بقايا المجد
بقايا المجد
الفصل التاسع : الحلقة الا خيرة في سلسلة هذه الامة


سيكون حديثنا إن شاء الله حول فترة زمنية تعتبر الحلقة الأخيرة في سلسلة هذه الأمة و التي امتدت من بزوغ فجر الدعوة حتى نهاية هذه الفترة الزمنية التي نحن بصدد الحديث عنها0

البداية و النهاية:
تبدأ هذه الفترة المباركة بمبايعة رجل هاشمي على الخلافة في الحرم المكي بين الركن و المقام00 و تنتهي بعد برهة قصيرة من وفاة نبي الله عيسى عليه السلام0

المقدار :
مقدار المدة الزمنية التي تمثلها هذه الفترة ليست بالطويلة على كل حال و سنحاول تقديرها بطريقتين:
الطريق الأول : تمثل حياة النبي عيسى عليه السلام في هذه الفترة، الجزء الأخير منها، و التي مقدارها كما جاء بالصحيح، أربعين سنة
يبقى من هذه الفترة، المدة التي حكم بها المهدي عائذ الحرم، و المهدي الذي يصلي خلفه عيسى عليه السلام، إذا افترضنا صحة الأثر الذي يتحدث عن وفاة المهدي عائذ الحرم بعد غدر الروم0

(الفتن لنعيم بن حماد - ج: 1 ، ص: 399)(200 ) (حدثنا الوليد، عن أبي عبد الله مولى بني أمية ،عن محمد بن الحنفية قال: ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس، يملأ الأرض عدلا يبني بيت المقدس بناءا لم يبنى مثله، يملك أربعين سنة، تكون هدنة الروم على يديه في سبع سنين بقين من خلافته، ثم يغدرون به ثم يجتمعون له بالعمق فيموت فيها غما ثم يلي بعده رجل من بني هاشم ثم تكون هزيمتهم وفتح القسطنطينية على يديه ثم يسير إلى رومية فيفتحها ويستخرج كنوزها ومائدة سليمان بن داود عليهما السلام، ثم يرجع إلى بيت المقدس فينزلها، ويخرج الدجال في زمانه، وينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه)
( 1201) ( قال الوليد: قال جراح، عن أرطاة: على يدي ذلك الخليفة تكون غزوة الهند التي قال فيها أبو هريرة)
( 1202) ( حدثنا الوليد عن صفوان بن عمرو عمن حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يغزوا قوم من أمتي الهند فيفتح الله عليهم حتى يلقوا بملوك الهند مغلولين في السلاسل، يغفر الله لهم ذنوبهم، فينصرفون إلى الشام، فيجدون عيسى بن مريم بالشام)


إذاً00 يحكم الخليفة العائذ بالحرم و نبي الله عيسى ثمانون عام، و تبقى الفترة التي يحكم فيها الخليفة الذي يلى المهدي عائذ الحرم، و الذي تكون الملاحم على يديه و ينزل الدجال في زمنه00 و مهما طالت هذه الفترة فلن تزيد بحال من الأحوال عن العشرون عام فيكون مجموع هذه
الفترة كاملة مائة عام ، و هي تطابق المقدار الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي أخرجه الحاكم في المستدرك00

(المستدرك على الصحيحين - ج: 4 ، ص: 465)( 93 )
(حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف، القاضي ببغداد، ثنا أبو إسماعيل السلمي، ثنا سليمان بن عبد الله الدمشقي ، ثنا الوليد بن مسلم ثنا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان، عن يزيد بن عطاء، عن معاذ بن سعد السكسكي، عن جنادة بن أبي أمية ،عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : ثم بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوف، إذ أقبل رجل فقال: يا رسول الله ، ما مدة رجاء أمتك ؟ قال : فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سأله ثلاث مرات، ثم ولى الرجل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي، رجاء أمتي مائة سنة، قال: فقال يا رسول الله : فهل لتلك من إمارة أو آية أو علامة ؟ قال: نعم، القذف والخسف والرجف وإرسال الشياطين الملجمة عن الناس) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

(و جاء في تالي تلخيص المتشابه - ج: 1 ، ص: 272)

(55 ) (أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي ، حدثنا يزيد بن سعيد الوحاظي ، عن أبي عطاء يزيد بن عطاء السكسكي ، عن معاذ بن سعد السكسكي ، عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصامت يقول : إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : يا رسول الله ، ما مدة أمتك من الرخاء ؟ فلم يرد عليه شيئا حتى سأله ثلاث مرات ، كل ذلك لا يجيبه، فانصرف الرجل ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أين السائل ؟ فرد عليه ، فقال : لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي ، مدة أمتي من الرخاء مئة سنة قالها مرتين أو ثلاثة ، فقال الرجل : يا رسول الله، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية ، قال: نعم ، الخسف والإرجاف وإرسال الشياطين الملجمة على الناس)

(و جاء في زوائد الهيثمي- مجمع الزوائد - ج: 7 ، ص: 307)
(وعن المستورد بن شداد ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن لكل أمة أجلا ، وإن لأمتي مائة سنة ، فإذا مضى على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها الله عز وجل ، قال ابن لهيعة يعني: كثرة الفتن ) رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث على ضعفه

طبعا نحن نعلم أن المهدي عائذ الحرم هو الذي ياتي مباشرة بعد فترة الكفر و المسخ و الزلازل و قد بينا ذلك سابقا 00

ــــــــــــــالأحداث ـــــــــ
هذه الفترة من عمر الأمة استثنائية بكل المقاييس، من حيث العنصر المؤمن و من حيث الفتن00 كيف لا ؟ و هم يمثلون خاتمة الأمة العظيمة (الأمة المحمدية) أمة الإسلام 00هذه الفئة من المؤمنين ستخضع لامتحانات و فتن ، تخرج من الدنيا نقية مطهرة ينجيها الله من فتنة القبر
و هذا هو الفارق بيننا و بينهم00 نحن ندعو في دبر كل صلاة بأن يعيذنا الله من فتنتين عظيمتين قرن بينهما رسول الله في أحاديث الدجال
ألا و هما فتنتي القبر و الدجال حيث قال صلى الله عليه و سلم :

( سنن النسائي - كتاب الجنائز - باب التعوذ من عذاب القبر )
(2062 ) صحيح :

(أخبرنا سليمان بن داود، عن بن وهب، قال : أخبرني يونس، عن بن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، أنه سمع أسماء بنت أبي بكر، ثم تقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتنة التي يفتن بها المرء في قبره ، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سكنت ضجتهم، قلت لرجل قريب مني: أي بارك الله لك، ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر قوله ؟ قال: قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال .)

(صحيح مسلم ، ج: 2 ، ص: 624)
( قالت: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد ما من شيء لم أكن رأيته إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار، وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا أو مثل فتنة المسيح الدجال ، لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيؤتى أحدكم فيقال، ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول: هو محمد هو رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وأطعنا ثلاث مرار، فيقال له: نم قد كنا نعلم إنك لتؤمن به فنم صالحا، وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت )

سؤال القبر و ما أدراك ما هو و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لأصحابه:

(ـ صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني)
( 4760 ) صحيح :

( كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا الله لأخيكم و سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل)

نعم أسلوا له التثبيت00 امتحان مهول يتجاوزه المؤمن و يقع فيه المنافق و الكافر 00و شاء الله أن يكون أخر هذه الأمة مطهرا زكي كأولها و لكن يشاء الله أن تتجاوز الإمتحان في الدنيا 00فتخرج منها كما زكاها رسولها بإلايمان الذي لا نفاق فيه

ـ( صحيح الجامع الصغير - المجلد الثاني )
( 7433 ) صحيح :

(لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا و بين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا و الله لا نخلي بينكم و بين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، و يقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، و يفتتح الثلث لا يفتنون أبدا ; فيفتتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون و ذلك باطل فإذا جاءوا الشام خرج ، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لا نذاب حتى يهلك و لكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته)

هذه الفئة من المؤمنين ثبتت حين أرتد الآخرون و قاتلت في سبيل الله في زمن و ظرف يكاد النصر أن يكون مستحيل ، بضع آلاف يواجهون جيش الروم الذي يقارب المليون ، فكان جزاء شهدائهم أن كانوا أفضل الشهداء ، و الفاتحين منهم جزائهم أن لا يفتنون أبدا 00
لقد أخذوا التزكية الأولى في الامتحان الأول 00و طبيعي أن ينجحوا في بقية الامتحانات و لا يخرجوا من الدنيا إلا بالوثائق الدامغة التي تدل على نجاتهم 00فمن يد نبي الله عيسى عليه السلام و التي تمسح وجوههم و يبشرهم بدرجاتهم في الجنة إلى دابة الأرض التي تخرج فتسم المؤمن حتى يستنير وجهه و تخطم الكافر و المنافق على وجهه 0

(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الأول)
( 322 ) الصحيحة :

( تخرج الدابة ، فتسم الناس على خراطيمهم ، ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير ، فيقول: ممن اشتريته ؟ فيقول: اشتريته من أحد المخطمين) .
( تفسير الطبري، ج: 20 ، ص: 15)
(حدثنا عصام بن رواد بن الجراح، قال: ثنا أبي، قال: ثنا سفيان بن سعيد الثوري، قال: ثنا منصور ،عن ربعي بن حراش، قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر الدابة فقال حذيفة: قلت يا رسول الله، من أين تخرج ؟ قال: من أعظم المساجد حرمة على الله، بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض تحتهم تحرك القنديل وينشق الصفا مما يلي المسعى وتخرج الدابة من الصفا أول ما يبدو رأسها، ملمعة ذات وبر وريش، لم يدركها طالب ولن يفوتها هارب، تسم الناس مؤمن وكافر، أما المؤمن فتترك وجهه كأنه كوكب دري وتكتب بين عينيه مؤمن، وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء كافر)

اولاً :ماذا نأخذ مما سبق ؟؟
ينتهي زمن الامتحان و تطلع الشمس من مغربها لتعلن ذلك00 ثم تخرج الدابة لتعلن النتائج الأولية التي ارتضاها الله لهؤلاء الصفوة00
يتعرض المؤمنون لامتحان الروم في الملحمة 00ثم خروج الدجال و هذا بديل عن فتنة القبر00 و طلوع الشمس من مغربها00 و بعدها يكون خروج الدابة00ثم خروج يأجوج و مأجوج 00ثم سبع سنوات يشهد فيها المؤمنون من الخير العظيم ما تعجز عن وصفه الألسن، يجزيهم الله بنعمة لم ينعمها أحد من بني أدم00 ثم تكون الوفاة 0

ثانيا : نكاد أن نضع احتمال شبه مؤكد لزمن خروج الدابة و طلوع الشمس ، و ذلك أن طلوع الشمس و الدابة آيتان متتابعتان و لا فاصل بينهما من الآيات بدليل :

( سنن أبي داود- أول كتاب الملاحم )
( 4310 ) صحيح :

( حدثنا مؤمل بن هشام ، ثنا إسماعيل ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة قال: جاء نفر إلى مروان بالمدينة ، فسمعوه يحدث في الآيات أن أولها الدجال ، قال: فانصرفت إلى عبد الله بن عمرو فحدثته ، فقال عبد الله: لم يقل شيئا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، أو الدابة على الناس ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها، قال عبد الله: وكان يقرأ الكتب وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها )

و يمكن أن يتساءل المرء , فيقول لماذا لا يكون خروج الدابة و طلوع الشمس من المغرب بعد يأجوج و مأجوج ؟؟
الصحيح أن هذا الاحتمال قائم لولا بعض الإشكاليات00
أولها: أن خروج الدجال و موته يعني أن الثابتين من المؤمنين هم من نجا و غيرهم قد هلك00 فصار لزاما تمييز المؤمنين عمن بقي من الكافرين00 بدليل أن الدجال يبلغ الأرض كلها و يتبعه المنافقين و اليهود أي أصحاب الملل الفاسدة دون استثناء ،حتى مدينة رسول الله التي منع الدجال من دخولها أخرج الله إليه منافقيها ، فالدجال أيضا أكد و ثبت عملية التقسيم التي قبل الملاحم، و لكن هذه المرة كانت عملية التقسيم عالمية أي شملت أهل الأرض، و طالما أن الملاحم انتهت بفتح روما و قسطنطينية و التي ستكونان معقل جميع النصارى في ذلك الزمان فأمن من أمن و قتل من قتل و هرب من هرب 00حتى الهند يصلها المسلمون ، حيث يجيش لها جيش يفتحها و يأتي بملوكها و عند عودتهم يكون أبن مريم عليه السلام في الشام 0
أذاً00 الفتوحات قد شملت معظم الأرض المقطونة بالسكان و بقي اليهود و حثالة الناس ممن يعيش في البوادي بعيدا عن سيف الفتح سيتبع الدجال هؤلاء و سيقاتلهم نبي الله و من معه من المؤمنين ، فيقتل من يقتل و يهرب المنافقون، أما اليهود فهذه المقتلة ستكون مقتلتهم حيث تبعوا الدجال عن عقيدة و انتظار طويل كرسوا خلاله كل أنواع الدناءة و عدم الإيمان بخالقهم الذي قال عنهم:
(يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:47)
لذلك شاء الله فأنطق الحجر و الشجر ليدلوا عليهم ، يستثنى من ذلك شجرة الغرقد و التي قد ينجوا بسببها بعضهم فيلحقوا بشرار الخلق ممن أرتضى الله أن تقوم عليهم القيامة 00 ثم تطلع الشمس تتبعها الدابة 0

ملاحظة :
حول الدجال و من يتبعه ( فائدة ) يمكن العبرة منها ، فالدجال يتبعه أهل الملل الفاسدة و قد علمنا أن اليهود أكثر من يتبعه و عددهم سبعون ألف و يتبعه أيضا بقيت الخوارج، و حتى الأعراب يأتيهم فيتبعوه00 فهو يطأ الأرض كلها لا ليتنزه بل ليحشد جيش الكفر الذي سيحارب فيه أهل الإيمان، و بذلك يكون قد أحضرهم إلى حتفهم، و منه نستنتج : قلة الناس في ذلك الوقت، ذلك أن أكثر أتباعه اليهود و هم سبعون ألف فقط

جزء من حديث:
(00والله لا تجدون بعدي رجلا هو أعدل مني "" ثم قال: "" يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، سيماهم التحليق ، لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال ، فإذا لقيتموهم ، هم شر الخلق والخليقة "" . رواه النسائي .

قبل الختام يجب أن أذكر بحديث أخرجه مسلم:
يذكر فيه إرسال الله لريح تلقي الناس في البحر، و طبعا هؤلاء الناس ما هم إلا الكافرين الذين لم تصلهم سيوف الفتح لان هذه الريح ذكرت مع الأيات الكبرى هذا والله أعلم

( صحيح مسلم ، ج: 4 ، ص: 2226)( 2901 )
( حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن فرات القزاز، عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد، قال: ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع إلينا فقال: ما تذكرون؟ قلنا: الساعة، قال: إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس، قال شعبة: وحدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن أبي سريحة مثل ذلك لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أحدهم في العاشرة: نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: وريح تلقى الناس في البحر)
******************
بقايا المجد
بقايا المجد
الفصل العاشر : المسيح الدجال وما اثير حوله من الشبهات 0


الحديث عن الدجال غاية في الصعوبة، و ليس ذلك بسب قلة النصوص التي تتحدث عنه و إنما بسب تشويه البعض لهذه النصوص و تحميلها ما لا تحتمل :
ــــ زمان الخروج و طبيعة الزمن ــــ
يخرج الدجال في زمن صعب تكاد أن تكون طبيعة العيش و موارد الرزق فتنة بذاتها،و لرسم صورة واضحة عن صعوبة الحياة يكفي أن نورد بعض الأدلة التي تبين و بجلاء مقدار البؤس الذي وصل إليه الناس:
((و إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد ، يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، و يأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها، و يأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، و يأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف )) هذا جزء من حديث صحيح طويل 0

( مجمع الزوائد، ج: 7 ، ص: 284)
(وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي علىالناس زمان يتمنون فيه الدجال، قلت: يا رسول الله بأبي وأمي، مم ذاك؟ قال: مما يلقون من العناء والعناء ) رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات ورواه البزار بنحوه ورجاله ثقات
لنعد قليلا نحو الخلف و لنراجع ما حدث في ثلاث سنوات خلت من هذا الحدث00 من المعلوم أن خروج الدجال يأتي بعد فتح القصطنطينية بأيام بأشهر، بسنة ، الله أعلم قد لا يزيد عن بضع سنوات بدليل صحيح :

(سمعتم بمدينة جانب منها في البر و جانب في البحر ؟ لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح و لم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله و الله أكبر فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر ثم يقول الثانية: لا إله إلا الله و الله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقول الثالثة: لا إله إلا الله و الله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء و يرجعون)

( سنن أبي داود- أول كتاب الملاحم)
(4294 ) حسن:

(حدثنا عباس العنبري ، ثنا هاشم بن القاسم ، ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل ، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" عمران بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال "" ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ثم قال: إن هذا لحق كما أنك ها هنا ، أو كما أنك قاعد ، يعني معاذ بن جبل ).
إذاً خروج الدجال يأتي بعد الملحمة الكبرى بعد فتح القسطنطينية في زمن الناس فيه فسطاطين لا ثالث لهما فسطاط إيمان و فسطاط نفاق00
طبعا الموضوع طويل و معقد نوعا ما لذلك سنبدأ برد و تفسير بعض الشبهات التي أثيرت حول هذا الموضوع 0
و نبدأ بإذن الله بالشبهة الأولى :
لماذا حذر كل الأنبياء أقوامهم من فتنة الدجال و ما ذنب البشر الذين يعاصرون خروجه بأن يشهدوا مثل هذه الفتنة ؟
قبل الخوض في هذا المضمار لا بد من معرفة الدجال كمادة: ( هل هو من البشر أم من الشياطين؟ )
ما لدينا حول ذلك أمور مختلفة، تكاد أن تضع الإنسان في حيرة من أمره00 فالرسول صلى الله عليه و سلم يلتبس عليه أمر أبن صياد و هو شاب ولد في المدينة و تزوج فيها و أنجب و زار الحرم و أعلن إسلامه0

( سنن الترمذي 30- كِتَاب الْفِتَنِ 57- بَاب مَا جَاءَ فِي ذِكْرِ ابْنِ صَائِدٍ )
( 2246 ) صحيح :

( حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا عبد الأعلى، عن الجريري عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: صحبني ابن صائد إما حجاجا وإما معتمرين فانطلق الناس وتركت أنا وهو، فلما خلصت به اقشعررت منه واستوحشت منه مما يقول الناس فيه ، فلما نزلت قلت له: ضع متاعك حيث تلك الشجرة ، قال فأبصر غنما فأخذ القدح فانطلق فاستحلب ثم أتاني بلبن، فقال لي : يا أبا سعيد اشرب، فكرهت أن أشرب من يده شيئا لما يقول الناس فيه ، فقلت له هذا اليوم يوم صائف وإني أكره فيه اللبن، قال لي: يا أبا سعيد هممت أن آخذ حبلا فأوثقه إلى شجرة ثم أختنق لما يقول الناس لي وفي ، أرأيت من خفي عليه حديثي فلن يخفى عليكم ، ألستم أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار ؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كافر وأنا مسلم ؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه عقيم لا يولد له وقد خلفت ولدي بالمدينة ؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل أو لا تحل له مكة والمدينة ألست من أهل المدينة ؟ وهو ذا أنطلق معك إلى مكة ، فوالله ما زال يجيء بهذا حتى قلت فلعله مكذوب عليه، ثم قال : يا أبا سعيد والله لأخبرنك خبرا حقا ، والله إني لأعرفه وأعرف والده وأعرف أين هو الساعة من الأرض فقلت تبا لك سائر اليوم ) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح .

ماذا نستفيد من هذا المتن؟
أولا : أن أبن صياد ليس المسيح الدجال هذا من ناحية، و لكنه دجال من الدجاجلة أو من إخوان الكهان0
ثانيا : حديث أبن صياد يؤكد ولادة الدجال حديثا، أي أن الدجال قد ولد في زمن الرسول عليه الصلاة و السلام ،و إلا كيف يقول أبن صياد أنه يعرف والديه00 و هل يعقل أن يدعي رجل أنه يعرف رجل مات قبل آلاف السنين؟
و دليل ذلك أيضا00 شكوك رسول الله صلى الله عليه و سلم بابن صياد فلو لم يعلم رسول الله و بالوحي أن الدجال سيولد في عصره لما شك بغلام لم يتجاوز الحلم بعد0
و هذا يدل على أن رسول الله قد علم أن أبن صياد قد ولد قريبا من زمنه فراح يبحث عنه و زاد شكوكه بابن صياد لما سمع عن قدراته و كهانته فأحب أن يختبره ، و هنا وقع الإشكال مع عمر رضي الله عنه فظن كما ظن رسول الله بان أبن صياد هو الدجال و أقسم على ظن رسول الله لا على اليقين ، فمن أين لعمر اليقين في هذا الأمر و هو لا يوحى إليه و حتى الرسول الذي يوحى إليه كان متوقف في أمره حتى جاءه الدليل في قصة تميم الداري رضي الله عنه لتنفي التهمة تماما عن أبن صياد و تقرر أمور جديدة تزيد الموضوع تعقيدا 0

الشبهة الثانية :و هي تتكلم عن حقيقة تواجد الدجال
طبعا هذا المبحث مهم جدا، كونه يناقش فكرة درجت هذه الأيام عن وجود الدجال بيننا يدبر المكائد و الفتن حتى فترة خروجه، و جاء بعض الناس في هذا الجانب بالشيء الذي ينافي العقل و المنطق و أعتمدوا في ذلك على الكلام الواهي و الآثار المزيفة، و حدث لديهم شبهة من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما قال:
(وعن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ماحدث به نبي قومه ؟: إنه أعور؛ وإنه يجيء معه بمثل الجنة والنار ، فالتي يقول: إنها الجنة هي النار ، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه ). متفق عليه .
و ظنوا أن مقتضى التحذير يعني وجود المحذر منه و نفوذ خطره ،و هذا خطأ جسيم لأسباب:
اولا : لم يرد في التاريخ القديم و حتى يومنا هذا من أدعى اتصاله بالدجال و أثبت خطره على الناس بشكل يؤكد أنه يعيش بيننا0
ثانيا: أن تحذير نوح عليه السلام لقومه يشبه تحذير الرسول صلى الله عليه و سلم لنا بقوله ( ويلا للعرب من شر قد أقترب ، فتح من ردم يأجوج و مأجوج هكذا 000000)
تحذير عمره 1420 تقريبا و لم يأتي ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و هذا ينطبق أيضا على كثير من الفتن التي حذرنا منها رسولنا و لم تقع بعد 0إذاً فالتحذير في الأمور العظيمة و العلامات لا يكون حكرا على نبي ، و الدجال من الآيات التي تأتي قبيل الساعة و طبيعي أن يذكرها كل نبي لقومه
ثالثا : لا يمكن للدجال أن يكون قد شهد عصر نوح لأسباب :
أولها: لم يكن لبشر أن يعمر كل هذه السنين
ثانيها: لو فرضنا وجود الدجال منذ عهد نوح لوقع عليه دعاء نوح عليه السلام و هلك مع الكافرين
)وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) (نوح:26)
و هنا لا بد من الإشارة إلى حديث 00و لو نجا من دعاء نوح لما نجا من قول رسولنا صلى الله عليه و سلم :

(سنن الترمذي – صحيح)
(حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض نفس منفوسة يعني اليوم تأتي عليها مائة سنة)
منذ ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا النبأ و حتى مائة سنة بعدها سيهلك كل بشر على الأرض عاصر هذا القول، و هذا الحديث قاله رسولنا لحكمة سنرى بعض مقاصدها 00
كلكم يعلم حديث الجساسة و تميم الداري رضي الله عنه00 هذا الحديث يضع الذين يتعاملون مع الأمور بشكل مادي بحت في حيرة من الأمر00
رجل يأتي من الشام يخبر أنه رأى الدجال ،رسول الله يخبر أصحابه أنه رأى الدجال في السماء ليلة أسري به 00

(صحيح البخاري ، ج: 3 ، ص:1182)(حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن قتادة وقال لي خليفة، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية، حدثنا بن عم نبيكم يعني بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثم رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى رجلا مربوعا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ، ورأيت مالكا خازن النار والدجال في آيات أراهن الله إياه فلا تكن في مرية من لقائه، قال أنس وأبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: تحرس الملائكة المدينة من الدجال)

طبعا رؤية الرسول للدجال قد تكون صورة أراها الله لرسوله كما أراه أهل النار00 و قد جاء في صحيح السنة أن الرسول قد رأى الدجال أكثر من مرة في المنام و شبهه لأبن قطن :

(صحيح الجامع الصغير- المجلد الأول )
(2868 ) صحيح:

( بينما أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبط الشعر بين رجلين ينطف رأسه ماء فقلت: من هذا ؟ قالوا: هذا ابن مريم ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور العين كأن عينه عنبة طافية قلت: من هذا ؟ قالوا: الدجال أقرب الناس به شبها ابن قطن)

هذا التشبيه من رسول الله لشخص الدجال بشخص عرفه الكثير من الصحابة ، ألا ينفي كون الدجال هو أبن صياد ؟ فلو كان هناك تشابه في الخلقة لذكر لنا ذلك بالنقل؟
رسول الله صلى الله عليه و سلم يشك بفتى صغير أن يكون هو الدجال ثم يتوقف في هذا الأمر، ربما بالوحي و ربما لتنافي الشبه لكون أبن صياد قد بدأت ملامح الرجولة تظهر عليه فكان الشبه بعيد عن خلق الدجال ,, و هنا أريد أن أؤكد على أن تشبيه الرسول للدجال بابن قطن له مدلول ما 00لا ينفعنا نحن في هذا العصر بل يفيد من يعرف أبن قطن في الجاهلية و أدرك كمال صورة أبن صياد بعد أن شب 0
و ربما يعتقد البعض أن الرسول قد توقف عن الشك بابن صياد بعد حادثة الصحابي تميم الداري مع الدجال ،و هذا الأمر أستبعده لان رسول الله قد أخبر أصحابه قبل قدوم الداري إلى المدينة بأن الدجال قد خلق و سجن في جزيرة من جزر البحر و الدليل:
دققوا في الحديث التالي و في الكلام الذي بين أقواس :

(4326 ) صحيح :
(حدثنا حجاج بن أبي يعقوب ، ثنا عبد الصمد ، ثنا أبي قال: سمعت حسينا المعلم ، قال: ثنا عبد الله بن بريدة ، ثنا عامر بن شراحيل الشعبي ، عن فاطمة بنت قيس قالت:سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: أن الصلاة جامعة ، فخرجت فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك ، قال: "" ليلزم كل إنسان مصلاه "" ثم قال: "" هل تدرون لم جمعتكم ؟ "" قالوا: الله ورسوله أعلم ، قال: "" إني ما جمعتكم لرهبة ولا رغبة ، ولكن جمعتكم أن تميما الداري كان رجلا نصرانيا ، فجاء فبايع وأسلم ، ((وحدثني حديثا وافق الذي حدثتكم عن الدجال))؛ حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام ، فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، وأرفثوا (معناه أنهم قربوا السفينة إليها) إلى جزيرة حين مغرب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة ، فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهلب كثيؤة الشعر ، قالوا: ويلك ما أنت ؟ ! قالت: أنا الجساسة ، انطلقوا إلى هذا الرجل في هذا الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة ، فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ، فذكر الحديث وسألهم عن نخل بيسان ( قرية بالشام قريبة من الأردن) ، وعن عين زغر ( قرية بالشام) ، وعن النبي الأمي ، قال: إني أنا المسيح ، وإنه يوشك أن يؤذن لي في الخروج ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "" وإنه في بحر الشام أو بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ما هو "" مرتين ، وأومأ يبده قبل المشرق ، قالت: حفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وساق الحديث . )

و لو سألنا أنفسنا الآن ما الذي أخبره تميم لرسول الله صلى الله عليه و سلم ؟؟؟
الصحيح أن تميم قد أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم و باختصار بأنه شاهد الدجال مقيد في جزيرة من جزر البحر ،و إن الدجال لن يدخل المدينة00
رسول الله يقول لأصحابه ما قاله تميم يوافق ما أخبرهم عنه ، إذاً رسول الله قد أخبرهم عن هذا الأمر قبل قدوم تميم الداري كما أخبره الوحي
ثم صعد المنبر و زاد عن ما أخبر من قبل، أن حدد مكان الجزيرة التي يسجن فيها الدجال و التي هي على الأرجح أحد جزر البحرين 0
و هذه الجزيرة قصتها كقصة ( ما بين السدين ) التي ذكرها الله في كتابه العزيز و الذي سجن بينهما قوم يأجوج و مأجوج00 وبرغم التقدم في العلم والتقنية الحديثة ، و كثرة البشر و انتشارهم في كل بقاع الأرض، و لكنهم لم يعثروا على أمتين من البشر مسجونتين خلف سد من صنع البشر,,, و تفكروا في عددهم و كيف يأكلون و هم أضعاف البشر اليوم آلاف المرات و تكاد الرقعة التي يشغلوها لا تساوي شيء أمام الأرض التي نشغلها نحن و نكاد بهذا العدد الصغير بالنسبة لهم أن نأكل بعضنا البعض 00
حديثنا عن الجزيرة الخاصة بالدجال و أرض يأجوج و مأجوج نحتاجه في ما يلي :
رسول الله صلى الله عليه و سلم يخبر أصحابه عن هلاك كل نفس منفوسة على الأرض ممن كان حيا في ذلك اليوم بعد مائة عام من اليوم الذي ذكر فيه هذا الحديث، و الذي قاله قبل وفاته صلى الله عليه و سلم بشهر :

(سنن الترمذي - صحيح )
(حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض نفس منفوسة يعني اليوم تأتي عليها مائة سنة)
هذا الأمر يسري على البشر قاطبة ممن على الأرض ، فلماذا لم يسري هذا الأمر على الدجال و قوم يأجوج و مأجوج؟
إذاً 00لاختفاء هذين المكانين عن أعين الناس و لعدم انطباق ما جاء في الحديث عليهما يجعل منهما حالة استثناها الله بوضع لا يعلمه إلا هو ، فهم موجودون و غير موجودون و الله أعلم بحالهم00
طبعا الحديث السابق هو حجة على كل من يزعم أن الدجال يعيش بين الناس و لا يرده إلا كل جاحد لسنة الرسول صلى الله عليه و سلم
و نستخلص مما سبق أن الرسول قد علم بالوحي أن الدجال سيخرج في هذه الأمة لا محالة0

( صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني )
( 7875 ) صحيح:

(يا أيها الناس ! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال ، و إن الله عز و جل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال و أنا آخر الأنبياء و أنتم آخر الأمم و(( هو خارج فيكم لا محالة)) فإن يخرج و أنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم ، و إن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه ، و الله خليفتي على كل مسلم)

الذي يقرأ الحديث السابق و يركز على الكلمات التي بين أقواس، يعلم لماذا حذر كل نبي قومه، و يعلم أن استنتاج الرسول المنطقي قاعدة مؤصلة سواء كان بالوحي أو بالاستدلال 00فالدجال خارج في أمة من الأمم و الأنبياء لا يعلمون ما هي هذه التي سيخرج فيها الدجال، ورسول الله يعلم أن أمته أخر الأمم فيعين خروجه فيهم لا محالة 0

الاخوة الافاضل00 لقد بينا سابقا أن الدجال يخرج في زمان و أهل زمان هم استثناء في كل شيء00 هم طائفة من المؤمنين يمثلون آخر هذه الأمة يختم بهم الله صفحة الإيمان على الأرض و يقع عليهم قول الله عز و جل:
(( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ) (النمل:82)

(تفسير القرطبي ، ج: 13 ، ص: 234)
قوله تعالى : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) اختلف في معنى القول ، وفي الدابة ، فقيل: معنى وقع القول عليهم وجب الغضب عليهم، قاله قتادة وقال مجاهد: أي حق القول عليهم بأنهم لا يؤمنون، وقال ابن عمر وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما : إذا لم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر وجب السخط عليهم، وقال عبد الله بن مسعود: وقع القول يكون بموت العلماء وذهاب العلم ورفع القرآن، قال عبد الله: أكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع ، قالوا: هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الرجال؟ قال : يسرى عليه ليلا فيصبحون منه قفرا وينسون لا إله إلا الله ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم وذلك حين يقع القول عليهم قلت أسنده أبو بكر البزار00
قال حدثنا عبد الله بن يوسف الثقفي ، قال حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن موسى بن عبيدة ، عن صفوان بن سليم ، عن ابن لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن أبيه أنه ، قال : أكثروا من زيارة هذا البيت من قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه وأكثروا تلاوة القرآن من قبل أن يرفع ، قالوا : يا أبا عبد الرحمن هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الرجال ؟ قال : فيصبحون فيقولون كنا نتكلم بكلام ونقول قولا، فيرجعون إلى شعر الجاهلية وأحاديث الجاهلية، وذلك حين يقع القول عليهم، وقيل ، القول: هو قوله تعالى( ولكن حق القول مني لأملأن جهنم) فوقوع القول وجوب العقاب على هؤلاء، فإذا صاروا إلى حد لا تقبل توبتهم ولا يولد لهم ولد مؤمن فحينئذ تقوم القيامة ، ذكره القشيري وقول سادس، قالت حفصة بنت سيرين : سألت أبا العالية عن قول الله تعالى: ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم )، فقال: أوحى الله إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، وكأنما كان على وجهي غطاء فكشف ، قال النحاس: وهذا من حسن الجواب لأن الناس ممتحنون ومؤخرون لأن فيهم مؤمنين وصالحين ومن قد علم الله عز وجل أنه سيؤمن ويتوب فلهذا أمهلوا وأمرنا بأخذ الجزية فإذا زال هذا وجب القول عليهم فصاروا كقوم نوح حين قال الله تعالى : ( إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ) حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا أبو سعيد وعثمان ، ثنا أبو أسامة ، عن إدريس بن يزيد الأودي ،عن عطية عن بن عمرو رضي الله عنهما، ثم في قوله عز وجل( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض) قال :إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر00 انتهى

(مصنف ابن أبي شيبة ، ج: 7 ، ص: 119)
(51 ) (حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن عطية عن ابن عمر( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض) قال حين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر0

لقد فرزت الملحمة الناس إلى فسطاطين و بات الأمر مهيأ لتأكيد هذا الفرز ثم توثيقه00 فيخرج الله آياته العظيمة لذلك و التي منها الدجال ثم طلوع الشمس من مغربها فالدابة التي تختم الكافر و المؤمن بختم يتم من خلاله التفريق بينهما، حتى يجتمع كلاهما في المكان الواحد فينادي الكافر المؤمن بقوله : يا مؤمن و ينادي المؤمن الكافر: يا كافر 00
إذاً 00 لم يعد للسرائر دور لقد تم الاستثناء في هذه المرحلة و لم تعد معرفة ما في القلب مقصورة على الله وحده بل شاء الله أعلام أهل هذا الزمان بهذا الأمر الغيبي 00يعلم أهل الإيمان في ذلك الزمان و تحديدا بعد فتح القسطنطينية بأنهم بين يدي الدجال و قد سبق ذلك سنوات كان الناس في قد نسوا أمره و أغفل الخطباء ذكره على المنابر 0
(مسند أحمد ، ج: 4 ، ص: 71)
(حدثنا عبد الله، قال حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن محمد بن المغيرة بن يسار، قال ثنا حيوة، قال ثنا بقية، عن صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، قال: ثم لما حسنة اصطخر نادى مناد ألا ان الدجال قد خرج ، قال: فلقيهم الصعب بن جثامة، قال: فقال لولا ما تقولون لأخبرتكم انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر)

ثم تبدأ سنوات الشدة و العناء الثلاث، التي تسبق خروج الدجال فتبدأ السماء بصر مطرها، و الأرض لثمرها ، حتى يصبح الناس في عناء و جوع لا نظير له 00و لكن عباد الله لا خوفا عليهم , حيث يجري منهم التسبيح مجرى الطعام و الشراب 00و لكن كشوقنا اليوم للحرب التي نعلم بها الدمار و لكن لعلمنا أنها ستسبق المهدي نحن نتعجلها 00كذلك أهل ذلك الزمان يتعجلون الدجال لنزول عيسى عليه السلام ثم الخلاص من المشقة و العناء 00و الدجال أهون على أحدهم من رفع الحصى عن الأرض 0

( 37508 ) (حدثنا أبو بكر، قال حدثنا حسين بن علي، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير، عن شهر بن حوشب، قال: كان عبد الله جالسا وأصحابه، فارتفعت أصواتهم، قال فجاء حذيفة فقال: ما هذه الأصوات يا ابن أم عبد ؟ قال : يا أبا عبد الله ذكروا الدجال وتخوفناه ، فقال حذيفة: والله ما أبالي أهو لقيت أم هذه العنز السوداء، قال عبد الملك : لعنز تأكل النوى في جانب المسجد ، قال: فقال له عبد الله لم لله أبوك ؟ قال حذيفة :لأنا قوم مؤمنون وهو امرؤ كافر وإن الله سيعطينا عليه النصر والظفر، وأيم الله لا يخرج حتى يكون خروجه أحب إلى المرء المسلم من بردة الشراب على الظماء ، فقال عبد الله: لم لله أبوك؟ فقال حذيفة: من شدة البلاء وجنادع الشر)

(مصنف ابن أبي شيبة ، ج: 7 ، ص: 495)(7 )
(حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن حذيفة قال : لا يخرج الدجال حتى لا يكون غائب أحب إلى المؤمن خروجا منه ، وما خروجه بأضر للمؤمن من حصاة يرفعها من الأرض وما علم أدناهم وأقصاهم إلا سواء )

يتبع 0000000

بقايا المجد
بقايا المجد

مكان خروج الدجال:

كثرت التفسيرات و التأويلات التي تتحدث عن خرجات الدجال و معانيها، حيث تعددت النصوص التي تبين أماكن خروجه فتارة من خرسان و أخرى من أصفهان و مرة من العراق و أخرى من خلة بين الشام و العراق 00
و الصحيح أن الأمر لا لبس فيه أن شاء الله :
أولا : الدجال يعيش مقيدا في جزيرة من جزائر البحر في الشرق من المدينة كما أشار لذلك رسولنا صلى الله عليه و سلم و هذا المقام دائم للدجال حتى يأذن الله بخروجه فيسيح في الأرض أربعين يوما 00يوم كسنة و يوم كشهر و يوم كجمعة و بقية أيامه كاليوم الطبيعي0

ماذا يفعل الدجال إذا خرج:

الدجال كشخص لا يساوي شيء بدون أنصاره ، فهو دجال من الدجاجلة الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بحاجة إلى أنصار و معاونين لتحقيق مأربه و لتتم سطوته 00لذلك سيكون على الدجال في اليوم الأول لخروجه مهمة شاقة ، ألا و هي تجميع الناس حوله من أجل قتل المؤمنين ، فهو كرجل لا يستطيع ذلك و لا حتى قتل البعض منهم00 لذلك فخروجه الأول سيكون في الأماكن القريبة من مكان أقامته في الجزيرة و سيتركز اهتمامه على شرار الخلق و كفارهم بعيدا عن مركز الدولة في الشام و الأماكن المحصنة منه كمكة و المدينة 00لذلك تراه يسعى في الأرض فلا يترك منهل من مناهل الماء حيث يتجمع الناس حول الماء لقلته ، و يجمع حوله شذاذ الأفاق و المنافقين و على رأسهم يهود أصفهان حيث هناك سيتجمع من بقي من اليهود ، بعد نجاتهم من المسلمين في فتح القدس 0
(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلد السابع1 )
( 3080 ) الصحيحة:

( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا ، عليهم الطيالسة)

و السؤال هنا لماذا يتجمع اليهود في أصفهان؟؟

لهذه البقعة مكانة خاصة عند اليهود 00
قال أبو نعيم : في تاريخ أصبهان ، كانت اليهودية من جملة قرى أصبهان وانما سميت اليهودية لأنها كانت تختص بسكنى اليهود ، قال: ولم تزل على ذلك الى ان مصرها أيوب بن زياد أمير مصر في زمن المهدي بن المنصور ، فسكنها المسلمون وبقيت لليهود منها قطعة منفردة00
و قد أورد أبو نعيم قصة00 نذكرها للاستئناس و لعل لليهود علم بأن ملكهم الدجال سيخرج بهم من هذه المنطقة 0

(مجمع الزوائد - ج: 7 ، ص: 338 )
( وعن عائشة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، فقال: ما يبكيك ؟ قلت: يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت ، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن يخرج كفيتموه وإن يخرج بعدي فإن ربكم عز وجل ليس بأعور، إنه يخرج من يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة فينزل ناحيتها ، ولها يومئذ سبعة أبواب على كل نقب منها ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها حتى يأتي الشام مدينة فلسطين بباب لد )، قال أبو داود: مرة حتى يأتي مدينة فلسطين فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله ويمكث عيسى في الأرض أربعين سنة إماما عدلا وحكما مقسطا رواه أحمد ورجاله رجال الحضرمي بن لاحق وهو ثقة00
(وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال من زفر أصبهان) رواه أحمد وأبو يعلى وزاد معه سبعون ألفا من اليهود عليهم السيجان، من رواية محمد بن مصعب عن الأوزاعي ، وروايته عنه جيدة وقد وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجالهما رجال الصحيح ورواه الطبراني في الأوسط كذلك)0

أخرج أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان ما يؤيد كون بن صياد هو الدجال ، فساق من طريق شبيل بمعجمة وموحدة مصغرا آخره لام بن عرزة بمهملة ثم زاي بوزن حصول ، عن حسان بن عبد الرحمن عن أبيه قال : لما افتتحنا أصبهان كان بين عسكرنا وبين اليهودية فرسخ، فكنا نأتيها فنمتار منها فأتيتها يوما، فإذا اليهود يزفنون ويضربون ، فسألت صديقا لي منهم ، فقال: ملكنا الذي نستفتحه على العرب يدخل ، فبت عنده على سطح ، فصليت الغداة، فلما طلعت الشمس إذا رهج من قبل العسكر، فنظرت فإذا رجل عليه قبة من ريحان، واليهود يزفنون ويضربون ، فنظرت فإذا هو بن صياد ، فدخل المدينة فلم يعد حتى الساعة00

إذاً 00 فالدجال يبدأ بمن يظن نصرتهم له، حتى إذا أجتمع له العدد المناسب خرج على الناس يبطش بهم 00و قد وردت بعض الأثار التي تحكي أن الدجال أول خروجه يدعي النبوة ثم الألوهية 00
و في الكلام نظر لحديث الرسول :

(ـ سنن أبي داود - أول كتاب الملاحم )
(4333 ) صحيح :

( حدثنا عبد الله بن مسلمة ، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" لاتقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله)

و المسيح دجال من هؤلاء و هو أخرهم، و بجميع الأحوال إنما هي أسلوب يتبعه الدجال لتجميع الناس حوله ثم يلجأ لأسلوب أخر و هو أسلوب الترغيب ، فمن صدقه أطعمه و سقاه و من كذبه تركه و شأنه ممحلا لا طعام عنده 00
و قد ورد في كتاب السنن :

(السنن الواردة في الفتن - ج: 6 ، ص: 1180)(655 )
( حدثنا ابن عفان قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سعيد قال : حدثنا نصر قال: حدثنا ابن معبد قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن عبيد بن عمير الليثي قال : يخرج الدجال فيتبعه قوم، فيقولون: نحن نشهد أنه كافر وإنما نتبعه لنأكل من طعامه ونرعى من شجره فإذا نزل غضب الله نزل عليهم جميعا )
و يشهد لهذا النص :
( صحيح مسلم ، ج: 4 ، ص: 2252)
( 00إنه شاب قطط ، عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزي بن قطن ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا ، يا عباد الله فأثبتوا ، قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض، قال: أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم ، قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ، قال: لا ، اقدروا له قدره ، قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ، قال: كالغيث استدبرته الريح ، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين) 0

لاحظوا00 يدعوهم فإذا لم يستجيبوا له أنصرف عنهم ، ثم يزداد أنصار الدجال فيحدث تغيرا في دعوته ، حيث أنتهى زمن الدعوة بالسلم للتحول إلى الدعوة بالسيف فيخرج و أنصاره اليهود ، فيحاصروا المدينة فيحاول الولوج إليها، فلا يستطيع و ثم يخرج الله إليه المنافقين و المنافقات و تتخلص المدينة من رجسهم، ثم تحدث القصة المشهورة و هي خروج الرجل الصالح للدجال و تكذيبه له 00

( صحيح مسلم ، ج: 4 ، ص: 2256) ( حدثني عمرو الناقد ، والحسن الحلواني، وعبد بن حميد، وألفاظهم متقاربة والسياق لعبد قال: حدثني، وقال الآخران: حدثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبي ، عن صالح ، عن بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أبا سعيد الخدري قال: ثم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال ، فكان فيما حدثنا قال : يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة ، فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة ، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس ، فيقول له: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه ، فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا ، قال : فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن ، قال : فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه ، قال أبو إسحاق: يقال إن هذا الرجل هو الخضر عليه السلام )

( 2938 ) (حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاد من أهل مرو، حدثنا عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة، عن قيس بن وهب، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين، فتلقاه المسالح، مسالح الدجال، فيقولون له : أين تعمد ؟ فيقول : أعمد إلى هذا الذي خرج، قال، فيقولون له : أو ما تؤمن بربنا ؟ فيقول : ما بربنا خفاء، فيقولون: اقتلوه ، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه ؟ قال: فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: فيأمر الدجال به فيشبح ، فيقول: خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا، قال: فيقول: أو ما تؤمن بي ؟ قال، فيقول: أنت المسيح الكذاب، قال فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ، قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له : قم ، فيستوي قائما ، قال ثم يقول له: أتؤمن بي ؟ فيقول : ما ازددت فيك إلا بصيرة، قال ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس، قال فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا ، قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار، وإنما ألقى في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أعظم الناس شهادة ثم رب العالمين)

لاحظوا أنه أصبح للدجال مسالح و معسكرات00 و لاحظوا حرص الدجال على إقناع أنصاره بألوهيته00ثم تأتي المرحلة الأخيرة و هي حصار المؤمنين و خليفتهم بالشام و التي يفسد فيها الدجال أيما إفساد 00و تنتهي بنزول عيسى عليه السلام و قتله للدجال، ثم قتال المسلمين لأتباعه من اليهود و المنافقين0

سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
( 4075 ) صحيح :

( حدثنا هشام بن عمار، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، حدثني أبي، أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي يقول: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال الغداة، فخفض فيه ورفع حتى ظننا أنه في طائفة النخل ، فلما رحنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فينا ، فقال: ما شأنكم ؟ فقلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة فخفضت فيه ثم رفعت حتى ظننا أنه في طائفة النخل ، قال: غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم ، إنه شاب قطط، عينه قائمة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن ، فمن رآه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ، إنه يخرج من خلة بين الشام والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا ، يا عباد الله اثبتوا، قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يوما، يوم كسنة ، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم ، قلنا : يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال: فاقدروا له قدره ، قال: قلنا : فما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح ، قال فيأتي القوم فيدعوهم فيستجيبون له ويؤمنون به، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، وتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ما بأيديهم شيء ، ثم يمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فينطلق فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف ضربة فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك فبينما هم كذلك إذ بعث الله عيسى ابن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه ينحدر منه جمان كاللؤلؤ، ولا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فينطلق حتى يدركه عند باب لد فيقتله ، ثم يأتي نبي الله عيسى قوما قد عصمهم الله فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إليه يا عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم، وأحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم كما قال الله من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة الطبرية فيشربون ما فيها ، ثم يمر آخرهم فيقولون لقد كان في هذا ماء مرة ، ويحضر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ، ويهبط نبي الله عيسى وأصحابه فلا يجدون موضع شبر إلا قد ملأه زهمهم ونتنهم ودماؤهم ، فيرغبون إلى الله ، فيرسل عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله عليهم مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسله حتى يتركه كالزلقة ، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة فتشبعهم ، ويستظلون بقحفها ، ويبارك الله في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل تكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر تكفي القبيلة ، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ ، فبينما هم كذلك إذ بعث الله عليهم ريحا طيبة ، فتأخذ تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم ، ويبقى سائر الناس يتهارجون كما تتهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة)


و هنا لا بد من الإشارة إلى أن هناك مواجهات بين أنصار الدجال و المؤمنين00 حيث يكون لبني تميم اليد الطولى في ذلك ، حيث وصفهم رسول الله بأشد الناس نكاية بالدجال ، و هذا لا يكون إلا بقتلهم لأصحابه ، و لايكون هذا بعد موته بل قبل موته ، لأنه لو كان بعد موته لما كان في ذلك نكاية به ، و هؤلاء هم الطائفة المنصورة التي تبقى حتى قيام الساعة 0


(صحيح ابن حبان ، ج : 15 ، ص: 231)
( 9 ) (أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد ، قال : حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، حدثنا حجاج، عن بن جريج قال : أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ثم لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم: تعال صل لنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء لتكرمة الله هذه الأم)

( 9) (5978 ) متفق عليه :
( وعن أبي هريرة ، قال: "" ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم ، سمعته يقول: "" هم أشد أمتي على الدجال "" قال: وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" هذه صدقات قومنا "" وكانت سبية منهم عند عائشة ، فقال: "" اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل ""

(المستدرك على الصحيحين ، ج : 4 ، ص: 524)( 8473 )
( أخبرني الحسن بن حكيم المروزي، ثنا أحمد بن إبراهيم الشذوري، ثنا سعيد بن هبيرة، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب السختياني وعلي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة’, قال : ثم أتينا عثمان بن أبي العاص يوم الجمعة لنعارض مصحفنا بمصحفه ، فلما عملا الجمعة أمرنا فاغتسلنا وتطيبنا ورحنا إلى المسجد ، فجلسنا إلى رجل يحدث ، ثم جاء عثمان بن أبي العاص فتحولنا إليه ، فقال عثمان رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يكون للمسلمين ثلاثة أمصار، مصر بملتقى البحرين، ومصر بالجزيرة، ومصر بالشام، فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيخرج الدجال في عراض جيش، فيهزم من قبل المشرق، فأول مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين، فتصير أهلها ثلاث فرق، فرقة تقيم وتقول نشامة وننظر ما هو ، وفرقة تلحق بالأعراب ، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ، ثم يأتي المصر الذي يليهم فيصير أهله ثلاث فرق ، فرقة تقول نشامه وننظر ما هو ، وفرقة تلحق بالأعراب ، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليه ، ثم يأتي الشام فينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق ، فيبعثون بسرح لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد ، حتى أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله ، فبينما هم كذلك ، إذ ناداهم مناد من السحر: يا أيها الناس أتاكم الغوث ، فيقول بعضهم لبعض : إن هذا لصوت رجل شبعان ، فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ، ثم صلاة الفجر ، فيقول له إمام الناس : تقدم يا روح الله فصل بنا ، فيقول : إنكم معشر هذه الأمة أمراء بعضكم على بعض ، تقدم أنت فصل بنا ، فيتقدم فيصلي بهم ، فإذا انصرف أخذ عيسى صلوات الله عليه حربته نحو الدجال فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص فتقع حربته بين ثندوته فيقتله ، ثم ينهزم أصحابه فليس شيء يومئذ يحبس منهم أحدا ، حتى أن الحجر يقول : يا مؤمن هذا كافر فاقتله ) هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم بذكر أيوب السختياني ولم يخرجاه

و في الحديث التالي تأكيد على قتال المسلمين للدجال قبل نزول عيسى عليه السلام :

(المستدرك على الصحيحين ، ج: 4 ، ص: 529)
( 6 ) ( حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه رضي الله عنه ، أنبأ الحسن بن علي بن زياد ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أخي عن سليمان بن بلال ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ،عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثم لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق ، فيخرج إليهم جلب من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا ، قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله عز وجل ، ويفتح ثلث لا يفتنون أبدا ، فيبلغون القسطنطينية فيفتحون ، فبينما هم يقسمون غنائمهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم ، وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام، خرج، فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، صلاة الصبح ، فينزل عيسى بن مريم صلوات الله عليه فأمهم ، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح ، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه



يتبع 000000000
بقايا المجد
بقايا المجد
أخيرا سأوجز ما كتبنا منذ بداية الموضوع بكلمات بسيطة :

++ نحن الآن في عصر الجور الذي يسبق خروج المهدي00 ينتهي هذا العصر بحرب كونية تأتي على الحضارة المادية ، و هذا خاص بغير المسلمين00
++ يقع المسلمون بفتنة من جراء الحرب على العراق و الله أعلم 00 تنتهي بسقوط العروش و الكراسي و تنشر الفوضى في منطقة الخليج ، مما يضطر الصالحين بالهجرة إلى مهاجر إبراهيم ( الشام ) للجهاد 0

++ أهم الأحداث الواقعة بحرب العراق و الله أعلم هو ضرب البصرة بسلاح يؤدي إلى خسفها عن الأرض00

++ قيام الخلافة المهدية في القدس بعد تحريره من قبل المهاجرين من جميع أنحاء العالم الإسلامي ، و يكون المهدي مع المهاجرين المجاهدين القادمين من أفغانستان ، و تتم بيعته بالقدس في ليلة واحدة ، لأنه قد يكون الآن معروف للبعض ، فتكون بيعته بيعة رضى لا خلاف فيها00

++ ستترك المدينة النبوية كأحسن ما تكون ، و يهاجر أهلها إلى عاصمة الخلافة القدس ، و يحدث هذا مع الكثير من المدن، و ذلك لقلة عدد الناس و عدم صلاح الأرض للسكني بسبب شح الماء و أمور أخرى 0

++ يبدأ عصر النعيم المهدوي00 و تبدأ النفوس تتغير لندخل بعد المهدي بسنوات بما يسمى فتنة السراء 00تنتهي السراء بفناء قريش و تحول الخلافة لأهل اليمن00

++ يكتمل الشكل الواضح للقبلية ، و خصوصا بعد أن بدأ الناس بالانفضاض من عاصمة الخلافة بسبب الفتن 0

++ تبدأ مرحلة من الكفر المظلم نتيجة لنقص العلماء و كثرة النساء و قلة العلم ، و تعود بعض القبائل تدريجيا للكفر و عبادة الأوثان ، وأهم مميزات هذه الفترة الخسف و المسخ و قيام القبائل بعضها على بعض فيما يعرف بفتنة الدهيماء00 تنتهي الفتنة بظهور المهدي عائذ الحرم و الذي يبايع في الحرم، ثم يخرج ليوطد أركان الخلافة في بيت المقدس ، حيث يردع الروم و يدخل معهم في صلح أمن 0

++ تبد الملاحم و تنتهي بفتح روما و قسطنطينية 0

++ يخرج الدجال و لنا مع خروجه وقفة طويلة إن شاء الله و لكن قد يتأخر ذلك بعض الوقت





نسأل الله القبول و نبرأ إليه من كل قول أو عمل ليس له به رضى 00
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أبوسفيان
بقايا المجد
بقايا المجد
أخيرا سأوجز ما كتبنا منذ بداية الموضوع بكلمات بسيطة :

++ نحن الآن في عصر الجور الذي يسبق خروج المهدي00 ينتهي هذا العصر بحرب كونية تأتي على الحضارة المادية ، و هذا خاص بغير المسلمين00
++ يقع المسلمون بفتنة من جراء الحرب على العراق و الله أعلم 00 تنتهي بسقوط العروش و الكراسي و تنشر الفوضى في منطقة الخليج ، مما يضطر الصالحين بالهجرة إلى مهاجر إبراهيم ( الشام ) للجهاد 0

++ أهم الأحداث الواقعة بحرب العراق و الله أعلم هو ضرب البصرة بسلاح يؤدي إلى خسفها عن الأرض00

++ قيام الخلافة المهدية في القدس بعد تحريره من قبل المهاجرين من جميع أنحاء العالم الإسلامي ، و يكون المهدي مع المهاجرين المجاهدين القادمين من أفغانستان ، و تتم بيعته بالقدس في ليلة واحدة ، لأنه قد يكون الآن معروف للبعض ، فتكون بيعته بيعة رضى لا خلاف فيها00

++ ستترك المدينة النبوية كأحسن ما تكون ، و يهاجر أهلها إلى عاصمة الخلافة القدس ، و يحدث هذا مع الكثير من المدن، و ذلك لقلة عدد الناس و عدم صلاح الأرض للسكني بسبب شح الماء و أمور أخرى 0

++ يبدأ عصر النعيم المهدوي00 و تبدأ النفوس تتغير لندخل بعد المهدي بسنوات بما يسمى فتنة السراء 00تنتهي السراء بفناء قريش و تحول الخلافة لأهل اليمن00

++ يكتمل الشكل الواضح للقبلية ، و خصوصا بعد أن بدأ الناس بالانفضاض من عاصمة الخلافة بسبب الفتن 0

++ تبدأ مرحلة من الكفر المظلم نتيجة لنقص العلماء و كثرة النساء و قلة العلم ، و تعود بعض القبائل تدريجيا للكفر و عبادة الأوثان ، وأهم مميزات هذه الفترة الخسف و المسخ و قيام القبائل بعضها على بعض فيما يعرف بفتنة الدهيماء00 تنتهي الفتنة بظهور المهدي عائذ الحرم و الذي يبايع في الحرم، ثم يخرج ليوطد أركان الخلافة في بيت المقدس ، حيث يردع الروم و يدخل معهم في صلح أمن 0

++ تبد أ الملاحم و تنتهي بفتح روما و قسطنطينية 0

++ يخرج الدجال و لنا مع خروجه وقفة طويلة إن شاء الله و لكن قد يتأخر ذلك بعض الوقت





نسأل الله القبول و نبرأ إليه من كل قول أو عمل ليس له به رضى 00
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أبوسفيان


يتبع 000000000