
سؤال 32: أخي الكريم / أبو سفيان
يذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه عن المهدي ( .... ولو حبوا على الثلج ) . أليست هناك دلالة خاصة ، ومغزى منه عليه السلام بقوله " حبوا على الثلج " ؟؟ . الامة العربية في عهده لم تكن تعرف الثلوج ، وكانت أحاديثهم كلها تتكلم عن شدة الحرارة ، وشدة الشمس ، والعطش ، وما الى ذلك . فلماذا قال عليه السلام " حبوا على الثلج ؟؟؟ " . ألا تظن يا أخي الكريم بأن هذا خطاب موجه الى أتباعه في آخر الزمان ؟ ... وكأنه صلى الله عليه وسلم يقول : المهدي سيخرج في فصل برده شديد وقارص ؟؟ .
أخي الكريم ، سيكون فصل الشتاء بهذه السنة شديدة في البرودة ، بل أن درجة الحرارة في الاردن " حيث أدرس " ستبلغ أربع درجات تحت الصفر بعد يومين أو ثلاثة !! .. ولا تنس يا أخي الكريم بأننا لم نبلغ المربعانية بعد ! ..
أخي الكريم ، في هذه الظروف الراهنة ، حيث تستعد أمريكا بشن حرب شعواء ضد العراق ، وسيستخدم فيها الأسلحة النووية والبيولوجية ، وستهزم أمريكا في هذه الحرب " حسب الرؤى الكثيرة " ... وسيقوم صدام بغزو الجزيرة العربية ... والتي تليها خروج الرايات السود من قبل المشرق " القاعدة " للتصدي لهذا البعثي الكافر ...... ألا ترى أن هذه الدلالات تشير الى قرب خروج المهدي ؟؟؟ ..
أخي الكريم ، أورد لك هذا الحلم الذي رآه احد المشاهير في دقة أحلامهم بأمريكا ... وان كان هذا الرجل نصرانيا ... وان كانت الرؤى لدينا تغني عنها ... ولكنني أحببت ذكر هذا الحلم .. وقد قمت بترجمته :
June 1992
(رأيت أنني بفندق صغير بولاية فلوريدا . فجأة ... كنت جالسا على شرفة( بلكونة ) بالطابق الثاني منتظرا مجيء حفيدي . وأنا هناك ، سمعت صراخا عاليا ، وشاهدت رجالا ونساء وأطفالا يركضون بشكل هستيري ، وبعضهم قد سقط من جراء ذلك . وكان هناك رجلا من الشرطة وبيده قرن ثور ، وبدأ بالصياح من خلاله (( استمروا بالركض ! هناك كلب مسعور طليق ، وهو آت الى هنا ! )) . فجأة .. وعندما كنت أراقب الموقف ، رأيت كلبا كبيرا ، والرغوة " أو الزَبَد " خارجه من فمه ! . وعندما وصل الى تحت الشرفة التي كنت بها ، زمجر ، وتحول الى صدام حسين ! . تحول بعد ذلك الى ما كان عليه ، وبدأ بالركض خلف الناس . شاهدت بعد ذلك خيلا يركض من بعيد ، وكان من الضخامة أن رأسه كان بمحاذاة الطابق الثاني حيث كنت ! . وهو في طريقه الى الكلب ، مر من جانبي ، وتوقف للحظا ت ، ثم استمر في ملاحقة ذلك الكلب !!! .
( يدل هذا الحلم على أمور كثيرة والله أعلم . فالحرب القادمة ضد العراق ستكون كارثة على أمريكا ، وستخسر الحرب ، وسيقوم بملاحقة ومطاردة الأمريكيين ، وربما يقيم الحرب على جيرانه . أثناء هذا الاستبداد منه ، ستظهر قوة اسلامية كبيرة " الرايات السود ؟؟؟ " ، وستقوم بملاحقته ، وستترك أمريكا لبرهة من الزمان الى أن يتخلصوا منه . والله أعلم )
بعد نهاية حرب الخليج بمدة August 10, 1991 ( رأى هذا الرجل ملاكا قادما نحوه ، وقام باخباره عن أمور كثيرة ستحدث في المستقبل !! . ) . وقد ذكر هذا الرجل عن بعض الأمور التي سُمح له " أي سمح له الملاك " بنشرها آنذاك :
- الحرب مع صدام سيبدأ من جديد .
- ستستخدم الأسلحة النووية .
- سيقوم صدام حسين بحرب ضد اسرائيل .
- ستكون أمريكا طرفا في هذا الحرب ..
أخي الكريم ، أرجو أن تفيدني وبشكل واضح وصريح ...... نحن بالفعل مقبلين على فتنة لا يعلم بها الا الله ... فما هو تقديرك الزمني بقربها ؟؟؟
الجواب : أخي الفاضل : نحن كبشر لم يطلعنا الله على غيبه البعيد ، و هذا خص به نفسه و ذاته الجليلة ،و لا على غيبه القريب و هذا خص به بعض عباده المقربين من الملائكة ، و لم يطلعنا كبشر إلا بما حملته لنا الرسالات السماوية من أمور غيبية قدر الله حدوثها في زمن
لا يعلم إلا هو متى يحدث و بدقة 00و لكن و من خلال تلك الأحاديث الصحيحة00 لنا أن نتلمس قربها و ساعة دنوها و أنا لا أقصد الساعات
البشرية و لكن أقصد الوقت التقريبي لحدوثها مجملا في أيام أو شهور و لا يتعدى و الله أعلم بضع سنوات00
و دقة التوقع يعتمد على سعة إطلاع الباحث و قدرته على ربط القرائن و الأدلة ، و هنا لا بد من التعريج على المبشرات التي هي جزء من أجزاء النبوة ، و هذه أختص الله بها عباده الصالحين الذين هم أصدق الناس حديث 00أما النصارى و غيرهم من الكفار فهم أكذب الناس حديثا و لا يغرنك صدق التعامل بينهم00 فهذا من أجل المنفعة و هم يمارسوه فقط بينهم ، و مع الأخرين هم أكذب البشر و أخسهم00 و الغدر هو رأس
الكذب و صفة المنافق و يكفيهم كذبهم على الله إن أدعوا للرحمن و لدا 0
(لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً *تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً)(مريم: الآيات 89-90 –91 )
و قد يحتج البعض برؤيا الوليد بن الريان صاحب يوسف عليه السلام ، و رؤيا نبوخذنصر صاحب دانيال ، و رؤيا فرعون صاحب موسى
و رؤيا النمرود صاحب إبراهيم ، كل هؤلاء القوم هم من الجبابرة و الملوك ، و قد جعل الله من رؤياهم حجة عليهم و هيئ لهم من يعبرها
التعبير الصحيح 00و هذا كان لحكمة يعلمها الله و لا نعلمها نحن 00و قد مضت و نحن اليوم على شريعة محمد صلى الله عليه و سلم ,, الفصل عندنا 00الرؤيا الصالحة للصالحين الذين هم أصدق الناس حديثا ، و خصوصا فيما يتعلق بأمر المسلمين ، و إن كنا لا ننكر على أصحاب القلوب المريضة أحلامهم و رؤاهم و لكننا نسمعها و لا نصدقها 00
و لا تنسى أخي الفاضل00 أن هؤلاء القوم ليس لديهم الرادع الذي يمنعهم من الكذب في رؤياهم كما هو الحال عند المسلمين، و هم فوق كل ذلك عرضة للكذب و تلاعب الشيطان بهم 0
فمثلا الشيطان : عدو الإنسان لا يبخل عليه بضلالة و لا بما يحزنه ، و هو عدو ليس بجاهل بل هو عدو ذكي يرانا و لا نراه ، و هنا الخطورة
فهو يستطيع إشاعة بعض الأحلام عند هؤلاء القوم بتصور قريب مما بين في عقول الناس و بما يوافقها من التوجه و الميول , حتى ينتشر هذا الأمر و يصبح ذو أساس و واقع يعتمد عليه البعض في تسيير حياتهم و أمورهم اليومية 00
أخي الفاضل00 أرجو أن يكون بياني واضح لأن فيه القدرة على تمييز الغث من السمين
أخي الفاضل : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام و الجهاد ، و ضمن لنا العزة و المجد بهما ، و الذل و الخور بغيرهما , و قد تركنا الاثنين و طلبنا العزة بسلاح أمريكا و صواريخ روسيا و بتنا تبعا لهم في كل شيء ، و هذا الأمر لا يقبله الله لعباده ، كما لا يقبل الأب الرحيم السوء لأبنه المريض 00
و لنضرب هذا المثل و لله المثل الأعلى :
لو كان لطبيب جراح بارع ولد أصابه جرح في طرف من أطرافه نتيجة عبثه بأداة كان قد نهاه عن العبث بها فماذا تراه يفعل ؟
يبادر الأب الحاني بإسعاف ولده و بخياطة الجرح و يعطيه الدواء من الصيدلية و يطلب منه الاستمرار بتناول الدواء و يحذره من الاقتراب من الأماكن و الأشياء القذرة ، كي لا يتلوث الجرح و يصبح صعب العلاج ، و لكن الولد يصر بالعناد و لا يحلو له الجلوس إلا في المكان النجس و يهمل تناول الدواء 00فماذا تكون النتيجة ؟؟
طبعا سيلتهب الجرح و يتقيح و يجعل الولد في حالة مرضية يعجز من خلاها عن ممارسة أعماله و نشاطاته ، و هنا تصعب مرحلة العلاج و ينتهي الأمر بضرورة بتر العضو الفاسد من جسد الولد 00
و هكذا نحن نتبع الشهوات و الأهواء حتى نحدث في قلوبنا جرحا يصعب البرء منه ، و نترك الدواء و هو العودة إلى الله و تلاوة كتابه و التعبد بما شرع و أمر ، حتى يصبح جسد الأمة معلول ، فتتكالب علينا جراثيم الكفر و الملل الزائغة ، و يصبح الجسد كله تحت تصرفها و رهن إشارتها
، و لا يبقى للإصلاح إلا البتر 00نعم البتر00 هذه العملية الجراحية التي أجريت لهذه الأمة في أكثر من مرة ، فمن الجراحة أيام المغول 00
إلى الجراحة أيام الصليبين00 و ها هي الأمة اليوم تأن من جرحها ، تنتظر بتر الرب لأعضائها الفاسدة 00و طالما حجم البتر يتبع حجم الضرر
فلا أظن الجراحة ستكون سهلة و لا الحجم سيكون صغير00
طبعا نحن لدينا العلم شبه المؤكد عن حجم الجراحة التي ستخضع لها الأمة و يكفيك المقارنة بين الحديثين الصحيحين التاليين :
الأول( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد الثاني )
( 958 ) الصحيحة:
( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ).
هذا الحديث يصف الداء و يبين حجم الجسم ، فهو كبير مترامي00 و لكن المرض أنهكه و حب الدنيا أقعده ، و كان حسبه أن يأخذ جرعات من الجهاد ليتعافى و ينهض بشموخ و إباء ، و لكن تراخيه و تكاسله جعل الحل الوحيد المتبقي هو بتر الأعضاء الفاسدة ليتمكن الجزء السليم من الحركة و النهوض 00
الثاني ( صحيح مسلم ، ج: 4 ، ص: 2266)
( حدثني هارون بن عبد الله ،حدثنا حجاج بن محمد قال : قال بن جريج : حدثني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : أخبرتني أم شريك أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ثم ليفرن الناس من الدجال في الجبال ، قالت أم شريك : يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟ قال : هم قليل )
إذن00 قبل الدجال سيتحول المسلمون من الكثير إلى القليل ، و يكفيك أن تعلم أن جيش المسلمين و الذي نجا من الملحمة الكبرى و الذي سيفتح القسطنطينية تعداده سبعون ألف فقط ، طبعا النقص لم يأتي من الملحمة بل سيأتي على دفعات و مراحل 00
أولها الفتنة القادمة 00 و التي ستكون نووية السلاح بين النصارى أنفسهم و من دخل معهم في أحلاف سواء من المسلمين غير العرب أو من العرب ممن سيدخل في أحلافه 00 و أخشى أن تكون( مصر) ممن سيدخل في أحلافهم 00
أما بقية العرب فستعيث الفتنة بهم يمينا و شمالا و أول هذا الأمر هو ضرب العراق 00و هنا لا بد من التفصيل و التأصيل :
أخي الفاضل00
كنت قد تكلمت في بداية هذا الرد عن مداخل الأباليس سواء من أباليس الجن أو من أباليس البشر و على رأسهم اليهود ثم النصارى المتهودين ثم الذين يلونهم ... هؤلاء القوم يصرون على ضرب العراق بل يستميتون من أجل ذلك ، و لن ندخل بالتفاصيل و الأسباب سواء كانت أسباب و معتقدات دينية 00او أسباب اقتصادية تتعلق بنفط العراق أو الذهب الجاثم في مجرى الفرات و الذي أرجح معرفتهم به00
و لكن النتيجة هم يريدون ضرب العراق و السيطرة عليه سيطرة مطلقة بوضع حكومة تشبه حكومة أفغانستان العميلة تمكنهم من التصرف في العراق و محيطه كما يشاءون00 و لكي يتفادوا نقمة العرب راحوا يرسمون هذه الهالة العظيمة حول الرئيس العراقي ، و الذي لا يعدوا كونه طاغوت كأي طاغوت عربي ، كان بإمكانهم أستأصاله من الجولة الأولى في حرب الخليج الأولى00 فهم لو كانوا يشعرون بخطره الحقيقي
لما توانوا للحظة في تدمير بغداد نوويا خصوصا و قد كانوا يتمتعون بتأييد دولي وولاء خليجي منقطع النظير 00
إذاً00 فكل هذه الصور التي ترسم لهذا الطاغوت ما هي إلا امتصاص لنقمة العرب و شعوبهم ، كي يدخلوا الحرب كما دخلوها في الحرب الأولى 00ثم تأتي بعد ذلك مراحل أخرى يتم التنازل بها تريجيا حتى يصلوا إلى غايتهم ,, و قد تعودوا من العرب القبول بالمسلسلات التنازلية كما حدث مع السلطة الفلسطينية ، هذا ما يريدون و لكن هل يوافق هواهم قدر الله ؟؟
ظاهر الأمر و باطنه 00 لا00فهم سيدخلون اعتمادا على حسابات باتت مغلوطة و ستعطي نتائج مغلوطة ، العراقيون لن يحتملوا الحرب كما احتملوها في المرة الأولى ، و لا حتى المواطنين في الخليج سينساقون خلف أهواء الطواغيت الذين لا يعلمون من الحياة إلا المتعة و الكرسي
00الوضع لن يحتمل و الحدود لن تقف أمام الملايين المهاجرة بل المهاجمة من الشعب العراقي لمحيطه العربي ، و أخصه الخليج و الأردن0
الرئيس العراقي و أزلا مه يعلمون أنها النهاية ،و لا يعلم إلا الله ما هم بصدد تقديمه لمحيطهم العربي الذي تركهم لقمة في فم النصارى ،
العراقيين و من بعضهم أنقل هذا الكلام باتوا ينتظرون الساعة التي يصفون بها حسابهم مع أزلام الطاغية00
هؤلاء الأزلام الذين يتجاوز تعدادهم الملايين 00نعم لقد زرع صدام في كل بيت جاسوس ، و من كل قبيلة آلاف العملاء ،و ما هي إلا ساعات بعد أن تفقد السلطة المركزية قدرتها على ضبط الأمور حتى تنتشر المجازر و التصفيات و التي ستصدر مباشرة إلى المحيط المجاور 00شعب عانى أكثر من عشرين عام و هو يحلم بلحظات من الأمن و الأمان و اللقمة الطيبة 00و أخصها الاثنا عشر عام الأخيرة
شعب عانى كل أنواع العبودية و القهر ، يغلب على أكثر من نصفه التشيع ، و البقية الباقية يكاد أغلبها أن يكون قد فقد ارتباطه بالله
أخي الفاضل00 في العراق يشرب الشباب الخمر و يتعاطى الحشيش كي لا يحسب من أعداء السلطة ، ماذا تنتظر منه لو تكررت بالنسبة له نفس المأساة هل سينتظر الأحلام من جديد 00لا ,, هو سيبحث عن الراحة و النعيم بيديه هو سيذهب ليقاسم الجوار في كل شئ 00
أنه قرن الشيطان ولد و نشأ في العراق ، و سيخرج منها ليذوق العرب حولهم بعض الذي يجثم في صدورهم من غل 00ثم لعلك تدرك خطورة أن يأمر الطاغوت العراقي جيشه قبل فوات الأوان باجتياح بعض دول الخليج 00أو ضربها بصواريخ جرثومية أو كيماوية 0
أخي الفاضل00 البصرة من العراق سيخسف فيها الأرض فهل تظن أن يفعل ذلك إلا ردا على أمر عظيم يحدثه العراق بهؤلاء النصارى ،
و لكن و بما أني أظن أن العراق أعجز من أن يذيق النصارى الويل الذي يدفعهم لتجاوز الشيء الذي جاءوا من أجله و تحويل الحرب من الطابع التقليدي إلى النووي00 فالذي أتوقعه هو أقدام مجاهدي القاعدة نصرهم الله على ضرب نيويورك نوويا ردا على جرائم الأمريكان في العراق مما يدفع هؤلاء الكلاب لضرب البصرة 00
لقد راج في الآونة الأخيرة عن امتلاك القاعدة لقنابل نووية في أمريكا00 أنا أرجح هذا الأمر00 و لا أظن المجاهدون سيقدمون على استخدامها إلا في ظروف معينة يضمنون من خلالها وقوف العالم الإسلامي بشكل جدي معهم 00 و هذا ما ستفعله ضربة العراق عندئذ لن يتوانوا عن فعل هذا الأمر و الذي ستتحقق من خلاله نبوءة رسول الله بقتل النصارى لكل عربي يعيش بديارهم 00هذا و الله أعلم
أخي الفاضل : التحليل قد يطول كثيرا و لكني سأختصر عليك الطريق :
هذه الحرب القادمة و التي مبتداها ضرب العراق قد تنتهي بسنوات لا تزيد عن العشر00 و لكنها ستخلف دمار نووي في العالم النصراني حيث ستنجر كل تلك الدول للحرب ، و ستخلف في عالمنا العربي بعض الآثار النووية ، و لكن ليس بالقدر الذي سيعانيه كفار النصارى00
ستنتهي الحرب و قد زالت أغلب الإمبراطوريات الغربية و مدنها00 و هذا قد برهنت عليه في ثنايا الموضوع عندما تساءلت عن فتح العرب لقسطنطينية و روما00 و يظهر لنا نص الحديث أن المسلمين بذلك قد فتحوا العالم 00
دخول المسلمين القدس ، حيث تم تجمعهم بشكل ذاتي و اصطفائي في الشام و حول القدس ، استجابة لنداء الجهاد ،فإنه لن يكون جهاد إلا في هذه البقعة المباركة التي عصمها الله من الفتن ، و بسط أجنحة الملائكة لحمايتها 00بينما يعيش ما تبقى من العالم النصراني تحت جحيم ما صنعت أيديهم00 كذلك من تخلف من المسلمين عن الجهاد في أرض المقدس00 حيث سيكونون حطب الفتنة و التي ثارت من العراق و لن تقف إلا بعد أن تأتي عليهم جميعا 00
ستقوم الخلافة الإسلامية في بيت المقدس ابتداء بالخليفة الأول محمد بن عبد الله00 و الذي سيكون من ضمن المجاهدين الذي يفتحون القدس و ستكون له الخلافة في بيعة طيبة يبرمها له المجاهدون في ليلة واحدة00
ستترك المدينة المنورة كأحسن ما يكون بناءا و لا أظنها تهجر إلا لسبب يفوق رغبة الناس ببلد الخلافة ، و قد يكون السبب تلوث جوها بآثار إشعاعات أو مواد كيماوية و الله أعلم
خلاصة القول:
نحن في زمن بعيد عن السفياني و الرايات السود ، علما أن للرايات السود خرجتان كما جاء في الأثار الواردة في كتاب الفتن ،و أظن قد وقع الاختلاط بينهما بسبب وجود القاسم المشترك بينهما و هو المهدي 00و لو تمعنت النصوص لوجدت أن المهدي يكون في إحداها و هي التي أمرنا بمناصرتها00 و إن كان الأمر كما أظن فالمهدي يجاهد الآن00 و سيأتي معهم بعد انهيار الحدود إلى فلسطين00 و سيكون الأمر في سنوات برد قارس 00و هذا ينفي كون هذا المهدي هو الذي يبايع له بالحرم لعدة أسباب :
أولها : استحالة الثلج هناك
ثانيها : أنصار مهدي الحرم أقله إذ هم ثلاث مائة 0
ثالثها : كيف يدخل ثلاث مائة القدس و يقتلوا فيها اليهود هذا المقتلة 0
هناك موانع كثيرة سواء منها البشرية أو الزمنية تجعل من المستحيل أن يكون المهديان مهدي واحد00 أرجو منك مراجعة الموضوع( قرن الشيطان ) بهدوء و تأن 00
؛
سؤال 33 : أخي أبو سفيان 00ذكرت في الموضوع أن عمر أمة اليهود لا يمكن أن يتجاوز 2150سنة ، أنا أذكر أن هناك جدال بين المتدينين اليهود والنصارى من جهة ، وبين علماء الأثار والتاريخ الغربيين من جهة أخرى ، حول عصر إبراهيم عليه السلام وعصر أبناءه عليهم
السلام ، فهل هناك مرجع أو مصدر موثوق به في معرفة عصرهم؟؟
الشيء المهم هنا هو هل يبدأ عصر اليهود من عهد يعقوب عليه السلام لكونه هو (إسرائيل )كما في لغتهم، ولكون بني إسرائيل هم نسله؟؟
أم أن عصر اليهود يبدأ بعهد النبي موسى عليه السلام لكونه هومن أرسل إليه( التوراة) كتاب اليهود؟؟
الجواب : أخي الفاضل : حقيقة أن حساب عمر الأمة اليهودية أمر جد عسير ،و نحن لو تقيدنا بحرفية النص النبوي فهو يذكر عمر أمة اليهود و التي تبدأ بنزول التوراة ، أما بني إسرائيل فهم الجيل الأول لليهود أبناء إسرائيل عليه السلام ( يعقوب )00 و هم يسبقون التوراة و موسى عليه السلام بقرابة 420 عام تقريبا كما أقرت التوراة 00فبين دخول بني إسرائيل إلى مصر و رسالة موسى حوالي 300 عام و يأتي البقية في سنوات عمر إسرائيل عليه السلام00 حيث قد بلغ من العمر عتيا حين دخل مصر مع بقية أولاده0
خلاصة القول :
حاولت حساب عمر بني إسرائيل من كتب التاريخ التي بين أيدينا ( كالطبري و أبن كثير)00حيث قاموا بحساب عمرها مقارنة مع عمر الممالك الفارسية ، و لكن مع الأسف لم يصل مقدار العدد حتى 1750 عام00 و حقيقة أن الرقم لا يدل على الحقيقة ، و النصارى يتهمون اليهود بتدليس ألف عام أخفوها كي لا يتطابق زمن ظهور عيسى عليه السلام مع الزمن المذكور بالتوراة 00 لذلك تراهم ينتظرون قدوم المسيح في كل ألفية و الله أعلم 00طبعا حين توقعت أن لا يطول عمر الأمة الإسلامية عن 2150 عام كنت أستند على أمور أكثر دقة ، إضافة إلى حسابي لعمر اليهود بطريقة أخرى لم أتحرى الدقة فيها حتى الآن00
معلوم بالتوراة أن يوشع و هو النبي الثاني بعد موسى عليهم السلام 00 قد دخل باليهود على ممالك الأموريين القاطنين في فلسطين و الأردن و بعض أطراف سوريا 00
المصادر الأثرية وجدت آثار تعود للأموريين إلى قرابة 3000 عام قبل الميلاد 00فلو علمنا زمن سقوط الدولة الأمورية بالنسبة للميلاد لصار لدينا زمن تقريبي لعمر اليهود ، و الحقيقة أن أحد الأخوة منذ زمن قد وعدني بدراسة حول عمر الأموريين و لكن لم أتلقى منه أي رسالة
حتى الآن 00 على كل حال أخي الفاضل 00أنا متأكد تصديقا لحديث رسول الله أن عمر أمة اليهود لن يزيد عن 2150 عام ، لأن عمر أمة الإسلام لن يقل عن هذا الزمن بل قد يصل إلى ما هو أكثر من ذلك0
أرجو من أي أخ يستطيع مساعدتنا في هذا البحث و بشكل موثق أن يدلي بدلوه حتى تتم الفائدة
سؤال 34 : أخي الفاضل أباسفيان 00قد ذكرت أخي الكريم أن النصارى يتهمون اليهود بتدليس ألف عام ، لكن هناك ملاحظة وأنا لم أتأكد منها وهي أنني أذكر أن هناك تحديد تقريبي لعصر موسى عليه السلام من خلال بعض الأثار والنقوش الفرعونية التي وضحت أن موسى عليه السلام كان في عهد رمسيس الثاني وأن عهد هذا الفرعون كان منذ حوالي 1200 سنة قبل الميلاد ، أذكر أن هناك أمر لفت نظر بعض الباحثين وهو أن هذه الأثار الفرعونية كانت متقاربة مع بعض النصوص التوراتية في ذكر عصر موسى عليه السلام وما جرى في وقته من أحداث .؟
الجواب : اخي الفاضل 00لنبدأ أولا بمدلول حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ، حيث أكثر العلماء يأخذون بظاهر الحديث و لا يؤولونه 00و هذا يعني حتمية أن يكون عمر أمة اليهود ، يزيد عن 2200 عام ميلادي قطعا 00
و من الذين أخذوا بظاهر الحديث أبن حجر و صاحب شرح صحيح الترمذي و غيره من فطاحلة أهل العلم 00
( فتح الباري ، ج: 4 ، ص: 449)
(00فذلك مثل المسلمين الذين قبلوا هدى الله وما جاء به رسوله ومثل اليهود والنصارى تركوا ما أمرهم الله ، واستدل به على أن بقاء هذه الأمة يزيد على الألف ، لأنه يقتضي أن مدة اليهود نظير مدتي النصارى والمسلمين ، وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة ، ومدة النصارى من ذلك ستمائة ، وقيل أقل ، فتكون مدة المسلمين أكثر من ألف قطعا، وتضمن الحديث أن أجر النصارى كان أكثر من أجر اليهود ، لأن اليهود عملوا نصف النهار بقيراط ، والنصارى نحو ربع النهار بقيراط ، ولعل ذلك باعتبار ما حصل لمن آمن من النصارى بموسى ونصف فحصل لهم تضعيف الأجر مرتين بخلاف اليهود فإنهم لما بعث عيسى كفروا به، وفي الحديث تفضيل هذه الأمة وتوفير أجرها مع قلة عملها00 ) انتهى
(تحفة الأحوذي ، ج: 8 ، ص: 142)
قوله إنما أجلكم ، قال الطيبي: الأجل المدة المضروبة للشيء ، قال تعالى: ( ولتبلغوا أجلا مسمى) ويقال للمدة المضروبة لحياة الإنسان أجل، فيقال: دنا أجله ، وهو عبارة من دنو الموت ، وأصله استيفاء الأجل أي مدة الحياة ، والمعنى: ما أجلكم في أجل من مضى من الأمم السابقة في الطول والقصر إلا مقدار ما بين صلاة العصر إلى صلاة المغرب من الزمان فيما خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى مغارب الشمس ، وفي رواية العالمين: إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ، قال الحافظ : ظاهره أن بقاء هذه الأمة وقع في زمان الأمم السالفة ، وليس ذلك المراد قطعا ، وإنما معناه: أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار ، فكأنه قال : إنما بقاؤكم بالنسبة إلى ما سلف إلى آخره وحاصله أن( في) بمعنى ( إلى )وهو لفظ نسبة ، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى أي مع الرب سبحانه وتعالى كرجل استعمل عمالا بضم فتشديد جمع عامل000 ) انتهى
و إيمانا بذلك و تصديقا لقول رسول ال ، له فنحن ملزمون بالاعتقاد بأن خطأ ما قد حدث ، و لا تنسوا دسائس اليهود و قدرتهم على التغيير و التزييف 00كذلك يجب أن لا نأخذ بكل ما يقال00 و تصديقا للرقم الذي ذكره السائل ، فقد قرأت فيما مضى كتاب لعلماني قومي عربي ينكر حقيقة دخول اليهود إلى بيت المقدس ، بل و يتكلم عن أمور مثبته في كتابنا العزيز و سنة نبينا بمنتهى الاستخفاف و التسفيه
من أجل أثبات النظرية القومية لفلسطين متناسيا قول الله :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8)
و قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105)
فالأرض ليست ملكا لفئة من الناس دون أخرى00 بل هي ميراثا يجعله الله لعباده الصالحين ، فمن ينكر أن المسلمين قد أخرجوا اليهود من المدينة و خيبر 00ذلك أنهم نجس و الكافر نجس لا يحق له سكنى الأرض المباركة ما دام الله قد بعث أمة مؤمنة فهي أحق الناس بالأرض و هذا هو المقياس 00قال تعالى:
(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (لأعراف:128 )
و قد عدت من جديد فبحثت في تاريخ الطبري و البداية لأبن كثير فحصلت على ذات النتيجة :
موسى عليه السلام : عمر 120 سنة
يوشع بن نون
كالب بن يوقينا
حزقيا بن بوذي
ثم فترة مجهولة من عمر بني أسرائيل فسدت فيها و عبدت العجل 00قدرها أبن جرير ب 460 عام تقريبا نسبة إلى ممالك الفرس و هذه الفترة تمتد حتى شموئيل ) صومائيل ( و هو الذي طلب بني إسرائيل منه أن يبعث لهم ملكا 0
50سنة - حكم طالوت
50سنة - حكم داوود
50 سنة - حكم سليمان (( هذه المدة مشكوك بمقدارها ))
17 سنة- رحبعام بن سليمان
3 سنوات - أبنا بن رحبعام
41 سنة - أسا بن أبنا
25 سنة - يهوشافاظ
7 سنوات - غزليا
40 سنة - يواشي
29 سنة - أموصيا بن يواشي
16 سنة- يونام
16سنة - أحاز بن يونام
29 سنة - حزقيا بن أحاز
12 سنة - متشانين و أبنه
السبي البابلي مدته 40 عام تقريبا
من انتهاء السبي حتى مولد عيسى عليه السلام 500 عام
محصلة هذا الرقم تقريبا= 1750 عام
هناك أمر أحب عرضه 00و هو الحديث الذي أخرجه أبو داود :
( سنن أبي داود ، ج: 4 ، ص: 125)
( 4349 ) ( حدثنا موسى بن سهل ، ثنا حجاج بن إبراهيم ، ثنا بن وهب ، حدثني معاوية بن صالح ،عن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبيه ، عن أبي ثعلبة الخشني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم )
ومن المعلوم أن نصف اليوم عند الله 500 عام ، فهل يكون عمر أمة الإسلام قريب من 1750 عام تزيد أو تنقص قليلا ،و يكون هناك 500 عام أجلنا الله إياها إنه جواد كريم و الله أعلم 00
يتبع 00000000000

سؤال 35 : أخي الفاضل أبا سفيان00خروج يأجوج ومأجوج ، هل هناك اتفاق بأنه في زمن عيسى عليه السلام ؟؟ أم أن المسألة فيها خلاف ؟؟ وهل هناك نص تحدث عن مدة فتنة يأجوج ومأجوج؟؟
الأمر الأخر : الأحداث التي تقع بعد عيسى عليه السلام : الدابة ، خروج الشمس من مغربها ، الريح التي تظهر من اليمن ، النار التي تحشر الناس وغيرها من العلامات .
هذه العلامات مالصواب في ترتيبها الى قيام الساعة ؟؟؟ لأني لاحظت أن بعض العلماء يختلفون في ترتيبها .؟؟؟؟؟؟؟
جواب : بالنسبة لسؤالك الأول 00عن زمن خروج يأجوج و مأجوج فهو دون شك و بالدليل في زمن عيسى عليه السلام
و هذا جزء من حديث أخرجه مسلم :
( صحيح مسلم ، ج: 4 ، ص: 2253)
( فبينما هو كذلك ، إذ بعث الله المسيح بن مريم ، فينزل ثم المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ، ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسي كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض ، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ، ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ، فبينما هم كذلك ، إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم ، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة)
أظن هذا الحديث كافي للسؤال الأول 00
اما السؤال الثاني فدليله :
(ـ صحيح الجامع الصغير- المجلد الأول )
( 1635 ) صحيح:
( إن الساعة لا تقوم حتى تكون عشر آيات: الدخان و الدجال و الدابة و طلوع الشمس من مغربها و ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و نزول عيسى و فتح يأجوج و مأجوج و نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم حيث باتوا و تقيل معهم حيث قالو)
أخي الفاضل هذا الحديث يجمل الآيات و هو أكثر الأحاديث دقة في ترتيب الأيات ، باستثناء الخسوفات 00و هناك أحاديث صحاح ترتبها ترتيبا يخالف هذا الترتيب 00و الصحيح و الله أعلم سيكون كالأتي:
خسف بالمشرق: و هو خسف البصرى أهل المكذبين بالقدر و هو مؤيد بحديث صحيح 0
خسف المغرب: و هو يليه و هو خسف أمريكا و هو آية من آيات الله في الجبارين و هو مؤيد بدليل الحديث الذي أخرجه الحاكم و غيره عن خسف شرار الناس و تجده في ثنايا الموضوع 0
خسف في جزيرة العرب: و هو يحدثه الله في الجيش الذي يغزو الكعبة( عند ظهور المهدي)و هو مؤيد بحديث صحيح تجده أيضا في الموضوع
ثم يلي ذلك خروج الدجال 0
ثم خروج عيسى عليه السلام: و هو مثبت في الحديث الأول00 حيث يقتل الدجال و يحرز المؤمنين على الطور 0
ثم خروج الشمس من مغربها 0
ثم خروج الدابة 0
(ـ سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ - بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
( 4069 ) صحيح :
( حدثنا علي بن محمد ، حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ، قال عبد الله : فأيتهما خرجت قبل الأخرى ، فالأخرى منها قريب ، قال عبد الله : ولا أظنها إلا طلوع الشمس من مغربها) .
فعند طلوع الشمس يقع قول الله على الناس ، فلا توبة بعده ، فتخرج الدابة لتسم الناس على خراطيمهم 00و قد ذكرت الآثار الواردة في الموضوع00
(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ) (النمل:82)
بعد الدابة يخرج يأجوج و مأجوج 0
ثم خروج النار لتحشر الكافرين شرار الناس إلى أرض المحشر 0
بقي الدخان و للعلماء فيه أقوال :
فأبن عباس يعتبر هذه الآية قد ظهرت أثناء حصار قريش لرسول الله و أهله في شعب أبي طالب 00حيث دعا عليهم رسول الله( أللهم أعني عليهم بسنين كسنين يوسف )
و البعض أعتبرها هي الريح التي تأخذ نفوس المؤمنين ) الريح الطيبة التي ذكرها حديث مسلم )
و أنا أميل لهذا الرأي و الله أعلم
( سنن أبي داود - أول كتاب الملاحم )
( 4310 ) صحيح:
( حدثنا مؤمل بن هشام ، ثنا إسماعيل ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة قال: جاء نفر إلى مروان بالمدينة ، فسمعوه يحدث في الآيات أن أولها الدجال ، قال: فانصرفت إلى عبد الله بن عمرو فحدثته ، فقال عبد الله: لم يقل شيئا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، أو الدابة على الناس ضحى، فآيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها ، قال عبد الله : وكان يقرأ الكتب وأظن أولهما خروجاً طلوع الشمس من مغربها .)
(مجمع الزوائد ، ج: 8 ، ص: 6)
( عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : تخرج الدابة تسم الناس على خراطيمهم ، ثم يعمرون فيه حتى يشتري الرجل البعير فيقول : ممن اشتريته ؟ فيقول : اشتريته من أحد المخطمين )، وفي رواية ثم رواه أحمد ورجاله رجال عمر بن عبدالرحمن بن عطية وهو ثقة
هذا الحديث يبين و بدقة أن الدابة تخرج في عهد عيسى عليه السلام و قبل يأجوج و مأجوج ، ذلك أن الناس بعد فناء يأجوج و مأجوج لا يسعون على دابة ، حيث يرد الله البركة إلى الأرض ،و يقاتل عيسى عليه السلام الكفار فلا يبقى بينهم و بين المسلمين مثل هذا البيع الذي يصفه الحديث ، فبقاء عيسى عليه السلام أربعين عام في الأرض ، منها سبعة هي الأخيرة و التي تسمى مهد عيسى عليه السلام ، و التي يصفها الحديث الذي أخرجه مسلم و الذي ذكرناه في أول هذا الرد 00
فيبقى 33 عام فيهن يقتل عيسى عليه السلام الدجال و يقاتل اليهود و من لف لفيفهم من أتباع الدجال ، و منها مدة الحصار الذي يفرضه يأجوج ومأجوج عليهم في جبل الطور 0
( مجمع الزوائد ، ج: 8 ، ص: 7)
( وعن أبي سريحة يعني حذيفة بن أسيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : الدابة لها ثلاث خرجات من الدهر ، خرجة في أقصى اليمن حتى يفشو ذكرها في البادية ولا يدخل ذكرها القرية ، ثم تكمن دخانا طويلا بعد ذلك ، ثم تخرج خرجة قريبا من مكة فيفشو ذكرها في أهل البادية ويفشو ذكرها في مكة ، ثم تمكث زمانا طويلا ، ثم تفجأ الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وخيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام ، لم يرعهم إلا ناحية المسجد ترنو ما بين الركن والمقام إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج ، فانفض الناس عنها ستا ومعا ، وثبت لها عصابة من المسلمين وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله ، فخرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب تبدت فجلت وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ، ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب ، حتى إن الرجل ليقوم يتعوذ منها بالصلاة فتأتيه فتقول : أي فلان الآن تصلي ! فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ويذهب ، ويتجاور الناس في دورهم وفي أسفارهم ، ويشتركون في الأموال ، ويعرف الكافر من المؤمن حتى إن المؤمن ليقول للكافر : يا كافر اقضني حقي ، وحتى أن الكافر ليقول للمؤمن : يا مؤمن اقضني حقي ) رواه الطبراني وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك
( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بئس الشعب جلاد ، قالها مرتين أو ثلاثا ، قال : فيم يا رسول الله ؟ قال: تخرج الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين ) رواه الطبراني في الأوسط وفيه رياح بن عبيدالله بن عمر وهو ضعيف
( صحيح مسلم ، ج: 1 ، ص: 138)( 58 )
( وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب ، قالا : حدثنا وكيع ح وحدثنيه زهير بن حرب ، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق جميعا ، عن فضيل بن غزوان ح وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، واللفظ له حدثنا بن فضيل ، عن أبيه ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض)
نحن نعلم أن الدجال يقسم الناس لفسطاطين ، إيمان و نفاق ، كما دلت على ذلك الصحاح ،و لا أدل على ذلك من حديث خروج منافقي المدينة إليه حين تهتز ، ثم تأتي الآيات الباقية متلاحقة ، نزول عيسى ، و خروج الشمس ، قد لا يفصل بينها العام ، و قد يكون قد سبق في علم الله أنه لن يؤمن بعد الدجال أحد ، و هذا فيه نظر كون من يتبع الدجال قد أمتحن قلبه ، و ثبت عليه القول ، و أرجو أن تعود أخي لحديثي عن اقتران الدعاء بعد التشهد بين فتنتي القبر و الدجال ، فمن نجا من فتنة الدجال فقد فاز و لا فتنة عليه بعد ، و من سقط في الفتنة فلا حاجة لفتنة القبر حتى يعرف إيمانه ، فهو سيختم على قلبه و خرطومه من قبل الدابة و الله أعلم
سؤال 36 : لدي سؤال حول عمر ولاية المهدي الأول، لا شك أن المهدي سيكون رجل صاحب فقه! كيف ترى أنه بعد أن يعرف أنه هو المهدي..
أنه سيعرف أن عمره سينتهي ما بين 7 إلى 9 سنين بعد استخلافه؟؟؟ أم أنه سيكون كمن لم يسمع بذلك الحديث؟؟ وهل يعقل ألا يكون سمعه؟؟
فهل يكون المهدي (الأول )على علم باقتراب ساعة أجله؟!؟ وإن كان ذلك، أفلا يفيد اقتضاء ذلك تناقضاً لما هو معروف..من عدم معرفة أي من بني آدم متى يُستوفى الأجل؟؟
جواب : أخي الحبيب 00بالنسبة لسؤالك عن المهدي و معرفته بأجله 00هذا الشيء لا مخالفة فيه للشرع ، فيمكن لأبن أدم أن يعلم اليوم اليوم الذي سيقبض فيه إن شاء الله له ذلك 00و لا نص شرعي يعارض ذلك 00أما ما لا يعلمه البشر فهي اللحظة التي تغادر فيها الروح الجسد ، فعلمه مقصور على الله ثم ملائكة الموت 00أما اليوم الذي سيموت فيه أبن آدم فعلمه يصل إلى ملك الموت قبل قدومه بزمن يعلمه الله 00كذلك الرسل يعلمون متى يقبضون دون استثناء ، و لا يقبض رسول حتى يخير بين الموت و الحياة 00
( جاء في صحيح مسلم )
( وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ، واللفظ لابن المثنى ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : ثم كنت أسمع أنه لن يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة ، قالت : فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة ، يقول : مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، قالت : فظننته خير حينئذ)
( صحيح البخاري ، ج: 4 ، ص: 1612)
( حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي ، حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه ، فسارها بشيء فبكت ، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت ، فسألناها عن ذلك فقالت سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته يتبعه فضحكت)
( صحيح البخاري ، ج: 1 ، ص: 449)( 74) (حدثنا محمود ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن بن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : ثم أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ، فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه ، فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، فرد الله عليه عينه وقال : ارجع فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة ، قال : أي رب ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت ، قال : فالآن ، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق ثم الكثيب الأحمر)
(صحيح البخاري ج: 1 ص: 177)( 454 )
( حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا فليح قال :حدثنا أبو النضر ، عن عبيد بن حنين ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدري قال : خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ثم إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما ثم الله ، فبكى أبو بكر رضي الله عنه ، فقلت في نفسي : ما يبكي هذا الشيخ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما ثم الله ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد ، وكان أبو بكر أعلمنا ، قال : يا أبا بكر لا تبك، إن آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر)
و في الحياة اليومية المحكوم في الإعدام يعلم اليوم الذي سيموت فيه00 و قد ورد الكثير من الرؤى التي بشر فيها بعض الصالحين بدنو أجلهم
00و المهدي و من رحمة الله أن قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( سبعا أو ثمانية أو تسع)
و ما يضيره أن يموت و هو يعلم منزلته عند الله و شهد له رسوله صلى الله عليه و سلم بالهدى 00
سؤال 37 : بالنسبة لكنز الفرات، وافتراض علم أمريكا به: هل وقفت..-أخي أبي سفيان-..على أثر عند أهل الكتاب يعرفون من خلاله عن ذلك الكنز؟؟أم أنهم يقرؤون كتبنا ويصدقونها؟!؟! وربما يخططون على إثرها أكثر منا!؟!
جواب : ما يخص كنز الفرات يوجد لدينا نص أن أهل الشر سيعلمون بهذا الكنز ، و ربط الخسف بهذا الكنز بالخسف الذي سيلحق بهم
و قد أوردته في الموضوع عند الحديث عن كنز الفرات 00
( المستدرك على الصحيحين ، ج: 4 ، ص: 505)
( خبرنا غيلان بن يزيد الدقاق بهمدان ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا بن إياس ، ثنا بن أبي ذئب ، عن قارظ بن شيبة ، عن أبي غطفان قال : سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول : ثم تخرج معادن مختلفة ، معدن منها قريب من الحجاز ، يأتيه من شرار لناس ، يقال له : فرعون ، فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
و من الطبيعي أن يجري هؤلاء الناس مسحا جيولوجيا كامل لأرض العراق 00و من المعلوم تقنيا سهولة إكتشاف المعادن في جوف الأرض 00فكيف بالتي تكون تحت الماء و قد يكون لا يسترها إلا القليل من التراب 00
سؤال 38 : ما طبيعة الدور الذي يؤديه بالضبط يأجوج ومأجوج عندما يبعثهم الله؟؟ ما الحكمة مما يصنعون وقتئذ؟
الجواب: من الثابت أخي الفاضل أن هذين القبيلتين هما من البشر : بل هما من أفسد البشر و من الذين حق عليهم العذاب و لا هداية ،
و ذلك من خلال معرفة الله بخلقه 00فهم في بادئ الأمر كانوا من المفسدين في الأرض و آذوا من آذوا من الناس حتى فرق الله بينهم و بين العباد بالسد الذي أقامه ذو القرنين00 قال تعالى :
(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) (الكهف:94)
و السؤال هنا :
طالما حق عليهم ما حق على الأمم الفاسدة ! فلماذا أبقاهم الله حتى يومهم الموعود ؟ لماذا لم يهلكهم كما أهلك غيرهم كعاد و ثمود ؟
الجواب : في أي حدث يحدث في الكون , هناك بعدان 00بعد ظاهري، يدركه الإنسان و يلمس نتائجه و أسبابه وفق ما لديه من معارف
و أحكام
و البعد الأخر، غيبي لا يعلمه إلا الله ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الانبياء:23)
فمثلا و نحن نتكلم عن الأمم المفسدة ، فسنة الله الكونية هي إهلاك هذه الأمم سواء طال أجلها أو قصر، و لكن يتعجل الإنسان و يقول في نفسه : أي ربي هذه أمريكا طغت و تجبرت و فعلت ، و قتلت عبادك الموحدين , فأين النصر , و أين هي سنتك ؟؟؟؟؟
الصحيح00 ان هذا السؤال و هذه العجلة ناشئة عن قصر علم الإنسان و عدم معرفته لغيب الله الذي يسير كل شيء في علمه بمقدار ،و قد وقع بهذا الأمر من هم أكثر منا علما و إيمانا 00
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214)
- الأسباب الظاهرية لنا لبقاء هذه الأمة :
( السنة - المجلد الأول)
( 528 ) صحيح :
( حدثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة ، ثنا عطاء بن السايب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : افتخرت النار والجنة، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون والملوك والأشراف، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين، فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فيلقي فيها وهي تقول: هل من مزيد، حتى يأتيها الله فيضع قدمه عليها فتزوي، فتقول: قدي قدي، وأما الجنة فيلقى فيها ما شاء الله، فينشئ الله لها ما يشاء)
أنظر أخي00 خلق الله الجنة و خلق النار و لكلا ملئهما ، فأما الجنة فينشأ لها خلقا ، و أما النار فلها العصاة و الجبارين و هم فداء أمة محمد صلى الله عليه و سلم 00
( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السابع 2 )
( 3205 ) الصحيحة:
( يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم! يقول: لبيك ربنا وسعديك ، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار . قال: يا رب وما بعث النار ؟ قال: من كل ألف - أراه قال -: تسع مائة وتسعة وتسعين ، فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد . فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأجوج ومأجوج تسع مائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد . ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثورالأبيض ، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود ، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، فكبرنا ، ثم قال: ثلث أهل الجنة ؛ فكبرنا ، ثم قال: شطر أهل الجنة ، فكبرنا )
فقوم يأجوج و مأجوج يتوالدون و يتكاثرون ليكونوا وقود النار من أجل أن يقع قسم الله :
(وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (السجدة:13)
الأمر الأخر : الإيمان و التصديق 00فأنت أخي كمسلم مجبر أن تصدق ما جاء به الرسول من هذا الخبر العجيب ، و هو وجود بشر على الأرض لا يعلم إلا الله عددهم و مكانهم و لا يستطيع أحد من الناس الوصول إليهم برغم التقدم العلمي و التقني 0
الأمر الرابع : قضائهم على أهل الملل ممن بقي في أطراف الأرض سواء بالسيف أو بالجوع إلا القليل , القليل ممن يتحصن في أرض المسلمين حيث سيكون أخر المطاف لهم و هناك سيهلكون 0
الأمر الخامس : هي نوع من المصائب التي يتلقاها أتباع عيسى عليه السلام لكي يرفع الله بها درجاتهم 0
كتبه : ابو سفيان 00
انتهى البحث 00
الأمر الأخر : الأحداث التي تقع بعد عيسى عليه السلام : الدابة ، خروج الشمس من مغربها ، الريح التي تظهر من اليمن ، النار التي تحشر الناس وغيرها من العلامات .
هذه العلامات مالصواب في ترتيبها الى قيام الساعة ؟؟؟ لأني لاحظت أن بعض العلماء يختلفون في ترتيبها .؟؟؟؟؟؟؟
جواب : بالنسبة لسؤالك الأول 00عن زمن خروج يأجوج و مأجوج فهو دون شك و بالدليل في زمن عيسى عليه السلام
و هذا جزء من حديث أخرجه مسلم :
( صحيح مسلم ، ج: 4 ، ص: 2253)
( فبينما هو كذلك ، إذ بعث الله المسيح بن مريم ، فينزل ثم المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ، ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسي كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض ، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ، ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ، فبينما هم كذلك ، إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم ، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة)
أظن هذا الحديث كافي للسؤال الأول 00
اما السؤال الثاني فدليله :
(ـ صحيح الجامع الصغير- المجلد الأول )
( 1635 ) صحيح:
( إن الساعة لا تقوم حتى تكون عشر آيات: الدخان و الدجال و الدابة و طلوع الشمس من مغربها و ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و نزول عيسى و فتح يأجوج و مأجوج و نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم حيث باتوا و تقيل معهم حيث قالو)
أخي الفاضل هذا الحديث يجمل الآيات و هو أكثر الأحاديث دقة في ترتيب الأيات ، باستثناء الخسوفات 00و هناك أحاديث صحاح ترتبها ترتيبا يخالف هذا الترتيب 00و الصحيح و الله أعلم سيكون كالأتي:
خسف بالمشرق: و هو خسف البصرى أهل المكذبين بالقدر و هو مؤيد بحديث صحيح 0
خسف المغرب: و هو يليه و هو خسف أمريكا و هو آية من آيات الله في الجبارين و هو مؤيد بدليل الحديث الذي أخرجه الحاكم و غيره عن خسف شرار الناس و تجده في ثنايا الموضوع 0
خسف في جزيرة العرب: و هو يحدثه الله في الجيش الذي يغزو الكعبة( عند ظهور المهدي)و هو مؤيد بحديث صحيح تجده أيضا في الموضوع
ثم يلي ذلك خروج الدجال 0
ثم خروج عيسى عليه السلام: و هو مثبت في الحديث الأول00 حيث يقتل الدجال و يحرز المؤمنين على الطور 0
ثم خروج الشمس من مغربها 0
ثم خروج الدابة 0
(ـ سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ - بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )
( 4069 ) صحيح :
( حدثنا علي بن محمد ، حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ، قال عبد الله : فأيتهما خرجت قبل الأخرى ، فالأخرى منها قريب ، قال عبد الله : ولا أظنها إلا طلوع الشمس من مغربها) .
فعند طلوع الشمس يقع قول الله على الناس ، فلا توبة بعده ، فتخرج الدابة لتسم الناس على خراطيمهم 00و قد ذكرت الآثار الواردة في الموضوع00
(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ) (النمل:82)
بعد الدابة يخرج يأجوج و مأجوج 0
ثم خروج النار لتحشر الكافرين شرار الناس إلى أرض المحشر 0
بقي الدخان و للعلماء فيه أقوال :
فأبن عباس يعتبر هذه الآية قد ظهرت أثناء حصار قريش لرسول الله و أهله في شعب أبي طالب 00حيث دعا عليهم رسول الله( أللهم أعني عليهم بسنين كسنين يوسف )
و البعض أعتبرها هي الريح التي تأخذ نفوس المؤمنين ) الريح الطيبة التي ذكرها حديث مسلم )
و أنا أميل لهذا الرأي و الله أعلم
( سنن أبي داود - أول كتاب الملاحم )
( 4310 ) صحيح:
( حدثنا مؤمل بن هشام ، ثنا إسماعيل ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة قال: جاء نفر إلى مروان بالمدينة ، فسمعوه يحدث في الآيات أن أولها الدجال ، قال: فانصرفت إلى عبد الله بن عمرو فحدثته ، فقال عبد الله: لم يقل شيئا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، أو الدابة على الناس ضحى، فآيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها ، قال عبد الله : وكان يقرأ الكتب وأظن أولهما خروجاً طلوع الشمس من مغربها .)
(مجمع الزوائد ، ج: 8 ، ص: 6)
( عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : تخرج الدابة تسم الناس على خراطيمهم ، ثم يعمرون فيه حتى يشتري الرجل البعير فيقول : ممن اشتريته ؟ فيقول : اشتريته من أحد المخطمين )، وفي رواية ثم رواه أحمد ورجاله رجال عمر بن عبدالرحمن بن عطية وهو ثقة
هذا الحديث يبين و بدقة أن الدابة تخرج في عهد عيسى عليه السلام و قبل يأجوج و مأجوج ، ذلك أن الناس بعد فناء يأجوج و مأجوج لا يسعون على دابة ، حيث يرد الله البركة إلى الأرض ،و يقاتل عيسى عليه السلام الكفار فلا يبقى بينهم و بين المسلمين مثل هذا البيع الذي يصفه الحديث ، فبقاء عيسى عليه السلام أربعين عام في الأرض ، منها سبعة هي الأخيرة و التي تسمى مهد عيسى عليه السلام ، و التي يصفها الحديث الذي أخرجه مسلم و الذي ذكرناه في أول هذا الرد 00
فيبقى 33 عام فيهن يقتل عيسى عليه السلام الدجال و يقاتل اليهود و من لف لفيفهم من أتباع الدجال ، و منها مدة الحصار الذي يفرضه يأجوج ومأجوج عليهم في جبل الطور 0
( مجمع الزوائد ، ج: 8 ، ص: 7)
( وعن أبي سريحة يعني حذيفة بن أسيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : الدابة لها ثلاث خرجات من الدهر ، خرجة في أقصى اليمن حتى يفشو ذكرها في البادية ولا يدخل ذكرها القرية ، ثم تكمن دخانا طويلا بعد ذلك ، ثم تخرج خرجة قريبا من مكة فيفشو ذكرها في أهل البادية ويفشو ذكرها في مكة ، ثم تمكث زمانا طويلا ، ثم تفجأ الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وخيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام ، لم يرعهم إلا ناحية المسجد ترنو ما بين الركن والمقام إلى باب بني مخزوم عن يمين الخارج ، فانفض الناس عنها ستا ومعا ، وثبت لها عصابة من المسلمين وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله ، فخرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب تبدت فجلت وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ، ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب ، حتى إن الرجل ليقوم يتعوذ منها بالصلاة فتأتيه فتقول : أي فلان الآن تصلي ! فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ويذهب ، ويتجاور الناس في دورهم وفي أسفارهم ، ويشتركون في الأموال ، ويعرف الكافر من المؤمن حتى إن المؤمن ليقول للكافر : يا كافر اقضني حقي ، وحتى أن الكافر ليقول للمؤمن : يا مؤمن اقضني حقي ) رواه الطبراني وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك
( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بئس الشعب جلاد ، قالها مرتين أو ثلاثا ، قال : فيم يا رسول الله ؟ قال: تخرج الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين ) رواه الطبراني في الأوسط وفيه رياح بن عبيدالله بن عمر وهو ضعيف
( صحيح مسلم ، ج: 1 ، ص: 138)( 58 )
( وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب ، قالا : حدثنا وكيع ح وحدثنيه زهير بن حرب ، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق جميعا ، عن فضيل بن غزوان ح وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، واللفظ له حدثنا بن فضيل ، عن أبيه ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض)
نحن نعلم أن الدجال يقسم الناس لفسطاطين ، إيمان و نفاق ، كما دلت على ذلك الصحاح ،و لا أدل على ذلك من حديث خروج منافقي المدينة إليه حين تهتز ، ثم تأتي الآيات الباقية متلاحقة ، نزول عيسى ، و خروج الشمس ، قد لا يفصل بينها العام ، و قد يكون قد سبق في علم الله أنه لن يؤمن بعد الدجال أحد ، و هذا فيه نظر كون من يتبع الدجال قد أمتحن قلبه ، و ثبت عليه القول ، و أرجو أن تعود أخي لحديثي عن اقتران الدعاء بعد التشهد بين فتنتي القبر و الدجال ، فمن نجا من فتنة الدجال فقد فاز و لا فتنة عليه بعد ، و من سقط في الفتنة فلا حاجة لفتنة القبر حتى يعرف إيمانه ، فهو سيختم على قلبه و خرطومه من قبل الدابة و الله أعلم
سؤال 36 : لدي سؤال حول عمر ولاية المهدي الأول، لا شك أن المهدي سيكون رجل صاحب فقه! كيف ترى أنه بعد أن يعرف أنه هو المهدي..
أنه سيعرف أن عمره سينتهي ما بين 7 إلى 9 سنين بعد استخلافه؟؟؟ أم أنه سيكون كمن لم يسمع بذلك الحديث؟؟ وهل يعقل ألا يكون سمعه؟؟
فهل يكون المهدي (الأول )على علم باقتراب ساعة أجله؟!؟ وإن كان ذلك، أفلا يفيد اقتضاء ذلك تناقضاً لما هو معروف..من عدم معرفة أي من بني آدم متى يُستوفى الأجل؟؟
جواب : أخي الحبيب 00بالنسبة لسؤالك عن المهدي و معرفته بأجله 00هذا الشيء لا مخالفة فيه للشرع ، فيمكن لأبن أدم أن يعلم اليوم اليوم الذي سيقبض فيه إن شاء الله له ذلك 00و لا نص شرعي يعارض ذلك 00أما ما لا يعلمه البشر فهي اللحظة التي تغادر فيها الروح الجسد ، فعلمه مقصور على الله ثم ملائكة الموت 00أما اليوم الذي سيموت فيه أبن آدم فعلمه يصل إلى ملك الموت قبل قدومه بزمن يعلمه الله 00كذلك الرسل يعلمون متى يقبضون دون استثناء ، و لا يقبض رسول حتى يخير بين الموت و الحياة 00
( جاء في صحيح مسلم )
( وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ، واللفظ لابن المثنى ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : ثم كنت أسمع أنه لن يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة ، قالت : فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة ، يقول : مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، قالت : فظننته خير حينئذ)
( صحيح البخاري ، ج: 4 ، ص: 1612)
( حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي ، حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه ، فسارها بشيء فبكت ، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت ، فسألناها عن ذلك فقالت سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته يتبعه فضحكت)
( صحيح البخاري ، ج: 1 ، ص: 449)( 74) (حدثنا محمود ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن بن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : ثم أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ، فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه ، فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، فرد الله عليه عينه وقال : ارجع فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة ، قال : أي رب ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت ، قال : فالآن ، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق ثم الكثيب الأحمر)
(صحيح البخاري ج: 1 ص: 177)( 454 )
( حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا فليح قال :حدثنا أبو النضر ، عن عبيد بن حنين ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدري قال : خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ثم إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما ثم الله ، فبكى أبو بكر رضي الله عنه ، فقلت في نفسي : ما يبكي هذا الشيخ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما ثم الله ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد ، وكان أبو بكر أعلمنا ، قال : يا أبا بكر لا تبك، إن آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر)
و في الحياة اليومية المحكوم في الإعدام يعلم اليوم الذي سيموت فيه00 و قد ورد الكثير من الرؤى التي بشر فيها بعض الصالحين بدنو أجلهم
00و المهدي و من رحمة الله أن قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( سبعا أو ثمانية أو تسع)
و ما يضيره أن يموت و هو يعلم منزلته عند الله و شهد له رسوله صلى الله عليه و سلم بالهدى 00
سؤال 37 : بالنسبة لكنز الفرات، وافتراض علم أمريكا به: هل وقفت..-أخي أبي سفيان-..على أثر عند أهل الكتاب يعرفون من خلاله عن ذلك الكنز؟؟أم أنهم يقرؤون كتبنا ويصدقونها؟!؟! وربما يخططون على إثرها أكثر منا!؟!
جواب : ما يخص كنز الفرات يوجد لدينا نص أن أهل الشر سيعلمون بهذا الكنز ، و ربط الخسف بهذا الكنز بالخسف الذي سيلحق بهم
و قد أوردته في الموضوع عند الحديث عن كنز الفرات 00
( المستدرك على الصحيحين ، ج: 4 ، ص: 505)
( خبرنا غيلان بن يزيد الدقاق بهمدان ، ثنا إبراهيم بن الحسين ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا بن إياس ، ثنا بن أبي ذئب ، عن قارظ بن شيبة ، عن أبي غطفان قال : سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول : ثم تخرج معادن مختلفة ، معدن منها قريب من الحجاز ، يأتيه من شرار لناس ، يقال له : فرعون ، فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
و من الطبيعي أن يجري هؤلاء الناس مسحا جيولوجيا كامل لأرض العراق 00و من المعلوم تقنيا سهولة إكتشاف المعادن في جوف الأرض 00فكيف بالتي تكون تحت الماء و قد يكون لا يسترها إلا القليل من التراب 00
سؤال 38 : ما طبيعة الدور الذي يؤديه بالضبط يأجوج ومأجوج عندما يبعثهم الله؟؟ ما الحكمة مما يصنعون وقتئذ؟
الجواب: من الثابت أخي الفاضل أن هذين القبيلتين هما من البشر : بل هما من أفسد البشر و من الذين حق عليهم العذاب و لا هداية ،
و ذلك من خلال معرفة الله بخلقه 00فهم في بادئ الأمر كانوا من المفسدين في الأرض و آذوا من آذوا من الناس حتى فرق الله بينهم و بين العباد بالسد الذي أقامه ذو القرنين00 قال تعالى :
(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) (الكهف:94)
و السؤال هنا :
طالما حق عليهم ما حق على الأمم الفاسدة ! فلماذا أبقاهم الله حتى يومهم الموعود ؟ لماذا لم يهلكهم كما أهلك غيرهم كعاد و ثمود ؟
الجواب : في أي حدث يحدث في الكون , هناك بعدان 00بعد ظاهري، يدركه الإنسان و يلمس نتائجه و أسبابه وفق ما لديه من معارف
و أحكام
و البعد الأخر، غيبي لا يعلمه إلا الله ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الانبياء:23)
فمثلا و نحن نتكلم عن الأمم المفسدة ، فسنة الله الكونية هي إهلاك هذه الأمم سواء طال أجلها أو قصر، و لكن يتعجل الإنسان و يقول في نفسه : أي ربي هذه أمريكا طغت و تجبرت و فعلت ، و قتلت عبادك الموحدين , فأين النصر , و أين هي سنتك ؟؟؟؟؟
الصحيح00 ان هذا السؤال و هذه العجلة ناشئة عن قصر علم الإنسان و عدم معرفته لغيب الله الذي يسير كل شيء في علمه بمقدار ،و قد وقع بهذا الأمر من هم أكثر منا علما و إيمانا 00
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214)
- الأسباب الظاهرية لنا لبقاء هذه الأمة :
( السنة - المجلد الأول)
( 528 ) صحيح :
( حدثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة ، ثنا عطاء بن السايب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : افتخرت النار والجنة، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون والملوك والأشراف، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين، فقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، وقال للجنة: أنت رحمتي وسعت كل شيء، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فيلقي فيها وهي تقول: هل من مزيد، حتى يأتيها الله فيضع قدمه عليها فتزوي، فتقول: قدي قدي، وأما الجنة فيلقى فيها ما شاء الله، فينشئ الله لها ما يشاء)
أنظر أخي00 خلق الله الجنة و خلق النار و لكلا ملئهما ، فأما الجنة فينشأ لها خلقا ، و أما النار فلها العصاة و الجبارين و هم فداء أمة محمد صلى الله عليه و سلم 00
( سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السابع 2 )
( 3205 ) الصحيحة:
( يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم! يقول: لبيك ربنا وسعديك ، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار . قال: يا رب وما بعث النار ؟ قال: من كل ألف - أراه قال -: تسع مائة وتسعة وتسعين ، فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد . فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأجوج ومأجوج تسع مائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد . ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثورالأبيض ، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود ، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، فكبرنا ، ثم قال: ثلث أهل الجنة ؛ فكبرنا ، ثم قال: شطر أهل الجنة ، فكبرنا )
فقوم يأجوج و مأجوج يتوالدون و يتكاثرون ليكونوا وقود النار من أجل أن يقع قسم الله :
(وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (السجدة:13)
الأمر الأخر : الإيمان و التصديق 00فأنت أخي كمسلم مجبر أن تصدق ما جاء به الرسول من هذا الخبر العجيب ، و هو وجود بشر على الأرض لا يعلم إلا الله عددهم و مكانهم و لا يستطيع أحد من الناس الوصول إليهم برغم التقدم العلمي و التقني 0
الأمر الرابع : قضائهم على أهل الملل ممن بقي في أطراف الأرض سواء بالسيف أو بالجوع إلا القليل , القليل ممن يتحصن في أرض المسلمين حيث سيكون أخر المطاف لهم و هناك سيهلكون 0
الأمر الخامس : هي نوع من المصائب التي يتلقاها أتباع عيسى عليه السلام لكي يرفع الله بها درجاتهم 0
كتبه : ابو سفيان 00
انتهى البحث 00

انصح اخواني واخواتي القراء 00بالحرص على قراءة هذا البحث 00
اللذي تضمن اجتهادا للكاتب ، قدم فيه رؤية استشرافية للمستقبل
من خلال صحيح السنة 00
اتمنى الفائدة للجميع 00
المجد ،،
اللذي تضمن اجتهادا للكاتب ، قدم فيه رؤية استشرافية للمستقبل
من خلال صحيح السنة 00
اتمنى الفائدة للجميع 00
المجد ،،

بعد ان راجعت البحث 00وجدت انني اغفلت معلومة مهمة لابد من ذكرها 00
وهي ان الأخت : ضو القمر (سابقا ) 00الخيل والليل(حاليا)00هي من زودتني بالرابط 0
فعذرا وشكرا لها 00
وهي ان الأخت : ضو القمر (سابقا ) 00الخيل والليل(حاليا)00هي من زودتني بالرابط 0
فعذرا وشكرا لها 00
الصفحة الأخيرة
سؤال 30 : أخي الكريم لي ملاحظة وددت لو تتأمل فيها قليلا وهي بخصوص قولك: بأن الدجال من المستحيل أن يعيش بين البشر وأن ذلك قدح في ما أخبر به صلى الله عليه وسلم !!!
أود أن أخبرك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد عالج هذه القضية لنا في قصة ) ابن صياد ( المشهورة .. حيث لم ينكر صلى الله عليه وسلم على بعض الصحابة ومنهم عمر ابن الخطاب رضي الله بل وشك فيه بنفسه وذهب إليه وقام باختباره ... إلخ القصة المعروفة .. فلو أنه صلى الله عليه وسلم يعرف بأن الدجال لا يعيش بين الناس لما ذهب إليه ليتأكد بنفسه عليه الصلاة والسلام فكيف اذن يكون قولنا بأن الدجال موجود أمر مفترى ؟؟؟
الجواب: أعلم أخي أن الرسول صلى الله عليه و سلم لما ألتبس عليه أمر بن صياد ، لم يكن قد أتاه البيان من السماء بعد ، و ما كانت حادثة الرسول مع أبن صياد إلا إجتهاد من الرسول صلى الله عليه و سلم لمعرفته التامة بأن الدجال سيخرج في أمته 0
( 227ـ صحيح الجامع الصغير - المجلد الثاني)
( 7875 ) صحيح:
( يا أيها الناس ! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال ، و إن الله عز و جل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال ، و أنا آخر الأنبياء و أنتم آخر الأمم ، و هو خارج فيكم لا محالة ، فإن يخرج و أنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم ، و إن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه و الله خليفتي على كل مسلم ، و إنه يخرج من خلة بين الشام و العراق ، فيعيث يمينا و شمالا يا عباد الله ! أيها الناس ! فاثبتوا فإني 000)
لاحظ أخي أنا آخر الأنبياء و أنتم آخر الأمم ، و لاحظ و إن الله لم يبعث نبي إلا حذر أمته منه00 لقد أستنتج رسول الله من كون أمته أخر الأمم و طالما الدجال لم يظهر في أمة سابقة فهو ظاهر لا محالة في أمته 00إذاً الرسول علم بأن الدجال خارج في أمته و قد رآه ليلة أسري به 0
(ـ صحيح الجامع الصغير - المجلد الأول )
( 3477 ) صحيح :
( رأيت ليلة أسري بي ، موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ، و رأيت عيسى رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة و البياض سبط الرأس ، و رأيت مالكا خازن النار ، و الدجال)
أي أنه قد علم بخبره في بداية دعوته و قبل هجرته للمدينة ، و عندما سمع من الناس عن بعض ما ظهر من أبن صياد من الكهانة و هو طفل لم يبلغ الحلم ، و هذا أمر غير طبيعي نحن نعلم أن الكهانة يتلقاه الشخص بالتعلم ، و أبن صياد ظهرت عليه البوادر و هو صغير قبل السابعة فخشي الرسول صلى الله عليه و سلم من أن يكون هو الدجال ، فأجتهد بذلك الأمر و تخفى و حاول الاستماع لما يقوله أبن صياد 00
و لكن بعد زمن ما ، جاء الرسول الجواب من السماء فأخبر أصحابه بأن الدجال مسجون في جزيرة من جزر البحر ، و لن يخرج حتى يأذن الله ثم جاءت حادثة تميم الداري رضي الله عنه مطابقة لرواية رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه ، و هذا ما سر النبي كما قلنا في رد سابق
، و دليل كون هذه الحادثة متأخرة ، هو الحوار الذي دار بين الدجال و أصحاب تميم رضي الله عنه ،عندما سألهم هل ظهر على من حوله ؟ قالوا : ظهر و أتبعوه و هذا الأمر لم يحدث قبل فتح مكة 00
خلاصة القول00 أن الرسول عندما شك بابن صياد كان شكه اجتهاد و ليس وحي ، فلو كان وحيا لما قال لعمر رضي الله عنه (إن يكون هو فلست بصاحبه و إن يكن ليس هو فلا خير لك في قتله )
فكون الرسول قد شك بأن الدجال بين الناس لا يجعل هذا الأمر قاعدة نستند عليها في أن الدجال قد يكون بيننا و ذلك لأسباب:
الأول : قلنا أن ما فعله الرسول بشكه بابن صياد كان قبل ثبوت الأمر عنده بالوحي
ثانيا : جاء الدليل الصحيح ليؤكد أن الدجال مقيد في جزيرة من جزر البحر ،و لا يخرج إلا قبل نزول عيسى عليه السلام بأربعين يوم ، و بعد علامات ذكرها الدجال نفسه في حادثة تميم 00
فيكون الأمر على ما هو عليه حتى يأتي من يقول غير ذلك بالدليل و الحجة الصحيحة ، التي تثبت خروج الدجال قبل ذلك : و من قال غير ذلك محتجا بنقوش و حفريات وهمية لم يسمع بها أحد من الناس سواه و لم يأتي بالدليل على وجودها ليرد أحاديث صحاح ,,, فماذا تسمي هذا الأمر يا أخي ؟؟ أليس هذا افتراء على رسول الله؟؟ و كيف يتعلق بشبهه كان التردد فيها عند رسول الله واضحا و يترك بالمقابل القول الفصل بأن الدجال في جزيرة من جزر البحر؟؟
ثم أخي : لنضع بعض المتون التي جاءت بقصة تميم الداري رضي الله عنه و نناقشها جيدا :
( صحيح مسلم ، ج: 4 ، ص: 2263 )
جزء من حديث ( 00000000فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة ، فقال : أخبروني عن نخل بيسان ، قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ، قلنا له : نعم ، قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر ، قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية ، قلنا :عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء ، قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب ، قال : أخبروني عن عين زغر ، قالوا : عن أي شأنها تستخبر ، قال : هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم ، هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها ، قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب ، قال :أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم ،قال : كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه ، قال لهم : قد كان ذلك ، قلنا : نعم ، قال :أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عنى إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج ، فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ، إلا مكة وطيبة فهما محرمتان على كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر: هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة ألا هل كنت حدثتكم ذلك ، فقال الناس : نعم ، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ، ألا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ؟ ما هو من قبل المشرق ؟ ما هو؟ وأومأ بيده إلى المشرق، قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم)
أخوتي : والله لو لم يوجد في الدجال إلا هذا المتن لكفى ، فإن قراءة متأنية فيه تخرجنا من اللبس الذي نحن فيه :
الدجال مقيد بالحديد في أرض لا يعلم مكانها إلا الله ، الدجال يسأل عن علامات و إشارات قد علم أنه لن يخرج قبل حدوثها ، و هي حتى الآن لم تقع ، الدجال يعرف الحق من الباطل ، و يعلم أنه خارج في أربعين يوم يفتن الناس فيهن و موعده ما سأل عنه00
جاء في النص :
(إني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج ( 00إذاً ، إذا اُذن للدجال، خرج فسار في الأرض حتى يطأ كل منهل و قرية في أربعين يوم 00 الفاء هنا استئنافية : فبعد الخروج يقوم الدجال بجولته في أربعين يوم ، فكيف نحشر بين الخروج و الدوران في الأرض قرابة 1500 عام من التجول و إثارة الفتن بين الشعوب و الأمم و يغفل الدجال ذكرها ، و من قبله رسول الله 00 معتمدين في ذلك على شبهاً ألقاها من ألقاها دون بينة أو دليل00
أخوتي الأفاضل: إن من يروج لهذه الشائعة من خلال ادعائه الإطلاع على أثار و نقوش ، هو بالتأكيد لا يعلم أبعاد ما ينقل و يدعي
فالدجال لو كان بيننا لكان الأولى بمن هم خيرا منا التنبيه إليه هذا من ناحية ،و من ناحية أخرى : ما الفائدة التي سنجنيها من الخوض في هذه الشبهات ؟ هل سنتعرف إلى شخص الدجال و نقتله ؟
( لسنا أصحاب ذلك) إن الوصف الذي يصفوه للدجال هو من باب تعظيمه ، حتى ننسب كل ما حصل من عقائد فاسدة له 00
و ما دور الشيطان هنا؟ هل أقاله الدجال و حل محله ؟
زبدة القول (هم أتوا بعلم يقول أن الدجال في الناس يثير الفتن و الحروب)00و هذا هو عمل إبليس 00و طالما أننا لا نستطيع التصدي له00 فما الفائدة من معرفة هذا الأمر 00 الأمر الأخر : كل ما ذكر حول الدجال يحتاج لدليل 00و أول دليل نطالب به00 الشاهد الذي نقل لنا مراسم الاتفاق بين الدجال و الشيطان ، ثم بعد ذلك نحتاج إلى شاهد من الهند و السند و الصين و أمريكا و كل دول العالم التي زارها الدجال و فرخ فيها و باض 00
أخوتي: حديث رسول الله يضعف لوجود رجل في المتن قد يكون يهم 00 فكيف تقبلون أحاديث لا متن لها و لا سند ؟؟
نعود الآن لمتن الحديث السابق :
الأمر الأخر الذي نستطيع أخذه من المتن ، هو أن رسول الله كان قد أخبر أصحابه عن الدجال و إنه محبوس في أحد الجزر ، و هذا يثبت أن الرسول قد عدل عن كون ابن صياد هو الدجال بعد أن تيقن من ذلك بالوحي ، و إلا كيف يقول لأصحابه :
( 000قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر : هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة ، ألا هل كنت حدثتكم ذلك ، فقال الناس : نعم ، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه)
هذا الجزء ينفي نفيا قاطعا كون الرسول قد أبقى على فكرة كون أبن صياد هو الدجال 00 لأنه لا يمكن أن ينفي دخول الدجال المدينة و أبن صياد فيها ، و لا يمكن أن ينفي الولد و الإسلام عن الدجال ، و أبن صياد أسلم و له ذرية و أبنه عمارة من خيرة المسلمين بشهادة أصحاب الجرح 00
و هنا يحسن أن نورد مقطع من شرح النووي للجزء الأخير من هذا المتن :
وقال النووي في شرح مسلم:
( قال القاضي : لفظة (ما هو) زائدة صلة للكلام ليست بنافية ، والمراد إثبات أنه في جهات المشرق)00 انتهى ،
وفي فتح الودود: ( قيل : هذا شك أو ظن منه عليه السلام أو قصد الإبهام على السامع ، ثم نفى ذلك وأضرب عنه ، فقال : لا بل من قبل المشرق ، ثم أكد ذلك بقوله : ( ما هو) وما زائدة لا نافية ،والمراد إثبات أنه في جهة المشرق ، قيل : يجوز أن تكون موصولة00 أي الذي هو فيه المشرق ، قلت : ويحتمل أنها نافية أي ما هو إلا فيه والله سبحانه وتعالى أعلم ) 00 انتهى
المتن الثاني :
( صحيح ابن حبان ، ج: 15 ، ص: 198)
( فأتوا الدير ، فإذا برجل مرير مصفد بالحديد ، فقال : من أنتم ؟ قالوا : نحن العرب ، قال : هل بعث النبي ؟ قالوا : نعم ، قال : فهل تبعته العرب؟ قالوا: نعم ، قال : ذلك خير لهم ، قال : ما فعلت فارس ؟ قالوا : لم يظهر عليها ، قال : أما إنه سيظهر عليها ، ثم قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا : تدفق ملأى ، قال :فما فعل نخل بيسان ؟ قالوا : قد أطعم أوائله ، فوثب عليه وثبة حتى خشينا أن سيغلب ، فقلنا : من أنت؟ قال : أنا الدجال ، أما إني سأطأ الأرض كلها إلا مكة وطيبة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشروا معشر المسلمين هذه طيبة لا يدخلها )
لاحظ أخي هذا المتن : الدجال يثب من الغيظ عندما يعلم أن نخل بيسان أطعم00 فلماذا يسأل عنه طالما أنه سيخرج قبل ذلك بألف و خمس مئة عام تقريبا و الله أعلم00
أليس سؤاله عن النخل من العبث ؟ 00 و إذا جاء من يقول : هو يسأل لأن هذا الموعد هو موعد خروجه العلني 00نقول له :
أولا : إذا صح ما قلت فالأولى أن لا يسأل عن ذلك طالما أن هذه العلامات لن تتم قبل هذا القدر من الزمن طالما هو سيكون وقت ذلك حر طليق بين الناس يعلم بالتفصيل ما سيحدث لهذه العلامات ، و لا يستبعد أن يسخر أطباقه الطائرة لتحقيق ذلك و تسريعه 00و إذا كان سؤال الدجال عن هذه العلامات ليدل على زمن خروجه الحقيقي الظاهر ليحذر الناس00 نقول : فما الذي أغضب الدجال عندما علم بعدم تحقق ذلك حتى كاد أن ينفجر ؟؟
ثم لنقرأ هذا المتن لنعلم مدى الحسرة التي يعيشها الدجال حتى زمن خروجه؟؟
صحيح ابن حبان ، ج: 15 ، ص: 196 )
( قال : فمن أنتم ؟ قالوا : نحن العرب ، قال : فما فعلت العرب ؟ قالوا :خرج فيهم نبي بأرض تيماء ، قال : فما فعل الناس ؟ قالوا : فيهم من صدقة وفيهم من كذبه ، قال : أما إنهم إن يصدقوه ويتبعوه خير لهم لو كانوا يعلمون ، ثم قال : ما بيوتكم ؟ قالوا: من شعر وصوف تغزله نساؤنا ، قال : فضرب بيده على فخذه ، ثم قال: هيهات ، ثم قال :ما فعلت بحيرة طبرية ؟ قالوا : تدفق جوانبها ، يصدر من أتاها ، فضرب بيده على فخذه ، ثم قال : هيهات ، ثم قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا : تدفق جوانبها ، يصدر من أتاها ، قال : فضرب بيده على فخذه ، ثم قال : هيهات ، ثم قال: ما فعل نخل بيسان ؟ قالوا: يؤتي جناه في كل عام ، قال : فضرب بيده على فخذه ، ثم قال :هيهات ، ثم قال : أما إني لو قد حللت من وثاقي هذا لم يبق منهل إلا وطئته إلا مكة وطيبة فإنه ليس لي عليهما سبيل)
( مسند أحمد ، ج: 6 ، ص: 374)( 0000فدخلوا الدير ، فإذا رجل أعور مصفد في الحديد ، فقال : من أنتم ؟ قلنا :نحن العرب ، فقال : هل بعث النبي ؟ قالوا : نعم ، قال : فهل اتبعته العرب ؟ قالوا : نعم ، قال : ذلك خير لهم ، قال: ما فعلت فارس هل ظهر عليها ؟ قالوا : لم يظهر عليها بعد ، فقال : أما انه سيظهر عليها ،ثم قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا : هي تدفق ملائي ، قال : فما فعل نخل بيسان ؟ هل أطعم أوائله ؟ قالوا : نعم ، قال : فوثب وثبة حتى ظننا انه سيفلت ، فقلنا : من أنت ؟ قال : أنا الدجال ، أما اني سأطأ الأرض إلا مكة وطيبة)
( المعجم الكبير ، ج: 2 ، ص: 55 )(0000
فإذا نحن برجل، أعظم رجل رأيته قط خلقا ، وأجسمه جسما ، وإذا هو ممسوح العين اليمنى ، كأن عينه نخامة في جدار مجصص، وإذا يداه مغلولتان إلى عنقه ، وإذا رجلاه مشدودتان بالكبول من ركبتيه إلى قدميه ، فقلنا له : ما أنت أيها الرجل ، قال : أما خبري فقد قدرتم عليه، ولكن أخبروني عن خبركم ، ما أوقعكم هذه الجزيرة ؟ وهذه الجزيرة لم يصل إليها آدمي منذ صرت إليها ، فقال لنا: أخبروني عن بحيرة الطبرية ما فعلت ؟ قلنا له : عن أي أمرها تسأل ؟ قال : هل نضب ماؤها ؟وهل بدأ فيها من العجائب ؟ قلنا له : لا ، قال : إنه سيكون ، ثم سكت مليا ثم قال : أخبروني عن عين زغر ما فعلت ؟ قلنا له: عن أي أمرها ؟ قال : هل يحترث عليها أهلها ؟ قلنا له : نعم ، قال : أما إنه سوف يغور عليها ماؤها ولا يحترث عليها أهلها، ثم سكت مليا ثم قال : أخبروني عن نخل بيسان ما فعل ؟ قلنا له : عن أي أمره تسأل ؟ قال : هل يثمر ؟ قلنا له : نعم ، قال :أما إنه لا يثمر ، ثم سكت مليا فقال : أخبروني عن النبي الأمي ما فعل ؟ قلنا له : عن أي أمره تسأل ؟ قال : هل ظهر بعد ؟ قلنا : نعم ، قال : فما صنعت معه العرب ؟ قلنا: منهم من قاتله ومنهم من صدقه ، فقال : إنه من صدقه فهو خير له ثلاثا ، فقلنا : أخبرنا خبرك أيها الرجل، فقال : أما تعرفوني ؟ قلنا : لو عرفناك ما سألناك ، قال :أنا الدجال ، يوشك أن يؤذن لي في الخروج فإذا خرجت وطئت جزائر العرب، إلا مكة وطيبة ، كلما أردتهما استقبلني ملك معه السيف صلتا فردني عنها ، قال أبو الأشهب : قال عامر: قالت فاطمة: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: ألا أخبركم إن هذه طيبة ثلاثا ، ثم قال: ألا أخبركم إنه في نحو الشام ، ثم أغمى عليه ساعة ثم ارتج ثم سري عنه ، ثم قال : بل هو في اليمن ثلاثا ، ثم أغمى عليه ساعة وارتج ثم سري عنه، فقال: بل هو في نحو العراق بل هو في نحو العراق بل هو في نحو العراق، يخرج حين يخرج من بلدة يقال لها أصبهان، من قرية من قراها يقال لها رستقباذ ، يخرج حين يخرج على مقدمته سبعون ألفا عليهم السيجان ، معه نهران نهر من ماء ونهر من نار ، فمن أدرك ذلك منكم فقيل له: ادخل الماء، فلا يدخله فإنه نار، وإذا قيل له: ادخل النار فليدخلها فإنه ماء)
أخيرا00 أود أن أقول و من خلال النصوص نجد أن الدجال يعلم الخير من الباطل بشكل يقيني و يعلم أن الله حق و يعلم أن الرسول حق 00و لكنه وقع تحت قول الله:
( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:102)
نعم: هو كالساحر يعلم أن ما سيقوم به سينتهي به إلى الكفر و لكنه يفضل المتعة القليلة على النعيم الأبدي ،و الدجال أختار الأربعين يوم على جنان الخلد ، و يؤيد ذلك ما ذهب إليه أبن صياد 00
( وعن أبي سعيد الخدري ، قال: صحبت ابن صياد إلى مكة ، فقال: ما لقيت من الناس ؟ يزعمون أني الدجال ، ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه لا يولد له ، وقد ولد لي ، أليس قد قال: هو كافر . وأنا مسلم ، أو ليس قد قال: لا يدخل المدينة ولا مكة ؟ وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة . ثم قال لي في آخر قوله: أما والله إني لأعلم مولده ومكانه وأين هو ، وأعرف أباه وأمه قال: فلبسني ، قال: قلت له: تبا لك سائر اليوم . قال: وقيل له: أيسرك أنك ذاك الرجل ؟ قال: فقال: لو عرض علي ما كرهت .) رواه مسلم .
سؤال 31 : أخي الحبيب أبو سفيان 00ما رأيك فيمن قال بأن خروج المسيح الدجال وبداية فتنته تكون من (أصفهان) ومن علق على ذلك بأن هناك قرية يهودية بضواحي أصفهان؟؟
جواب : الأخ الفاضل : الحديث الذي ذكرت تطرقنا إلى بعض أجزائه في البحث السابق 00و ها هو النص :
(ـ صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني )
( 7889 ) صحيح :
( يا أيها الناس ! هل تدرون لم جمعتكم ؟ إني و الله ما جمعتكم لرغبة و لا لرهبة ، و لكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع و أسلم ، و حدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال ; حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم و جذام ، فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم ارفئوا إلى جزيرة في البحر حين غروب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقالوا: ويلك ما أنت ؟ قالت: أنا الجساسة ، قالوا: و ما الجساسة ؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق ، قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة ، فانطلقنا سراعا حتى دخلنا باب الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، و أشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا: ويلك ما أنت ؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا: نحن أناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة ، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر ما يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا: ويلك ما أنت ؟ قالت: أنا الجساسة ، قلنا : و ما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعا ، و فرقنا منها و لم نأمن أن تكون شيطانة ، قال: أخبروني عن نخل بيسان ، قلنا: عن أي شأنها تستخبر ؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له: نعم ، قال: أما إنها يوشك أن لا تثمر ، قال: أخبروني عن بحيرة طبرية ؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر ؟ قال: هل فيها ماء ؟ قلنا: هي كثيرة الماء ، قال: إن ماءها يوشك أن يذهب ، قال: أخبروني عن عين ذعر ، قلنا: عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء ؟ و هل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء و أهلها يزرعون من مائها ، قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا: قد خرج من مكة و نزل يثرب ، قال: أقاتله العرب ؟ قلنا: نعم ، قال: كيف صنع بهم ، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب و أطاعوه ، قال: قد كان ذلك ! قلنا: نعم ، قال : أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه ،و إني أخبركم عني : أنا المسيح و إني أوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة و طيبة هما محرمتان على كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها ، و إن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ، ألا أخبركم ؟ هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة ، ألا كنت حدثتكم ذلك ؟ فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه و عن المدينة و مكة ، ألا إنه في بحر الشام أو في بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ؟ ما هو من قبل المشرق؟ ما هو؟ )
في هذا النص و في غيره يثبت النبي صلى الله عليه و سلم 00 ان الدجال موجود في الجهة الشرقية للمدينة 00و كنت قد ذكرت قول أبو حاتم رضي الله عنه: بأنه في جزر البحرين و الله أعلم
و هذا يجعلنا متأكدين من عدم وجوده في برمودا و غيرها من الخزعبلات 00 لأن الصحابة هكذا فهموا من الرسول صلى الله عليه و سلم
و هنا يستحضرني قول الله تعالى :
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12)
الله خلق الأرض كما خلق السماوات سبعا , سبعا و نحن لم نطلع إلا على ما هو بين أيدينا ، و أنت أخي حين تقرأ رحلة ذي القرنين تقف متحيرا
كيف بلغ مغرب الشمس و مشرقه ؟؟
و نحن نعلم أن الأرض كروية ، و حيث ما سرت تجد مشرق و مغرب00 و خذ أيضا يأجوج و مأجوج00 أمم لا يعلم عددها إلا الله موجودة على حيز من الأرض ، نحن لم نطلع عليه فسبحان من كفاها 00
يتبع0000000