المقاله الثانيه والعشرون
بعض المرضى لا يريدون ورودًا
د.سامية العمودي
نشرت جريدة عكاظ يوم الثلاثاء الموافق 9شوال (31 أكتوبر 2006) خبرا عن استئصال ورم سرطاني يزيد عن 4 كيلوجرامات من ثدي سيدة تبلغ من العمر 30 عاما بمستشفى الملك خالد بتبوك.. استوقفني الخبر أكثر من غيري لأن هذا هو ما نقوله من أن الواقع الصحي للمرأة السعودية عندنا مخيف وأكبر دليل أن تصاب شابة صغيرة في الثلاثين من عمرها ولا تذهب للطبيب إلا بعد أن تحمل هذا الورم المهول في الحجم وهو ورم بالتأكيد لم يصل إلى هذا الحجم بين ليلة وضحاها ولابد أن المسكينة قد عانت في صمت لأسباب أجهلها وتأخر التشخيص حتى هذه المرحلة والصورة المرفقة بالخبر تغني عن الكلام وقد مررت في قراءاتي بما قامت به بعض السيدات في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قمن بمسيرات وبحركات نسائية ملأت الساحة ضجيجا مطالبات بحقوقهن الصحية من توفر وسائل التشخيص المبكر وتوفر مجانية العلاج بل ووصل الأمر إلى الضغط على الكونجرس لرصد ميزانية مخصصة لإجراء البحوث ودعم الدراسات الطبية الخاصة بسرطان الثدي حتى يتم ا لوصول إلى علاج إن لم يكن من أجل المصابات أنفسهن فمن أجل بناتهن والأجيال القادمة.. كل هذا مر في خاطري ونحن نمر بهذا المنعطف التاريخي في واقع المرأة السعودية المعاصرة فهو زمن أرى فيه أنها كمن أتاها الساحر بعصاه السحرية ليحول كل ما حولها إلى ذهب براق وواقع وردي طالما حلمت به وفي عهد هذا المليك من حقنا أن نحلم بواقع صحي مختلف وبخارطة طب مختلفة ليس فيها وفيات ولا فقدان أهل أو أحبة والرعاية الصحية هذه مثل بقية الحقوق التي نخوض فيها كل يوم مثل حق المرأة في العمل وحقها في مشاركة الرجل في عملية البناء لهذا البلد وغيره ولن تستطيع المرأة المشاركة في أي من أمور بلدها إذا لم تتوفر لها أدنى المقومات من رعاية صحية ومن وسائل فحص مبكر ومن توعية ولذا كتبت في تقرير أرسلته للأخ الفاضل الدكتور عبدالحفيظ خوجة المشرف على ملحق الصحة بجريدة الشرق الأوسط وقد تم نشره قبل أسبوعين كتبت عن دور الأجهزة الحكومية المختصة والقادة الدينيين في التوعية ومشروعية العلاج وكذا دور المجتمع المدني من كبار المسلمين واثريائه في دعم البحوث كما يفعل أغنياء العالم في الدول الأخرى.. وأختم حديثي بما كتبه الأخ الزميل صالح الشيحي في جريدة الوطن يوم الجمعة 28 رمضان (20 أكتوبر 2006) تحت عنوان (بعض المرضى لا يريدون وردا) كتب عن أهمية دعم مرضى السرطان والجمعيات الصحية الخيرية وكيف أن دور بعض اللجان يجب أن يتجاوز توزيع الورود على المرضى (الورد جميل) لكن بعض المرضى المحتاجين لا يريدون ورودا كما يقول وإنما قيمة سكن أو إعانة أو راتب. ومن هنا نضع قضية حقوق المرأة الصحية بين يدي من بيده الأمر وللمعلومية أن تكلفة البرامج التوعوية والفحوصات الخاصة بالكشف المبكر للأورام أقل بكثير من تكلفة علاج الحالات المتقدمة كالتي عرضناها في بداية المقال مما يعني أن على المسؤولين إعادة النظر في بعض السياسات الصحية لتوجيه الموارد وجهتها الصحيحة وبهذا نحقق للمرأة حقها الصحي الذي أتفاءل أن يتحقق لها في هذا العهد والله من وراء القصد.

المقاله الثالثه والعشرون
عودة المرض
د.سامية العمودي
ما هي نهاية هذه الرحلة
يقول الأطباء: لا نستطيع أن نقول لأي مريض سرطان لقد شفيت تمامًا .. ويعرف المرضى أن الطب لم يتوصل إلى علاج ناجع وتام، وأن المرض قد يعود في أي لحظة؛ لذلك تتحول الحياة بعد العلاج إلى سلسلة من الفحوصات وحلقات الانتظار، ويملأ الخوف الثواني من عودة المرض. وأذكرأن إحدى الأخوات - ممن أصابهن المرض قبل عامين - قد اتصلت بي تقول لي أحسست بوجود ورم جديد في الثدي الآخر، وأريد أن تفحصيني.. اعتذرت لها لأنني في إجازة مرضية، ونصحتها بالذهاب إلى الجراح المختص. لكن حجم الخوف الذي كان في صوتها لن أنساه أبدًا، وقد تذكرت صوتها وعرفت هذا الأحساس ذات ليلة في رمضان بعد العملية الجراحية بأيام.. كنت أقوم بعمل مساج للذراع، حيث إن هذه التمارين ضرورية للوقاية من تورم الذراع بعد العملية. ليلتها لامست أصابعي كتلة غريبة في ذراعي، أحسست بقلبي يهوي بين ضلوعي، ظننته ورمًا جديدًا ظهر بهذه السرعة. كان الوقت في العشر الأواخر من رمضان، وقبل صلاة الفجر بدقائق لم يكن أمامي غير أن أفترش سجادتي وأدعوه اللطف في قضائه أيَّما كان.. وفي اليوم التالي ابتسمت الابنة الفاضلة د.فاطمة الثبيتي وهي تفحصني بدلاً من طبيبي الذي كان معتكفًا في مكة -آنذاك- وتقول لي: هذا يادكتورة كيس دهني عادي.. فأحسست أن حياتي قد اختلفت فعلاً، وأصبح هاجس الصحة موجودًا في قاموسي اليومي، وأنا التي كنت أكره بطبعي القلق على الصحة؛ ولذلك لم أشعر بالورم إلا وهو في مرحلة متقدمة ..لكن عودة المرض هذه الأيام لم تعد كالسابق.. فالعلاجات الحديثة قد غيَّرت من معدلات الشفاء، وقلّلت من نسبة عودة الورم
إلى حد كبير. ومن هذه العقاقير ما هو متعلق بالهرمونات، ومنها ما هو أكثر حداثة. فبعد ظهور التاموكسافين وغيره هناك الآن عقار الهرسبتين وميزته أنه يعمل على تقليل فرصة عودة المرض، ويستخدم عندما يجرى اختبار معين للورم بتقنية عالية تدل على أن هذا النوع من الأورام بحاجة إلى هذا النوع من العقاقير، ويختلف عن العلاج الكيماوي في أنه يعمل على مهاجمة الخلايا السرطانية فقط، ولا يتعرض للخلايا العادية كما يفعل العلاج الكيماوي. ومن هنا كانت مضاعفاته أقل لكنه علاج طويل الأمد. وقد تقرر أن آخذه عن طريق الوريد كل ثلاثة أسابيع و لمدة عام كامل بعد الانتهاء من العلاج الأشعاعي، ولأن علاج الأورام أحيانًا علاج طويل وقاسٍ، والمتابعة بعد انتهاء مراحل العلاج طويلة الأمد؛ لذا تطول الرحلة ولذلك فرحلتي مع العلاج أصبحت طويلة وربما استمرت معكم أطول مما توقعت، لكنها رحلة تشعر بها كل سيدة تعاني، وكل عائلة لها قريب أو حبيب جاءته رسالة الحب هذه من الله، ولا أعرف إلى متى سنستمر في هذه اللقاءات، لكنها حرب مفتوحة دخلتها بقوة وبدعم أستمده من كل قارىء وقارئة. ولأن الرحلة هذه رحلتي ورحلتكم، سنستمر حتى يشاء الله، وحتى نحقق الهدف من دق هذه الأجراس عاليًا من أجل عالم خالٍ من السرطان، وعالم خالٍ من دمعة واحدة نسكبها على فقد الأحبة فقط؛ لأننا لم نحارب من أجلهم .
رسالة حب :
إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها: لا تنسي الفحص المبكر للأورام.
عودة المرض
د.سامية العمودي
ما هي نهاية هذه الرحلة
يقول الأطباء: لا نستطيع أن نقول لأي مريض سرطان لقد شفيت تمامًا .. ويعرف المرضى أن الطب لم يتوصل إلى علاج ناجع وتام، وأن المرض قد يعود في أي لحظة؛ لذلك تتحول الحياة بعد العلاج إلى سلسلة من الفحوصات وحلقات الانتظار، ويملأ الخوف الثواني من عودة المرض. وأذكرأن إحدى الأخوات - ممن أصابهن المرض قبل عامين - قد اتصلت بي تقول لي أحسست بوجود ورم جديد في الثدي الآخر، وأريد أن تفحصيني.. اعتذرت لها لأنني في إجازة مرضية، ونصحتها بالذهاب إلى الجراح المختص. لكن حجم الخوف الذي كان في صوتها لن أنساه أبدًا، وقد تذكرت صوتها وعرفت هذا الأحساس ذات ليلة في رمضان بعد العملية الجراحية بأيام.. كنت أقوم بعمل مساج للذراع، حيث إن هذه التمارين ضرورية للوقاية من تورم الذراع بعد العملية. ليلتها لامست أصابعي كتلة غريبة في ذراعي، أحسست بقلبي يهوي بين ضلوعي، ظننته ورمًا جديدًا ظهر بهذه السرعة. كان الوقت في العشر الأواخر من رمضان، وقبل صلاة الفجر بدقائق لم يكن أمامي غير أن أفترش سجادتي وأدعوه اللطف في قضائه أيَّما كان.. وفي اليوم التالي ابتسمت الابنة الفاضلة د.فاطمة الثبيتي وهي تفحصني بدلاً من طبيبي الذي كان معتكفًا في مكة -آنذاك- وتقول لي: هذا يادكتورة كيس دهني عادي.. فأحسست أن حياتي قد اختلفت فعلاً، وأصبح هاجس الصحة موجودًا في قاموسي اليومي، وأنا التي كنت أكره بطبعي القلق على الصحة؛ ولذلك لم أشعر بالورم إلا وهو في مرحلة متقدمة ..لكن عودة المرض هذه الأيام لم تعد كالسابق.. فالعلاجات الحديثة قد غيَّرت من معدلات الشفاء، وقلّلت من نسبة عودة الورم
إلى حد كبير. ومن هذه العقاقير ما هو متعلق بالهرمونات، ومنها ما هو أكثر حداثة. فبعد ظهور التاموكسافين وغيره هناك الآن عقار الهرسبتين وميزته أنه يعمل على تقليل فرصة عودة المرض، ويستخدم عندما يجرى اختبار معين للورم بتقنية عالية تدل على أن هذا النوع من الأورام بحاجة إلى هذا النوع من العقاقير، ويختلف عن العلاج الكيماوي في أنه يعمل على مهاجمة الخلايا السرطانية فقط، ولا يتعرض للخلايا العادية كما يفعل العلاج الكيماوي. ومن هنا كانت مضاعفاته أقل لكنه علاج طويل الأمد. وقد تقرر أن آخذه عن طريق الوريد كل ثلاثة أسابيع و لمدة عام كامل بعد الانتهاء من العلاج الأشعاعي، ولأن علاج الأورام أحيانًا علاج طويل وقاسٍ، والمتابعة بعد انتهاء مراحل العلاج طويلة الأمد؛ لذا تطول الرحلة ولذلك فرحلتي مع العلاج أصبحت طويلة وربما استمرت معكم أطول مما توقعت، لكنها رحلة تشعر بها كل سيدة تعاني، وكل عائلة لها قريب أو حبيب جاءته رسالة الحب هذه من الله، ولا أعرف إلى متى سنستمر في هذه اللقاءات، لكنها حرب مفتوحة دخلتها بقوة وبدعم أستمده من كل قارىء وقارئة. ولأن الرحلة هذه رحلتي ورحلتكم، سنستمر حتى يشاء الله، وحتى نحقق الهدف من دق هذه الأجراس عاليًا من أجل عالم خالٍ من السرطان، وعالم خالٍ من دمعة واحدة نسكبها على فقد الأحبة فقط؛ لأننا لم نحارب من أجلهم .
رسالة حب :
إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها: لا تنسي الفحص المبكر للأورام.

المقاله الرابعه والعشرون
ونواصل رحلتي مع سرطان الثدي
د. سامية العمودي
انقطعت عن الكتابة بضعة أسابيع وأشكر كل من سألوني عن توقفي والذي كان بسبب العلاجات التي أرهقتني جسديا ونفسيا فأحببت التوقف لألتقط أنفاسي استعدادا لفترة العلاج القادمة .. فقد أنهيت علاجاتي الرئيسية الثلاثة العلاج الكيماوي والجراحة والعلاج بالأشعة وبدأت الان مرحلة من العلاج لم تكن متوفرة غير حديثا وهي عقار الهرسبتين والذي يعد خطوة كبيرة في مجال العلاجات التي تهاجم الخلايا السرطانية بشكل محدد دون التعرض للخلايا الطبيعية وهو ما يعد بالوصول يوما إلى علاج شافٍ من السرطان نهائيا .. وقد سمعت من أطبائي المعالجين أن بعض الأخوات المريضات يسألن لماذا لا تعطوننا الدواء الذي تأخذه الدكتورة سامية حيث سبق وأن ذكرت العلاج في لقاءات سابقة والحقيقة أن هذا العلاج لا يصلح إلا لفئة معينة من المرضى ممن تظهر الفحوصات حساسية الورم عندهن لهذا النوع من العلاج وهو علاج يقلل من عودة المرض عند هذه الفئة والتي هي أكثر عرضة لانتشار المرض وهذا العلاج يؤخذ لعام كامل ولذلك فعلاج الأورام مكلف وطويل الأمد وعلى قدر البلاء يكون الأجر.. وقد تابعت الأسبوع الماضي مراسم جنازة الرئيس الأمريكي السابق جيرالد فورد وقد رأينا زوجته بتي فورد تشيع زوجها إلى قبره وقد بلغت هي من العمر الآن الثامنة والثمانين وللمعلومية فقد أصيبت بتي فورد بسرطان الثدي عام 1974 بعد تولي زوجها الرئاسة بشهرين وأعطت تصريحا رسميا آنذاك بمرضها وساعدت على كسر حاجز الصمت في بلدها وتشجعت النساء بعدها على إجراء الفحوصات ولها جهود كبيرة في هذا المجال والأهم أنها تعيش بيننا إلى الآن لتؤكد أن الاكتشاف المبكر يعني الفرق بين الحياة والموت وأن الآجال بيد الله فالمثل يقول عندنا (سألوا كيف مريضكم قالوا سليمنا مات)... ولعلي هنا أبدأ معكم صفحة جديدة لا تقتصر على عرض حالة واحدة فقصتي مثل كل القصص ومعاناتي مثل كل من يعاني لكن ما أود البدء فيه من الآن خطوة جديدة أخرى وأمر آخر فأنا اشعر أن كثيرين قد عايشوا معي هذه المعاناة والتي لا زالت مستمرة وهذا جعلكم تشعرون بحجم الألم الذي نعايشه لكن هذا لا يكفي إذا لم نحدث التأثير المطلوب وإذا لم يقم كل رجل منكم بأخذ زوجته أو أمه أو ينصح أيا كان منهن بعمل فحص الماموجرام وهذه هي الخطوة الأولى فأنا أقول دائما ليس من السهل على امرأة مثلي أن تكشف عن ذاتها ومشاعرها وعن موضع الداء في صدرها وما هذا بأمر هين لو لم يتحقق مما فعلت ما نهدف إليه من الاهتمام بموضوع الفحص المبكر.. ومحاربة الأمراض هذه تحتاج إلى برامج وأفراد وخدمة المجتمع المدني تبدأ من الشاب الصغير الذي يأخذ بيد أمه لاجراء الفحص ومن الشابة التي تحدث صديقاتها وامهات صديقاتها عن هذه الفحوصات وبهذا يحدث التغيير ومن أجل هذا أبدأ الآن برامج مركزة مع جهات متعددة من أجل عالم خالٍ من السرطان لابنتي إسراء ولبناتكم جميعا ونتمنى على الله أن يكون في شيء منها بعض الأجر لنا إن شاء الله وإلى لقاء للحديث عن بعض هذه البرامج ودور كل منكم فيها.
رسالة حب : إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها لا تنسي الفحص المبكر للأورام .
ونواصل رحلتي مع سرطان الثدي
د. سامية العمودي
انقطعت عن الكتابة بضعة أسابيع وأشكر كل من سألوني عن توقفي والذي كان بسبب العلاجات التي أرهقتني جسديا ونفسيا فأحببت التوقف لألتقط أنفاسي استعدادا لفترة العلاج القادمة .. فقد أنهيت علاجاتي الرئيسية الثلاثة العلاج الكيماوي والجراحة والعلاج بالأشعة وبدأت الان مرحلة من العلاج لم تكن متوفرة غير حديثا وهي عقار الهرسبتين والذي يعد خطوة كبيرة في مجال العلاجات التي تهاجم الخلايا السرطانية بشكل محدد دون التعرض للخلايا الطبيعية وهو ما يعد بالوصول يوما إلى علاج شافٍ من السرطان نهائيا .. وقد سمعت من أطبائي المعالجين أن بعض الأخوات المريضات يسألن لماذا لا تعطوننا الدواء الذي تأخذه الدكتورة سامية حيث سبق وأن ذكرت العلاج في لقاءات سابقة والحقيقة أن هذا العلاج لا يصلح إلا لفئة معينة من المرضى ممن تظهر الفحوصات حساسية الورم عندهن لهذا النوع من العلاج وهو علاج يقلل من عودة المرض عند هذه الفئة والتي هي أكثر عرضة لانتشار المرض وهذا العلاج يؤخذ لعام كامل ولذلك فعلاج الأورام مكلف وطويل الأمد وعلى قدر البلاء يكون الأجر.. وقد تابعت الأسبوع الماضي مراسم جنازة الرئيس الأمريكي السابق جيرالد فورد وقد رأينا زوجته بتي فورد تشيع زوجها إلى قبره وقد بلغت هي من العمر الآن الثامنة والثمانين وللمعلومية فقد أصيبت بتي فورد بسرطان الثدي عام 1974 بعد تولي زوجها الرئاسة بشهرين وأعطت تصريحا رسميا آنذاك بمرضها وساعدت على كسر حاجز الصمت في بلدها وتشجعت النساء بعدها على إجراء الفحوصات ولها جهود كبيرة في هذا المجال والأهم أنها تعيش بيننا إلى الآن لتؤكد أن الاكتشاف المبكر يعني الفرق بين الحياة والموت وأن الآجال بيد الله فالمثل يقول عندنا (سألوا كيف مريضكم قالوا سليمنا مات)... ولعلي هنا أبدأ معكم صفحة جديدة لا تقتصر على عرض حالة واحدة فقصتي مثل كل القصص ومعاناتي مثل كل من يعاني لكن ما أود البدء فيه من الآن خطوة جديدة أخرى وأمر آخر فأنا اشعر أن كثيرين قد عايشوا معي هذه المعاناة والتي لا زالت مستمرة وهذا جعلكم تشعرون بحجم الألم الذي نعايشه لكن هذا لا يكفي إذا لم نحدث التأثير المطلوب وإذا لم يقم كل رجل منكم بأخذ زوجته أو أمه أو ينصح أيا كان منهن بعمل فحص الماموجرام وهذه هي الخطوة الأولى فأنا أقول دائما ليس من السهل على امرأة مثلي أن تكشف عن ذاتها ومشاعرها وعن موضع الداء في صدرها وما هذا بأمر هين لو لم يتحقق مما فعلت ما نهدف إليه من الاهتمام بموضوع الفحص المبكر.. ومحاربة الأمراض هذه تحتاج إلى برامج وأفراد وخدمة المجتمع المدني تبدأ من الشاب الصغير الذي يأخذ بيد أمه لاجراء الفحص ومن الشابة التي تحدث صديقاتها وامهات صديقاتها عن هذه الفحوصات وبهذا يحدث التغيير ومن أجل هذا أبدأ الآن برامج مركزة مع جهات متعددة من أجل عالم خالٍ من السرطان لابنتي إسراء ولبناتكم جميعا ونتمنى على الله أن يكون في شيء منها بعض الأجر لنا إن شاء الله وإلى لقاء للحديث عن بعض هذه البرامج ودور كل منكم فيها.
رسالة حب : إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها لا تنسي الفحص المبكر للأورام .

المقاله الخامسه والعشرون
كل عام وأنتم بخير
د. سامية العمودي
عام جديد يطل يحمل الرؤى والأحلام ونحمل فيه العطر والورد هدايانا لكم ومعها رسائل حب جديدة ولأن من يقرأ رسائل الحب هذه هو رجل وله أم وأخت أو زوجة وابنة وحبيبة.. ولأن من تقرأ هي أنثى مثلي ومثلك لذلك تحول عام 1428هـ 2007 م عندي إلى عام ذي مذاق خاص ويحمل رسالة واحدة.. معا في حربنا حتى نغير صفحة التاريخ ومعا حتى نكسر حاجز الصمت ومعا حتى لا نفقد أما أو ابنة أو حبيبة أو قريبة أو صديقة فقط لأننا لم نهتم بالفحص المبكر لسرطان الثدي.. ولذلك أقول دائما ربما لم أستطع أن أفعل الكثير لنفسي.. لكنني قررت أن أفعل الكثير من أجل ابنتي الصغيرة إسراء ومن أجل كل زميلاتها وصديقاتها ومن أجل بناتنا اينما كن على وجه هذه الكرة الأرضية ولذلك خطر ببالي أن نبدأ العام بحملة مكثفة نشارك فيها جميعا ليس مهما وليس ضروريا أن تكون لنا مؤسسة أو مظلة أو حتى ميزانية .. فنحن نملك أسلحة كثيرة ومعا نستطيع أن نقوم بحملة من بيوتنا لو كانت النية موجودة وقد خطر لي أن نبدأ بطريقة صغيرة سهلة وجديدة فكلنا نرسل رسائل عبر الجوال للتهنئة بأعيادنا وبالعام الهجري الجديد وأتمنى لو قام كل واحد منكم بإضافة رسالة واحدة صغيرة يقول فيها (بمناسبة العام الهجري الجديد لا تنس الفحص المبكر بأشعة الماموجرام) أتمنى أن ترسلوها وتكلفة الرسالة هللات لكن قال الله تعالى: (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) ولا تستهينوا بهذه الرسالة الصغيرة فالجوالات سريعة الانتشار وقادرة على إحداث تأثير أكثر مما نتصور ولو قام بعضنا بإرسال هذه الرسالة وكتب كما نكتب دائما انشر تؤجر فهذا باب للأجر جاءك إلى عندك.
هذه طريقة واحدة للدعم أطلبها من كل قارىء وقارئة صغيرا كان أم كبيرا وعلموها لمن حولكم لينشروها ويرسلوها.. الطريقة الثانية أتمنى على من يجلسون أمام النت أن يتولوا المشاركة معنا ويتولوا مهمة نشر الرسالة في المواقع وعبر الأيميلات وغرف المحادثات ليقولوا إمرأة من بلدنا طبيبة تحولت إلى مريضة .. وأم تحاول أن تغير الواقع الطبي حتى إذا رحلت عن العالم تركت ابنتها في عالم خال من السرطان..
هل ما أطلبه خيالي..
هل ما أطلبه صعب..
هل ما أطلبه كثير..
هل ما أطلبه فلسفة غير قابلة للتحقيق أو التطبيق..
لا أظن.. يكفي أن نعلم أن الأجر والثواب ليس بالصلاة وقراءة القرآن وحدها فهذه الرسائل باب أجر لخدمة المجتمع المدني الذي هو أنت وأنا وأهلي وأهلكم وهذه هي أول خطوة في حملة أقول عنها (حملة الطبيبة السعودية لعام 1428 -2007) وهي حملة باسمي وباسم زميلتي الطبيبة التي وقعت ضحية لسرطان الثدي بعدي بأسابيع قليلة وباسم كل مريضة تطلب من مجتمعها أن يمد يد الدعم لها وللأحبة من حولنا.. وحتى لا نفقد حبيبة أخرى.. لنبدأ معا مع بداية عام جديد نحن فيه أفراد يتعلمون معنى التكافل الأسلامي في أحلى معانيه ومعنى المجتمع المدني في خدمة المجتمع في أرقى معانيها.. وكل عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم بخير
د. سامية العمودي
عام جديد يطل يحمل الرؤى والأحلام ونحمل فيه العطر والورد هدايانا لكم ومعها رسائل حب جديدة ولأن من يقرأ رسائل الحب هذه هو رجل وله أم وأخت أو زوجة وابنة وحبيبة.. ولأن من تقرأ هي أنثى مثلي ومثلك لذلك تحول عام 1428هـ 2007 م عندي إلى عام ذي مذاق خاص ويحمل رسالة واحدة.. معا في حربنا حتى نغير صفحة التاريخ ومعا حتى نكسر حاجز الصمت ومعا حتى لا نفقد أما أو ابنة أو حبيبة أو قريبة أو صديقة فقط لأننا لم نهتم بالفحص المبكر لسرطان الثدي.. ولذلك أقول دائما ربما لم أستطع أن أفعل الكثير لنفسي.. لكنني قررت أن أفعل الكثير من أجل ابنتي الصغيرة إسراء ومن أجل كل زميلاتها وصديقاتها ومن أجل بناتنا اينما كن على وجه هذه الكرة الأرضية ولذلك خطر ببالي أن نبدأ العام بحملة مكثفة نشارك فيها جميعا ليس مهما وليس ضروريا أن تكون لنا مؤسسة أو مظلة أو حتى ميزانية .. فنحن نملك أسلحة كثيرة ومعا نستطيع أن نقوم بحملة من بيوتنا لو كانت النية موجودة وقد خطر لي أن نبدأ بطريقة صغيرة سهلة وجديدة فكلنا نرسل رسائل عبر الجوال للتهنئة بأعيادنا وبالعام الهجري الجديد وأتمنى لو قام كل واحد منكم بإضافة رسالة واحدة صغيرة يقول فيها (بمناسبة العام الهجري الجديد لا تنس الفحص المبكر بأشعة الماموجرام) أتمنى أن ترسلوها وتكلفة الرسالة هللات لكن قال الله تعالى: (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) ولا تستهينوا بهذه الرسالة الصغيرة فالجوالات سريعة الانتشار وقادرة على إحداث تأثير أكثر مما نتصور ولو قام بعضنا بإرسال هذه الرسالة وكتب كما نكتب دائما انشر تؤجر فهذا باب للأجر جاءك إلى عندك.
هذه طريقة واحدة للدعم أطلبها من كل قارىء وقارئة صغيرا كان أم كبيرا وعلموها لمن حولكم لينشروها ويرسلوها.. الطريقة الثانية أتمنى على من يجلسون أمام النت أن يتولوا المشاركة معنا ويتولوا مهمة نشر الرسالة في المواقع وعبر الأيميلات وغرف المحادثات ليقولوا إمرأة من بلدنا طبيبة تحولت إلى مريضة .. وأم تحاول أن تغير الواقع الطبي حتى إذا رحلت عن العالم تركت ابنتها في عالم خال من السرطان..
هل ما أطلبه خيالي..
هل ما أطلبه صعب..
هل ما أطلبه كثير..
هل ما أطلبه فلسفة غير قابلة للتحقيق أو التطبيق..
لا أظن.. يكفي أن نعلم أن الأجر والثواب ليس بالصلاة وقراءة القرآن وحدها فهذه الرسائل باب أجر لخدمة المجتمع المدني الذي هو أنت وأنا وأهلي وأهلكم وهذه هي أول خطوة في حملة أقول عنها (حملة الطبيبة السعودية لعام 1428 -2007) وهي حملة باسمي وباسم زميلتي الطبيبة التي وقعت ضحية لسرطان الثدي بعدي بأسابيع قليلة وباسم كل مريضة تطلب من مجتمعها أن يمد يد الدعم لها وللأحبة من حولنا.. وحتى لا نفقد حبيبة أخرى.. لنبدأ معا مع بداية عام جديد نحن فيه أفراد يتعلمون معنى التكافل الأسلامي في أحلى معانيه ومعنى المجتمع المدني في خدمة المجتمع في أرقى معانيها.. وكل عام وأنتم بخير
الصفحة الأخيرة
العيد في قسم الأشعة
د.سامية العمودي
شاء الله لي أن أبدا مرحلة العلاج بالإشعاع يوم الأحد الموافق 30 رمضان ولأن الجلسات يومية فقد قضيت أيام العيد في أروقة المستشفى الجامعي أذهب كل صباح لأخذ جرعة الإشعاع، كان القلق يملأ قلبي فموسم الإجازات يعني غياب الأطباء الاستشاريين ووجود المناوبين فقط وهذه أولى جلسات العلاج لي لكنني وجدته هناك على رأس العمل وبين مرضاه الذين لم يعرف مرضهم عيدا ولا إجازة الزميل الدكتور ياسر بهادر استشاري العلاج بالأشعة وبالمناسبة فهو من الدفعات التي قمت بتدريسها ذات يوم ووجوده أشعرني بالراحة وأزال القلق عني وأدركت أكثر فضل مهنتنا هذه مهنة الطب وكم هو عذابها.. وشعرت بأن العيد هذه السنة يحمل طعما آخر وقلت لنفسي عيد بأية حال عدت يا عيد لكنها أيام في العمر تقول لنا كما قال عز وجل (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) تلك محطة في هذه الرحلة أما المحطة الثانية فهي ليلة العيد لماذا انتابني حزن جاء يغلف كل الأفراح، حزن غريب طغى على مشاعري كنت انتقل بأبنائي نهنئ الأهل والأحبة بالعيد وأذهب بهم لشراء هدايا العيد والعاب العيد لكنني مثل الرجل الآلي الذي يتحرك بلا حياة فكأنما الحزن سلاسل وأصفاد تثبتني إلى الأرض، أسأل نفسي اليوم أنا معهم، أذهب بهم وأشترى لهم تراهم العام القادم وحدهم من سيأخذهم من سيشتري لهم ترى وترى أسئلة حزينة في ليالٍ جميلة أعرف ذلك وأعرف أن لا أحد يضمن أن يحول عليه الحول وهو بين أهله وأحبته لكنها خواطر دارت في أعماقي فأحسست برغبة في البوح بها لأنني استأذنتكم أن أصحبكم معي في رحلتي مع مرضي.. ومشاعري هذه جزء من رحلتي هذه ولابد أنها مشاعر تمر بها كل امرأة شاء لها الرحمن أن تدخل هذا الاختبار.. وقد سألني ابني عبدالله كيف هو العلاج بالإشعاع هل يسلطون عليك الأشعة يا ماما ابتسمت حتى أنا الطبيبة كنت أتخيل العلاج هكذا لكن التقنية الحديثة جعلت الأمر مختلفا وقد شرحت لعبدالله أن أصعب ما في الموضوع أنهم يضعونني مستلقية على ظهري وذراعاي ممدوتان وهو وضع مؤلم لأنني أجريت لي العملية الجراحية قبل أيام فقط والجرح لم يلتئم بعد والوضعية هذه تشعرك أنك تتعرض لعملية تعذيب كما لو كنت في أحد سجون جوانتنامو ولأن الدقائق طويلة في هذه الوضعية فقد كنت أردد: (حسبي الله ، عليه توكلت، وهو أرحم الراحمين) تلك محطة أخرى في العلاج وتلك حلقة أخرى في هذا البلاء الذي أدعو الله أن يتم الوصول إلى علاج شافٍ له ذات يوم حتى لا يأتي عيد وقد فقدنا الأهل والأحبة بسبب هذه الأمراض وحتى لا نقضي العيد في أروقة المستشفيات كما حدث لي هذا العام.. جعل الله أعيادنا أكثر بهجة وكل عام ونحن مع من نحب ونحن إلى الله أقرب.
رسالة حب:
إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها لا تنسي الفحص المبكر للأمراض.