princess_arwaa
princess_arwaa
مجهود رائع، جزاك الله خيرا.
أنا من المتابعات لمواضيعك، من قبل التسجيل في المنتدى،
ونصيحتي لكل أم مهتمة بتربية أولادها بطريقة تربوية صحيحة، أن تجعل مواضيعك منهاجا لها. وفقك الله ونفع بك المسلمين.
صديقة أمي
صديقة أمي
سلمت يداك
عطر الزمن
عطر الزمن
سلمت يداك
سلمت يداك
اشكر اخواتي.........

princess_arwaa

و

صديقة أمي


المرور الرائع والمشاركة الاروع............تسلمون..........
عطر الزمن
عطر الزمن
قواعد احتياطية للتربية الجنسية للطفل


قواعد احتياطية للتربية الجنسية للطفل

* يوسف مدن
ـ تثقيف الطفل جنسياً وفقهياً:
إنّ الطفل بحاجة منذ بدء تعقله، وتمييزه للأمور إلى إمداده بالمعلومات الجنسية التي تلائم سنه، وتعليمه بمختلف الأحكام الفقهية شيئاً فشيئاً، خاصة ما يحتاج إليها من آداب التربية الجنسية، كتدريبه على كيفية الاستنجاء، والاستبراء إن كان ذكراً، وضرورة إدارة وجهه ـ وقت التخلي ـ عن القبلة استقبالاً واستدباراً، وكيفية تطهير ملابسه من البول والغائط، وغسل بقع الدم من جسمه أو ثيابه حين وقت الصلاة أو غيرها.
ومهمة المربي تدريبه عملياً على فهم هذه الأحكام بالممارسة، والإشراف على مدى نجاح الطفل المميز في التطبيق للاطمئنان على تفاعله مع هذه الأحكام، فليس مهماً فحسب أن يخزن الطفل هذه المعلومات الفقهية في عقله، وإنما يتفاعل معها بإرادته، ويحاول دائماً تطبيقها طواعية، حتى لو كان اتقانها لها في المحاولات الأولى ضعيفاً، فالممارسة الدائمة كفيلة بتحسن اتقانه.
والطفل ـ عادة ـ إما أن يسال بنفسه عن بعض المعلومات الجنسية والفقهية أو يبادر المربي إلى تثقيفه، وتدريبه ـ علمياً ـ على هذه الأفعال، فقد يسأل الطفل أمه ـ مثلاً ـ عن سبب نهرها له عندما أراد التخلي مستقبلاً للقبلة أو مستدبراً، وربما لا يسأل عن سر ذلك، وقد يلح عليه والده بإزالة بقع الدم من ثيابه حينما ينوي الصلاة، ويلتفت الصبي إلى هذا فيسأله أو لا ينتبه إلى ذلك فينفذ الأمر دون فهم، وهنا لابد من توضيح هذه الأمور للطفل نظرياً وعملياً.
إن هذا الإعداد المبكر يوفر قدرة أفضل للطفل المميز للتكيف السليم مع المواقف الجنسية، ويحميه من حرج شديد قد يتعرض له مستقبلاً، وبخاصة في فترة البلوغ.
1 ـ الاستئذان:
شدد المشرع الإسلامي على أدب الاستئذان منذ الصغر، باعتباره مدخلاً لقاعدة الاحتشام وقد نصت الآيتان رقم 58 ـ 59 من سورة النور على هذا المبدأ، وقد آن الأوان أن يعود إلى البيوت المسلمة بعد غياب طويلن تعرضت فيه هذه البيوت إلى تجاوزات ضد أحكام العورة وآداب العلاقة الزوجية بأسرها.
وبمعاينة الآيتين الشريفتين المذكور نجد المشرع يشير إلى فترتين لتطبيقه، عملاً بمبدأ التدرج في التربية الجنسية للطفل، فالفترة الأولى سمح المشرع للأرقاء والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم ـ خاصة المميزين ـ بالدخول على غيرهم، وبالذات الأبوين، ما عدا ثلاثة أوقات هي: قبل صلاة الفجر ... وحين وضع الثياب من الظهيرة ... ومن بعد صلاة العشاء، فهذه الأوقات ثلاثة عورات لا ينبغي لأحد حتى الصغار الذين لم يبلغوا، حق الدخول على غيرهم.
ويظل هذا الأدب هو الصورة الطبيعية بين الآباء وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم، ولكن الأمر يتغير بأسره بدخول الطفل فترة البلوغ، والتكليف الشرعي، والإلزام في تطبيق الأوامر والنواهي الإلهية، وعندئذ يدخل مبدأ الاستئذان عهداً آخر، ويظل هو نمط العلاقة الأسرية، والاجتماعية في كل حين، فلا يمكن للبالغ أن يدخل على غيره بغير استئذان في مختلف الأوقات، صيانة لأعراض المنازل، وحفاظاً على تماسك الروابط العائلية، بل ترتب عن هذا المبدأ قبل البلوغ وبعد أحكام أخرى تتعلق بالنظر إلى العورة، والعلاقة الجنسية، وأحوال الغير.
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم، والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات، من قبل صلاة الفجر، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء، ثلاث عورات لكم، ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن، طوّافون عليكم بعضكم على بعض، كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم) سورة النور/ آية 58.
هذا ما يخص الفترة الأولى، استئذان في ثلاثة أوقات.
أما ما يخص الفترة الثانية فيكون بعد البلوغ، وبداية عهد التكليف، يكون الاستئذان فيه شاملاً لكل الأوقات بمقتضى قوله تعالى: (وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم، فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم، وكذلك يبين الله لكم آياته، والله عليم حكيم) سورة النور/ آية 59.
وسر لاستئذان واضح للجميع، فبدونه يتم الاطلاع على العورات فيؤثر ذلك على نفسية الطفل المميز، وربما تظل المناظر المثيرة تلاحق ذهنه حتى ما بعد بلوغه، فيحدث له ضرراً بالغاً، يضعه بين براثن الصراعات، والأمراض العصابية، فهل تمحى ـ مثلاً من ذهنه صورة أمه، وهي بين أحضان أبيه، يقبلها أو يداعبها أو يجامعها؟
3 ـ تعيين ضوابط النظر والتستر:
تشمل هذه المسألة نقطتين هامتين هما ستر العورة للأبوين عن طفلهما وبخاصة المرأة، والمسألة الثانية نوع الملابس وتأثيرها على نفسية الطفل.
فأما بالنسبة للمسألة الأولى فيمكن القول بأنه يجب على البالغ المكلف ستر عورته عن نظر الطفل المميز، كما يحرم على البالغ أن ينظر إلى عورة الطفل المميز أو يلمسها بشهوة، لأن الصبي المميز يحسن وصف ما يرى، وأكد الفقهاء بأنه: يجب على كل من الرجل والمرأة ستر عورتهما عن الناظر البالغ، وعن الناظر المميز ـ غير البالغ، وهو الصبي أو الفتاة الذي يكون على درجة من النباهة والوعي.
بحيث يتأثر بالأشياء ويعقلها من دون تحديد للعمر.
لكن «يجوز للبالغ أن ينظر، ويلمس كل شيء من جسد غير البالغ ولو كان مميزاً من دون شهوة سواء مع الاختلاف في الذكورة والأنوثة أو الاتفاق، وإذا ترتب على النظر إلى غير البالغ المميز فتنة الناظر، فإنه يحرم النظر عند ذلك ـ على الأحوط ـ لزوماً.
هذا بالنسبة للنظر إلى عورة الأجنبي.
لكن المشرع تسامح ـ أن يرى الطفل المميز ـ شعرها، وذراعيها، وساقيها، ورقبتها عدا العورة «يجوز للرجل أن ينظر إلى جسد محارمه من النساء بدون شهوة، ويحرم عليه النظر إلى العورة، كذلك يحرم عليه النظر إلى ما بين السرة والركبة من جسدهن على الأحوط سواء مع الشهوة أو بدونها، ويجوز للمرأة أن تنظر إلى جسد محارمها من الرجال من دون شهوة، ويحرم عليها النظر إلى نفس العورة ولو من دون شهوة.
ولهذا يجب أن تخفي المرأة زينتها قدر المستطاع أمام طفلها المميز إلا ما أجازه المشرع مثل كشف شعر الرأس والرقبة والذراع، وإظهار قلادتها، والدملج وما دونه، وما يوضع من أدوات الزينة في اليد والرجل أعلى الصدر شرط أن يكون التزين غير مبالغ، لئلا يكون سبباً للفت نظر الطفل المميز إلى أمر يضر بمستقبل تربيته الجنسية.
والمسألة الأخرى هي الملابس، باعتبارها عاملاً مسبباً للشهوة أو ضابطاً لها، لهذا لفت المشرع نظرنا إلى ضرورة أن تكون هذه الملابس ساترة، واسعة لا تثير فتنة الناظر وإغراؤه جنسياً. وبالرغم من أن بعض الفقهاء أجازوا صحة التستر بالثياب الضيقة، غير أنهم أوجبوا الستر بنحو لا يوجب بروز العورة إذا كان ذلك سبباً لفتنة الناظر فالأفضل في جميع الحالات أن تكون الثياب غير مجسمة للعورة، ولا مبرزة لمفاتن الجسد، فكلما كانت الثياب واسعة فضفاضة، كان أكمل وأحسن من الناحية الشرعية والصحية. كالالتزام بقواعد النظافة، والبعد عن المهيجات الجنسية.
والواقع أن تعليمات المشرع الإسلامي في مسألة اللباس السليم ليست موجهة للكبار فحسب لمنع إثارة وتهيج الشهوة عند غيرهم، بل إنه يطالب بتدريب الطفل على ارتداء الملابس الواسعة ليتعود عليها مستقبلاً، ولتحميه من مهيجات الشهوة خاصة في فترة البلوغ، فالملابس الضيقة تلامس جسمه باستمرار وبشكل عادي، فتسبب له تهيجاً شهوياً أثناء فترة نضجه الجنسي كالرغبة في العادة السرية أو «الاستمناء».
يقول الأستاذ الغوصي: «يجب أن تراعى القواعد البسيطة التي قد تساعد الطفل على وقايته من الاستمناء كاتساع الملابس، والنظافة المحلية، ومنع المهيجات بأنواعها المختلفة».
4 ـ إبعاد الطفل عن العملية الجنسية:
ينعقد رأي الكثير من المربين على ضرورة إبعاد الطفل ـ خاصة المميز ـ عن رؤية العملية الجنسية بين الزوجين، لخطورتها الكبيرة على استقامته مستقبلاً، لهذا ينبغي أن يظل العمل الجنسي بينهما في نطاق السرية والكتمان، وأن نساهلهما إزاءه بسبب مشكلات نفسية للأطفال المميزين، والمراهقين، ولعل أبرز هذه المشكلات الرغبة في الزنا أو اللواطية أو أي مظهر منحرف للنشاط الجنسي.
ومن هنا فإن رأي المشرع الإسلامي يقوم على أساس حكمين، أحدهما كراهة أن ينظر طفل غير مميز للأبوين في أية علاقة جنسية بينهما، والآخر حرمة رؤية الطفل المميز لهذه السلوك، لأن الأول لا يحسن الوصف لما يراه، والثاني يميز فيصف لما يرى، وقد سبق اكثر من مرة أن قلنا أن هذا الاطلاع على الممارسة بين أبوي ـ الطفل المميز ـ يدخله أحياناً في تجربة جنسية لا يعلم بمخاطرها عليه.
5ـ التفريق بين الأبناء في المضاجع:
هذا العزل في مضاجع الذكور والإناث، ومضاجع أفراد كل جنس على حدة، يعتبر قاعدة تربوية أخرى لنجاح تربيتنا الجنسية لأطفالنا، فعن طريق ـ التفريق ـ يبعد الأولاد عن غرفة الوالدين، ويتم عزلهم عن نطاق المكان الذي تتم ثه العملية الجنسية بينهما، كما أن عزل الذكور عن الإناث، بحيث يكون لأفراد كل جنس غرف خاصة مستقلة، يجنب الأولاد من الجنسين أية احتكاكات بدنية يمكن أن تؤدي إلى بعض المداعبات الجنسية الخطرة.
ولا يخفى أن يكون العزل في المضاجع وسيلة تربوية يشعر فيها كل عضو من الأسرة بما يمتلكه، بحيث لا يمكن لغيره استعماله بغير موافقته، فقد يحصل على غرفة مستقلة بأدواتها، وليس من حق أحد أن يتدخل في كيفية تنظيمها، وترتيب أثاثها، واستعمال أدواتها، وبالتالي تمكن الفرد من خلال هذا العزل تنمية شعوره بالاستقلالية، والتفرد الخاص لكيانه.
والملاحظ أن المشرع كما سبق القول، لا يحدد سناً معيناً واحداً للبدء بعملية التفريق بين الأبناء في المضاجع، فحيناً تحدد بعض الروايات العاشرة من العمر للعمل بهذه القاعدة التربوية، وحيناً تشير روايات أخرى إلى سن السادسة أو السابعة أو الثامنة كنقطة بدء، ولعل تفاوت الروايات في تحديد سن العمل بمبدأ العزل بين الأبناء في الفراش، يعود إلى فوارق النضج الجنسي بين الأطفال المميزين ـ ذكوراً وإناثاً ـ من بيئة إلى أخرى، وذلك باختلاف الظروف الجغرافية، والمناخية، والثقافية بين الناس، والمهم أن ينتبه المربي المسلم إلى ذلك.
فمثلاً قال النبي (ص) عن هذا الموضوع: «الصبي والصبي، والصبي والصبية، والصبية والصبية يفرق بينهم في المضاجع لعشر سنين».
6 ـ المسكن الملائم:
كي يتمكن المربي المسلم من إرساء قواعد التربية الجنسية في شخصية الطفل المميز ـ خاصة الاستئذان، والتفرقة في المضاجع ـ يحتاج إلى دار سكن واسعة، ملائمة صحياً، فتوفير المنزل المناسب حق ضمنه المشرع الإسلامي لكل أفراد المجتمع المسلم، بل إنه جعل من سعة المنزل راحة للمؤمن وسعادة لدنياه، وقد أشارت النصوص الإسلامية بصراحة إلى أهمية المنزل الواسع في حياة الفرد المسلم.
فالبيت الواسع، الملائم يمثل مجالاً كبيراً لتربية أطفالنا المميزين على قواعد التربية الجنسية، وبدونه تُعاق قدرة المربي المسلم ـ وبخاصة الأب والأم ـ عن تطبيق دقيق، ومحكم لبعض هذه القواعد، فكيف يدرب طفله على سلوك الاستئذان وهو لا يملك في بيته سوى غرفة نوم واحدة؟ وكيف يتمكن من التفريق بين أبنائهم في المضاجع، وبيته لا يضم سوى غرفتين للنوم، إحداها للأبوين، والأخرى يتكدس فيها الأبناء ذكوراً وإناثاً؟ وهل يمكنه منع الإثارات الجنسية، وهو لا يملك الظروف الصحيحة لإبعاد طفله عن هذه الإثارات.
وبالتأكيد تختفي هذه المشاكل جميعاً أو أغلبها بضمان حق الفرد المسلم في المسكن الواسع.
عطر الزمن
عطر الزمن
قواعد احتياطية للتربية الجنسية للطفل قواعد احتياطية للتربية الجنسية للطفل * يوسف مدن ـ تثقيف الطفل جنسياً وفقهياً: إنّ الطفل بحاجة منذ بدء تعقله، وتمييزه للأمور إلى إمداده بالمعلومات الجنسية التي تلائم سنه، وتعليمه بمختلف الأحكام الفقهية شيئاً فشيئاً، خاصة ما يحتاج إليها من آداب التربية الجنسية، كتدريبه على كيفية الاستنجاء، والاستبراء إن كان ذكراً، وضرورة إدارة وجهه ـ وقت التخلي ـ عن القبلة استقبالاً واستدباراً، وكيفية تطهير ملابسه من البول والغائط، وغسل بقع الدم من جسمه أو ثيابه حين وقت الصلاة أو غيرها. ومهمة المربي تدريبه عملياً على فهم هذه الأحكام بالممارسة، والإشراف على مدى نجاح الطفل المميز في التطبيق للاطمئنان على تفاعله مع هذه الأحكام، فليس مهماً فحسب أن يخزن الطفل هذه المعلومات الفقهية في عقله، وإنما يتفاعل معها بإرادته، ويحاول دائماً تطبيقها طواعية، حتى لو كان اتقانها لها في المحاولات الأولى ضعيفاً، فالممارسة الدائمة كفيلة بتحسن اتقانه. والطفل ـ عادة ـ إما أن يسال بنفسه عن بعض المعلومات الجنسية والفقهية أو يبادر المربي إلى تثقيفه، وتدريبه ـ علمياً ـ على هذه الأفعال، فقد يسأل الطفل أمه ـ مثلاً ـ عن سبب نهرها له عندما أراد التخلي مستقبلاً للقبلة أو مستدبراً، وربما لا يسأل عن سر ذلك، وقد يلح عليه والده بإزالة بقع الدم من ثيابه حينما ينوي الصلاة، ويلتفت الصبي إلى هذا فيسأله أو لا ينتبه إلى ذلك فينفذ الأمر دون فهم، وهنا لابد من توضيح هذه الأمور للطفل نظرياً وعملياً. إن هذا الإعداد المبكر يوفر قدرة أفضل للطفل المميز للتكيف السليم مع المواقف الجنسية، ويحميه من حرج شديد قد يتعرض له مستقبلاً، وبخاصة في فترة البلوغ. 1 ـ الاستئذان: شدد المشرع الإسلامي على أدب الاستئذان منذ الصغر، باعتباره مدخلاً لقاعدة الاحتشام وقد نصت الآيتان رقم 58 ـ 59 من سورة النور على هذا المبدأ، وقد آن الأوان أن يعود إلى البيوت المسلمة بعد غياب طويلن تعرضت فيه هذه البيوت إلى تجاوزات ضد أحكام العورة وآداب العلاقة الزوجية بأسرها. وبمعاينة الآيتين الشريفتين المذكور نجد المشرع يشير إلى فترتين لتطبيقه، عملاً بمبدأ التدرج في التربية الجنسية للطفل، فالفترة الأولى سمح المشرع للأرقاء والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم ـ خاصة المميزين ـ بالدخول على غيرهم، وبالذات الأبوين، ما عدا ثلاثة أوقات هي: قبل صلاة الفجر ... وحين وضع الثياب من الظهيرة ... ومن بعد صلاة العشاء، فهذه الأوقات ثلاثة عورات لا ينبغي لأحد حتى الصغار الذين لم يبلغوا، حق الدخول على غيرهم. ويظل هذا الأدب هو الصورة الطبيعية بين الآباء وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم، ولكن الأمر يتغير بأسره بدخول الطفل فترة البلوغ، والتكليف الشرعي، والإلزام في تطبيق الأوامر والنواهي الإلهية، وعندئذ يدخل مبدأ الاستئذان عهداً آخر، ويظل هو نمط العلاقة الأسرية، والاجتماعية في كل حين، فلا يمكن للبالغ أن يدخل على غيره بغير استئذان في مختلف الأوقات، صيانة لأعراض المنازل، وحفاظاً على تماسك الروابط العائلية، بل ترتب عن هذا المبدأ قبل البلوغ وبعد أحكام أخرى تتعلق بالنظر إلى العورة، والعلاقة الجنسية، وأحوال الغير. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم، والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات، من قبل صلاة الفجر، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء، ثلاث عورات لكم، ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن، طوّافون عليكم بعضكم على بعض، كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم) سورة النور/ آية 58. هذا ما يخص الفترة الأولى، استئذان في ثلاثة أوقات. أما ما يخص الفترة الثانية فيكون بعد البلوغ، وبداية عهد التكليف، يكون الاستئذان فيه شاملاً لكل الأوقات بمقتضى قوله تعالى: (وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم، فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم، وكذلك يبين الله لكم آياته، والله عليم حكيم) سورة النور/ آية 59. وسر لاستئذان واضح للجميع، فبدونه يتم الاطلاع على العورات فيؤثر ذلك على نفسية الطفل المميز، وربما تظل المناظر المثيرة تلاحق ذهنه حتى ما بعد بلوغه، فيحدث له ضرراً بالغاً، يضعه بين براثن الصراعات، والأمراض العصابية، فهل تمحى ـ مثلاً من ذهنه صورة أمه، وهي بين أحضان أبيه، يقبلها أو يداعبها أو يجامعها؟ 3 ـ تعيين ضوابط النظر والتستر: تشمل هذه المسألة نقطتين هامتين هما ستر العورة للأبوين عن طفلهما وبخاصة المرأة، والمسألة الثانية نوع الملابس وتأثيرها على نفسية الطفل. فأما بالنسبة للمسألة الأولى فيمكن القول بأنه يجب على البالغ المكلف ستر عورته عن نظر الطفل المميز، كما يحرم على البالغ أن ينظر إلى عورة الطفل المميز أو يلمسها بشهوة، لأن الصبي المميز يحسن وصف ما يرى، وأكد الفقهاء بأنه: يجب على كل من الرجل والمرأة ستر عورتهما عن الناظر البالغ، وعن الناظر المميز ـ غير البالغ، وهو الصبي أو الفتاة الذي يكون على درجة من النباهة والوعي. بحيث يتأثر بالأشياء ويعقلها من دون تحديد للعمر. لكن «يجوز للبالغ أن ينظر، ويلمس كل شيء من جسد غير البالغ ولو كان مميزاً من دون شهوة سواء مع الاختلاف في الذكورة والأنوثة أو الاتفاق، وإذا ترتب على النظر إلى غير البالغ المميز فتنة الناظر، فإنه يحرم النظر عند ذلك ـ على الأحوط ـ لزوماً. هذا بالنسبة للنظر إلى عورة الأجنبي. لكن المشرع تسامح ـ أن يرى الطفل المميز ـ شعرها، وذراعيها، وساقيها، ورقبتها عدا العورة «يجوز للرجل أن ينظر إلى جسد محارمه من النساء بدون شهوة، ويحرم عليه النظر إلى العورة، كذلك يحرم عليه النظر إلى ما بين السرة والركبة من جسدهن على الأحوط سواء مع الشهوة أو بدونها، ويجوز للمرأة أن تنظر إلى جسد محارمها من الرجال من دون شهوة، ويحرم عليها النظر إلى نفس العورة ولو من دون شهوة. ولهذا يجب أن تخفي المرأة زينتها قدر المستطاع أمام طفلها المميز إلا ما أجازه المشرع مثل كشف شعر الرأس والرقبة والذراع، وإظهار قلادتها، والدملج وما دونه، وما يوضع من أدوات الزينة في اليد والرجل أعلى الصدر شرط أن يكون التزين غير مبالغ، لئلا يكون سبباً للفت نظر الطفل المميز إلى أمر يضر بمستقبل تربيته الجنسية. والمسألة الأخرى هي الملابس، باعتبارها عاملاً مسبباً للشهوة أو ضابطاً لها، لهذا لفت المشرع نظرنا إلى ضرورة أن تكون هذه الملابس ساترة، واسعة لا تثير فتنة الناظر وإغراؤه جنسياً. وبالرغم من أن بعض الفقهاء أجازوا صحة التستر بالثياب الضيقة، غير أنهم أوجبوا الستر بنحو لا يوجب بروز العورة إذا كان ذلك سبباً لفتنة الناظر فالأفضل في جميع الحالات أن تكون الثياب غير مجسمة للعورة، ولا مبرزة لمفاتن الجسد، فكلما كانت الثياب واسعة فضفاضة، كان أكمل وأحسن من الناحية الشرعية والصحية. كالالتزام بقواعد النظافة، والبعد عن المهيجات الجنسية. والواقع أن تعليمات المشرع الإسلامي في مسألة اللباس السليم ليست موجهة للكبار فحسب لمنع إثارة وتهيج الشهوة عند غيرهم، بل إنه يطالب بتدريب الطفل على ارتداء الملابس الواسعة ليتعود عليها مستقبلاً، ولتحميه من مهيجات الشهوة خاصة في فترة البلوغ، فالملابس الضيقة تلامس جسمه باستمرار وبشكل عادي، فتسبب له تهيجاً شهوياً أثناء فترة نضجه الجنسي كالرغبة في العادة السرية أو «الاستمناء». يقول الأستاذ الغوصي: «يجب أن تراعى القواعد البسيطة التي قد تساعد الطفل على وقايته من الاستمناء كاتساع الملابس، والنظافة المحلية، ومنع المهيجات بأنواعها المختلفة». 4 ـ إبعاد الطفل عن العملية الجنسية: ينعقد رأي الكثير من المربين على ضرورة إبعاد الطفل ـ خاصة المميز ـ عن رؤية العملية الجنسية بين الزوجين، لخطورتها الكبيرة على استقامته مستقبلاً، لهذا ينبغي أن يظل العمل الجنسي بينهما في نطاق السرية والكتمان، وأن نساهلهما إزاءه بسبب مشكلات نفسية للأطفال المميزين، والمراهقين، ولعل أبرز هذه المشكلات الرغبة في الزنا أو اللواطية أو أي مظهر منحرف للنشاط الجنسي. ومن هنا فإن رأي المشرع الإسلامي يقوم على أساس حكمين، أحدهما كراهة أن ينظر طفل غير مميز للأبوين في أية علاقة جنسية بينهما، والآخر حرمة رؤية الطفل المميز لهذه السلوك، لأن الأول لا يحسن الوصف لما يراه، والثاني يميز فيصف لما يرى، وقد سبق اكثر من مرة أن قلنا أن هذا الاطلاع على الممارسة بين أبوي ـ الطفل المميز ـ يدخله أحياناً في تجربة جنسية لا يعلم بمخاطرها عليه. 5ـ التفريق بين الأبناء في المضاجع: هذا العزل في مضاجع الذكور والإناث، ومضاجع أفراد كل جنس على حدة، يعتبر قاعدة تربوية أخرى لنجاح تربيتنا الجنسية لأطفالنا، فعن طريق ـ التفريق ـ يبعد الأولاد عن غرفة الوالدين، ويتم عزلهم عن نطاق المكان الذي تتم ثه العملية الجنسية بينهما، كما أن عزل الذكور عن الإناث، بحيث يكون لأفراد كل جنس غرف خاصة مستقلة، يجنب الأولاد من الجنسين أية احتكاكات بدنية يمكن أن تؤدي إلى بعض المداعبات الجنسية الخطرة. ولا يخفى أن يكون العزل في المضاجع وسيلة تربوية يشعر فيها كل عضو من الأسرة بما يمتلكه، بحيث لا يمكن لغيره استعماله بغير موافقته، فقد يحصل على غرفة مستقلة بأدواتها، وليس من حق أحد أن يتدخل في كيفية تنظيمها، وترتيب أثاثها، واستعمال أدواتها، وبالتالي تمكن الفرد من خلال هذا العزل تنمية شعوره بالاستقلالية، والتفرد الخاص لكيانه. والملاحظ أن المشرع كما سبق القول، لا يحدد سناً معيناً واحداً للبدء بعملية التفريق بين الأبناء في المضاجع، فحيناً تحدد بعض الروايات العاشرة من العمر للعمل بهذه القاعدة التربوية، وحيناً تشير روايات أخرى إلى سن السادسة أو السابعة أو الثامنة كنقطة بدء، ولعل تفاوت الروايات في تحديد سن العمل بمبدأ العزل بين الأبناء في الفراش، يعود إلى فوارق النضج الجنسي بين الأطفال المميزين ـ ذكوراً وإناثاً ـ من بيئة إلى أخرى، وذلك باختلاف الظروف الجغرافية، والمناخية، والثقافية بين الناس، والمهم أن ينتبه المربي المسلم إلى ذلك. فمثلاً قال النبي (ص) عن هذا الموضوع: «الصبي والصبي، والصبي والصبية، والصبية والصبية يفرق بينهم في المضاجع لعشر سنين». 6 ـ المسكن الملائم: كي يتمكن المربي المسلم من إرساء قواعد التربية الجنسية في شخصية الطفل المميز ـ خاصة الاستئذان، والتفرقة في المضاجع ـ يحتاج إلى دار سكن واسعة، ملائمة صحياً، فتوفير المنزل المناسب حق ضمنه المشرع الإسلامي لكل أفراد المجتمع المسلم، بل إنه جعل من سعة المنزل راحة للمؤمن وسعادة لدنياه، وقد أشارت النصوص الإسلامية بصراحة إلى أهمية المنزل الواسع في حياة الفرد المسلم. فالبيت الواسع، الملائم يمثل مجالاً كبيراً لتربية أطفالنا المميزين على قواعد التربية الجنسية، وبدونه تُعاق قدرة المربي المسلم ـ وبخاصة الأب والأم ـ عن تطبيق دقيق، ومحكم لبعض هذه القواعد، فكيف يدرب طفله على سلوك الاستئذان وهو لا يملك في بيته سوى غرفة نوم واحدة؟ وكيف يتمكن من التفريق بين أبنائهم في المضاجع، وبيته لا يضم سوى غرفتين للنوم، إحداها للأبوين، والأخرى يتكدس فيها الأبناء ذكوراً وإناثاً؟ وهل يمكنه منع الإثارات الجنسية، وهو لا يملك الظروف الصحيحة لإبعاد طفله عن هذه الإثارات. وبالتأكيد تختفي هذه المشاكل جميعاً أو أغلبها بضمان حق الفرد المسلم في المسكن الواسع.
قواعد احتياطية للتربية الجنسية للطفل قواعد احتياطية للتربية الجنسية للطفل * يوسف مدن ـ...
التمييز بين الأبناء .. خطيئة يمارسها الآباء بسعادة أحياناً
القاهرة / ليلى بيومي 26/9/1427
19/10/2006


التمييز وعدم العدالة والمساواة بين الأبناء مشكلة يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات والمربين، سواء بشكل متعمد أو غير متعمد. ويسبب هذا التصرف الكثير من الآثار السلبية على الصغار تمتد معهم حتى يكبرون.
ويقول الأطباء النفسيون: إن التفرقة بين الأبناء تضر بالابن الذي يُهتَمّ به مثل ما تضر الذي يُهمل, فالأول يبدأ يشعر الغرور والأنفة، ويستصحب ذلك معه طيلة عمره، ثم يكون هذا الغرور وبالاً على أبيه أو أمه الذي ميزته عن إخوته, أما الابن الذي يتعرض للإهمال فإنه يُصاب بعدد من الأمراض النفسية، وتستمر معه أيضاً لفترات طويلة، ويبدأ في كره أمه أو أبيه الذي ميز إخوته عنه.
تفتح (الإسلام اليوم) ملف هذه القضية الأسرية الشائكة، وتسرد آراء العلماء وخبراء النفس حول الدوافع التي تحدو بالآباء أو الأمهات لتفضيل ابن أو إهمال ابن معين, وكيف سيؤثر ذلك على بقية مستقبلهم, كما تستطلع أيضاً آراء أشخاص هم الآن في سن النضج لكن وجدوا مثل هذه المعاملات في أسرهم.
الطبيب الشاب (محمد سالم) يروي خبرته وتجربته في هذا الموضوع فيقول: أنجب أبي في البداية ثلاث بنات، ثم أتبعهن بثلاثة أولاد، لكن الولد الأول فينا ظل له مكانة خاصة ومميزة، ويحظى بحب أبي وتفضيله علينا، وقد انعكس ذلك على أمي هي الأخرى التي أصبحت تفضل أخي الأكبر. كانا يحاولان إخفاء هذا التفضيل، ولكنه كان واضحاً ومعروفاً. والغريب أن أخي الأكبر أُصيب بمرض فزاد الحب له، وأنفق أبي الكثير على زواجه وخصه بعطية كبيرة دوننا. صحيح أن الله أكرمنا وفتح لنا أبواب الخير والرزق، ولكننا نترحم على أبي، وكنا نريد أن يعدل بيننا، ولا يفضل أخي الأكبر علينا.
وتحكي (فاطمة عبد الواحد) الموظفة في إحدى الهيئات الحكومية قصتها فتقول: لقد نشأت في أسرة تفضل الذكور على الإناث، وتحرم الإناث من الميراث، وتهمل تعليم الإناث، ولولا توفيق الله ورعاية خالي لي ما أكملت تعليمي الجامعي، فقد كان يتكفل بنفقتي. كانت الأسرة تفرّق بيننا حتى في الطعام. فاللحم يوزع أولاً على الذكور، فإذا بقي منه شيء يُوزع علينا، وإن لم يتبق شيء لا نتذوق طعم اللحم بالشهور. وكان خطأ الذكر يُغتفر أما أصغر خطأ للأنثى فلا يُغتفر. وحرمني أبي من الميراث، كما هو سائد في عائلته وبلدته، ومع هذا فأنا التي وقفت بجانبه في مرضه، وأنفقت عليه من مالي بينما تخلى عنه أبناؤه الذكور الذين كان يفضلهم علينا.

المساواة الدقيقة


تقول الدكتورة (مديحة علي) أستاذة التربية بجامعة عين شمس: إن المساواة الدقيقة يجب أن تكون مساواة في الطعام، ومساواة في توزيع الكلام، ومساواة في توزيع الانتباه والاهتمام، ومساواة في توزيع النظرات والضحك والمداعبات، كل هذا بقدر الإمكان، لذا يجب أن يحرص الأب أن يسعى إلى تحقيق العدالة في هذا الجانب، كذلك المساواة في الهدايا والعطايا والمساواة باتخاذ القرارات من خلال استشارة الجميع بدون استثناء، وأخذ القرارات بالأغلبية فيما يخصهم. وهناك المساواة بالمشاركة باللعب والمساواة في كلمات المحبة.
وهناك جانب مهم جداً، وهو: المساواة في الاصغاء والاستماع؛ فالأبناء يتفاوتون في الجرأة والخجل، وليس كل واحد منهم يبادر بالحديث ويستأثر بأذن والديه واهتمامه، ومنهم من تزيد متعة الاستماع إليه ومنهم من تقل، ولضبط هذا الجانب الصعب ولتلبية حاجة الأبناء إلى الاستماع إليهم والاهتمام بهم والتعبير عن أفكارهم، لتلبية كل ذلك يجب تخصيص وقت للأحاديث الخاصة. فمن الضروري أن يشعر الأبناء بأن هناك وقتاً مخصصاً لكل منهم تُحترم فيه خصوصيّاتهم.


خطأ المقارنة


ويرى الدكتور وائل المحمدي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة أن الإخوة فيما بينهم في حالة مقارنة مستمرة بكل ما يملك أحدهم من صفات عقلية أو عضلية أو شكلية، وهنا يبدأ دور الوالدين، ومن أهم ما يمكن عمله هو الحرص التام على عدم وضع أيّ مقارنة بين الأبناء.
وهكذا يجب عدم المقارنة في الذكاء والقدرات العقلية، ومن صورها: انظروا إلى أخيكم فلان، إنه متفوق دائماً وذكي وألمعي. وهنا يشعر الإخوة الآخرون بالإحباط والغيرة من أخيهم.
كما يجب عدم المقارنة بالقوة العضلية والمهارة الحركية بين الأولاد، مثل: لا تتشاجروا مع فلان؛ هو أقوى منكم.
ويجب أيضاً عدم المقارنة في الجمال بين البنات، ومن صورها مجرد الثناء على جمال فتاة بحضور أخت لها، فهذا الأسلوب يسبب صدمة هائلة للأخت الأقل في الجمال، ويولّد لديها انكساراً كبيراً وعدم ثقة في النفس.


هل الأبناء مسؤولون؟


ويؤكد الدكتور (عبد العزيز عمران) أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة أن هناك من الآباء من يعتقد أن المسؤول الأكبر عن التمييز بين الأبناء هم الأبناء أنفسهم, وذلك راجع إلى اختلاف الطباع، وحسن التصرف واللباقة في التعامل مع الوالدين لتحقيق المطالب, بحيث يبتعد الوالدان عن المساواة دون قصد أحياناَ. سواء في الإنفاق أو العطف أو حق إبداء الرأي والاعتراض.
وقد يكون الذكر في مجتمعاتنا العربية مقبولاً في جميع تصرفاته عن الأنثى، وتُعطى له كل الصلاحيات وتُنفّذ له كل الرغبات ناسين أو متناسين ما حثتنا عليه تعاليم ديننا الإسلامي من العدل وعدم التمييز.
ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعاً والتفضيل بينهم بسبب الجنس أو ترتيب المولود أو السن أو غيرها نجد بعض الأسر تفضل الأصغر على الأكبر، أو تفضل ابناً من الأبناء؛ لأنه متفوق أو جميل أو ذكي وغيرها من الأساليب الخاطئة.
وهذا بلا شك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم؛ فيشعرون بالحقد والحسد تجاه هذا المفضل، وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل أن يأخذ دون أن يعطي، ويحب أن يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين، ويصبح لا يرى إلا ذاته فقط والآخرون لا يهمونه، وينتج عن ذلك شخصية تعرف مالها، ولا تعرف ما عليها، تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها.


آثار التمييز على الأبناء


هذه الأخطاء قد تؤدِّي إلى الانكماش والعزلة والانطواء كنتيجة سلبيّة، إذا لم تكن تؤدِّي إلى النزاع والاصطدام والشِّجار.
كما يؤدي التمييز إلى علاقة سلبية بين الأبناء؛ إذ يميل الطفل المميز ضده إلى كره أخيه الآخر وغيرته منه، كونه مقرباً من والديه، وحسده على الحنان والرعاية التي يحظى بها، والتي جاءت على حسابه، وقد يصل الأمر إلى تمني أن يُصاب أخوه بأي مكروه حتى يحتل مكانه ويحظى باهتمام والديه.
وعلى النقيض من ذلك ينشأ الولد الذي يشعر بالمساواة مع إخوته، نشأة صحية نقية، بعيدة عن الحقد والحسد والغيرة.
وقد يؤدي الإحساس بالتمييز إلى الإصابة بأمراض نفسية عديدة. ويكون من نتيجة ذلك إخفاق الطفل في تحقيق أهدافه المستقبلية وإشباع حاجاته الجسمية والنفسية والاجتماعية بشكل سوي، وضعف معنوياته وشعوره بالإخفاق والإحباط، ووقوعه تحت وطأة التوتر والصراع النفسيين.
وفي كثير من الحالات عند الأطفال الذين تم التمييز ضدهم منذ الصغر، تبين بأن مشاعر الضيق والحقد قد ترافقهم عند بلوغهم، وقد تنعكس على معاملتهم مع أطفالهم في المستقبل.
وقد يعاني الطفل المفضل هو الآخر من نظرة إخوانه العدائية والكره الممارس ضده على مستوى السلوك اليومي، وقد يصل الأمر إلى مستوى إلحاق الضرر بالتجريح والمقاطعة والضرب في بعض الحالات.


علاج المشكلة


ومن أجل علاج المشكلة يرى الدكتور وائل المحمدي أنه لا بد للوالدين من قراءة نفسية الأبناء، كمحاولة لفهم دواخلهم، ومعرفة احتياجاتهم وردود أفعالهم، وهو ما يتطلب جهداً ودراية خاصة لترجمة المحبة والشعور الداخلي إلى سلوكيات وتصرفات، وفي حالة عدم القدرة على ذلك فلا بأس من التصنع لإبداء المحبة لجميع الأبناء، ومن المؤكد أن يرتاح الأبناء لهذه البادرة لتطفو إلى السطح إيجابياتها، ولو كانت بسيطة.
كما يجب إعطاء الأبناء حقهم في التعبير عن مشاعرهم وحاجاتهم، والاستماع لهم جميعاً.
ويجب عدم إيلاء اهتمام كبير للطفل الصغير بشكل لافت للنظر، خاصة أمام أخيه الذي يكبره مباشرة، كي لا يُفسّر ذلك بأنه نوع من التمييز بينه وبين إخوته.
ويُستحسن بث روح التعاون والمحبة بين الأطفال بعضهم البعض، وتكليفهم بمهام جماعية من شأنها إيجاد هذا التعاون، كما أن من المهم عدم ذكر السلبيات في الطفل وتجريحه أمام إخوته عند القيام بالخطأ، بل مناقشة ذلك معه على انفراد، بالإضافة إلى ضرورة تطبيق التعليمات على الجميع، دون اتباع طرق مختلفة في العقاب والثواب.
كما يجب إعطاء البنت حقها في الدفاع عن نفسها أمام أخيها، وإظهار قدراتها وتشجيعها، وعدم إهمالها.


الحكم الشرعي


وعن حكم الإسلام في هذه القضية يقول الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر: إن كل الآيات التي تتحدث عن العدل في القرآن الكريم يدخل تحتها الجميع بمن فيهم الأب الذي لا يعدل بين أبنائه، وفي السنة النبوية المطهرة عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهوبة من ماله لابنها فالتوى بها سنة، ثم بدا له، فقالت: لا أرضى حتى تُشهِد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي، وأنا غلام فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إن أم هذا، بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ قال: نعم، فقال: " أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا، قال : " فلا تشهدني إذاً؛ فإني لا أشهد على جور".
ويضيف الشيخ جمال قطب: إن التمييز بين الأولاد والتفريق بينهم في أمور الحياة سبب للعقوق، وسبب لكراهية بعضهم البعض، ودافع للعداوة بين الإخوة، وعامل مهم من عوامل الشعور بالنقص، وظاهرة التفريق بين الأولاد من أخطر الظواهر النفسية في تعقيد الولد وانحرافه، وتحوّله إلى حياة الرذيلة والشقاء والإجرام.