أختكم العائدة ... تحكي لكم عن تجربه برجوعها الى الله بعد غفله عن ربها في الغربه ..
ابدا لكم قصتي ...................
جلست بجوارها في إحدى الحلقات ، وما أن بدأت تتلو بعض الآيات ، لم أتمالك نفسي ، بكيت وكأنها أول مرة أبكي فيها، لم يفهم الحضور لماذا كنت أبكي . فأختي في الله لم تكن تتلو إلا سورة القدر ، ولكن سبحان الله ! كأن الكلمات سياط تمزق أحشائي !! كلما تفوهت هي بكلمة ازددت في البكاء ، كيف بعدت كل هذا البعد عن ديني ؟!
صوتها عذب صافٍ تستريح له الآذان ، وتنشرح له الصدور، ولا زلت أستمع .. لكن التلاوة انقطعت وسمعت صوتها يقول : عودي يا أمة الله إلى الله ، ولا تعودي إلى ما كنت عليه .
مسحت دموعي ، ونظرت إلى وجهها المضيء وتعجبت ..!! ما زالت تتلو نفس السورة والحضور مصغون ! ألم يسمعوا ما قالت ؟
انتهت الحلقة ولكنى لم أسمع شيئاً ، كل ما كان يتردد في ذهني هو صوتها العذب يقول : عودي يا أمة الله إلى الله ، ولا تعودي إلى ما كنت عليه .
في صباح اليوم التالي استيقظت مبكرة ، فتوضأت وصليت وجلست أسترجع الأسابيع والشهور الماضية ، وكيف تبدل حالي ، قبل شهور كان ذهابي إلى المسجد قليلاً .
دائماً أتهرب بحجة أنى منهكة من كثرة العمل وضيق الوقت ، وفي الحقيقة لم أكن أحب الذهاب ؛ لشعوري بنقص كبير بين هؤلاء النسوة ، يتكلمن في أمور الدين الذي كان شيئاً ثانوياً بالنسبة لي ، بهرتني أمريكا والحرية التي فيها التي طالما تُقْتُ إليها منذ الصغر..!! أو هكذا ظننت ، أمريكا بلد الحرية !!
لم يكن الانتقال مفاجئاً ، بل تدريجيا ، رويداً رويداً بدأت أتخلى عن هويتي واندمجت مع المجتمع الأمريكي. قلّ عدد معارفي من المسلمين ، وتضاعفت الأعداد من غيرهم .
بدأت أحضر حفلاتهم وأشارك فيها بل قد أقوم بالمساعدة في تنظيمها وإعداد العدة لها . ودخلت ميدان العمل وزاحمت الرجال على المناصب العالية إلى أن وصلت إلى منصب مساعد رئيس مجلس الإدارة لأحد البنوك . ومرت الأيام والشهور والأعوام وأنا على هذا الحال ؛ تطحنني رحى الحياة الأمريكية .. أخرج مبكراً من البيت وأرجع في الساعات المتأخرة ، ولكن لمَ الشكوى ؟! هذه هي الحرية الأمريكية ! لا وقت للراحة .
استمر الوضع على هذا الحال إلى أن رجع زوجي في يوم من الأيام من المسجد ليخبرني أنه خلال شهر رمضان سيكون بالمسجد إفطار جماعي يومياً ، وإن العائلات المقيمة بالمنطقة تتسابق للمشاركة في إفطار الصّائمين ، وسألني إن كنت أريد أن أحدد يوماً لنفطّر فيه الصائمين ، ضحكت ملء فيَّ ! وأخبرته أن وقتي ضيق بسبب العمل ، ولن أستطيع أن أفعل ذلك ، ولكن لا مانع من الذهاب للإفطار في المسجد فهذا شيء طيب ؛ لأنه قد يصعب عليّ إعداد الطعام في وقت يتناسب مع موعد الإفطار.
وبدأ شهر رمضان ، وبدأت أذهب إلي المسجد يومياً ، وبدأت في التعرّف على الأخوات ، ووجدتهن ذوات أقوال عذبة ، كثيرات الدعاء ، ليس لهن في القيل والقال ، أحسست معهن براحة لم أحـسـها من قبل ، أصبحت أنتظر بفارغ الصبر انتهاء وقت الدوام حتى أنطلق إلي المسجد للقاء الأخوات والجلوس معهن والاستئناس بهن ، بدأت الشهر باحثة عمّن يريحني من عناء الطهو بعد يوم طويل في العمل ، وانتهيت بعد أيام قلائل إلي البحث عن الصحبة الطيبة ؛ سواء كان هناك طعام أم لا ! سبحان مغيّر الأحوال !!
وما أن انتهى الشهر حتى وجدت نفسي تتوق إلى الحلقات الأسبوعية ، ووجدتني أحس بالراحة خارج إطار العمل ، و بالضيق وأنا بداخله ! وقررت أن أتخذ خطوة أخرى ألا وهي ارتداء الحجاب . فبعد مناقشات عديدة مع الأخوات علمت أن الحجاب ليس من العادات كما سمعت من الكثير ، ولكنه فرض لا بد من تنفيذه ، فوضعت ـ الإيشارب ـ على رأسي وذهبت لأودع زوجي قبل الذهاب إلى العمل ، و ما أن رآني حتى بدأ يـقبلني ويبكي في نفس الوقت ! وكأنه طفل صغير ! وبين شهقاته يقول " الحمد لله .. الحمد لله .. ، هذا ما أردت منذ زمن بعيد " .
بدأت معاملاتي وتصرفاتي تتغيّر، لا أكثر الكلام فيما لا فائدة فيه وأحرص كل الحرص على حضور الحلقات ، وأصبحت أكثر من الاستماع إلى الدروس والمحاضرات وأشرطه القرآن المسجلة ، وكم كانت سعادتي يوم أتلفت أشرطة الأغاني أو استخدمتها في تسجيل تلاوات مختلفة ، وبدأت أبتعد كل البعد عن " أصدقائي " من الكفار وأتقرب أكثر واكثر إلى أخواتي اللواتي أحببنني في الله !! وبالرغم من هذا كله .. إلا أنه كان هناك شئ ينقصني ولم أكن أدري ما هو ؟ حتى أعطتني أختي الحبيبة " أمة الرحمن " مطوية بها آيات وأحاديث حول الرّبا ، وفجأة علمت ما ينقصني .. فعودتي لم تكن كاملة .
فهاأنذا ما زلت أعمل في ذلك البنك في منصبي العالي ؛ وأوقع وأوثق مستندات القروض يمنى ويسري .
قرأت تلك المطوية بتمعن قبل ذهابي إلى الحلقة مباشرة ، وهذا ما أبكاني .. ولم يكن أحد يدري لماذا بكيت . لم تكن سورة القدر خاصة ؛ ولكن مداومتي على قراءة كتاب الله عامة هو ما جعلني أفيق لنفسي ، واتخذت القرار الحاسم ، وتركت منصبي العالي في هذه الدنيا الزائلة ؛ رجاء أن يبدلني الله مكاناً خيراً منه في الآخرة ، تركت المنصب لا لشيء إلا ابتغاء وجهه الكريم .
التفت حولي صديقات السوء ليشككنني في قراري ! منهن من قالت :
تتركي هذا الدخل الكبير ؟! وأخريات قلن الآن تشحذين من زوجك ؟! و أخريات قلن تجلسين بين أربعة جدران يومياً ؟! أنه شئ عجيب .. !!عندك الحرية وتنبذينها..!! يا ليت عندنا فرصة مثل التي عندك !! ولكني ـ والحمد لله ـ تمسكت بقراري ، و داومت على أن أذكر نفسي بأن " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه " ( الطلاق 2-3 ).
والحمد لله رزقنا الله الكثير وبارك لنا في أشياء لم تكن في الحسبان.
وها أنا الآن بعد أعوام عديدة من ذلك اليوم أحمد الله وأشكره على فضله وكرمه ومنّه ، لم أندم يوماً على الراتب الذي أنقطع أو على الحرية المزعومة ! ولكن الذي ندمت عليه أشد الندم هو الوقت الذي أضعته بحثاً عن الحرية الزائفة ..!! وما يخفف عني هو تذكري لقوله تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ( الزمر 53 ) .
فسبحان الله وجدت حريتي في الدعوة إلى الله وفي عباءتي وجلبابي وخماري ، حريتي في اعتزازي بهويتي الإسلامية وليس في تقليد الغرب ، أيقنت بعد مضي الكثير من عمري أن الحرية الحقّيقة هي العبودية التامة لله تبارك وتعالى .
فيا من يعشْن في بلاد الغرب ، اعلمن أنه لا سعادة إلا بالرجوع إلي الله ، فلا تبهركن أضواء الغرب ، فهي تحرق من يلتف حولها . ويا من يعشن في بلاد الإسلام احفظن عليكن دينكن ولا يستهويكُنّ الشيطان ، فأنتن في نعمة تتمناها الكثيرات .
وختاماً أسأل الله السميع المجيب أن يبارك لي ولكن فيما بقي من أعمارنا ، وأن يتقبل توبتنا ، وأن يثبتنا على طاعته ، وأن يبّدل سيئاتنا بحسنات ، وأن يُظلَّنا بظله يوم لا ظل إلا ظله . إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام علي أحسن الخلق أجمعين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه إلى يوم الدين .
(منقول عن احد المواقع الاسلامية)
**************************************************
وتحياتي ...:17:
غيم2000 @ghym2000
عضوة شرف عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
غيم2000
•
هلا اختي عسوله الاولى منك فقط وصلت ورديت عليك .... غيرها لا
تحياتي انتظرك .... تسلمين اختي :27:
تحياتي انتظرك .... تسلمين اختي :27:
قصة مؤثرة
وأعجبني منها كلمات ياليت بنات هذا الجيل يسمعونها..
فسبحان الله وجدت حريتي في الدعوة إلى الله وفي عباءتي وجلبابي وخماري ، حريتي في اعتزازي بهويتي الإسلامية وليس في تقليد الغرب ، أيقنت بعد مضي الكثير من عمري أن الحرية الحقّيقة هي العبودية التامة لله تبارك وتعالى .
وأعجبني منها كلمات ياليت بنات هذا الجيل يسمعونها..
فسبحان الله وجدت حريتي في الدعوة إلى الله وفي عباءتي وجلبابي وخماري ، حريتي في اعتزازي بهويتي الإسلامية وليس في تقليد الغرب ، أيقنت بعد مضي الكثير من عمري أن الحرية الحقّيقة هي العبودية التامة لله تبارك وتعالى .
الصفحة الأخيرة
على فكرة يا غيم رسلتلك رسالة ما ادري وصلت لبريدك 0