فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ




الشاعر محمود سامي البارودي
شغل منصب رئيس الوزراء في عهد الخديوي توفيق

يعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث؛
حيث وثب به وثبة عالية لم يكن يحلم بها معاصروه،
ففكّه من قيوده البديعية وأغراضه الضيقة،
ووصله بروائعه القديمة وصياغتها المحكمة، وربطه بحياته وحياة أمته.
وهو إن قلّد القدماء وحاكاهم في أغراضهم وطريقة عرضهم للموضوعات
وفي أسلوبهم وفي معانيهم،
فإن له مع ذلك تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه،
وله معان جديدة وصور مبتكرة.
وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء،
مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛
فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن،
والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي.
وترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت،
طبع في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري،
أطلق عليها "كشف الغمة"،
وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع،
و"مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها الشاعر من شعر ثلاثين شاعرًا
من فحول الشعر العباسي، يبلغ نحو 40 ألف بيت.


ومن قصائده :
أبشروا بمحمد .
أَبَنـيِ الكنانـةَ أبشِـروا بِمحمَّدٍ
وثِقوا بـراعٍ فِي المكـارم أَوحـدِ
فَهُو الزَّعيـمُ لَكـمْ بِكلِّ فَضيلـةٍ
تَبقَى مآثِرُهـا ، وعيـشٍ أَرغـدِ
مَلِـكٌ نَمتـهُ أرومـةٌ علـويَّـةٌ
ملكَت بسؤدُدِهـا عنـانَ الفرقـدِ
يقظُ البصيرةِ لو سـرَت فِي عينـهِ
سِنَـة الرِّقـادِ ، فقلبـهُ لَمْ يرقـدِ
بدهاتهُ قيـدُ الصـوابِ ، وعَزمـهُ
شرُكُ الفوارسِ فِي العجاجُ الأربـدِ
فَإذا تنمَّـرَ فَهُو (زيدٌ) فِي الوَغَـى
وإذا تكلَّم فَهُو (قيسٌ) فِي النـدي
متقسَّمٌ ما بيـنَ حنكـةِ أشيـبٍ
صدَقت محيلَتـهُ ، وحليـةِ أمـردِ
لا يستريحُ إلى الفراغِ ، ولا يَـرَى
عَيشـاً يلـذُّ بِـهِ إذا لَمْ يَجهَـدِ
فَنَهارهُ غَيـثُ اللَّهيـفِ ، وليلـهُ
فِي طاعَةِ الرَّحـمنِ لَيـلُ العبَّـدِ
لَهجٌ بِحبِّ الصَّالِحـاتِ ، فكلمـا
بَلغَ النهايـةَ من صنيـعٍ يبتـدي
خُلُقٌ تَميَّـزَ عـن سِـواهُ بفضلـهِ
والفضلُ فِي الأخلاقِ إرثُ المُحتـدِ
إقليدٌ معضلـةٍ ، ومعقِـلُ عائـذٍ
وسـماءُ منتجعٍ ، وقبلـةُ مهتـدِ
حسُنَت بهِ الأيامُ حتَّـى أسفـرَتْ
عَن وجهِ معشوقِ الشَّمائلِ أغيَـدِ
وصفت مواردُ مصرَ حتى أصبحَتْ
بعـدَ الكـدورةِ شرعـةً للـورَّدِ
فالعـدلُ يرعاهـا برأفـةِ والـدٍ
والبأسُ يَحمِيهَـا بصولـةِ أصيَـدِ
بلغت بفضـلِ (مُحمَّدٍ) ما أملـت
من عيشـةٍ رغـدٍ وجـدٍّ أسعـدِ
هـو ذلكَ الملـكُ الذي أوصافـهُ
فِي الشعر حليةُ راجـزٍ ومقصِّـدِ
فَبِنـورهِ فِي كلِّ جنـحٍ نَهتَـدي
وبِهَديهِ فِي كلِّ خطـبٍ نقتـدي
سنَّ المشورةَ ، وهي أكـرمُ خطَّـةٍ
يَجـري عَلَيهـا كلَّ راعٍ مرشـدِ
هي عصمةُ الدِّين الَّتِي أَوحَى بِهـا
رَبُّ العِبادِ إلـى النَّبِـي مُحمَّـدِ
فَمـن استَعـانَ بِها تأيَّـدَ مُلكـهُ
ومن استَهـانَ بِأمرهـا لَمْ يَرشُـدِ
أمـرانِ ما اجتمعـا لقائـدِ أمـةٍ
إلاَّ جَنَـى بِهمـا ثِمـارَ السـؤددِ
جَمعٌ يكـونُ الأمر فِيمَـا بَينَهـم
شورى ، وجندٌ للعـدو بِمرصـدِ
هَيهَاتَ يَحيـا المُلكَ دونَ مشـورةٍ
ويعـزُّ ركنَ المَجـدِ ما لَمْ يعمـدِ
فَالسَّيفُ لا يَمضي بـدونِ رويَّـةٍ
والرَّأي لا يَمضـي بغيـرِ مهنَّـدِ
فاعكفْ على الشورى تَجد فِي طيِّها
من بينـات الحكـمِ ما لَمْ يوجـدِ
لا غرو إن أبصرتَ فِي صفحاتـها
صورَ الحوادثِ ، فهي مـرآةُ الغـدِ
فالعقل كالمنظـارِ يبصـرُ ما نـأى
عنـه قريبـاً ، دونَ لمـسٍ باليـدِ
وكفاكَ علمُكِ بالأمورِ، وليسَ مـن
سلكَ السَّبيـل كحائـرٍ لَمْ يَهتَـدِ
فلا أنـتَ أولَ من أفـادَ بعدلـهِ
حـريـةَ الأخـلاقِ بعـدَ تعبُّـدِ
أطلقـتَ كلَّ مقيَّـدٍ ، وحلَّلـتَ
كُلَّ معقَّدٍ ، وجَمعـتَ كلَّ مبـدَّدِ
وتَمتَّعـتْ بالعـدلِ منـكَ رعيَّـةٌ
كانت فريسـةَ كلِّ بـاغٍ معتـدِ
فاسلم لِخَير ولايـةٍ عـزَّت بِهَـا
نفسُ النصيـحِ ، وذلَّ كلُّ مفنَّـدِ
ضرحت قذاةَ الغيِّ عن جفنِ الهدى
وسرت قناعَ اليأسِ عن أمـلٍ نـدِ
ضمت إليكَ زمـامَ كـلِّ مثلِّـثٍ
وثنت إليكَ عنـانَ كـلِّ موحِّـدِ
وتألَفـتْ بَعـدَ العـداوةِ أنفـسٌ
سكنت بعدلكَ فِي نعيـمٍ سرمـدِ
فحبـاكَ ربُّكَ بالجميـلِ كرامـةً
لجزيـلِ ما أوليـتَ أمَّـةَ أَحـمدِ
وتَهـنَّ بالـملكِ الَّـذي ألبستـهُ
شرفـاً بِمثـلِ ردائـهِ لَـمْ يَرتـدِ
بزغت بِهِ شَمسُ الهدايةِ بعـدَ مـا
أفلَت ، وأبصرَ كلُّ طـرفٍ أرمـدِ
لَمْ يَبقَ من ذي خلـةٍ إلاَّ اغتـدى
بِجَميلِ صنعِـكَ مصـدراً للوفَّـدِ
بَلَغَـتْ بِكَ الآمـالَ أبعـدَ غايـةٍ
قصرَت على الإغضاءِ طرفَ الحسَّدِ
فَاسعَد وَدمْ واغنم وجُدْ وانعمْ وسُد
وابدأ وعُد وتَهـنَّ واسلـم وازدَدِ
لا زالَ عدلكَ فِي الأنـامِ مُخَلـداً
فالعدلُ فِي الأيـامِ خيـرُ مُخَلَّـدِ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
( عبد الرحمن العشماوي )
لقد امتطى العشماوي جواد الشعر،
فأطلق له العنان، وتخطى به اليابس والماء،
فاستطاع أن يعبِّر عن مشاعر المسلمين في كل مكان

- آلاماً وآمالاً -
فمن أول سماعك أو قراءتك لأشعاره
تتأثر كثيرا مما رسمه لك من لوحات ومناظر حزينة حيناً، وشجية حيناً آخر! يصدر العشماوي عن تجربة شاعر معايش للهم العربي والإسلامي يوماً بيوم.. من هنا جاءت أشعاره تقطر دماً، وصارت قصائده مغسولة بالدمع! وعندما تسأل عبد الرحمن العشماوي عن هذا.. يقول لك: اسأل الشعر ذاته، فالشعر يكتبني!

**
الشعر يكتبني ويعزفني على وتر الأسى

ويهزّ جزع خيالي
الشعر يعرف ما يعاني خاطري فيفيض بالآلام..
والآمالِ
فلكمْ أتى شعري كأنفاس الصبا حيناً،
وحيناً جاء كالزلزالِ!

وهذه ابيات من قصيدة
(صرخة طفل صومالي) التي كتبها سنة 1413هـ:
*

أنا، مَنْ أنا،
في هذه الأرض التي تشقى بسوء تعامل الأنذالِ؟‍
أنا، مَنْ أنا،
قُل لي بربكَ يا أبي
إني أرى ما ضاق عنه خيالي؟
لِمَ يقتلون أمام عيني إخوتي لِمَ يحرقون ملابس الأطفال؟
أبتاهُ، هل في الأرض قلبٌ خافقٌ
أهناك قومٌ يشعرون بحالي ؟
رخصت دماء المسلمين، فهل مضى..
زمن الإباءِ، وموقف الأبطالِ ما هذه حرب القبائل بيننا

بل خُطّةُ الأعداء لاستئصالي
حنين المصرى
حنين المصرى
بهاء الدين زهير (1186 - 1258) (581هـ - 656هـ)،

زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين،
شاعر من العصر الأيوبي.
ولما ظهر نبوغه وشاعريته التفت إليه الحكام بقوص
فأسبغوا عليه النعماء وأسبغ عليهم القصائد.
وطار ذكره في البلاد وإلى بني أيوب
فخصوه بعنايتهم وخصهم بكثير من مدائحه.
وهذه مقتطفات من أشعاره :
‏‫
المحامية نون
المحامية نون
لو أنبأني العراف ...(شعر لميعة عباس عمارة )


لو أنبأني العراف
أني سألامس وجه القمرٍ العالي

لم ألعب بحصى الغدران

ولم أنظم من خرز آمالي





لو أنبأني العراف

أن حبيبي

سيكونُ أميراً فوق حصانٍ من ياقوت

شدَّتني الدنيا بجدائلها الشقرِ

لم أحلُمْ أني سأموت





لو أنبأني العرّاف

أن حبيبي في الليلِ الثلجيِّ

سيأتيني بيديهِ الشمسْ

لم تجمد رئتايَ

ولم تكبُرْ في عينيَّ هموم الأمس





لو أنبأني العراف

إني سألاقيك بهذا التيه

لم أبكِ لشيءٍ في الدينا

وجمعتُ دموعي

كلُّ الدمعٍ

ليوم قد تهجرني فيه




لميعة عباس عمارة شاعرة عراقية محدثة. تعد محطة مهمة من محطات الشعر في العراق ولدت الشاعرة لعائلة عريقة ومشهورة في بغداد حيث عمها صائغ الفضة المعروف زهرون عمارة وكانت ديانة العائلة صابئية مندائية عراقية في منطقة الكريعات وهي منطقة تقع في لب المنطقة القديمة من بغداد
.ولدت سنة 1929م.وجاء لقبها عمارة من مدينة العمارة حيث ولد والدها
بدأت الشاعرة كتابة الشعر في وقت مبكر من حياتها منذ أن كانت في الثانية عشرة،
وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر المهجري ايليا أبو ماضي الذي كان صديقاً لوالدها،
ونشرت لها مجلة السمير أول قصيدة وهي في الرابعة عشر من عمرها وقد عززها ايليا أبو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الأولى من المجلة
إذ قال: (ان في العراق مثل هؤلاء الاطفال فعلى اية نهضة شعرية مقبل العراق)
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
(جميل بن معمر)
هو جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي
"ويُكنّى أبا عمرو (ت. 82 هـ/701 م)
شاعر ومن عشاق العرب المشهورين.
كان فصيحًا مقدمًا جامعًا للشعر والرواية.
وكان في أول أمره راويا لشعر هدبة بن خشرم،
كما كان كثير عزة راوية جميل فيما بعد.
لقب بجميل بثينة لحبه الشديد لها.
وهذه مختارات من أبياته :