء الذين يساعدونني في قضاء بعض حوائجي بقدر استطاعتهم بعد إصابتي بالمرض.
وأوضح أحد الجيران أن العم عبدالله كان منذ زمن قديم يعمل مستخدما في مقر بريد جدة في البلد، إلى أن كبر في السن وتقاعد عن العمل.
وأضاف: تم اصطحابه قبل زمن طويل إلى مركز رعاية من قبل الشؤون الاجتماعية.
"الكرنتينا".. مرة أخرى.. ومأساة أخرى اكتشفتها "الوطن" برفقة فريق متطوعي جدة الذين وصلوا صباح أمس لتقديم المساعدة للعم سالم الشلوي.
إنه "مومياء جدة"، وهو أدق وصف يمكن أن يشخص حالة العم "عبدالله فراج"، الراقد فوق سريره المتهالك في حارة الكرنتينا.. فهو هيكل عظمي يتنفس، ولا يستطيع أن يفعل شيئا آخر سوى الشهيق والزفير وحيداً في بيته المتواضع، إلا من مساعدة بعض الجيران الذين يجودون عليه بما يبقيه على قيد الحياة.
قاد أحد سكان الحي فريق المتطوعين برفقة مندوبين عن الشؤون الصحية والأمانة لتقديم المساعدة للعم سالم الذي نشرت "الوطن" قصته في عدد أمس، للتعرف على وضع جاره العم عبدالله فراج.. وهال الجميع منظره.. فهب الطبيب المرافق، وقام بعمل الفحوصات الأولية، النتيجة أنه "حي" فقط.. يعاني من هزال وضعف في المناعة والتهاب حاد في البروستاتا.
يقول العم فراج، وهو مواطن سعودي في العقد السابع من العمر: ليس لدي أي عائل يعولني في هذا العمر.. ولا أنسى فضل بعض الجيران البسطاء الذين يساعدونني في قضاء بعض حوائجي بقدر استطاعتهم بعد إصابتي بالمرض.
وأوضح أحد الجيران أن العم عبدالله كان منذ زمن قديم يعمل مستخدما في مقر بريد جدة في البلد، إلى أن كبر في السن وتقاعد عن العمل.
وأضاف: تم اصطحابه قبل زمن طويل إلى مركز رعاية من قبل الشؤون الاجتماعية.

" ملاك" فتاة سعودية تقود سيارة والدها وتنقذ 9 أسر من سيول جده
وجوه (متابعات)
لم تقف «ملاك» طالبة المتوسطة مكتوفة الأيدي عندما حال السيل بينها وبين والدها وأخيها وانبرت لتقود سيارة والدها «جمس» في سابقة هي الأولى متخطية عوائق الخجل ونظرات البعض ممن لم يعتادوا على مثل هذا التصرف الجريء ... ذهبت «ملاك» بالسيارة إلى قلب «وادي قوس» لترمق بعيونها تفاصيل الصراع بين الحياة والموت ولتشاهد اباها واخاها وهما يستنجدان بالصرخات من داخل مركبتهما الغارقة .
رمت «ملاك» بحبال النجاة ليقوم أخوها «فايز» بربط الحبل في السيارة الغارقة ومن بعد تبدأ «ملاك» في قيادة المركبة كي تضمن لأعز الأحباب النجاة ولكن يا للأسف سقط فايز «مغشيا عليه» إثر تعرضه لإصابة في ساقه مما اضطرها للعودة ثانية للحاق به .. تمكنت الفتاة صغيرة العمر من الإفلات بأبيها وأخيها قبل أن يبتلعهما السيل في جوفه وبعد أن اطمأنت على سلامتهما أدارت محركها من جديد بل ربما اعادت «سيناريو الحبل» وانقاذ محتجزي المركبات الغارقة حتى نجحت في تخليص 8 سيارات «منكوبة» والنجاة بمن فيها في موقف يصرخ بالشهامة وجسارة الفتاة السعودية ...حكاية تحمل أجمل الدلالات وقصة يوضع تحت معانيها الف خط عريض .
فالفتاة كسرت كل العوائق وتخطت الأسوار من أجل الفوز بحياة من تحب أبا كان أو أخا وربما غرباء لا تربطهم بها صلة ولا قرابة .
فتعالوا نسمع صوت «الملاك» الصغير وهي تتغنى بالبطولة وتروي تفاصيل الحكاية التي يطرب لها القلم وهو يعيد صياغتها على الورق .
صوت الملاك
تقول «ملاك» لقد وقع أبي وأخي في فم السيل وهما ذاهبان لشراء الأضحية وقد حاول والدي «فواز المطيري» الاتصال بأكثر من جهة ولكن لم تفلح محاولاته فلم يجد بداً من الاتصال بنا مستنجداً وعندها شعرت بقوة لم أكن أمتلكها من قبل فأسرعت الى سيارة والدي «جمس» وبدأت في قيادتها مستندة على إلمامي الكبير بفن قيادة المركبات والذي تعلمته من والدي في رحلات البر .. نعم كانت هواية ولكنها اصبحت اليوم طوق نجاة ووسيلة لا غنى عنها .
تجرأت لإنقاذ والدي وأخي ومن بعد 8 أسر داخل سيارات غارقة وكنت على استعداد لما هو اكثر . فما أجمل ان يجعلني الرحمن سببا في انقاذ البشر من مستنقع الهلاك .
سعادة بالغة
فواز المطيري والد ملاك والذي يعمل محققا قانونيا عبر عن مدى سعادته بما فعلته ابنته «ملاك» من موقف شجاع وقال إن ابنتي تملك - رغم صغر عمرها - شخصية قوية مشيراً انها السبب بعد الله في إنقاذه من الموت الذي عاشه في تلك اللحظة وروى فواز الأحداث المروعة التي تعرض لها و عائلته أبرزها نزول صاعقة مدوية على بيته في الحرازات وعلى الجبل المجاور بحسب ما رواه شهود العيان «مساعد القرني ونواف المطيري» حيث اضطر والد ملاك الى البقاء في «بيت الشعر» بفناء المنزل مدة 24 ساعة من يوم الكارثة إلى الخميس ومن حسن الحظ أن البيت كان مرتفعا لذا فهو آمن نسبيا من قوة اندفاع السيول ويذكر «والد ملاك» بأنه بقى هو وعائلته إلى يوم الجمعة حيث اخبره احد أصدقائه بأن الدفاع المدني يلزم بالإخلاء فذهبنا إلى استلام الشقة السكنية منوهاً إلى ان هنالك أضراراً نفسية لازمت الزوجة التي أخافها الحدث وحسبته يوم القيامة وما زالت تداعيات السيل بادية أيضا على صغاري حيث يقومون مفزوعين من نومهم جراء ما حدث .
شهادة حق
هند الدوسري «من إحدى العوائل التي أنقذتها ملاك» قالت للمدينة بأنها هي واسرتها كانوا مع السائق وتوقفت السيارة عند وادي القوس حيث المكان التي تواجدت فيه سيارة والد ملاك واخذنا نصرخ طالبين الانقاذ و نحمد الله أن شاهدتنا «ملاك»حيث أسرعت إلينا رغم طلب والدها بأن تعود خوفا عليها ولكنها كانت فدائية فأنقذتنا وأخرجتنا من السيل .
وجوه (متابعات)
لم تقف «ملاك» طالبة المتوسطة مكتوفة الأيدي عندما حال السيل بينها وبين والدها وأخيها وانبرت لتقود سيارة والدها «جمس» في سابقة هي الأولى متخطية عوائق الخجل ونظرات البعض ممن لم يعتادوا على مثل هذا التصرف الجريء ... ذهبت «ملاك» بالسيارة إلى قلب «وادي قوس» لترمق بعيونها تفاصيل الصراع بين الحياة والموت ولتشاهد اباها واخاها وهما يستنجدان بالصرخات من داخل مركبتهما الغارقة .
رمت «ملاك» بحبال النجاة ليقوم أخوها «فايز» بربط الحبل في السيارة الغارقة ومن بعد تبدأ «ملاك» في قيادة المركبة كي تضمن لأعز الأحباب النجاة ولكن يا للأسف سقط فايز «مغشيا عليه» إثر تعرضه لإصابة في ساقه مما اضطرها للعودة ثانية للحاق به .. تمكنت الفتاة صغيرة العمر من الإفلات بأبيها وأخيها قبل أن يبتلعهما السيل في جوفه وبعد أن اطمأنت على سلامتهما أدارت محركها من جديد بل ربما اعادت «سيناريو الحبل» وانقاذ محتجزي المركبات الغارقة حتى نجحت في تخليص 8 سيارات «منكوبة» والنجاة بمن فيها في موقف يصرخ بالشهامة وجسارة الفتاة السعودية ...حكاية تحمل أجمل الدلالات وقصة يوضع تحت معانيها الف خط عريض .
فالفتاة كسرت كل العوائق وتخطت الأسوار من أجل الفوز بحياة من تحب أبا كان أو أخا وربما غرباء لا تربطهم بها صلة ولا قرابة .
فتعالوا نسمع صوت «الملاك» الصغير وهي تتغنى بالبطولة وتروي تفاصيل الحكاية التي يطرب لها القلم وهو يعيد صياغتها على الورق .
صوت الملاك
تقول «ملاك» لقد وقع أبي وأخي في فم السيل وهما ذاهبان لشراء الأضحية وقد حاول والدي «فواز المطيري» الاتصال بأكثر من جهة ولكن لم تفلح محاولاته فلم يجد بداً من الاتصال بنا مستنجداً وعندها شعرت بقوة لم أكن أمتلكها من قبل فأسرعت الى سيارة والدي «جمس» وبدأت في قيادتها مستندة على إلمامي الكبير بفن قيادة المركبات والذي تعلمته من والدي في رحلات البر .. نعم كانت هواية ولكنها اصبحت اليوم طوق نجاة ووسيلة لا غنى عنها .
تجرأت لإنقاذ والدي وأخي ومن بعد 8 أسر داخل سيارات غارقة وكنت على استعداد لما هو اكثر . فما أجمل ان يجعلني الرحمن سببا في انقاذ البشر من مستنقع الهلاك .
سعادة بالغة
فواز المطيري والد ملاك والذي يعمل محققا قانونيا عبر عن مدى سعادته بما فعلته ابنته «ملاك» من موقف شجاع وقال إن ابنتي تملك - رغم صغر عمرها - شخصية قوية مشيراً انها السبب بعد الله في إنقاذه من الموت الذي عاشه في تلك اللحظة وروى فواز الأحداث المروعة التي تعرض لها و عائلته أبرزها نزول صاعقة مدوية على بيته في الحرازات وعلى الجبل المجاور بحسب ما رواه شهود العيان «مساعد القرني ونواف المطيري» حيث اضطر والد ملاك الى البقاء في «بيت الشعر» بفناء المنزل مدة 24 ساعة من يوم الكارثة إلى الخميس ومن حسن الحظ أن البيت كان مرتفعا لذا فهو آمن نسبيا من قوة اندفاع السيول ويذكر «والد ملاك» بأنه بقى هو وعائلته إلى يوم الجمعة حيث اخبره احد أصدقائه بأن الدفاع المدني يلزم بالإخلاء فذهبنا إلى استلام الشقة السكنية منوهاً إلى ان هنالك أضراراً نفسية لازمت الزوجة التي أخافها الحدث وحسبته يوم القيامة وما زالت تداعيات السيل بادية أيضا على صغاري حيث يقومون مفزوعين من نومهم جراء ما حدث .
شهادة حق
هند الدوسري «من إحدى العوائل التي أنقذتها ملاك» قالت للمدينة بأنها هي واسرتها كانوا مع السائق وتوقفت السيارة عند وادي القوس حيث المكان التي تواجدت فيه سيارة والد ملاك واخذنا نصرخ طالبين الانقاذ و نحمد الله أن شاهدتنا «ملاك»حيث أسرعت إلينا رغم طلب والدها بأن تعود خوفا عليها ولكنها كانت فدائية فأنقذتنا وأخرجتنا من السيل .
الصفحة الأخيرة
اليوم ـ جدة
حـــمل استــــشاري سعودي في مجال الهندسة المعمارية مأساة سيول جدة الى الفساد في بعض الدوائر الحكومية والذي يدفع ثمنه المواطن بشكل يومي مشيرا الى أن الصرف الصحي موجود في 8 بالمائة فقط من مساحة المدينة واعتبر المهندس الاستشاري زكي محمد فارسي ان كارثة فيضان جدة إنذار لما تعانيه المدينة من تباطؤ في تطور بنيتها التحتية الأمر الذي سيجبر المسؤولين على اعادة تقييم الوضع الذي وصفه بالواقع المرير
جاء ذلك أثناء استضافة الإعلامي السعودي تركي الدخيل للاستشاري في برنامج «إضاءات» على قناة «العربية» والذي سيبث ظهر اليوم واستعرض فارسي جزءا من تقريره الذي تقدم به الى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حول المخاطر التي تهدد المدينة مثل مشكلة الصرف الصحي التي وعلى حد تعبيره، ستدمر المدينة بيئيا وصحيا، فالمنطقة المغطاة بالصرف الصحي تعادل 8 بالمائة فقط من مساحة المدينة .