rose blanche
rose blanche
ما رأيكم في هذا الجزء من قصة حياتي؟؟؟ألم تثر اعجابكم؟؟؟
rose blanche
rose blanche
وذات يوم وأناأدرس بالسنة الثالثة من المرحلة الابتدائية اذ طرقت مديرة المدرسة الباب واسأذنت من المعلمة أن ترافقني في مهمة قائلة:"فوز الأمل ....أقبلي"ولا تسل عما راودني من رهبة وحيرة:ترى لماذا دعتني الى مرافقتها؟؟؟ماذا اقترفت؟؟؟ما العقاب الذي سيحل بي؟؟؟؟"وشعرت بثقل في قدمي وكأنني أحمل أثقالا مثقلة وخطوت خطوات متعثرة الى مصيري المحتوم وما زاد الطين بلة أنني منذ يومين وأنا في طريقي الى القاعة وقد كنت مارة بالقرب من مكتبها اذ سمعت بكاء طفل وهي تقرعه على ما اقترفت يداه فسرى الروع بجسدي ولازلت الى يومنا هذا حينما تخطر صورتهافي ذهني تتسارع دقات قلبي رهبة .وأمسكت بيدي وهي مبتسمة.واثر مغادرتي القاعة أهدتني قطعة من الحلوى حينئذ تيقنت أن مفاجأة سارة ستبلغني اياها سرعان ما صرحت بها:"لقد بلغتني معلمتك الأخت تيريز أنك تحسنين القراءة المعبرة فرمت ان تقرئي نصا لتلامذة السنة السادسة حتى يتبينوا روعة المطالعة وتحفزينهم على الاقبال على القراءة...ودخلت الى القاعة فدعت المديرة التلاميذ الى الترحيب بي فوقفوا جميعا تحية لي واجلالا للمديرة .وطفقت ألقي عليهم قصيدة لازلت أحفظ مطلعها:
لقيتها ليتني ماكنت ألقاها تمشي وقدأثقل الاملاق ممشاها
وبين الفينة والأخرى أعبر عن المعنى بحركة الجسد .وما ان فرغت حتى انتشر التصفيق في أرجاء القاعة .ومنذ ذلك اليوم تراني في الساحة يشار الي بالبنان ولكم سعدت بذلك لأنه يرضي همتي فهي لاتقنع دون الدرجات العلى.على أن هذه المرحلة من التعليم لم تخل من هنات وعثرات .ولعل حادثة اقترفتها يدي كان جزاؤها عقابا متميزا ...
سلمت الينا دفاترنا المدرسية في نهاية الثلاثية الأولى ليطلع عليها الآباء ويطلب منا ارجاعها من الغد ممضاة من الولي .وتسلمت دفتري واثر عودتي الى المنزل ألفيت أبي وأمي واخوتي قد أقبلوا للزيارة .فانغمست مع اخوتي في اللهو وسعدت بلقاء أبوي وعلى هذا النحو استولى النسيان على دفتري وألقى به في سلة المهملات مثلما ننجز ذلك في الحاسوب.ومن الغد بعد تلاوة دعاء الصباح دعتنا المعلمة لتسليم الدفاتر اليها وتوعدت من نسي دفتره بحرمانه من الراحة بين الحصص لأسبوع.وفتحت دفتري فوجدته دون امضاء.فماكان مني الا أن أمسكت بقلمي الذي يرتعش بين اصبعي وفي خفية عن أعين الجميع قلدت الامضاء.ثم وضعت دفتري على الطاولة.وشاء الله أن يلقنني درسا ما حييت.فقد كانت المعلمة تراقب الدفاتر بدقة وتطلع على الامضاء ولم تكن فيما مضى تنجز ذلك..وترى حال التلاميذ على هيئات مختلفة فمن ضاحك مبتسم ومن مرتعد خائف ومن باك متوسل كأنه يوم القيامة حينما تنشر الصحف.ولاتسل عن حالي فقد ارتعدت فرائصي والمعلمة ممسكة بدفتري تراقب الامضاء ورمقتني بعينين مبهمتين وهي تسألني:"فوز الأمل .هل اطلع والدك على دفترك؟"فلم أحر جوابا ولم أنبس ببنت شفة وشهدت الكلمات مصرعها بين شفتي .وطأطأت رأسي وأحاطت معلمتي بما اقترفت .فتجاوزتني وهي تتوعدني بالعقاب ...فبكيت ندما مما سولته نفسي لي ومكثت أترقب نهاية الحصة كي أتبين عقابي وفي حسباني الحرمان من الراحة مثل سائر التلاميذ الاأنني مااقترفته أشد جرما من النسيان...وما ان رن الجرس وغادر جميع التلاميذ القاعة اتجهت الى مكتبها واعترفت لها بذنبي .فوبختني توبيخا مريرا ثم أمرتني بالتوجه لبيت الفئران ...وياويل التلاميذ من بيت الفئران اذ يشعر التلميذ فيها من المخاوف والأهوال ما يجعله يقلع عن الخطا مطلقا...فقد كانت غرفة ضيقة يحفظ فيها الخشب للتدفئة في فصل الشتاء حالكة السواد دون انارة. ويزج فيها الطفل لمدة زمنية حسب جرمه .فتخيل حالة طفل لم يتجاوز الثامنة من العمر وهو في هذا القمقم وقد حدث ممن سبقه في هذه المحنة أن الفئران تنتشر في المكان.وما ان توصد الأبواب دونه الا وتنطلق عقيرته بالبكاء والتوسل وكذلك الشأن بالنسبة لي فقدأخذت أبكي قبل دخول الغرفة وما ان أوصدت دوني الأبواب حتى علت شهقاتي مضمخة بالتوسلات فالسواد يحيط بي من كل ناحية وطرقت سمعي خشخشة جهلت كنهها فأصابني الروع وأوشكت أن أفقد صوابي ...ومكثت فيها دقائق معدودة وكأنها ساعات .ثم فتح الباب والتحقت بقاعة الدرس .ومنذ ذلك اليوم عهدت نفسي ألا أقول الا الصدق وان أدى الأمر الى الحاق الأذى بي فما شهدته في ذلك العقاب أثر في نفسي وفي بناء شخصيتي
أمجاد ومنار
أمجاد ومنار
اسلوب راقي وكلمات جميلة في قصة اروع ماشاء الله تبارك الله
لمحات تربوية قيمة داخل السطور نستشفها بوضوح في عائلتك الكريمة ومسار حياتك
بارك الله في قلمك وجزاك خيرا ونفع بك وسددك واسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة
rose blanche
rose blanche
الفصل السادس: ما كل مايتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن


في موفى السنة السادسة من التعليم الابتدائي يخوض التلاميذ مناظرة للارتقاء الى المرحلة الثانوية .وتحتفل كل الأسر في بلادي أشد الاحتفال فبعدون الحلويات ويرتبون المنزل أجمل ترتيب ويتنافسون في مراسم الاحتفال الذي يدعى اليه القاصي والداني ...وكان لداتي يحدثونني عن الاستعدادات التي تقيمها أسرهم مما يثير الدهشة في"ترى متى ستقيم خالتي الاحتفال؟؟؟لماذا لم يستعد أبوي لهذا النبأ الهام في حياتي؟؟؟لماذا لم يبال أي منهم بهذا الأمر؟؟؟" وظلت هذه الحيرة تراودني وخضت المناظرة بكل ما أوتيت من جهد وقوة الا أن حافز الأسرة كنت أفتقر اليه ..وقد تجاوزتها بتفوق وما كان هذا التفوق من رغبة خارجية وانما كانت دوافعه ذاتية ألا وهي مثلما ذكرتها آنفا تحقيق حلم حياتي في أن أكون معلمة...ومما حز في نفسي أنني كنت وحيدة وقد عجت الساحة بالخلائق فلا ترى الا رؤوسا مشرئبة وأذانا صاغية الى صوت المديرة وهي تعلن النتائج ...وأعلن اسمي من الفائزين والتفت ذات اليمين وذات الشمال فألفيتني وحيدة وانفرط عقد دموعي التي ترقرقت على وجنتي .فاحتضنتني احدى الحاضرات وهي تواسيني وفي حسبانها أنني من الراسبين :"أي بنيتي لاتبكي ...بوسعك النجاح في السنة المقبلة...""عفوا أيتها الأم الررؤوفة أنت أحن علي من آبائي الذين لم يكن بوسعهم مشاركتي فرحتي...وعدت أدراجي الى المنزل فألفيت أبي ماسكا بيديه دراجة والبسمة تعلوه:"هذه هدية نجاحك..."فاحتضنته والسعادة تغمرني وقفلنا راجعين معا ...وانقضى أسبوع وأنا أترقب الحفل الذي سيقام بمناسبة نجاحي...ويا لخيبة المسعى .فقد ألغي تماما اذ ارتأت خالتي أن تحتفل به مع زواج أختي الكبرى خديجة...والأمر الغريب في قدري أنني الى يومنا هذا لم أشهد احتفالا أقيم بمناسبة نجاحي طيلة حياتي العلمية..ويؤلمني ذلك أشد الايلام ولم أفصح بذلك الا بين هذه الأسطر....
ومنذ تلك الحادثة راودتني هواجس جعلتني أفكر:"هل أنا حقا محظوظة ؟؟؟هل لدي أمان وأبوان؟؟؟"لماذا لم يقيموا احتفالا بمناسبة نجاحي؟؟؟"....وقد زاد الطين بلة أن حادثة نشبت بيني وأخي الذي يفوقني سنا حول الدراجة على مرأى أبي الذي زجرني قائلا وبين يدي خالتي:"اسمحي لأخيك أن يركب الدراجة..."فأجبته :
"ليس أخي..."وكنت أعني ذلك لأنني لم أترعرع معه فما كان لقائي به الا في المناسبات ...فكيف بوسعي أن أشعر بأخوته؟؟؟فكان رد أبي صارما:"انه أخوك...وآن الأوان أن تعودي الى أسرتك وأن تنشئي مع اخوتك..."ورمقت خالتي بعينين غائمتين وددت أن تذكر له أنني ابنتها أيضا .الا أنها اختارت الصمت ...المهند الذي وأد الأمل الذي كان يراودني طيلة اقامتي عندها ألا وهو الاقرار بأنني ابنتها ...وأدركت منذ تلك الحادثة أنني في صحراء قاحلة قد نضبت جميع ينابيعها بعد أن كانت تزدان بها..وسلبت فجأة الحنان الذي كنت أرتوي به اذ تغيرت معاملة خالتي تجاهي منذ ذلك اليوم..فلم تحطني برعايتها مثلما كانت آنفا بل انها كانت كثيرا ما تردد على مسامعي حينما أستشيرها في أمر:"أنت حرة أو اسألي أبويك..."وقد كانت فيما مضى تدلي الي برأيها وتزجرني اذا أخطأت مثل سائر بناتها...بل انها أحيانا تستأثر بناتها دونها بالأسرار وكأنني غريبة عنها...فتراني وقد أسدل الليل ستائره على البسيطة أكتم شهقاتي بين وسادتي لأنني لا أستطيع أن أفصح عما يحز في نفسي...أماه وأنت الآن في عداد الأموات أعترف لك بأنني ارتويت من فيض حنانك الا أن قدر الله اختار أن يفرق بيننا ...وأرجو من الله أن يرزقك الفردوس الأعلى و أن يغفر لي عما بدر مني من تقصير تجاهك...
أم أرجوان الأمورة
قصتك رووووووووعة
يعجز القلم عن التعليق صراحة