اخواتي الحبيبات
اخواتكم في صناع الحياة _ فرع الرياض _ يرحبن في انضمام اي من الأخوات من عالم حواء الرائع
للأنضمام الى المجموعة من الرياض والمدن الأخرى الرجاء
مراسلتي على الخاص للتنسق
بارك الله فيكم

usha
•

شام
•
الحلقة الرابعة : احلم ببلدك (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
حلقتنا اليوم هي استكمال للحلقة الماضية.. إننا نريد أن نقيم نهضة للمسلمين..
لقد وصلنا إلى القاع ولم يعد هناك مستوى أدنى من هذا.. وعندما يصل المنحنى لآخر نقطة يزيد الأمل بأن يرتفع المنحنى مرة أخرى...
ذلك بأن أحلك لحظات الليل هى تلك اللحظات التى تسبق الفجر مباشرة...
فهيا نرسم الصورة.. لنراها فى خيالنا.. ومن كثرة رؤيتها فى خيالنا تسيطر على مشاعرنا... ثم نجد أننا سنضحى من أجلها.. بل ستصبح الفكرة والحلم أغلى علينا حتى من روحنا..
وهذا ليس كلاماجديدا وإنما كل النهضات حدثت بهذه الطريقة...
إن الموضوع يبدأ بحلم يعيشه الناس... ويبدأ هذا الحلم فى النمو فى عقولهم وخيالهم..
يرسموه في لوحاتهم... يعلموه لأولادهم...
يذكروه فى أشعارهم وقصصهم... ويبدأ هذا الحلم فى النضج فيجدوه فى صحفهم...
يجدوه في جلساتهم الأسرية... واجتماعات الأصدقاء... ويكبر الموضوع شيئا فشيئا بين الناس حتى يسيطر الحلم على مشاعرهم وحتى على خلايا أجسامهم.. لدرجة تجعلهم لايستطيعون العيش إلا بتحقيقه... فيحققونه ويعينهم الله فى ذلك ويصدق قول الله تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"
لقد عرفنا أين نحن الآن... عرفنا وضعنا الحالي.. الآن نريد أن نضع السقف الذى نريد أن نصل له... إننا لانريد وضع نقطة هلامية مثل أن نقول نريد تحقيق "نهضة" فقط...
وإنما نريد أن نرسم هذه النهضة ونتخيلها على الورق.. هذا هو مشروعنا.. ولقد بدأ البعض من الأسبوع الماضى فى إرسال رسائل عبر الفاكس والانترنت بالإضافة إلى الاتصالات الهاتفية...
ولكننا نسعى إلى عدد أكبر من ذلك بكثير... إن ذلك المشروع خاص بكم جميعا ولذلك فإننا نريد من الجميع أن يرسل لنا...
إنه مشروع قومى..
إنه حلم بلادنا...
إننا نريد أن يرسل إلينا: الخبراء.. أساتذة الجامعة.. السيدات... الشباب.. المسلمين فى الغرب... بل ونريد مسلمين ومسيحيين... إننا نريد الرجال والنساء... الشباب والفتيات... ولانريد أن نفعل ذلك بشكل فردى... ابدأبنفسك ثم ابدأ بالتفكير بشكل جماعى .
الدنيا كلها تبدأ بحلم يعيشه شخص ويجعل الناس تعيش فيه معه....
فما بالك بحلمنا الذى سنقوم بوضعه سويا... فيصبح ملكنا جميعا...
فى أرواحنا ودماءنا.. وسأضرب أمثلة لتتبينوا صدق كلامى... أمثلة من الواقع والتاريخ..
1. ماليزيا:
لقد كانت هذه البلد فقيرة جدا... لدرجة أنك كنت تجد القاذورات والمجارى فى أنحاء عاصمتها كوالالامبور...
بلد لم يكن من الممكن أن توافق على الذهاب إليها من 20 سنة...
الآن هى أبهى من العواصم الأوروبية... وذلك لأن شخص حلم بما يريد بلده أن تكون عليه.. وفجأة فى 10 سنوات فقط ارتفع متوسط دخل الفرد فى ماليزيا من 300 دولار إلى 8000 دولار!!! وارتفعت كمية الصادرات الصناعية فى ماليزيا من صادرات بـ 3مليار دولار إلى صادرات بـ 80 مليار دولار...
اذهب بنفسك واستثمر أموالك فى ماليزيا وستجد موظفى الحكومة يكافحون لخدمتك وحتى إذا كانت الخدمة التى تسعى لها غير متاحة لدى المصلحة التى لجأت إليها ستجد الموظف يطلب منك الانتظار قليلا حتى يأتى لك من المصلحة الأخرى التى تتوافر فيها الخدمة المطلوبة بمن يمكنه أن يقدم إليك الخدمة التى تريدها!
2. دبى:
كانت دبى من 20 سنة بلد صحراء فقط.. وحلم شخص بأن تكون أعظم مركز تحارى فى الشرق الأوسط كله.. ونجح الحلم.. وأصبح جبل على شئ غير عادى...
تخيل ان المخازن الأساسية لكل الشركات اليابانية مثل شركة سونى وغيرها موجودة فى جبل على فى دبى بحلم حلمه شخص!!
3. الاتحاد الأروبى:
لقد حاربت أوربا بعضها حربين عالميتين... إن أوربا تتكون من 25 دولة اشتركت منها 10 دول فى الحروب... قتلت هذه الدول من بعضها البعض 10 مليون شخص وجرحت 15 مليون شخص...
ودمروا بلاد بعضهم البعض... وحلم أحدهم بإنشاء أوربا الموحدة.... من يصدق أن أوربا التى تسببت فى كل هذا الدمار تتحد وتكون لها عملة واحدة... قطار واحد يجوب الـ 25 دولة... لاحدود بين الدول.... حرية تنقل... سوق عالمية لـ 350 شخص ينقلون البضائع والأفكار كما يريدون.. برلمان واحد... والآن دستور واحد!!!
4. قناة الجزيرة:
من كان يصدق خروج قناة إخبارية عربية تنافس السى إن إن... وأن قناة الجزيرة ستكون ثانى قناة إخبارية فى العالم بعد الـسى إن إن....
ولكن شخص ما حلم هذا الحلم... وتحقق الحلم...
إن الناس لايصدقون أن الأحلام ستتحقق فهم يستبعدونها... إلى أن يصر شخص على حلمه...
لقد كانت قناة االسويس حلم... والسد العالى حلم... وقناة الجزيرة كانت حلم...
5. البحرين وفورميولا وان:
لقد كانت البحرين تبحث عن نشاط رياضى كبير تقوم به... وبحثوا بين البطولات العالمية... لأن لديهم حلم بأن يقيموا بطولة عالمية... فوجدوا أكبر بطولة عالمية هى الألومبياد...
ولكنهم وجدوا أنها تفوق إمكانياتهم... كأس العالم ثاني بطولة عالمية ولكنها أيضا تفوق إمكانياتهم... وبقيت ثالث بطولة عالمية وهى فورميولا...
وتتحول الصحراء إلى مكان رائع لسباق السيارات لدرجة انه كان أفضل من سباقات السيارات التى أقيمت فى أوربا وأمريكا! إن سرعة إطفاء السيارة فى أمريكا كانت تستغرق حوالى 20- 25 ثانية أما فى البحرين فاستغرقت 12 ثانية... وبذلك ضربوا الرقم القياسى.. وأخذوا حق تنظيم السباق لمدة 10 سنوات لأنهم أبهروا الناس بقدراتهم...
نريد أن نحلم كيف ستكون بلادنا بعد 20 سنة.. ولا يوجد مستحيل أبدا... فالآية واضحة جدا: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ" ولاتيأس أبدا...
كما أن الحديث القدسى واضح: "أنا عند ظن عبدى بى فليظن عبدى بى ما شاء" ... إننا نفكر دائما فى هذا الحديث من منطلق أنه يتحدث عن الجنة والنار والآخرة... وأن ظننا فى الله أن يدخلنا الجنة وأن يرحمنا... وهذا صحيح ولكنه يتحدث عن الدنيا أيضا..
فما هو ظنك فى الله فى الدنيا؟ ان ينصرنى ويعزنى ويكرمنى ويوفقنى...
وفيما يلي سنتحدث عما وعد به النبى وتحقق... وأن الصحابة وضعوا أفكارا وتم تنفيذها كما أرادوا تماما... لقد أعطى الرسول وعودا وليس مجرد أحلام وتحققت كما قالها...
أمثلة لوعود أعطاها النبي:
1) في يوم من الأيام دخل عدى بن حاتم على رسول الله وقد كان شخصية شهيرة جدا...
وعرض النبى عليه الإسلام... ولكنه أبى قائلا أن له دين بالفعل ولايريد دينا آخر...
فقال له النبي أنا أعلم ما الذى يمنعك من الإسلام يا عدى لأنك تقول علينا ضعفاء فقراء...
فقال: نعم فقال النبى: أتعرف الحيرة – وهى من الممالك العظيمة التابعة للفرس- فقال نعم سمعت عنها ولم أرها...
فقال له النبى: والله يا عدى.. لتفتحن الحيرة وستخرج المرأة من الحيرة وتذهب إلى مكة لتطوف ببيت الله لاتخشى إلا الله – ولقد كان الطريق فى هذا الوقت غير آمن بالمرة وملئ بالحروب... وكان من الطبيعى ألا يصدق عدى كلام النبي.. ولكن يقول عدى فنظرت فى عينيه فإذا هو صادق... وأكمل رسول الله قائلا: و والله ليؤتى إلينا ها هنا بكنوز كسرى... و والله لينفقن المال حتى لايجد من يأخذه..(أى لن يكون هناك فقراء إطلاقا)..
يقول عدى فأسلمت لقوة النبى وهو يقول لى ذلك... ومات رسول الله وفتحت الحيرة ورأيت المرأة تخرج إلى مكة لتطوف ببيت الله لاتخشى إلا الله.. ورأيت بعينى كنوز كسرى عند منبر رسول الله... وإننى فى انتظار الثالثة أن ينفق المال حتى لايجد من يأخذه.. لم أرها لكنها ستقع لأن رسول الله أخبر بذلك...
2) أخبر النبي أمة بحلم إلى يوم القيامة ولكنه وعد فى نفس الوقت... فقد قال والصحابة لازالوا فى المدينة ولم يبدءوا حتى فى الفتوحات: ستفتح قسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها... ويظل المسلمين من وفاة النبى حتى مجئ محمد الفاتح كل منهم يحلم بأن يكون من قال فيه رسول الله هذا الحديث... ولم يقل رسول الله ستفتح قسطنطينية فقط ولكنه قال : ستفتح قسطنطينية ورومية (أى روما)... وليس لزاما أن يكون هذا الفتح فتحا عسكريا ولكن يمكن أن يكون الفتح عبارة عن قناعة بعظمة هذا الدين... والآن وقد عرفنا فاتح القسطنطينية فهل نحن الجيل الثانى فاتح رومية... هل هناك من هو مشتاق لذلك مثلما اشتاقت الأجيال السابقة لفتح القسطنطينية!!
3) قال رسول الله أن أرض الجزيرة كانت أرض خضراء تسرى فيها الأنهار وستعود خضراء تسرى فيها الأنهار !!! إنها أرض الجزيرة التى لانعرف عنها إلا أنها صحراء قاحلة! إننا عندما نسمع هذا الحديث نقول إذا ستحدث معجزة!! ولكن لمَ لا نكون نحن هذه المعجزة! لمَ لانتوصل إلى اختراع لم تصل إليه أمريكا أو أوربا يعيد الجزيرة خضراء!
لم لا نحلم بتحقيق وعد رسول الله كما حلم محمد الفاتح وجيشه؟! إنها ليست أحلام خيالية... بل سننفذها.. احلموا كما تريدون وارسلوا لنا أحلامكم... احلموا فى شتى المجالات..
وأولى الناس بالحلم انتم يا شباب وذلك يعود لسببين:
1. أن قدرة الشباب على التخيل أعلى كثيرا من قدرات الكبار... فقلوبكم خضراء.. والدنيا مفتوحة أمامكم.. ولم تروا بعد العديد من معوقات الدنيا فيمكنكم أن تحلموا كما يحلوا لكم... لاتدعى أن هذه مهمة الكبار والمفكرين..
2. لأننا جيل يسلم جيل... ومن عنده 40 سنة قد لايعيش ليرى ما سيحدث بعد 20 سنة أما أنتم الشباب فسترون نتاج عملكم وسترون كيف ستكون بلادكم بعد 20 سنة...
وإذا لم تحلموا سيأتى غيركم يحلم لكم... انتبهوا إلى أن فى الـ100 سنة الأخيرة كانت معظم الإنجازات التى نعيشها الآن أحلاما لغيرينا... فقد كانت قناة السويس حلم خواجة اسمه دليسبس... والسد العالى كان حلم خواجة يوناني... هل من المعقول أن يحلم غيرنا لبلادنا وينفذ أحلامه؟!!! ونحن لانحلم لمستقبلنا لمجرد أن واقعنا مرير؟!!!
وإياكم والخجل من الحلم...
لأن النبى (ص) كان يتبنى أفكار من الصحابة كانت تظهر أنها خيالية ومستحيلة....
ومن أمثلة ذلك يوم غزوة الخندق كان سيأتى 10000 لقتال المسلمين فى المدينة... وعدد المسلمين القادرين على حمل السلاح لايزيد عن 3000 فقط.... هذا الموقف يحتاج إلى حلم جديد وفكرة مبتكرة... فاقترح سلمان الفارسي على رسول الله حفر خندق... وكان الخندق عند العرب فى ذلك الوقت شئ عجيب... وكان جيش العدو سيصل فى خلال 15 يوما وأرض المدينة صخرية... إن مشكلتنا الآن أن ما لانعرفه لانفعله ولا نفكرفيه... أما النبى ففكر فى الأمر... إن المدينة محاطة بالجبال من كل ناحية ما عدا مدخل الشمال... وبين الجبال مسافة قدرها 4.5 كم... فإذا حُفر فيها خندقا لن يدخل الجيش... فقرر رسول الله حفر الخندق... وقال رسول الله سلمان منا أهل البيت حتى كان المهاجرين والأنصار يتصارعون كل منهم يقول سلمان منا.. سلمان منا... لأنه عمل عملا غير عادى.. حلم حلما أنقذ المدينة... وتم حفر الخندق على عمق 5م وعرض 6م ... وقد تم العمل على مدار 15 يوما.. شارك فى الحفر 2500 وقام كل عشرة بحفر 18 مترا... أى أن كل شخص منهم يجب أن يحمل ما يقرب من 1000 قفة رمل ليتم الحفر...
وهنا أحكى لكم قصة مثيرة للسخرية... طلبت المملكة من شركة انجليزية بأن تنشئ طريقا دائريا حول المدينة فقامت الشركة بالمعاينة والدراسة واعتذرت لأن الأرض صخرية ولايمكن لمعدات الشركة أن تحفر مثل هذه الأرض لأن التكلفة ستكون مرتفعة جدا... بالرغم من أن النبى والصحابة نجحوا فى ذلك بمعاول لامعدات.. لكن كان يوجد إرادة.. وكان يوجد حلم... ولم يكن الحلم متمثلا فى الخندق وإنما كان الحلم المحافظة على الدين... لقد كان الحلم عظيما وكبيرا " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" وكان الخندق يوما من أيام هذا الحلم...
لقد قمت بعمل تجربة فى البحرين وحضرتها بنفسى... كنا بين 700 شاب وفتاة من البحرين... وطلبنا منهم أن يفكروا وقاموا بتشكيل مجموعات عمل... كل مجوعة شباب معا... و كل مجوعة فتيات معا... وطلبنا منهم وضع أحلامهم لمدة 20 سنة... تصوروا أن الجلسة كانت مدتها 3 ساعات أخذنا فى نهايتها 120 صفحة ممتلئة على آخرها بأفكار للشباب لبلادهم بعد 20 سنة...
وسأذكر بعض أحلامهم:
1. انعدام المخلفات أى إعادة تصنيعها
2. وجود بدائل للطاقة النفطية نكتشغها قبل الغرب
3. تحويل رطوبة الجو إلى مياه للشرب وتحويل الصحراء إلى أرض خضراء باستخدام مياه الغيوم بالمطر الصناعى...
4. عالم مسلم يقدم حلا لسد ثقب الأوزون
5. تعود البحرين بلد المليون نخلة
6. السفر بدون جوازات سفر أو قيود على التحرك بين الدول العربية
7. سوق عربية موحدة منافسة للسوق العالمية
8. أحد نوادي البحرين ينافس نادى ريال مدريد
9. اختفاء دور المربيات والحاضنات الأسيويات وعودة دور الأم
10. إقامة مدارس جديدة للموهوبين والمبتكرين فى العالم العربى لاستغلال مواهبهم وإقامة جامعة للموهوبين
11. إنشاء أكبر مكتبة فى الوطن العربى فى البحرين تصدر مفكرين ينشروا الفكر الإسلامى فى جميع أنحاء العالم
12. يكون عدد المصلين فى صلاة الفجر مساو لعدد المصلين فى صلاة الجمعة
13. إقامة جسر بين البحرين وقطر
14. إحلال العمالة الأسيوية بالعمالة البحرينية
15. إنشاء قرية للمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة على أعلى مستوى فى العالم كله
16. إنشاء مدينة رياضية نسائية
17. وضع علم البحرين على القمر مثلما فععلت دول أخرى ومعه علم لاإله إلا الله
18. وهناك بعض الأفكار المرحة فى موضوع التدين مثل نظارات لغض البصر... وأحمر شفاه للسيدات يمنع النميمة..
إن كل هذه الأحلام خرجت من شباب لا يتعدى سن أكبرهم 23 سنة...
هل تعرفون فائدة صياغة حلم واحد؟! إن النتيجة تفوق خيالكم... إن النتيجة هى تغير رهيب فى قدراتنا... وفيما يلي أمثلة على ذلك:
1. أتدرون التحول الرهيب فى شخصية عمر رضى الله عنه من شخص يصنع إلاها من العجوة ويأكله عندما يجوع... من شخص وأد ابنته وهى حية... ويتحول عندما يكون لديه هدف يريد تحقيقه و وعد ربانى يؤمن به ويريد ان يجعل بلده أعظم بلد فى العالم...
سنضرب مثالا واحدا لترى التحول فى شخصية عمر... كان حذيفة بن اليمان الوحيد الذى ائتمنه النبى على كل المشاكل والفتن التى ستحدث بعد وفاة النبى (ص) كما أنه أخبره بتوقيت حدوثها... فقال له عمر بن الخطاب: حدثنى عن الفتنة يا حذيفة... فقال: مالك أنت ومال الفتنة يا أمير المؤمنين... فقال عمر: لم؟ قال حذيفة: يا أمير المؤمنين إن بينك وبين الفتنة باب مسدود لايُفتح حتى تموت... فقال عمر : يا حذيفة أيفتح أم يُكسر؟ فقال: بل يُكسر ..قال عمر: إذا لن يعود إلى مكانه أبدا طالما سيُكسر ولن يفتح... فقام عمر حزين.. والناس متعجبة من الحديث عن الفتنة فسألوا عمر عن الأمر.. فقال: أتدرون ما الباب الذى يحمى الإسلام من الفتنة؟ فقالوا: من؟ فقال: الباب هو عمر فإذا مات عمر انفتحت الفتنة على المسلمين... تخيل بنى آدم باب يسد باب الفتن عن المسلمين.
2. لقد كان على بن أبى طالب فى العشرين من العمر وطُلب منه أن يبيت فى فراش النبى (ص) وكان الاحتمال الأكبر أنه سيموت... ويُسأل سيدنا على بعد ذلك عن هذه الليلة وكيف نام فيها... فيقول... كانت أهدأ ليلة نمتها فى حياتى... لأن لديه حلم كبير يريد تحقيقه...
3. لقد تم حصار المسلمين فى شعب بنى طالب لمدة 3 سنوات... 3 سنوات يأكلون أوراق الشجر لدرجة أن مخرجاتهم أصبحت مثل مخرجات الشاه والبعير... ولم يذهب أحد للرسول (ص) ليقول له لن أكمل معكم من أجل أبنائى فهم لن يتحملوا ذلك... فكل شيء يهون ويتحقق الحلم...
4. ما حدث لآل ياسر: ياسر يُخنق من كثرة التعذيب حتى يموت.. سمية تُضرب بالحرباء.. عمار بن ياسر يُشوى ويُسلخ حتى الموت ... والثلاثة ثابتين بكلمة من رسول الله "صبرا آل ياسر... إن موعدكم الجنة" والدفع إقامة نهضة للمسلمين لتقف الأمة على قدميها...
عندما يملأ الحلم الإنسان يصبح أقوى من كل شئ.. أقوى من نقوده... ومن أبناؤه... ومن أن يعيش على أرض وطنه.. من روحه.. من حياته... هذا ما ينقصنا.. ما ينقص المسلمين..
وسأضرب لك مثالا يوضح أن الحلم يجعل الإنسان يقوم بأشياء غير عادية...
المسلمين يوم معركة اليمامة: كان جيش مسيلمة الكذاب وبنو حنيفة قوى جدا ويفوق قدرات المسلمين... وسيدنا خالد بن الوليد يقود الجيش... ويبدأ المسلمين فى الانكسار... ويأخذ مسيلمة الكذاب المبادرة.. ويموت الكثير من المسلمين... فلا يجد سيدنا خالد حلا إلا ما نفعله الآن فإننا نتخذه قدوة فى ذلك... ذكر الناس بالحلم...
فقال بمنتهى القوة أيها الناس إن هذا يوم من أيام الله... لاينبغى فيه الفخر ولا التفاخر... ويضع خطة ويقول: أيها الناس اصنعوا اليوم عز الإسلام فإنكم إن لم تفعلوا فهو الذل لنا... أى أنه ذكرهم... ثم قال سيدنا خالد أيها الناس تميزوا (أى اقتسموا بين مهاجرين وأنصار وحفظة سورة البقرة وحفظة آل عمران وحفظة القرآن...إلخ) وذلك ليظهر من سيعز الإسلام... وبدأ المسلمون ينادون بعضهم البعض... ياللأنصار.. يا للمهاجرين... يالأصحاب سورة البقرة... يالأصحاب آل عمران... يالحملة القرآن... وأعاد توزيع الجيش ليعرف من سيعز الإسلام ومن سيخذله... ذكاء غير عادى... تعيد للناس روحهم المعنوية بأن تخلق لهم حلما وتدفعهم لهذا الحلم... وأنا أحكى هذا المثل لأريك كيف استطاع الناس المنهزمين المنكسرين التحول بكلمة أو فكرة إلى طاقة تقوم بعمل معجزات...
ويقف عمار بن ياسر بعد أن قُطعت أذنه يوم اليمامة وهى متدلية منه يقول يا آل القرآن زينوا القرآن بالأفعال... ويجتمع حوله آل القرآن ويموت يومها 300 أو 500 من حفظة القرآن... ويجرى بنو حنيفة بعد أن كانوا منتصرين ليستتروا فى حديقة... وبذلك كان يوجد فى الحديقة مئات الآلاف منهم... فيأتى البراء بن مالك وهو من أشهر الصحابة ويقول للمسلميين احملونى على الرماح وألقونى داخل الحديقة وأنا أفتح لكم باب الحديقة.. فيقولون لن تستطيع... فيقول والله لأفعلن.. و ألقى به رسول الله... فوضعوه على درع ورفعوه بالرماح وفعل ما أراد... وجرح 60 جرحا وفتح الباب ودخل المسلمين ولم يمُت فى يومها...
ومن الأمثلة مشكلة البطالة فتقرير البنك الدولى يقول أن البطالة فى الوطن العربى فى عام 2013 ستصل إلى 20 مليون عاطل... ومن أحد الوسائل التى تحل مشكلة البطالة وجود حلم من الأساس...
فهناك أفكار وأحلام مثل قناة السويس والسد العالى ودبى تسببت فى تشغيل الملايين... إن المشاكل التي نظن أنها ضخمة ستتضاءل عندما يكون لدينا حلم...
ويبقى شئ مهم وهو أن تتحلى بثلاث صفات لتستطيع أن تكمل معنا فى صناع الحياة ألا وهى:
1. إرادة
2. تضحية..
3. صبر
هل تريد ان تكون مثل عثمان بن عفان عندما كان رسول الله يجمع التبرعات لتجهيز الجيش... قال على 100 بعير بأحلافها وأقطابها... فيقول النبى جزاك الله خيرا.. من يتبرع؟ فقال على 200 بعير بأحلافها وأقطابها... ثم يقول على 300 بعير بأحلافها وأقطابها.. فيقول النبى: ما ضر عثمان ما فعل بعد ذلك... الأمر يحتاج تضحية بالمال والوقت والجهد...
إننا نحتاج لمجهود 10 أضعاف ما بذلناه فى المرحلة السابقة.. لقد كان رسول الله يصلى السنن وهو جالس فى آخر أيامه.. فسألوه عن السبب... فقال: من جهدى بالناس فلقد تعب رسول الله وأُجهِد كثيراً على مدى 23 سنة...
وليس معنى الحلم أن الطريق كله ورود… بل يجب أن نتحلى بالصبر والتضحية والإرادة…
هل تريدون نهضة بالفعل أم أنكم تريدون العيش فى القاع… إذا كنت تريدون ذلك فابقوا كما أنتم… أما إذا كنتم صادقين ومخلصين بالفعل فاعملوا معنا وارسلوا أحلامكم…
ولاتستبعد أى أفكار ظانا أنها لن تنفع… لاتضع قيد على خيالك..
سننتظر أفكاركم وتصوراتكم هذا الأسبوع…
وسنبدأ الأسبوع القادم فى الحديث فى التفاصيل وسنعمل على ذلك لمدة أسبوعين…. حتى نخرج بالشكل النهائى… ونبدأ فى العمل…
منتظرين مئات الآلاف من الأفكار والاقتراحات من شباب وبنات.. علماء.. رجال أعمال.. سيدات... أطفال..
والسلام عليكم ورحمة الله..
شاهد الحلقة
الواجب العملي نطبقه هنا في عالم حواء
الواجب العملي : يمكنكم إرسال احلامكم مباشرة هنا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
حلقتنا اليوم هي استكمال للحلقة الماضية.. إننا نريد أن نقيم نهضة للمسلمين..
لقد وصلنا إلى القاع ولم يعد هناك مستوى أدنى من هذا.. وعندما يصل المنحنى لآخر نقطة يزيد الأمل بأن يرتفع المنحنى مرة أخرى...
ذلك بأن أحلك لحظات الليل هى تلك اللحظات التى تسبق الفجر مباشرة...
فهيا نرسم الصورة.. لنراها فى خيالنا.. ومن كثرة رؤيتها فى خيالنا تسيطر على مشاعرنا... ثم نجد أننا سنضحى من أجلها.. بل ستصبح الفكرة والحلم أغلى علينا حتى من روحنا..
وهذا ليس كلاماجديدا وإنما كل النهضات حدثت بهذه الطريقة...
إن الموضوع يبدأ بحلم يعيشه الناس... ويبدأ هذا الحلم فى النمو فى عقولهم وخيالهم..
يرسموه في لوحاتهم... يعلموه لأولادهم...
يذكروه فى أشعارهم وقصصهم... ويبدأ هذا الحلم فى النضج فيجدوه فى صحفهم...
يجدوه في جلساتهم الأسرية... واجتماعات الأصدقاء... ويكبر الموضوع شيئا فشيئا بين الناس حتى يسيطر الحلم على مشاعرهم وحتى على خلايا أجسامهم.. لدرجة تجعلهم لايستطيعون العيش إلا بتحقيقه... فيحققونه ويعينهم الله فى ذلك ويصدق قول الله تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"
لقد عرفنا أين نحن الآن... عرفنا وضعنا الحالي.. الآن نريد أن نضع السقف الذى نريد أن نصل له... إننا لانريد وضع نقطة هلامية مثل أن نقول نريد تحقيق "نهضة" فقط...
وإنما نريد أن نرسم هذه النهضة ونتخيلها على الورق.. هذا هو مشروعنا.. ولقد بدأ البعض من الأسبوع الماضى فى إرسال رسائل عبر الفاكس والانترنت بالإضافة إلى الاتصالات الهاتفية...
ولكننا نسعى إلى عدد أكبر من ذلك بكثير... إن ذلك المشروع خاص بكم جميعا ولذلك فإننا نريد من الجميع أن يرسل لنا...
إنه مشروع قومى..
إنه حلم بلادنا...
إننا نريد أن يرسل إلينا: الخبراء.. أساتذة الجامعة.. السيدات... الشباب.. المسلمين فى الغرب... بل ونريد مسلمين ومسيحيين... إننا نريد الرجال والنساء... الشباب والفتيات... ولانريد أن نفعل ذلك بشكل فردى... ابدأبنفسك ثم ابدأ بالتفكير بشكل جماعى .
الدنيا كلها تبدأ بحلم يعيشه شخص ويجعل الناس تعيش فيه معه....
فما بالك بحلمنا الذى سنقوم بوضعه سويا... فيصبح ملكنا جميعا...
فى أرواحنا ودماءنا.. وسأضرب أمثلة لتتبينوا صدق كلامى... أمثلة من الواقع والتاريخ..
1. ماليزيا:
لقد كانت هذه البلد فقيرة جدا... لدرجة أنك كنت تجد القاذورات والمجارى فى أنحاء عاصمتها كوالالامبور...
بلد لم يكن من الممكن أن توافق على الذهاب إليها من 20 سنة...
الآن هى أبهى من العواصم الأوروبية... وذلك لأن شخص حلم بما يريد بلده أن تكون عليه.. وفجأة فى 10 سنوات فقط ارتفع متوسط دخل الفرد فى ماليزيا من 300 دولار إلى 8000 دولار!!! وارتفعت كمية الصادرات الصناعية فى ماليزيا من صادرات بـ 3مليار دولار إلى صادرات بـ 80 مليار دولار...
اذهب بنفسك واستثمر أموالك فى ماليزيا وستجد موظفى الحكومة يكافحون لخدمتك وحتى إذا كانت الخدمة التى تسعى لها غير متاحة لدى المصلحة التى لجأت إليها ستجد الموظف يطلب منك الانتظار قليلا حتى يأتى لك من المصلحة الأخرى التى تتوافر فيها الخدمة المطلوبة بمن يمكنه أن يقدم إليك الخدمة التى تريدها!
2. دبى:
كانت دبى من 20 سنة بلد صحراء فقط.. وحلم شخص بأن تكون أعظم مركز تحارى فى الشرق الأوسط كله.. ونجح الحلم.. وأصبح جبل على شئ غير عادى...
تخيل ان المخازن الأساسية لكل الشركات اليابانية مثل شركة سونى وغيرها موجودة فى جبل على فى دبى بحلم حلمه شخص!!
3. الاتحاد الأروبى:
لقد حاربت أوربا بعضها حربين عالميتين... إن أوربا تتكون من 25 دولة اشتركت منها 10 دول فى الحروب... قتلت هذه الدول من بعضها البعض 10 مليون شخص وجرحت 15 مليون شخص...
ودمروا بلاد بعضهم البعض... وحلم أحدهم بإنشاء أوربا الموحدة.... من يصدق أن أوربا التى تسببت فى كل هذا الدمار تتحد وتكون لها عملة واحدة... قطار واحد يجوب الـ 25 دولة... لاحدود بين الدول.... حرية تنقل... سوق عالمية لـ 350 شخص ينقلون البضائع والأفكار كما يريدون.. برلمان واحد... والآن دستور واحد!!!
4. قناة الجزيرة:
من كان يصدق خروج قناة إخبارية عربية تنافس السى إن إن... وأن قناة الجزيرة ستكون ثانى قناة إخبارية فى العالم بعد الـسى إن إن....
ولكن شخص ما حلم هذا الحلم... وتحقق الحلم...
إن الناس لايصدقون أن الأحلام ستتحقق فهم يستبعدونها... إلى أن يصر شخص على حلمه...
لقد كانت قناة االسويس حلم... والسد العالى حلم... وقناة الجزيرة كانت حلم...
5. البحرين وفورميولا وان:
لقد كانت البحرين تبحث عن نشاط رياضى كبير تقوم به... وبحثوا بين البطولات العالمية... لأن لديهم حلم بأن يقيموا بطولة عالمية... فوجدوا أكبر بطولة عالمية هى الألومبياد...
ولكنهم وجدوا أنها تفوق إمكانياتهم... كأس العالم ثاني بطولة عالمية ولكنها أيضا تفوق إمكانياتهم... وبقيت ثالث بطولة عالمية وهى فورميولا...
وتتحول الصحراء إلى مكان رائع لسباق السيارات لدرجة انه كان أفضل من سباقات السيارات التى أقيمت فى أوربا وأمريكا! إن سرعة إطفاء السيارة فى أمريكا كانت تستغرق حوالى 20- 25 ثانية أما فى البحرين فاستغرقت 12 ثانية... وبذلك ضربوا الرقم القياسى.. وأخذوا حق تنظيم السباق لمدة 10 سنوات لأنهم أبهروا الناس بقدراتهم...
نريد أن نحلم كيف ستكون بلادنا بعد 20 سنة.. ولا يوجد مستحيل أبدا... فالآية واضحة جدا: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ" ولاتيأس أبدا...
كما أن الحديث القدسى واضح: "أنا عند ظن عبدى بى فليظن عبدى بى ما شاء" ... إننا نفكر دائما فى هذا الحديث من منطلق أنه يتحدث عن الجنة والنار والآخرة... وأن ظننا فى الله أن يدخلنا الجنة وأن يرحمنا... وهذا صحيح ولكنه يتحدث عن الدنيا أيضا..
فما هو ظنك فى الله فى الدنيا؟ ان ينصرنى ويعزنى ويكرمنى ويوفقنى...
وفيما يلي سنتحدث عما وعد به النبى وتحقق... وأن الصحابة وضعوا أفكارا وتم تنفيذها كما أرادوا تماما... لقد أعطى الرسول وعودا وليس مجرد أحلام وتحققت كما قالها...
أمثلة لوعود أعطاها النبي:
1) في يوم من الأيام دخل عدى بن حاتم على رسول الله وقد كان شخصية شهيرة جدا...
وعرض النبى عليه الإسلام... ولكنه أبى قائلا أن له دين بالفعل ولايريد دينا آخر...
فقال له النبي أنا أعلم ما الذى يمنعك من الإسلام يا عدى لأنك تقول علينا ضعفاء فقراء...
فقال: نعم فقال النبى: أتعرف الحيرة – وهى من الممالك العظيمة التابعة للفرس- فقال نعم سمعت عنها ولم أرها...
فقال له النبى: والله يا عدى.. لتفتحن الحيرة وستخرج المرأة من الحيرة وتذهب إلى مكة لتطوف ببيت الله لاتخشى إلا الله – ولقد كان الطريق فى هذا الوقت غير آمن بالمرة وملئ بالحروب... وكان من الطبيعى ألا يصدق عدى كلام النبي.. ولكن يقول عدى فنظرت فى عينيه فإذا هو صادق... وأكمل رسول الله قائلا: و والله ليؤتى إلينا ها هنا بكنوز كسرى... و والله لينفقن المال حتى لايجد من يأخذه..(أى لن يكون هناك فقراء إطلاقا)..
يقول عدى فأسلمت لقوة النبى وهو يقول لى ذلك... ومات رسول الله وفتحت الحيرة ورأيت المرأة تخرج إلى مكة لتطوف ببيت الله لاتخشى إلا الله.. ورأيت بعينى كنوز كسرى عند منبر رسول الله... وإننى فى انتظار الثالثة أن ينفق المال حتى لايجد من يأخذه.. لم أرها لكنها ستقع لأن رسول الله أخبر بذلك...
2) أخبر النبي أمة بحلم إلى يوم القيامة ولكنه وعد فى نفس الوقت... فقد قال والصحابة لازالوا فى المدينة ولم يبدءوا حتى فى الفتوحات: ستفتح قسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها... ويظل المسلمين من وفاة النبى حتى مجئ محمد الفاتح كل منهم يحلم بأن يكون من قال فيه رسول الله هذا الحديث... ولم يقل رسول الله ستفتح قسطنطينية فقط ولكنه قال : ستفتح قسطنطينية ورومية (أى روما)... وليس لزاما أن يكون هذا الفتح فتحا عسكريا ولكن يمكن أن يكون الفتح عبارة عن قناعة بعظمة هذا الدين... والآن وقد عرفنا فاتح القسطنطينية فهل نحن الجيل الثانى فاتح رومية... هل هناك من هو مشتاق لذلك مثلما اشتاقت الأجيال السابقة لفتح القسطنطينية!!
3) قال رسول الله أن أرض الجزيرة كانت أرض خضراء تسرى فيها الأنهار وستعود خضراء تسرى فيها الأنهار !!! إنها أرض الجزيرة التى لانعرف عنها إلا أنها صحراء قاحلة! إننا عندما نسمع هذا الحديث نقول إذا ستحدث معجزة!! ولكن لمَ لا نكون نحن هذه المعجزة! لمَ لانتوصل إلى اختراع لم تصل إليه أمريكا أو أوربا يعيد الجزيرة خضراء!
لم لا نحلم بتحقيق وعد رسول الله كما حلم محمد الفاتح وجيشه؟! إنها ليست أحلام خيالية... بل سننفذها.. احلموا كما تريدون وارسلوا لنا أحلامكم... احلموا فى شتى المجالات..
وأولى الناس بالحلم انتم يا شباب وذلك يعود لسببين:
1. أن قدرة الشباب على التخيل أعلى كثيرا من قدرات الكبار... فقلوبكم خضراء.. والدنيا مفتوحة أمامكم.. ولم تروا بعد العديد من معوقات الدنيا فيمكنكم أن تحلموا كما يحلوا لكم... لاتدعى أن هذه مهمة الكبار والمفكرين..
2. لأننا جيل يسلم جيل... ومن عنده 40 سنة قد لايعيش ليرى ما سيحدث بعد 20 سنة أما أنتم الشباب فسترون نتاج عملكم وسترون كيف ستكون بلادكم بعد 20 سنة...
وإذا لم تحلموا سيأتى غيركم يحلم لكم... انتبهوا إلى أن فى الـ100 سنة الأخيرة كانت معظم الإنجازات التى نعيشها الآن أحلاما لغيرينا... فقد كانت قناة السويس حلم خواجة اسمه دليسبس... والسد العالى كان حلم خواجة يوناني... هل من المعقول أن يحلم غيرنا لبلادنا وينفذ أحلامه؟!!! ونحن لانحلم لمستقبلنا لمجرد أن واقعنا مرير؟!!!
وإياكم والخجل من الحلم...
لأن النبى (ص) كان يتبنى أفكار من الصحابة كانت تظهر أنها خيالية ومستحيلة....
ومن أمثلة ذلك يوم غزوة الخندق كان سيأتى 10000 لقتال المسلمين فى المدينة... وعدد المسلمين القادرين على حمل السلاح لايزيد عن 3000 فقط.... هذا الموقف يحتاج إلى حلم جديد وفكرة مبتكرة... فاقترح سلمان الفارسي على رسول الله حفر خندق... وكان الخندق عند العرب فى ذلك الوقت شئ عجيب... وكان جيش العدو سيصل فى خلال 15 يوما وأرض المدينة صخرية... إن مشكلتنا الآن أن ما لانعرفه لانفعله ولا نفكرفيه... أما النبى ففكر فى الأمر... إن المدينة محاطة بالجبال من كل ناحية ما عدا مدخل الشمال... وبين الجبال مسافة قدرها 4.5 كم... فإذا حُفر فيها خندقا لن يدخل الجيش... فقرر رسول الله حفر الخندق... وقال رسول الله سلمان منا أهل البيت حتى كان المهاجرين والأنصار يتصارعون كل منهم يقول سلمان منا.. سلمان منا... لأنه عمل عملا غير عادى.. حلم حلما أنقذ المدينة... وتم حفر الخندق على عمق 5م وعرض 6م ... وقد تم العمل على مدار 15 يوما.. شارك فى الحفر 2500 وقام كل عشرة بحفر 18 مترا... أى أن كل شخص منهم يجب أن يحمل ما يقرب من 1000 قفة رمل ليتم الحفر...
وهنا أحكى لكم قصة مثيرة للسخرية... طلبت المملكة من شركة انجليزية بأن تنشئ طريقا دائريا حول المدينة فقامت الشركة بالمعاينة والدراسة واعتذرت لأن الأرض صخرية ولايمكن لمعدات الشركة أن تحفر مثل هذه الأرض لأن التكلفة ستكون مرتفعة جدا... بالرغم من أن النبى والصحابة نجحوا فى ذلك بمعاول لامعدات.. لكن كان يوجد إرادة.. وكان يوجد حلم... ولم يكن الحلم متمثلا فى الخندق وإنما كان الحلم المحافظة على الدين... لقد كان الحلم عظيما وكبيرا " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" وكان الخندق يوما من أيام هذا الحلم...
لقد قمت بعمل تجربة فى البحرين وحضرتها بنفسى... كنا بين 700 شاب وفتاة من البحرين... وطلبنا منهم أن يفكروا وقاموا بتشكيل مجموعات عمل... كل مجوعة شباب معا... و كل مجوعة فتيات معا... وطلبنا منهم وضع أحلامهم لمدة 20 سنة... تصوروا أن الجلسة كانت مدتها 3 ساعات أخذنا فى نهايتها 120 صفحة ممتلئة على آخرها بأفكار للشباب لبلادهم بعد 20 سنة...
وسأذكر بعض أحلامهم:
1. انعدام المخلفات أى إعادة تصنيعها
2. وجود بدائل للطاقة النفطية نكتشغها قبل الغرب
3. تحويل رطوبة الجو إلى مياه للشرب وتحويل الصحراء إلى أرض خضراء باستخدام مياه الغيوم بالمطر الصناعى...
4. عالم مسلم يقدم حلا لسد ثقب الأوزون
5. تعود البحرين بلد المليون نخلة
6. السفر بدون جوازات سفر أو قيود على التحرك بين الدول العربية
7. سوق عربية موحدة منافسة للسوق العالمية
8. أحد نوادي البحرين ينافس نادى ريال مدريد
9. اختفاء دور المربيات والحاضنات الأسيويات وعودة دور الأم
10. إقامة مدارس جديدة للموهوبين والمبتكرين فى العالم العربى لاستغلال مواهبهم وإقامة جامعة للموهوبين
11. إنشاء أكبر مكتبة فى الوطن العربى فى البحرين تصدر مفكرين ينشروا الفكر الإسلامى فى جميع أنحاء العالم
12. يكون عدد المصلين فى صلاة الفجر مساو لعدد المصلين فى صلاة الجمعة
13. إقامة جسر بين البحرين وقطر
14. إحلال العمالة الأسيوية بالعمالة البحرينية
15. إنشاء قرية للمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة على أعلى مستوى فى العالم كله
16. إنشاء مدينة رياضية نسائية
17. وضع علم البحرين على القمر مثلما فععلت دول أخرى ومعه علم لاإله إلا الله
18. وهناك بعض الأفكار المرحة فى موضوع التدين مثل نظارات لغض البصر... وأحمر شفاه للسيدات يمنع النميمة..
إن كل هذه الأحلام خرجت من شباب لا يتعدى سن أكبرهم 23 سنة...
هل تعرفون فائدة صياغة حلم واحد؟! إن النتيجة تفوق خيالكم... إن النتيجة هى تغير رهيب فى قدراتنا... وفيما يلي أمثلة على ذلك:
1. أتدرون التحول الرهيب فى شخصية عمر رضى الله عنه من شخص يصنع إلاها من العجوة ويأكله عندما يجوع... من شخص وأد ابنته وهى حية... ويتحول عندما يكون لديه هدف يريد تحقيقه و وعد ربانى يؤمن به ويريد ان يجعل بلده أعظم بلد فى العالم...
سنضرب مثالا واحدا لترى التحول فى شخصية عمر... كان حذيفة بن اليمان الوحيد الذى ائتمنه النبى على كل المشاكل والفتن التى ستحدث بعد وفاة النبى (ص) كما أنه أخبره بتوقيت حدوثها... فقال له عمر بن الخطاب: حدثنى عن الفتنة يا حذيفة... فقال: مالك أنت ومال الفتنة يا أمير المؤمنين... فقال عمر: لم؟ قال حذيفة: يا أمير المؤمنين إن بينك وبين الفتنة باب مسدود لايُفتح حتى تموت... فقال عمر : يا حذيفة أيفتح أم يُكسر؟ فقال: بل يُكسر ..قال عمر: إذا لن يعود إلى مكانه أبدا طالما سيُكسر ولن يفتح... فقام عمر حزين.. والناس متعجبة من الحديث عن الفتنة فسألوا عمر عن الأمر.. فقال: أتدرون ما الباب الذى يحمى الإسلام من الفتنة؟ فقالوا: من؟ فقال: الباب هو عمر فإذا مات عمر انفتحت الفتنة على المسلمين... تخيل بنى آدم باب يسد باب الفتن عن المسلمين.
2. لقد كان على بن أبى طالب فى العشرين من العمر وطُلب منه أن يبيت فى فراش النبى (ص) وكان الاحتمال الأكبر أنه سيموت... ويُسأل سيدنا على بعد ذلك عن هذه الليلة وكيف نام فيها... فيقول... كانت أهدأ ليلة نمتها فى حياتى... لأن لديه حلم كبير يريد تحقيقه...
3. لقد تم حصار المسلمين فى شعب بنى طالب لمدة 3 سنوات... 3 سنوات يأكلون أوراق الشجر لدرجة أن مخرجاتهم أصبحت مثل مخرجات الشاه والبعير... ولم يذهب أحد للرسول (ص) ليقول له لن أكمل معكم من أجل أبنائى فهم لن يتحملوا ذلك... فكل شيء يهون ويتحقق الحلم...
4. ما حدث لآل ياسر: ياسر يُخنق من كثرة التعذيب حتى يموت.. سمية تُضرب بالحرباء.. عمار بن ياسر يُشوى ويُسلخ حتى الموت ... والثلاثة ثابتين بكلمة من رسول الله "صبرا آل ياسر... إن موعدكم الجنة" والدفع إقامة نهضة للمسلمين لتقف الأمة على قدميها...
عندما يملأ الحلم الإنسان يصبح أقوى من كل شئ.. أقوى من نقوده... ومن أبناؤه... ومن أن يعيش على أرض وطنه.. من روحه.. من حياته... هذا ما ينقصنا.. ما ينقص المسلمين..
وسأضرب لك مثالا يوضح أن الحلم يجعل الإنسان يقوم بأشياء غير عادية...
المسلمين يوم معركة اليمامة: كان جيش مسيلمة الكذاب وبنو حنيفة قوى جدا ويفوق قدرات المسلمين... وسيدنا خالد بن الوليد يقود الجيش... ويبدأ المسلمين فى الانكسار... ويأخذ مسيلمة الكذاب المبادرة.. ويموت الكثير من المسلمين... فلا يجد سيدنا خالد حلا إلا ما نفعله الآن فإننا نتخذه قدوة فى ذلك... ذكر الناس بالحلم...
فقال بمنتهى القوة أيها الناس إن هذا يوم من أيام الله... لاينبغى فيه الفخر ولا التفاخر... ويضع خطة ويقول: أيها الناس اصنعوا اليوم عز الإسلام فإنكم إن لم تفعلوا فهو الذل لنا... أى أنه ذكرهم... ثم قال سيدنا خالد أيها الناس تميزوا (أى اقتسموا بين مهاجرين وأنصار وحفظة سورة البقرة وحفظة آل عمران وحفظة القرآن...إلخ) وذلك ليظهر من سيعز الإسلام... وبدأ المسلمون ينادون بعضهم البعض... ياللأنصار.. يا للمهاجرين... يالأصحاب سورة البقرة... يالأصحاب آل عمران... يالحملة القرآن... وأعاد توزيع الجيش ليعرف من سيعز الإسلام ومن سيخذله... ذكاء غير عادى... تعيد للناس روحهم المعنوية بأن تخلق لهم حلما وتدفعهم لهذا الحلم... وأنا أحكى هذا المثل لأريك كيف استطاع الناس المنهزمين المنكسرين التحول بكلمة أو فكرة إلى طاقة تقوم بعمل معجزات...
ويقف عمار بن ياسر بعد أن قُطعت أذنه يوم اليمامة وهى متدلية منه يقول يا آل القرآن زينوا القرآن بالأفعال... ويجتمع حوله آل القرآن ويموت يومها 300 أو 500 من حفظة القرآن... ويجرى بنو حنيفة بعد أن كانوا منتصرين ليستتروا فى حديقة... وبذلك كان يوجد فى الحديقة مئات الآلاف منهم... فيأتى البراء بن مالك وهو من أشهر الصحابة ويقول للمسلميين احملونى على الرماح وألقونى داخل الحديقة وأنا أفتح لكم باب الحديقة.. فيقولون لن تستطيع... فيقول والله لأفعلن.. و ألقى به رسول الله... فوضعوه على درع ورفعوه بالرماح وفعل ما أراد... وجرح 60 جرحا وفتح الباب ودخل المسلمين ولم يمُت فى يومها...
ومن الأمثلة مشكلة البطالة فتقرير البنك الدولى يقول أن البطالة فى الوطن العربى فى عام 2013 ستصل إلى 20 مليون عاطل... ومن أحد الوسائل التى تحل مشكلة البطالة وجود حلم من الأساس...
فهناك أفكار وأحلام مثل قناة السويس والسد العالى ودبى تسببت فى تشغيل الملايين... إن المشاكل التي نظن أنها ضخمة ستتضاءل عندما يكون لدينا حلم...
ويبقى شئ مهم وهو أن تتحلى بثلاث صفات لتستطيع أن تكمل معنا فى صناع الحياة ألا وهى:
1. إرادة
2. تضحية..
3. صبر
هل تريد ان تكون مثل عثمان بن عفان عندما كان رسول الله يجمع التبرعات لتجهيز الجيش... قال على 100 بعير بأحلافها وأقطابها... فيقول النبى جزاك الله خيرا.. من يتبرع؟ فقال على 200 بعير بأحلافها وأقطابها... ثم يقول على 300 بعير بأحلافها وأقطابها.. فيقول النبى: ما ضر عثمان ما فعل بعد ذلك... الأمر يحتاج تضحية بالمال والوقت والجهد...
إننا نحتاج لمجهود 10 أضعاف ما بذلناه فى المرحلة السابقة.. لقد كان رسول الله يصلى السنن وهو جالس فى آخر أيامه.. فسألوه عن السبب... فقال: من جهدى بالناس فلقد تعب رسول الله وأُجهِد كثيراً على مدى 23 سنة...
وليس معنى الحلم أن الطريق كله ورود… بل يجب أن نتحلى بالصبر والتضحية والإرادة…
هل تريدون نهضة بالفعل أم أنكم تريدون العيش فى القاع… إذا كنت تريدون ذلك فابقوا كما أنتم… أما إذا كنتم صادقين ومخلصين بالفعل فاعملوا معنا وارسلوا أحلامكم…
ولاتستبعد أى أفكار ظانا أنها لن تنفع… لاتضع قيد على خيالك..
سننتظر أفكاركم وتصوراتكم هذا الأسبوع…
وسنبدأ الأسبوع القادم فى الحديث فى التفاصيل وسنعمل على ذلك لمدة أسبوعين…. حتى نخرج بالشكل النهائى… ونبدأ فى العمل…
منتظرين مئات الآلاف من الأفكار والاقتراحات من شباب وبنات.. علماء.. رجال أعمال.. سيدات... أطفال..
والسلام عليكم ورحمة الله..
شاهد الحلقة
الواجب العملي نطبقه هنا في عالم حواء
الواجب العملي : يمكنكم إرسال احلامكم مباشرة هنا


شام
•
الحلقة الخامسة : حلمي الزراعة والبحث العلمي
ما زلنا مع صناع الحياة ومنذ حلقتين ونحن ننادى بإقامة نهضة لبلادنا... ليس منذ حلقتين فقط وإنما هذا هو هدفنا منذ أن بدأنا حلقات صناع الحياة، وما كان من المشروعات التي قمنا بها في المرحلة الأولى من جمع الملابس وحماة المستقبل ومحاربة التدخين والمخدرات والمشي... الخ إلا عملية تمهيد لنثبت لكم أننا قادرون على القيام بنهضة.
إن كلمة نهضة كلمة كبيرة ولكنها ممكنة ولا يوجد شيء مستحيل...
نحن لا نريد وضع هدف هلامي مثل أن نقول نريد تحقيق "نهضة" فقط... ولكن ما هذه النهضة؟!
طلبنا منكم أن تضعوا حلمكم لبلدكم بعد 20 سنة وكيف ستكون؟
لقد طلبنا منكم وضع أحلامكم لتكون شيئا ملموسا... فلقد عرفنا أين نحن الآن... عرفنا وضعنا الحالي.. الآن نريد أن نضع السقف الذي نريد أن نصل له... وهناك ما يدعو للفرحة... لقد طلبت منكم جميعا منذ 10 أيام أن ترسوا لنا أحلامكم.. من كل الأعمار وكل الفئات..
النتيجة: لقد أرسل لنا 30 ألف شخص أحلامهم... ومجموع الأفكار التي أرسلوها لنا كانت 250 ألف فكرة...
أفكار في كل المجالات: البحث العلمي، الزراعة والاكتفاء الذاتي من المحاصيل، السياحة، في مجالات المرآة. تجمعت لدينا ربع مليون فكرة في 10 أيام.. ونحن لا نقول هذا الكلام من باب الفرحة وإنما من باب الجدية.. أن لدينا حلم وسننفذه.. إن إجمالي عدد الفاكسات التي وصلتنا 2350 فاكس في 10 أيام... إجمالي عدد الأشخاص اللذين اتصلوا على تليفون البرنامج 4200 شخص... إجمالي من دخلوا على موقع البرنامج www.amrkhaled.net وأرسلوا أفكارهم 19500 شخص.. نتج عن هؤلاء المشاركين عدد من الاقتراحات والأفكار:
فإجمالي عدد الاقتراحات التي وصلتنا عبر الفاكس حوالي 6000 إقتراح... حيث كنا نغير حبر الفاكس مرتين يوميا..
تلقينا من التليفون 14000 فكرة ...
وتلقينا عن طريق الانترنت 215000 فكرة...
الدول التي شاركت معنا عددها ضخم فعلا ... حوالي 35 دولة..
ومن الطريف أيضا أنه جاءتنا 6 فاكسات من اليابان.. وفاكسات من توركمانستان... وماليزيا: فقد أرسل لنا البعض أفكار عن تجربة ماليزيا... كما جاءتنا أفكار من أوكرانيا... رومانيا... موريتانيا... الصومال... أسبانيا... أمريكا... انجلترا... ولقد ذكرت أسماء البلاد لأثبت لكم أن الأمر جاد وسنقوم بإذن الله بعمل نهضة...
ومن المفاجآت أنه بالرغم من أننا في أجازة الصيف إلا أن هناك شباب من الكليات والجامعات اجتمعوا لوضع أحلامهم وأفكارهم... وهم شباب من جامعات كثيرة: مثل جامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية وكفر الشيخ وسوهاج وقنا... من مختلف الكليات: من طب بشرى وتجارة إنجليزي وطب بيطري...الخ...
وهناك أيضا شباب صناع الحياة فقد أصبح يوجد في كل بلد مجموعة شباب مجتمعين يلقبون أنفسهم "صناع الحياة"... وقد وضعوا أفكارهم من خلال اجتماعاتهم سويا.... لقد أصبحت أجد شباب صناع الحياة في معظم البلدان والمحافظات التي أذهب إليها..
ومن الأشياء الجميلة جدا أنني وقبل دخولي التسجيل فورا جاءني شباب صناع الحياة في طرابلس بلبنان وأعطوني كمية كبيرة من الأوراق التي تحتوى على أحلامهم... ومن الأشياء الرائعة والتي أسعى إليها وأريدها بالفعل ورقتين جاءوني من مجموعة شباب وفتيات مسيحيين يقولون أنهم يرغبون في المشاركة في إقامة النهضة وأن هذا المشروع ليس ملك المسلمين وحدهم ولكنه ملك بلادنا كلها... وهذا هو ما أريده... وقد أرسلوا لنا أحلامهم وأسماءهم وهم: لويزا وطبير وجويل وساندي وماريا ومارى وإميل إميل وأنطونيو...
من الأشياء الرائعة أيضا أنني وجدت إمضاءات متميزة على الفاكسات أو في المنتدى على الموقع ومن أمثلة ذلك:
هذا الحلم مقدم من زوجي وإخوتي وأبنائي
زوج وزوجة يحبون الإسلام
الصديقات هبة ونهى وصفاء اجتمعنا من أجل الله ونهضة المسلمينوهناك العديد من المسئولين الذين أرسلوا إلينا أحلامهم ومن أمثلة ذلك:
رئيس محكمة استئناف في مصر المستشار/ سعد أبو الفتوح شلبي أرسل إلينا أفكارا رائعة... وصلنا تصور كامل للقضاء المصري بعد 20 سنة
وصلنا تصور كامل للسياحة بعد 20 سنة
أرسلت إلينا مجموعة من السيدات من سوريا تصور للمباني المعمارية في بلادنا بعد 20 سنة كما أرفقوا بتصورهم ملفا كبيرا يحوى رسما لهذا التصور وهذه المباني
تحلوا بالأمل... إننا نصنع حلما فلو دخل في عروقنا وملأ كياننا سيجعلنا نقوم بأشياء تفوق قدرتنا على التخيل، ستخرج منا قدرات هائلة، وأكيد سننجح، وسيظهر ذلك في عيوننا.. ستكون مليئة بالتحدي والإصرار على النجاح. إنك إذا نظرت في عيون بعض الناس سترى يأس وضياع وانعدام للأمل ، وإذا نظرت في عيون بعض الشباب سترى التحدي والإصرار على النجاح، ترى الجدية في الوجوه، ترى الرأس مرفوعة، وقد شعرت بذلك من رسائلكم وأردت أن أنقل لكم هذا الإحساس. وهناك العديد من الأمثلة المشرفة لأفكار تم إرسالها لنا:
أفكار من رجال أعمال
أفكار من المغتربين ومنهم د/ باسم فؤاد الغلاييني في أستراليا حيث أن الدكتوراه التي حصل عليها في الإبداع وكيفية إخراج الإبداع من الناس وقد أرسل إلينا عارضا مساعداته لإخراج شباب مبدعين.
أفكار لاعبي كرة قدم كبار في المنتخب المغربي والمنتخب المصري طلبوا عدم ذكر أسماءهم أرسلوا لنا أحلامهم كيف يريدون كرة القدم والرياضة بعد 20 سنة في بلادنا
أفكار واختراعات مجموعة كبيرة من المخترعين أرسلوا إلينا ومنهم أستاذ/ بشير محمود وهو حاصل على جائزة الدولة التقديرية في البحث العلمي حيث أرسل لنا تصورا كاملا عن كيفية تنمية البحث العلمي في بلادنا
هناك من أرسلوا أفكارهم بشكل مسرحي وأدبي - أي كتبوا أحلامهم في شكل مسرحية أو شعر أو نثر .
من الأطفال:
شيحة إبراهيم من اليمن أرسلت تقول أحلم بعدم بناء مصانع داخل مدن اليمن...
عمرو أشرف تاج الدين أرسل يقول لا أريد أن تستورد مصر قمحا بعد 20 سنة...
مشاري منصور الزهراني في الصف السادس الابتدائي بجدة أرسل يقول أتمنى أن أرى العالم الإسلامي بلا تدخين...
مروان شيخ الأرض 11 سنة من السودان يقول أن كل أقاربه مصابين بالملاريا وحلمه أن تختفي الملاريا تماما من السودان
خديجة هشام أبو على عمرها 6سنوات أرسلت لنا حلمها بخط يدها تقول فيه: "أمنياتي وأحلامي أن يتحرر القدس وإتقان صناعة التوك وألعاب الأطفال وبرامج الأطفال نتعلم منها... اسمي خديجة هشام أبو على... السن 6ونصف"
من الأشياء التي أثرت في وأبكتني طفل لبناني عمره 9 سنوات أتاني المنزل قبل حضور التصوير يقول لي لم أتمكن من إرسال حلمي عبر الفاكس أو الانترنت فكتبته في ورقة وجئت لك به... فسألته عن حلمه فقال: أريد أن يتم إنتاج سيارة صنع عربي ماركتها صناع الحياة...
طالما هذه الأشياء تحدث إذا الأمل كبير وستحدث نهضة كبيرة... لن أوجه وأقول يا جماعة مطلوب منكم القيام بمشروع ما... بل ستضعون الأحلام بأنفسكم... إنه حلمنا جميعا ويجب أن نشارك فيه معا... وسنمد فترة استلام الأفكار والأحلام هذا الأسبوع أيضا.. فليرسل الجميع أفكاره وتصوراته... نريد الوصول لنصف مليون حلم... بل لمليون حلم وفكرة..
إن الحلم يبدأ عند الناس حتى يدخل في خلاياهم... ومن كثرة رؤيته في خيالهم لا يستطيعون العيش بغيره... فينجحوا وينصرهم الله وتتحقق الآية: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" وذلك لوجود هدف أكبر من أي معوقات قد تصده... فالهدف يبدأ صغيرا يبدأ بحلم يحلم به شخص ثم يصبح حلمين ثم يصبحوا 10 أحلام ثم ربع مليون حلم...
والحلم يكون أغلى من كل ممتلكاتك... وأقوى من أي معوقات في الدنيا... وسأضرب لكم أمثلة لإثبات صحة ذلك...
• غاندي والهند:
كانت الهند بلدا فقيرة بسيطة محتلة من الاستعمار الإنجليزي الذي كان مسيطرا عليها سيطرة تامة والشعب فقير ضعيف لا يملك أي شيء... ولكن كان هناك شخص لديه حلم ونجح هذا الشخص وهو غاندي في توصيل حلمه للشعب الهندي كله... مسلمين وغير مسلمين ملأهم الحلم فبدئوا في القيام بعمل أشياء تفوق قدرة أي شخص على التخيل... كان غاندي في البداية شاب محامى متخرج في جامعة كمبريدج يتكلم كلاما نظريا لطيفا وهو في بدلته الأنيقة... ثم تغير المحامى وبدأ يرتدى ملابس الطبقة الفقيرة ورحلته من كمبريدج إلى بلده الهند حولته إلى شخص مختلف تماما... وبدأ الحلم يدخل عقله... وأقنع الشعب أن يحرق الملابس المستوردة وتمسك بالمغزل الهندي البسيط وأصر على أن الشعب الهندي يجب أن يصنع بيده طعامه وملبسه... ثم قرروا الخروج إلى البحر مشيا 240 كم لاستخراج الملح حتى لا يقوموا باستيراد ملحهم من الخارج... وبدأت مسيرة الملح... وخرج الشعب الهندي كله وراءه ليثبت جديته وإصراره... والملح رمز بسيط ولكن معناه أن الحلم ملأ كل الناس...
ولنأخذ أمثلة من تاريخنا الإسلامي...
• أبى حامد الغزالي:
الجميع يظن أن صلاح الدين الأيوبي هو من بدأ الحلم... ولكن الحلم بدأ بأبي حامد الغزالي صاحب كتاب إحياء علوم الدين... لقد ظل هذا الرجل يتنقل بين بلاد المسلمين على مدار 20 سنة... ليبحث في المشكلات وطرق حلها ويسأل الناس عن أرائهم ويخرج بملاحظات... وخرج في النهاية بأن الحل هو أن يقوم بعمل منهج... حلم كبير... وهو إحياء علوم الدين من جديد... ولم يكتفي بوضع العبادات في الكتاب وإنما أدخل أيضا كيفية النجاح في العمل والتوكل على الله... وأن تكون ثقتك في الله كبيرة لكي يعينك... وبدأ في وضع منهج وإنشاء مدارس لإخراج أجيال مقتنعة بالمنهج من أجل تطوير الفكر... ومن ثم فقد خرج عبد القادر الجيلاني من مدرسة أبى حامد الغزالي وإحياء علوم الدين.. ومات أبى حامد الغزالي... وتربى نور الدين محمود أستاذ صلاح الدين الأيوبي في مدارس عبد القادر الجيلاني.. وخرج جيل كامل مقتنع بفكرة إعادة إحياء الأمة وإعادة النهضة لها... ونروى لكم واقعة شهيرة لصلاح الدين.. لقد كان لرسول الله (ص) حديث متسلسل بالابتسام أي أن النبي روى الحديث وابتسم ومن ثم فكان كل من يرويه يبتسم بدءا من الصحابة حتى وصل إلى نور الدين محمود الذي رواه لصلاح الدين وابتسم... وفي وقت وصول الحديث لصلاح الدين كانت الفكرة ملأت العقول وآمن الناس بأفكار الغزالي... ومن ثم فعندما قام صلاح الدين بروي الحديث لأصحابه لم يبتسم... وعندما سألوه لمَ لم تبتسم قال عبارته المشهورة: كيف أبتسم والمسجد الأقصى أسير.. إني لأستحي من الله أن يراني مبتسما وإخواني هناك يتعرضون لما يتعرضون له...
هذا نفسه هو ما جعل محمد الفاتح من شدة سيطرة الحلم عليه أن يصر على أن يكون ممن قال فيهم رسول الله لتفتحن القسطنطينية فلنعم الجيش جيشها و لنعم الأمير أميرها... ولذلك فقد أوقف محمد الفاتح الجيش كله قبل فتح القسطنطينية وطلب أن يصلوا جميعا على رسول الله ليذكر الجيش بحديث رسول الله...
فاستمروا في إرسال الأحلام... وإنني ولإظهار الجدية اخترت مجالين من الـ 23 مجال الموجودين على الموقع للحديث عنهم اليوم وقراءة الأحلام التي جاءتني فيها... لتفرحوا معي لأن الناس تفكر وتكتب أحلامها وكلها حماس...
المجال الأول: الزراعة والغذاء:
لقد كتب كثيرون في هذا المجال... وبالرغم من أن هذا الموضوع بعيد عن تفكير الكثيرين إلا أنني تلقيت كمية كبيرة من الأفكار والأحلام في هذا المجال... وقد جمعت هذه الأحلام كلها في كلمة واحدة وفكرة واحدة وهى: (سنطعم أنفسنا بعد 20 سنة... وقبل 20 سنة) ولقد أرسل بهذه الفكرة أساتذة جامعات وسيدات بيوت وأطفال... الجميع يريد اكتفاء ذاتيا ولقد اجتمعوا على ثلاث نقاط:
اكتفاء ذاتي من القمح
اكتفاء ذاتي من زيوت الطعام التي نستورد منها بالمليارات... فمصر وحدها تستورد زيوت طعام بمليار دولار سنويا.. من ماليزيا وحدها تستورد بـ 600 مليون دولار زيوت طعام ...
اكتفاء ذاتي من اللحوم والدواجن والأسماك
هل تعلم أننا نستورد قمح بكميات خرافية فجميع الدول العربية تستورده فيما عدا السعودية؟؟ من بدأ يتخيل الحلم؟ هيا نتخيله أكثر..
- هيا نتخيل كمية الشباب الذين ذهبوا إلى الصحراء وبدئوا في العمل لتعمير الصحراء... النتيجة أننا سنطعم أنفسنا ليس بعد 20 سنة وإنما في غضون خمس سنوات فقط... ستنتهي مشكلة البطالة لأن الشباب يعمل في تعمير الصحراء... ستكون المقاهي فارغة من الناس لأن الشباب ليس لديهم وقت يضيعونه، فالشباب يعمرون الصحراء ويزرعون القمح والزيوت النباتية...
- تخيل أنك تمشى في الطريق الصحراوي مصر – الإسكندرية فتجده كله قمح... أنا لا أحلم، أنا جاد وهذا كلامكم أنتم وليس كلامي... تخيلوا أن لدينا أكبر مركز لتحلية مياه البحر والمياه الجوفية... وأننا نذهب إلى أفريقيا نساعدها في علاج مشكلاتها... بلا مقابل... تخيلوا أن فائض منتجاتنا الغذائية يذهب إلى أماكن الكوارث...
- تخيل أن ما حدث في عهد عمر بن عبد العزيز سيتكرر بعد 20 سنة... فلقد تم جمع الزكاة في عهد عمر بن عبد العزيز وأمر بتوزيعها على الفقراء فعاد الموظفون وقالوا له لم نجد فقراء لأن إنتاج المحاصيل الزراعية كان وفيرا جدا في أيام عمر بن عبد العزيز... فقال إذن فكوا الدين عن المدينين فقالوا لم يعد هناك مدينين... فقال إذا جهزوا الجيوش لكي تصبح على أقوى استعداد.... فقالوا جيوشنا على أقوى استعداد أصلا... فقال إذا اقضوا الدين عن أي من المسيحيين واليهود اللذين يعيشون في بلادنا... فقضوا عنهم الديون ولم يعد هناك أحد عليه ديون... فقال اشتروا بما بقى من الأموال قمح وذرة وحبوب انثروها على رؤوس الجبال لتأكل الطيور من خير المسلمين...
- تخيلوا الأحاديث الشريفة موجودة في كل مكان: "من أحيا أرضا فهي له" و تجد أيضا الحديث "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرزها فليفعل" و الحديث: "ما أكل ابن آدم قط طعاما خير من أن يأكل من عمل يده"... تخيل أنك ترى الآية القرآنية في كل مكان ببلادنا: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ"...
- تخيل الشباب يقوم بعمل مشاتل... تخيل أزمة المرور في شوارعنا تبدأ من الرابعة صباحا لأن الناس تذهب إلى عملها بعد صلاة الفجر...
- تخيل السائحين لاحظوا أن الناس في بلادنا أصبحوا مبتسمين وزال العبوس والاكتئاب من الوجوه فقد عرفوا أن السعادة أصلها الإنتاج والنجاح الذي جعل الرأس تكون مرفوعة.. تخيل... تخيل... هذه الأشياء التي ذكرتها ليست خيالات... أدخلها إلى عقلك واجعلها ملء عينيك... اجعل كل هذه الأشياء حية أمام عينيك وانظر لها... انظر إلى الطرق الخضراء وإلى الشباب المنتج وإلى العنوسة التي قلت وإلى الهيافة التي اختفت وإلى الأغاني الفيديو كليب التي لا تدعو إلا للإنتاج... والدنيا كلها تقول ازرع لبلدك...
هناك أيضا العديد من الأفكار أرسلها الناس ولم أذكرها بالتفصيل... هناك فتاة أرسلت حلم بتخليص الصحراء الغربية من الألغام... حتى تتحول هذه المنطقة التي تلقب بمنطقة الشياطين لكثرة الألغام بها إلى أرض خضراء... هناك أساتذة جامعات أرسلوا لنا تصورا لتطوير الأسمدة والمخصبات الزراعية... استخدام مخزون الطمي خلف السد العالي لتخفيض نسبة الأراضي الصحراوية... زراعة نخلة أمام كل بيت... كل هذه الأحلام موجودة على الموقع بالتفصيل...
وإنني أرى سؤال في أعين الناس وهو كيف سنقوم بإنجاز كل هذه الأشياء؟! إننا متأكدين من نجاحنا في ذلك... ولا تسألوا عن الكيفية الآن... فنحن الآن بصدد ما الذي سنفعله وبعد ذلك سننتقل إلى كيف سنفعله؟! وكل ما قلناه ممكن وغير صعب... فقد قامت به ماليزيا والهند وقامت السعودية بعمل اكتفاء ذاتي من القمح... فإذا توافرت الإرادة وبذلنا مجهودا ستساعدنا حكوماتنا وسننجح إن شاء الله...
المجال الثاني: البحث العلمي: لقد فوجئت بمئات وما يقرب من آلاف المشاركات في هذا الموضوع بالذات... إن ميزانيات البحث العلمي في بلادنا 0.4 ٪ أما ميزانية البحث العلمي في إسرائيل فهي 15٪ ... إذن فما وصلنا إليه نتيجة طبيعية... هناك عدد ضخم من الشباب أرسلوا أفكارهم وأحلامهم في مجال البحث العلمي... والهدف أن نطعم أنفسنا... تخيلوا أننا نريد أن نكون قادة العالم في بحوث الطاقة الشمسية وتحلية المياه... ننشي مراكز للطاقة الشمسية ومراكز لتحلية المياه... إن الشمس غير متوفرة لدى أوربا وأمريكا والغرب... أما نحن فلدينا الشمس وإذا طورنا البحث العلمي في هذا المجال سنخرج بنتائج مذهلة...
ومن اقتراحاتكم إنشاء أكبر مركز في استخدامات الليزر ينشئه تلاميذ د/ أحمد زويل... وإنشاء أكبر مركز جيولوجي لمعرفة ما إذا كانت أراضينا صالحة للزراعة وما إذا كانت المياه متوافرة بها أم لا ويقوم بإنشاء المركز تلاميذ د/ فاروق الباز... إنه د/ فاروق الباز الذي حدد المكان المناسب لنزول مركبة الفضاء على سطح القمر وحدد الصخور التي يجب على رواد الفضاء إحضارها من القمر...
ومن أحلام الشباب.. تخيل عالم أمريكي يفتخر بأنه خريج بلدك بعد عشرين سنة من الآن... تخيل خبر في جريدة روسية على سبيل المثال عن ألف عالم روسي يحتفلون بقبولهم في مركز أبحاث الطاقة الشمسية بمصر... تخيل عودة بغداد عاصمة البحث العلمي في العالم كما كانت.....
تخيلوا إننا استطعنا إنقاذ أفريقيا من الجوع و العطش ببحوثنا العلمية... تخيلوا أن كل محافظة بها مركز بحث علمي يمد المحافظة باحتياجاتها في كل المجالات...تخيل مئات العلماء الذين يعيشون بالخارج مثل الدكتور احمد زويل و الدكتور فاروق الباز و غيرهم كثيرين ممن أرسلوا لنا يعودون لبلادهم أو يساهمون في مراكز البحث العلمي ببلادنا...
المسلمين الأوائل كانوا يجلسون معا و يفكرون وكان ذلك هو الحال في بغداد و القاهرة و كذلك كان البحث العلمي في بلادنا منذ مئات السنين وهو النظام الذي أصبح يعرف في الغرب بمصطلح أجنبي brainstorming وهو غير معروف لدينا مع الأسف و هو أسلوب العصف الذهني و الذي يعني أن يجتمع مجموعة من الناس سويا ويفكرون معا حتى يتوصلوا إلى فكرة...و سنساعدكم في الحصول علي أفكار كثيرة من خلال فكرة العصف الذهني... سنعرض الخطوات: أولا ما هو تعريف العصف الذهني؟ هو أن تحاول مجموعه من الناس استخراج أفكار كثيرة و مبتكرة لا يمكن الحصول عليها إذا فكروا منفردين...
الخطوات: يجب أن يتم تعيين شخص مسئول عن الجلسة لإدارتها و يجتمع مجموعة من الأفراد يتراوح عددهم من 8 - 12 شخصا أو أقل... تحديد مكان مريح غير رسمي يساعد علي التركيز يخلو من الأطفال و الضوضاء و التليفونات المحمولة...بعد ذلك يجب أن تتوافر ثلاثة أشياء هي:لوحة ورقية كبيرة للكتابة و كراسة و أقلام بألوان مختلفة و كاسيت للتسجيل إذا لم يكن هناك من يسجل...إن هذا الأسلوب هو الذي يولد الأفكار....
ومطلوب بعض الأشياء: احذر من رفض أي فكرة مهما كانت بسيطة أو غريبة,ابني أفكار علي الأفكار المطروحة... احصل علي اكبر قدر من الأفكار دون مراعاة لأهميتها فقط جمع و لا تستغرب أي فكرة...اكتب كل الأفكار علي لوحة كبيرة حتى يتمكن الجميع من رؤيتها...
إن هذه الطريقة مجربة في العالم كله ونحن نريد أن يتبعها الجميع... أناشد أساتذة الجامعة أن يجتمعوا من اجل مستقبلنا و مستقبل بلادنا وطبقوا أسلوب العصف الذهني خصيصا لتوليد هذه الأفكار من أجل بلادنا...نريد أن نصل للمليون فكرة.. ولكن أود أن اذكر نقطتين قبل أن اختم... إن الثلاثة و عشرون مجال المقترحين ينقصهم أمرين مهمين جدا:
المرأة كيف تريدون أن تصبح المرأة بعد عشرين سنة؟ كيف سيصبح وضع المرأة؟ هل ستظل هي الأكثر أمية في المجتمعات العربية كما هو الحال الآن أم ستقل نسبة الأمية؟ هل سيصبح من حقها أن تشغل نسبة مساوية للرجل في مجال العمل؟ هل ستظل نسبة البطالة بين النساء اللاتي يرغبن في العمل ولا يجدنه كما هي أم لا؟ كثيرين ظلموا المرأة و قالوا أن هذا الظلم بسبب الأحكام الإسلامية و الشريعة الإسلامية التي أقرته..مستحيل أن تكون الشريعة الإسلامية قد ظلمت المرأة...من سيراجع النصوص التي تحدثت عن المرأة في القران و السنة؟ فبعد عشرين سنة لن نقبل أبدا أن تظل المرأة مظلومة ويتهم الإسلام بذلك...
أحلام البسطاء حيث أن كل الأحلام المرسلة لنا تمثل أحلام أصحاب الانترنت و الفضائيات و التلفزيونات فأين أحلام البسطاء الذين لا يرغبون إلا في شرب مياه نظيفة و كساء أطفالهم... لا توجد بين الأحلام التي وصلتنا أحلام من هذا النوع... و ذلك لا يصلح لأن حلمنا ليس حلم طبقة بل حلم الجميع...نريد أحلام البسطاء أرجوكم اسألوا البوابين و عمال المصانع و الخادمين ما هي أحلامكم بعد عشرين سنة وكتبوها و أرسلوها لنا...
و أخيرا أقول لكم أن الانترنت مهم للغاية...لابد أن يتعلم الكل كيفية الدخول علي الانترنت فالانترنت هو المستقبل... و علي السيدات أيضا أن يتعلمنه فإنني أفرح كثيرا حينما أتلقي اتصالات من سيدات يخبرنني بأنهن تعلمن الانترنت حتى يستطعن المشاركة في صناع الحياة...
ألان تقريبا انتهيت ولكن أود أن أقول شيء واحد: لا نجاح بدون تضحيات و بدون من يعيش لينفذ أفكاره ومن يضحى لأجلها...أعرفتم كيف كان الحلم يملأ الصحابة؟! حتى أن صهيب ضحي بأمواله عند هجرته من مكة للمدينة حتى تتركه قريش يرحل... لقد اخذ القرار في لحظة لان المدينة المنورة كانت أجمل بكثير في عينيه من كل أمواله...
سننفذ الحلم إن شاء الله...سنحقق اكتفاء ذاتي ... أرسلوا لنا أحلامكم وسننجح إن شاء الله... و أنا متفائل جدا بعد النتائج التي تحققت هذا الأسبوع...أشكركم ...
أراكم الأسبوع القادم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لمشاهدة الحلقة : اضغط هنا
ما زلنا مع صناع الحياة ومنذ حلقتين ونحن ننادى بإقامة نهضة لبلادنا... ليس منذ حلقتين فقط وإنما هذا هو هدفنا منذ أن بدأنا حلقات صناع الحياة، وما كان من المشروعات التي قمنا بها في المرحلة الأولى من جمع الملابس وحماة المستقبل ومحاربة التدخين والمخدرات والمشي... الخ إلا عملية تمهيد لنثبت لكم أننا قادرون على القيام بنهضة.
إن كلمة نهضة كلمة كبيرة ولكنها ممكنة ولا يوجد شيء مستحيل...
نحن لا نريد وضع هدف هلامي مثل أن نقول نريد تحقيق "نهضة" فقط... ولكن ما هذه النهضة؟!
طلبنا منكم أن تضعوا حلمكم لبلدكم بعد 20 سنة وكيف ستكون؟
لقد طلبنا منكم وضع أحلامكم لتكون شيئا ملموسا... فلقد عرفنا أين نحن الآن... عرفنا وضعنا الحالي.. الآن نريد أن نضع السقف الذي نريد أن نصل له... وهناك ما يدعو للفرحة... لقد طلبت منكم جميعا منذ 10 أيام أن ترسوا لنا أحلامكم.. من كل الأعمار وكل الفئات..
النتيجة: لقد أرسل لنا 30 ألف شخص أحلامهم... ومجموع الأفكار التي أرسلوها لنا كانت 250 ألف فكرة...
أفكار في كل المجالات: البحث العلمي، الزراعة والاكتفاء الذاتي من المحاصيل، السياحة، في مجالات المرآة. تجمعت لدينا ربع مليون فكرة في 10 أيام.. ونحن لا نقول هذا الكلام من باب الفرحة وإنما من باب الجدية.. أن لدينا حلم وسننفذه.. إن إجمالي عدد الفاكسات التي وصلتنا 2350 فاكس في 10 أيام... إجمالي عدد الأشخاص اللذين اتصلوا على تليفون البرنامج 4200 شخص... إجمالي من دخلوا على موقع البرنامج www.amrkhaled.net وأرسلوا أفكارهم 19500 شخص.. نتج عن هؤلاء المشاركين عدد من الاقتراحات والأفكار:
فإجمالي عدد الاقتراحات التي وصلتنا عبر الفاكس حوالي 6000 إقتراح... حيث كنا نغير حبر الفاكس مرتين يوميا..
تلقينا من التليفون 14000 فكرة ...
وتلقينا عن طريق الانترنت 215000 فكرة...
الدول التي شاركت معنا عددها ضخم فعلا ... حوالي 35 دولة..
ومن الطريف أيضا أنه جاءتنا 6 فاكسات من اليابان.. وفاكسات من توركمانستان... وماليزيا: فقد أرسل لنا البعض أفكار عن تجربة ماليزيا... كما جاءتنا أفكار من أوكرانيا... رومانيا... موريتانيا... الصومال... أسبانيا... أمريكا... انجلترا... ولقد ذكرت أسماء البلاد لأثبت لكم أن الأمر جاد وسنقوم بإذن الله بعمل نهضة...
ومن المفاجآت أنه بالرغم من أننا في أجازة الصيف إلا أن هناك شباب من الكليات والجامعات اجتمعوا لوضع أحلامهم وأفكارهم... وهم شباب من جامعات كثيرة: مثل جامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية وكفر الشيخ وسوهاج وقنا... من مختلف الكليات: من طب بشرى وتجارة إنجليزي وطب بيطري...الخ...
وهناك أيضا شباب صناع الحياة فقد أصبح يوجد في كل بلد مجموعة شباب مجتمعين يلقبون أنفسهم "صناع الحياة"... وقد وضعوا أفكارهم من خلال اجتماعاتهم سويا.... لقد أصبحت أجد شباب صناع الحياة في معظم البلدان والمحافظات التي أذهب إليها..
ومن الأشياء الجميلة جدا أنني وقبل دخولي التسجيل فورا جاءني شباب صناع الحياة في طرابلس بلبنان وأعطوني كمية كبيرة من الأوراق التي تحتوى على أحلامهم... ومن الأشياء الرائعة والتي أسعى إليها وأريدها بالفعل ورقتين جاءوني من مجموعة شباب وفتيات مسيحيين يقولون أنهم يرغبون في المشاركة في إقامة النهضة وأن هذا المشروع ليس ملك المسلمين وحدهم ولكنه ملك بلادنا كلها... وهذا هو ما أريده... وقد أرسلوا لنا أحلامهم وأسماءهم وهم: لويزا وطبير وجويل وساندي وماريا ومارى وإميل إميل وأنطونيو...
من الأشياء الرائعة أيضا أنني وجدت إمضاءات متميزة على الفاكسات أو في المنتدى على الموقع ومن أمثلة ذلك:
هذا الحلم مقدم من زوجي وإخوتي وأبنائي
زوج وزوجة يحبون الإسلام
الصديقات هبة ونهى وصفاء اجتمعنا من أجل الله ونهضة المسلمينوهناك العديد من المسئولين الذين أرسلوا إلينا أحلامهم ومن أمثلة ذلك:
رئيس محكمة استئناف في مصر المستشار/ سعد أبو الفتوح شلبي أرسل إلينا أفكارا رائعة... وصلنا تصور كامل للقضاء المصري بعد 20 سنة
وصلنا تصور كامل للسياحة بعد 20 سنة
أرسلت إلينا مجموعة من السيدات من سوريا تصور للمباني المعمارية في بلادنا بعد 20 سنة كما أرفقوا بتصورهم ملفا كبيرا يحوى رسما لهذا التصور وهذه المباني
تحلوا بالأمل... إننا نصنع حلما فلو دخل في عروقنا وملأ كياننا سيجعلنا نقوم بأشياء تفوق قدرتنا على التخيل، ستخرج منا قدرات هائلة، وأكيد سننجح، وسيظهر ذلك في عيوننا.. ستكون مليئة بالتحدي والإصرار على النجاح. إنك إذا نظرت في عيون بعض الناس سترى يأس وضياع وانعدام للأمل ، وإذا نظرت في عيون بعض الشباب سترى التحدي والإصرار على النجاح، ترى الجدية في الوجوه، ترى الرأس مرفوعة، وقد شعرت بذلك من رسائلكم وأردت أن أنقل لكم هذا الإحساس. وهناك العديد من الأمثلة المشرفة لأفكار تم إرسالها لنا:
أفكار من رجال أعمال
أفكار من المغتربين ومنهم د/ باسم فؤاد الغلاييني في أستراليا حيث أن الدكتوراه التي حصل عليها في الإبداع وكيفية إخراج الإبداع من الناس وقد أرسل إلينا عارضا مساعداته لإخراج شباب مبدعين.
أفكار لاعبي كرة قدم كبار في المنتخب المغربي والمنتخب المصري طلبوا عدم ذكر أسماءهم أرسلوا لنا أحلامهم كيف يريدون كرة القدم والرياضة بعد 20 سنة في بلادنا
أفكار واختراعات مجموعة كبيرة من المخترعين أرسلوا إلينا ومنهم أستاذ/ بشير محمود وهو حاصل على جائزة الدولة التقديرية في البحث العلمي حيث أرسل لنا تصورا كاملا عن كيفية تنمية البحث العلمي في بلادنا
هناك من أرسلوا أفكارهم بشكل مسرحي وأدبي - أي كتبوا أحلامهم في شكل مسرحية أو شعر أو نثر .
من الأطفال:
شيحة إبراهيم من اليمن أرسلت تقول أحلم بعدم بناء مصانع داخل مدن اليمن...
عمرو أشرف تاج الدين أرسل يقول لا أريد أن تستورد مصر قمحا بعد 20 سنة...
مشاري منصور الزهراني في الصف السادس الابتدائي بجدة أرسل يقول أتمنى أن أرى العالم الإسلامي بلا تدخين...
مروان شيخ الأرض 11 سنة من السودان يقول أن كل أقاربه مصابين بالملاريا وحلمه أن تختفي الملاريا تماما من السودان
خديجة هشام أبو على عمرها 6سنوات أرسلت لنا حلمها بخط يدها تقول فيه: "أمنياتي وأحلامي أن يتحرر القدس وإتقان صناعة التوك وألعاب الأطفال وبرامج الأطفال نتعلم منها... اسمي خديجة هشام أبو على... السن 6ونصف"
من الأشياء التي أثرت في وأبكتني طفل لبناني عمره 9 سنوات أتاني المنزل قبل حضور التصوير يقول لي لم أتمكن من إرسال حلمي عبر الفاكس أو الانترنت فكتبته في ورقة وجئت لك به... فسألته عن حلمه فقال: أريد أن يتم إنتاج سيارة صنع عربي ماركتها صناع الحياة...
طالما هذه الأشياء تحدث إذا الأمل كبير وستحدث نهضة كبيرة... لن أوجه وأقول يا جماعة مطلوب منكم القيام بمشروع ما... بل ستضعون الأحلام بأنفسكم... إنه حلمنا جميعا ويجب أن نشارك فيه معا... وسنمد فترة استلام الأفكار والأحلام هذا الأسبوع أيضا.. فليرسل الجميع أفكاره وتصوراته... نريد الوصول لنصف مليون حلم... بل لمليون حلم وفكرة..
إن الحلم يبدأ عند الناس حتى يدخل في خلاياهم... ومن كثرة رؤيته في خيالهم لا يستطيعون العيش بغيره... فينجحوا وينصرهم الله وتتحقق الآية: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" وذلك لوجود هدف أكبر من أي معوقات قد تصده... فالهدف يبدأ صغيرا يبدأ بحلم يحلم به شخص ثم يصبح حلمين ثم يصبحوا 10 أحلام ثم ربع مليون حلم...
والحلم يكون أغلى من كل ممتلكاتك... وأقوى من أي معوقات في الدنيا... وسأضرب لكم أمثلة لإثبات صحة ذلك...
• غاندي والهند:
كانت الهند بلدا فقيرة بسيطة محتلة من الاستعمار الإنجليزي الذي كان مسيطرا عليها سيطرة تامة والشعب فقير ضعيف لا يملك أي شيء... ولكن كان هناك شخص لديه حلم ونجح هذا الشخص وهو غاندي في توصيل حلمه للشعب الهندي كله... مسلمين وغير مسلمين ملأهم الحلم فبدئوا في القيام بعمل أشياء تفوق قدرة أي شخص على التخيل... كان غاندي في البداية شاب محامى متخرج في جامعة كمبريدج يتكلم كلاما نظريا لطيفا وهو في بدلته الأنيقة... ثم تغير المحامى وبدأ يرتدى ملابس الطبقة الفقيرة ورحلته من كمبريدج إلى بلده الهند حولته إلى شخص مختلف تماما... وبدأ الحلم يدخل عقله... وأقنع الشعب أن يحرق الملابس المستوردة وتمسك بالمغزل الهندي البسيط وأصر على أن الشعب الهندي يجب أن يصنع بيده طعامه وملبسه... ثم قرروا الخروج إلى البحر مشيا 240 كم لاستخراج الملح حتى لا يقوموا باستيراد ملحهم من الخارج... وبدأت مسيرة الملح... وخرج الشعب الهندي كله وراءه ليثبت جديته وإصراره... والملح رمز بسيط ولكن معناه أن الحلم ملأ كل الناس...
ولنأخذ أمثلة من تاريخنا الإسلامي...
• أبى حامد الغزالي:
الجميع يظن أن صلاح الدين الأيوبي هو من بدأ الحلم... ولكن الحلم بدأ بأبي حامد الغزالي صاحب كتاب إحياء علوم الدين... لقد ظل هذا الرجل يتنقل بين بلاد المسلمين على مدار 20 سنة... ليبحث في المشكلات وطرق حلها ويسأل الناس عن أرائهم ويخرج بملاحظات... وخرج في النهاية بأن الحل هو أن يقوم بعمل منهج... حلم كبير... وهو إحياء علوم الدين من جديد... ولم يكتفي بوضع العبادات في الكتاب وإنما أدخل أيضا كيفية النجاح في العمل والتوكل على الله... وأن تكون ثقتك في الله كبيرة لكي يعينك... وبدأ في وضع منهج وإنشاء مدارس لإخراج أجيال مقتنعة بالمنهج من أجل تطوير الفكر... ومن ثم فقد خرج عبد القادر الجيلاني من مدرسة أبى حامد الغزالي وإحياء علوم الدين.. ومات أبى حامد الغزالي... وتربى نور الدين محمود أستاذ صلاح الدين الأيوبي في مدارس عبد القادر الجيلاني.. وخرج جيل كامل مقتنع بفكرة إعادة إحياء الأمة وإعادة النهضة لها... ونروى لكم واقعة شهيرة لصلاح الدين.. لقد كان لرسول الله (ص) حديث متسلسل بالابتسام أي أن النبي روى الحديث وابتسم ومن ثم فكان كل من يرويه يبتسم بدءا من الصحابة حتى وصل إلى نور الدين محمود الذي رواه لصلاح الدين وابتسم... وفي وقت وصول الحديث لصلاح الدين كانت الفكرة ملأت العقول وآمن الناس بأفكار الغزالي... ومن ثم فعندما قام صلاح الدين بروي الحديث لأصحابه لم يبتسم... وعندما سألوه لمَ لم تبتسم قال عبارته المشهورة: كيف أبتسم والمسجد الأقصى أسير.. إني لأستحي من الله أن يراني مبتسما وإخواني هناك يتعرضون لما يتعرضون له...
هذا نفسه هو ما جعل محمد الفاتح من شدة سيطرة الحلم عليه أن يصر على أن يكون ممن قال فيهم رسول الله لتفتحن القسطنطينية فلنعم الجيش جيشها و لنعم الأمير أميرها... ولذلك فقد أوقف محمد الفاتح الجيش كله قبل فتح القسطنطينية وطلب أن يصلوا جميعا على رسول الله ليذكر الجيش بحديث رسول الله...
فاستمروا في إرسال الأحلام... وإنني ولإظهار الجدية اخترت مجالين من الـ 23 مجال الموجودين على الموقع للحديث عنهم اليوم وقراءة الأحلام التي جاءتني فيها... لتفرحوا معي لأن الناس تفكر وتكتب أحلامها وكلها حماس...
المجال الأول: الزراعة والغذاء:
لقد كتب كثيرون في هذا المجال... وبالرغم من أن هذا الموضوع بعيد عن تفكير الكثيرين إلا أنني تلقيت كمية كبيرة من الأفكار والأحلام في هذا المجال... وقد جمعت هذه الأحلام كلها في كلمة واحدة وفكرة واحدة وهى: (سنطعم أنفسنا بعد 20 سنة... وقبل 20 سنة) ولقد أرسل بهذه الفكرة أساتذة جامعات وسيدات بيوت وأطفال... الجميع يريد اكتفاء ذاتيا ولقد اجتمعوا على ثلاث نقاط:
اكتفاء ذاتي من القمح
اكتفاء ذاتي من زيوت الطعام التي نستورد منها بالمليارات... فمصر وحدها تستورد زيوت طعام بمليار دولار سنويا.. من ماليزيا وحدها تستورد بـ 600 مليون دولار زيوت طعام ...
اكتفاء ذاتي من اللحوم والدواجن والأسماك
هل تعلم أننا نستورد قمح بكميات خرافية فجميع الدول العربية تستورده فيما عدا السعودية؟؟ من بدأ يتخيل الحلم؟ هيا نتخيله أكثر..
- هيا نتخيل كمية الشباب الذين ذهبوا إلى الصحراء وبدئوا في العمل لتعمير الصحراء... النتيجة أننا سنطعم أنفسنا ليس بعد 20 سنة وإنما في غضون خمس سنوات فقط... ستنتهي مشكلة البطالة لأن الشباب يعمل في تعمير الصحراء... ستكون المقاهي فارغة من الناس لأن الشباب ليس لديهم وقت يضيعونه، فالشباب يعمرون الصحراء ويزرعون القمح والزيوت النباتية...
- تخيل أنك تمشى في الطريق الصحراوي مصر – الإسكندرية فتجده كله قمح... أنا لا أحلم، أنا جاد وهذا كلامكم أنتم وليس كلامي... تخيلوا أن لدينا أكبر مركز لتحلية مياه البحر والمياه الجوفية... وأننا نذهب إلى أفريقيا نساعدها في علاج مشكلاتها... بلا مقابل... تخيلوا أن فائض منتجاتنا الغذائية يذهب إلى أماكن الكوارث...
- تخيل أن ما حدث في عهد عمر بن عبد العزيز سيتكرر بعد 20 سنة... فلقد تم جمع الزكاة في عهد عمر بن عبد العزيز وأمر بتوزيعها على الفقراء فعاد الموظفون وقالوا له لم نجد فقراء لأن إنتاج المحاصيل الزراعية كان وفيرا جدا في أيام عمر بن عبد العزيز... فقال إذن فكوا الدين عن المدينين فقالوا لم يعد هناك مدينين... فقال إذا جهزوا الجيوش لكي تصبح على أقوى استعداد.... فقالوا جيوشنا على أقوى استعداد أصلا... فقال إذا اقضوا الدين عن أي من المسيحيين واليهود اللذين يعيشون في بلادنا... فقضوا عنهم الديون ولم يعد هناك أحد عليه ديون... فقال اشتروا بما بقى من الأموال قمح وذرة وحبوب انثروها على رؤوس الجبال لتأكل الطيور من خير المسلمين...
- تخيلوا الأحاديث الشريفة موجودة في كل مكان: "من أحيا أرضا فهي له" و تجد أيضا الحديث "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرزها فليفعل" و الحديث: "ما أكل ابن آدم قط طعاما خير من أن يأكل من عمل يده"... تخيل أنك ترى الآية القرآنية في كل مكان ببلادنا: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ"...
- تخيل الشباب يقوم بعمل مشاتل... تخيل أزمة المرور في شوارعنا تبدأ من الرابعة صباحا لأن الناس تذهب إلى عملها بعد صلاة الفجر...
- تخيل السائحين لاحظوا أن الناس في بلادنا أصبحوا مبتسمين وزال العبوس والاكتئاب من الوجوه فقد عرفوا أن السعادة أصلها الإنتاج والنجاح الذي جعل الرأس تكون مرفوعة.. تخيل... تخيل... هذه الأشياء التي ذكرتها ليست خيالات... أدخلها إلى عقلك واجعلها ملء عينيك... اجعل كل هذه الأشياء حية أمام عينيك وانظر لها... انظر إلى الطرق الخضراء وإلى الشباب المنتج وإلى العنوسة التي قلت وإلى الهيافة التي اختفت وإلى الأغاني الفيديو كليب التي لا تدعو إلا للإنتاج... والدنيا كلها تقول ازرع لبلدك...
هناك أيضا العديد من الأفكار أرسلها الناس ولم أذكرها بالتفصيل... هناك فتاة أرسلت حلم بتخليص الصحراء الغربية من الألغام... حتى تتحول هذه المنطقة التي تلقب بمنطقة الشياطين لكثرة الألغام بها إلى أرض خضراء... هناك أساتذة جامعات أرسلوا لنا تصورا لتطوير الأسمدة والمخصبات الزراعية... استخدام مخزون الطمي خلف السد العالي لتخفيض نسبة الأراضي الصحراوية... زراعة نخلة أمام كل بيت... كل هذه الأحلام موجودة على الموقع بالتفصيل...
وإنني أرى سؤال في أعين الناس وهو كيف سنقوم بإنجاز كل هذه الأشياء؟! إننا متأكدين من نجاحنا في ذلك... ولا تسألوا عن الكيفية الآن... فنحن الآن بصدد ما الذي سنفعله وبعد ذلك سننتقل إلى كيف سنفعله؟! وكل ما قلناه ممكن وغير صعب... فقد قامت به ماليزيا والهند وقامت السعودية بعمل اكتفاء ذاتي من القمح... فإذا توافرت الإرادة وبذلنا مجهودا ستساعدنا حكوماتنا وسننجح إن شاء الله...
المجال الثاني: البحث العلمي: لقد فوجئت بمئات وما يقرب من آلاف المشاركات في هذا الموضوع بالذات... إن ميزانيات البحث العلمي في بلادنا 0.4 ٪ أما ميزانية البحث العلمي في إسرائيل فهي 15٪ ... إذن فما وصلنا إليه نتيجة طبيعية... هناك عدد ضخم من الشباب أرسلوا أفكارهم وأحلامهم في مجال البحث العلمي... والهدف أن نطعم أنفسنا... تخيلوا أننا نريد أن نكون قادة العالم في بحوث الطاقة الشمسية وتحلية المياه... ننشي مراكز للطاقة الشمسية ومراكز لتحلية المياه... إن الشمس غير متوفرة لدى أوربا وأمريكا والغرب... أما نحن فلدينا الشمس وإذا طورنا البحث العلمي في هذا المجال سنخرج بنتائج مذهلة...
ومن اقتراحاتكم إنشاء أكبر مركز في استخدامات الليزر ينشئه تلاميذ د/ أحمد زويل... وإنشاء أكبر مركز جيولوجي لمعرفة ما إذا كانت أراضينا صالحة للزراعة وما إذا كانت المياه متوافرة بها أم لا ويقوم بإنشاء المركز تلاميذ د/ فاروق الباز... إنه د/ فاروق الباز الذي حدد المكان المناسب لنزول مركبة الفضاء على سطح القمر وحدد الصخور التي يجب على رواد الفضاء إحضارها من القمر...
ومن أحلام الشباب.. تخيل عالم أمريكي يفتخر بأنه خريج بلدك بعد عشرين سنة من الآن... تخيل خبر في جريدة روسية على سبيل المثال عن ألف عالم روسي يحتفلون بقبولهم في مركز أبحاث الطاقة الشمسية بمصر... تخيل عودة بغداد عاصمة البحث العلمي في العالم كما كانت.....
تخيلوا إننا استطعنا إنقاذ أفريقيا من الجوع و العطش ببحوثنا العلمية... تخيلوا أن كل محافظة بها مركز بحث علمي يمد المحافظة باحتياجاتها في كل المجالات...تخيل مئات العلماء الذين يعيشون بالخارج مثل الدكتور احمد زويل و الدكتور فاروق الباز و غيرهم كثيرين ممن أرسلوا لنا يعودون لبلادهم أو يساهمون في مراكز البحث العلمي ببلادنا...
المسلمين الأوائل كانوا يجلسون معا و يفكرون وكان ذلك هو الحال في بغداد و القاهرة و كذلك كان البحث العلمي في بلادنا منذ مئات السنين وهو النظام الذي أصبح يعرف في الغرب بمصطلح أجنبي brainstorming وهو غير معروف لدينا مع الأسف و هو أسلوب العصف الذهني و الذي يعني أن يجتمع مجموعة من الناس سويا ويفكرون معا حتى يتوصلوا إلى فكرة...و سنساعدكم في الحصول علي أفكار كثيرة من خلال فكرة العصف الذهني... سنعرض الخطوات: أولا ما هو تعريف العصف الذهني؟ هو أن تحاول مجموعه من الناس استخراج أفكار كثيرة و مبتكرة لا يمكن الحصول عليها إذا فكروا منفردين...
الخطوات: يجب أن يتم تعيين شخص مسئول عن الجلسة لإدارتها و يجتمع مجموعة من الأفراد يتراوح عددهم من 8 - 12 شخصا أو أقل... تحديد مكان مريح غير رسمي يساعد علي التركيز يخلو من الأطفال و الضوضاء و التليفونات المحمولة...بعد ذلك يجب أن تتوافر ثلاثة أشياء هي:لوحة ورقية كبيرة للكتابة و كراسة و أقلام بألوان مختلفة و كاسيت للتسجيل إذا لم يكن هناك من يسجل...إن هذا الأسلوب هو الذي يولد الأفكار....
ومطلوب بعض الأشياء: احذر من رفض أي فكرة مهما كانت بسيطة أو غريبة,ابني أفكار علي الأفكار المطروحة... احصل علي اكبر قدر من الأفكار دون مراعاة لأهميتها فقط جمع و لا تستغرب أي فكرة...اكتب كل الأفكار علي لوحة كبيرة حتى يتمكن الجميع من رؤيتها...
إن هذه الطريقة مجربة في العالم كله ونحن نريد أن يتبعها الجميع... أناشد أساتذة الجامعة أن يجتمعوا من اجل مستقبلنا و مستقبل بلادنا وطبقوا أسلوب العصف الذهني خصيصا لتوليد هذه الأفكار من أجل بلادنا...نريد أن نصل للمليون فكرة.. ولكن أود أن اذكر نقطتين قبل أن اختم... إن الثلاثة و عشرون مجال المقترحين ينقصهم أمرين مهمين جدا:
المرأة كيف تريدون أن تصبح المرأة بعد عشرين سنة؟ كيف سيصبح وضع المرأة؟ هل ستظل هي الأكثر أمية في المجتمعات العربية كما هو الحال الآن أم ستقل نسبة الأمية؟ هل سيصبح من حقها أن تشغل نسبة مساوية للرجل في مجال العمل؟ هل ستظل نسبة البطالة بين النساء اللاتي يرغبن في العمل ولا يجدنه كما هي أم لا؟ كثيرين ظلموا المرأة و قالوا أن هذا الظلم بسبب الأحكام الإسلامية و الشريعة الإسلامية التي أقرته..مستحيل أن تكون الشريعة الإسلامية قد ظلمت المرأة...من سيراجع النصوص التي تحدثت عن المرأة في القران و السنة؟ فبعد عشرين سنة لن نقبل أبدا أن تظل المرأة مظلومة ويتهم الإسلام بذلك...
أحلام البسطاء حيث أن كل الأحلام المرسلة لنا تمثل أحلام أصحاب الانترنت و الفضائيات و التلفزيونات فأين أحلام البسطاء الذين لا يرغبون إلا في شرب مياه نظيفة و كساء أطفالهم... لا توجد بين الأحلام التي وصلتنا أحلام من هذا النوع... و ذلك لا يصلح لأن حلمنا ليس حلم طبقة بل حلم الجميع...نريد أحلام البسطاء أرجوكم اسألوا البوابين و عمال المصانع و الخادمين ما هي أحلامكم بعد عشرين سنة وكتبوها و أرسلوها لنا...
و أخيرا أقول لكم أن الانترنت مهم للغاية...لابد أن يتعلم الكل كيفية الدخول علي الانترنت فالانترنت هو المستقبل... و علي السيدات أيضا أن يتعلمنه فإنني أفرح كثيرا حينما أتلقي اتصالات من سيدات يخبرنني بأنهن تعلمن الانترنت حتى يستطعن المشاركة في صناع الحياة...
ألان تقريبا انتهيت ولكن أود أن أقول شيء واحد: لا نجاح بدون تضحيات و بدون من يعيش لينفذ أفكاره ومن يضحى لأجلها...أعرفتم كيف كان الحلم يملأ الصحابة؟! حتى أن صهيب ضحي بأمواله عند هجرته من مكة للمدينة حتى تتركه قريش يرحل... لقد اخذ القرار في لحظة لان المدينة المنورة كانت أجمل بكثير في عينيه من كل أمواله...
سننفذ الحلم إن شاء الله...سنحقق اكتفاء ذاتي ... أرسلوا لنا أحلامكم وسننجح إن شاء الله... و أنا متفائل جدا بعد النتائج التي تحققت هذا الأسبوع...أشكركم ...
أراكم الأسبوع القادم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لمشاهدة الحلقة : اضغط هنا
الصفحة الأخيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
نكمل معا صناع الحياة بعد انتهاء المرحلة الأولى وهى فك القيود.. بعد أن اختبرنا أنفسنا ووجدنا أننا قادرين على التغيير والعمل.. فقد قمنا بعمل مشاريع وقد نجحت المشاريع... ومن ثم فقد بدأنا المرحلة الثانية وأسميناها مرحلة النهضة...
وشبهنا هذه المرحلة بإقلاع الطائرة.. وقلنا أن الطائرة فى مرحلة الإقلاع تحتاج إلى أقصى طاقة لديها لكى تتمكن من الانطلاق... تحتاج إلى تشغيل جميع محركاتها بأقصى طاقة لديها... ويحترق الوقود والبنزين بأعلى كميات ممكنة... وتقطع الطائرة مسافة كبيرة على مجراها لكى تتمكن من الإقلاع.. وتكون الأحزمة مربوطة.. والركاب فى حالة تركيز وانتعاش لأنهم مقدمين على أمر هام... فالإقلاع أصعب جزء فى الطيران...
نحن لا نريد انطلاقة عادية ترتفع ارتفاعا بسيطا عمانحن فيه... وإنما نريد أن نحلق عاليا...فالطائرة من جدة إلى نيويورك يجب أن تطير على سرعة 35 ألف قدم وليس 15 ألف قدم... لأنها إذا طارت على سرعات منخفضة سينفذ البنزين بسبب الرياح المعاكسة... ونحن لانريد نهضة عادية نريدها أن تكون نهضة قوية.. ومن ثم فهي تحتاج إلى دفعة قوية منا وإلى أن نضحى لها بكل ما نملك... وان نعيش من أجلها وأن يكون ذلك حلم حياتنا... سوف تنهض بلادنا ونقابل الله تعالى ونقول له يا رب كنا شركاء معا فى هذه النهضة...
ولذلك فإننا نسعى إلى نهضة فى كل المجالات...
• نريد الانتقال من الذل إلى العز ..
• ننتقل من تخلف اقتصادى لمخترعين وابتكارات وبحث علمى وتفوق فى المجالات الصناعية...
• نريد أن نتحول من حالة اقتصادية سيئة وبطالة يزداد انتشارها إلى انتعاش اقتصادى...
• نريد أن ننتقل من ضعف وتخلف ثقافى وتبعية ثقافية إلى أن تكون لنا ثقافتنا ومرجعيتنا التى نأخذ بها...
• ننتقل من فن هابط إلى فن راقى...
• نريد أن ننتقل من صحة ضعيفة وأمراض منتشرة لصحة قوية نفسيا وبدنيا تنتشر فينا...
ولايعنى هذا الكلام أن كل ما لدينا سئ... فيوجد أشياء كثيرة حسنة جدا فى بلادنا... وتوجد اشياء فينا وفى بلادنا فى غاية الجودة ونريد الحفاظ عليها وتنميها..
أما عن النهضة التى نريدها فلها إطار وهو عبودية الله... فإننا نقوم بهذه النهضة لكى نرضى الله عز وجل... فإننا لانقوم بالنهضة لمصارعة شعوب أخرى.. فكل نيتنا وإخلاصنا لله تبارك وتعالى... وعندما بدأنا في الأسبوع الماضى كان حديثنا عن أول ما نحتاجه وهو الإرادة وكيفية تنميتها... ومن هنا جاء مشروع ماراثون المشى والتدريب لمدة أسبوعين لإتمام المارثون 42 كم فى أسبوع واحد أو عدة أسابيع...
وأجمل ما أود الحديث عنه هو كم التفاعل الذى حدث من الناس... فالناس التي اتصلت بنا وأرسلت لنا كانوا بالآلاف... ولم تكن الفكرة المشى من أجل اهلاك أجسادنا.. وإنما لنثبت أننا مستعدون للتحرك فى موضوع النهضة وأننا نقدم عربونا يثبت أننا صادقين... وإذا دخلتم على المنتدى ستقرؤوا عن إحساس الشباب أثناء المشى وعن الأفكار التى جاءتهم وكم الذكر الذى قاموا به...
أمثلة:
1. شباب صناع الحياة من المنوفية مشوا من شبين الكوم إلى طنطا
2. شباب من القاهرة مشوا من الهرم إلى حلوان
3. شباب مشوا من دار الإشارة إلى طريق مصر الأسكندرية الصحراوى
4. شباب من اليمن يقولون أنهم من مركز الأخلاء لتحفيظ القرآن يقولون أنهم لاينامون بعد صلاة الفجر وإنما يقضون ساعتين فى حفظ القرآن ثم يمشون لمدة ثلاث ساعات يسمعون في هذه المدة ما حفظوه...
5. هناك شباب من الجزائر و الأردن و قطر و لبنان والبحرين والمغرب واليمن والإمارات وانجلترا وفرنسا وألمانيا وهولندا وفنلندا
6. فهناك من الجزائر من خصصوا عشرة أماكن واتفقوا على يوم واحد يتحركون فيه كلهم من العشرة أماكن ويتقابون فى مكان واحد
7. فى لبنان اتفق شباب من طرابلس من ساحة النور مع شباب من بيروت من ساحةالشهداء على أن يخرجوا كل من مكانه ويتقابلون فى مكان واحد للتعرف على بعضهم البعض...
8. شباب من سوريا ارتدوا زى موحد مكتوب عليه معا نصنع الحياة واتفقوا مع جمعية خيرية على أن تكون راعيا للماراثون وبدءوا فى التحرك من شارع خالد بن الوليد وقاموا بمشى المسافة كلها...
9. فتيات وسيدات قطعوا المسافة فى يوم واحد
10. وبالرغم من شدة الحرارة فى بلاد مثل قطر والبحرين فقد قام شباب وفتيات بالمشى…
لكنني في نفس الوقت أعاتب من لم يمشى... وأقول لهم ألم نبدأ معا بجدية؟ إننا نريد أن نقوم بنهضة تحتاج إلى مجهود عشرة أضعاف المرحلة السابقة... مجهود غير عادى... فلم لم تمشوا معنا؟!
إن موضوع المشى هذا شبيه بقصة طالوت وجالوت ففى سورة البقرة يقول الله تعالى: " قال إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ"... فلقد كان ذلك اختبارا... فلقد كانوا جندا عطشى ومن المفترض أن يشربوا ولكن كان الأمر بعدم الشرب لاختبار الجدية والإرادة... ولذلك عندما وقفوا أمام جالوت: " قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ " وهم من لم يشربوا حيث كان اختبار الإرادة عندهم قوى وكانوا هم من أنزل الله عليهم النصر ولذلك فأنا أقول لهم أمشوا... لم ينته المشروع بعد لأن المشروع الجديد ملائم للمشى...
وسأقرأ لهؤلاء اللذين لم يمشوا معنا ومن مشوا أيضا هذه الرسالة المؤثرة للغاية لكى تعرفوا معدن هذه الأمة و لأى درجة معدن شبابنا عظيم ..
لقد بعثت لى أخت فلسطينية تدعى سارة عادل بالرسالة التالية:
"أخى فى الله عمرو خالد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود أن أخبرك أخى فى الله أننى أنجزت 42 كم مشيا والحمد لله فى يوم ونصف تقريبا ولكن يا أخى أنا قمت بهذا العمل بشكل فردى... أنا أسكن فى فلسطين ولا توجد مسافة كافية متوفرة لكى أمشى بها 42 كم ... بسبب ظروف الاحتلال والظروف غير العادية عندنا يوميا وعدم الأمان وأننىأخشى أن أمشى وحدى 42 كم حتى إذا توافرت هذا المسافة... لذا كانت فكرتي بعد ان شاهدت حلقة الإرادة أنى لابد أن أمشى ولكن أين! في البيت... وأنا لاأدرى هل تقبلونى هكذا معكم أم لا .. لكن الحمد لله البيت فيه ممر طويل طوله أكثر من 15 مترا فقد قمت بقياسه بنفسى... وقررت أن أمشى فى هذا الممر وكنت أسجل في ورقة عدد الأشواط وقد أنهيت فى يوم وليلة 2100 شوطا.. لقد أخذ المشى منى ساعات كثيرة فقد أنجزت 4 كم فى الساعة الواحدة وقد كانت أصعب مرحلة أول كم وآخر 10كم كنت منهكة جدا وأكاد لاأشعر برجلى من الألم ... ولكننى استمريت على الذكر والاستغفار والدعاء مما دفعنى للأمام... فلقد كان هذا تمرين جسدى جعلنى أشعر بالجهد الذى كان يبذله الصحابة فى أيام رسول الله (ص) ولازال الألم ولكن حلاوة العمل فى سبيل الله أنستنى الألم ... فقد أنجزته وحفظت أسماء الله الحسنى بالكامل من خلال نظرى الذى يقع عليها ذهابا وإيابا وهى معلقة على الحائط فى بيتنا... الحمد له قد حفظنى الله وأعاننى وقد جاءتى فكرة قصيدة باللغة الإنجليزية وأنا امشى وإن شاء الله سأضعها بالمنتدى.. أخي في الله أخيرا لاأستطيع أن أصف لك مدى سعادتى أن بالفعل وصلت إلى مرحلة عالية من التحليق الروحى والتفكير والتدبر وبكيت كثيرا أثناء الليل... كنت أقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ... لي سؤال في النهاية.. هل أنا معكم فى الماراثون هل أنا فى الطائرة؟ هل تقبلونى أم لا..."
لن أستطيع أن أعلق وأقول كم هى عظيمة هذه الفتاة.. ولكن لايسعنى إلا أن أقول أنه من النهضة التى نريدها أنك ستمكنين من المشى وسنغير من الوضع الذى لم تتمكنى من المشى بسببه... وأقول لك أنت أول من يركب الطائرة معنا...
وهناك شاب آخر مثل أختنا سارة واسمه محمد زياد أرسل لنا يقول:
"لقد كنت مصابا فى رجلى ولاأستطيع المشى وقد أمرنى الطبيب بعدم المشى عليها وأن أمشى بعكازين على رجل واحدة... ومنذ سنتين وأنا لاأمشى لأكثر من مائة متر فى اليوم .. والحمد لله بعد الحلقة أصبحت أمشى ساعة و ونصف كل يوم على عكازين ورجل واحدة... أنا مشيت الآن 10كم على عكازين ورجل واحدة وسأكمل الـ 42كم فى يومين أو ثلاثة على أقصى تقدير...
أسألكم الدعاء لى حتى أصل إلى النهاية"
قلدوا هذه النماذج يا شباب.. هل ترون الآن أن أمة محمد لاتزال بخير... أترون نماذج الشباب والفتيات العظيمة بالأمة! ويبقى كلام النبى "الخير فى وفى أمتى إلى يوم القيامة"... ما فعله هؤلاء الشباب يعد دليلا بسيطا على أن الإرادة ممكن أن تتحرك...
والآن فلنبدأ نهضتنا... هكذا بهذه البساطة!!
نعم وسنقدر على ذلك بإذن الله... ولكن كيف سنبدأ... لقد تعبت جدا من التفكير فى كيفية البدأ.. ولم اتعب فى حياتى مثلما تعبت فى صناع الحياة... إننا بصدد أمر عظيم... إنها نهضة أمة... ففكرت أن أحدد مشاريع معينة وأكلفكم بها كل أسبوع... كأن نتحدث عن البطالة فى أحد الأسابيع ونقوم بعمل مشروع لحل أزمة البطالة... ثم بعد ذلك نقوم بمشروع آخر.. وهكذا....إلخ ..ولكنني اكتشفت أن ذلك خطأ كبير فهذه النهضة ليست ملكى وحدى وإنما ملكنا جميعا... فشعار البرنامج معا نصنع الحياة... وهو ليس شعار أجوف فإننا لم ننجح فى المرحلة الأولى إلا لأننا وضعنا أيدينا فى أيدى بعضنا البعض... ولم تنجح المشاريع إلا لأن أيدينا كانت على بعض...ولذلك فلا يمكنني أن أفكر وحدى فى النهضة لأن هذه النهضة ملكنا جميعا... فسنفكر معا فى شكل مشروعنا...
عندما فكرت أن آتى وأقول لكم سنقوم بفعل كذا وكذا... تذكرت رسول الله فى يوم بدر حين وقف وقال أشيروا على أيها الناس... أنت يا رسول الله تنتظر مشورة الناس!!! فصعد أبو بكر وعمر وغيرهما وذكروا ما ينفع ولكنه سألهم الجلوس لأنه يريد أن يأخذ رأى الأنصار فالبلد بلدهم ويجب أن يقولوا رأيهم... فصعد سعد بن معاذ وقال: لكأنك تريدنا يا رسول الله... فقال: نعم... فقال سعد امضِ يا رسول الله وسالم من شئت وعاد من شئت وخذ من أموانا ما شئت واترك لنا ما شئت.. فاستبشر النبي وتهلل وجهه... فبالرغم من أنه النبى والقائد إلا أنه انتظر آراء الناس لأن آراء الناس يجب أن تحترم ... وبناءا عليه عندما سيدخلوا غزوة بدر والقرار قرارهم فسيحاربوا بدماءهم....
ولذلك فقد وجدت أن المشروع يجب أن يخرج منا جميعا... فستخرج النهضة منا جميعا إلى أن نصل إلى التصور الذى نريده.. أتذكرون الحلقة التي تحدثنا فيها عن التخيل وأن بداية النجاح حلم يملأ كل كيانك وحياتك ومشاعرك حتى تراه بعينيك يملأ حياتك وتتخيله لأن – من الناحية الطبية - لايفرق عقلك الباطن بين الخيال والواقع... فإذا أقنعت عقلك الباطن بفكرة خيالية وسيطرت على عقلك ستكون حقيقة عند عقلك الباطن ويجب أن يحققها... وقد قلنا لمن يريد أن ينجح تخيل الفكرة وكأنها حقيقة وصورة كاملة... فلقد كان النبي يفعل ذلك مع الصحابة ويحدثهم عن الجنة كثيرا لدرجة أنهم ضحوا تضحيات عظيمة.. فانتقلوا من جيل يرعى الغنم إلى جيل يرعى الأمم...
***********************************************************************
المشروع هو أن نتخيل ما ستكون عليه بلادنا بعد 20 عاما ... هكذا يبدأ الحلم... كيف تتخيل القاهرة بعد 20 عاما... كيف تتخيل دمشق... كيف تتخيل بغداد.. كيف تتخيل القدس...الدوحة...جدة... بعد 20 عاما..
بداية النهضة حلم يملأ كياننا ويسيطر على مشاعرنا ... وسنكتبه لكى يكون شيئا ماديا بين أيدينا... إن مشكلة النهضة أننى أتحدث عنها فقط فهى مجرد كلام و ليست شئ ملموس بين أيدينا... وسنمسكها عن طريق إخراج أفكارنا وأحلامنا على الورق... وترسلونها لنا.. نريد أفكاركم وأحلامكم جميعا شباب وبنات.. علماء.. رجال أعمال.. سيدات منازل.. سيدات عاملات.. أطفال..
إننا جميعا نعلم وضعنا الآن ... إننا الآن في ضعف وفرقة... ليس لدينا ما يكفينا من الطعام... غير متمكنين من زراعة أراضينا أو حماية بلادنا... نستورد الطعام والدواء... فلدينا مصائب كثيرة... إننا جميعا نعلم أين نقف الآن ... ولكننا بصدد أن نعرف ما نريد أن نكون عليه.. فلنحلم بهذا الوضع... ولتحلموا يا شباب بما تريدون الأمة ان تكون عليه بعد 20 عاما... وإياك أن تقول وهل من المعقول أن أنجح فى تحقيق حلمى!
وسأضرب لكم أمثلة واقعية أن كل نجاح فى الدنيا يبدأ بحلم...
1) قناة السويس: هل يتخيل أحد أن يتم توصيل البحر الأحمر بالمتوسط! إن المسافة بين البحرين حوالى 101 كم فمن كان يصدق ذلك منذ 150 سنة... شخص حلم بذلك... حلم بتوفير الدوران حول أفريقيا.. ولكن كانت هناك مشكلة مادية.. ولكن المال آخر ما يتم التفكير فيه... فالمهم هو الحلم والفكرة... فأحضر الخريطة ودرسها حتى ملأ الحلم كيانه... وبالتأكيد سخر منه الناس عندما خرج عليهم بفكرة أنه يريد أن يصل البحرين ببعضهما البعض... فلم يكن حفر قناة طولها 101كم مألوفا منذ 150 عاما...
إن مصر تأكل من خير قناة السويس بسبب حلم شخص... وإسرائيل الآن نحفر قناة من البحر الأحمر لغزة لتحل محل قناة السويس... فهم يحلمون ونحن لانحلم.. وقد بدءوا فى تقديم المناقصات وهم يزعمون أنهم يريدون منع الأنفاق التى تهرب السلاح....ولكن فى هذه الحالة لمَ يحفر القناة بعرض 25 مترا!! فإذا كانت بهدف منع تهريب السلاح لكان حفر قناة عرضها مترا! إن الحلم هو الذى يحرك الناس ويمدهم بطاقة التنفيذ...
2) السد العالى: لقد كان السد العالى مشروع الهدف منه توفير المياه ومضاعفة الإنتاج ثلاثة أضعاف... فملأ حلم السد العالى فى كيان المصريين ودار حوله الفلكلور الغنائى... ففكروا فى الاقتراض من البنك الدولى ولكنه رفض ذلك لأن الفائدة التى كانت ستعم على مصر عظيمة ... فكانت النتيجة تأميم قناة السويس... فقام العدوان الثلاثى على مصر فى 56 (انجلترا وفرنسا وإسرائيل) ولم ييأس المصريون وكانوا مستعدين لأقصى تضحية ممكنة لتحقيق حلمهم ...لأن الحلم صار حلمهم...
وكل الدنيا تبدأ بأحلام تتمكن من الإنسان حتى تتحقق..
3) الحرمين الشريفين: من 50 عاما كان لهم شكل مختلف تماما عن شكلهما الآن... فقد حلم أحدهم بأن يحبب الناس فى القرب من الله عن طريق تهيئة الأمور بالحرمين المكى والنبوى حتى يجد الناس فى سهولة القرب من الله ما يحبب الأمة كلها فى الله... ولكن كبف تم ذلك؟! لقد كان حلما فهناك فرقا شاسعا بين شكلهما قبل التطوير وبعده...
4) منطقة وسط بيروت: تحولت هذه المنطقة بعد الحرب الأهلية إلى خرابة دمرت تماما.. لدرجة أن من كان لديه متجرا هناك كان يتمنى بيعه بألف دولار فقط لأن المنطقة كانت منتهية.... والكل بدأ يبحث عن منطقة جديدة لتعميرها... ولكن حلم أحدهم بإعادة إعمار هذه المنطقة لتصل إلى شكل جديد تماما... الآن أصبح ثمن المتجر يصل ‘لى الملايين...
5) التعليم في الصين: لقد كانت تعداد الأمية فى الصين يبلغ الملايين... فجاء مدرس عادى وأراد تغيير هذا الوضع... فحلم بمحو أمية الصين فى شهرين لأنه رأى أنه لن يكون هناك تقدم فى ظل هذا الوضع... ففكر فى فكرة حتى ملأ الحلم خياله وقام بعمل اختبار فى قرية فجمع طلاب المدرسة وطلب من كل طالب أن يمحو أمية 20 من أهالى القرية فى الصيف فى مقابل الإعفاء من المصروفات الدراسية... وبمرور الصيف تم محو أمية القرية بأكملها... فقرر المدرس عرض الفكرة على الدولة.. وتم تنفيذ الفكرة فى الصين كلها... فتم محو الأمية فى شهرين فى الصيف..
ولم يكونوا أول من قام بهذه الفكرة فقد سبقهم فى ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم - عندما جعل أسرى بدر السبعين كل أسير يعلم 10 من المسلمين فى مقابل إطلاق سراحه..فقد كان أغلب المسلمين فى المدينة أميين ونحن أمة إقرأ ...فمحا النبى بذلك أمية 700 صحابى فى أسبوع ومنهم زيد بن ثابت الذى جمع القرآن فيما بعد..
6) كأس العالم: لقد بدأت هذه الفكرة العظيمة من محامى فرنسى فكر فى تجميع الشعوب وتعميق العلاقة بين الشعوب فى مكان واحد.. وقد كنا نحن أولى بهذه الفكرة فقد فال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " وكانت فكرته فكرة اجتماعية ولكن أفضل وسيلة لتحقيقها تتم عن طريق الرياضة.. فقد كان هدفه جمع شعوب الأرض بشكل ثقافى موحد... وظل وراء فكرته وهو محام بسيط ليس لديه أموال... ومات وتم تنفيذ فكرته إلى الآن...
7) كان هناك رجل يابانى يدعى تويوتا وكان أبوه يملك مخزنا صغيرا ولكن كان يوجد معرض للماكينات العظيمة الأمركية فكان تويوتا يذهب كل يوم إلى هذا المعرض لمشاهدة الماكينات بالساعات... فلاحظ صاحب المعرض وجوده... وسأله عن عمره فقال 22 عاما... فسأله عن مهنة والده فقال أن لديهم مخزنا صغيرا... فقال له لماذا تأتى كثيرا هكذا؟ إذا جلست هنا 100 سنة لن تتعلم شيئا فلن يستطيع اليابانيون صنع مثل هذه الآلات.. فغضب تويوتا جدا وقال كيف تكون يابانيا وتفكر بهذه الطريقة الخالية من الطموح... وقال أنا أعدك أننى سأكون بعد 20 سنة صاحب أكبر مصنع سيارات وسأعرض سياراتى فى معرضك هذا... وأنشأ شركة تيوتا... وبعد حوالى 10 أو 15 عاما أصبحت مبيعات تيوتا أكبر من مبيعات أكبر ثلاث شركات أمريكية فى صناعة السيارات... فقد صنعت الشركات الثلاث 9ملايين سيارة فى السنة وتيوتا وحدها فى سنة 1990 صنعت 11مليون سيارة... لقد بدأ الموضوع بحلم..
بداية النهضة حلم يملأ كيان الناس ويسيطر على مشاعرهم حتى يصبحوا مستعدين للتضحية والموت فى سبيله... حتى الناس التي تظن أنها سلبية ولاتهتم إلا بأبنائها فقط عندما يملأ الحلم كيانها يصير الحلم أغلى من هؤلاء الأبناء... فالمشكلة أن الناس تظن أنه لا يمكن أن يحدث تغيير وأنه لاسبيل لتغيير الوضع القائم ولكن عندما يكتشفون أن هذا الوضع قابل للتغيير يستجيبون... وقد حققت أمريكا حلما بعيد المنال ألا وهو الصعود إلى القمر... فتخيل شخص يحلم بالصعود إلى القمر... ماذا سيلقبه الناس! بالطبع مجنون.. فلقد اخترعوا حلم الصعود للقمر عندما وجدوا أن الشعب الأمريكى أصبح مترهلا بعد أن أصبح شعبا غنيا... فوضعوا حلما يستفذ قوى الناس... فماذا سيكون احساسهم بعد الصعود للقمر...
8) في يوم من الأيام كان هناك حلم لايصدقه عقل كان يجلس فى دار الأرقم بن أبى الأرقم 40 صحابيا فقط وقد كانوا يمثلون كل الإسلام على الأرض فى مدينة مكة الصغيرة التى تحوطها الجبال فى دار صغير مستترين... ونزلت عليهم آية تقول " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" فتخيلوا مشاعر الأربعين صحابى فى هذه اللحظة ومشاعر عمار بن ياسر وبلال حيث كان يتم تعذيبهما فى الصحراء ويسمعون آية تقول لهم أنهم الأمل للبشرية جمعاء... فكيف كانت مشاعرهم .. لقد نزلت هذه الآية فى مكة وفى هذا التوقيت ليلفت الله نظر المسلمين إلى الأمل الذى يسعون إليه... لكى يحفزهم على الحلم...
فأرسلوا لنا أحلامكم... ويمكن أن يتم ذلك بشكل فردى... ولكن هناك ما هو أقوى من ذلك وهو أن تناقشوا الأحلام فى مجموعات عمل تتكون من شباب فى مسجد أو أفراد أسرة أو جيران فى عمارة...إلخ فلنضع حلمنا.. نريد أن تتفجر طاقاتنا نريد مشاركة المبدعين والموهوبين والمسلمين اللذين يعيشون فى الخارج... ارسولوا لنا جميعا... أرسلوا لنا مسلمين ومسيحين فلن نقبل بالحلم من دون أخواننا المسيحيين اللذين يعيشون فى بلادنا... كما أننا ننتظر الرسائل أيضا من المسلمين اللذين هاجروا إلى الغرب ولا ينوون العودة.. أرسلوا لنا أحلامكم عن انجلترا وفرنسا وألمانيا وغيرها بعد 20 سنة.. المهم نحلم مع بعض ونخرج حلم واحد...
وهناك شرطين للحلم:
1. لاتحلم بشئ غير مفيد لنهضة بلادنا مثل غواصات طائرة أو شوارع فى الهواء
2. لانريد كلاما عاما مثال: نريد تطوير التعليم... ضع تفاصيل الحلم ورتوشه..
ماذا تريد المساجد أن تكون عليه وما العدد الذى تريده أن يكون موجودا فى المسجد وماذا عن مصلى السيدات هل تريد أن يظل حجمه كما هو أم يتغير... هل تريد للتعليم أن يكون مجانيا أم بمقابل ولو بمقابل من يدفعه... ما هى أحلامك عن السياحة فلا تقول أن السياحة مرفوضة فهى مفيدة جدا فى أنها تعرف العالم ببلادنا وحضارتنا وإسلامنا ولكن المهم كيف تكون؟ فكر..
إذا كنت غير قادر على الكتابة فاسمع قصة الحصان:
كان هناك رجلا يمتلك حصانا عجوزا وكان يعتمد عليه فى العمل إلا أنه عجوز فى آخر أيامه... وفى يوم ما يقع الحصان فى بئر وحاول صاحبه أن يخرجه بكل الوسائل طوال اليوم فحاول شده ولكن لافائدة لم يخرج... وبدأ الرجل يفقد الأمل فالآلات التى يمكن أن يستخدمها الرجل لإخراجه مكلفة أكثر كثيرا من ثمن الحصان العجوز... فقرر الرجل - بالرغم من حبه للحصان - جمع أهل القرية للردم على الحصان حتى يموت ولايتعذب أكثر من ذلك فهو ميت ميت... وبالفعل بدئوا فى الردم والحصان يصرخ ويبكى.. وبدأالرجل يتألم لذلك... فطلب من جيرانه الردم من بعيد لأنه لايريد أن يرى الحصان وهو يتألم وبعد قليل توقف صوت الحصان... فظن الرجل أن الحصان قد مات من الصدمة فنظر فإذا بالحصان كلما ألقى عليه الناس الأتربة ينفضها من على ظهره ويضعه تحت رجليه ويقف عليها حتى يرتفع وازداد الأمل وظلوا يردموا عليه حتى يصعد...
ونحن طالما ردم علينا.. ولم يعد البكاء يجدى... كفانا بكاءا ولنقم بعمل شئ... فليس من المعقول أن تكون حكمة الحصان أفضل من حكمتك يا بنى آدم يا من أسجد الله لك الملائكة تكريما للعقل...
إن حلقتنا اليوم محور المرحلة الثانية...
يجب أن نفعل شئ ما... إننا جميعا شركاء ... لم تعد الحكومات هى المسئولة عن كل شئ بل يجب أن نقوم نحن بالفعل... أنتم قادرين على إخراج أفكار رائعة...
• واعلموا أن الله تعالى قال للنبى: " لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ " قال للمسلمين ذلك فى وقت كان يصعب عليهم تصديق الأمر ولكن الله وعدهم بالأمر ورسم لهم الحلم كاملا حتى أنه ذكر أدق التفاصيل الخاصة بالشعر... وتحقق وعد الله..
• مثال آخر: " إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا..." كلمة أرأيت تجعل المسلمين آنذاك يشعرون وكأنهم يرون الأمر
وهناك من يقول هذه وعود الله لنبيه ولكن من أدراك أن أحلامنا ستتحقق؟
إن لدينا وعود نحن أيضا بأن نهضة المسلمين ستعود فياللشرف الذى سيكون لنا إذا عادت على أيدينا: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا"َ
إذن فهذا ليس حلما وإنما حقيقة... ولذلك فعندما أقول لك احلم ببلدك بعد 20 سنة فهذه حقيقة وليست حلما.. لأن الله وعد ولكن علينا أن نحلم ونتحرك... ونكون مخلصين لله فى نوايانا وليس هدفنا تدمير أرض أو معاداة أحد وإنما هدفنا نشر الرحمة " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" وخذ ثواب النهضة... اقتدِ بعمرو بن الجموح الذى كان أعرجا ولكنه لم يبخل أن يشارك مع المسلمين وقال لرسول الله دعنى أخرج معكم أريد أن أطأ الجنة بعرجتى هذه..
كما نرجو مشاركة رجال الأعمال و أساتذة الجامعة لنصنع حلما واحدا... وإن شاء الله سننجح وكلنا أمل فى النجاح... ابذلوا كل جهدكم ... ونحن فى انتظار ردودكم لنعلن نهضتنا معا...
في انتظاركم الأسبوع المقبل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمشاهدة الحلقة اضغط هنا
باقة فواحة من عالم حواء لبرنامج صناع الحياة
الواجب العملي للمشروع :احلم ببلدك وارسل لنا هذا الحلم