علامات وأعراض الحمل وعلامات التذكير والتأنيث في الطب الإسلامي
في هذا الكتاب لخصت لكم او بالاخرى اقتبست منه هذا الفصل من إعداد
الدكتور عبد الناصركعدان*
الدكتور محمد رياض زيات **
الفصل الأول
مجمل أعراض وعلامات الحمل وعلامات التذكير والتأنيث fetus genderعند الأطباء العرب:
علامات الحمل
ذكر الأطباء العرب عموما ما يلي كعلامات محتملة للحمل:
1) انقطاع الطمثmenstruation : أو ما يدعونه احياناً غياب الدم, أو عدم رؤية المرأة للدورة. ولكنهم لم يميزوا بالغالب انقطاع الطمثmenstruation الفيزيولوجي ( أثناء الحمل ) وبين انقطاع الطمثmenstruation المرضي, ولم يجددوا سبب هذا العرض, فنجدهم يحددون علامات بعض الأمراض كالرحا أو غيرها ب( يعرض لهن ما يعرض للحوامل من انقطاع الدم و...), كما يرجعون النزف الحاصل أثناء الأشهر الأولى من الحمل ( حالة شائعة, وغالباً سليمة ) إلى حدوث طمث عند الحامل, ونحن نعلم أن الطمثmenstruation لا يحدث عند الحامل, بل تشابه عليهم الأمران ولم يفرقوا بينهما.
2) شهوة المطاعم الردية ( شهوة الطين): وقد ذكرها كل الأطباء العرب ولم يجددوا في الغالب زمن حدوثها, كما لم يجددوا سببها.بل اعتبرها البعض عرضا لمرض في الجنين وجب معالجته بالأدوية المقوية لصحة الجنين.
3) الاقياء vomiting والتبزق: على الرغم انه عرض شائع جداً, بل يكاد يصيب كل الحوامل إلا أن الأطباء العرب ( عدا الرازي ) لم يعيروه الاهتمام, وقلما ذكر في الكتب القديمة, إلا إننا نجد ذكراً واضحاً لعلاج الحالات المرضية منه في أغلب الكتب السابقة وغالباً في (ما يمنع غثيانهن) ولهذا فكأنهم لم يعدوه عرضاً وإنما أقرب أن يكون من المشاكل التي تصيب الحوامل.
4) وجع فم المعدة: وقد ذكره عدد من الأطباء, وذكروا علاجات له عند من تشتد بها الآلام سواء بتغيير الطعام أو باستخدام بعض الوصفات المركبة.
5) الغشي والخفقان:ونجده عند عدد قليل من الأطباء مذكورا كعرض من أعراض الحمل دون ذكر لسببه وإنما نجدهم يضعون معالجات متعددة للحوامل اللواتي يصيبهن الغشي مرات عديدة.
كما نجد ذكراً لبعض العلامات التي كانوا يصلون إليها بالفحص العياني ولسريري:
1) تغير اللون: من ظهور الكلف والنمش وتغير لون الحلمة وتغير لون السحنة عامة وقدموا تفسيراً لذلك, إلا إنهم ربطوا درجة تغير اللون بجنس المولود, وهذا نجده عند كل الأطباء العرب, ونحن نعلم الآن أن جنس المولود لا يؤثر في ظهور ما ندعوه التغيرات اللونية والمرتبطة بإفراز زائد لبعض الهرمونات النخامية, وإن كانت درجة ظهور تبدلات السحنة تتعلق بالنواحي النفسية إلى حدٍ قليل, والى اختلافات عرقية وعائلية.
2) تبدلات الثدي: من تبارز في الحجم, وامتلاء العروق المحيطة بالحلمة وتغير لونها, وربما إيلام واضح احياناً بفحص الثدي عند الحامل.
3) تبدلات عنق الرحم cervix: من انغلاق لفوهته( انضمام فم الرحم) وارتفاعه وتغير موضعه (ارتفاعه لأعلى).
4) ألام البطنABDOMINAL PAIN: نجد تكراراً عند معظم الأطباء العرب والمسلمين لتجربة عملية يذكرها اليونانيون: تأثير وجبة من العسل غير المطبوخ في إحداث الم البطن عند الحوامل, وإن اختلفوا في تفسيرها فيما بينهم, وهم بذلك وصلوا لمعرفة ما ندعوه اليوم بالكسل الوظيفي الذي يصيب الجهاز الهضمي بتأثير الهرمونات الجملية, إلا إنهم لم يستطيعوا تفسيره, واعتبره علامة سريرة هامة, رغم إن العكس هو الصحيح فوجودها أو عدم حدوثها لا يدل أو ينفي في أي حال من الأحوال حدوث الحمل.
كما ذكر كل طبيب عددا من الأعراض أو العلامات التي تساعد في تحديد حدوث وعمر الحمل
علامات التذكير والتأنيث
ذكر الأطباء العرب عددا من العلامات السريرية( والتي في مجملها تعتمد على الفلسفة اليونانية) التي بواسطتها حددوا جنس الجنين:
1) جهة توضع الجنين: نجد في ما ذكره الأطباء العرب الكثير عن تمييز جنس الجنين من وضعية الجنين داخل بطن المرأة, وان وجدنا أحيانا اختلافات هامة في بعض هذه العلامات, إلا إنهم اجمعوا على أن (وإن كان في الجانب الأيمن, كان ولدها ذكراً.... وان كان في الجانب الأيسر كان ولدها أنثى),والبعض أشار لتوجه الجنين طولياً أو عرضانيا ًكدليل على جنس المولود.
2) تبدلات الثديين: أشار كل الأطباء العرب إلى إن التبدلات التي تصيب الثديين من تغير في الحجم واللون والشكل لا تكون متساوية بين الطرفين ( وهذه حقيقة علمية ), ولكنهم اعتمدوا عليها خطأً في تحديد جنس الجنين معتمدين على المقولة السابقة بأن الجنين الذكر يكون في الطرف الأيمن من الرحم أو البطن وعليه فيجب أن تظهر التبدلات الشكلية بصورة أشد في نفس الطرف, والعكس بالعكس.
3) شدة ظهور التبدلات اللونية: اعتمد الأطباء العرب على شدة ظهور العلامات الخارجية من الكلف و القناع الوجهي التي تصيب الحامل لتحديد جنس الجنين. فأجمعوا على أن:
( إذا حسن لونها وقل الوحم والكلف كان الجنين ذكراً....... وعلامة الحمل بالإناث الضد من ذلك أي رداءة لونها وكلف وجهها....) وعللوا ذلك بالاعتماد على النظرية الابقراطية من اختلاف المزاج بين المرأة والرجل وتأثير جنس الجنين بالتالي على مزاج الحامل به. ونحن نعلم اليوم أن لا علاقة بين ظهور التبدلات اللونية أو درجتها وبين جنس الجنين.
4) ) النشاط الجسدي والحالة النفسية: ربط الأطباء العرب بين الحالة النفسية للحامل ونشاطها الحركي وبين جنس الجنين معتمدين على النظرية الطبية الابقراطية السابقة لتفسير هذا الاعتقاد فقالوا ( تكون سهلة نشيطة الحركة.....) كعلامة للحمل بالذكر و العكس بالعكس.
5) تبدلات في الأطراف limbs ( الساعدين والساقين):ذكر عدد من الأطباء علامات تظهر على بدن الحامل وخاصة الأطراف limbs السفلية وعدوها علامات تدل على جنس المولود ومثال ذلك قولهم ( وان عرض لها في ساقيها أورام وقروح فإن الجنين أنثى) وغير ذلك من العلامات التي سنعرض لها عند دراسة أراء كل طبيب في ما يلي.
وينبغي أن نشير أن الكثير من العلامات التي تحدث الأطباء العرب كعلامات محددة لجنس المولود هي أعراض تصيب كل الحوامل بدرجات مختلفة لا تتعلق حقيقة – أو بالاستناد إلى العلم الحديث- بكون الجنين ذكراً أو أنثى. ولكنهم وقعوا في هذه الأخطاء لسببين:
1- عدم وجود وسائل تشخيصية مخبرية أو غيرها.
2- اعتمادهم على النظرية اليونانية الطبية القائمة على اختلاف الطبائع والأمزجة بين الذكر والأنثى, والتي تقدم تفسيراً منطقياً ومحكماً لدرجة كبيرة لهذه التصورات, والتي كانت _ بغياب أي إمكانية علمية حقيقية لدحضها _ تحكم ممارستهم وأفكارهم وكتاباتهم.
mamonya @mamonya
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
um3aboodi
•
جزاك الله خير على المعلومات
الصفحة الأخيرة