بسم الله الرحمن الرحيم
من كتاب صور من حياة التابعين - الدكتور عبد الرحمن رأفت باشا
سعيد بن المسيب
عقدأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان العزم على حج بيت الله الحرام .....
وزيارة ثاني الحرمين الشريفين .
والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .
فلما أقبل شهر ذي القعدة ، زم الخليفة العظيم ركائبه ، وتوجه الى أرض الحجاز يصحبه السادة الأماجد من أمراء بني " أمية " ....
ونفر من كبار رجال دولته ... وبعض أولاده ...
ومضى الركب في طريقه من " دمشق " الى المدينة المنورة من غير ريث ولا عجل ...
فكانوا كلما نزلوا منزلا نصبت لهم الخيام ، وفرشت لهم الفرش ، وعقدت لهم مجالس العلم والتذكرة ؛ ليزدادوا تفقها في الدين .
ويتعهدوا قلوبهم ونفوسهم بالحكمة والموعظة الحسنة .
*********

أنهار الجنة @anhar_algn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

اهلا بك ومرحبا
سيره عطره سيفوح شذى عبيرها بين نفحات مجلسنا
بكل اللهفة نقرأ
وبكل الشوق ننتظر
ما ستخطه اناملك المباركة
سيره عطره سيفوح شذى عبيرها بين نفحات مجلسنا
بكل اللهفة نقرأ
وبكل الشوق ننتظر
ما ستخطه اناملك المباركة

وفي ذات يوم صحا الخليفة من قيلولته في وقت كان لا يصحو فيه عادة فنادى حاجبه وقال : يا ميسرة .
قال : لبيك يا أمير المؤمنين .
قال : امض إلى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وادع لنا أحد العلماء ليحدثنا ...
*********
مضى ميسرة الى المسجد النبوي الشريف ، وأجال نظره فيه فلم ير غير حلقة واحدة توسطها شيخ نيف على الستين من عمره فيه بساطة العلماء ...
وعليه هيبتهم ووقارهم ...
فوقف غير بعيد من الحلقة ، وأشار للشيخ بإصبعه ...
فلم يلتفت اليه الشيخ ولم يأبه له
فاقترب منه وقال : ألم تر أني أشي إليك ؟! .
قال : إلي أنا ؟
قال : نعم ...
قال : وما حاجتك ؟
قال : استيقظ أمير المؤمنين وقال : امض إلى المسجد وانظر هل ترى أحدا من حداثي ، فاتني به .
فقال له الشيخ : ما أنا من حداثه ؟
فقال له ميسرة : ولكنه يبتغي محدثا يحدثه .
فقال الشيخ : ان من يبتغي شيئا يأتي اليه ...
وإن في حلقة المسجد متسعا له إذا كان راغبا في ذلك .
والحديث يؤتى اليه ولكنه لا يأتي ...
فعاد الحاجب أدراجه وقال للخليفة : ماوجدت أحدا في المسجد غير شيخ أشرت إليه فلم يقم ، فدنوت منه وقلت : إن أمير المؤمنين استيقظ في هذا الوقت وقال لي انظر هل ترى أحدا من حداثي في المسجد فادعه لي ...
فقال لي في هدوء وحزم : انني لست من حداثه ...
وإن في حلقة المسجد متسعا له ان كان راغبا في الحديث .
فتنهد عبد الملك بن مروان ...
وهب قائما واتجه إلى داخل المنزلوهو يقول :
ذلك سعيد بن المسيب ...
ليتك لم تأته ، ولم تكلمه ...
فلما ابتعد عن المجلس وصار في الداخل ، التفت أصغر أولاد عبد الملك إلى أخ له أكبر منه وقال :
من هذا الذي يمتنع عن أمير المؤمنين ، ويستكبر على المثول بين يديه وحضور مجلسه ...
وقد دانت له الدنيا ، وخضعت لهيبته ، ملوك " الروم" .
فقال الأخ الأكبر : ذاك الذي خطب أمير المؤمنين بنته لأخيك الوليد ؛ فأبى أن يزوجها منه .
فقال الأخ الأصغر : أبى أن يزوجها من الوليد بن عبد الملك ؟!! .
وهل كان يروم لها بعلا أسمى من ولي عهد أمير المؤمنين ؟! ...
وخليفة المسلمين من بعده .
فسكت الأخ الأكبر ولم يجبه بشيء ...
فقال الأخ الأصغر : ان كان قد ضن بابنته على ولي عهد أمير المؤمنين ، فهل وجد لها الكفء الذي يليق بها ؟...
أم أنه حال دونخا ودون الزواج كما يفعل بعض الناس ...
وتركها قعيدة بيت .
فقال أخوه الأكبر :
الحق أني لا أعرف شيئا من خبرها ، وخبره معها ...
فالتفت اليهما أحد الجلاس من أبناء المدينة وقال :
إذا أذن لي الأمير قصصت عليه خبرها كله ...
فقد تزوجت فتى من فتيان حينا يقال له : "أبو وداعة".
وهو جارنا بيت بيت ...
ولزواجه منها قصة طريفة رواها لي بنفسه .
فقال له الأخوان : هاتها ...
فقال الرجل حدثني أبو وداعة قال :
قال : لبيك يا أمير المؤمنين .
قال : امض إلى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وادع لنا أحد العلماء ليحدثنا ...
*********
مضى ميسرة الى المسجد النبوي الشريف ، وأجال نظره فيه فلم ير غير حلقة واحدة توسطها شيخ نيف على الستين من عمره فيه بساطة العلماء ...
وعليه هيبتهم ووقارهم ...
فوقف غير بعيد من الحلقة ، وأشار للشيخ بإصبعه ...
فلم يلتفت اليه الشيخ ولم يأبه له
فاقترب منه وقال : ألم تر أني أشي إليك ؟! .
قال : إلي أنا ؟
قال : نعم ...
قال : وما حاجتك ؟
قال : استيقظ أمير المؤمنين وقال : امض إلى المسجد وانظر هل ترى أحدا من حداثي ، فاتني به .
فقال له الشيخ : ما أنا من حداثه ؟
فقال له ميسرة : ولكنه يبتغي محدثا يحدثه .
فقال الشيخ : ان من يبتغي شيئا يأتي اليه ...
وإن في حلقة المسجد متسعا له إذا كان راغبا في ذلك .
والحديث يؤتى اليه ولكنه لا يأتي ...
فعاد الحاجب أدراجه وقال للخليفة : ماوجدت أحدا في المسجد غير شيخ أشرت إليه فلم يقم ، فدنوت منه وقلت : إن أمير المؤمنين استيقظ في هذا الوقت وقال لي انظر هل ترى أحدا من حداثي في المسجد فادعه لي ...
فقال لي في هدوء وحزم : انني لست من حداثه ...
وإن في حلقة المسجد متسعا له ان كان راغبا في الحديث .
فتنهد عبد الملك بن مروان ...
وهب قائما واتجه إلى داخل المنزلوهو يقول :
ذلك سعيد بن المسيب ...
ليتك لم تأته ، ولم تكلمه ...
فلما ابتعد عن المجلس وصار في الداخل ، التفت أصغر أولاد عبد الملك إلى أخ له أكبر منه وقال :
من هذا الذي يمتنع عن أمير المؤمنين ، ويستكبر على المثول بين يديه وحضور مجلسه ...
وقد دانت له الدنيا ، وخضعت لهيبته ، ملوك " الروم" .
فقال الأخ الأكبر : ذاك الذي خطب أمير المؤمنين بنته لأخيك الوليد ؛ فأبى أن يزوجها منه .
فقال الأخ الأصغر : أبى أن يزوجها من الوليد بن عبد الملك ؟!! .
وهل كان يروم لها بعلا أسمى من ولي عهد أمير المؤمنين ؟! ...
وخليفة المسلمين من بعده .
فسكت الأخ الأكبر ولم يجبه بشيء ...
فقال الأخ الأصغر : ان كان قد ضن بابنته على ولي عهد أمير المؤمنين ، فهل وجد لها الكفء الذي يليق بها ؟...
أم أنه حال دونخا ودون الزواج كما يفعل بعض الناس ...
وتركها قعيدة بيت .
فقال أخوه الأكبر :
الحق أني لا أعرف شيئا من خبرها ، وخبره معها ...
فالتفت اليهما أحد الجلاس من أبناء المدينة وقال :
إذا أذن لي الأمير قصصت عليه خبرها كله ...
فقد تزوجت فتى من فتيان حينا يقال له : "أبو وداعة".
وهو جارنا بيت بيت ...
ولزواجه منها قصة طريفة رواها لي بنفسه .
فقال له الأخوان : هاتها ...
فقال الرجل حدثني أبو وداعة قال :

كنت - كما تعلم - ألازم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبا للعلم .
وكنت أداوم على حلقة سعيد بن المسيب ، وأزاحم الناس عليها بالمناكب ... فتغيبت عن حلقة الشيخ أياما ، فتفقدني ، وظن أن بي مرضا ، أو عرض لي عارض ...
فسأل عني من حوله ، فلم يجد عند أحد منهم خبرا .
فلما عدت إليه بعد أيام حياني ، ورحب بي وقال :
أين كنت ياأبا وداعة ؟.
فقلت : توفيت زوجتي ، فاشتغلت بأمرها .
فقال : هلا أخبرتنا يا أبا وداعة فنواسيك ، ونشهد جنازتها معك ، ونعينك على ما أنت فيه .
فقلت : جزاك الله خيرا ... وهممت أن أقوم ...
فاستبقاني حتى انصرف جميع من كان بالمجلس ، ثم قال لي : أما فكرت في استحداث زوجة لك يا أبا وداعة ؟ .
فقلت : يرحمك الله ...
ومن يزوجني ابنته وأنا شاب نشأ يتيما ، وعاش فقيرا ...
فأنا لا أملك غير درهمين ، أو ثلاثة دراهم .
فقال : أنا أزوجك ابنتي .
فانعقد لساني وقلت : أنت ؟!...
أتزوجني ابنتك بعد أن عرفت من أمري ما عرفت ؟! .
فقال : نعم ...
فنحن إذا جاءنا من نرضى دينه وخلقه زوجناه ، وأنت عندي مرضي الدين والخلق ...
ثم التفت إلى من كان قريبا منا وناداهم ...
فلما أقبلوا عليه ، وصاروا عنده ؛ حمد الله عز وجل وأثنى عليه ، وصلى على نبيه محمد صلوات الله وسلامه عليه .
وعقد لي على ابنته ...
وجعل مهرها درهمين اثنين ...
فقمت وأنا لا أدري ما أقول من الدهشة والفرح ...
ثم قصدت بيتي ، وكنت يومئذ صائما ؛ فنسيت صومي وجعلت أقول :
ويحك يا أبا وداعة ...
ما الذي صنعت بنفسك ؟! ؟؟؟
ممن تستدين ؟! ...
وممن تطلب المال ؟! .
وظللت على حالي هذه حتى أذن للمغرب ...
فأديت المكتوبة ، وجلست إلى فطوري ، وكان خبزا ، وزيتا ...
فنا أن تناولت منه لقمة أو لقمتين حتى سمعت الباب يقرع .
فقلت : من الطارق ؟ .
فقال : سعيد ...
فوالله لقد مر بخاطري كل إنسان اسمه سعيد أعرفه إلا سعيد بن المسيب ...
ذلك أنه لم ير منذ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد .
ففتحت الباب ، فإذا بي أما سعيد بن المسيب ...
فظننت أنه قد بدا له في أمر زواجي من ابنته شيء ... (أي ظهر له ما غير رأيه )
وقلت له : أبا محمد ؟! ... هلا أرسلت إلي فآتيك .
فقال : بل أنت أحق بأن آتي إليك اليوم .
فقلت تفضل علي ...
فقال : كلا ، وإنما جئت لأمر ...
فقلت : وما هو يرحمك الله ؟ ...
فقال : إن ابنتي أصبحت زوجة لك بشرع الله منذ الغداة ، وأنا أعلم أنه ليس معك أحد يؤنس وحشتك ، فكرهت ان تبيت أنت في مكان وزوجتك في مكان آخر ؛ فجئتك بها .
فقلت : ويحي ... جئتني بها ؟! .
فقال : نعم ...
فنظرت فإذا هي قائمة بطولها .
فالتفت إليها وقال : أدخلي إلى بيت زوجك يا بنتي على اسم الله ، وبركته ...
فلما أرادت أن تخطو؛ تعثرت بملاءتها من الحياء حتى كادت تسقط على الأرض ؟
أما أنا فقد وقفت أمامها مشدوها لا أدري ما أقول ...
ثم إني بادرت فسبقتها إلى القصعة التي فيها الخبز والزيت ؛ فنحيتها من ضوء السراج حتى لا تراها .
ثم صعدت إلى السطح وناديت الجيران ، فأقبلوا علي وقالوا :
ما شأنك ؟ .
فقلت : عقد لي سعيد بن المسيب على ابنته اليوم في المسجد ...
وقد جاءني بها الآن على غفلة ...
فتعالوا آنسوها حتى أدعو أمي ، فهي بعيدة الدار .
فقالت عجوز منهن : ويحك أتدري ما تقول ؟! ...
أزوجك سعيد بن المسيب ابنته ...
وحملها لك إلى البيت بنفسه ؟! ...
وهو الذي ضن بها على الوليد بن عبد الملك !! .
فقلت نعم ...
وهاهي ذي عندي في بيتي ، فهلموا إليها وانظروها فتوجه الجيران إلى البيت وهم لا يكادون يصدقونني ، ورحبوا بها ... وآنسوا وحشتها
*** *** ***
...........يتبع
وكنت أداوم على حلقة سعيد بن المسيب ، وأزاحم الناس عليها بالمناكب ... فتغيبت عن حلقة الشيخ أياما ، فتفقدني ، وظن أن بي مرضا ، أو عرض لي عارض ...
فسأل عني من حوله ، فلم يجد عند أحد منهم خبرا .
فلما عدت إليه بعد أيام حياني ، ورحب بي وقال :
أين كنت ياأبا وداعة ؟.
فقلت : توفيت زوجتي ، فاشتغلت بأمرها .
فقال : هلا أخبرتنا يا أبا وداعة فنواسيك ، ونشهد جنازتها معك ، ونعينك على ما أنت فيه .
فقلت : جزاك الله خيرا ... وهممت أن أقوم ...
فاستبقاني حتى انصرف جميع من كان بالمجلس ، ثم قال لي : أما فكرت في استحداث زوجة لك يا أبا وداعة ؟ .
فقلت : يرحمك الله ...
ومن يزوجني ابنته وأنا شاب نشأ يتيما ، وعاش فقيرا ...
فأنا لا أملك غير درهمين ، أو ثلاثة دراهم .
فقال : أنا أزوجك ابنتي .
فانعقد لساني وقلت : أنت ؟!...
أتزوجني ابنتك بعد أن عرفت من أمري ما عرفت ؟! .
فقال : نعم ...
فنحن إذا جاءنا من نرضى دينه وخلقه زوجناه ، وأنت عندي مرضي الدين والخلق ...
ثم التفت إلى من كان قريبا منا وناداهم ...
فلما أقبلوا عليه ، وصاروا عنده ؛ حمد الله عز وجل وأثنى عليه ، وصلى على نبيه محمد صلوات الله وسلامه عليه .
وعقد لي على ابنته ...
وجعل مهرها درهمين اثنين ...
فقمت وأنا لا أدري ما أقول من الدهشة والفرح ...
ثم قصدت بيتي ، وكنت يومئذ صائما ؛ فنسيت صومي وجعلت أقول :
ويحك يا أبا وداعة ...
ما الذي صنعت بنفسك ؟! ؟؟؟
ممن تستدين ؟! ...
وممن تطلب المال ؟! .
وظللت على حالي هذه حتى أذن للمغرب ...
فأديت المكتوبة ، وجلست إلى فطوري ، وكان خبزا ، وزيتا ...
فنا أن تناولت منه لقمة أو لقمتين حتى سمعت الباب يقرع .
فقلت : من الطارق ؟ .
فقال : سعيد ...
فوالله لقد مر بخاطري كل إنسان اسمه سعيد أعرفه إلا سعيد بن المسيب ...
ذلك أنه لم ير منذ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد .
ففتحت الباب ، فإذا بي أما سعيد بن المسيب ...
فظننت أنه قد بدا له في أمر زواجي من ابنته شيء ... (أي ظهر له ما غير رأيه )
وقلت له : أبا محمد ؟! ... هلا أرسلت إلي فآتيك .
فقال : بل أنت أحق بأن آتي إليك اليوم .
فقلت تفضل علي ...
فقال : كلا ، وإنما جئت لأمر ...
فقلت : وما هو يرحمك الله ؟ ...
فقال : إن ابنتي أصبحت زوجة لك بشرع الله منذ الغداة ، وأنا أعلم أنه ليس معك أحد يؤنس وحشتك ، فكرهت ان تبيت أنت في مكان وزوجتك في مكان آخر ؛ فجئتك بها .
فقلت : ويحي ... جئتني بها ؟! .
فقال : نعم ...
فنظرت فإذا هي قائمة بطولها .
فالتفت إليها وقال : أدخلي إلى بيت زوجك يا بنتي على اسم الله ، وبركته ...
فلما أرادت أن تخطو؛ تعثرت بملاءتها من الحياء حتى كادت تسقط على الأرض ؟
أما أنا فقد وقفت أمامها مشدوها لا أدري ما أقول ...
ثم إني بادرت فسبقتها إلى القصعة التي فيها الخبز والزيت ؛ فنحيتها من ضوء السراج حتى لا تراها .
ثم صعدت إلى السطح وناديت الجيران ، فأقبلوا علي وقالوا :
ما شأنك ؟ .
فقلت : عقد لي سعيد بن المسيب على ابنته اليوم في المسجد ...
وقد جاءني بها الآن على غفلة ...
فتعالوا آنسوها حتى أدعو أمي ، فهي بعيدة الدار .
فقالت عجوز منهن : ويحك أتدري ما تقول ؟! ...
أزوجك سعيد بن المسيب ابنته ...
وحملها لك إلى البيت بنفسه ؟! ...
وهو الذي ضن بها على الوليد بن عبد الملك !! .
فقلت نعم ...
وهاهي ذي عندي في بيتي ، فهلموا إليها وانظروها فتوجه الجيران إلى البيت وهم لا يكادون يصدقونني ، ورحبوا بها ... وآنسوا وحشتها
*** *** ***
...........يتبع

الصفحة الأخيرة
وتشرف بالسلام على ساكنها محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، وسعد بالصلاة في الروضة المطهرة الغراء .
فذاق من برد الراحة ، وسلام النفس ما لم يذق مثلهما من قبل ...
وعزم على أن يطيل إقامته في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ما وجد إلى ذلك سبيلا .
وكان من أشد ما استأثر باهتمامه في المدينة المنورة حلقات العلم التي كانت تعمر المسجد النبوي الشريف .
ويتألق فيها العلماء الأفذاذ من كبار التابعين كما تتألق النجوم الزهر في كبد السماء ... فهذه حلقة عروة بن الزبير ...
وتلك حلقة سعيد بن المسيب ...
وهناك حلقة عبد الله بن عتبة
*********