السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأحكي لكم عن قصة حدثت معي
ذات مرة كان لدي بحث عن الظواهر السلبية التي تحدث في المدارس ، فذهبت إلى احدى مدارس الثانوية ، كنت في كل يوم اذهب و اجمع معلومات حيث كانت الفترة شهر تقريبا ، وفي كل يوم ارى نفس الفتاة (وهي في الخامسة عشر من العمر) تجلس في زاية ما وحيدة والحزن يخيم على وجهها وكلما مررت بجانبها اجدها تبتسم لي فكنت ابدالها الابتسامة ، دفعني الفضول للسؤال عنها ، سألت الاخصائية الاجتماعية فقالت لي بانها يتيمة الابويين وهي تعيش عند جدتها ولا تحظى بالاهتمام الكافي لكبر سن جدتها اضافة ان لديها مشاكل كثيرة مع اخوها ، ومنذ ذلك الوقت و انا افكر فيها ، كانت لدي الرغبة في مساعدتها و لكني لم اعرف كيف ، بعد اسبوع من وجودي في تلك المدرسة ، كان هناك يوم يسمى اجتماع اولياء الامور حيث ان يستطيع الاب او الام اي ولي امر الطالبة السؤال عن مستواها الدراسي ، فما ان بدأت الفسحة وجدت نفسي ابحث عن تلك الفتاة (لا ادري لماذا كنت ابحث عنها ) فوجدتها جالسة في احدى زوايا المدرسة ، كانت واضعة رأسها بين رجليها وكأنها تبكي ، دفعتني رجلي بالذهاب إليها ، فما ان وصلت ووقفت بجانبها دار بيننا هذا الحديث :
انا : السلام عليكم
وهي تمسح دموعها : وعليكم السلام
انا : هل يمكنني الجلوس بجانبك ؟
هي : نعم تفضلي
جلست بجانبها ، فساد الصمت بيننا للحظات قطعت هذا الصمت وقلت : اسمي ...... ، وانا طالبة جامعية جئت هنا لعمل بحث في مدرستكم، ماذا عنك ؟
هي : اسمي ........ وانا في السنة الثانية ( ثانية ثانوي )
انا : اسمك جميل ، تشرفت بمعرفتك
هي : شكرا لك ، وانا ايضا
انا : لماذا تجلسين هنا وحيدة أليس لديك صديقات ؟
هي : لا
انا : لماذا ؟
هي بعد صمت طويل : لا احد يحبني هنا فالكل ينعتني بالقبيحة
انا : لكني لا اراك قبيحة
هي : حقا !!
انا : اجل عزيزتي ، فانت جميلة ولكن يجب ان تهتمي بنفسك و مظهرك، لكي يحبك الاخرين
رأيت وجهها يعلوه الحزن .. و الدموع في عينيها
هي بنرة حزن و الم : هل لديك ام تهتم بك ؟
اجبتها بحزن : نعم لدي ام تهتم بي
هي : كل لديه ام تهتم به ، الا انا
لم تدع لي مجال لارد عليها ، واكملت حديثها
انظري هناك كل ام جاءت لتسأل عن مستوى ابنتها ، اما انا فلا احد يهتم بي او يسأل عني ، هل لي ان اسألك سؤالا ؟
انا : تفضلي عزيزتي
هي : لماذا نعيش في شقاء و غيرنا يعيش في راحة ؟ لماذا نعيش في الفقر و غيرنا يعيش في الثراء و السلطة ؟ اين العدالة في تقسيم الارزاق و راحة البال في الحياة ؟
تعجبت من سؤالها فكيف لفتاة في الخامسة عشر من العمر ان تسأل مثل هذا السؤال ، اي ألم في داخلها !!
وللحديث بقية

*مرآة نفسي* @mra_nfsy
عضوة شرف عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

عزيزتي المتغلية شكرا لحضورك فتابعي معي غاليتي
================================
أين وصلنا ؟ ..... تذكرت وصلنا إلى هنا ...
سألتني : لماذا نعيش في شقاء و غيرنا يعيش في راحة ؟ لماذا نعيش في الفقر و غيرنا يعيش في الثراء و السلطة ؟ اين العدالة في تقسيم الارزاق و راحة البال في الحياة ؟
تعجبت من سؤالها فكيف لفتاة في الخامسة عشر من العمر ان تسأل مثل هذا السؤال ، اي ألم في داخلها !!
اجبتها : عزيزتي انه ابتلاء و اختبار من الله عز وجل ، فالله تعالى يبتلى انسان بالفقر ، و آخر بالمرض وهكذا ليرى كيف يصنع هذا و كيف يتصرف ذاك ، لذا على الانسان ان يصبر ، فلا بد ان يأتي الفرج
نظرت إلي ثم قالت بحزن : و متى سيأتي الفرج ؟
قلت لها : هل قرأت قول الله تعالى ( ان مع العسر يسرى ، ان مع العسر يسرى ) ؟ فعندما نزلت هذه الاية على النبي عليه الصلاة و السلام قال ابشروا فقد جاء الفرج ، لن يغلب عسر يسريين
انزلت رأسها وسكتت ، احسست انها تريد التحدث عما بداخلها ، قلت لها
ما الذي يضايقك عزيزتي ؟ افصحي عما بداخلك ، فأنا هنا من اجلك
نظرت إلي و الدموع في عينيها ثم قالت : سوف تملين من سماع قصتي
قلت لها : جربيني وسوف ترين بأني لن امل ، فأنا مستمعة جيدة
صمتت لفترة ، فحاولت ان اقطع هذا الصمت و قلت لها : هيا عزيزتي ، لعلي استطيع مساعدتك
قالت و هي تبكي : لا تستطيعين ، فانا بقايا حطام
مسحت دموعها ...و قلت لها: سأحاول ، و سأبذل جهدي لمساعدتك ، فسعادتك تهمني
نظرت إلى باستغراب وقالت : هل حقا سعادتي تهمك !!
ابتسمت لها و قلت : نعم عزيزتي ، الا تثقين بكلامي ؟
قالت : ولماذا تهمك سعادتي ؟ ، لم اعتقد ان هناك من يهمه سعادتي
اجبتها : لان سعادتك هي سعادتي
سألتي : كيف ذلك ؟
اجبتها : عندما اسعد الاخرين ، وارى الابتسامة على شفاهم ، اسعد بذلك
ابتسمت لي وقالت : ستكونين اخصائية ناجحة و محبوبة
(والله لا انسى هذه الكلمة فكلماتها غيرت مجرى حياتي ، جعلت مني انسانة أخرى واثقة من نفسها ، دائمة الابتسامة ، اجتماعية ، سباقة للخير و مساعدة الاخرين )
قلت لها : شكرا لك عزيزتي ، هيا اني انتظر سماع قصتك
انزلت رأسها وسكتت ، احسست انها مترددة ، فقلت لها : لا باس عليك عزيزتي ، يمكننا الحديث في هذا الموضوع في وقت آخر ، والان هل تسمحين لي بأن اكون امك لهذه اللحظة لاسأل عن مستواك الدراسي ؟
نظرت الى باستغراب و بعد صمت قالت : هل حقا ستفعلين ؟
ابتسمت لها و قلت : نعم و لكن بعد موافقتك
اجابت بدون تردد : موافقة....... ولكن سوف اسبب لك الاحراج فمستواي الدراسي ليس جيدا
قمت من مكاني و قلت لها : لا بأس عزيزتي احب ان اجرب ذلك
كانت مسرورة جدا ، وفي نفس الوقت احسست بأني سأكسب ثقتها بسهولة ، وهذا سيسهل لي مساعدتها
وللحديث بقية



الصفحة الأخيرة
:(:(