em mohamed
em mohamed
المقاله السادسه عشر

توعية الرجل بسرطان الثدي


د. سامية العمودي

لأن الحديث عن سرطان الثدي يمس عضواً حساساً عند المرأة.. في مجتمع ذكوري يرى أن شؤون المرأة لا تتم معالجتها إلا بالصمت.. لذلك تشكل التوعية بسرطان الثدي في مجتمعاتنا أمراً بالغ الحساسية وتقابل الفحوصات بالإهمال إن لم يكن بالرفض المطلق ولأن الرجل عندنا في يده مقاليد الحكم وهو مفهوم الولاية العامة بكل ما تحويه من خطأ وصواب، لذلك يخضع علاج المرأة لموافقة الرجل والتداخلات العلاجية والجراحية لا تتم إلا بعد أن يوافق هو عليها، وهو الذي يسمح أو لا يسمح بإجراء الفحوصات، وهو الذي بإمكانه تعطيل كل هذا فاعتمادها عليه يبدأ من السيارة التي يوفرها هو، والمواصلات مشكلة عريقة للكثير من السيدات، ومواعيد المستشفى ترتبط عندهن بمواعيد الزوج.. فهو وسيلة المواصلات الوحيدة لها.. ولذلك من المهم جداً أن نعرف أن الرجل شريك أساسي في سرطان الثدي، ولن ينجح أي برنامج للتوعية أو للفحص المبكر إلا إذا اقتنع الزوج والأب والابن بجدواه. فحتى لو كانت المرأة مقتنعة وتفهم اهميته فلابد من نجاحنا مع الشريك الأساسي الآخر. تقول لي إحدى السيدات: أمي مصابة بسرطان الثدي، واختي توفيت من سرطان الثدي مما يعني انني معرضة للاصابة، واعرف انني لابد وان اجري فحص (الماموجرام) بصورة منتظمة، ولست كغيري لكنني كلما طلبت منه أن يأخذني لعمل الفحص يكون جوابه (يا شيخة اتركيها على الله ولا داعي للوسوسة فلن يصيبنا إلا ما قدر الله). أخرى تقول عندما اذهب للفحص يغضب لأن اغلب المستشفيات ليس بها فتيات أو طبيبات أشعة نساء فيرفض إجراء الفحص ونعود للبيت.

وثالثة تقول زوجي بالكاد يأخذني عندما أمرض ، أما إذا كان لفحوصات دورية فلا يرى لها لزاماً.. وهكذا.. نرى أن الرجل عندنا بحاجة إلى ان يعرف قبل المرأة أن هذه الفحوصات أساسية وتعني الاكتشاف المبكر والذي يساعد على رفع معدل الشفاء إلى نسبة 97%، بل إن الرجل لابد أن يفهم أن الفحوصات هذه وعلاج سرطان الثدي في مراحله الأولى أقل تكاليف مادياً بكثير مما لو تم التشخيص في مراحل متأخرة، والمعاناة لا تقارن ولذلك عندما طلب مني استاذنا الفاضل الدكتور زهير السباعي رئيس جمعية تعزيز الصحة وهي جمعية جديدة رائدة همها الأساسي صحة المجتمع، عندما طلب مني وضع برنامج لمكافحة سرطان الثدي وضعت من ضمنه بنداً خاصاً بالرجل، واقترحت تكوين جمعية من أزواج وقريبات مريضات مصابات فهؤلاء قد اشتركوا في المعاناة واكتسبوا خبرة وأرى أن ينضم لنا بعض الدعاة الأفاضل الذين يعرفون أهمية وحساسية هذه المواضيع. فنحن دولة تحكمها الشريعة الإسلامية في مناحي حياتها في المرض والصحة. والداعية قدوة وكلمته يتبعها الرجل عندنا وامثال فضيلة الشيخ سليمان العودة أو غيره يمكنهم توجيه الرجل إلى أهمية هذه المناحي وشرعية العلاج، ومتى تسمح الضرورة بإجراء الفحص عند رجل أو عند امرأة.. وحتى يمكن الذهاب إلى مختص في جراحة الثدي أو استشاري العلاج الكيماوي في ظل عدم توفر النساء المتخصصات في هذه المجالات، ودور الرجل مهم جداً حتى في محاربة المعتقدات الخاطئة حول العلاج غير الطبي.. وغيره.. ومن هنا نحتاج إلى دعم الرجل حتى في وسائل الإعلام كاتباً وصحفياً وفي كل المجالات. وحبذا لو بدأنا بنشر هذه الرسائل لأبنائنا فهم أزواج الغد وهم آباء الغد.. وهم من بيدهم المساهمة في تغيير الخارطة الصحية لهذا المرض، وهم من بيدهم المساهمة في حملات التوعية بأهمية هذه الفحوصات وانها واجب شرعي وليس رفاهية. وان الوقاية منها تعني الحفاظ على الأحبة من زوجات واخوات وبنات.. فالرجل هو الشريك لنا في رحلة القضاء على السرطان من أجل عالم خالٍ من السرطان لكل من نحب.



رسالة حب:

إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها: لا تنسي الفحص المبكر للأورام.
em mohamed
em mohamed
المقاله السابعه عشر

حتى لا تفقديه ويظل مثل (كواعب أتراباً)

د. سامية العمودي

عندما تصاب المرأة بسرطان الثدي فهذا يصيب منها إحدى دلائل أنوثتها التي تعتز بها ولذلك عندما يطرح الطبيب خيار العلاج الجراحي والذي يعني اما استئصال الورم وحده أو استئصال الثدي باكمله وفي حالات معينة استئصال الثديين معاً.. هنا يتحول السرطان إلى أمر ثانوي ويصبح الثدي والمحافظة عليه أولوية عند بعض السيدات حتى الكبيرات في السن المتزوجات وغير المتزوجات وعندما أصبت بسرطان الثدي قالت لي إحدى المعارف أن أكثر ما اوجعها هو فقدانها للثدي حتى انها كانت تضع ذراعها دائماً على هذا المكان بحركة لا ارادية كما لو كانت تخبئه عن عيون الناس ظناً منها أن الكل سيلاحظ التغيير الذي في صدرها.. بل وانها حتى تغيرت في علاقتها بزوجها واصبحت أكثر حساسية وصعوبة في التعامل معه.. وتقول أخرى أمي كبيرة في السن لكن فكرة الاستئصال كانت مرفوضة تماماً عندها وكانت تقول أريد أن أموت وأنا بكامل أعضائي لا ناقصة ثدي ورفضت العملية فعلاً.. وثالثة تبكي بحرقة وتقول بعد استئصال الثديين معاً اصبحت أشعر انني لم اعد امرأة ورفضت الزواج فكيف اتزوج وكيف احمل ومن أين ارضع صغاري.. والحقيقة أن قيمة الثدي عند الأنثى يثبتها القرآن العظيم الذي لم يترك لنا شأناً إلا وجاء ذكره فيه.. ففي النبأ يقول الله عز وجل (إن للمتقين مفازاً حدائق وأعناباً وكواعب أتراباً) وفي تفسير ابن كثير كواعب أي نواهد يعنون أن أثداءهن نواهد لم يتدلين.. للدلالة على أن الثدي من علامات الأنوثة والجمال وهذه فطرة الله عز وجل.. والأنثى الصغيرة تدرك أهمية الثدي منذ بداياتها كأنثى فهو إحدى علامات البلوغ التي ترقبها الفتاة الصغيرة وتنتظرها ليقولوا لها لقد كبرت وانتقلت من اعتاب الطفولة إلى اعتاب المراهقة ولذلك ترقب الطفلة الصغيرة بزوغ صدرها على استحياء وتحلم كثير من الصغيرات بارتداء حمالة الصدر ليشعرن انهن قد كبرن وانضممن إلى عالم الكبار فإذا كبرت الطفلة واستدارت أصبح الثدي من علامات انوثتها وجمالها تخاف ان كان كبيراً وتقلق ان كان صغيراً ولذلك أصبح للجمال صنعة ودخلت جراحة التجميل قلب النساء من أوسع الأبواب لتكبير الثدي ولتصغيره وزاد مع ذلك قلق النساء من هذه العمليات خاصة الخوف من بعض المواد المستعملة مثل السليكون لتكبير الثدي وغيره مما قد يزيد خوفهن من احتمال الإصابة بالسرطان.

وقيمة الثدي تزداد لأنه عضو يميز الأنثى عن الذكر ووظيفة الثدي الأساسية هي أول واهم وظائف الأمومة وتشعر المرأة الحامل باكتمال الانوثة عندما يمتلئ الثدي بالحليب فيزداد جمالاً وحناناً وينسكب بعده غذاء تمد به الأم رضيعها لا بالغذاء الذي لم يجد له علم الصناعة والاقتصاد أي بديل متماثل له في النسب الغذائية وانما في ذاك التواصل في المشاعر والذي يمتد مشاعر دافئة تصبها الأم في فم الرضيع وهي ترضعه وبعد ألا يدلنا هذا على أهمية الثدي في حياة المرأة الانثى اينما كانت على وجه هذه الكرة الارضية واذا فلا عجب بعد ذلك ان أصبح ولازال وسيظل هذا العضو عضواً فريداً غير قابل للمفاوضة أو الفقدان ولذلك عندما تصاب المرأة بسرطان الثدي وعندما يصيبها قضاء الله تكون الصدمة كبيرة إذا كانت فتاة غير متزوجة وصعبة إذا كانت متزوجة فهي علامة انوثة تزهو بها امام الرجل ولا تستطيع ان تقبل بالخسارة أو التفريط بها واذا قبلت بها على مضض ولخطورة الوضع جاءت التساؤلات بعدها عن ماذا بعد الاستصال وما هي عمليات الترميم والتجميل المتاحة والحقيقة ان جراحة التجميل قد اتقنت صناعة الجمال هنا إلى درجة كبيرة مما اوجد حلولاً كثيرة لهذه المعادلات الجمالية لكن مالا يعرفه كثيرون وما نحاول ان نقوله ان التقدم في علاج سرطان الثدي جراحياً قد اوجد بدائل للاستئصال الكامل والجذري المكثف الذي كان يتم قديماً فالغالبية من السيدات في يومنا هذا بامكانهن الحفاظ على هذا الثدي إذا تم تشخيص المرض في مراحله المبكرة ولذلك إذا كنت حريصة على هذا العضو الغالي فعليك بالكشف المبكر فالاورام الصغيرة في المراحل المبكرة يمكن اليوم معالجتها بالتدخل الجراحي المحدود الذي يقوم على استئصال الورم فقط مع الاحتفاظ بالثدي اما الحالات المتقدمة فهذه التي تفقد فيها المرأة ثديها بالكامل وربما حتى الثديين معاً ولذلك يتم التأكيد على أهمية الاكتشاف المبكر والعلاج المبكر حتى إذا حل قضاء الله كان اللطف في القضاء باستئصال الورم فقط مع الاحتفاظ بالثدي.. وحتى لا تفقديه ابدئي من الآن وتذكري دائماً أن الجمال ليس ثدياً ولا شعراً وانما هو إحساس أكبر واعمق من هذا لكننا بشر الانثى بداخلنا تزهو بعلامات الانوثة واولها عند البلوغ الثدي، واهمها عند الموت ليس ان نموت بثديين فحسب وانما ايضاً باجرين الصبر عند الصدمة الأولى واجر البلاء والاحتساب هذا لمن ارادت الدار الباقية والله مع كل انثى في هذا الابتلاء حتى تصل إلى ارفع الدرجات بإذن الله.
em mohamed
em mohamed
المقاله الثامنه عشر

مشاهير العالم وسرطان الثدي

د. سامية العمودي

بعض النساء علامات فارقة في تاريخ سرطان الثدي وسيظل التاريخ يذكر شجاعة شيرلي تمبل التي أصيبت بسرطان الثدي في عام 1972 م وكانت أول امرأة تكسر حاجز الصمت وتخرج للعلن وتحكي عن مرضها وقد بلغت شيرلي تمبل الثامنة والسبعين من العمر في 23 ابريل لهذا العام 2006م.. ومن الذين انضموا إلى هذه القائمة السيدة الأولى في أمريكا بتي فورد والتي أصيبت بسرطان الثدي عام 1974 بعد تولي زوجها الرئاسة بشهرين والسيدة الأولى الأخرى في أمريكا نانسي ريجان والتي أصيبت بسرطان الثدي في أكتوبر 1987 وتلعب هذه السيدة حاليا دورا كبيرا في مجال دعم البحوث خاصة بحوث الخلايا الجذعية.. وتقفز إلى مقدمة التاريخ أيضا السيدة نانسي برينكلر ولهذه السيدة قصة وعد ووفاء حيث أصيبت شقيقتها سوزي بسرطان الثدي في سن مبكرة وتوفيت عام1980 وتقول نانسي (بعد وفاتها أحسست أن هناك وعدا لابد من الوفاء به ومن هنا كانت ولادة أكبر مؤسسة للسرطان مؤسسة سوزان كومن لسرطان الثدي وهذه المؤسسة تعنى بأبحاث سرطان الثدي والتوعية والكشف المبكر للسرطان) وقد أصيبت نانسي هي نفسها أيضا بسرطان الثدي عام 1984 فانضمت بذلك إلى قائمة المشاهير اللواتي حولن مرضهن إلى حملات توعية لدق أجراس الإنذار عاليا وقد أدت هذه الحملات إلى تغيير وجه التاريخ وبعد أن كانت 80% من الحالات تصل في مراحل متقدمة أصبحت 80% بالمائة يتم تشخيصها في مراحلها الأولية عندهم ولو عدنا إلى واقعنا الطبي لوجدنا المعادلة مقلوبة حيث تصل 80% من الحالات عندنا وهي في المراحل المتقدمة مما يؤثر على فرص العلاج.. ورغم مرور سنوات من البحث العلمي ورغم البلايين التي تنفق إلا أننا نفقد كل يوم أحبة وأمهات وأخوات وبنات لنا ولازال الطب عاجزا عن إيجاد علاج شافٍ لسرطان الثدي مما يدعو إلى تكاتف الجهود عالميا فهذا مرض بلا حدود.. ومن هنا أصبحت البحوث هي الأمل الوحيد لمحاربة هذا العدو.. وعندما نقرأ عن الدعم الذي يقوم به مشاهير العالم وأثرياؤه من مليارديرات العالم الغربي وكيف تعمل الجهات العلمية على استقطاب هؤلاء وطلب الدعم منهم عندما نرى هذه الجهود وننتقل إلي عالمنا المحلي ومجتمعنا المسلم المعاصر نجد أنفسنا أمام سؤال واحد أين هم كبار المسلمين وأثرياؤهم من هذه الهموم البشرية وأين أموالهم وأين صدقاتهم وزكواتهم من أبواب الخير والأجر هذه فأموال المسلمين لو وضعت في مجالات البحث العلمي والطبي هذه لدفعنا بعجلة البحث العلمي خطوات عملاقة ولساهمنا في رفع المعاناة عن الأنثى أينما كانت فسرطان الثدي هم مشترك لكل نساء العالم ولن يخلو بيت أو عائلة من مصابة حتى في بيوت الأثرياء والقادرين هؤلاء.. ولربما كان هذا الشهر هو نقطة نظام للبدء في تنظيم هباتنا وصدقاتنا ودفعها لدعم مرضى السرطان ومجالات البحث العلمي في عالم أصبح قرية كونية واحدة، هموم الأنثى فيه هي مطالب شرعية وحقوق إنسانية والصحة أول هذه الحقوق وأهمها، جعلها الله في ميزان حسناتكم (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله...).

رسالة حب:

إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة، لأقول لها: لا تنسي الفحص المبكر للأورام.
em mohamed
em mohamed
المقاله التاسعه عشر

وجاء يوم العملية الجراحية

د. سامية العمودي

اعتذر لكم عن غيابي الاسبوع الماضي فقد خضعت للجراحة يوم الاثنين العاشر من رمضان وبدأت دوامة جديدة يدخلها المرضى كل يوم ولا نشعر بها الا متى ما خلعنا البالطو الابيض كاطباء ولبسنا روب المرضى الازرق وقد كانت الايام السابقة للعملية صعبة للغاية فالعملية مفروغ منها لكن المشكلة في تحديد نوع العملية ولان طبيبي يعرف القاعدة الشرعية التي تحمي حقوق المرضى فقد قال لي بالحرف الواحد واجبي ان اطرح امامك كل الاحتمالات.. كنت اعرف ما يقصد لان العرف المتبع في السنوات الماضية كان ان يتم استئصال الثدي بأكمله ومع تقدم الجراحة امكن في بعض الحالات الاكتفاء بازالة الورم فقط ولذلك ترفض كثير من السيدات الخيار الجراحي بل ان كبيرات السن يفضلن الموت وان يتم دفنهن واعضاؤهن كاملة على ان يتم استئصال ثديهن حتى لو كان ذلك على حساب صحتهن اما بالنسبة للغالبية منا فالاهم هو نسبة الشفاء وقد قمت خلال الفترة الماضية بمراسلة بعض اكبر مراكز سرطان الثدي بالعالم في الولايات المتحدة الامريكية وفي بريطانيا.

وقد اسعدني ما قالوه عن العلاج الكيميائي الذي تلقيته وانه من افضل واقوى العلاجات المعروفة حديثاً لذلك قلت لاخي الاستاذ الدكتور محمود شاهين لقد لامني كثيرون على عدم السفر للعلاج بالخارج وراهنت عليهم وهذا رد المراكز على علاجي.. اما الجراحة فقد اخذت قراري بان التزم بالعقد الذي بيني وبين طبيبي وهو عقد يسميه اخي الاستاذ الدكتر حسان عبدالجبار عقد الثقة بين المريض وطبيبه وهو عقد غير مكتوب وغير معلن لكننا نختار من يعالجنا لاننا نثق فيهم ومن باب الثقة ان نناقش فيما نعلم وان نترك لهم القرار فيما لا نعلم ولذلك عندما كنت في غرفة العمليات كانت اخر كلمة قلتها للاستاذ الدكتور عدنان مرداد عندك الصلاحية كاملة في ان تفعل ما تراه مناسباً وتابعت بيني وبين نفسي بسم الله توكلت على الله وغبت عن العالم من حولي وافقت بعدها على صوته وهو يقول حمدا لله على السلامة ازلنا الورم.. لحظات عصيبة نجد انفسنا فيها بين ايدي الرحمن.. هل كنت خائفة نعم الخوف من الالم ومن الجراحة ومن التخدير ومن عدم استئصال الورم بالكامل ومن عودته ومن فراق هؤلاء الصغار كلها مخاوف نشعر بها جميعاً وهي مشاعر تجيء كوثيقة عليها ختم يشهد بانك بشر مجرد انسان ضعيف لا يملك من نفسه شيئا لكن الله هو الامن وهو الملجأ في هذه اللحظات وجاءت بعد ذلك زيارة الدكتور عبدالرحمن بخش لتقول لي كم هي افضال هذا الرجل علينا كاطباء سعوديين ولمن لا يعلم فهذا الرجل اول من فتح لنا ابواب العمل في القطاع الخاص وهو اول من قام بتصدير هذه الكفاءات الى بقية المستشفيات وقد قلت ذات يوم لزوجته الفاضلة السيدة ام طه يوم جاءتني في عيادتي السابقة في ابراج البدرية اذا كنا قد حققنا شيئاً فهذا من فضل هذا الرجل وانسانيته ولم اعلم ان الله قد كتب لي ان اعود الى نفس المستشفى الذي بدأت مشواري العملي فيه لاخضع لهذه العملية الجراحية والاعجب من هذا ان تشخيص الورم عندي تم يوم 12 ابريل وهو يوم مولدي وتمت الجراحة واستئصال الورم يوم العاشر من رمضان وهو يوم مولد اسراء ابنتي.. اما ما هي اهمية هذه التواريخ فهذه من امور الغيب التي لله الحكمة فيها.


رسالة حب:

إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لاقول لها لا تنسي الفحص المبكر للاورام.
em mohamed
em mohamed
المقاله العشرون

اللحظات المرعبة في رحلتي مع السرطان


د. سامية العمودي

تعرف أنك مصاب بالسرطان فهذا وحده مرعب لكن فضل الله عليّ عظيم ولم يداخلني الرعب لحظة أحسست بالورم في صدري لكنني أحسست بهذا في لحظات معينة أخرى، ففي اليوم الثاني من تشخيص حالتي تم عمل أشعة فحص للعظام استكمالا للفحوصات ولتحديد مرحلة المرض يومها أخذت النتيجة بالتليفون هاتفيا وقالوا لي: “مع الأسف السرطان منتشر في معظم العظام”.. وكما يحدث في الأفلام سقطت السماعة من يدي وجلست مذهولة فأن اكتشف الورم يوم الجمعة ويتم تأكيد التشخيص بأشعة الماموجرام يوم السبت فهذا أمر استطعت احتماله بفضل الله أما أن تتسارع الأمور ويوم الاثنين يقولون لي: “آسفين وصلت للمراحل الأخيرة من المرض” هكذا ببساطة اكتشف في خلال ثمان وأربعين ساعة انني مصابة بالسرطان وأن السرطان في المرحلة الرابعة والأخيرة فهذا ما كان فوق احتمالي وقد سألت زميلتي د. منى باسليم وهي من استشاريات الثدي القلائل في هذا التخصص وكنت أستشيرها عبر الهاتف فقالت لي: “يا دكتورة إذا كانت النتيجة هكذا فلا مجال للجراحة وستتغير طريقة العلاج فالوضع هنا مختلف لكنني لا أستطيع الجزم عبر الهاتف”.. لحظات من العمر لا نتوقع يوما أن نعيشها لكننا نمر بهذه الاختبارات والابتلاءات.. وقتها تملكني الخوف بكل صدق وأسرعت إلى طبيبي بغير موعد.. في الطريق كنت اتحسس جسدي وأسال نفسي: “معقول أن أكون في المراحل الأخيرة من المرض وأنا لا أشعر بأي شيء” وفعلا قمنا بعمل فحوصات أخرى مكثفة وثبت أن تلك النتيجة لم تكن دقيقة.. تلك كانت اول لحظة خوف في هذه التجربة ورأيت فيها معاناة المرضى معنا ومع فحوصاتنا وهي معاناة تحتاج مني إلى وقفات كمريضة تتعرض لما يعيشه مرضانا يوميا من معاناة معنا ومن هنا تأتي أهمية أخذ أكثر من رأي في الحالات الكبيرة.. أما الموقف الثاني فكان يوم قمت بإرسال نتائجي إلى مركز أندرسون في الولايات المتحدة الأمريكية لاستشارتهم في حالتي فوجدوا أن الأشعة تشير إلى وجود منطقة متكلسة في الثدي الآخر وكان رأيهم أن هذا قد يعني احتمال وجود ورم سرطاني غير الأول بالثدي الآخر وطلبوا مني إجراء مزيد من الفحوصات.. لحظة استلمت رسالتهم تسمرت امام شاشة الكومبيوتر فهذا بلاء فوق احتمالي لحظتها أحسست بالذنب من ضعفي وخوفي ودمعت عيني وناجيته قائلة: “هل هذه رسائل حب وابتلاء أخرى إن كانت كذلك فأعنّي فأنا قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”.. وهكذا تتوإلى لحظات البلاء وتتوإلى الاختبارات ويمر الوقت عصيبا بين فحص وآخر حتى جاءت النتيجة ليس هناك أي ورم آخر.. هذه رحلتي قبل العملية وهي رحلة نحكيها الآن في ثوانٍ لكن أن نعيشها فهي عمر من اللحظات المرعبة التي نعيشها بشراً نخاف ونضعف ونتقوى بالصبر والاحتساب.. ولذلك دعوتي التي أطلبها دائما ممن حولي أن يدعوا لي بالثبات وأن يجعلني وإياكم ممن قال عنهم بعض العلماء كما قال لي أحد القراء في رسالة له: “من خلقه الله للجنة لم تزل تأتيه المكاره” جعلنا الله منهم.. اللهم آمين.


رسالة حب:
إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها: “لا تنسي الفحص المبكر للأورام”.