غيم2000

غيم2000 @ghym2000

عضوة شرف عالم حواء

عائدة من أمريكا .. تعود الى الله بعد الغفله ..

الملتقى العام

أختكم العائدة ... تحكي لكم عن تجربه برجوعها الى الله بعد غفله عن ربها في الغربه ..
ابدا لكم قصتي ...................
جلست بجوارها في إحدى الحلقات ، وما أن بدأت تتلو بعض الآيات ، لم أتمالك نفسي ، بكيت وكأنها أول مرة أبكي فيها، لم يفهم الحضور لماذا كنت أبكي . فأختي في الله لم تكن تتلو إلا سورة القدر ، ولكن سبحان الله ! كأن الكلمات سياط تمزق أحشائي !! كلما تفوهت هي بكلمة ازددت في البكاء ، كيف بعدت كل هذا البعد عن ديني ؟!
صوتها عذب صافٍ تستريح له الآذان ، وتنشرح له الصدور، ولا زلت أستمع .. لكن التلاوة انقطعت وسمعت صوتها يقول : عودي يا أمة الله إلى الله ، ولا تعودي إلى ما كنت عليه .
مسحت دموعي ، ونظرت إلى وجهها المضيء وتعجبت ..!! ما زالت تتلو نفس السورة والحضور مصغون ! ألم يسمعوا ما قالت ؟
انتهت الحلقة ولكنى لم أسمع شيئاً ، كل ما كان يتردد في ذهني هو صوتها العذب يقول : عودي يا أمة الله إلى الله ، ولا تعودي إلى ما كنت عليه .
في صباح اليوم التالي استيقظت مبكرة ، فتوضأت وصليت وجلست أسترجع الأسابيع والشهور الماضية ، وكيف تبدل حالي ، قبل شهور كان ذهابي إلى المسجد قليلاً .
دائماً أتهرب بحجة أنى منهكة من كثرة العمل وضيق الوقت ، وفي الحقيقة لم أكن أحب الذهاب ؛ لشعوري بنقص كبير بين هؤلاء النسوة ، يتكلمن في أمور الدين الذي كان شيئاً ثانوياً بالنسبة لي ، بهرتني أمريكا والحرية التي فيها التي طالما تُقْتُ إليها منذ الصغر..!! أو هكذا ظننت ، أمريكا بلد الحرية !!
لم يكن الانتقال مفاجئاً ، بل تدريجيا ، رويداً رويداً بدأت أتخلى عن هويتي واندمجت مع المجتمع الأمريكي. قلّ عدد معارفي من المسلمين ، وتضاعفت الأعداد من غيرهم .
بدأت أحضر حفلاتهم وأشارك فيها بل قد أقوم بالمساعدة في تنظيمها وإعداد العدة لها . ودخلت ميدان العمل وزاحمت الرجال على المناصب العالية إلى أن وصلت إلى منصب مساعد رئيس مجلس الإدارة لأحد البنوك . ومرت الأيام والشهور والأعوام وأنا على هذا الحال ؛ تطحنني رحى الحياة الأمريكية .. أخرج مبكراً من البيت وأرجع في الساعات المتأخرة ، ولكن لمَ الشكوى ؟! هذه هي الحرية الأمريكية ! لا وقت للراحة .
استمر الوضع على هذا الحال إلى أن رجع زوجي في يوم من الأيام من المسجد ليخبرني أنه خلال شهر رمضان سيكون بالمسجد إفطار جماعي يومياً ، وإن العائلات المقيمة بالمنطقة تتسابق للمشاركة في إفطار الصّائمين ، وسألني إن كنت أريد أن أحدد يوماً لنفطّر فيه الصائمين ، ضحكت ملء فيَّ ! وأخبرته أن وقتي ضيق بسبب العمل ، ولن أستطيع أن أفعل ذلك ، ولكن لا مانع من الذهاب للإفطار في المسجد فهذا شيء طيب ؛ لأنه قد يصعب عليّ إعداد الطعام في وقت يتناسب مع موعد الإفطار.
وبدأ شهر رمضان ، وبدأت أذهب إلي المسجد يومياً ، وبدأت في التعرّف على الأخوات ، ووجدتهن ذوات أقوال عذبة ، كثيرات الدعاء ، ليس لهن في القيل والقال ، أحسست معهن براحة لم أحـسـها من قبل ، أصبحت أنتظر بفارغ الصبر انتهاء وقت الدوام حتى أنطلق إلي المسجد للقاء الأخوات والجلوس معهن والاستئناس بهن ، بدأت الشهر باحثة عمّن يريحني من عناء الطهو بعد يوم طويل في العمل ، وانتهيت بعد أيام قلائل إلي البحث عن الصحبة الطيبة ؛ سواء كان هناك طعام أم لا ! سبحان مغيّر الأحوال !!
وما أن انتهى الشهر حتى وجدت نفسي تتوق إلى الحلقات الأسبوعية ، ووجدتني أحس بالراحة خارج إطار العمل ، و بالضيق وأنا بداخله ! وقررت أن أتخذ خطوة أخرى ألا وهي ارتداء الحجاب . فبعد مناقشات عديدة مع الأخوات علمت أن الحجاب ليس من العادات كما سمعت من الكثير ، ولكنه فرض لا بد من تنفيذه ، فوضعت ـ الإيشارب ـ على رأسي وذهبت لأودع زوجي قبل الذهاب إلى العمل ، و ما أن رآني حتى بدأ يـقبلني ويبكي في نفس الوقت ! وكأنه طفل صغير ! وبين شهقاته يقول " الحمد لله .. الحمد لله .. ، هذا ما أردت منذ زمن بعيد " .
بدأت معاملاتي وتصرفاتي تتغيّر، لا أكثر الكلام فيما لا فائدة فيه وأحرص كل الحرص على حضور الحلقات ، وأصبحت أكثر من الاستماع إلى الدروس والمحاضرات وأشرطه القرآن المسجلة ، وكم كانت سعادتي يوم أتلفت أشرطة الأغاني أو استخدمتها في تسجيل تلاوات مختلفة ، وبدأت أبتعد كل البعد عن " أصدقائي " من الكفار وأتقرب أكثر واكثر إلى أخواتي اللواتي أحببنني في الله !! وبالرغم من هذا كله .. إلا أنه كان هناك شئ ينقصني ولم أكن أدري ما هو ؟ حتى أعطتني أختي الحبيبة " أمة الرحمن " مطوية بها آيات وأحاديث حول الرّبا ، وفجأة علمت ما ينقصني .. فعودتي لم تكن كاملة .
فهاأنذا ما زلت أعمل في ذلك البنك في منصبي العالي ؛ وأوقع وأوثق مستندات القروض يمنى ويسري .
قرأت تلك المطوية بتمعن قبل ذهابي إلى الحلقة مباشرة ، وهذا ما أبكاني .. ولم يكن أحد يدري لماذا بكيت . لم تكن سورة القدر خاصة ؛ ولكن مداومتي على قراءة كتاب الله عامة هو ما جعلني أفيق لنفسي ، واتخذت القرار الحاسم ، وتركت منصبي العالي في هذه الدنيا الزائلة ؛ رجاء أن يبدلني الله مكاناً خيراً منه في الآخرة ، تركت المنصب لا لشيء إلا ابتغاء وجهه الكريم .
التفت حولي صديقات السوء ليشككنني في قراري ! منهن من قالت :
تتركي هذا الدخل الكبير ؟! وأخريات قلن الآن تشحذين من زوجك ؟! و أخريات قلن تجلسين بين أربعة جدران يومياً ؟! أنه شئ عجيب .. !!عندك الحرية وتنبذينها..!! يا ليت عندنا فرصة مثل التي عندك !! ولكني ـ والحمد لله ـ تمسكت بقراري ، و داومت على أن أذكر نفسي بأن " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه " ( الطلاق 2-3 ).
والحمد لله رزقنا الله الكثير وبارك لنا في أشياء لم تكن في الحسبان.
وها أنا الآن بعد أعوام عديدة من ذلك اليوم أحمد الله وأشكره على فضله وكرمه ومنّه ، لم أندم يوماً على الراتب الذي أنقطع أو على الحرية المزعومة ! ولكن الذي ندمت عليه أشد الندم هو الوقت الذي أضعته بحثاً عن الحرية الزائفة ..!! وما يخفف عني هو تذكري لقوله تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ( الزمر 53 ) .
فسبحان الله وجدت حريتي في الدعوة إلى الله وفي عباءتي وجلبابي وخماري ، حريتي في اعتزازي بهويتي الإسلامية وليس في تقليد الغرب ، أيقنت بعد مضي الكثير من عمري أن الحرية الحقّيقة هي العبودية التامة لله تبارك وتعالى .
فيا من يعشْن في بلاد الغرب ، اعلمن أنه لا سعادة إلا بالرجوع إلي الله ، فلا تبهركن أضواء الغرب ، فهي تحرق من يلتف حولها . ويا من يعشن في بلاد الإسلام احفظن عليكن دينكن ولا يستهويكُنّ الشيطان ، فأنتن في نعمة تتمناها الكثيرات .
وختاماً أسأل الله السميع المجيب أن يبارك لي ولكن فيما بقي من أعمارنا ، وأن يتقبل توبتنا ، وأن يثبتنا على طاعته ، وأن يبّدل سيئاتنا بحسنات ، وأن يُظلَّنا بظله يوم لا ظل إلا ظله . إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام علي أحسن الخلق أجمعين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه إلى يوم الدين .


(منقول عن احد المواقع الاسلامية)
**************************************************
وتحياتي ...:17:
4
922

هذا الموضوع مغلق.

عسولة
عسولة
جزاك الله اختي الكريمة كل خير على سرد هذة القصة المؤثرة عسا الله ان ينفع بها جميع نساء المؤمنين 0
على فكرة يا غيم رسلتلك رسالة ما ادري وصلت لبريدك 0
غيم2000
غيم2000
هلا اختي عسوله الاولى منك فقط وصلت ورديت عليك .... غيرها لا

تحياتي انتظرك .... تسلمين اختي :27:
nina
nina
ماشاءالله لا قوة الا بالله حماك الله وجزاك كل خير على هده القصة
أبو الحسن
أبو الحسن
قصة مؤثرة
وأعجبني منها كلمات ياليت بنات هذا الجيل يسمعونها..

فسبحان الله وجدت حريتي في الدعوة إلى الله وفي عباءتي وجلبابي وخماري ، حريتي في اعتزازي بهويتي الإسلامية وليس في تقليد الغرب ، أيقنت بعد مضي الكثير من عمري أن الحرية الحقّيقة هي العبودية التامة لله تبارك وتعالى .