طعامكم عليً حرام حتى تخبروني بأمرها؟؟!!

وجدتها في طريقي وانا خارجٌ للحج..
فقلتُ لها:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
فقالت:
((سلامٌ قولاً من ربٌ رحيم))
قلتُ لها:
ماالذي تفعلينه هنا..
فقالت:
((سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى))
**وهنا عرفتُ انها قضت حجها وهي قاصدة بيت المقدس
فقلت لها:
منذُ متى وانتِ هنا؟
فقالت:
((ثلاثُ ليالٍ سويا))
قلت:
لا أرى معكِ طعاما..
قالت:
((هو يُطعمني ويسقين))
فقلت:
ان معي طعاماً فهل لكِ فيه؟
قالت:
((ثم أتموا الصيام إلى الليل))
ثم قلت لها:
ليسَ هذا شهر رمضان..
قالت:
((ومن تطوًع خيراً فإن الله شاكر ٌ عليم))
فطلبتُ منها أن تكلمني بمثل ما أكلمها..
فقالت:
((مايلفظ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيد))
وجدتها منهكة فطلبتُ ان احملها على ناقتي حتى تُدرك القافلة..
فقالت:
((وما تفعلوا من خيرٍ يعلمهُ الله))
فأنختُ ناقتي كي تركب عليها..
وعندما كانت تهمُ بذلك قالت:
((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم))
وفهمتُ منها انها تُريدني الإلتفات عنها وغض بصري..
نفرت الناقة فتمزق جزء من ثياب تلك المرأة..
فقالت:
((وما أصابكم من مُصيبةٍ فبما كسبت أيديكم))
وبعد ان ركبت قالت:
((سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا لهُ مقرنين وإنا الى ربنا لمنقلبون))
وبعد ذلك..أمسكتُ زمام الناقة..
وأخذتُ أسرعُ بها وأصيح..
فقالت:
((واقصد في مشيك واغضض من صوتك))
ثم أخذتُ أسلي نفسي ببعض الشعر..
فقالت:
((فاقرءوا ما تيسُر من القرآن))
ومشينا قليلاً..
فسألتُها..
ألكِ زوج؟
قالت:
((يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم))
فعرفت بأنها متزوجة فلم أكلمها بعد ذلك..
حتى أدركنا القافلة فسألتها..
من لكِ فيها؟
فقالت:
((المال والبنون زينة الحياة الدنيا))
فعلمتُ أن لها أولادا فقلتُ لها وما يعملون:
قالت:
((وعلاماتٌ وبالنجمِ هم يهتدون))
فعرفت أنهم أدلاء..
وسألتها عن أسمائهم..
فقالت:((واتخذ الله ابراهيم خليلا))
((وكلًمَ الله موسى تكليماً))
((يا يحي خُذ الكتاب بقوة))
فناديت:
يا ابراهيم..
يا موسى..
يا يحيى..
فإذا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا..
ولما جلسوا قالت لهم:
((فابعثوا احدكم بورقكم هذه الى المدينة فلينظرُ أيُها أزكى طعاماً فليأتكم برزقٍ منه))
فمضى أحدهم واشترى طعاما..
فقدموهُ لي..
وقالت:
كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية))
أخذتُ ابنائها جانباً..
وقلتُ لهم..
طعامكم عليً حرام حتى تخبروني بأمرها..
فقالوا هذه أُمنا فهي لم تتكلم إلا بالقرآن منذُ أربعين سنة..
خوفاً من أن تزل فيسخط عليها الرحمن..
فقلتُ لهم:
((ذلك فضلُ الله يؤتيهِ من يشاء واللهُ ذو الفضلِ العظيم))
...............................................................
ما هذا الفضل..
إمرأة تخاف من زلة لسان..
فلا تتكلم الا بالقرآن..
فما بالُنا نحنُ!!
نقرأُ القرأن فلا نحرص على فهمهُ..
نتتبع آياته ولا نُطبقها..
أسأل الله الفائدة لي ولكم..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,