بقايا المجد
بقايا المجد
الفصل الحادي عشر : اسئلة واجوبة حول البحث :

في هذا الفصل تم جمع كل ماطرح على الباحث (–ابو سفيان ) من اسئلة 00 حتى الاسئلة المكررة :

سؤال 1 : الاخ ابو سفيان ..انا اخالفك الراي في معنى ( السنين الخداع ) 00 فأنا اعتقد ان المقصود والله اعلم هو اننا نعيش في فترة أو مرحلة السنين00الخداع الذي تجعل الحليم حيران .
وقد جاء الحديث النبوي صريحا في الحديث عن هذه المرحلة بالذات مرحلة سنين الخداع ، ومظاهر الخداع التي يمارسها الناس اليوم والاثار المدمرة التي ستصيبهم نتيجة بعدهم عن تعاليم الدين الحنيف ، وقد بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم المخرج من هذهالفتن حيث قال : (الزم بيتك ، واملك عليك لسانك ، وخذ بما تعرف ودع ماتنكر ، وعليك بامر خاصة نفسك ، ودع عنك امر العامة)00اخرجه احمد وابو داود
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كيف بكم وبزمان يوشك ان ياتي ، يغربل الناس فيهم غربلة ، وتبقى حثالة من الناس ، قد مرجت عهودهم واماناتهم ، فاختلفوا وكانوا هكذا ... وشبك بين اصابعه)
- فهل نحن فعلا نعيش في هذه المرحلة المذكورة ، مرحلة السنين الخداع ؟؟؟ فاذا كنا حقا نعيش فيها ، فهي بلاشك انها المرحلة التى سيظهر بعدها مسيح الدجل والخداع ، ولكن بدون تحديد زمن بعينه ، لان طول الزمن وقصره هي مدة زمنية مختلفه تماما بحساب وحكمة رب العالمين ، اقول انها لاتقاس حسب طريقة الفكر البشري بل تقاس حسب مااراد الله بها من معنى .00وبناءا على هذه الحكمة الالهية ، فلااحد يستطيع ان يجزم بالنفي او بالايجاب عما اذا كنا نحن البشر نعيش في فترة الملاحم ام لا ؟


جواب : أخي الفاضل : بكل أسف يا أخي أسمح أن أقول لك أنك قد أخطأت الحقيقة و جانبك الصواب و ذلك من أكثر من جانب :
أولا : لا أختلف معك بأن المسلمين اليوم في وضع سيئ بل هو أسوء من السيئ و لكن هذا لا يعني أن تنطبق علينا الأحاديث التي ذكرت لأسباب :
- هذه الفترة التي يتكلم عنها الحديث هي التي وصفها رسولنا صلى الله عليه و سلم بأن القابض على دينه كالقابض على الجمر 0
- هذه الفترة هي التي يرفع فيها العلم و يفشوا فيها الجهل و يستفتي الرجل فلا يجد من يفتيه0
- هذه الفترة يا أخي تأتي بعد خلافة المهدي الأول و قبل خلافة مهدي الملاحم 0
و هي كما بينت فيما مضى بأنها سنين الزلازل و المسخ و الخسف و الله أعلم
أخي الفاضل 00 أما عن قولك أننا الآن نعيش في السنين التي تسبق مسيح الضلالة ، فهذا أيضا ليس بصواب و قد اختزلت بهذا الأمر فترة زمنية كبيرة و أحداث بينتها السنة النبوية و بوضوح لا لبس فيه 00
أما قولك أننا لا نستطيع النفي أو الإيجاب فيما إذا كنا نعيش فترة الملاحم أم لا 00 فهذا أيضا لا يصح 00
أخي الكريم00 لم يذكر الرسول تلك الأحاديث جزافا بل قالها لنكون على يقين مما نحن فيه 00و هذا هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ينفي بكل ثقة وهدوء ادعاء الرجل الذي آتى وهو يصيح بان الساعة قد قامت ، فما كان منه إلا آن استند في مجلسه وقال : لا تقوم الساعة حتى يكون كذا وكذا 00لديه من العلم أن الساعة لا تقوم حتى تظهر علامات سمعها من رسول الله صلى الله عليه و سلم 00فهو واثق بما يقول ثقته برسول الله00 و قس على ذلك جميع الآيات و الأحداث لكلا منها إشارة و دلالة 0


سؤال 2 : مرحباً أخي أبو سفيان ، وبارك الله في علمك وجهدك ، فقد استفدنا منك فائدة جمة ، ويكفي جمع هذا العدد الكبير من الأثار والأحاديث الصحيحة في هذا البحث ومحاولة الأستنباط منها .
لكن يا أخي الفاضل نحن هنا طبعاً نحاول الوصول إلى الحقيقة قدر الإمكان . ولذلك هناك نقاط أود النقاش فيها معك :
أولاً : مسألة بقاء الخلافة الراشدة بعد المهدي 22 عاماً مازالت غير واضحة ، فالحديث الذي ذكرته ) تدور رحى الأسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين ... الى اخره ( قد يكون المقصود به هو فترة الخلافة الراشدة الأولى وليست الأخيرة فلا يوجد في الحديث تخصيص لفترة ما بعد المهدي إلا إذا كنت ربطتها بأحاديث أخرى ، ثم لفظ الحديث قد لا يراد منه بقاء الخلافة خمساً وثلاثين أو ستاً وثلاثين سنة ، فلفظ لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين قد يراد به التاريخ أي عام 35 أو 36 أو 37 هجرية ، ولو تلاحظ فإن الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما كانت تقريباً في هذا التاريخ وعلى إثرها زالت الخلافة الراشدة الأولى ، فكون الحديث يراد به الخلافة الراشدة الأولى أمر محتمل .

ثانياً : ذكرت فترة مابين 2007 و 2013 على خروج المهدي على أساس أنه على رأس كل قرن مجدد ، وقد حسبت الفترة من نهاية الخلافة العثمانية والتي انتهت عام 1924 –1343 ،لكنها انتهت فعلياًعام1909 - 1328 وذلك بعد إنتهاءحكم السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله ، ولكن يا أخي هل يلزم من ذلك أنه على رأس كل قرن تحديدا مجدد00 بمعنى أنه يخرج مجدد سنة 300 ومجدد سنة 400 ومجدد سنة 500 بالتمام ، لا أظن ذلك يبدو أن الأمر للتقريب00 فشيخ الأسلام ابن تيمية مجدد القرن السابع ، ومع ذلك قد أخرج دعوته قبل سنة 700 ربما بعشرة أعوام وربما أكثر ، أنا أقول ذلك على أساس أنك حسبت بعد خلافة العثمانيين بمائة سنة كاملة على أن التاريخ الذي ذكرت ليس في رأس قرن .ولو افترضنا أن هناك مجدد سيخرج قريباً بعد عدة أعوام فهل يلزم أن يكون هو المهدي ؟؟
في نظري لا يلزم ذلك فقد يكون هذا الرجل هو الذي سيبدأ بالخلافة الراشدة التي بعد الحكم الجبري ويكون خليفة للمسلمين ولا يلزم أن يكون هو المهدي ، فقد يكون المهدي في نهاية هذه الخلافة ، فليس لدينا ما يلزمنا بأن الأول هو المهدي أو الأخير والأمر محتمل .؟


جواب : الأخ الفاضل : أبدأ النقاش معك حول حديث (تدور رحى الإسلام .............. )
أعلم أخي الفاضل أن هذا الحديث قد أختلف العلماء في تفسيره و قد فسر هذا الحديث على أـكثر من وجه و لكني أخي أدعوك مجددا للتأمل بمتن الحديث :

( صحيح ابن حبان ، ج: 15 ، ص: 46)
( 64 )(أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد بن مسرهد قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا العوام بن حوشب ، عن سليمان بن أبي سليمان ،عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثم تدور رحى الإسلام على خمس وثلاثين أو ست وثلاثين ، فإن هلكوا فسبيل من هلك ، وإن بقوا بقي لهم دينهم سبعين سنة) 0

( المستدرك على الصحيحين ، ج: 3 ، ص: 123)( حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا السري بن يحيى التميمي ، ثنا قبيصة بن عقبة ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن البراء بن ناجية ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم تدور رحى الإسلام على خمس وثلاثين أو ست وثلاثين ، فإن يهلكوا فسبيل من هلك ، وإن بقي لهم دينهم فسبعين عاما ، قال عمر : يا رسول الله بما بقي أو بما مضى ؟ قال : بما بقي ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

لاحظ أخي أن بالحديث متلازمتين :
بقاء أو دوام نهج الإسلام على الصلاح و الاستقامة حتى 37 عام00 يعني أستمراره حتى يبلغ 70 عام ، و في الحديث الثاني للحاكم حتى 106 سنوات لقول الرسول صلى الله عليه و سلم لعمر( بما بقي ) و سواء كان البقاء حتى السبعين أو 106 سنوات 00فالمهم هل دارت رحى الإسلام حتى 37 سنة أم لا 00 و هل استوفوا بلزوم الشرط السبعين أم لا 00و طالما أن هناك شبه إجماع أن رحى الإسلام لم تدر هذه المدة فلازم الثاني يقتضي أن لا يكون قد تم استكمال أمر الإسلام حتى 70 أو 106 سنوات 00
و هنا أريد أن أسألك سؤال: ما الحاجة التي دعت رسول الله و هو قد أعطي جوامع الكلم لذكر السبعين سنة طالما أنها خاصة بالخلافة الراشدة الأولى ؟؟؟؟
أخي الكريم يبقى الأمر منى مجرد اجتهاد قابل للخطأ قبل الصواب 00
فالحديث و الله أعلم لا يخرج عن أحد أمرين :
- إما أن الخلافة الأولى قد استوفت 36 سنة من أصل( 70 سنة أو 106) يستقيم فيها أمر هذه الأمة 00
- واما أن المقصود من هذا الحديث أن يكون قاعدة تطبق كما طبقة في الخلافة الأولى0
كما أحب أن ألفت النظر إلى أن خلافة المهدي محمد بن عبد الله هي رأس الخلافة الجديدة 00و هي التي ستفتتح عهد الخلافة و التي ننتظرها قريبا إن شاء الله00 أما المهدي الذي سيقود الملاحم فليس هو محمد بن عبد الله و الذي قال عنه رسول الله (يواطئ أسمه أسمي ، و أسم ابيه اسم ابي )
نعود للحديث عن الفقرة الأولى :

(المستدرك على الصحيحين ، ج: 4 ، ص: 465)
( حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي ببغداد ، ثنا أبو إسماعيل السلمي ، ثنا سليمان بن عبد الله الدمشقي ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان ، عن يزيد بن عطاء ، عن معاذ بن سعد السكسكي ، عن جنادة بن أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : ثم بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوف إذ أقبل رجل ، فقال : يا رسول الله ، ما مدة رجاء أمتك ؟ قال : فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سأله ثلاث مرات ، ثم ولى الرجل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي ، رجاء أمتي مائة سنة 0 قال : فقال : يا رسول الله ، فهل لتلك من إمارة أو آية أو علامة ؟ قال : نعم ، القذف، والخسف، والرجف، وإرسال الشياطين الملجمة عن الناس ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

الرجاء : هو الأمل00 و أمل الأمة هو النصر و التمكين و الحكم بكتاب الله و على منهاج نبيه 00الإجابة: مائة سنة
أما العلامة فقد ذكرت الفترة الزمنية الواقعة بين الخليفة القادم إن شاء الله ) محمد بن عبد الله (و الخليفة الذي يبايع له بين الركن و المقام 0
و لو قلنا أن هذه المائة سنة تخص زمن المهدي صاحب الملاحم و عيسى عليه السلام لكان السؤال يطر ح كالأتي (ما أخر رجاء أمتي ؟ )
و هذه المائة عام قريبة مما حدده رسول الله بدوران رحى الأمة 00 في كلا الحديثين كان الأمر للعموم لا للتقيد و نحن نعلم أن النص يبقى على إطلاقه حتى يأتي نص آخر يقيده و الله أعلم

واتركك مع شرح الحديث من كتاب عون المعبود ، و هو شرح فيه من الإطالة و لكن فيه من الفوائد أكثر و الله اعلم

( عون المعبود ، ج: 11 ص : 220)
( تدور رحى الإسلام بخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين ، إعلم أن العلماء اختلفوا في بيان معنى دوران رحى الإسلام على قولين : الأول: أن المراد منه استقامة أمر الدين واستمراره ، وهذا قول الأكثرين ، والثاني : أن المراد منه الحرب والقتال ، وهذا قول الخطابي والبغوي ، قال العلامة الأردبيلي في الأزهار وشرح المصابيح : قال الأكثرون المراد بدوران رحى الإسلام استمرار أمر النبوة والخلافة ، واستقامة أمر الولاة وإقامة الحدود والأحكام فتور ولا فطور إلى سنة خمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين من الهجرة ، بدليل قوله في آخر الحديث: ( مما مضى) وقال الخطابي في شرح السنة: المراد بدوران رحى الإسلام: الحرب والقتال وشبهها بالرحى الدوارة بالحب لما فيها من تلف الأرواح والأشباح ، انتهى 0 فإن قلت: إرادة الحرب من دوران رحى الإسلام أظهر وأوضح من إرادة استقامة أمر الدين واستمراره ، لأن العرب يكنون عن الحرب بدوران الرحى ، قال الشاعر : فدارت رحانا واستدارت رحاهم فكيف اختار الأكثرون الأول دون الثاني ، قلت: لا شك أن العرب يكنون عن الحرب بدوران الرحى ، لكن إذا كان في الكلام ذكر الحرب صراحة أو إشارة وليس في الحديث ذكر الحرب أصلا ، قال التوربشتي رحمه الله: إنهم يكنون عن اشتداد الحرب بدوران الرحى ، ويقولون: دارت رحى الحرب، أي استتب أمرها ، ولم تجدهم استعملوا دوران الرحى في أمر الحرب جريان ذكرها أو الإشارة إليها ، وفي هذا الحديث لم يذكر الحرب وإنما قال : رحى الإسلام ، فالأشبه أنه أراد بذلك أن الإسلام يستتب أمره ويدوم على ما كان عليه المدة المذكورة في الحديث ، ويصح أن يستعار دوران الرحى في الأمر الذي يقوم لصاحبه ويستمر له ، فإن الرحى توجد على نعت الكمال ما دامت دائرة مستمرة ، ويقال: فلان صاحب دارتهم إذا كان أمرهم يدور عليه ، ورحى الغيث معظمه ، ويؤيد ما ذهبنا إليه ما رواه الحربي في بعض الإشارة: ينعقد رحى الإسلام مكان تدور، ثم قال : كأن ينعقد أقرب لأنها ينعقد عن ثبوتها واستقرارها ، وكلام التوربشتي هذا ذكره القاري في المرقاة ، وقال ابن الأثير في النهاية: يقال دارت رحى الحرب إذا قامت على ساقها ، وأصل الرحى التي يطحن بها ، والمعنى :أن الإسلام يمتد قيام أمره على سنن الاستقامة والبعد من إحداثات الظلمة إلى تقضي هذه المدة التي هي بضع وثمانون، انتهى00 ثم اعلم أن اللام في قوله: ( لخمس) للوقت ، أو بمعنى( إلى) قال الأردبيلي: واللام في( لخمس) للوقت كما لو قال: أنت طالق لرمضان: أي وقته00 قال الله تعالى: ( أقم الصلاة لدلوك الشمس) وقيل: بمعنى( إلى ) لأن حروف الجارة يوضع بعضها موضع بعض، انتهى00 قلت: كون اللام في( لخمس) بمعنى( إلى) هو الأظهر كما لا يخفى، فإن قلت: قد ذكر في الحديث انتهاء مدة دوران رحى الإسلام ولم يذكر فيه ابتداء مدته، فمن أي وقت يراد الابتداء؟؟ قلت : يجوز أن يراد الابتداء من الهجرة أو من الزمان فيه من عمره خمس سنين أو ست سنين00 قال في جامع الأصول: قيل إن الإسلام ثم قيام أمره على سنن الاستقامة والبعد من إحداثات الظلمة إلى أن ينقضي مدة خمس وثلاثين سنة0 ووجهه أن يكون قد قاله من عمره خمس سنين أو ست ، فإذا انضمت إلى مدة خلافة الخلفاء الراشدين وهي ثلاثون سنة ، كانت بالغة ذلك المبلغ ، وإن كان أراد سنة خمس وثلاثين من الهجرة ففيها خرج أهل مصر وحصروا عثمان رضي الله عنه ، وإن كانت سنة ست وثلاثين ففيها كانت وقعة الجمل ، وإن كانت سنة سبع وثلاثين ففيها كانت وقعة الصفين ، انتهى00( فإن يهلكوا من هلك وأن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما)0 إعلم أنهم لما اختلفوا في المراد بدوران رحى الإسلام على القولين المذكورين ، اختلفوا في بيان معنى هذا الكلام وتفسيره أيضا ، على قولين: فتفسير هذا الكلام على قول الأكثرين هكذا ، فقوله : ( فإن يهلكوا) ، يعني بالتغيير والتبديل والتحريف والخروج على الإمام وبالمعاصي والمظالم وترك الحدود وإقامتها ، وقوله : (فسبيل من هلك) ، أي فسبيلهم في الهلاك بالتغيير والتبديل والوهن في الدين سبيل من هلك من الأمم السالفة والقرون الماضية في الهلاك بالتغيير والتبديل والوهن في الدين ، وقوله : ( وإن يقم لهم دينهم) ، أي لعدم التغيير والتبديل والتحريف والوهن يقم لهم سبعين عاما ، وعلى قول : معناه فإن يهلكوا بترك الحرب والقتال فسبيلهم سبيل من هلك بذلك من الأمم السالفة والقرون الماضية ، وإن يقم لهم دينهم بإقامة الحرب والقتل والقتال يقم لهم سبعين عاما0 هكذا قرر الأردبيلي رحمه الله ، وليس الهلاك فيه على حقيقتة بل الهلاك والاشتغال بما يؤدي إليه هلاكا ، فإن قلت في هذا الكلام موعدان ، الأول : أنهم إن يهلكوا فسبيلهم سبيل من هلك ، والثاني : أنهم إن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما وهذان الموعدان لا يوجدان معا بل إن وجد الأول لا يوجد الثاني وإن وجد الثاني لا يوجد الأول ، فأي من هذين الموعدين وجد ووقع ؟؟ قلت : قال القاري في المرقاة : قد وقع المحذور في الموعد الأول ولم يزل ذلك كذلك إلى الآن، انتهى00 قلت: لا شك في وقوعه فقد ظهر بعد انقضاء مدة الخلفاء الراشدين ما ظهر وجرى ما جرى فلما ما وقع في الموعد الأول ارتفع الموعد الثاني كما لا يخفى على المتأمل ، فإن قلت : قال الخطابي : يحتمل أن يكون المراد بالدين هنا الملك، قال : ويشبه أن يكون أراد بهذا ملك بني أمية وانتقاله عنهم إلى بني العباس ، وكان ما بين استقرار الملك لبني أمية إلى أن ظهرت دعاة الدولة العباسية بخراسان وضعف أمر بني أمية ودخل الوهن فيه نحوا من سبعين سنة ، فعلى قول الخطابي هذا يظهر أن الوعد الثاني قد وقع ، قلت : قول الخطابي هذا ضعيف جدا ، بل باطل قطعا ، ولذلك تعقب عليه من وجوه 00قال ابن الأثير بعد نقل قوله : هذا التأويل كما تراه فإن المدة التي أشار إليها لم تكن سبعين سنة ولا كان الدين فيها قائما ، انتهى00 وقال الأردبيلي بعد نقل كلامه: وضعفوه بأن ملك بني أمية كان ألف شهر وهو ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر ، انتهى00 وقال التوربشتي بعد نقل قوله: يرحم الله أبا سليمان أي الخطابي فإنه لو تأمل الحديث كل التأمل وبنى التأويل على سياقه لعلم أن النبي لم يرد بذلك ملك بني أمية دون غيرهم من الأمة ، بل أراد به استقامة أمر الأمة في طاعة الولاة وإقامة الحدود والأحكام ، وجعل المبدأ فيه أول زمان الهجرة ، وأخبرهم أنهم يلبثون على ما هم عليه خمسا وثلاثين أو ستا وثلاثين أو سبعا وثلاثين ثم يشقون عصا الخلاف ، فتفرق كلمتهم فإن هلكوا فسبيلهم سبيل من قد هلك قبلهم ، وإن عاد أمرهم إلى ما كان عليه من إيثار الطاعة ونصرة الحق يتم لهم ذلك إلى تمام السبعين، هذا مقتضى اللفظ ذلك لم يستقم لهم ذلك القول ، فإن الملك في أيام بعض العباسية لم يكن أقل استقامة منه في أيام المروانية ومدة إمارة بني أمية من معاوية إلى مروان بن محمد كانت نحوا من تسع وثمانين سنة والتواريخ تشهد له مع أن بقية الحديث ينقض كل تأويل يخالف تأويلنا هذا ، وهي قول ابن مسعود، قلت: أي يا رسول الله أمما بقي أو مما مضى؟ يريد أن السبعين تتم لهم مستأنفة بعد خمس وثلاثين أم تدخل الأعوام المذكورة في جملتها ، قال: مما مضى ، يعني يقوم لهم أمر دينهم إلى تمام سبعين سنة من أول دولة الإسلام لا من انقضاء خمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين إلى انقضاء سبعين ) انتهى 00

ثالثاً : استشهدت بأثر ( بعد المهدي الذي يخرج أهل اليمن إلى بلادهم ، ثم المنصور، ثم من بعده المهدي الذي تفتح على يديه مدينة الروم ).
نحن نعرف أن هذا أثر وليس حديثاً مرفوعاً الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مهم ، كما أن الأثر حتى وإن كان سنده صحيح فإنه في كتاب نعيم بن حماد ، ونعيم يهم عند أكثر أهل الجرح والتعديل والمحققين منهم .
ثم ألا تلاحظ يا أخي وجود أسماء خلفاء عباسيين في الحديث مثل المنصور والمهدي ، وهذا ليس بمستغرب فمن يقرأ كتاب ) الفتن ( لنعيم يعلم أن نعيم يرى بأن العلامات الكبرى ستخرج في عهد العباسيين ، وأن المهدي سيخرج في عهد بني العباس ، ولذلك ذكر أكثر من مهدي ، وهذا يجعل هذا الأثر ليس في موضوعنا أصلاً 00 مثل من يستشهد بأحايث السفياني الموجودة في كتاب نعيم ولا يدري أن نعيم يرى أن السفياني في عهد العباسيين ، بدليل الأثر الأخر الذي ذكرته والذي في أخره بما معناه (ثم يتمنى الناس عهد بني العباس ) إذاً00 بعض الأثار التي نستشهد بها هي أصلاً ليس في موضوعنا وهذا مهم .؟


جواب : أخي الفاضل 00 ما ذكرته عن كون نعيم بن حماد بأنه يهم فهذا لا يمنع الأخذ عنه ، و الحسن البصري بجلال قدره جرحه العلماء و قالوا: أنه مدلس ، و قد قلت في بداية هذا البحث أنني سأعتمد فيه بإذن الله على النصوص الصحيحة كقواعد و أسس ، و لا مانع من الاستئناس بأحاديث ضعيفة أو غير مخرجة للتأكيد لا للاعتماد البحت00
و لي إن شاء الله وقفة مع هذه الآثار و التي ليست جميعها مرفوعة ، و قد تكون علم مكتسب من أهل الكتاب00 و لا تنسى أخي الكريم أن الصحابة قد وجدوا رأس رجل في كهف ، وقالوا عنه أنه دانيال النبي ، و وجدوا فوق رأسه كتابه غضا طريا ، فأرسلوه للفاروق ، فأمر كعب بترجمته ، و نحن نعلم أن كتاب دانيال يتكلم فقط عن فتن آخر الزمان و التي لو قرأت النبوءات التي فيه و من كتب أهل الكتاب اليوم على ما حدث لها من التحريف لوجدت فيها ما يدهشك !!!!!
كما ا ود أن أذكرك بحديث نبينا الكريم (حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج ) و لا تنسى أخي أن بعض الصحابة كانوا من أحبار اليهود بل من أعلمهم و الذين قال عنهم رب العزة :
)الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة:146)


رابعاً : حديث (يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله )00
ألا يمكن أن الجملتين ليست تعقيبية ، بمعنى أنه من المحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم تحدث عن رجل يبايع بين الركن والمقام ، ثم انتقل إلى موضوع أخر وهو استحلال البيت ، وهذا موجود في لغة العرب ، بل وموجود في السنة النبوية ، وبالذات أن بين الجملتين رابط وهو البيت الحرام ، ولا أجزم بهذا الرأي ولكن على الأقل هو أمر محتمل يجعلنا نتريث قليلا في الأستشهاد به على ما ذكرت ؟.
أرجوا أن يتسع صدرك لملاحظاتي الأن ولاحقاً فلا تظهر فائدة البحث إلا بالنقاش الثري .



جواب : اخي الكريم 00 بالنسبة لحديث ( يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله )00
فلا أرى أن نتكلف الأمر00 لنقول : أن رسول الله قد أنتقل إلى حديث الاستحلال بعد أن كان يتكلم عن مبايعة الرجل ، فالرجل بويع و الاستحلال تم و قتل من قتل بالحرم 00و قد يكون الاستحلال: هدم الحرم لاحقا ، و لكن دون شك هما إشارتين لأمر سيحدث بعدهما و لو كان الأمر على ما أولت انت 00 لكان كلام رسول الله (يبايع لرجل بين الركن و المقام ) ثم الإنتقال لأمر أخر ، يعني كلام مبتور و لا معنى له ، و حاشى رسول الله من ذلك 00 هذا ما لدي أخي و الله أعلم


سوال 3: ذكرت يا أخي الكريم أن القدس عاصمة الخلافة ستستقطب المسلمين حتى يهجر المسلمون مدينة رسول الله .00لكن يا أخي الكريم هناك نصوص ذكرت إعتصام المسلمين بمكة والمدينة من الدجال عند خروجه .
أعرف يا أخي الكريم أن العصر الذي تتحدث عنه ليس هو عصر الدجال . لكن هل يعني هذا أن المسلمين سيرجعون تدريجياً إلى مدينة رسول الله حتى خروج الدجال ؟؟ أم أنهم سيرجعون فجأة معتصمين من فتنة الدجال ؟؟
ثم يا أخي الكريم هل ترى أن العصر الذي نتحدث عنه الأن هو عصر السفياني ؟؟ أم أنك لاترى أن للسفياني وجود بسبب ضعف الأحاديث التي ذكرته ؟؟



جواب : أخي الفاضل : ما يعجبني فيك أنك لا تترك شيء يمر مرور الكرام و لا تقبل ما يقال دون دليل 00و هذا حريا بنا جميعا أن نلتزم به , خصوصا و قد كثرت الأقاويل و التحليلات التي لا يعتمد أكثرها على الدليل المقنع ،و أحيانا يقع أحدنا أسير حدس داخلي يجعله يخلط بين ما يكتبه موثقا بالدليل و بين ما يعتقده داخليا0
أخي الفاضل00 الثابت لدينا كمسلمين أن المدينة النبوية الشريفة حرسها الله سيهجرها المسلمون و يتركوها كأحسن ما تكون

(ـ سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلدالثاني )
(683 ) الصحيحة :

( يتركون المدينة على خير ما كانت ؛ لا يغشاها إلا العوافي ، يريد: عوافي السباع والطير ، وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ، ينعقان بغنمهما ، فيجدانها وحشا ؛ حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما ).

(المستدرك على الصحيحين ، ج: 4 ، ص: 472 )
(أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ، ثنا أبو قلابة ، ثنا أبو عاصم ، أنبأ عبد الحميد بن جعفر ، عن صالح بن أبي عريب ، عن كثير بن مرة ، عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه : ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وقناء معلقة وقنو منها حشف ومعه عصا فطعن بالعصا في القنو وقال : لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها ، إن صاحب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة ، ثم أقبل علينا فقال : أما والله يا أهل المدينة لتدعنها مذللة أربعين عاما للعوافي ، قلنا : الله ورسوله أعلم ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما العوافي ؟ قالوا : لا ، قال : الطير والسباع ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

(صحيح مسلم ، ج : 4 ، ص: 2217)(1 ) (وحدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، ح وحدثني أبو بكر بن نافع ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ،عن عدي بن ثابت ،عن عبد الله بن يزيد ،عن حذيفة أنه قال : أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ، فما منه شيء إلا قد سألته ، إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل لمدينة من المدينة)

هذه الأدلة على أن المدينة ستهجر00 و قد تهجر هجرتان 00و الله أعلم
الأولى: حال نزول الخلافة في بيت المقدس00 و هذا مؤكد بالدليل :

ـ( صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني)
( 4096 ) صحيح :

(عمران بيت المقدس خراب يثرب ، و خراب يثرب خروج الملحمة ، و خروج الملحمة فتح القسطنطينية ، و فتح القسطنطينية خروج الدجال )
(حم د ) عن معاذ


لاحظ أخي تلازم الأحداث00 فعمارة بيت المقدس تعني: اقتراب الزمن الذي تخرب فيه المدينة ، و خراب المدينة) المقصود هنا بالخراب ترك أهلها لها ( يعني : اقتراب زمن الملحمة 00و حدوث الملحمة بدون شك يعقبه فتح القسطنطينية 0
و في هذا الحديث حجة ترد على من يستعجل الملحمة قبل قيام الخلافة في بيت المقدس ، و التي تعني بدون شك طرد اليهود القاطنين فيها اليوم لنشوء الخلافة ، و هذا كله ظاهر بالحديث يتم قبل الملحمة و قبل خراب المدينة00 فأي أفك يفترون ؟


إذاً زمن الخراب الأول يكون قريبا و الله أعلم حال قيام الخلافة 00أما الخراب الثاني فيتم في عهد عيسى عليه السلام حيث إقامته في القدس و طبيعي أن يكون المؤمنون حوله ، و هذا تلمسه من الحديث الذي يذكر حشر المزنيان ، مع أن الزمن بين وفاة عيسى عليه السلام و الحشر زمن لا يعلمه إلا الله ، و قد يطول و يكون هذا الهجر قد تم نتيجة خلو الأرض من المؤمنين بعد الريح الطيبة 00
و نعود لصلب السؤال00 ما هو تعليل الأحاديث التي تؤكد وجود المؤمنين في المدينة عند نزول الدجال ؟؟؟

أخي الكريم00 لا يعني هجران المدينة هو هجران دائم و طويل ، و قد رأيت في الحديث الذي أخرجه الحاكم أن الهجر مدته 40 عام ،و لا تنسى أخي الفاضل أن الذي دعا المسلمين لترك المدينة هو قيام الخلافة و حب الناس البقاء في كنفها و خصوصا إذا كان الخليفة مثل المهدي00

(سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد السابع 1 )
(3203 ) الصحيحة :

(ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ، ويبقى في الأرض شرار أهلها ، تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس الله ، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير)


ولكن ما ان يتزعزع الأمن و تأول الخلافة لمن ليس أهلا لها00 ينفر الناس و يعودون إلى المدينة , هذا من جهة ، من جهة أخرى قد تكون عودة المؤمنين للمدينة نوع من التحصين من الدجال ، و نحن نعلم أن رعبه لا يدخل المدينة ، كذلك المدينة وكل الله بها من يحرسها من أي عدو سوى المسلمين فهي أمان على الذراري و الأهل في حال غياب الرجال عنها 00



(ـ مشكاة المصابيح- المجلد الثالث ( 1 ) باب فضائل سيد المرسلين )
(34 ) 5910 - صحيح :

( وعن أبي سعيد الخدري قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى قدمنا عسفان فأقام بها ليالي ، فقال الناس: ما نحن ههنا في شيء وإن عيالنا لخلوف ما نأمن عليهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: والذي نفسي بيده ما في المدينة شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا إليها ، ثم قال: ارتحلوا ، فارتحلنا وأقبلنا إلى المدينة فوالذي يحلف به ما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة حتى أغار علينا بنو عبد الله بن غطفان وما يهيجهم قبل ذلك شيء . ) رواه مسلم


( ـ صحيح الجامع الصغير - المجلد الأول )
1271 ) صحيح :
( اللهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حراما ،و إني حرمت المدينة ما بين مأزميها أن لا يراق فيها دم و لا يحمل فيها سلاح لقتال و لا يخبط فيها شجرة إلا لعلف ، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في صاعنا ، اللهم بارك لنا في مدنا ، اللهم اجعل مع البركة بركتين ، و الذي نفسي بيده ما من المدينة شعب و لا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا إليها)



سؤال 4: ولكن يا أخي هل الفترة التي تتحدث عنها الآن هي فترة السفياني؟؟ أم أنه ليس للسفياني وجود ؟؟


جواب : , فيما يتعلق بالسفياني فنحن نتكلم الآن عن المرحلة التي يفترض أن يعايشها السفياني ، أي في نهاية عصر الجور و الظلم الذي يأتي بعد الخلافة الأولى التي نحن بانتظارها 00و أكرر في نهايتها حكما ،لأن الآثار التي تتكلم عنه كلها تشير إلى أن هلاكه على يد المهدي الذي يلي نهاية عصر الجور الثاني ، أي ليس في نهاية هذه الفترة و التي لو قسنا الجور الذي فيها إلى تلك الفترة لكان الفرق واسعا و البون كبير 00
صحيح أننا نعيش الظلم و القهر و أماتة الجهاد و تعطيل كتاب الله ، و لكن لم يصل بأحدنا أن يتمرغ على قبر صاحبه و يقول : ( يا ليتني مكانه لقد نجوت لقد نجوت و ما به من الجوع )
واليك تلخيص الاحداث القادمة فيما يلي :
نحن اليوم و الله أعلم في نهاية الحكم الجبري الذي جاء مفصل في حديث صحيح : (........... ثم يكون حكما جبريا ثم خلافة على منهاج النبوة (
، الفترة الانتقالية و التي تقع بين عصر الجور و الخلافة و التي هي مرحلة المخاض هي أصعب ما ستمر به الأمة حتى هذا الزمن ، فالناس بين فتنة و جهاد 00

أخي الفاضل: إن الأمة مقبلة على فتنة كبيرة أشم رائحتها في الخليج و العراق و الجزء الشرقي من سوريا ، و كل من يقول لك أن الجهاد سيكون جهاد الأمريكان في تلك البقعة فلا تصدقه ، فلن يجتمع الجهاد و الفتنة في مكان واحد ، فإما فتنة فتكف لسانك و يدك ، و إما جهاد فتحمل سلاحك 0
أخي الفاضل: الزمن ليس زمن السفياني و أقسم لك بالله على ذلك ، و في ما كتب بينة لمن حكم النص و خالف الهوى ، إن الخطأ الذي يقع فيه الكثير ممن يكتب في هذا المجال ، هو اعتقادهم بوجود خليفة واحد أسمه المهدي ، سيظهر و يقاتل اليهود و الدجال و يشهد الملاحم و يفتح مدن الكفر ثم يصلي خلفه نبي الله عيسى عليه السلام00 و هذا طبعا يجعلهم في حرج أمام الكم الهائل من النصوص و التي هم مرغمين على إنزالها على الواقع بأي شكل00 فالسفياني يقاتل المهدي و هو رجل شرير فلماذا لا يكون صدام حاكم العراق 00
و أغفلوا أن السفياني مولده قرب دمشق و خروجه منها ، و هو رجل لم يكن من ذوي الحكم عندما يخرج ، أي أنه يكون قبل خروجه رجلا من العامة 0
أخي الفاضل : أنت تعلم أنني قد حشدت من الأدلة و النصوص ما يؤكد أن هذه الفترة ليست فترة السفياني ، و لن نصل إلى تلك المرحلة إلا بإنجاز مجموعة من الأعمال أهمها :

- استعادة الأقصى من أيدي اليهود عبر جهاد يطول أو يقصر بعلم الله0

(ـ سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ -- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
( 4063 ) صحيح :

(حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان ، سمع جده عبد الله بن صفوان يقول : أخبرتني حفصة ، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأوسطهم، ويتنادى أولهم آخرهم فيخسف بهم فلا يبقى منهم إلا الشريد الذي يخبر عنهم ، فلما جاء جيش الحجاج ظننا أنهم هم ، فقال رجل : أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة ، وأن حفصة لم تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم) .

أنظر أخي00 منذ عهد الصحابة و الناس يحاولون إنزال النصوص على واقعهم00 الصحابي أو التابعي يظن أن الحجاج هو صاحب جيش الخسف ، و المعلوم أن صاحب هذا الجيش هو السفياني ، و بالتالي يكون اعتقاده أيضا أن عبد الله بن الزبير هو المهدي00 لأن هذا الجيش يرسل لرجل يمنعه الله من الناس كما جاء في مسند أحمد0
أخي الفاضل00 من يعتقد بإمكانية العيش في الخليج العربي في الفتنة مخطئ ، و لا بديل عن الهجرة أو الهلاك ، هل تعتقد أن الماء المعلب و الذي تمد منه تلك الأقاليم سيبقى ؟؟؟؟؟، أو تظن أن محركات الضخ و التحلية ستعمل ؟؟؟؟؟ ،
لا يا أخي ، هم في السلم لا يكفون الناس حاجتهم فكيف بك إذا وقع ما نخشى00 و قد أوردت في ثنايا الموضوع حديث يشير إلى هذا العطش0
أخي الفاضل00 لقد تكاثر الناس بشكل غير طبيعي و الأعداد تفوق قدرة الأرض من الماء و الغذاء ، و الفتنة لن تبقي على شيء ، و الناس أمام خياران فإما الهجرة و إما أن يقتلوا أنفسهم على الماء00
أخي الفاضل00 حكام العرب ربطوا بلدانهم بأسيادهم ، و في حال دخول الأمة في حرب ضد النصارى ، فلن يبقوا في هذه الأرض لساعات ، و جل ما نخشاه أن ينطبق علينا حديث رسول الله :

(3ـ سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ-- بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
( 3952 ) صحيح :

( حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور ، حدثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، أنه حدثهم عن أبي قلابة الجرمي عبد الله بن زيد ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : زويت لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها ، وأعطيت الكنزين الأصفر أو الأحمر والأبيض ، يعني الذهب والفضة ، وقيل لي إن ملكك إلى حيث زوي لك ، وإني سألت الله عز وجل ثلاثا ، أن لا يسلط على أمتي جوعا فيهلكهم به عامة ، وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض ، وإنه قيل لي : إذا قضيت قضاء فلا مرد له ، وإني لن أسلط على أمتك جوعا فيهلكهم فيه ، ولن أجمع عليهم من بين أقطارها حتى يفني بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا ، وإذا وضع السيف في أمتي فلن يرفع عنهم إلى يوم القيامة ، وإن مما أتخوف على أمتي أئمة مضلين ، وستعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وستلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وإن بين يدي الساعة دجالين كذابين قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه نبي ، ولن تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل) ، قال أبو الحسن لما فرغ أبو عبد الله من هذا الحديث قال : ما أهوله . )

هذا ما لدي و الله أعلم


يتبع 000000
أم اليمان
أم اليمان
بوركتي أخية على هذا الجهد الرائع وأسأل المولى في علاه ان يؤجرك على ذلك ويكون في ميزان حسناتك ..
وجزاك المولى كل خير ....
بقايا المجد
بقايا المجد
اشكرك ام اليمان 00على ماسطرته اناملك 00
ويعلم الله انني انقل هذا البحث من اجل الفائدة للجميع 00
ولا ابتغي من ذلك جزاء ولا شكورا 00 الا رضى الله 00
بقايا المجد
بقايا المجد

سؤال 5: هناك حديث لا اذكره نصا ولكن فيمامعناه قال قل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعه حتى تحاربون اليهود فيستنجدون في ( لا اذكر الكلمه )...فيقتلونكم قتل ( لا اذكر الكلمه ) .شرح الشيخ الحديث قال: ان اليهود سوف يستدرجون احد الطغاة من حكام العرب و يساعدونه لضرب فلسطين المحتله و من ثم ياتون الروم ويبيدون العرب و المسلمين .
اخي الفاضل ابو سفيان هل سمعت شياء عن هذا الحديث او الاثر ؟


جواب : بالنسبة للحديث الذي ذكرته لا أذكر أني قد قرأت أو سمعت بمعناه 00و لكن أعلم أخي أننا مع اليهود على موعدان :
الأول: نسأل الله لي و لكم أن نكون من شهداءه ، و هو الذي يتم فيه إخراج اليهود من فلسطين قريبا ، و هو سيسبق الخلافة بزمن بسيط جدا ، و قد يكون المهدي أحد المجاهدين الفاتحين له بعد أن أنخفض تعداد المسلمين في هذه الحرب و الفتنة التي ترافقها في بقية البلاد إلى القليل ، و عند ذلك يسهل على هؤلاء المجاهدين أن يختاروا المهدي من بينهم 00و هذه الحرب ذكرها الله أو ذكر الله منها مشهد الانتصار :
(إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً) (الاسراء:7)
ثم أنظر كيف يمد الله لبني إسرائيل الفرصة :

(عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) (الاسراء:8(

يعود بني إسرائيل للشر مرة أخرى و ذلك بعد أن تجمعت فلولهم في إصفهان في إيران ، و يخرج بقيتهم مع الدجال ، فيعود الله إليهم كما وعدهم في الأية الكريمة ، فيقضي عليهم نهائيا في المعركة التي تدور بين نبي الله عيسى و أنصاره المؤمنين ، ضد الدجال و أنصاره اليهود، و عند ذلك ينطق الحجر 00
أما ما يخص المعركة القادمة فلا يعلم إلا الله تفاصيلها 00
و لاحظ أخي أن المعركة الأولى كانت على المسجد بدليل قول الله (و ليدخلوا المسجد )00أما في قتال الدجال فالمسلمون في المسجد أساسا لأنهم قد استعادوه منذ زمن و قد قدمت الدليل الذي يثبت ذلك 00
أخي الفاضل00 إسرائيل لا شيء بدون أمريكا و ضعفنا00 فإذا قلنا أن الله لسبب أو لأخر أخرج هذا الطاغوت من حلبة القتال ، و أستعاد المسلمون عافيتهم الجهادية في ضل فوضى سياسية قد تحدث بالمنطقة بل في العالم أجمع 00 فإسرائيل لا تستطيع أستخدام الترسانة النووية لمن يحيط بها من المجاهدين لأنها ستكون كمن يقتل نفسه00 و قد تكون مضطرة لاستخدامها في مرحلة مبكرة ضد أحلاف معينة تقتتل لدى غياب الشرطي الأمريكي00
على كل حال00 الله وعدنا النصر ، و النصر بالجهاد ، و المجاهدون عاجزون بسبب القيود ، فإذا زالت القيود :
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد:25)


سؤال 6: أخي أبو سفيان00 لقد سمعت مرة بأن الجفر قد ذكر وقعة عظيمة ستحدث في قرقيسياء ، و ستغطي الدماء الأرض ، و بأن موعد هذه المعركة قد إقترب كثيرا ، فدفعني هذا للبحث عن هذا المكان فوجدته 00إنه مثلث الحدود السورية-العراقية-الأردنية
و أخبرني البدو الذين يعيشون هناك بأن في هذه المنطقة حشود أمريكية تناهز المئة ألف و الحكومة الأردنية تتكتم بشكل شديد على هذا الشيء
فهل هناك علاقة بين هذه المعركة و السفياني؟؟ مع العلم بأن هذه المنطقة قريبة من مكان سكني في حوران 0 0
و كل ما أريد قوله هو أنه أمريكا ستهزم في هذا المكان هزيمة منكرة أمام العالم أجمع مما يجعل الصين و روسيا تحس بالضعف الأمريكي فيشعلون الحرب العالمية الثالثة؟؟؟؟ فما رأيك ؟


جواب : أما( قرقيسيا ) فلا يوجد في كتب السلف ما يشير إلى ما ذكرت 00و نحن لا نجزم بالأحاديث الضعيفة لدينا (أهل السنة ) فكيف نعتمد و نثق بما كتبه الروافض؟؟؟؟ و هم على ما هم فساد في الدين و العقيدة و حتى النقل للسنة غير مسند ؟؟؟؟
أخي الفاضل00 بخصوص حديثك عن أمريكا و هزيمتها 00
فأعلم أخي: أن الله قادر على كل شيء00 و لكن هل تعتقد أن قتلنا لمئة ألف أمريكي و تدمير بعض القطع عسكرية هزيمة لها 00
أعلم أخي: أن أمريكا تستطيع إن أضطرت أن تقاتلك من البحر و حتى من البر الأمريكي نفسه ،و لكن هذا سيكون خيار النهاية أي الدمار00 طبعا أن لا أقول لك هذا الكلام أنبهارا بهذا الطاغوت فهو أهون على الله من جناح بعوضة ، و لكن أحببت أن أذكرك أنك إذا أنزلت الحرب بين العرب و أمريكا على واقع مادي بحت فلا تتكل على الدول التي ذكرت00 و أعلم أن الله ثم المجاهدين في سبيله هم من سيقهرها لان الأفعى لا تموت ما لم يدق رأسها ، و قد تهلك كما أهلك الله القرون الغابرة ، فهذه هي سنة الله بالكون لماذا نتجاهل هذا الأمر ؟؟؟
أما ما يخص السفياني :
فلا أعلم لماذا ينشغل الجميع بأمره يريدون أن يحشروه و كأن خروج المهدي بيديه 00
لا يا أخي00 أحاديث السفياني ضعيفة ، و حتى و إن صحت فلا علاقة لها بخروج المهدي الذي ننتظر ، لإن السفياني في زمن و المهدي في زمن أخر00


سؤال 7: يا اخي لقد اخفتنا00ماذا في جعبتك عن المقيمين في بلاد الغرب ، او بماذا تنصحهم تحديدا ؟؟؟؟

جواب : أخي الفاضل من يعيش في بلده و بين أهله لم ينجو من كيد الكافرين ، فكيف بمن يعيش بينهم ؟؟؟؟
أخي الفاضل00 ما ذكرته سابقا هو تحذير من رسولنا الكريم و ليس مني ، و لكن هل تعلم أن رسولنا صلى الله عليه و سلم قد تبرأ
من كل من يقيم بين المشركين 00
طبعا أنت قد رأيت و أحسست بردة فعل هؤلاء الذئاب في أحداث سبتمبر ، و رأيت كيف صار حلمهم هدم الكعبة ، فلا تنتظر منهم الدعة و دماثة الخلق التي يدعونها فيما لو ضربهم المجاهدين إن شاء الله في مقتل00 و لا نقول لإخوننا المقيمين في تلك البلاد
إلا أتقوا الله في أنفسكم و أهليكم ، فقد ظهر الحقد الصليبي بشكله البشع ، و ها هم يستعدون لقتل إخوانكم في العراق و الخليج كما فعلوا ذلك في أفغانستان و الشيشان و غيرها من ديار المسلمين 00فكيف تساكنوهم و هم أعداء الله و أعدائكم




سؤال8 : أريد منك تفصيلا أكثر عن القحطاني ؟ وما ورد عنه في النصوص ، وكيف استنتجت أنه الثالث أو الرابع بعد المهدي؟

جواب : أعلموا أخوتي إن أحاديث القحطاني ثابتة في السنة الصحيحة00 و قد أقتصر الصحاح منها على أمرين:
الأول : خروج رجل من قحطان
الثاني : تمكنه من سياسة الناس حتى يتبعوه كما تتبع الغنم راعيها
(صحيح البخاري، ج: 6 ، ص: 2604)
(حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثني سليمان، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثم لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه)

أما في الأحاديث الضعيفة فتجد رسول الله صلى الله عليه و سلم قد وصف الرجل بالعدل، لدرجة أنه يقارب المهدي في ذلك ، و قد بينت هذه الأحاديث أن حكم القحطاني يأتي بعد حكم المهدي0

(00سيكون من بعدي خلفاء ، ومن بعد الخلفاء أمراء ، ومن بعد الأمراء ملوك ، ومن بعد الملوك جبابرة ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي؛ يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ثم يؤمر القحطاني ، فوا الذي بعثني بالحق ما هو دونه . ( ضعيف ) سلسلة الأحاديث الضعيفة )

إذاً 00نحن متفقون على أن الله سيهب الملك لرجل من قحطان بعد خروج المهدي ،و قولنا بعد خروج المهدي مؤكد بالحديث الضعيف السابق و بالأحاديث الصحيحة التي تجمع على أن من سيكسر حلقة الحكم الجبري هو المهدي، و لن تجتمع الأمة إلا على يديه أولا ثم تكون لغيره من الناس إذا شاء الله 00
نأتي هنا لتسائل طرحه احد الاخوة 00 حول قولي في ما مضى أن القحطاني لن يكون هو الشيخ أسامة بن لادن، فالقحطاني سيكون الرابع أو الخامس أو الثالث على أقل تقدير بعد المهدي00
* أقول و الله أعلم00 أن الخلافة في قريش ما أقاموا الدين كما أقر بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ،و لا يكون أي رجل من سوى قريش مهما بلغ من العدل خليفة بل يسمى ملك، و هذا إجماع لدى العلماء لا يخرج عنه إلا جاحد لسنة رسول الله 0

ـ( السنة- المجلد الثاني )
(1122 ) صحيح:

(حدثنا أبو بكر، ثنا معاذ بن معاذ، عن عاصم بن محمد بن زيد، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبن عمر يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان، قال عاصم: حدثنيه وحرك أصبعيه)

ـ( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الرابع )
(1851 ) الصحيحة:

(الخلافة في قريش ، والحكم في الأنصار ، والدعوة في الحبشة ، والهجرة في المسلمين ، والمهاجرين بعد) .

ـ( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السادس )2
(2856 ) الصحيحة:

(إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين .) رواه البخاري

إذاً 00 فالمهدي لن يترك الخلافة من بعده إلا لقرشي و كذلك الذي بعده حتى يظهر من لا يقيم الدين، فينزع الله الخلافة من يده و يهبها لمن يشاء

( صحيح البخاري ، ج: 3 ، ص: 1289)
(9 ) (حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث ثم أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله تعالى ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين) (متفق عليه)

فإذا كان تغير الحكم في الناس مرتبط بتغير أحوالهم و ظلم الحكام مرتبط بظلمهم لأنفسهم، و إذا علمنا أنه لن يستطيع رجل الخروج على الخليفة إذا أظهر البدع الصغيرة و بلغ ظلمه أي مبلغ حتى يظهر من أمره الكفر البواح ، فهذا يقتضي خروج القحطاني على خليفة من قريش يظهر البدعة و يميت السنة و يحارب الله جهارا نهارا كحال الخليفة الذي يخرج أهل اليمن من بيت المقدس، و الذي تكلمنا عنه في فتنة السراء فيكون القحطاني هو صاحب اليمن الذي يفني قريش و يسلب الملك منهم00 هذا و الله أعلم


سؤال9 : شيخي الفاضل أبو سفيان حياك الله 00ذكرت فيما سبق أنه بعد الخليفة الأول الذي سيحيي الخلافة الراشدة ستستمر الخلافة على رشدها الى أن يحصل فيها التغير .ثم يأتي خليفة هاشمي زنديق تحصل في فترته الكثير من الفتن وتعود كثير من المناطق في عهده الى الكفار .
بعدها يصطلح المسلمون على خليفة غير خليق بالخلافة .هل يتوقع أن يكون القحطاني بعد هذا الخليفة ؟؟أم قبل هذان الخليفتان ( الزنديق والذي سيطلح عليه المسلمون)؟؟ هذا حتى نحاول الربط بين الفترات قدر المستطاع0؟


جواب : أخي الفاضل 00أنت تعلم أن النفوس سريعة التغير، و إن القلوب بين اصبعي الرحمن يقلبها حيث يشاء فالخلافة في عهد الصحابة لم تدم على منهاجها النبوي أكثر من ثلاثين عام حتى حدثت الفتن و تغيرت الأحوال، ثم بدأت الحكومات تتغير بين فاضل و مفضول ، و زنديق قريش هذا أحد هؤلاء الخلفاء و لكنه ليس هو من يبدأ الفتنة و التغيير لأن التغيير يبدأ قبله، و لكنه يصبح كفرا في عهده و هو الذي يخرج عليه صاحب اليمن فيفني قريش و يسلبهم الحكم، ثم تأول الأمور بعد ذلك إلى فتن شديدة، و تمزق في الملك و ظهور الجبار المسمى بالسفياني ، و خروج صاحب المغرب، و خروج الترك و لا أقصد بالترك هنا من يسمى اليوم بتركيا ، فهذا التقسيم سيتغير في الحرب القادمة و الله أعلم و ستعود استمبول إلى كفرها القديم و إلى نفس الإسم قسطنطينية، و ستعود لتتبوء ذات الماضي القديم في حربها على الإسلام ، إذاً نجمل ذلك بما يلي :
1) موت المهدي و تولي خليفة من قريش يسير على نهجه0
2) تبدأ النفوس بالتغير و لا يكون الأمر بالسرعة التي قد يتصورها البعض ( بين ليلة و ضحاها)
3) يبدأ خلفاء قريش بالتغير و هنا تبدأ فتنة السراء لإن هذا التغير مرتبط بالسبب الذي أحدثه و هو نعيم الدنيا 0
4) تحدث فتنة عظيمة تكاد تعصف بالخلافة فيصطلح الناس على رجل غير خليق بالملك كما وصفه رسول الله صلى الله عليه و سلم: كورك على ضلع، و نحن نعلم أن الورك لا يكون على الضلع و هذا شكل مقلوب00 أي أن الرجل يكون في نظام حكمه مخالف لما سبقه بشكل لم يسبق له نظير و أظن و الله أعلم أن هذا الرجل هو الزنديق الذي يخرج عليه أهل اليمن، و هنا أود أن أنبه إلى أنه قد جاءت بعض الأثار في الفتن و السنن الواردة في الفتن تشير إلى أنه في الخلفاء الذين يلون المهدي منهم من يقتل على يد رجل من أهل بيته و يتولى الخلافة القاتل، فتثور عليه الأمة
فيقتلونه ثم يجتمعون على رجل من بني هاشم0
أخي الفاضل: هذه المرحلة يشوبها بعض الضبابية، و لكن لو أعتمدنا على الركائز الصحيحة تجدنا نخرج منها بتصور قريب من الحقيقة فإذا دعمناه بالأثار الضعيفة و المقطوعة تكتمل لدينا الصورة بشكل واضح ، فكيف نفعل ذلك ؟
أولا : من الركائز لدينا أن هذه الفترة تبدأ بموت مهدي و تنتهي بخروج أخر 0
ثانيا: يتخلل هذه المرحلة فتنتان، الأولى: السراء ، و الثانية: الدهماء ، و تعتبر الثانية أعظم فتنة تمر على الأمة حيث يعود فيها الناس إلى الكفر ، يملك في هذه الفترة رجل من قحطان ، و هذا الأمر لا يكون بعد عيسى عليه السلام لأن الله يقبض عباده المؤمنين بعد عيسى00 و ليس هذا بعد المهدي الثاني الذي يسبق عيسى ، لإن الخلافة في قريش و من يسبق عيسى عليه السلام سواء كان المهدي عائذ الحرم هو من سيصلي عيسى عليه السلام خلفه أو مهدي يلي بعده يصلي عيسى خلفه فجميعهم دون أستثناء سيكونون من قريش0
إذاً فالقحطاني سيلي في الفترة الواقعة بين المهديين ، و طالما أنه لن يملك و قريش تقيم الدين فيبقى حكمه بعد الخليفة الذي يكفر الناس في عهده ، و هذا يبقى أحتمال مقرون بدلائل و العلم عند الله و أستشهد بالحديث الصحيح التالي :

(سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السادس 1 )
(2752 ) الصحيحة :

(إن هذا الحي من مضر ؛ لا تدع لله في الأرض عبدا صالحا إلا فتنته وأهلكته ؛ حتى يدركها الله بجنود من عباده ، فيذلها حتى لاتمنع ذنب تلعة .)
لا أدري أخي أن كنت قد أستطعت توضيح الأمر بشكل كافي 00


سؤال10 : شيخنا الفاضل: عندي الان بعض التساؤلات سأبدأ بها ريثما أعيد ( دراسة)البحث مرة أخرى بشكل أكثر عمقا, فهو يحتاج لدراسة فعلا وليس مجرد قراءة :
1- ذكرت الحديث التالي :

(مجمع الزوائد ، ج: 7 ، ص: 312)
(وعن أبي الأسود الديلي، قال: أسلمت أنا وزرعة بن ضمرة مع الأشعري، فلقينا عبدالله بن عمرو، قال: فجلست عن يمينه وجلس زرعة عن يساره، فقال عبدالله بن عمرو: يوشك أن لا يبقى في أرض العرب من العجم إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه ، فقال له زرعة بن ضمرة: أيظهر المشركون على أهل الإسلام ؟ فقال: ممن أنت ؟ قال من بني عامر بن صعصعة على ذي الخلصة، وثن كان يسمى في الجاهلية ، قال: فذكرت لعمر بن الخطاب قول عبدالله بن عمرو فقال عمر ثلاث مرات: عبدالله بن عمرو أعلم بما يقول ، قال فخطب يوم الجمعة ، فقال : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين حتى يأتي أمر الله ، قال: فذكرنا لعبدالله بن عمر بن الخطاب ، فقال صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء ذاك كان الذي قلت ,) رجاله رجال الصحيح.
----------
واستنتجت منه أن (الروم) سيقومون بقتل المسلمين الساكنين في ديارهم , ولكن لم يتبين لي وجه ذلك فالحديث يقول: ( يوشك أن لا يبقى في أرض العرب من العجم إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه) أي أن العكس هو الصحيح , فالعجم الذين في أرض العرب سيتم قتلهم أو أسرهم , وأن ذلك سيتم عند ظهور الطائفة المنصورة , والتي ظهرت فعلا والله أعلم, فاذا كان الامر كذلك فهل هؤلاء العجم هم القوات الغربية الموجودة في بلاد العرب ؟
2- كيف يمكن توجيه حديث الخلفاء الراشدين الاثني عشر الذين سيحكمون الامة على مدار الزمان والذي ورد في الصحيح ؟
3- أذكر أن هناك حديثا ولا أتذكر نصه ولا مدى صحته , يتحدث عن انتشار الفساد الاخلاقي حتى يزني الرجل أمام الكعبة , فهل هو صحيح أم لا ؟ وأن كان صحيحا فهل يكون مثل هذا الامر قبيل حكم المهدي الثاني ؟
4- ما هي صفات المهدي الاول وما نسبه ؟
5- هل تطرقت الاحاديث الى ما سيحدث للروم في الفترة التي نحن على أبوابها والتي تشكل بداية فناء المدنية الحديثة, بالاسلحة المدمرة التي أنتجتها ؟ من الناحية السياسية أستطيع التوقع أن الألمان والروس سيلعبون دورا هاما في أشعال الحروب البين أوروبية , خاصة بعد اندثار أمريكا المتوقع , ولكن يحضرني سؤال:وهو أن استعمال الاسلحة النووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل سيجعل الارض غير صالحة للعيش لمئات السنين , فكيف يمكن تفسير هذا الامر ؟
وأخيرا أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء , وأن يزيدك علما وعملا والمعذرة على الاطالة في الاسئلة..


جواب : أخي الفاضل 00 * ورد متن الحديث السابق في مستدرك الحاكم بالصيغة التالية:
(المستدرك على الصحيحين، ج: 4 ، ص: 593)
( 8653 ) (أخبرني أبو نصر، أحمد بن سهل الفقيه ببخارا ، أنبأ صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، ثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة ، ثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي عن قتادة، عن أبي الأسود الديلي، قال: ثم انطلقت أنا وزرعة بن ضمرة الأشعري إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلقينا عبد الله بن عمرو، فقال: يوشك أن لا يبقى في أرض العجم من العرب إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه ، فقال زرعة : أيظهر المشركون على الإسلام؟ فقال: ممن أنت ؟ قال: من بني عامر بن صعصعة، فقال: لا تقوم الساعة حتى تدافع نساء بني عامر على ذي الخلصة( وثن كان يسمى في الجاهلية) قال: فذكرنا لعمر بن الخطاب قول عبد الله بن عمرو، فقال عمر ثلاث مرار: عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول ، فخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجمعة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين حتى يأتي أمر الله ، قال: فذكرنا قول عمر لعبد الله بن عمرو، فقال: صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ذلك ليت قلت ) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

و هذا المتن يخالف المتن الذي أوردته أنت و المأخوذ من مجمع الزوايد للهيثمي ،و أورده بنفس المتن صاحب الأحاديث المختارة ، و لكن لو تمعنت في متن الحديث لوجدت أن الصيغة و من خلال سؤال زرعة لعبد الله بن عمر( أيظهر المشركون على الإسلام ؟ ) يدل على أن ما فهمه زرعة من أبن عمر هو صغار يصيب العرب من هذا الحدث و ليس العكس 00فقتل العرب للعجم في أرضهم هو دليل قوة و عزة و العكس هو الصحيح و الله أعلم

* أخي الفاضل بالنسبة لحديث الخلفاء الإثناء عشر ، فرسول الله يقصد أنهم إثنا عشر خليفة من قريش تجمع عليهم الأمة ،و هذا بالتالي يستثني الخلافة الموروثة و تستطيع القول أن الأمة قد أجمعت على أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضوان الله عليهم، و حتى علي رضي الله عنه لم يحكم كامل الأمة و بقيت الشام خارج إجماع الخلافة ، و قد وقفت الخلافة منذ ذلك الزمن حتى يومنا هذا و من يعتقد أن عمر بن عبد العزيز هو خامس الخلفاء الراشدين فهو مخطئ00صحيح أن عدل عمر كان عدلا راشدي، و لكن كانت خلافته وراثية و لم يكن للناس أن يغيروه لو أردوا
و أرد هو غير ذلك أرجو أن يفهم قصدي جيدا00
و بذلك يكون بقية الخلفاء الذين تجمع عليهم الأمة بعد عصر المهدي الأول و الله أعلم

* أخي الفاضل بالنسبة للفساد الأخلاقي الذي ذكرته، فسيبلغ ذروته قبل عصر المهدي الثاني بدليل أن الله لم يمسخ أحد من الناس برغم الفساد الذي في عصرنا، و لكن ما سيحدث في ذلك العصر هو شيء يفوق التصور 0

(مسند الحارث)زوائدالهيثمي( ج: 2 ص: 770)
( 771 ) (حدثنا يزيد يعني بن هارون، ثنا محمد بن عبيد الله الفزاري، ثنا عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم ان الله بعثني رحمة للعالمين، وأمرني أن أمحق المزامير والمعازف والخمور والأوثان التي كانت في الجاهلية، وأقسم ربي بعزته لا يشرب الخمر الا سقيته من حميم جهنم معذبا أو مغفورا له، ولا يدعها عبد من عبيدي تحرجا عنها الا سقيته إياها من حضيرة القدس، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان لكل شيء اقبالا وإدبارا، وان إقبال هذا الدين بما بعثني به حتى ان القبيلة لتفقه من أسرها أو آخرها حتى ما يكون فيها الا الفاسق أو الفاسقان مقهوران مغمومان ذليلان ان تكلما أو نطقا قمعا وقهرا واضطهدا، ثم ذكر من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة كلها من ثم أسرها حتى لا يبقى فيها الا الفقيه أو الفقيهان مقهوران مغمومان ذليلان ان نطقا أو تكلما قمعا وقهرا واضطهدا، وقيل أتطعنان علينا أتطعنان علينا حتى تشرب الخمر في ناديهم ومجالسهم وأسواقهم، وتنحل عدا حتى يلعن آخر هذه الأمة أولها الا وحلت عليهم اللعنة ويقولون يأمر بهذا الشراب يشرب الرجل ما بدا له ثم يكف عنه حتى تمر المرأة فيقوم إليها بعضهم فيرفع ذيلها فينكحها وهم ينظرون كما يرفع بذنب النعجة وكما أرفع ثوبي هذا، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا عليه من هذه السحولية، فيقول القائل منهم لو غيبتموهما عن الطريق، فذاك فيهم يومئذ كأبي بكر اليوم، فمن أدرك ذلك الزمان فأمر فيه بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن صحبني وآمن بي واتبعني وصدقني) 00هناك أحاديث كثيرة تدعم النص السابق و تقويه

* أما عن الحديث الذي ذكرته فلم أسمع به و إن كنت لا أستبعد ذلك فمن الناس من يبلغ به الأمر حد التفنن بمحاربة الله و الله أعلم 0

* أما عن نسب المهدي الأول فهو محمد بن عبد الله من عترة الرسول و من ولد فاطمة و هو أقنى الأنف أجلا الجبهة 00هذه الصفات وردت في عدة أحاديث صحيحة00

* أخي الفاضل ما يخص الأسلحة النووية و استخدامها:
أولا: يجب أن تضع في أعتبارك عدة أمور 00إن الله قادر على أن يبطل أمرها أو أن يخسف بها الأرض
ثانيا: قد تحدث حرب نووية و هذا احتمال كبير و لكن و الله أعلم لن يتمكن الجميع من استخدامها بالشكل الذي يقضي على البشر و يجعل الحياة مستحيلة لآن هذا الأمر غير وارد، و الله قادر على كل شيء يصرف الأمور كيفما يشاء و هو أرحم الراحمين00 و قد تكلمت في بعض جوانب الموضوع عن هذا الأمر و الله أعلم


يتبع 00000
بقايا المجد
بقايا المجد
سؤال11 : جزاك الله خير على توضيحك , ومن حديث الحاكم الذي أوردته ظهر ما أردت الاستدلال به من قتل العجن للعرب بأرض العجم, أما حديث الهيثمي فهو يدل على قتل العرب للعجم بأرض العرب , وسؤال أبي زرعة هو عن بداية الامر أي أن المشركين يظهرون على المسلمين
أولا , ثم يقوم المسلمون بقتلهم في أرض العرب مما يعني انتصار العرب عليهم بعد ذلك 00فهل هو كذلك كما فهمته انا ؟؟؟؟



جواب : اخي الفاضل : بالنسبة للحديث الذي أورده الهيثمي و الحاكم لا خلاف بأنهما حديث واحد أخطأ أحدهما في النقل00 فإما أن يكون ما نقله الحاكم هو الصحيح و يكون العجم هم من يقتل العرب في أرضهم00 أو يكون نقل الهيثمي هو الأصح ويكون العرب هم من يقتل العجم في أرضهم السؤال هنا كيف نعلم أن متن الحديثين واحد و قد حدث الخطأ في النقل ؟؟؟؟؟؟
(المستدرك على الصحيحين ، ج: 4 ، ص: 593)
(أخبرني أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا، أنبأ صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ، ثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة ، ثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي، عن قتادة عن أبي الأسود الديلي قال : ثم انطلقت أنا وزرعة بن ضمرة الأشعري إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلقينا عبد الله بن عمرو فقال : يوشك أن لا يبقى في أرض000

( مجمع الزوائد ، ج: 7 ، ص: 312)
( وعن أبي الأسود الديلي قال : أسلمت أنا وزرعة بن ضمرة الأشعري فلقينا عبدالله بن عمرو قال : فجلست عن يمينه وجلس زرعة عن يساره فقال عبدالله بن عمرو: يوشك أن لا يبقى في أرض0000

أنظر أخي الفاضل إلى إسناد الحديثين 00نفس الإسناد و نفس الصحابي صاحب الحديث 00
فهل يعقل أن يلقى زرعة و آبو الأسود ابن عمر مرتين و يحدثهم بحديث فيه نفس الكلمات و يتكلم بنفس الاسترسال و يرد عليه زرعة في كلا المرتين بنفس الرد (أيظهر المشركون على الإسلام ) و في كلا المرتين يسأل أبن عمر زرعة ممن أنت ؟و في كلا المرتين يخبرهم بعبادة دوس لطاغوتها00 و في كلا المرتين يسألون عمر رضي الله عنه عن قول أبنه عبد الله00 فيقول لهم نفس الرد (عبد الله أعلم بما يقول) ؟؟؟؟؟؟؟

ثم أخي التفسير الذي قلته لا يصح من وجوه :
الأول : إن الحدث مرهون بحدث أخر و هو ظهور الطائفة المنصورة ، و هذه الطائفة لا تظهر إلا عندما تكون الأمة في حالة من الذل و التبعية كما هو حالنا اليوم، لآن الأمة إما أن تكون هي المنصورة و إما أن تكون مذلولة و لكن فيها طائفة منصورة 00
الوجه الثاني : ليس من طبع المسلمين الغدر بمعاهديهم من أي ملة كانت، و الحديث أخي لا يتكلم عن جيوش و عساكر فهو يتكلم عن مدنيين لأنه لو كان الكلام عن جيوش لكن الأمر عادي و لا عجب أن يقتل العدو عدوه المحارب 00
الوجه الثالث : الاستدلال من رد زرعة على أبن عمر 00فلو حدثتني أخي الفاضل أن دولة ما قامت بقتل جميع رعاية دولة أخرى في عصرا ما لكان أول شيء يخطر في ذهني أن تلك الدولة لديها من المنعة و القوة ما يجعلها تقدم على فعلتها الخطيرة من غير خوف أو وجل00 و لا يخطر ببالي أن أسأل هل غلبت الدولة صاحبة الرعاية هذه الدولة من قبل 0



سؤال12 : أخي الفاضل أبا سفيان- بالنسبة لحديث ال 12 خليفة , فاذا استثنيت عمر بن عبدالعزيز فقد بقي 8 , وأنت ذكرت أنه بعد المهدي الاول سيحكم 5خلفاء على الاكثر , وسيكونون فيما عدا المهدي ظلمة , وهذا لا يتسق مع الحديث .؟


جواب : أخي إذا قلت أن الخلفاء بعد المهدي الأول لا يتعدوا الخمسة ، فقد قلته لا على الجزم، فقد يزيدوا واحد أو ينقصوا ،و لكن لا بد أن تعلم أن المهدي الثاني صاحب الحرم ليس هو من يصلي خلفه نبي الله عيسى و لا دليل على ذلك، فحديث رسول الله يبين فقط ( منا الذي يصلي خلفه عيسى أبن مريم ) أي أنه قرشي هاشمي 00و لا تنسى أخي الفاضل أن الزمن بين خروج المهدي الثاني و عيسى عليه السلام كبير نسبيا و قد يأتي فيه أكثر من خليفة ، و لا تنسى أيضا ان هذه الفترة ستفتح البلدان و تد ك مدن الشرك حتى ملوك الهند يؤتى بهم مقيدين بالأغلال و هذه الفتوحات و التي تتم بالخيل تحتاج لزمن طويل 00و هناك أثار كثيرة في كتاب الفتن تؤكد وجود خلفاء بعد المهدي عائذ الحرم0

(الفتن لنعيم بن حماد - ج: 1 ، ص: 399)
( حدثنا الوليد، عن أبي عبد الله مولى بني أمية، عن محمد بن الحنفية، قال: ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس، يملأ الأرض عدلا يبني بيت المقدس بناءا لم يبنى مثله، يملك أربعين سنة، تكون هدنة الروم على يديه في سبع سنين بقين من خلافته، ثم يغدرون به ثم يجتمعون له بالعمق فيموت فيها غما، ثم يلي بعده رجل من بني هاشم، ثم تكون هزيمتهم وفتح القسطنطينية على يديه، ثم يسير إلى رومية فيفتحها ويستخرج كنوزها ومائدة سليمان بن داود عليهما السلام، ثم يرجع إلى بيت المقدس فينزلها ويخرج الدجال في زمانه، وينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه)

فالخليفة الذي ينزل بيت المقدس هو عائذ الحرم، و يملك أربعين عام لا كما يملك المهدي الأول سبع سنين ، ثم يلي من بعده رجل من بني هاشم
فهؤلاء اثنان و خمسة بعد المهدي الأول و هنا يكون المجموع سبعة ويضاف اليهم المهدي الاول اصبحوا ثمانية ،و أربعة الخلفاء الراشدين الصحابة ،اصبح المجموع 12 خليفة مهدي من قريش، هذا و الله أعلم



سؤال13 : أخي الفاضل أباسفيان حقيقة لم أعد أدرك تماما ما تقصد في شرحك لحديثي الحاكم والهيثمي !
بداية: حديث الهيثمي نقلته أنا منك وقد كنت تستد ل به على أن العجم سيقتلون العرب في أرض العجم , ولكن نص حديث الهيثمي يخبر عن العكس . ثم أوردت حديث الحاكم وكان فيه ما أردت من أن العجم سيقتلون العرب بأرض العجم .
وأظن الان أنه يجب معرفة أي الحديثين أصح , والامر سيكون عويصا كون أن السند هو نفسه .؟؟

أما بالنسبة لاعتراضك على استدلالي بالقول أنه كلمة العجم لا تدل على أنه هناك جيوش وكذلك أن المسلمين لا يقتلون المعاهدين ,؟
فأقول أن كلمة العجم أو الروم قد وردت في النصوص الشرعية وكان المقصود بها الجيش00 قال تعالى : ( الم غلبت الروم.. ) والمعروف أنه الجيش الرومي هو الذي انهزم , وكذلك ما جاء في حديث حصار العراق00 قوله صلى الله عليه وسلم حينما سأل من يفعل ذلك فقال : ( من قبل العجم , هم يمنعونهم ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم00 .والامر الثاني00 قول أبي زرعة أيظهر المشركون على المسلمين ؟ يوضح أن هناك جيشا احتل أرض العرب , اي ان العجم الذين سيقتلون هم جنود جيش , وليسوا مدنيين . والامر الثالث00 سؤال ابن عمرو لابي زرعة عن قبيلته ليرى ماذا سيكون وضعها وماذا ستفعل في الفتنة: أي فتنة هزيمة العرب في أرضهم , لأنه لا معنى للسؤال عن قبائل قتلى العرب في أرض العجم , بافتراض أن جميع العرب المقيمين في أرض العجم هم ذوي اصول قبيلية , ولكن هذا السؤال يكون له معنى حينما تكون الفتنة في أرض العرب حيث توجد قبائل العرب .
الوجه الرابع00 قول أمير المؤمنين بأنه لا تزال طائفة من الامة ظاهرة .. هو للأخبار بأن هزيمة الامة لا يمكن أن تكون شاملة .
الأمر الخامس00 هو أنه الحديث لم يبدأ بتقرير خبر أنه العرب سيهاجرون لبلاد العجم بأعداد هائلة , خاصة أن هذا الامر لم يكن مألوفا ولا متصورا , بل أن الاقرب هو أن يغزو العجم العرب في أرضهم , لان الحرب ستبقى قائمة بين الطرفين ولن تنقطع . ولذا فاني أرى أن حديث الهيثمي عن قتل العرب للعجم بأرض العرب هو الاقرب للصحة , هذا بافتراض صحته أصلا عند علماء الحديث . وربما يكون وقته هو بعد فترة حكم المهدي الاول . والله أعلم




جواب : الحاكم أورد هذا الحديث في مكانين مختلفين من كتابه و بسندين مختلفين :

السند الأول : ( المستدرك على الصحيحين - ج: 4 ، ص: 593)
( خبرني أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا، أنبأ صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، ثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة ، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة، عن أبي الأسود الديلي، قال:00000000
السند الثاني : ( المستدرك على الصحيحين- ج: 4 ، ص: 522)
( أخبرنا هشام، عن قتادة، عن أبي الأسود الدئلي، سمعت000

أما سند الهيثمي فهو يقول مباشرة : عن أبي الأسود ، و الهيثمي لم يعاصر ابو الأسود و لكنه في نهاية الحديث يقول: رواه أبو يعلى عن شيخه أبو سعيد 00فبهذا يكون سند الحاكم أصح و هو موصول و غير مقطوع 00و بجميع الأحوال فالخطأ في كلمة العرب و العجم، أي تم التبديل بينهما 00و أحد النصين هو الصحيح ، و قد رجحت أنا نص الحاكم، أي أن العرب هم من يقتلون في ديار العجم، و ذلك لقول أبن عمر: إذا كان ذاك ..............)أي ظهور الطائفة المنصورة ( كان الذي قلت ) أي قتل العجم للعرب 00

قارن أخي بين الأقواس ( ظهور المجاهدين ) و ضربهم لمصالح الغرب (يؤدي لقتل العرب المقيمين في الغرب)
و هذا واضح فوجود الطائفة المنصورة لا يكون مرافق لعزة شاملة في الأمة ، أي أنه عند ظهور الطائفة المنصورة تكون الأمة في أوج ذلها و إلا لماذا سميت بالطائفة المنصورة 00لأنها وحدها من يجاهد في سبيل الله0
و قد قرن أبن عمر بتزامن هذه الطائفة و القتل ، فكيف نكون نحن في ذل كالذي نحن الآن فيه و نقدم على قتل العجم الموجودين في أرضنا عسكر و مدنيين ؟
أخي هذا مجرد قناعة و يبقى الفصل لعلماء الحديث


يتبع00000000