شام
شام
الحلقة السادسة : حلمي التعليم وعلاقات البلاد ببعضها البعض








الحلقات الثلاث الأخيرة هي الحلقات المحورية في صناع الحياة ، فكل ما أنجزناه في برنامج صناع الحياة ، كان من أجل هذه الحلقات الثلاث الأخيرة، وكنا في كل حلقة نسأل أنفسنا هل نحن فعلاً جادين وهل سنستطيع أن نفعل ونفعل .....؟؟؟؟؟؟


فكانت النتيجة أن الآلاف من الشباب اشتركوا معنا ، فالمرحلة الأولى لن أعود لأتحدث عنها ، وإجمالاً كل الناس تقريباً قد شاهدوها على الشاشة ، وإن لم يكن فأكيد رأوها في الشارع .

أنا اليوم بمنتهى الفخر ومنتهى الجدية أنقل لكم أن عدد الأفكار قد وصل إلى نصف مليون فكرة، والأغلبية أرسلوا عن طريق الانترنت على الموقع (موقع عمر خالد) والباقي عن طريق الفاكس، والتلفونات ، وعن طريق البريد. حتى نعطي الفرصة للجميع أن يشارك .
وكنا قد طرحنا في الحلقة السابقة فكرة جديدة وهي "العصف الذهني" وأول من اخترعها وقام بها المسلمين في القديم ، وهي أن يجتمع مجموعة من الناس ويتفكروا فتأتي النتيجة بكمية هائلة من الأفكار . ويبدو أن هذه الفكرة هي التي أضافت الربع مليون فكرة الزيادة منذ الأسبوع السابق .

كانت النتيجة أن أرسلوا لنا كيف سيكون "شكل البحث العلمي في بلادنا بعد عشرين سنة". أساتذة جامعة : الدكتورة عائشة عبد العزيز من جامعة البحرين ، الدكتور نادر ندا من الجامعة الأمريكية في دبي ،الدكتور أنور عبد الستار من جامعة النهرين في العراق ، الدكتور محمود عبد القوي زهران أستاذ البيئة النباتية (كيف سنزرع الصحراء) وقد أرسل تصور كامل . الدكتورة سعاد منعم أستاذة الطب في أسيوط . فنحن أصبح عندنا كمية من الأفكار والتصورات لبلادنا لم تكن موجودة من قبل ، ويبدو أن فكرة "العصف الذهني" أعطت هذه النتائج .


كنت قد أشرت في الحلقة السابقة بأننا نريد أيضاً من البسطاء أن يشاركوا بأحلامهم، فجاءت كميات من أحلامهم الصغيرة والبسيطة (يريدون أن يشربوا مياه نظيفة، وأولادهم تأخذ فرصة التعليم) . أيضاً الكثير من النساء اللاتي شاركن يريدون رؤية جديدة ونظرة في كثير من النصوص في القرآن والسنة ، وكيف أن الكثيرين أخطئوا في التفسير فكانت النتيجة أن ظلمت المرأة ، والإسلام برئ من ظلم المرأة .

فلذلك أنا أرى أن الأمل كبير جداً في هذه الأمة ، والدم ينبض في عروقها ، ولننظر إلى الآية العظيمة " وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ " ، فيجب أن لا نيأس ، ونعتقد بأنه لا يوجد فائدة ، فنحن لدينا وعود كثيرة وطمأنة شديدة من الله ، فالله معنا ، وسيكرمنا ، ونبينا وعدنا أيضاً . ولكن مهمتنا أن نسعى إلى أن نرتفع ببلادنا وننهضها ويتغير حالها إلى أحسن حال . فالآية واضحة " قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ " . كأن الآية تريد منا أن نتحرك ونأخذ الخطوة .
ثم تكملة الآية " وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ".

ولماذا نحن نعتقد بأن التوكل على الله فقط يكون عند الرزق ، أو عند المصائب ، فأين التوكل على الله في نهضة بلادنا ،........؟؟؟؟؟؟.


فالتوكل يكون بأن نبذل كل جهدنا ونتوكل على الله فلا بد أن تأتي النتيجة. فالتوكل نريد أن ننقله من المفهوم الفردي في التوكل على الله في حياتنا الشخصية لمفهوم بلادنا . فلو توكلنا على الله فإن الله سيعز بلادنا ، ويبقى هذا المفهوم يملأ أعيننا . فحسبنا الله ونعم الوكيل لو اطلعت عليها في القرآن لن تجدها استخدمت على الصعيد الفردي ، بل من أجل الإسلام .


النبي صلى الله عليه وسلم يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل ، قالها إبراهيم حين ألقي في النار ، وقالها موسى حين قال له قومه "إنا لمدركون" ، فنجا مع قومه. وقالها أصحاب محمد حين قيل لهم " إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ". كذلك فلننظر إلى هذه الآيات " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا " ، " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ". فهذا هو ديننا ، والخير سيأتي لنا ، إن نحن بدأنا باتخاذ الخطوات ، وأولى هذه الخطوات هي التوكل وثقة في الله تبارك وتعالى ، وهذه الأرض ملك لله ، ولو أراد سبحانه فستتحقق هذه النهضة في يوم وليلة .



قصة عزير في القرآن: " أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا " (أي منهارة والناس في حالة يأس ) " قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ " فالذي حصل بأن الله أماته مائة سنة ولكن خلال هذه الفترة كانت أن أحييت هذه القرية بناس قدر الله لهم أن يبنوا ويعمروا هذه القرية . وكما جاء في نهاية الآية قول الله عز وجل "أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" .


ولننظر إلى قدرة الله سبحانه في هذه المعجزات التالية:

السكين التي لم تذبح إسماعيل.

النار التي كانت برداً وسلاماً على إبراهيم.

الحوت الذي لبث فيه سيدنا يونس ولم يأكله .

الصحراء التي تحولت إلى بحر من أجل سيدنا نوح .

كل هذا من أجل عباده الصالحين وتوكلهم على الله ( فسبحان القادر على كل شيء).

أنا أريد أن أبين لكم بأن الثقة بالله يجب أن تغرس فينا ، وبأن الله سيكرمنا،


فالنهضة التي نحن نريدها ، تتطلب مني أن أتكلم كثيراً ، وقبل أن أبدأ بتفاصيل الحلقة ، فالموضوع يجب أن يأخذ حقه ، والناس التي أرسلت لنا أحلامها (النصف مليون) فيجب أن تكون هذه النقطة كبيرة في أنفسهم وهي بأن الله معنا ، وسيكرمنا ، وأريد أن أنبه هنا إلى نقطة مهمة ومعنى جميل ، إذا نظرنا إلى تاريخ البشرية فنجد أن الله لا يضيع أجر أي إنسان قد عمل ، مهما كان دينه ، ومهما كان فكره ، فالذي يجتهد لا بد أن يحصل على النتيجة .

مثال على ذلك ألمانيا ، خلال عشرين سنة حققوا نهضتهم. فلنتخيل كيف كان الألمان قبل وبعد ، وأريدكم أن تتذوقوا حلاوة النهضة ، فأنا أتمنى وأنتم تروني وتسمعوني (إخوتنا وأخواتنا) بان الحلم عندما يسيطر على عقول الناس لا بد أن يتحقق ، وهذه قاعدة .

كنت في الحلقة السابقة قد تحدثت عن حلمين (الزراعة ، والبحث العلمي) ، ففي الزراعة سنعتمد على أنفسنا بإنتاج طعامنا (زراعة القمح ، والزيوت النباتية ) بعد عشرين سنة، ولن نعتمد على غيرنا. فالناس التي أرسلت لنا فهم يرون هذا الحلم أمام أعينهم :

بلادنا خضراء

جزيرة العرب كما قال عنها النبي بأنها عادت خضراء .

من هو محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية ، وجعل الصحراء خضراء .

الطريق الصحراوي كله نخل ، وأمام كل منـزل في كل بلادنا نخلة نأكل من تمرها .

البحث العلمي ، سنقود فيه العالم (وكما ذكرنا فنحن عندنا الطاقة الشمسية) ونحن سنعلم كل العالم علومنا نحن .



وهكذا نستطيع أن نفهم لماذا الصحابة كانوا يضحون بكل شيء ، لأن حلمهم كان المدينة المنورة ، وكان الثمن أن يتخلوا عن كل ممتلكاتهم ، فالحلم كأن أكبر من كل هذه الممتلكات . فجاءت المدينة المنورة ومنها جاءت الفلوس ، والأولاد ، والممتلكات وكل شيء ، وذلك لأن الحلم كأن غالياً جداً . وهل نذكر ما حدث لهم من أذى ، مثل سمية وما فعل بها أبو جهل ، وخباب بن الآرت عندما كان يتحدث عن طريقة تعذيب الكفار له ، كانوا يمددوه على ظهره ويشعلوا فحم من تحته حتى يتوهج الفحم ، ولا ينطفئ وهج الفحم حتى يسيح شحم ظهره ولم يتراجع رغم كل هذا العذاب ، وصهيب وما حدث له ، وتأتي الآية الكريمة:


" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ "


، فرغم كل الصعوبات التي تعرض لها المسلمين فهم كانوا في مكة الصغيرة وفي دار الأرقم والخوف الذي كانوا فيه، وينـزل فيهم القرآن بأنهم رحمة للعالمين . ولكن انظر إليهم يوم فتح مكة والنبي صلى الله عليه وسلم ومعه عشرة آلاف من المسلمين ، ويقرأ وبصوت عال " إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا " حتى يصل إلى الآية " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ..." فيدخلوا كلهم أي العشرة آلاف معه إلى مكة ، ويصعد بلال الذي كان يضرب هنا ، إلى فوق الكعبة ويؤذن "الله أكبر ، الله أكبر" . فكيف كان شعورهم وسعادتهم بأن حلمهم قد تحقق.

سأخبركم خبر عجيب جداً ، كنت قد قرأت مرة في الأهرام المصري خبر منذ حوالي خمس سنوات ، بأن الرئيس الروسي السابق يلتسين ، أحس بأن هناك مشكلة كبيرة في بلاده ، فكان أن جاء بفكرة لشعبه ، بأن من يأتي بحلم قومي يتجمع عليه الشعب الروسي فسيحصل على جائزة .. فهذا يشير بأنه لم يكن هناك حلم في الأصل ، والشيء الثاني بأن هذا الرجل كان يدرك جيداً بأنه لو أصبح عندهم حلم قومي تجمع عليه شعبه ، فيكون هذا هو السبيل لنجاح بلاده .

اليوم أيضاً لدينا حلمين جديدين والغاية منهم هي دفع الأمل ، وهي كلها من اقتراحاتكم فلنلقي نظرة عليهم ، وفي نهاية هذه الحلقة سأبين لكم ما هو المطلوب منا وكيف سنحول هذه الاقتراحات إلى حقائق.

المجال الأول: التعليم

العدد الهائل الذي وصلنا ، من ناظري مدارس ، ومعلمين ، وأخصائيين اجتماعيين، ووكلاء وزارة ، أطباء علم نفس ، (كله موجود على الموقع) ، ربات بيوت ، طلبة، مدرسين دروس خصوصية ، أساتذة جامعات . سأحاول أن أبسط لكم وأنقل لكم هذه الاقتراحات ، والهدف الأساسي أن تراها أمام أعينك . فالذين وضعوا هذا الحلم أطلقوا عليه الحلم الكبير وهو : التعليم العربي أجود تعليم في القرن الواحد والعشرين .
فلو نظرنا إلى الآراء التي وصلتنا من الشباب ، والرجال والنساء ، فسنظن ولأول وهلة وكأنهم أتموا هذه المناهج . وسأعرض عليكم هذه الأفكار :


محو الأمية من أمة أقرأ (خلال سنة واحدة) الذي أرسل هذه الفكرة عددهم كان فوق المائة ويكون هذا عن طريق إيجاد توعية شديدة بين شبابنا ، وأن كل شبابنا في الثانوي والجامعات يأخذوا إجازة صيفية في القرى والنجوع ، فهم لم ينسوا أيضاً بأنه من الممكن أن لا يكون بإمكانية الشباب تنفيذ هذا المشروع ، فجاء الاقتراح بعمل دورات تدريبية للشباب على شاشات التلفزيون لتعليمهم كيف يستطيعوا أن يقوموا بذلك . (فنحن نستطيع أن ننجح) ،

والمطلوب توفير أماكن لهذا الغرض، هنا يأتي السؤال كيف سيقتنع الأميين بأنهم يجب أن يتعلموا فالحل إذا رفضوا أن يتعلموا فستكون النتيجة غرامة مالية إذا لم يتعلموا بعد ستة أشهر . (هذا الاقتراح جاء من شاب عمره 17 سنة ، وذكر بأنه قد جاءته هذه الفكرة عن طريق تقليد النموذج النبوي، محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي محا أمية 700 صحابي خلال شهر. (صلى الله على محمد) ومن هؤلاء السبعمائة كان زيد بن ثابت الذي جمع القرآن . فالمشكلة أن الكثير من الناس يعتقدون أن الإسلام هو فقط صلاة وصوم ، فالأمية عندنا تبلغ 60 % تقريباً .

هناك الكثير ممن أرسلوا يريدون أن تكون طريقة التعليم قائمة على استخدام العقل، والبحث ، وليس عن طريق التلقين. الطالب يذهب ويبحث عن المعلومة بدل من أن تلقن له ، وهذه هي أحسن طريقة لتشغيل العقل، وبدلاً من أن يكون هذا العقل فقط مخزن لتلقي هذه المعلومات ، فيتحول إلى عقل مفكر . فتبدأ تتغير كل طريقة التعليم إلى تعليم (ابحث أنت عن المعلومة) ، بأن نعلم شبابنا بأنه ليس هناك فقط حل واحد للمشكلة ، بل بأن هناك الكثير من الحلول ، فهكذا يتعلموا البدائل ، وبأن ليس هناك شيء أحادي .

أيضاً من الأفكار التي وصلت إلى البرنامج والجميلة جداً ، هو أن كل العلوم تكون في إطار الحياة ، أي كل واحد يرفض أن يتعلم أو يدرس ولو كلمة دون أن يعرف ما علاقتها بالحياة العملية ، وما هي الإفادة من وراء ذلك .

الموضوع جاد ، ولو نفذ هذا الكلام ، فبالتأكيد إن شاء الله سنصل إلى الحلم بأن يكون التعليم العربي أجود تعليم في القرن الواحد والعشرين ، وهذا سيكون من أجل النقطة التالية وهي جميلة جداً ، فليس فقط أن نوصل العلم بالحياة العملية ولكن ما سيجعل تعليمنا غير عادي ألا وهي : ربط العلم بالله ، ففي الفيزياء مثلا لماذا لا يذكر من الذي عمل النظام العظيم في هذا الكون ، والذرات ،و الأوزان والنسبية ولمعادن ، أليس الله سبحانه . وهكذا نطمئن على أولادنا ، وخاصة في فترة المراهقة ، لأن كل الذي يتعلمه في المدرسة موصول بالله، فالعلم الذي في الدماغ موصول في القلب الذي يقول اعرف الله. فالأم في البيت تعلم ابنها على معرفة الله ، كذلك يربط العلم بحضارة المسلمين ، كيف ؟

فكتاب الجبر وفي أول صفحة ستجد مؤسس هذا العلم هو الخوارزمي العالم الجليل المسلم، وألفه لأنه كان يحب الإسلام والمسلمين .

كتاب علم الاجتماع والذي يدرس في الجامعات ، وفي الصفحة الأولى ستجد مؤسس هذا العلم العالم العربي ابن خلدون . (الذي بنا نظرياته على القرآن)

أول صفحة في كتاب الطب ستجد تمثال كبير في باريس للرازي وابن سينا الذين أوصلوا هذا العلم إلى باريس ، والغرب أيضاً .


ومن الاقتراحات الجميلة التي وردت أيضاً ، بأن مجموعة من الشباب اقترحوا أن يكون هناك برنامج أسبوعي لتعليم كيف نفكر ، حدد هدفك في الحياة ، ضع فكرة جديدة لعائلاتنا، وجيراننا ، ومدارسنا ، وبلادنا ، تقديم مشروع اختراع ، وأن تكون كل حلقة من هذا البرنامج التي تعطي أكثر الدرجات في المدارس .

من ضمن الاقتراحات من يطلب أن يكون هناك ناس مبدعين يزوروا الطلاب في الساعات المخصصة للهوايات ، مثل الموسيقى والرسم و ... ويأتي هؤلاء المبدعين من فنانين كبار ويكتشفوا المواهب التي عند الطلبة . أن يرجع أيضاً كشافين الرياضة للمدارس ويقوموا بدورات ، وهكذا يستطيعوا أن يختاروا الطلاب المتميزين . فهل نعرف كيف ستكون النتائج؟؟

بعد عشرين سنة من اليوم وعندما تقام الدورات الأولمبية في 2025 فيكون أكثر الميداليات الذهبية نحن الذي حصلنا عليها.

رسام عالمي من بلادنا (لأن المدارس استطاعت أن تكتشف موهبته وتنميها (وهذا الذي يحصل في الغرب)

الطلاب لن يدرسوا إلا في الكلية التي يختاروها بناء على قدراتهم ومواهبهم، وبالتأكيد سينجحوا ، وتنحل أزمة البطالة ، لأن طريقة التفكير قد تغيرت .

كذلك أن يكون في المدرسة أو الجامعة ، دورات تدريب عملية ، فطلاب قسم الكيمياء يتوجهون للمعامل ، طلاب قسم الطب للمستشفيات ، المهندسين للشركات ، وهكذا. فالتدريب العملي يجب أن يكون أساسي ، وكل مدرسة أن يكون لها منتج من المنتجات، (مدرسة في منطقة صحراوية يكون لهم منتج له علاقة باستخراج المياه الجوفية و .. و..) . وهكذا يتعلم أولادنا في مدارسهم طريقة الإنتاج ، وأنه سيعتمد على نفسه ، على إنتاجه. يجب ربط التلاميذ بالتكنولوجيا يجب أن يتعلم استخدام الكمبيوتر وأن تتوفر لهم هذه الأجهزة في المدارس. التعليم يجب أن يخدم سوق العمل ، أي أن تكون الدراسة في المجالات التي تتطلبها البلد (وليس أن تكون الجامعة في اتجاه ، والحياة في اتجاه آخر).

كذلك من الاقتراحات أن يكون التعليم في الابتدائي والإعدادي إجباري وإلزامي، ولكن من بعد الإعدادي أن يكون غير مجاني ، وأن يستثنى من ذلك الموهوبين ، وذلك لكي تتجه الناس إلى المهن والحرف التي تحتاجها بلادنا، وهكذا يبقى العدد قليل للذين سيذهبون إلى الجامعات الذي سيتخرج منها المصممون ، والمخترعون و ..

وهكذا تحترم الناس بقية المهن ، من ميكانيكي ، وحداد ، والنجار محترمين في المجتمع ، فهم يضيفون للمجتمع ، ويقل عدد الطلبة الجامعيين فيجود التعليم ، والمهن، وتتخرج ناس يفيدوا المجتمع . فهل نتخيل ماذا سيحصل ، وسيكون أعلى رواتب في الدولة للمدرسين ، وأساتذة الجامعة .وبالتالي لن يعود المدرسين بحاجة لإعطاء دروس خصوصية ، وهكذا يصبح دكاترة الجامعات متفرغين للبحث العلمي وتدريس الطلبة، والطلبة يحترموا أساتذتهم ، وجائزة نوبل سيأتي عشرات من أولادنا يتنافسون عليها، وسنقرأ الخبر في الجرائد الأمريكية أن على أمريكا إذا أرادت أن تلحق بركب النهضة فعليها أن تقلد مناهج التعليم الموجودة في العالم العربي ، لأن كل جوائز نوبل أصبحت خاصة بهم ، (هذا الكلام ليس من عندي) بل أنتم أصحابه.

كل هذا لن يتحقق إلا بناس تريد أن تضحي ، وتبذل الجهود ، ولن ينفع أن نجلس في بيوتنا ونقول نريد ونريد . فيجب أن نتفق من الآن وبأن المشاركة يجب أن تكون في كل كيانك ، لأن هذا الحلم يجب أن يكون أغلى من كيانك ، وسأضرب لكم مثل :


النبي وعد المسلمين بأن بلاد فارس ستفتح ، وجاء هذا اليوم بعد عشرين سنة من وفاة النبي ، ويقوم سعد بن أبي وقاص ينادي بالمسلمين من ينفق لننصر هذا الدين ومن ينفق لننفذ ، فالذي وعدنا به النبي قد آن أن يتحقق . ويبدأ الكل بجمع الأموال ، والنساء يخلعن حليهن ، وتأتي امرأة ، وتقول أنا لا أملك شيئاً ولكن لابد أن أشارك ، فجاءت بضفيرتها وأعطتها لسعد وقالت له :اجعلها رباط لفرسك ، أقسمت عليك أن تجعل من هذه الضفيرة لجام للفرس ، لكي أشعر بأنني شاركت معكم . ويبكي سعد بن أبي وقاص ، ويذهب إلى المعركة ، ويلتقي بشاب صغير فيقول له بأنه سيرافقه ، ويرفض سعد ويطلب منه أن يعود فهو صغير في السن ، ولكن الشاب الصغير أصر وقال لسعد: مالك ومالي ، فالبيعة بيني وبين الله. فينظر إليه سعد فيراه كأنه رجل قوي أمامه ، فيقول له سعد: نعم تخرج معي، تخرج معي . وفي وسط المعركة يقول هذا الفتى لسعد : يا سعد لقد رأيت في منامي البارحة شيئاً عجيباً رأيت كأني أسير في طريق ليس كطرق الدنيا في حديقة ليست كحدائق الدنيا ، عن يميني وشمالي بيوت وقصور ليست كقصور الدنيا وأنهار ليست كأنهار الدنيا فقال سعد:أراها الجنة . ستموت شهيداً . فقال الغلام: يا سعد أتريد مني شيئاً . قال سعد نعم أبلغ رسول الله مني السلام وقل له سعد يقول لك :جزاك الله عنا خيراً يا رسول الله ، ما وعدتنا تحقق ، ما وعدتنا تحقق ، يقول الغلام وأنا أيضاً يا سعد أطلب منك طلباً أبلغ مني أمي السلام ، قال ومن أمك قال صاحبة الضفيرة.


ولنأخذ مثال شركة هوندا وهي شركة عالمية ، ولكن هل نتخيل بأن صاحب هذه الشركة في يوم من الأيام كان كل أمله أن يكتب اختراع لشركة تويوتا، فكان أن استقال من عمله، وانهمك في هذا الاختراع ، وعندما ذهب لتقديمه لشركة تويوتا طردوه ، فلم ييأس ، باع جواهر امرأته لكي ينفذ التصميم الذي يريده للسيارة ، وذهب بالتصميم إلى شركة ثانية أيضاً ولم يقبلوه ، فلم ييأس ، وظل يجمع الأموال إلى أن بنى مصنع للسيارات ، وعندما حدثت الحرب العالمية الثانية، ضربت الطيارات المصنع فانهار، فأعاد بنائه، ثم عاد وضرب ، ثم بناه من جديد، ثم حصل زلزال ودمر المصنع من جديد ، ولكن هذا الرجل لم ييأس رغم انهيار مصنعه ثلاث مرات . إلى أن أصبح يملك شركة هوندا ، ووقف الرجل في أول حفل بعد أن أ صبح صاحب شركة عالمية ، فقال: أحلامنا تستحق أن ندافع عنها ونضحي من أجلها بكل ما نملك وهذا سر نجاحي .


المجال الثاني: علاقة بلادنا ببعضها البعض

أحلام شباب وبنات ، وكلها مؤثرة جداً ، وأحلامهم جاءت كالتالي :

اتحاد عربي يضم كل الدول العربية : فنحن دين واحد ، شعب واحد ، لغة واحدة ، أرض واحدة ، وتاريخ واحد ، وكيف أن الأمم الأوروبية نجحوا في هذا المجال ، وهم ديانات شتى ، ولغات شتى ، ورغم الحروب التي حصلت بينهم ، فكيف توصلوا إلى هذا الاتحاد ، ونحن لم يحدث عندنا . هدفنا بعد عشرين سنة اتحاد عربي يضم كل الدول العربية (مسلمين ومسيحيين).

من الأشياء الجميلة ، بأن شاب أرسل كيف لا نلاحظ كيف أن الله موزع الثروات الطبيعية والبشرية بين بلادنا وذلك لكي نشعر بأهمية احتياجنا لبعضنا البعض: المصريين (عمالة مصرية كثيفة ، وناس مفكرين مبدعين). الخليج (تجار وفلوس كثير). الشام (العلم)... وتسمع الأحاديث الكثيرة والآيات " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا " ثم حديث النبي : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، والحديث الآخر : مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد.

حل مشكلة فلسطين ونصلي في المسجد الأقصى وتشد الرحال مثلما تشد الرحال إلى المسجد الحرام ، والمسجد النبوي .

إزالة الحدود بين كل بلادنا ولم يعد هناك حاجة لتأشيرة دخول بين هذه البلاد.

شبكة مواصلات لطرق معبدة ، جميلة تسهل الانتقال بين بلادنا .

قطار يربط العالم العربي ببعضه البعض من الخليج إلى تونس ، مصر ، بغداد فلسطين

عملة عربية واحدة

قناة تلفزيونية مخصصة بشؤون بلادنا.


فريق كرة يحصل على كأس العالم.

توحيد قوات الدفاع العربية

نقود الحوار والتعايش بين الحضارات في العالم ، ويحترمنا العالم،

أن يكون لنا حق الفيتو في مجلس الأمن ، ولن نستخدمه إلا في العدل .

كل الأحلام موجودة على الموقع (وحذفنا فقط المكرر) والتي وصلت عن طريق الموقع ، والفاكسات ، والتليفونات فكل الأحلام أصبحت على الموقع . فهذا حلمنا كلنا ونريد عند لقاءنا بربنا أن نقول له بأننا شاركنا في هذا الحلم، والمشاركة تكون عن طريق التصويت الموجود على الموقع .,

و أعتقد أننا في هذا البرنامج بدأنا فعلاً بعمل متميز عالمياً ومن البداية وهي طريقة الاختيار ، لذلك أرجو من الكل أن يشاركوا في عملية التصويت (الموجود على الموقع ) من أجل هذا الحلم ، لن نقول حلم بعد اليوم ، فهو أصبح مشروع نهضتنا. وأريد أن يصل الرقم إلى المليون من الذين سيقومون بالتصويت . حتى البسطاء لا تنسوا أن تسألوهم ماذا يختارون ، اجتمعوا مع بعض واكتبوا..

نريد مليون صوت على النت ، على التلفونات ، على صندوق البريد ، شجع الناس ، نحن نريد عشرة أضعاف المجهود ، بذل لمجهود غير عادي ، و الأمل هو أن يتحقق هذا ، ويأتي بعدنا جيل جديد يستفيد من هذا المشروع . فالصحابة زرعوا ونحن أكلنا ، فيجب أن نزرع لكي يأتي بعدنا من سيأكل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...





لمشاهدة الحلقة اضغط هنا
شام
شام
الحلقة السابعة : أهمية التصويت على الاحلام





أين نقف الآن في برنامج صناع الحياة ؟؟ ومن الضروري أن نتوقف ونسترجع ، ماذا فعلنا ؟ وإلى أين وصلنا؟


فصناع الحياة بدأ منذ ستة أشهر ، فما هي فكرته ، وماذا تم خلال هذه المدة ؟؟


فكرة صناع الحياة وببساطة شديدة هي أننا نريد أن نحقق نهضة لبلادنا ، فهل سنقدر على ذلك ؟؟ أم هذا ليس من اختصاصنا، وليس من شأننا؟؟ وهل نحن نفهم ونعلم كيف سنحقق هذه النهضة ؟؟
الفكرة التي دائماً نؤكد عليها في هذا البرنامج هي أنه لو أرادت الشعوب أن تقوم بهذه النهضة وأحبوا هذا العمل فسيتحقق . وصناع الحياة ما هو إلاّ شعلة تقول للناس بأننا نستطيع ولكن بالعمل الجماعي ومشاركة من الجميع ، كذلك نقول لمن يرى بأنه ليس هناك فائدة، طالما هناك شباب وبنات مستعدين لبذل التضحية من أجل نهضة بلادهم، فسيأتي النجاح بإذن الله . وهذه هي فكرة صناع الحياة.

والسؤال هنا هو كيف تأتي هذه النهضة ؟


تأتي هذه النهضة عن طريق تحويل طاقة الإيمان التي في صدورنا إلى طاقة حركة، هذه هي الفكرة الأولى التي قام عليها برنامج صناع الحياة ، شباب وبنات ، رجال ونساء ، كبار ، وصغار ، مليئة قلوبهم بحب الله ، وبالإيمان ، وغايتهم هي إرضاء الله تبارك وتعالى ، وقد أدركوا المعنى المهم بأن الإسلام ليس فقط صلاة وصوم ، بل هو نجاح في الحياة ، كما أدركوا بأن بلادهم تمر بأصعب الأوقات ، فهنا دعوة للجميع لماذا لا نحول طاقة الإيمان التي في صدورنا إلى طاقة حركة من أجل هذه النهضة ؟؟ والنية هي أن نرضي الله.

المرحلة الأولى استغرقت أربعة أشهر، وكان يدور فيها سؤال وهو هل نصلح لأن نقوم بهذه النهضة ؟؟ أم نحن أصبحنا خامدين ، وفي سبات ، فكان أن قمنا بعدة أشياء منها فك القيود ، وكان الأمل أن يتحرك معنا نسبة من الشباب ، ولكن المفاجأة كانت عشرات الآلاف من الشباب الذين تحركوا ، فبدأ الأمل يتجدد بأن الفكرة صحيحة، ونقدر، والدليل هو النجاحات التي تمت ، وكانت هذه هي أول أربعة أشهر من صناع الحياة .

ثم انتقلنا إلى هذه المرحلة... وكان ممكن أن أضع لكم نقاط ونمشي عليها، فوجدت بأن هذا خطأ كبير، ويجب أن تكون المشاركة من الجميع لوضع النقاط لهذه النهضة وكيف ستكون . فبدأنا ندعو، بأن يكون لكل منا حلم ، كيف ستكون بلادنا بعد عشرين سنة ، وكانت عبارة عن أحلام ، ووضعنا 23 مجال (زراعة ، صناعة، سياحة ، التدين ، المرآة ، اقتصاد ، علاقات بلادنا الخ..) وهي كلها مجالات الحياة التي نعيشها في بلادنا. وكنا قد طلبنا من الجميع بأن يضع حلمه في كل مجال من هذه المجالات ، فكانت المفاجأة الجيدة ، والتي أعطتنا الثقة ، والأمل الكبير ، بأن وصلنا حتى الآن نصف مليون حلم ، نصف مليون فكرة أرسلتها الناس.

كنت قد تقابلت مع شخصية من كبار المتخصصين في الوطن العربي في مجال الصناعة ، وكان قد دخل على الموقع ورأى الأفكار التي أرسلتها الناس في مجال الصناعة ، فكان أن قال كلمة عجيبة : أنتم لديكم كنز غير موجود في الوطن العربي، ثم سأل من أصحاب هذه الأفكار ، فأخبرته بأنها لشباب وبنات، ويبدو بأن الكثير ممن يملكون هذه الأفكار ، لم تتاح لهم الفرصة في السابق لإظهار هذه الأفكار، فلما وجدوا الفرصة من يدعوهم إلى تحقيق نهضة لبلادهم ، فكان أن رأت هذه الأفكار النور وخرجت من داخلهم . فنحن لدينا كنز .


كنت قد طلبت في الحلقة السابقة ، بأننا نريد أن نسمع أحلام البسطاء ، ففوجئت بفريق صناع الحياة في الأردن ، وقد ذهبوا إلى كل المناطق الفقيرة، وتحدثوا إلى الناس ، وجمعوا أحلامهم .(وأوجه شكري لهم)

كذلك هناك شيء ثاني جميل حدث في كندا، ففريق صناع الحياة هناك ، كانوا قد قاموا بتقسيم الـ23 مجال على لجان من المجلس الإسلامي الموجود في كندا، وبأن هذا هو دور المسلمين في كندا تجاه أمتهم ، وبعد تقسيم هذه المجالات ، بدأوا بعمل فرق عمل تتخصص في استخراج الأفكار. كذلك قاموا بعمل أعظم من هذا ، فقد ذهبوا إلى الحكومة الكندية ، وطلبوا منهم مساعدة المجلس الإٍسلامي في كندا وكيف يمكن تحقيق هذه الأفكار في كندا، وماذا تستطيع الحكومة الكندية أن تساعد بلادنا في الشرق الأوسط، والمنطقة العربية لتنفيذ هذه المشاريع. والآن هم في طور إنشاء جامعة في كندا وسيطلقون عليها اسم "صناع الحياة" ويطلبون بأن تكون هذه الجامعة ملحقة بمشروعنا ويتم التنسيق بيننا وبينهم . كذلك قاموا بأعظم من ذلك ، فقد اتفقوا مع قناة محلية في التلفزيون الكندي ، بأن يأخذوا حلقات برنامج صناع الحياة المترجمة ، وبالفعل تم عرض أول حلقتين من برنامج صناع الحياة في التلفزيون الكندي .

وأكثر من ذلك ، فريق دار الترجمة الموجود على الموقع ، وهو عبارة عن 230 شاب وفتاة ، يقومون بترجمة برنامج صناع الحياة كل أسبوع إلى سبعة لغات : الانجليزية ، الفرنسية ، الألمانية، الأسبانية، الإيطالية، الإندونيسية ، الروسية ..) وينشروها على الموقع ، وبحيث إن أي أحد يريد أن يحصل عليها يستطيع ، ويمكن توزيعها لكل من يريد في جميع أنحاء العالم ، ونشر الأفكار ، وتترجم ، وهم كذلك يقولون بأن أي أحد ممكن أن يتفق مع محطة تلفزيونية محلية في الغرب ، ممكن أن يقوموا بتوصيلها وباللغة التي تطلبها لغة هذا البلد ، وبعد 24 ساعة تكون جاهزة .


فهذه الإيجابيات تعطي دفعة من الأمل ، وتؤكد بأن لدينا كنز ، وهذا الكنز له مدلول ثاني وهي مفاجأة غير متوقعة ولي شخصياً ، فوجئت بأن وصل على الموقع ملف ضخم جداً عبارة عن أحلام المسلمين في الهند ، فعدد المسلمين الموجودين في الهند يصل إلى 2 مليون مسلم ولهم ممثلين هناك ، فمن هؤلاء تجمع 25 شخص وأرسلوا لنا اقتراحاتهم وتصوراتهم في أربعة مجالات :التعليم ، والاقتصاد ، والإعلام ، ووضع المرآة في الهند.

فها نحن لدينا كنز كبير ، وهنا نقطة وقوفنا ، والذي حصل بعد ذلك، بأننا كنا قد أخبرناكم بأنه أصبح لدينا نصف مليون فكرة ، وفي 24 مجال ، واتفقنا على أن نعرض في كل حلقة مجال أو اثنين ، ثم بعد انتهاء الحلقة في كل مجال نضع هذه الأفكار والاقتراحات التي جاءت في هذين المجالين على النت ، ونطلب من الجميع المشاركة بالتصويت ، وما هو المهم وليس بالمهم ، وفعلاً تم وضع الأربع مجالات على الموقع وهم : الزراعة ، البحث العلمي ، التعليم ، ووحدة البلاد مع بعضها البعض، وطرحنا الأفكار كما جاءت من أصحابها وعرضناها على الموقع ، وقمنا فقط بحذف المكرر، واختصرناها.

ونحن نقف الآن على هذه النقطة ، فما هي الخطوة التالية ؟ سأعرض عليكم بالتفصيل التالي:

كل حلقة في الفترة القادمة من صناع الحياة سنأخذ مجال أو اثنين من الـ 23 مجال، وسنشرح ونعرض أفكار الناس عن كل مجال ، ونعيش معه ، ثم نضعه على الموقع (الانترنت) ، وستقومون بعملية التصويت ، ليتم فرز المهم عن الغير مهم ، فإذا تم الاختيار من قبلكم ، يتحول الحلم إلى اقتراح ، ثم إلى خطة عمل ، ثم سينفذ المشروع.

ثم نطلب من المهتمين بهذا المشروع أن نتفق على طريقة التنفيذ، وهذا لن يكون في أسبوع أو أسبوعين فنحن نتكلم عن مشروع نهضة سيستغرق وقت طويل جداً، سنة أو سنتين.


سأضرب لكم مثل :
التعليم : كنت قد تكلمت على التعليم ، وسترى بأن الأغلبية من الناس في مجال التعليم تتفق على محو الأمية ، وبأنه مشروع قابل للتنفيذ ، فالبداية كان هناك حلم بأنه وبعد سنة من اليوم أن تكون أمتنا وكل بلادنا قد تم القضاء على الأمية فيها. ثم تحول إلى مقترح ، قابل للتنفيذ ، طبعاً بناءً على نتيجة التصويت .

المرحلة القادمة هي البدء بمشروع محو الأمية :
نريد آلاف من الشباب في كل الوطن العربي يتطوعوا من أجل هذا المشروع ، ولتسهيل هذه المهمة وهي كيفية التعليم ، نأتي على قناة مثل اقرأ ويكون هناك برامج تدريبية لمحو الأمية ، ونتفق مع جمعيات خيرية في القرى ، والنجوع ، لمحو الأمية في هذه المناطق ، وهم يساعدوا في تجميع الناس التي تحتاج للتعليم ، ويبدأ المشروع .

هكذا سيكون العمل في برنامج صناع الحياة ، وبالتالي المرحلة القادمة كلها ستكون كالتالي :
فمن خلال كل حلقة ، سنأخذ مجال ، من المجالات التي اخترناها ، ثم أخبركم عن المشروع الذي تم اختياره وجاء عن طريق التصويت له من قبلكم ، ثم بعد ذلك أبدأ بشرح المشروع وكيفيته، والذين يريدون أن يساهموا فيه، أن يقوموا بتسجيل أسماءهم على الموقع ، وسيكون هناك مدير لهذا المشروع يتم معه التنسيق مع الذين يريدون القيام بهذا المشروع ، ثم نتابع كل شهر لنرى إلى أي مدى وصلوا ، والمراحل التي تمت ، حتى ندخل على المشروع الذي يليه وهكذا ..

هنا أود أن أذكر معنى مهم وهو بأننا من خلال هذه المشاريع فالفرصة تتاح للجميع ، وخاصة بعد عدة حلقات وستزيد المشاريع ، وتبدأ الناس باختيار ما تراه مناسباً وتتمنى أن تحققه . وهي فكرة جميلة بأن يختار كل منا كيف يريد أن يخدم بلده ، ويرضي الله، حتى يكون يوم اللقاء بالله عز وجل ونكون قد أرضيناه بخدمة ديننا وبلدنا وبإخلاص نيتنا لله وحده ، وأهم شيء استحضار النية بأن تحقيق هذه المشاريع من أجل إرضاء الله .

لذلك نحن بدأنا بنصف مليون فكرة ، وهي كنز يوجد لدينا الآن ، وهذا الكنز تم عن طريق مخترعين ، وأساتذة جامعات ، ورجال أعمال ، وشباب ، ونساء، وبنات ، والبسطاء .. وكنا قد أخبرنا في السابق بأننا نريد للنصف مليون فكرة أن يصل التصويت عليهم إلى مليون! وذلك لكي يتحول المشروع من آراء شخصية إلى مليون واحد في الأمة يريدون هذا المشروع . فبعدما كان الكلام آراء شخصية ، وكل فكرة هي بالأصل ملك لواحد منا ، ولكن الآن أصبحت هذه الأفكار ملك لمليون .
سنأخذ المليون فكرة أي التصويت ، وسيأتي منهم مشروع النهضة ، فالتصويت سيرتب هذه الأفكار، وبعد أن كانت عبارة عن أحلام كثيرة تبلورت لتكون خمس أو ستة مشاريع ، منها مجال الزراعة ، والسياحة الخ ..، وهذا كله بفعل التصويت الذي سينتج عنه تحديد لهذه المشاريع. وكل واحد منا ستكون مهمته هي نشر هذا المشروع ، يتحول الحلم إلى مشروع أمة ، مشروع نهضة يتبناه عشرة مليون ، فهل وضحت الصورة؟؟

ويأتي السؤال أين نحن الآن :
لقد قمنا بإنزال أربعة مجالات على الموقع ، وطلبنا من الجميع المشاركة بالتصويت ، وإصرارنا على المليون صوت لأن هذا الذي سيحرك الدنيا، وتجاربنا السابقة تؤكد بأننا نستطيع ، فمشروع جمع الملابس الذي وصل إلى مليون ونصف ، وحملة التدخين جاء بسبعمائة ألف ، وجمع الأحلام أو الأفكار التي وصلت إلى نصف مليون ، فالثقة موجودة بأن نأتي بالمليون تصويت ، لكن الحقيقة بأن الذي وصل إلينا كان دون المستوى ، وهذا ما سنتحدث عنه في بقية هذه الحلقة، أو أقل من المتوقع بكثير، وهذه أول عقبة تقابلنا في صناع الحياة . وأول عقبة في مشروع النهضة .

كنت قد ذكرت في أول حلقات البرنامج ، بأننا سنواجه عقبات كثيرة ، ولم أكن أتوقع بأننا نحن المسئولين عن هذه العقبة . فنتيجة التصويت حتى الآن في مجال الزراعة فقط كان تسعة عشر ألف تصويت ، والبحث العلمي 18 ألف ، التعليم عشرين ألف ، وحدة بلادنا سبعة عشر ألف فقط . فإجمالي الذين شاركوا في التصويت لغاية الآن وصل إلى ثمانين ألف فقط ، ممكن من يقول بأن هذا عدد جيد ، ولكن ليست هذه النتيجة المتوقعة ، فنحن نتكلم في مليون صوت ، فما الذي حدث ؟؟ ولماذا هذه القلة في الذين شاركوا في التصويت؟؟ بدأت بسؤال الناس ، والشباب على الموقع وما هي الأسباب فتوصلت إلى خمسة أسباب ، وسنحللهم ، ونعرضهم :

السبب الأول : بأنه لم يتم شرح الموضوع جيداً ، من قبلي ، ولم يدركوا أهمية التصويت .
السبب الثاني : وهو بأن الكثير من الناس قدراتهم على فهم المقترحات ضعيفة.
السبب الثالث : للأسف (وهذا كلامهم) أن اهتمامنا ببلادنا العام ضعيف ، واهتمامنا بمشاكلنا الشخصية أكثر بكثير ، فلو كان الموضوع شخصي لكنا اهتممنا.
السبب الرابع : إن قدرتنا على اتخاذ القرار الذي يخص بلادنا ضعيف . فالكل يستطيع أن يأخذ قرارات على المستوى الشخصي ، ولكن على مستوى بلد أو أمته ، فهذا صعب ، لأن هذا ليس من اختصاصي ، ولكن من اختصاص الحكومة .
السبب الخامس : عدم العلم باستعمال الانترنت .



لذلك فكرت بأن تكون هذه حلقة هادئة نستعرض فيها هذه الأسباب ، فالنهضة لا تأتي بيوم أو بيومين ، فيجب التركيز وأين نقف نحن الآن . وهذه الأسباب الخمسة هي آراء الناس وسنعيش معهم . ولكن قبل البدء يجب أن أؤكد على شيء مهم ، وهو إذا لم ينجح هذا التصويت ، فلن نستطيع أن نكمل صناع الحياة ، وأنا جاد في هذا الأمر ، فهذا ليس برنامج تلفزيوني ، ولكن هذا مشروع نهضة أمة ، فلو ستتحول هذه النهضة إلى أراء شخصية ونقوم بتنفيذها ، فلن يجدي ، فنحن نحتاج إلى مشاركة مليون وقد تكون هذه هي العقبة التي يقف عندها هذا المشروع. لنرجع إلى هذه الأسباب التي ذكرناها أعلاه :

السبب الأول : أنا المسئول عن هذه المشكلة ، وبأنني لم أقم بشرح الموضوع جيداً ، فسأشرح لكم أهمية التصويت ، ولماذا بدون هذا التصويت لا ينفع أن نكمل .

هناك قاعدة ويجب أن نضعها نصب أعيننا ، وأن نحفظها وهي: أي شيء هو ليس ملك للناس ، وغير خارج من عندهم ، وهم ليسوا أصحابه، فلن يعيشوا من أجله ، ولن يضحوا ويبذلون أي مجهود من أجله . وهذا كلام علمي وليست فكرتي ، وتاريخ البشرية يؤكد على ذلك ،

وأنا أعلم بأن الذين يشاهدون هذا البرنامج لا يصل عددهم إلى المليون ، ولكن أريد من كل من يشاهد هذه الحلقة بأنه هو الذي سيصل بالرقم إلى المليون. فأنا لا يكفيني بأنه قد وصل عدد التصويت إلى ثمانين ألف ، ثم تأتي المفاجأة بعد ذلك ، عند التنفيذ أن لا يبقى أحد ، فنرى أنفسنا لوحدنا في هذه المشاريع ويعود ذلك لأنه لم يكن هذا المشروع أو المشاريع قد تمت باختيارهم ، لذلك كانت خطوة التصويت مهمة جداً .

وهنا أحب أن أذكر بالرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أن موضوع المشاركة عنده كان مهم جداً وأساسي . ففي غزوة بدر كان بإمكان النبي أن يأمر المسلمين بالذهاب إلى المعركة ، ولكنه كان أن وقف بينهم وقال لهم:أشيروا عليّ أيها الناس ، فقام أبو بكر وقال له :امضي يا رسول الله ، فنحن معك ، فيثني عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يردد النبي سؤاله :أشيروا عليّ أيها الناس ، فيقوم عمر ويقول مثل أبي بكر ، فيثني عليه ، ثم يردد قوله ، فيقوم المقداد بن عمر ويقول له : والله لا نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى قالوا:"اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" ولكن نقول لك :اذهب أنت وربك (هل نرى كيف تكون المشاركة) فقاتلا إنا معكما مقاتلون فيثني النبي عليه خيرا، ثم يردد النبي قوله :أشيروا عليّ أيها الناس ، فهو كان يريد أن يسمع رأي الأنصار ، لأن الاتفاق الذي بينه وبينهم أن يحموه داخل المدينة، وهم الآن خارج المدينة ، فكان يجب أن يأخذ رأيهم ، والنبي لو كان أمرهم كان سيطيعونه دون أن يسألوا ، ولكن حتى لا تكون فرصة للشيطان بعد ذلك ويوسوس لهم بأنه أي الرسول لم يأخذ رأيهم أو يسألهم.

هل تذكرون عبد الرحمن بن عوف عند اختيار الخليفة عثمان بن عفان خليفة للمسلمين ، لقد قام بشيء عجيب جداً ، بأنه قد مر على كل بيت ، ويأخذ رأيهم في اختيار عثمان كخليفة للمسلمين ، لم يدع أحد إلاّ وسأله ، حتى كبار السن وهم لا يعرفون عثمان أصلاً ، حتى الأطفال ، فعندما سألوه لماذا فعل ذلك : قال ليشاركوا معنا فلا تأت منهم الفتنة بعد ذلك .

الفرق كبير جداً ، بأن تكون مدرك لهدفك ، وأن يكون هناك شخص ثاني يملي عليك هذا الهدف . الفرق كبير جداً بين أن تقرر أو أن يكون هناك من يقرر عنك . لذلك موضوع التصويت مهم جداً وأن تدخل على الموقع وتختار وحتى لو كنت غير فاهم ولكن هذا المشروع أصبح ملك لك ، فأنت دخلت وقلت رأيك فيه وبأن الفكرة كانت فكرتك أو حتى لو كانت فكرة أي أحد ثاني .

السبب الثاني : بأن الناس شعرت بأن قدرتها على دراسة المقترحات ضعيفة. وأمثلة كثيرة ، مثلاً طالب في كلية التجارة يقول: معلوماتي غير كافية عن الزراعة ، أو مثلاً ربة منزل ، وتجهل بأمور الزراعة أو … أو .. فأنا أقول بأن الموضوع ليس سهلاً ، وهذا مشروع أمة ، فإذا لم تفهم ممكن أن تستعين بأي أحد ، فتأخذ التصويت من على الموقع وتذهب به إلى أي شخص عنده دراية في هذا الموضوع ، وتطلب منه أن يشرح لك ، وهكذا أنت تأتي بفائدتين ، فائدة مشاركتك ، وفائدة أن تشجع غيرك على المشاركة، والذي لم يفهم الموضوع يكون قد أفادنا أكثر ممن فهم . فالحديث النبوي : الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه له أجران أجر القراءة ، وأجر المشقة . فله أجران ، الأول لأنه أولاً لا يستطيع أن يقرأ ، والثاني فهو يبذل المجهود. وكذلك نحن ، فموضوع النهضة ليس بسهل ، وهو شاق ، ويحتاج إلى بذل الجهود . سأطرح عليك فكرة ثانية ، بأن تذهب إلى دكتور جامعة ، أو أي شخص ذو خبرة ، وتتظاهر بأنك غير فاهم ، وتطلب منه المساعدة ، فهكذا تأتي بمشاركته .

فالحسن والحسين عندما كان هناك رجل كبير يتوضأ ولكن لا يحسن الوضوء، وأرادوا أن يعلموه . فاتفقا أن يذهبا إلى هذا الرجل ويتظاهرا بأنهم مختلفان ويريدان منه أن يحكم بينهم من الذي يحسن الوضوء ، فكان أن بدأ الحسن بالوضوء وأجاد وضوءه ، ثم الحسين أيضاً أجاد وضوءه ، فكان أن رد الرجل عليهم: أنتم الاثنان كل واحد يتوضأ أحسن من الثاني ، وقد تعلمت منكما ما لم أكن أعلمه .

فنحن نريد منك أن تفعل مثلهم ، وأن تفعل العكس ، فالمتخصصين من دكاترة الجامعة ، والأساتذة ، والعلماء لماذا لا تأخذوا بيد الشباب وتحاولون مساعدتهم بالدخول على الموقع وشرح هذه الاقتراحات لهم ، كذلك الآباء والأمهات المتعلمين والمثقفين لماذا لا تأخذوا بيد أولادكم . ذات مرة صعد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المنبر ، واحمر وجهه، وقال أيها الناس ما بال أناس أتاهم الله فهماً وعلماً يبخلون به على الناس ، لينتهين أو ليوشكن الله أن يوقع بهم عذاباً . ليعلمن الناس أو ليوشكن الله أن يوقع بهم عذاباً ، ثم رفع النبي صوته وتلا قول الله تبارك وتعالى " لتبيننه للناس ولا تكتمونه"... ونزل النبي من على المنبر ، ولم ينظر لأحد ، ولم يكلم أحد ، ودخل إلى بيته، فظل الناس يتكلمون من يقصد رسول الله، فقال الأشاعرة : يقصدنا نحن ، فنحن أكثر الناس علماً ، فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (وكانوا قبيلة) ، وقالوا: يا رسول الله وكأنك تقصدنا ، فإذا بالنبي يردد كلامهم :أيها الناس لتبلغن ما آتاكم الله من علم وفضل ، أو ليوشكن الله أن يوقع بكم عذابه . ثم تركهم وانصرف. (فهل رأينا كيف أن النبي الموضوع كان شديد عنده).

أي نهضة في التاريخ تحققت لم تأت هكذا ، دون الجهد ، والبذل والتضحية. وهل نحن لا نستطيع أن نقوم ولو بهذا العمل البسيط وهو أن نقرأ هذه الاقتراحات ونصوت عليها . الثانوية العامة وفي بعض البلدان يتم الدخول إليها عن طريق التنسيق ، بأن يعرض على الطالب عدد من الكليات ، والكلية التي يريد أن يدخل فيها قبل الثانية ، ويبدأ يسأل ، ويسأل ويبذل الجهد من أجل مستقبله، ولقد مر فيها الكثير منا . وأنا شخصياً مررت بها . فنحن نطلب منكم نفس الشيء بأن تقوموا بعملية تنسيق لبلدنا ، (رتب ورقة تنسيق لبلدك) ولماذا فقط نحن على الصعيد الشخصي نبذل الجهود .


السبب الثالث : ضعف الاهتمام بالهموم العامة .
كنت قد سألت شاب ، إذا كان شارك معنا في التصويت ، فكان جوابه ب "لا" فسألته لماذا ، قال : هذا ليس من اختصاصنا، بل هو من اختصاص الحكومة. أليست الحكومة التي تختار التعليم ، والصحة ، و.. و .. لنا . ثم سألته وما هو اهتمامك ، رد عليّ بأن اهتمامه بأموره الشخصية . فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، وذئب الإنسان الشيطان . سيدنا عبد الله بن مسعود ، وكيف كان الصحابة يتشاركون همومهم يقول: أكون في العراق وأسمع بالسحابة تسقط المطر في اليمن ، فأسجد شكراً لله أن شرب إخواني في اليمن .

السبب الرابع : بأننا لا نعرف اتخاذ القرار : الخوف من هذا السبب .
فأنا أستطيع أن أتخذ القرار على الصعيد الشخصي ، ولكن على مستوى عام ، فأنا لا أستطيع . أريد أن أقول شيء وآسف على ذلك ، ولم أكن أتمنى أن أقولها ، وهي صعبة جداً ، ولكن أنا مضطر أن أقولها . الإغريق في القدم كانوا يأتون بمكان واسع ويعملوا فيه تصويت ، على قرار من القرارات ، ولكن كان يمنع أن يدخل لهذا المكان العبيد ، والنساء ، لأنهم بالنسبة للإغريق لا يصلحون للتصويت . ولكن الذي يصلح للمشاركة ، واتخاذ القرار فقط السادة ، فهل من أدرك ماذا قصدت بذلك؟؟ فيا ترى هل أحد يقبل أن لا يشارك في اتخاذ القرار ، هذه المشاركة تثبت بأنك حر ، والنساء بالذات ، يجب مشاركتك ، وتشعرين بأنك تستطيعين أن تأخذي قرار بنفسك ، وإذا لم تفهمي ، فاطلبي المساعدة من الغير .

السبب الأخير : هو عدم العلم بالتعامل مع الانترنت:
عدم كيفية التعامل مع الانترنت ، أو ليس عندي انترنت ، بصراحة تعلم الانترنت أصبح واجب شرعي ، وليس فقط من أجل برنامجنا ، فلو أن هناك من سيذهب إلى بلد غربي ويريد أن يدعو هناك ، ولا يعرف لغة أجنبية فهل سينفع ذلك . فلغة العالم في السنوات المقبلة ستكون الانترنت ، وهي لغة التخاطب بين كل بلاد العالم ، ولو فعلاً نريد دعوة العالم، وكيف سنعامل معهم ، فأكرر بأن تعلم الإنترنت أصبح واجباً شرعياً .. كيف كان النبي يبلغ ما يريد أن يبلغه ، وما وصل إلينا ، وفي حجة الوداع كان عدد الذين يستمعون إليه مئة ألف ، وكيف وصل إلينا وصيته في هذه الحجة ، فكان يتم عن طريق أن تتناقل الناس أحاديثه وانظر إلى قوله : نضّر الله وجه رجل سمع مقالتي فوعاها فبلغها كما سمعها ، فرب مبلغ أوعى من سامع . أي أنك ممكن أن تخبر أحد يستفيد وينفذ أكثر ممن سمع ، ويصدق قول النبي فيه.

وفي نهاية هذه الحلقة أطلب منكم أن تأخذوا هذه الاقتراحات من على الموقع ، وأن تنشروها بين الناس ، ولكل من سمعنا ، فانتم مسئولون أمام الله يوم القيامة أن توصلوا هذا الكلام وكل واحد منكم أن يتكفل بإيصال هذه المشاريع والتصويت عليها من عشرين إلى خمسين شخص.

نحن نريد صحابي مثل الطفيل بن عمر الدوسي، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان أن أشار عليه بأن لا يبقى بجانبه ، بل يعود إلى قومه ويبلغهم بالرسالة ، فكان أن ذهب الطفيل ومكث فيها خمس سنوات ، يبلغ الناس ، والناس لا تريد أن تسمع ، فالكلام صعب ، فالنبي صلى عليه رفع يديه إلى السماء ودعا : اللهم أعنه واهدي دوس ، ارجع يا طفيل وادعوهم ، فعاد بعد عشر سنوات ، وقبيلة كبيرة معه ، غبارها غطى على المدينة ، فقد أسلمت دوس يا رسول الله .

إن شاء الله يتم النجاح ، وأن تكون الرؤية قد وضحت ، وصناع الحياة ، ونهضة بلادنا ، وإن شاء الله نكون مثل الطفيل ، ونضر الله وجه امرئ بلغ.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...




لمشاهدة الحلقة اضغط هنا

للتصويت على المشروع اضغط هنا من فضلك
ظل السلام
ظل السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الله الله كلام يحي القلوب الميتة ويوسع الصدور الضيقة سلمت اناملك لقد افدتني كثيرا وشجعتني ايضا فجزاك الله كل الخير ياصاحبة الخير



وسلااااااااامتكم
شام
شام
الـحـلـقــــــــة الـثـامـــــــنـــــــــة : رفع الظلم عن المرأة






في الحلقة السابقة قلنا أن استكمال مشروع صناع الحياة مرتبط ارتباط شديد بالتصويت ، و مازال موضوع التصويت قائم وبشدة ونريد أن نصل إلى رقم المليون صوت ، فأنا لن أتحدث عن النتائج وإن شاء الله سنعرضها في الأسبوع القادم .

وما نقوم به هو عبارة عن مشاريع ستؤدي إلى النهضة. ولكن كيف سيتم إنجاز هذا المشروع؟؟

أولاً : ما هي أحلامنا ، وهذه الأحلام يجب أن تكون قابلة للتطبيق في بلادنا ، في العشرين سنة القادمة ، وفي كل المجالات ، ووضعنا 23 مجال، وتوصلنا إلى أن يكون تحت كل مجال مجموعة من الاقتراحات، والتي جاءت من الناس لنهضة بلادنا . ثم طلبنا من الجميع أن يشاركوا في هذا التصويت ، عن طريق ترتيب هذه الأفكار أو المقترحات ، الأكثر أهمية ، ثم الأقل ، وكل مشروع يخضع لدرجات من واحد إلى عشرة ، فإذا نال المشروع الدرجة النهائية وهي رقم عشرة ، فذلك يعني أهمية هذا المشروع لبلادنا ، ثم إذا كان قابلاً للتنفيذ ، فضع الدرجة بين 8 إلى عشرة ، وكل ما ارتفعت الدرجات عن طريق التصويت الذي يأتي منكم على هذا المشروع ، تكون النتيجة أن يكون لدينا خمسة أو ستة اقتراحات أساسية في كل مجال من الـ 23 مجال .

سنتفق على مشاريع في كل مجال من الـ 23 مجال .

محو الأمية : في موضوع التعليم ، وهو أكثر المشاريع التي اختارتها الناس ، ورأت بأنها سهلة التنفيذ ، ومهمة. فهلم يا شباب ويا بنات ، وسجلوا أسماءكم على النت ، مدير المشروع فلان، وتجتمعوا عن طريق النت (لذلك الانترنت أصبح مهم جداً) ادخلوا على الموقع واتفقوا مع بعض ، ومن الذي سيقول بأنه نذر نفسه لهذا المشروع لمدة خمس سنين لغاية أن نصل إلى محو الأمية من بلادنا . وهذا المشروع يمكننا أن نقوم به دون الاعتماد على حكومات بلادنا، إذا قررنا ، وصممنا ، والمطلوب ، الإصرار ، والجهد ، ولسنوات عديدة ، وهذا الإصرار لن يكون إلاّ إذا نجحنا في التصويت ، لأنه يعني بأن هذا المشروع (الحلم) هو حلمهم ، وإلا بعد فترة سيتخلى عن مسؤوليته لأنه لم يشارك في التصويت على هذا المشروع.

ابتداءً من الحلقة القادمة سنتكلم في ثلاث محاور:

المحور الأول : مجال جديد ، مثلاً البيئة ، السياحة ، لكي يتسنى للناس أن يأخذوا فكرة عنه .

المحور الثاني : أخبار التصويت في المشاريع أو المجالات السابقة .

المحور الثالث: ما هو المشروع الذي سنبدأ به ؟

فاستعدوا للعمل الفعلي .

المجال الذي سنعرضه اليوم ، وهو مجال مهم جداً جداً جداً ، ولذلك رأينا بأن نبدأ به اليوم بعد الأربع مجالات السابقة التي طرحناها. وهذا المجال فيه مشاكل كثيرة ، والذين يحملون اسم هذا المجال سيفرحون كثيراً وهم يستمعون إليّ . فالمجال الذي سنتحدث عنه اليوم ، هو المرآة ، وكيف نريد أن تكون المرآة بعد عشرين سنة ؟

من الممكن أن يكون الكثير من النساء أو الفتيات ليس لديهم رؤية كيف ستكون المرآة بعد هذه المدة ، ومن الممكن بأنهم لم يفكروا بهذا الموضوع . فنحن لا نريدهم أن يظل وضعهم كما هو عليه الآن ، لأنهم مظلومين جداً ، ولن نقبل بعد عشرين سنة أن يستمر هذا الظلم . فالنساء مظلومين جداً جداً ، وهذه الحلقة ستكون لعرض الحلول لكي لا يستمر هذا الظلم . لذلك فإن ما أريد أن أقوله لكم في هذه الحلقة ، وهذا ليس كلامي، فلقد فوجئت بأنه وصل عن طريق الموقع وفي مجال المرآة ، آلاف من الرسائل من النساء ، والبنات ، وحتى الرجال ، شاركوا برؤيتهم للمرآة بعد عشرين سنة ، وكل الذين أرسلوا وبعد تحليل هذه الرسائل ، متفقين على هدف واحد وهو رفع الظلم عن المرآة بعد عشرين سنة.

و الظلم الواقع عليها ليس فقط على صعيد بلادنا ، الجواب لا ، فهي مظلومة في الغرب أكثر. المرآة العربية، والمسلمة ، والفرنسية ، والروسية، والأمريكية ، والهندية الخ .. ، كلهن مظلومات . وهذه الحلقة ستشرح كيفية هذا الظلم . وبأن هناك شيء رئيسي ومهم جداً ، بأن الإسلام بريء من هذا الظلم الذي تتعرض له المرأة في بلادنا. ولا يجوز أن نظلم الإسلام . فالله تبارك وتعالى ، الخالق العظيم ، الذي خلقنا جميعاً من ذكر وأنثى، هل من المعقول بأنه يضطهد جنس ، وهل يمكن ذلك.

فالحلقة ستؤكد أمرين :


ما هي الأمور التي ظُلمت فيها المرآة ، وبالتالي كيف ستكون رؤيتنا بعد عشرين سنة ، ونحرر المرآة من هذا الظلم الذي وقع عليها.
الإسلام بريء من هذا الظلم .



هذه الحلقة أنا سعيد بها جداً ، وبأنه عندما يحين اللقاء مع الله سبحانه وتعالى ، بأننا ساعدنا في رفع ظلم ، وأود أن ألفت انتباهكم إلى أمر مهم ، وكنت قد ذكرت بأن المرأة ظلمت في كل المجالات : أمية ، عدم تعليم ، بطالة ، وفي كثير من الحقوق الاجتماعية، والمالية، وتعرضت للظلم والإيذاء ، والإهانة ، والقتل ، وفي أمور أخرى كثيرة .

ولننظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم : دعوة المظلوم على ظالمه مستجابة ليس بينها وبين الله حجاب. يقول الله عز وجل( للمظلوم): وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. يا ترى المرأة في بلادنا ، على من ومن تدعي ، هل ستدعي على المجتمع ، أو على الذي أوَّل (فسر) الآيات تأويل خاطئ أدى إلى ظلم المرأة. ودعوتها مستجابة . فهل تتخيل لو شاركت برفع ظلم ، ونحن سنبدأ من الحلقة القادمة بعرض المشاريع التي سيبدأ بها التنفيذ ، ومن الذي سيشارك بهذا التنفيذ ، والاختيار يعود إليكم ، وكل واحد سيختار المجال الذي يريد أن يعمل به.

فمشروع اليوم ، ثوابه كبير جداً ، حتى الرجال يستطيعون المشاركة فيه . وهو ليس فقط للنساء ، ولسنا نحن في هذا البرنامج ، ومثل ما يحدث في الجمعيات النسائية ، بأننا نريد نصرة المرأة عن طريق أن المرأة أفضل من الرجل ، أو لإحداث المشاكل بين الرجل والمرأة ، فأقول لا ، ليس هذا المقصود ، فنحن هدفنا هو رفع الظلم ، ولننتبه إلى أمر مهم أيضاً ، بأن هذه الحلقة ليست لاختزال كل قضية المرأة فقط في موضوع الحجاب ، رغم أن الحجاب من الإسلام ، والحجاب هو من الأمور التي نعتز بها ونفتخر به ، ونفرح بنسائنا وفتياتنا المحجبات جداً جداً ، ولكن لا ينفع أن نحصر قضية المرأة فقط في الحجاب ، لأن ذلك يعني وكأننا اختزلنا القرآن ، وحديث النبي ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي ساعد المرأة ، ووجهها في كل المجالات ، فلا يصح اختزال كل أمور المرأة فقط بالحجاب . وهو ليس كل القضية.

والمشكلة الأكبر ، أن نساءنا وفتياتنا في بلادنا العربية ، يعتقدون بأن الإسلام هو السبب . فلنتكلم وبصراحة ، فهناك الكثير من النساء لديهن قناعة ، وممكن أن لا تعبر عنها بالقول ، حتى أن تكون امرأة متدينة تتساءل لماذا وقع عليها الظلم في الإسلام ، فأريد أن أوضح هذه الصورة الغير صحيحة بأن الإسلام لم يظلم المرأة ، وممكن أن يكون قد تم شرح آية ، أو جاء تفسير خطأ ، أوأن التطبيق بين المسلمين لم يكن صحيحاً ، وممكن أن يكون حُرّفت عمق الآيات والأحاديث ، فجاء التفسير بناءً على أهواء كثيرة ، أو من تخلف العقلية في بلادنا ، هي التي أدت إلى هذا الظلم في العالم الإسلامي ، والإسلام بريء. احذري أن تشكي ولو للحظة بأن الإسلام هو المسؤول عن ظلمك، وهدفنا اليوم تصحيح هذا الخطأ ، ونرفع هذا الظلم، وسنعرض عليكم أراء الناس حول هذا الموضوع ، ولكن قبل الدخول في التفاصيل ، فلننظر من الأعلى ، أي لنرى كيف هي نظرة للإسلام للمرأة ، ونقارنها بنظرة الغرب لها .

نظرة الإسلام للمرآة:

فالإسلام ينظر للمرآة بمساواة كاملة مع الرجل أمام الله في كافة الواجبات والحقوق ، والحساب ، والعقاب ، وفي الجنة والنار . والقرآن يؤكد على ذلك ، مع مراعاة الاختلاف في الأدوار بين الرجل والمرأة .

فطبيعة المرأة النفسية ، والفسيولوجية تختلف عن طبيعة الرجل ، وبالتالي في بعض الأمور، تكون الأدوار مختلفة ، لكن الأصل هي المساواة بينهم كاملة .

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : النساء شقائق الرجال، ما يكرمهن إلاّ كريم ، وما يهينهن إلاّ لئيم ، في ميزان الشرع ، في ميزان الإسلام .
القرآن الكريم وما جاءت به الآية الكريمة " لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ "

المساواة أيضاً في الحساب في ا لدنيا ، والآخرة . انظر إلى قول الله تبارك وتعالى " فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ "

كذلك في آية أخرى " وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ".

ليس هذا فحسب ، فهم أيضاً من أصل واحد وكما في هذه الآية "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً" أي احذروا أن تظلموهن.


فالأصل كله مساواة كاملة والآيات تدل على ذلك .


نظرة الغرب إلى المرأة

الغرب يقول مساواة كاملة دون مراعاة لاختلاف الأدوار ، ودون مراعاة لاختلاف طبيعة المرأة عن طبيعة الرجل ، ونسيان الطبيعة الفسيولوجية للمرأة ، والنفسية ، وتركيبتها . فليس هناك فرق بين الرجل والمرأة .
• فهل نرى الفرق بيننا وبينهم . وما هي النتائج التي حصلت بالنسبة للمساواة التي وضعها الغرب بين الرجل والمرأة ، نتج عنها التالي : مثلها مثل الرجل ، ومجتمعهم تحكمه المادة ، فعليها أن تعمل من أجل أن تعيش . (والإسلام لا يرفض عمل المرأة ، ولكن يجب أن يكون مناسب لطبيعتها، وباختيارها)

• المرأة الغربية نزلت إلى ميدان العمل ، وعملت في كل المجالات، فبدأت تفقد أحلى ما عندها ، أنوثتها ، وطبيعتها بأن تكون أم ، فحرمت في بعض الأحيان من ذلك ، لأنها يجب أن تؤمن مصدر رزقها ، وإن كانت متزوجة فهي ستشارك في نصف مصاريف البيت ، فهم مجتمع يعتمد على المادة طالما هناك مساواة بينها وبين الرجل ، فعليها أيضاً أن تشارك في مصاريف الحياة.

• عملت في كل الميادين ، سائقة تاكسي ، أوتوبيس ، وعاملة قطار، وهل نتخيل امرأة في هذه الميادين.

• كذلك شيء آخر حدث لها نتيجةً لهذه المساواة ، وهو أمر خطير، بأنه لم يعد لديهم شكل واحد للارتباط العائلي ، فأصبح هناك أشكال أخرى متنوعة منها مثلاً ، أن يعيشوا زوج وزوجة كشركاء في منزل واحد ، وليس كزوجين ، فتكون النتيجة الانفصال ، والرجل يأخذ قرار هذا الانفصال ، لأن المرأة عاطفتها تدفعها لكي لا تتخلى عن أولادها.

• بدأ ينشأ في الغرب ، أسرة من أم واحدة ، لأن الأب غير معروف . فهو فقط أنجب الأولاد ، ثم تركهم مع والدتهم، وهكذا سارت الأمور ومن نظرتهم إلى هذه المساواة بين المرأة والرجل ، وبأنهم شركاء ، بدأ الزواج ينخفض عندهم ، وهو الشكل التقليدي الذي نعرفه للأسرة، لغاية أن أصبح أقل من 20% في العلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة في مجتمعاتهم. وتكون النتيجة بأن المرأة كلما تكبر في السن ، تنوع علاقاتها برجال آخرين ، لأن الأول تخلى عنها، والثاني ، وأصبح عندها أولاد وغالباً ما يكونوا غير أشقاء ، وذلك لزواج أمهم لأكثر من مرة ، والأولاد يعيشون مع بعض ، وغالباً تكون قد أصبحت من غير رجل ، لغاية أن تكتشف المرأة الحقيقة عندما يصل عمرها فوق الأربعين ، وبأنها أصبحت وحيدة لأن الرجل لم يعد يجد لديها ما كان يربطه بها، وتبدأ تعاني من الإكتئاب.

ولنرى كيف وضع المرأة في الإسلام :

كلما المرأة كبرت في الإسلام ، كلما زادت محبتها وقيمتها . "أمك ، ثم أمك ، ثم أمك" ، "الجنة تحت أقدام الأمهات" .. وبالتالي لن يحصل لها هذا الإكتئاب.

المرآة مظلومة في جميع أنحاء العالم في أربعة أمور :
• العنف الذي يحدث ضدها .
• حقوقها الاجتماعية .
• السياسية
. • المالية.

المجال الأول :العنف ضد المرأة :

(وسيشمل هذا العنف المرأة في الغرب ، وفي العالم الإسلامي ، ومشروعنا اليوم هو للعالم كله ، لأننا نريد تصحيح هذا الوضع ، والتخلص من هذا الظلم) . في الغرب ، وما هو العنف الذي يحصل ضد المرأة فينحصر في أمرين :

الاعتداء الجنسي الذي وصل حسب الإحصائيات في أمريكا ، أن أمرأة من كل ست سيدات يتعرضن للاعتداء الجنسي ، أو للتحرش الجنسي. (فهل نتخيل هذا الظلم الشديد الواقع عليها) ، خمسين في المائة من حالات القتل التي تتعرض لها النساء في أمريكا، المتهم الأول في الجريمة ، الزوج ، أو الصاحب ، نتيجة أشكال معينة من العلاقات . (فهل نتخيل حجم ما تتعرض له) ، البوسنة وما جرى فيها ، من انتهاك أعراض النساء سنة 1993 في أوروبا ، في هذا العصر . (هذا الغرب).

الإهانة والضرب ، فهناك مؤسسات خاصة لمساعدة النساء هناك اللاتي يتعرضن للضرب ، كذلك هناك أماكن مخصصة للجوء النساء اللاتي يتعرض للضرب . الإعلانات في التلفزيونات عن المعدلات الرهيبة لتعرض النساء للضرب .

أما في العالم الإسلامي : فهناك حالات مشابهة للغرب ، وظلم يحدث ، وللأسف هذا الظلم يلصق بالإسلام ، والإسلام بريء . وسأعرض عليكم بعض الأمثلة :
جرائم العرض والشرف ، كأن يظن بأخته ، أو ابنته، ومن غير دليل ، أو شهود ، فتكون النتيجة قتل هذه البنت ، أو هذه الأخت. ثم في المحكمة تكون النتيجة أن يخفف عنه الحكم ، لأنها جريمة عرض أو شرف ، فهو له عذره ، وما هو التأويل لتخفيف هذا الحكم، وكله يرجع إلى تأويل (تفسير) خاطئ لحديث ليس له أصل : لا يؤخذ الرجل بالمرأة ، أي لو قتل رجل امرأة فلن يكون جزاءه بمثل ما فعل، مع أن القرآن واضح "النفس بالنفس".. ولنرى قول الله تعالى " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا " أي الذي يتعرض لأي امرأة بالكلام ويتهمها في عرضها ، القرآن يحذر من مجرد الاتهام ، فكيف بالقتل، فهل نرى إنصاف القرآن للمرأة ؟؟ ثم تكملة الآية " إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا " فعليه بالتوبة.

الختان ، التي تتعرض له المرأة ، وكله تحت لواء الإسلام، وليس هناك أدلة حقيقية ، قوية تؤيد هذا الكلام . وما يحدث للمرأة في أفريقيا شيء رهيب ، لا يمكن أن يتصوره عقل ، يؤدي وفي حالات كثيرة إلى قتل المرأة ، أو إلى تشوه المرأة ، ويدمر كيانها وكله باسم الإسلام . وهذا ظلم شديد جداً جداً للمرأة .

الضرب والإهانة ، والإيذاء ، وطردها من منـزلها ، وتعييرها بأهلها، (والدها ووالدتها) ولأتفه الأمور يهددها زوجها بالطلاق، أو بأنه سيتزوج عليها ، ويتعمد فنون الإذلال ، ويمنعها من حقوقها العاطفية ، ومن حقوقها الشرعية كزوجة ، مع أن كل هذا الإيذاء الإسلام نهى عنه وبشدة ، وكل هذا يحدث وباسم الإسلام . فالرجال عندما يضربون المرأة ، يسندون ذلك إلى قول الله تعالى "واضربوهن" (وكأنه يكتفي بالجزء الأول من الآية ولا ينظر إلى تكملتها مثل "ولا تقربوا الصلاة") فاسمع الآية بكاملها "واللاتي تخافون نشوزهن" ونحن نعلم ماذا تعني كلمة ناشز. فالرجل ولأي سبب بسيط ممكن أن يقول لامرأته : أنت ناشز ، ويضربها ، وأنه على حق ، لأن ذلك جاء في نص القرآن .


المجال الثاني : الحقوق المالية


في الغرب ، بالطبع هناك ظلم في هذه الحقوق ، فالمرتبات للمرأة العاملة هناك ومتوسط راتبها أقل من متوسط الراتب لدى الرجل وبدون أي سبب ولمجرد أنها امرأة . فهذا ظلم للمرأة. أكثر من ذلك ، هناك إحصائية في أمريكية ، جاءت النتيجة فيها أن متوسط رواتب السيدات اللاتي يشغلن وظائف مشابهة لوظائف الرجل أقل من الرجال بحوالي عشرة آلاف دولار. وهذا أيضاً نوع من أنواع الظلم .

في العالم الإسلامي ، الظلم في الحقوق المالية كثير جداً . حرمانها من الميراث ، وبالذات في القرى والأقاليم ، لمجرد أنها امرأة ، وأخوتها يأخذوا حصتها ، وخاصة إذا كان هذا الميراث عبارة عن أراضي زراعية من أجل أنها امرأة ولكي لا تذهب الأرض خارج عائلتها كأن تذهب إلى زوجها.

من الظلم الذي يحدث ، أن الأب وعلى حياته أن يفرق في عطاءه لأولاده بين الشاب ، وبين البنت . مع إن النبي صلى الله عليه وسلم كان ، إذا جاءه من يخبره بأنه خصص أحد أولاده بعطية دوناً عن بقية اخوته فيرد عليه الرسول:أشهد على ذلك غيري ، أنا لا أشهد على زور.
حرمان المطلقات من النفقة ولسنوات طويلة ، فتقضي عمرها بالذهاب إلى المحاكم لكي تحصل على هذه النفقة ، لأنه لا يوجد قانون حازم وسريع يأخذ لها حقها فوراً ، فتكون النتيجة أن تعيش هذه المرأة وهي تستجدي ، فتذل ، وتهان كرامتها ، بسبب ظلم زوجها لها بأن حرمها من نفقتها.

هناك نقطة مهمة أريد توضيحها ، الآية التي جاء فيها " لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ " فالتمييز هنا ليس من باب التفضيل ولكن التمييز فقط للفرق في المسؤوليات ، فهو مسئول عن الإنفاق ، عن أخته الذي أخذ أكثر منها، وعن أمه ، وزوجته ، وأولاده ، أما بالنسبة للمرأة فهي ميراثها لها فقط ، وليست مسئولة أن تنفق على أحد . لذلك كان نصيبه أكبر في الميراث من أجل مسؤوليته بالإنفاق ، وهي ليست مطالبة بذلك. وما جاء في كتابنا الكريم ، هو عكس ما عند الغرب ، فالمرأة يجب أن تنفق لكي تعيش، لكن في الإسلام فأموالها ملك لها ، تتصرف بها كيف تشاء. فلو حسبناها سنجد بأن الذي أخذ النصيب الأكبر ، هو الخاسر، لأنه سينفقها ، أما المرأة فليست مسئولة أن تنفق على أحد . ومع ذلك فهناك حالات كثيرة في الميراث ، حصة المرأة مثل الرجل تماماً ، وحالات أخرى كثيرة المرأة حصتها أكبر من حصة الرجل.

المجال الثالث: الحقوق السياسية: هل المرأة لها هذه الحقوق؟

في العالم الإسلامي : حرمان المرأة من التصويت لمدة طويلة، وهذه المسألة هي جديدة على مجتمعاتنا ، لم تنفذ إلاّ منذ مدة . حرمانها من الوظائف العليا في الدولة ، فنحن نرى في أي حكومة من حكومات بلادنا ، عدد الوزراء من العنصر النسائي لا يتجاوز الواحدة أو الاثنتين ، ويوعزون ذلك بأن هذا ليس من اختصاصها. فسأروي لكم عن مشاركة المرأة السياسية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وستعجبون من ذلك : فالجهاد لو اعتبرناه أمر سياسي، فلم يذهب الرسول صلى الله عليه وسلم لمعركة ، إلاّ وكان بصحبته النساء، سواءً من زوجاته ، أو من الصحابيات . بل الأغرب من ذلك ، بأن النبي لم يضع خطة لأي معركة إلاّ وكان هناك دور نسائي في هذه المعركة. فهذا جهاد ، وهو أصعب عمل في الوجود . فقبل غزوة أحد ، عندما قال : أنا أرى أن نبقى في المدينة فإذا دخلت علينا قريش حاربها الرجال في الأزقة ، وحاربتها النساء من فوق الأسطح.

سأعرض عليكم مثلاً آخر : الشفاء بنت عبد الله ، وهل نتخيل بأن عمر بن الخطاب من ألف وأربعمائة سنة بأنه عينّها وزيرة في وزارته ، نعم فكان قد اعتمد على امرأة ، وكان عملها هو الرقابة الإدارية، مراقبة الأسواق ، وهي المسئولة عن الرقابة في المجتمع في المدينة. ومراقبتها بالطبع كانت تشمل الرجال ، وليس عندهم اعتراض أن تشرف عليهم امرأة ، فهذه نظرة الإسلام للمرأة ، وسيدنا عمر أيضاً .

هل نسينا أن المصحف ، والنسخة الوحيدة التي كان جمعها زيد بن ثابت أيام خلافة سيدنا أبو بكر ، كانت محفوظة عند السيدة حفصة ، فدستور الأمة (القرآن) كان في بيت امرأة ، فالرجال الكبار العظماء في التاريخ الإسلامي وهم العشرة المبشرين بالجنة ائتمنوا السيدة حفصة على دستور الأمة.

وهذا يؤكد بأن النساء لسن ناقصات عقل ودين ، ولست اليوم بصدد شرح هذا الحديث ، والتفسير الخطأ لهذا الحديث عند كثير من الرجال. ومتى قال الرسول هذا الحديث :ناقصات عقل ودين ؟؟؟ يوم العيد الصبح وهو خارج من صلاة العيد وأول ما قابل النساء اللاتي كن خارجين من صلاة العيد، وهن قد حضرن الصلاة ، فالنبي الحكيم الرحيم ، فهل من المعقول أنه أول ما يلتقي بهن يقول لهن ناقصات عقل ودين ؟؟ والعيد هو يوم الفرح ، هل يعقل هذا؟ والنبي هو الحكمة والرحمة هل كان يقصد هذا الحديث ، أليس من الممكن أن يكون من باب المداعبة . وكثير من العلماء أكدوا على ذلك. فكان أن أصبح هذا الحديث كل يأخذه على مزاجه ، وفي كل صغيرة وكبيرة يتهم امرأته بأنها ناقصة عقل ودين، وهكذا أصبح مفهوم هذا الحديث يتداول بطريقة خطأ .

المجال الرابع: الناحية الاجتماعية:

في الغرب : الخيانة الزوجية ، 60 من الرجال الأمريكيين اعترفوا بخيانتهم لزوجاتهم ، 70% في إيطاليا ، في حين أن نسبة خيانة الزوجة للرجل في الغرب لا تتعدى الـ 15% أو الـ 20% . فالفرق كبير جداً بينهما .
التعامل معها كسلعة تباع وتشترى ، حتى علبة الكبريت هناك إلاّ وعليها صورة امرأة عارية ، وتتعرض لضغوط كثيرة لكي تستخدم كسلعة ، حتى إذا وصلت إلى سن الـ 45 أو إلى الخمسين تبدأ عندها حالة من الإكتئاب، فهي لم تعد مرغوب فيها ، ولم تعد تصلح لأن تستخدم كسلعة . وهذا الإكتئاب يؤدي في كثير من الحالات إلى الانتحار ، بعد أن تكتشف بأنها فقط كان ينظر إليها من ناحية مظهرها وجمالها.
هذا في الغرب .

أما في بلاد المسلمين : الأمية ، في بلادنا ، الرجال الأميين ثلاث أضعافهم نساء أميين، وخاصة في القرى والأقاليم ، لأن الرجل يهتم فقط بتعليم الولد ، أما بالنسبة للبنت يجب أن تبقى في البيت وهي غير محتاجة للتعليم. فلماذا لا نركز في مشروع الأمية ، أن يكون رقم واحد هو محو هذه الأمية بين النساء . أليست الأمية ظلم اجتماعي شديد تعاني منه المرأة في مجتمعاتنا. فالإسلام بريء ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ، من عنده ثلاث بنات ، يعلمهن ، ويقوم بتربيتهن ويكرمهن ، ويرحمهن ، دخل الجنة.
وسأعرض عليكم الآن إحصائية ، كم من الصحابيات تعلم على أيديهن رجال :

• السيدة عائشة ، قامت بتعليم 232 رجل ، و 67 امرأة .
• أم سلمة: 78 رجل و 23 امرأة .
• السيدة حفصة: 17 رجل و3 سيدات .
• أسماء بنت أبي بكر: 19 رجل و امرأتان .
• أسماء بنت عميس : 11 رجل .
• رملة بنت أبي سفيان : 18 رجل.



الحرمان من حرية اتخاذ القرار في الزواج :

فهي حرمت من هذا الحق ، وللأسف لا يزال هذا موجود لغاية الآن ، ولندع المدن ، والجمهور الذي يتفرج على الفضائيات ، وإن كان يحصل هذا الأمر ، ويعود حرمانها ، لأنها ناقصة عقل ودين، فهي لا تعرف أين مصلحتها ، وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم ، أي ولي أمرها ، وهو والدها، فتكون النتيجة إجبارها على الزواج .فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما يأتي إليه رجل يسأله ، يقول: يا رسول الله ، تقدم لابنتي رجلان ، واحد موسر (غني) ، والثاني معدم(فقير) ، فيرد عليه النبي : فمن تهوى ابنتك ، فقال : المعدم ونحن نريد الموسر . فقال النبي كلمته العظيمة : لا أرى للمتحابين إلاّ النكاح. وهناك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما تحضر إليه امرأة وتقول له: يا رسول الله ، أبي يريد أن يزوجني ، وأنا لا أريد هذا الرجل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ُتنكح إلاّ بإذنها، فتقول يا رسول الله قد رضيت ما اختار أبي ، ولكني أردت أن أعلم النساء أنه ليس للآباء في الأمر شيء (الحديث في النسائي وأبو داوود ، وابن ماجه) فهذا الكلام منذ ألف وأربعمائة سنة ويأتي من يلصق بالإسلام بأن المرأة تزوج دون رضاها.

حرمان المرآة من المشورة ، فكم عدد الرجال الذين يستشيرون نساءهم ، ويأخذون رأيهم في كل صغيرة وكبيرة، وينتشر حديث خطأ ،( شاوروهن وخالفوهن) . أي تأخذ رأيها ثم تفعل عكس ما قالت . فهل يعقل أن يكون هذا حديث؟ مع إن النبي صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية وما عرضته عليه أم سلمة من رأي هو الذي نفذ. كان أن قال لها هلك الناس ، فأشارت عليه بأن يخرج للمسلمين ، ويحلق رأسه ، سيقلدونه فوراً. فوافق النبي وقال لها : أشرت بالرأي ، فيخرج النبي ويحلق ، فيقلده الصحابة ، وكان أن قال الصحابة : لولا مشورة أم سلمة لهلكنا نحن المسلمون . أليس هذا ديننا.

حرمان من المرأة من بعض الوظائف في العمل ،
البطالة ، مع إن المرأة لها حرية الاختيار إذا أرادت أن تكون فقط ربة بيت فلها الحرية في ذلك ، ولكن هناك من يخرجن إلى العمل لحاجتهم . فلو الوظيفة معروضة على رجل وامرأة ، فبالطبع سيظفر بها الرجل، مع إن المرأة قد تكون أحوج لهذه الوظيفة ، وطبيعتها هي حبها لبيتها، فهي إذا خرجت للعمل فهذا نتيجة لحاجتها إلى هذا العمل ، فكان من الأولى ورغم البطالة التي في بلادنا ، أن النساء يجب أن يكون لهم الأولوية في العمل ، وأنا على علم بأن هناك من سيأول الأحاديث والآيات على غير ما جاء فيها ، وبأن هناك حديث يقول : أن أفضل شيء للمرأة أن لا يراها أحد ولا ترى أحد . وهناك من يتداول هذا الكلام وهذا الحديث. فيا من يقول هذا ، كيف تفسر لي كيف خرجت المرأة مع النبي للجهاد ؟ فأم رعلة جاءت للنبي وقالت له بأنها تعمل مزينة للنساء (كوافيرة) فهل يجوز لي هذا فرد عليها وقال : زينيهن كي يفرح بهن أزواجهن. وكانت تزين النساء في المدينة . فما رأيكم بأن أول مستشفى في الإسلام بناها النبي صلى الله عليه وسلم كانت لامرأة ، كانت خيمة كبيرة للسيدة رفيدة ، وقال لها: داوي النساء والرجال يا رفيدة . فكانت تعالج الرجال والسيدات . ليس هذا فقط بل تم نقل هذه المستشفى داخل المسجد النبوي .

حرمانها من حرية التنقل والسفر .
فهي مقيدة الحرية ، بسبب تأويل الأحاديث على غير المعنى المقصود فيها. وخاصة إذا توفرت لها الصحبة الصالحة . والنبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث لعلي ابن حاتم :ستخرج المرأة من الحيرة لا تخشى إلا الله حتى تطوف البيت وحدها . فكأن النبي يفتخر بذلك ، ولكن بشرط تحقق الأمان ، فنحن عندنا سؤ تأويل ، أو ممكن أن نقول بأن الرؤية يجب أن يعاد النظر فيها في العشرين سنة القادمة.

حرمانها من الخير ، الخروج للمساجد
. فهل نرى كيف أماكن النساء في المساجد خالية ، والأماكن الخاصة بهم غير جيدة ، مع أن النبي يقول :لا تمنعوا إماء الله مساجد الله.

النقطة والتي أرى فيها أكثر ما تعرضت له المرأة للظلم ، هو في مسألة التعدد. والتفسير في قضية التعدد على أنه تعدد مطلق مع أنه هناك آراء تنظر إلى التعدد بأنه مقيد ، وأن المرأة الأولى ، والمحافظة على مشاعر المرأة الأولى هو أمر مهم جداً جداً ، فنحن بحاجة إلى إعادة رؤية في هذا الموضوع ، هل هي مُطلقة ، أو مقيدة بناءً على ظروف خاصة، والأصل هو الزوجة الواحدة وهذا يتطلب مراجعة ، والكثير من الكلام.


آخر نقطة في هذا الظلم حرمانها من مشاعر الحنان والعطف ، والحب.. المعاملة القاسية ، فقط لأنها امرأة ، وحرمانها من العطف مع أن ديننا هو العطف والرحمة. اسمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: أفضل الصدقة لقمة يضعها رجل في فم زوجته. ولنرى النبي صلى الله عليه وسلم في فترة الحيض ، عند السيدة عائشة ، والمرأة تكون حزينة في هذه الفترة، فكان أن شربت من الإناء فيبحث عن موضع شفتيها في الإناء ويشرب لكي يبين لها بأنه ليس هناك من مشكلة في هذا الأمر ، وهو منفعل معها عاطفياً.

انظر إلى النبي وهو يقول:رفقاً بالقوارير ، فالنساء مثل الزجاج ، عمر بن الخطاب أدرك الدرس وكان يقول : والله ما كنا نعني للنساء شيء حتى جاء الإسلام فجعل لهن ما جعل، فصارت النساء كما ترون الآن ، عزيزات. فهذا ديننا والإسلام بريء . وحلقة اليوم كان هدفها توضيح أمرين بأن الإسلام بريء من هذا الظلم ، ومشروع النهضة لبلادنا سيكون لرفع هذا الظلم . وفي الحلقة القادمة بانتظار تصويتكم وبأقصى درجة ، ونريد الوصول إلى المليون تصويت على الأربع مجالات ، وفي مجال المرأة أيضاً .

ونسأل الله أن نكون قد شاركنا في رفع الظلم عن المرأة . نلقاكم في الأسبوع القادم ، ونبدأ العمل الفعلي .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .




لمشاهدة الحلقة اضغط هنا

الواجب العملي : اضغط هنا للتصويت على مشروعات رفع الظلم عن المرأة
شام
شام
الحلقة التاسعة : حلمي الصناعة والتكنولوجيا





إن آخر ما وصلنا إليه أن لدينا 23 مجالا للنهضة وطلبنا منكم التصويت على الاقتراحات التي قدمها الناس في مختلف المجالات مثل الزراعة والتعليم والبحث العلمي والمرأة...

والحقيقة أن البعض بدأ في التصويت... وقد سبق أن اتفقنا أننا لن نقوم بعمل مشروعات إلا بعد التعرف على ما تريدونه لأن هذه ستكون المشروع ملك لنا جميعا ومن ثم فقد اقترحنا فكرة التصويت.. وسنبدأ في تنفيذ المشروعات بناءا على هذا التصويت... وقد وجدنا أن فكرة التصويت ستؤدى إلى ترتيب الأولويات ما هو المهم و ما هو الأقل أهمية... وما يصعب تحقيقه وما الأقل صعوبة... على أن يقوم مليون شخص بالتصويت وبذلك نبدأ بالمشروع الذي يختاره الناس...

ولم ينته التصويت بعد لنبدأ في المشروعات ولكننا قد وصل عدد الأشخاص اللذين قاموا بالتصويت حتى الآن إلى 460 ألف شخص على خمس مجالات فقط وهى المجالات التي تناولناها حتى الآن من الـمجالات الـ 23 ويمكنكم التصويت على منتدى الموقع أو إرسال التصويتات على البريد الالكتروني program@amrkhaled.net أو على البريد...وحتى الآن النتيجة جيدة والحمد لله...


وقد كنت قد ذكرت أننا لن نبدأ في مشروعات النهضة قبل أن نتعرف على ما تريدونه ونتفق عليه لأن هذا المشروع ملك لنا جميعا وليس ملك لي وحدي... ولكن بما أن الشباب متحمسين جدا للعمل فقد اخترنا مشروعا للبدء به ويمكن أن يعمل عليه الجميع من سيدات بيوت وفتيات وأطفال وشباب وسيخدمنا هذا المشروع في المشروعات القادمة وكأن هذا المشروع مشروع دافع لكل المشروعات التي ستأتي فيما بعد... مشروع اليوم هو محو أمية الكمبيوتر والانترنت... والعدد المراد الوصول إليه في الشهر القادم 10000 شخص وبإذن الله سنتمكن من كسر هذا العدد وسيكون العدد أكبر من ذلك بكثير.... ولكن لم بدأنا بهذا المشروع لحين الوصول إلى التصويت الملائم ؟!
لأن هذا المشروع له مميزات مفيدة جدا:


طبيعة العصر الذي نعيشه فلكل زمن أو عصر طبيعة معينة واسم وذلك منذ قديم الأزل بدءا من العصر الحجري وحتى عصر العلم وعصر الثورة الصناعية وعصر التكنولوجيا أما العصر الذي نعيشه فهو عصر ثورة المعلومات فالمعلومات غزيرة جدا ومتداولة جدا والنجاح هو أن تجمع عدد أكبر من المعلومات وترتبها وتحللها وذلك لا يتم إلا عن طريق الكمبيوتر والانترنت....
إن الكون كله ينحرك من حولنا "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" فالشمس تتحرك والنجوم والكواكب والسحب وكل الكون يتحرك من حولك.. ولكن ليس الكون الخارجي فقط هو الذي يتحرك ولكن أنت من الداخل تمر بحالات تغير مستمرة فخلايا الجسم كلها تتحرك.. إذن فكل الكون الخارجي يتحرك وجسمك من الداخل يتحرك فالغرب كله يتطور ويتغير ونحن في مكاننا... وهذا العصر هو عصر المعلومات والتكنولوجيا والكمبيوتر والانترنت...

فلنبدأ بهذا المشروع ونوظف كل شبابنا اللذين يعرفون الكمبيوتر لتعليم الأطفال وطلاب المدارس وطلاب الجامعات وسيدات المنازل وكل من لا يعرف الكمبيوتر بحيث نكون كلنا نعلم بعضنا البعض... وللمشروع أهداف كثيرة سوف تخدم مستقبلنا...

إن نسبة الأشخاص الذين يعرفون استخدام الكمبيوتر والانترنت في العالم العربي محزنة جدا 0.6 ٪ من إجمالي السكان أما عن مستخدميه في العالم الغربي فيمثلون 88 ٪ من إجمالي السكان والشيء المحزن أن معظم الـ 0.6 ٪ يستخدمون الكمبيوتر في الألعاب والدردشة مع البنات على الانترنت وهم لا يعرفون الوورد أو الاكسل أو أي شيء مفيد.. إذن فلديهم أمية في الكمبيوتر أيضا لأنهم لا يعرفون إلا الجزئية التي لا تساهم في بناء نهضة أو تطوير لبلادنا.. هناك فرق شاسع بين مستخدمي الكمبيوتر والانترنت في العالم العربي وبين مستخدميه في العالم الغربي...

وبمناسبة حديثنا في الحلقة الماضية عن المرأة واضطهادها وأميتها تخيلوا أن نسبة السيدات اللاتي يعرفن كمبيوتر وانترنت في العالم العربي من الـ 0.6 ٪ هي 6٪ فقط... أما في أمريكا50 ٪ من السيدات يستخدمون الكمبيوتر والانترنت وفي الهند 45٪ وفي اليابان 38٪ فهي إذن نسب ضخمة جدا مقارنة بالعالم العربي...

وفي مشروعنا هذا يمكن للشباب القادرين على استخدام الكمبيوتر تنفيذ المشروع فورا وتدريب غيرهم على استخدام الكمبيوتر... وإذا بدأنا المشروع ونجحنا في محو أمية الكمبيوتر لدى 10000 شخص سيجد الآخرين أن الموضوع سهل وبسيط وسينتشر المشروع بين الناس حتى يدخل السيدات الكبار وسيدات البيوت على الانترنت للاستفادة منه...


آثار هذا المشروع التمهيدي على مشروعات النهضة

1. مجال التعليم: تخيلوا لو أجاد كل أطفالنا استخدام الكمبيوتر حتى لا ينتقل طفل إلى الصف الثاني أو الثالث الابتدائي إلا إذا كان يجيد الانترنت.. وقد ذكرتم في أفكاركم عندما كنا نتناول موضوع التعليم أن المشكلة الأساسية في التعليم أن الأطفال لا يفكرون وأن عقولهم تشبه المخزن وكأن المعلومات تدخل في المخ ليفرغها الطفل في الامتحان.. وأن الطريقة الصحيحة في التعليم أن يفكر الطالب ويُطلب منه القيام بعمل بحث.. ولكن كيف سيقوم بالبحث إذا لم يكن لديه كمبيوتر وانترنت... ففي اقتراحاتكم للتعليم ذكرتم أنكم تريدون أن يقوم الطلاب بالبحث لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتنمية التفكير كي لا تكون عقولهم شبيهة بالمخزن... إذن فهذا المشروع التمهيدي سيتيح مجالا لتغيير نظام التعليم بما يعين الطالب على التفكير...

2. مجال وحدة بلادنا: لقد تحدثتم في اقتراحاتكم عن وحدة بلادنا وعن إقامة أواصر الترابط بين الدول العربية وبعضها.. ولكن قد تكون هناك ظروف سياسية فلم لا نبدأ نحن بإنشاء هذه الأواصر؟! ماذا لو كان لكل شخص منا خمسة أصدقاء من خمس دول عربية يراسلهم ويتعرف عليهم من خلال الانترنت... ويبقى على اتصال دائم بهم ويتعرف على أفكارهم وعاداتهم وهم كذلك يتعرفون عليه وعلى أفكاره وعاداته وبذلك نكون حققنا وحدة بين بلادنا من خلال هذا المشروع...

3. مجال حوار الحضارات: إن الإسلام حضارة عريقة وعظيمة ويعلمنا كيفية التحاور مع الحضارات الأخرى ويمكننا أن نقوم بذلك من خلال المؤتمرات والمنتديات... ولكن لحين القيام بذلك يمكننا تأدية هذا الدور من خلال الانترنت ونتحدث مع الناس في الغرب وبدلا من أن نقوم بعمل دردشة مع البنات من أجل الصحوبية نقوم بالدردشة مع الغرب لتعريفهم بحضارتنا وقيمنا وأخلاقياتنا... ومن هنا تقوم بالدعوة إلى الله فقد قال الله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ" إن الانترنت سيكون لغة العصر بعد 5 سنوات... فكيف سندعو الغرب بدون التحدث باللغة التي يتحدثون بها؟!

4. البحث العلمي: لقد كتب العديد في رغبتهم بأن تحدث نهضة في البحث العلمي... ولكن كيف تحدث نهضة في البحث العلمي بدون انترنت... إن طلبة الماجستير والدكتوراه عندما يطلب منهم الدكتور المشرف بحث في موضوع معين يطلبون من شخص على دراية بالانترنت بأن يبحث لهم لأنهم غير قادرين على البحث على الانترنت... وبذلك يقوم شخص على دراية بالكمبيوتر وغير ملم بالبحث العلمي بقيادة شخص ليس على دراية بالكمبيوتر بالرغم من أنه متخصص بالبحث العلمي ومن ثم فهو يقف أمام المتخصص في الكمبيوتر مثل التلميذ... وهناك مشكلة أخرى في مجال البحث العلمي... تخيل مثلا أن كلية من الكليات تمتلك حوالي 1000 كتاب ومن ثم فكل الأبحاث التي يتم القيام بها في هذه الكلية لمدة مائة سنة ستدور حول أفكار منتقاة من الألف كتاب فقط... أما إذا انفتحوا على الانترنت فسيكونون بذلك قد انفتحوا على العالم كله...

5. المرأة وتطويرها: أقول للمرأة وسيدة المنزل لن تتخيلي حجم التطوير الضخم الذي سيحدث في عقلك إذا استخدمت الانترنت واطلعت على الأخبار وكافة مجالات الدنيا...
إذن فهذا الموضوع على الرغم من سهولته وبساطته إلا أنه يؤثر على كل المجالات التي أرسلتم اقتراحاتكم بشأنها... يؤثر في البحث العلمي.... في تطوير المرأة وشغل وقت فراغها في المنزل حتى تنفتح على العالم وتصير داعية إلى الله ويتطور ذهنها بشكل ضخم جدا وتقوم بالتعبير عن آراءها وأفكارها... وسيتغير الأطفال الصغار وتتغير طرق تفكيرهم وتعليمهم... كما أن هذا المشروع سيفرق في قضية وحدة بلادنا وتعارف المسلمين على بعضهم في بلادنا... وسيفرق في حوار الحضارات والدعوة إلى الله...

وهذا المشروع ليس من مشروعات النهضة ولكنه مشروع تمهيدي يؤثر على كافة المجالات...
ومن مزايا هذا المشروع:
1. يمهد لجميع مجالات النهضة
2. يستوعب طاقة الشباب

ولكن كيف سنقوم بهذا المشروع؟!
الناس في ظل هذا المشروع تنقسم إلى قسمين:
1. قسم يعرف الكمبيوتر والانترنت
2. قسم لا يعرف الكمبيوتر والانترنت

ومن ثم ففي خلال الشهر القادم سيقوم من يعرف بتعليم من لا يعرف... وكل من الطرفين يبحث عن الآخر... فمن يعرف سيجمع أمه وجيرانه وأقاربه... الخ ويبدأ بتعليمهم على الكمبيوتر والانترنت... وباختصار هذا المشروع يحتاج إلى 4 أشياء:
1. مدرب (شخص يعلم) وما أكثرهم...
2. متدرب ( شخص يرغب في التعلم) وأقول له أن هذا التعليم سيفيدك جدا.... وأنت بتعلمك استخدام الكمبيوتر ستفيد الإسلام وستدعو إلى الله...
3. جهاز كمبيوتر... ويمكن أن يتم تدريب عدد 2-3 أفراد على جهاز واحد... وهنا يمكن لمن لديه جهاز لا يحتاجه أو جهاز يمكنه أن يتبرع به أن يعلم الناس على الجهاز...
4. مكان... بمكن أن يكون العمارة... الشقة... المسجد... النادي... فما المانع أن تشارك مساجدنا في هذا الموضوع ونحن في عصر التكنولوجيا وثورة المعلومات... والفتيات يفعلون نفس الشيء .. وإذا لم يكن المسجد فليكن النادي أو العمارة...

وهذا الموضوع لا يحتاج معاهد تعليم... فإذا دخلتم على الانترنت ستجدوا إحصائية واستقصاء عن كم شخص علم نفسه الكمبيوتر أو شخص علمه وكم شخص ذهب إلى معهد لتعليم الكمبيوتر فوجدنا أن من ذهبوا إلى معاهد للتعليم لا يزيدوا عن 3٪ فقط... إذن فطريقتنا ممكنة...

والمستهدفين من هذا المشروع هم سيدات المنازل والأطفال وطلاب ثانوي وطلاب الجامعة فمن العار ألا يعرفوا الكمبيوتر... والخريجين أيضا ومن هم في سن النضج فهناك فارق كبير بين دكتور يعرف استخدام الانترنت ودكتور لا يعرف... وبين رجل اقتصاد يعرف الانترنت ورجل لا يعرف.... وسيدة منزل تعرف الانترنت وأخرى لا تعرف.... وسوف نساعدكم في ذلك عن طريق الاستعانة بمن يدربكم وذلك من خلال التلفزيون والانترنت...

وأقول لمن يمكنهم أن يدربوا غيرهم ويعلموه إن رسول الله (ص) قال: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها والحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير"

ويصلون معناها يدعون ويستغفرون ويرحمون إذن فالله يرحم معلم الناس الخير وأهل السماوات من الأنبياء والملائكة يستغفرون له وأهل الأرض من الصالحين وحتى النملة في جحرها والحوت في البحر يدعون ويستغفرون لمعلم الناس الخير... كما قال رسول الله أيضا: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة" ونحن الآن نسألك عن علمك... نطلب منك أن تتفضل بتعليم غيرك... فليعلم الرجل الذي يعلم زوجته التي لا تعلم مما سيقوى أيضا الأواصر العاطفية بينهما... وليس عيبا على الإطلاق أن تطلب من ابنك أن يعلمك فلا يمكن أن تكون طبيب ناجح أو مهندس ولا تعرف استخدام الانترنت... ولاسيما إذا كنت مدرسا فكيف تقوم بالتدريس للطلبة وهم يعرفون استخدام الكمبيوتر والانترنت وأنت لا تعرف... ولا يوجد عيب في أن تطلب من أحد تلامذتك أن يعلمك.. لا تتكبر على العلم... وبالنسبة لثواب المتعلم فقد قال الرسول (ص): "من سلك طريقا يبتغى فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة"... فكل مرة تجلس فيها على الجهاز للتعلم يعتبر ذلك طريقا إلى الجنة... فهذا الحديث ليس مخصوصا للعلم الشرعي ولكن لكافة العلوم... أي علم يفيد بلادنا وينهض بالمسلمين وينهض بالأمة...

وسنساعدكم في ذلك... سنساعد من يعرف كمبيوتر ولايعرف كيفية التدريب... فسنأتى لكم بشخص متخصص دوره أن يقوم بعمل دورة على موقع amrkhaled.net ليشرح لكم كيفية القيام بهذه المهمة... فالأسبوع القادم كله مخصص لمن يريدون التدريب... وسيتفق هذا المتخصص معهم على الأشياء التي سيتم التدريب عليها وكيفية القيام بذلك...

أما عمن يرغبون في التدريب ولا يجدون من يدربهم فسنخصص لهم برنامج على قناة اقرأ ... وهدف هذا البرنامج أن يجعلك تجلس أمام الكمبيوتر وسيقوم نفس الشخص الذي سيعلم المدربين بتقديم هذه الدورة على قناة اقرأ... ولكن هذا البرنامج فقط لمن لم يجد من يعلمه فالأصل هو أن يتم تدريبك على يد معلم ما...

هذا الشخص هو المهندس أحمد سامي الذي سبق وتحدثنا عنه حيث أنه أنشأ مركز لتعليم الكمبيوتر مع مجموعة من زملاؤه منذ أولى حلقات برنامج صناع الحياة... فهو يعمل في شركة كمبيوتر كبيرة جدا وفرغ وقته بعد الظهر لتعليم الكمبيوتر لعشرات بل لمئات الشباب وطلبنا من المهندس أحمد أن يقوم بعمل هذا المشروع معنا... أن يساعد الشباب أن يكونوا مدربين ويساعد من لا يعرف الكمبيوتر على التعلم من خلال برنامج فضائي... وها هو المهندس أحمد سامى سيتحدث إليكم للاتفاق مع المدربين من الشباب والفتيات على ما سيقومون به...

حديث المهندس/ أحمد سامي

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
سنتحدث اليوم عن مشروعنا وتفاصيله وكيفية العمل به... إن أمامنا شهر لتحقيق الهدف من المشروع وهو تدريب 10000 شخص على استخدام الكمبيوتر والانترنت بالطريقة المفيدة... ولنتعرف في البداية على أمية الكمبيوتر... إن أمية الكمبيوتر تختلف من مجال لآخر ومن عمر لعمر ومن مرحلة لمرحلة... فبالنسبة لشخص حاصل على درجة الماجستير لا يمكن أن تتم محو أمية الكمبيوتر لديه بمجرد تعلم الوورد والإكسيل فمن المفترض أن تكون معلومات هذا الشخص أكبر من ذلك بكثير... أما إذا تحدثنا عن طفل عمره سبع سنوات فهو لا يحتاج إلا لمعلومات بسيطة جدا... وبالنسبة لموظف يبلغ من العمر 30 أو 40 عاما ولا يعرف أي شيء غير استخدام الورقة والقلم فهذه تعتبر أمية واضحة...

وأي شخص سيقع في مجموعة من ثلاث مجموعات:
1. لا يعرف الكمبيوتر إطلاقا
2. يعرف استخدام الكمبيوتر وغير متمكن
3. يعرف استخدام الكمبيوتر جيدا ولا ينقصه إلا التعرف على كيفية توصيل المعلومة

الخطوات التي سنعمل بها:
1. سنقوم من يوم السبت على موقع amrkhaled.net بتقديم حلقات يوميا وعلى مدى أسبوع من الساعة 10 إلى الساعة 11 بتوقيت القاهرة وسنساعدكم في التعرف على كيفية توصيل المعلومة للآخرين...

2. سنقوم بوضع الكتب والمذكرات التي سنعمل بها وكل ما نتمكن من جمعه من كتب ومراجع مجانية على الانترنت على الموقع ويمكنك أن تأخذها وتوزعها على الأشخاص اللذين تقوم بتدريبهم... وإذا كنت ممن لا يعرفون أي شيء عن الكمبيوتر فما الذي تحتاجه لكي تتعلم؟ يجب أن يكون أمامك جهاز كمبيوتر فلا يمكنك أن تتابع برنامجنا كمن يتفرج على مسلسل تليفزيوني بل يجب أن تجرب بنفسك وسنعتمد على عملك على الجهاز.. فدورنا أن نريك بداية الطريق ومن ثم فيجب أن يتوافر أمامك جهاز كمبيوتر... يجب أن ننتبه أيضا إلى أنه عندما نبدأ في تعليم شخص ما يجب أن نبدأ بإزالة حاجز الرهبة بينه وبين الكمبيوتر فبعض الناس حتى تخاف من الضغط على أى زر... فيجب أن أبدأ معه بالمبادئ حتى يشعر أن الكمبيوتر صديقه...

3. وبعد ذلك سنعلم الويندوز وكيفية العمل عليه... ثم ننتقل إلى التطبيقات من وورد وإكسيل... فهما أكثر ما يحتاجهم الناس...

وبالنسبة للانترنت فنحن لا نريد تعليم الناس الانترنت الدردشة وما إلى ذلك بل سنعلمهم كيفية البحث على الانترنت للحصول على معلومة ما... وما هي أفضل المواقع التي يمكن من خلالها الحصول على المعلومات... وكيفية البحث...

ومن المهم أيضا ألا ننتظر بعضنا فمن يستطيع أن يبدأ اليوم فليبدأ وسنكمل معه في الأسبوع القادم... فلا تنتظر أحد ابدأ فورا... ولدينا من نصف أغسطس وحتى سبتمبر وقتا كافيا لتعليم من نريد تعليمه... وأقترح أن نقوم بعد الحلقة بكتابة قائمة بأسماء الأشخاص اللذين نرغب في تعليمهم... بعد الانتهاء من التدريب سنقدم لكم على الموقع مواضيع البحث التي يمكن للناس البحث عنها على الانترنت وسيمثل ذلك تجربة عملية للناس توضح لهم ما إذا كانوا قد تعلموا بالفعل كيفية البحث ويمكنهم في ذلك أن يرجعوا إلى المُدربين وسؤالهم عن أي شيء حتى يحصلون على كل المعلومات المطلوبة ويتم صياغة هذه المعلومات عن طريق الوورد والإكسيل... فسيكتب المتدرب تقريرا مبسطا على الوورد بما حصل عليه من معلومات بالإضافة إلى مجموعة من الإحصائيات البسيطة على الإكسيل... وستكون هذه الأبحاث والتقارير هي وسيلة تحديد ما إذا كنا قد وصلنا إلى المرحلة المطلوبة أم لا... وبعد انتهاؤكم من هذه الأبحاث سترسلونها لنا على الموقع... وسنقيم هذه الأبحاث على أن تكون هناك جائزة لأفضل بحث... أما عن المدربين فسيقومون بإرسال أبحاث الأشخاص اللذين قاموا بتدريبهم ومن خلال تقييم الأبحاث سنقيم المدرب من خلال متوسط درجات الأفراد اللذين دربهم... وسنضم أعلى مدرب أو 2 من المدربين لمجموعتنا لكي نوسعها كل شهر ونتمكن كل شهر من تدريب 10000 شخص حتى نمحو أمية الكمبيوتر تماما...

ملخص ما سبق:
1. المادة التي سنتعلمها:
• ويندوز كنظام تشغيل
• وورد
• اكسيل
• بحث على الانترنت

2. المدة: 20 ساعة لمدة شهر

3. سيتم تقييم المشاركين من خلال تحديد بعض موضوعات البحث لهم ويقومون بالبحث فيها وعمل تقارير على الوورد والإكسيل لتقييم مستوياتهم..

-------------------------------------------------------------

عودة للأستاذ عمرو خالد..


لديكم الآن يا شباب كمية واجب كبيرة جدا... فيجب أن يصل عدد المصوتين إلى المليون... ويجب أن تبدأوا في مشروع الكمبيوتر ونمحو أمية الكمبيوتر لدى 10000 شخص...

وسنتحدث اليوم عن مجال من المجالات لكي تقوموا بالتصويت عليه وهو مجال جاف جدا... إنه مجال الصناعة.. وقد أرسل الكثيرون اقتراحاتهم بشأن موضوع الصناعة وهى اقتراحات عديدة وغزيرة ومتفرعة... ومن ثم فقد قسمت هذا المجال إلى عدة أقسام ألا وهى:

1) أخلاقيات الصناعة: وقد تم تلخيصها في ثلاث اقتراحات:
• أهم شيء في الصناعة هو صناعة الإنسان فلو صُنع الإنسان ستصنع المنتجات وستصنع الحضارة... وكاتب هذا الاقتراح هو شاب يبلغ من العمر 22 عاما... وهذا هو هدفنا فنحن صناع الحياة ولا يمكننا صناعة الحياة إلا بصناعة الإنسان...
• أن يكون رجال الصناعة أحباب الله وذلك لأن الرسول (ص) قال: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" فإذا وضع رجال الصناعة هذا الحديث أمامهم وأتقنوا سيكونون أحباب الله
• وهذا الاقتراح نتيجة للاقتراح السابق وهو أن يكون هناك نظام عربي عالمي للجودة أفضل من الأيزو.... حيث يكون هناك خاتم يوضع على المنتجات في أوروبا وأمريكا باللغة العربية وبالرغم من أنهم لا يعرفون قراءته لأنه باللغة العربية إلا أنه لن يوجد خاتم بمستواه بعد 20 سنة لأنه خاتم الجودة العالمية والعالم كله يريده....

2) أفكار عن إنجازات في مجال الصناعة:
• أن يكون المنتج الوطني أفضل من المستورد... وإن لم يكن الأفضل فلنشتريه حتى يصير هو الأفضل...
• صناعة جميع منتجاتنا الأساسية في بلادنا مما سيخلصنا من مشكلة البطالة...
• صناعة كل الدوائر الالكترونية المستخدمة في أجهزة الموبايل والكمبيوتر والتلفزيون والفيديو... الخ محليا.
• إنشاء مصانع خاصة بلعب الأطفال فهي صناعة بسيطة جدا ويتم الاستيراد منها بمبالغ ضخمة...
• أن تكون لدينا أزياء وتصميمات للرجال والنساء ملائمة لأخلاقياتنا وقيمنا...
• إنتاج مشروب وطني يملأ العالم العربي بدلا من المشروبات الغازية التي تؤذى الصحة ويتم تسويق هذا المنتج في العالم العربي كله..
• أن تكون كل دولة متفوقة في منتج أو اثنين وتبذل قصارى جهدها لكي تنجح فيه نجاحا ضخما على غرار الدول الشهيرة بمنتجات معينة على مستوى العالم مثل الساعات السويسرية والعطور الفرنسية والماكينات الألمانية
• أن يقوم الإعلام بتشجيع الصناعة الوطنية والإتقان والجودة ولا يتم ذلك إلا من خلال متخصصين...
• يتم تصنيع الدواء في بلادنا حتى لا نستورد أدوية تهلك صحتنا أو تقضى على شبابنا وتجهض نساءنا وتسبب لهن العقم...
• تصنيع الأدوية البيطرية في بلادنا...

3) استراتيجيات الصناعة:
• عدم تصدير المواد الخام فنحن نصدر مواد خام بملاليم وتعود إلينا منتجات بآلاف الدولارات.. وهناك تجربة فريدة في ماليزيا.. فماليزيا غنية بالغابات وكانت تقطع الأخشاب وتصدرها خام بملاليم... وفي بداية عصر النهضة بماليزيا أصبحت تصدر الأخشاب بعد تصنيعها وتحويلها لمنتجات... ونتيجة ذلك زاد سعر التصدير 16 ضعفا!!!

وهناك أمثلة كثيرة على ذلك في الوطن العربي... ففي مصر يتم تصدير الرمال بمبلغ 12 دولار للطن ويتم إعادته لنا على هيئة منتجات مختلفة من زجاجات وشاشات تلفزيون وفازات وتحف يزيد ثمنها عن 1000 دولار... وهناك العطور فنحن نستورد عطور - ولاسيما منطقة الخليج- بحوالي 550 مليون دولار وهذه العطور أصلا مصنعة من موارد معظمها من بلادنا فعجائن الياسمين مستوردة من مصر وورد الطائف من المملكة العربية السعودية وهو من أرقى أنواع الورود.. ثم تعود إلينا هذه العطور ونشترى الزجاجة منها مقابل 50 دولار...
• أن تكون هناك جائزة سنوية يقدمها رجل أعمال كبير أو دولة من الدول لأفضل ابتكار صناعي يخرج في الوطن العربي..

• ألا تكون هناك طاقة فائضة في أي مصنع... وذلك بألا يتم الترخيص لافتتاح أي مصنع جديد إلا بالتأكد من استخدام الطاقة بالمصانع الأخرى بالكامل...

• يتم إعادة تصنيع المخلفات مرة أخرى... وقد قال شاب أننا نستورد آلاف الأطنان من الورق بآلاف الملايين من الدولارات بدلا من إعادة تصنيع المخلفات من الورق... فورق الجرائد مثلا يمكن أن يعاد كبسه وتبييضه ويستخدم كورق مرة أخرى ولكنه يستخدم في بلادنا ككراتين بيض على الرغم من أن العائد سيكون أعلى كثيرا إذا تم استخدامه كورق...

• أن يتم تصنيع كافة مستلزماتنا الدفاعية داخليا ...

• أن تعود الأسرة المنتجة وأن يتم تصنيع المربى والفطائر والزبادي في المنزل فلم يعد المنزل ينتج أي شيء وأصبح يشترى كل شيء جاهز من السوبر ماركت... وعلى سبيل المثال في الصين تمر سيارات على البيوت لتزويدهم بمكونات لعب الأطفال ويقوم أفراد الأسرة بتجميعها وتصنيع اللعب... ثم تمر السيارة في اليوم التالي لأخذ اللعب بعد تصنيعها... وبذلك يكون قد تمت تقوية أواصر الأسرة... وتوفير تكاليف التصنيع وتكاليف المواصلات

• مشروع الجنيه أو مشروع الدينار... حيث يتم إنشاء مشروع في كل بلد عربي وتساهم فيه كل الناس... حيث يقوم الشعب على سبيل المثال بشراء الشركات المعروضة للخصخصة بدلا من أن يأتي شخص من الخارج بشرائها... فيتم شراؤها وتطويرها...

• أن ينشئ كل رجل أعمال في صناعة من الصناعات مركزا للتدريب... مركز تدريب للشباب العاطل لتدريبهم على صنعة ما بدلا من جلوسهم عاطلين بلا عمل... فإذا فتح كل رجل أعمال مركز تدريب صغير ودعا الشباب إلى التدريب فيه مع وعد بأن يوظف الجيدين منهم في المصنع سيكون قد أفادهم وأفاد المجتمع وساهم في حل مشكلة البطالة...

ويمكنكم من الآن الدخول على الموقع للتصويت على اقتراحات مجال الصناعة لكي نتعرف على المشروعات القابلة للتنفيذ... وبعد ذلك سنتمكن من البدء في تنفيذ مشروعات النهضة... ولكن لدينا هذا الأسبوع مشروع تمهيدي وهو محو أمية الكمبيوتر والانترنت لدى 10000 شخص وسنتمكن بإذن الله من كسر هذا الرقم...

وبالنسبة لموضوع الانترنت فللأسف 90٪ ممن يستخدموه في بلادنا يستخدموه في معاصي وللدخول على المواقع الإباحية وبالطبع لا يمكننا تحقيق أي نهضة بهذه الصورة... سنبدأ في هذا المشروع من هذا البرنامج بالتعلم بخلفية إيمانية وبإخلاص لله عز وجل ونتوجه لكل شخص سيتعلم وعد عليك لا تستخدمه إلا في طاعة الله ونهضة بلادنا... عهد عليك إذا كنت ستشارك في هذا المشروع سواء معلم أو متعلم نريد أن يظل هذا المشروع مشروعا نقيا نظيفا... فهيا يا شباب ويا سيدات ويا أطفال اعملوا في المشروع وفي التصويت ونراكم على خير الأسبوع القادم...

والسلام عليكم ورحمة الله..



لمشاهدة الحلقة اضغط هنا

مواقع لتعليم الكمبيوتر

دورة تدريبية مجانية للكمبيوتر