المحامية نون
المحامية نون
( قمري الحزينْ)



البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندبادْ


ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى


المبحوح عاد


والأفق كَفَّنَهُ الرمادْ


فَلِمَنْ تغنّي الساحراتْ ؟


والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات


كانت لنا فيها ، إذا غنى المغنّي ، ذكريات


غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء


إلا بكاءْ


والقُبَّرَاتْ


طارت ، فيا قمري الحزين


الكنز في المجرى دفين


في آخر البستان ، تحت شجيرة الليمون ، خبأهُ هناك السندبادْ


لكنه خاوٍ ، وها أنَّ الرماد


والثلجَ والظلمات والأوراق تطمره وتطمر بالضباب الكائنات


أكذا نموت بهذه الأرض الخراب ؟


ويجفّ قنديلُ الطفولةِ في التراب ؟


أهكذا شمس النهار


تخبو وليس بموقد الفقراءِ نارْ ؟






مُدنٌ بلا فجرٍ تنامْ


ناديتُ باسمكَ في شوارعِها ، فجاوبني الظلام


وسألتُ عنكَ الريحَ وهي تَئِنّ في قلبِ السكون


ورأيتُ وجهَكَ في المرايا والعيون


وفي زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيدْ


وفي بطاقاتِ البريدْ


مُدُنٌ بلا فجرٍ يُغطّيها الجليد


هجرتْ كنائسَهَا عصافيرُ الربيعْ


فَلِمَنْ تُغَنِّي ؟ والمقاهي أوصدتْ أبوابَهَا


وَلِمَنْ تُصَلِّي ؟ أيها القلبُ الصَّدِيع


والليلُ ماتْ


والمركبات


عادتْ بلا خيلٍ يُغَطِّيهَا الصَّقِيع


وسائقوها ميتون


أهكذا تمضي السنون ؟


ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ


نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ


فُقَرَاء ، يا قَمَرِي ، نَمُوت


وقطارُنا أبداً يَفُوت




ولد الشاعر عبد الوهاب البياتي في بغداد عام 1926 في منطقة باب الشيخ وقضى طفولته في تلك المنطقة الزاخرة بالموروثات الشعبية العراقية،
والعلاقات الإجتماعية الحميمة، وعرف أبناء تلك المنطقة بقوة شكيمتهم وصلابة صراعهم مع الحياة ، واعتزازهم بأنفسهم...
إن عالم عبد الوهاب البياتي الشعري عالم واسع
مفعم بالصور الشعرية الحية المكثفة
والثرة والغنية والتي كانت رسالة الشاعر المنتمية إلى قضايا البشر المضطهدين على
مجمل مساحة الأرض وكان الشاعر يدرك أن حياته مرهونة بالشعر، وإن الشعر مرهون بالكلمة،
وإن الكلمة العابقة بحب الأرض والفقراء باقية مابقي الناس
زائرة
نزار توفيق القباني
دبلوماسي وشاعر سوري
ولد عام 1923م وتوفي عام 1998 م






متى ستعرف كم أهواك يا رجلا..؟؟
أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها




لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها..




أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا
وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا..




أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا
وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا..




أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني
فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا...




وإن من فتح الأبواب يغلقهــا
وإن من أشعل النيـران يطفيهــا..




يا من يدخن في صمت ويتركني
في البحر أرفع مرسـاتي وألقيهـا..




ألا تراني ببحر الحب غارقـة
والموج يمضغ آمـالي ويرميهــا..




كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمــات لست تعنيهــا...




كم اخترعت مكاتيبـا سترسلها
وأسعدتني ورود سوف تهديهــا..




وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه
وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا...




وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيـرتني ذراعي أين ألقيهـــا...




ارجع إلي فإن الأرض واقفـة
كأنمــا فرت من ثوانيهــــا...




إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه
ولا لمست عطوري في أوانيهــا...




لمن جمالي لمن شال الحرير لمن
ضفـائري منذ أعـوام أربيهــا..




إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا
فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا...
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتاب
أقرئيها جيداً .
هي إحدى القصائد الخالدة
للشاعر صالح بن عبدالقدوس
احد شعراء الدوله العباسيه .

💚💐💚



*صِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ*
*فالصفحُ عنهمْ غ أصـوَبُ*
*واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً*
*إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ*
*واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ*
*بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا*
*ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً*
*إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ*
*وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ*
*ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ*
*واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ*
*فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ*
*والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ*
*إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ*
*وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوه*
*نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ*
*لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ*
*في الرِّزق بل يشقى الحريصُ ويتعبُ*
*ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً*
*والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ*
*كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ*
*رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ*
*وارعَ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ*
*واعدِلْ ولاتظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ*
*وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا*
*مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ*
*وإذارُميتَ من الزمانِ بريبـة*ٍ
*أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ*
*فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ*
*يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ*
*كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ*
*إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ*
*واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ*
*يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ*
*واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً*
*واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ*
*وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ*
*وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ*
*فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا*
*طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ*
*فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي*
*فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ*

💚💐💚
ماابلغ نصح الشاعر !
المحامية نون
المحامية نون
معروف الرصافي( 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي اسمه الكامل..
معروف بن عبد الغني ، ولد ونشأ في بغداد،
من أب كردي النسب وأم تركمانية، وعمل في حقل التعليم وله عدة اصدارات شعرية
قال في وصفه عظمة الله

انظرْ لتلك الشجرة
ذاتَ الغُصُون النضرة
كيف نَمَتْ من حبّة
وكيف صارتْ شجرة
ابحثْ وقُلْ من ذا الذي
يُخرجُ منها الثّمرة
وانظر إلى الشمس التي
جَذوتها مُسْتَعِرَة
فيها ضياءٌ وبِهــــــا حرارةٌ منْتشِرة
من ذا الذي أوجدها في الجوّ مثْل الشَّرَره
ذاك هو الله الذي أنْعمُهُ مُنهمِرة
ذو حِكمة بالِغَة وقُدرة مُقْتدِرَة
انظرْ إلى الليل فَمَنْ أوجَدَ فيهِ قَمَرَه
وزانَهُ بأنجُم كالدُّررِ المُنْتشِرَة
وانظر إلى الغيْمِ فَمَنْ أنزَلَ منه مَطَرَه
فصُيّر الأرض بهِ بعْدَ اغْبِرار خضره
وانظرْ إلى المرءِ وقُلْ من شقَّ فيهِ بَصَرَه
مَن ذا الذي جهّزهُ بقوّة مفتكره
ذاك هو الله الذي أنعُمُهُ مُنْهمِرَة
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
قصة قصيدة وتصدف أنها للشاعر الرصافي أيضاً
تعالي لتقرأي القصة:


كان الشاعر العراقي الكبير /
معروف الرصافي جالسًا في دكان صديقه
محمد علي، الكائن أمام جامع الحيدر ببغداد ..

بينما كان الرصافي يتجاذب أطراف الحديث مع صديقه التتنجي، وإذا بإمرأة محجبة ،

يوحي منظرها العام بأنها فقيرة ،
وكانت تحمل صحنًا من (الجينكو)،
وطلبت بالإشارة من صاحبه أن يعطيها بضعة قروش كثمن لهذا الصحن،
لكن صاحب الدكان خرج إليها وحدثها همسًا، فانصرفت المرأة الفقيرة .
هذا الحدث جعل الرصافي يرسم علامات استفهام كبيرة،
وقد حيّره تصرف السيدة الفقيرة، وتصرف صاحبه التتنجي معها همسًا ،
فاستفسر من صديقه عنها .
فقال له :
إنها أرملة تعيل يتيمين،

وهم الآن جياع،
وتريد أن ترهن الصحن بأربعة قروش كي تشتري لهما خبزًا،
فما كان من الرصافي إلا أن يلحق بها
ويعطيها اثني عشر قرشًا
كان كل ما يملكه الرصافي في جيبه،
فأخذت السيدة الأرملة القروش
وهي في حالة تردد وحياء،
وسلمت الصحن للرصافي وهي تقول
: " الله يرضى عليك تفضل وخذ الصحن "
فرفض الرصافي وغادرها عائدًا إلى دكان صديقه وقلبه يعتصر من الألم .
عاد الرصافي إلى بيته، ولم يستطع النوم ليلتها،
وراح يكتب هذه القصيدة والدموع تنهمر من عينيه كما أوضح هو بقلمه وهذا يعني أن ..

( قصيدة الأرملة المرضعة )

كتبت بدموع عيني الرصافي،
فجاء التعبير عن المأساة تجسيدًا صادقًا لدقة ورقة التعبير
عن مشكلة اجتماعية
استأثرت باهتمام المعلمين في المدارس الإبتدائية فيما بعد
واعتبروها انموذجًا، جسّد معاناة الرصافي حيث استأثر بموضوع الفقر والفقراء .
تعد هذه القصيدة من روائع الشعر العربي
في عصر النهضة .
🌺🌺

الأرملة المرضعة -
للشاعر العراقي معروف الرصافي :
لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا
===
تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا
أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ
===
وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا
===
وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا
مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا
===
فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا
المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا
===
وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا
فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا
===
وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا
كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا
===
فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا
وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا
===
حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا
تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا
===
كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا
حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً
===
كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا
تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا
===
حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا
قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ
===
في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا
مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَ
===
تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا
تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ
===
هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا
مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا
===
إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا
يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ
==
كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا
مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ
===
وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا
يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا
===
تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا
وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً
===
وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا
تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا
===
وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا
قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا
===
وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا
وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا
===
بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا
كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً
===
وَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا
هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ
===
مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا
حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌ
===
وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا
وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ
===
أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا
سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا
===
في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا
هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا
===
مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَ
ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي
===
دَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا
وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي
===
بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا
فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً
===
تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـا
وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا
===
كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا
وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ
===
وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا
لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي
===
مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـا
أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ
===
لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا
هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا
===
وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا
أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ
===
وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَـا
🌺🌺
هذه القصيدة لا يعرفها إلا الجيل الذهبي.