
( إنّ من البيان لسحراً وإنّ من الشعر لحكمة )
الشعر العربي حروف منغّمة..
تجسد بها الكلمة مشاهد من حياتنا ..
أو تعبر عن أنماط من انفعالاتنا..!
وهي شغف محبي الأحاسيس المنظومة
وترجمة لجمحات القلوب المنفعلة ..!
**
من الشعر ماهو هامس ..
فهو كالنسيم العليلحين يتبعثر ..
في خصلات الشعر ، وعلى حرير الخدود
وكخرير المياه الهامس عند حوافي النهر ..
**
ومن الشعر ماهو عاصف ..
فهو جيشان أمواج الأحاسيس ..
في بحور الأشواق .. !
وفيضان الكلمات..حين تبلغ مداها
وهو نبرة الوطن إذ تهتز .. و تعلو..
وتتسنم ذروة العاطفة النبيلة .. !
**
وأصدق الشعر وأجمله ..
ذلك الذي توظف حروفه لخدمة الإسلام ..
ويحمل هدفاً إلى جانب وظيفته الجمالية ..
وكلما نبع من صدق الشعور والانفعال
كلما كان أبعد تأثيراً في الوجدان .
**
الشعر كلمة مكهربة عاطفياً ..
تمثل وضعاً نفسياً معيناً للشاعر ..
ولكن حتى إن كانت معاناة شخصية
فمن المستحسن أن نوجه ذلك الإفراز العاطفي
نحو هدف محدد..
ليكون للكلمة الموزونة رسالة .
**
ويقصر القلم عن الإحاطة ..
فلغة الشعر لها في كل قلم لون
وفي كل قصيدة كيان
**
عزيزتي متذوقة الشعر
وعاشقة الكلمة المنظومة ..
بما أن واحة اللغة لاتجيز النقل..
حفاظاً على خصوصية أقلام بنات حواء
من اختلاطها مع المنقول ..
وتمييزاً لها ، وارتقاءً بها ..
فقد هيأنا لك هذا المكان الرحب ..
وفرشناه بالحب ..
لتعرضي فيه ماشئت من قصائد شعرائك المفضلين
وياحبذا لو ذكرت اسم الشاعر ونبذة عنه
فأهلاً بك !.
****
أحمد رامي أحد شعرائي المفضلين
وأقرب شاعر لأحاسيسي
فهو شاعر الكلمة المرهفة يجذب الشعور
برقة وعذوبة كلماته ..
أحببته جداً من خلال نظمه للأغاني
وكانت تلك البداية .
*
قال عنه صالح جودت :
ماأحببت في حياتي شاعراً قدر ماأحببت رامي
ولا حاربت في حياتي شاعراً قدر ماحاربت رامي
ولهذه الحرب قصة لايتسع لها المكان ولا يناسبها
أوتي رامي موهبة الشعر ولمع اسمه في العشرينات
من القرن الماضي حتى عدّه الناس خليفة لأمير الشعراء
أحمد شوقي..لكن قدره التقاه بأم كلثوم ..
فضعف أمام سحرها ولانت موهبته لإلهاماتها
فانصرف عن الشعر إلى الأغنية ..
وانساقت عاطفته إلى وتر ذلك الصوت الخصيب ..
ولكن رامي في مزاولته الأغنية الدارجة ..
لم يهبط بموهبته وإن حصرها
ذلك بأنه رفع الاغنية الدارجة إلى القمة وهيأ لها عرشاً
في سماء الشعر ووضع لها معنى جديداً..
فباجتماع الصور والمعاني الشاعرية للكلمة العامية
استطاع أن يرقق عواطف العامة بالشجو والأنين
وغيرها من الصور التي تخلّقت من كلماته...
وبذا تربع رامي على قمة هذا اللون من الشعر
💕
والحديث يطول وأكتفي من سيرته بهذه السطور
وأحدثكم عن كتابي ( ديوان رامي )
اقتنيت هذا الكتاب قديماً..
كان بداية قراءاتي الشعر وشاركتني به صديقة...
فكان يتنقل بيننا وكلّ منا تكتب الهوامش ..
من إملاءات قلبها البرئ النقي ..
على أرصفة الصفحات ..
كل ربيع كنت أقطف من زهوره العبير ..
ثم حين فرقتنا الأيام ... تركته ..!
وحين اقتنعت أن الأوان .. قد آن ..
فتحته ..فإذا عبق الماضي يوقظ أنفاسي
برائحة ورقه المعتق المصفر .. !
وتصفحته ..
فإذا بغصون متكسرة وورقتي شجرة شاحبة ..
أطلت من بين وريقاته الصفراء ..!
قلت : أهكذا يفعل الهجر ؟!
قد مرض الكتاب دون أنامل تقلبه ..!
ودون قلب يرعاه ..!
💕
على الصفحة التالية أكتب لك أبيات اختارتني
قبل أن أختارها ...
وقد ألحقها بأخر ...!