قصة رهيبة مرة ما راح تندمون صدقوني اسمها .....

الأدب النبطي والفصيح

بسم الله ...


أقدم لكم قصة أجمل من الرائع..............الحماس في كل لحظة:42: ...تحبس الأنفاس.....

هذه القصة من نوع آخر......لمحبي القصص بكُل أنواعها..

اسمها..............................أوهام قاتلة .......

نبدأ.....




..................................................................................................................................
14
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فراشة ملونة
فراشة ملونة
بسم الله....


ها نحن نبدأ القصة .............................أوهام قاتلة ....


الجزء الأول......




....................................................................
طبيعة الحال

مع بداية شتاءٍ جديد ونهارٍ غائم في مدينة غوانا الجميلة بطبيعتها الخلابة وضباب جوها الدائم والأنهار الجارية, وبين هذه الأنهار توجد عاصمة غوانا وهي قايرنت، وهي مدينة تشتهر بمبانيها العالية وحضارتها الجميلة وجوها البارد الممطر وأهلها المتحظرون ، والقرى التي بالقرب من قايرنت كانت تشتهر بالمناجم المليئة بالذهب والأحجار النادرة ،ومع بداية هذا اليوم من أيام الشتاء البارد تبدأ حكايتنا مع عائلة العربي التي تسكن في وسط العاصمة
قايرنت .........
يوسف ....هو شابٌ عُمره خمسة وعشرين عاماً، وسيم الشكل، طويل القامه، مفتول الجسم ، شعرة متوسط الطول وناعم يغطي حاجبيه،ولون شعره أسود داكن والعينين السوداويين، يسكن مع أمة وأخته الصغرى في منزل صغير في حي من الأحياء الراقية في عاصمة قايرنت.
أما أخته الصغرى تدعى هيفاء الجميلة ،عمرها سبعة عشرة عاماً ,بيضاوية الوجه متوسطة القامه ومتوسطة الجسم، وشعرها الأشقر المجعد الطويل وعينها الكبيرة الخضراء الداكنة وكان بها علامة تُعرف بها وهو الجُرح العميق تحت عينها اليمنى.....
يوسف: أمي أين هيفاء أنا ذاهب إلى العمل ؟!
هيفاء: ها أنا قادمة يا يوسف ..
الأم وهيا تخرج من الطبخ: هيفاء انتظري خذي هذا الإفطار معك..
هيفاء: شكراًَ يا أمي على هذا الإفطار، سأذهب إلى المدرسة الآن،و سيأخذني يوسف معه ....
أخذ يوسف هيفاء إلى المدرسة وبعدها ذهب إلى عمله الذي يبعد عن منزلة مسافة ساعة واحدة ، وكان ذلك اليوم متأخر عن العمل .
دخل يوسف باب الشركة وهو يركض متجهاً إلى مكتبه وهو يحمل حقيبته السوداء وهو يقول : يا ويلي المدير ينتظر التقارير لقد تأخرت.... لا لا لقد فُصلت من عملي.....
وصل يوسف إلى مكتبة، ودخل إلى المكتب وإذا به يرى صديقة يجلس في مكتبة الصغير وهو يقلم أظافره و كان يقول في سخرية: لقد تأخرت يا يوسف.. هل تعطلت سيارتك مرة أخرى ههها....؟!
يوسف: اصمت لست في مزاج لأتناقش معك....
وسمع صوت المدير يناديه في ضجر يوسف يوسف أين أنت..
يوسف: هاهو يناديني سأذهب إليه قبل أن يطردني من العمل.
أخذ يوسف الأبحاث من حقيبته وهو مسرع حتى وقعت ورقة مهمة من بين الأوراق. فذهب يوسف ولم يلاحظ هذا.
خرج من باب المكتب الصغير.
المدير: أين أنت لقد تأخرت كثيراً العلماء في انتظارك ليرو أبحاثك عن المناجم في بلادنا..... آه صحيح هل هي جاهزة يا يوسف؟!
يوسف: نعم سيدي جاهزة وبأفضل حال.
أما في مكتب يوسف، كان صديقه يُفكر وبعدها نظر إلى الورقة التي بجانب الحقيبة بدأت ملامح وجهه بدهشة...!!؟ وضع المبرد على طاولة مكتبه وذهب إلى مكتبة يوسف وهو يلتفت يميناً ويساراً لأن الغرفة محاط بالزجاج والكُل في الخارج ينظر إليهم ...
أخذ الورقة بعد أن سنحت له الفرصة بأخذها, وبدأ يقرأ ما بها ..... وبدأ يضحك وغمغم قائلاً: لقد فُصلة يا غبي الورقة المهمة معي هه....
كان يوسف في اجتماع خاص بالأبحاث التي عمل عليها سبعة أشهر وكان المدير يقرأ على العلماء وكانوا متحمسين على نهاية الأبحاث ونتائجها، وكان يوسف مبتسم حتى توقف المدير عن القراءة وبدأ ينظر يميناً ويساراً ولأسفل كأنه يبحث عن شيء مفقود ...
أحد العلماء: وماذا حصل ؟!
مدير: أبحث عن الورقة إنها ليست معي!؟.
يوسف وهو متفاجئ: ماذا تقصد؟!؟!؟ الأوراق كُلها معك !
المدير وهو يهمس في أُذن يوسف: يوسف لا تضعني في هذا الموقف الحرج بين العلماء أسرع أين الورقة الأخيرة التي بها النتائج؟
يوسف في حالة خوف: سيدي أنا لا أكذب، أنت تعرف هذا ولكن....
تحدث أحد العلماء وهو غاضب : ولكن ماذا!؟؟ هل تريد أن تتلاعب بي أيها الموظف الفاشل.
المدير: اهدأ اهدأ سنجد الورقة, يوسف ابحث عن الورق وإلى فصلت بسرعة .
يوسف: حسناً حسناً ولكن لا تطردني من العمل أنتظر لحظه حتى أجدها لكم....
ذهب يوسف يبحث عن الورقة المفقودة وبعد ذلك دخل إلى مكتبه، وكان يبحث في أدراجة مكتبة وبين أوراقة وكان وجهه يتصبب عرقاً من الخوف وكان يغمغم يقول: لا مستحيل حياتي ضاعت كُلها بسبب الورقة الأخيرة.
تكلم صديقة وهو يقول في سخرية: ماذا تبحث أيها المفصول؟!
إلتفت يوسف إليه وهو غاضب وقال: ماذا تقصد يا أنور بكلامك هذا؟!هل أنت تعلم أين مكان
الورقة !؟ أخبرني بسرعة ؟!
أنور وهو يشرب الشاي: لا لا لم أرى أي ورقة هه.
ركض يوسف متجه إلى أنور وابرحه ضرباً قاسياً وكان يقول أين الورقة أين الورقة, تدخل أصحاب الشركة وفصلوا المتخاصمين عن بعض .
يوسف في غضب: أنور إني أعلم أن الورقة معك أخرجها و إلا....
دخل المدير وقاطعه: وإلا ماذا يا فاشل لقد أحرجتني مع العلماء هيا أخرج من الشركة أنت مفصول من العمل ...
يوسف وهو جاثي على ركبتيه أمام المدير وأعينه مليئة بالدموع: ولكن الورقة مع أنور صدقني أرجوك أرجوووووك.
المدير: هذا يكفي هيا أخرج أيها الخائن لقد ضاع منا العلماء بسببك أنت هيا أخرج.
ذهب المدير إلى مكتبه في الطابق العلوي، أتى رجل من إحدى المكاتب المجاورة وبدأ يساعده في حمل أغراضه داخل العُلبة .
ركب يوسف السيارة وذهب مسرعاً إلى المنزل ودخل المنزل وكان غاضباً جداً وصعد السلالم وتجه إلى غرفته وأغلق الباب بقوه, سمعت الأم ضربت الباب، فخرجت من غرفتها وتجهت إلى غرفة يوسف طرقت الباب وفُتح الباب بسرعة وخرج يوسف وهو يحمل السلاح فوجئت الأم وقالت: أين ذاهب بهذا السلاح إرجع يا بُني...!
مسكت الأم يد يوسف بقوه لكي لايخرج من الباب وهو يحمل السلاح.
يوسف وهو غاضب: اتركيني سأقتل أنور لقد فصلت من عملي بسببه اتركيني.
الأم وهي تبكي:لا لن تخرج بهذا الشكل ..
دفع يوسف الأم وخرج من الباب مسرعاً وذهب إلى سيارته و قابلةُ هيفاء عند مدخل المنزل ورأت أخاها غاضب .
فدخلت المنزل وهي مبتسمة فاندهشت بوجود الأم تبكي عند الباب .
هيفاء: أمي ما بك؟! لماذا تبكين ؟!
الأم: أخاك أخاك ياهيفاء سيقتل صديقة في العمل .
هيفاء متفاجئه: ولماذا يفعل ذلك؟!
الأم تبكي: لا أعلم لا أعلم .
هيفاء: سأتصل به حالاً ..
أخذت هاتف المنزل من المنضدة واتصلت بيوسف ...تووووت...تووووت...تووو...قطع الإتصال, وعاودت الإتصال به مرة أخرى ولكن لم يُجب.
قالت الأم بصوت خافت: هيفااااء.....
إلتفتت هيفاء وقالت: ما بك يا أمي؟ لماذا وجهك مصفر .
الأم: أُريد المستشفى حالاً ، قلبي يؤلمني أسرعي باللإتصال بيوسف.
هيفاء خائفة: ولكن لا يجيب على الهاتف؟!!!!
حاولت الإتصال مرة ًومرتين وثلاثاً حتى رد على هاتفة وقال: ماذا تريدين .؟!!!
أجابت هيفاء وهي تبكي: يوسف أرجووك تعال إلى المنزل بسرعة قلبُ أمي يؤلمها لا تتأخر.
يوسف في خوف: حسناً أنا قادم..............
وصل يوسف إلى المنزل وأخذ أمه إلى المستشفى القريب من المنزل , ودخلت على الدكتور وكشف عليها وقال ليوسف: اسمع أمك بخير ولكن لاتريد أي انفعال لأن هذه الإنفعالات تؤدي بانسداد الشرايين وبتالي يسبب لها الموت ، ولذلك أبعدوها من المشاكل الخاصة بالعائلة والآن يمكن أن تخرج من هنا وتأخذ هذا الدواء باستمرار وتأتيني في هذا الموعد المحدد لها...
أخذ يوسف أمة وركبوا السيارة وقال لأمة وهو متأسف: أمي أنا أسف جداً ولن أقتل أنور أرجوكي يا أمي
سامحيني .!!؟
الأم: سامحتك يا بني ولكن لا تكررها مرةً أخرى.
أبتسم يوسف في وجه أمه ومن ثم رجعوا إلى المنزل ....


وبعد أسبوع من مرض الأم كانت الحياة هادئة في المدينة والجو كان لطيف ،وكان يوسف يفكر بعمل آخر حتى يستطيع إعالة أهله في مصروف المنزل ، فدخلت هيفاء إلى غرفة يوسف .
هيفاء: بم تفكر يا أخي؟!!
يوسف: أفكر بعمل أقوم به .
هيفاء: هذا سهل جداً تعال معي لنذهب.
يوسف: إلى أين؟!
هيفاء: أسرع لا تتأخر وإلى لن تجد وظيفة، هيا أسرع.
يوسف: حسناً هيا إذهبي وبدلي ملابسك ووافيني بالقرب من السيارة .
ذهبت هيفاء إلى غرفتها الناعمة بألوانها الهادئة وبدلت ملابسها ، وبعدها ركبوا السيارة .
يوسف: إلى أين ؟!.
وبدأ تدل يوسف على الطريق وقال: أليس هذا طريق عملي؟!!
ولم تجب على سؤاله ,وبعد ساعة توقفت أمام شركة يوسف للأبحاث الجيولوجية وقال: ماذا تفعلين هذه شركة التي فصلت منها!!
هيفاء: أعلم ذلك، ولكنك أفضل موظف بنظر المدير أظنه يريدك مرة أخرى .
يوسف: كيف يُريدني وأنا ...
قاطعته : حاول ولن تخسر شيء هيا انزل من السيارة وقابل المدير.
نزل يوسف وكان يرتجف في مشيته وبدأ يصعد سلم المبنى وصل إلى الباب , دخل من الباب وكان كل الموجودين ينظرون إليه، ضغط زر السلم الكهربائي وبدأ ينتظر وصوله، أتى أحد أصحابة وسلم عليه وقال صاحبه: ما الذي أتى بك إلى هنا؟!! ألست مفصول من العمل؟!
يوسف: بلى ولكن سأحاول مع المدير.
وصل السلم الكهربائي ركب يوسف وصاحبه وضغط زر الدور الثالث عشر, بدأ بصعود,تكلم صاحبه: لا أظن أن المدير سيوافق إنه يكرهك كره الخنازير، لا تذهب إيه، أنصحك بتراجع ,وصل السلم إلى الدور المطلوب وودع كل واحد الآخر, وبدأ يمشي متجه إلى غرفة المدير وكان يغمغم قائل: لماذا يكرهوني جميع الموظفين؟! هل كلام هيفاء صحيح بأن المدير يقدرني بدلاً عنهم ؟!!!هذا جائز....
وصل إلى غرفة المدير وطرق الباب.
المدير: تفضل.
تدخل يوسف وكان خائف من مقابلة المدير مرةً أخرى .
المدير: أهلاً أهلاً يا يوسف كيف حالك .
يوسف متعجب: بخير والحمد لله .
وبدأ الاثنين يحيون بعضهم وبعد دقيقة دخل أنور وفوجئ بوجود يوسف, رحب بعضهم البعض.
المدير: ماذا تريد يا يوسف؟
يوسف: أُريد أن أرى هل هناك وظيفة شاغرة .
المدير: للأسف....
قاطعة أنور: بلا توجد لك وظيفة ولكن يجب أن تذهب أولاً إلى منجم يبعد ألف وسبع مئة كيلو عن العاصمة وبعدها تتوظف هنا براتب أكثر من ذي قبل.
يوسف: ولكن ماذا أفعل هناك؟!.
أنور: تكتب بحثاً عن هذا المنجم ويشتهر هذا المنجم بوجود أحجار نادرة جداً و هذا كل شيء أهذا صحيح يا مدير.
المدير: اااااا نعم نعم !!!!!!
أنور: يوسف ممكن أن تخرج قليلاً !!....سأتحدث مع المدير.
يوسف: حسناَ تفضلا وغمغم قائلاً وهو خارج من الغرفة: يا فرحتي هذا أمراً سهل سأذهب هناك وأكتب البحث وسأنتهي .
أما في مكتب المدير.....
أنور: أسمع أنت لاتريد يوسف وبتالي دعهُ يذهب للمنجم أضمن لك أنه لن يستطيع العودة إلى هنا مرةً ثانية .
المدير: كيف؟!!.
أنور: ستعلم قريباً اتفقنا؟!
المدير: ولكن المسكين لدية أخت وأم !! فهو الذي يهتم لأمرهم .
أنور: لهذا السبب أُريده أن يرحل ويختفي عن الأنظار .
المدير: لماذا أهناك شيء بينك وبينه يسبب كُل هذا الكُره ؟!
أنور: نعم .....فهو رافض زواجي من أخته ويقول أنها صغيرة ولن تتزوج من شخص عُمرة التاسعة والعشرين ولهذا أُربد الزواج منها وبتالي أنا سأهتم بوالدتها ...هل فهمت لماذا أكرهه ؟!!
المدير: حسناً اتفقنا على هذه الخطة .
أنور:يوسف تعال إلى هنا .
دخل يوسف إلى مكتب المدير وهو ينتظر الإجابة.
المدير: أسمع ستذهب إلى المنجم الشهر القادم والآن اذهب و يوم السبت من أول أيام الشهر أُريدك هنا قبل الذهاب إلى المنجم اتفقنا .
يوسف : اتفقنا ......
اتفق المدير مع يوسف على هذه الفكرة ....
خرج يوسف من الشركة وهو يضحك بقوة من شدة الفرح بدأ يركض متجه إلى السيارة ركب السيارة وكان وجهه غاضب .
هيفاء: ما بك؟! لم يقبلوك؟!.
يوسف يضحك:!!!!!! بلا لقد وافق المدير.
ابتسمت : الحمد لله ألم أقل لك أنه سيوافق.
يوسف: لم أتوقع ذلك.
أدار يوسف محرك السيارة وتجهُ إلى المنزل وفي طريقهم .
يوسف: ولكن يا هيفاء أتعجب من شيء!؟!؟!؟؟,
هيفاء: وما هو الأمر الغريب الذي تتحدث عنه؟
يوسف: الذي جعل المدير يوافق على وظيفتي في الشركة هو أنور الذي كُنت ذاهب لأقتله في ذلك الأسبوع والأغرب من ذلك أنه شرط علي أن أذهب إلى منجم أحجار نادرة وأكتب أبحاث عنها وبعدها سيجعلونني موظف عندهم براتب أكثر من السابق أليس هذا الأمر غريب ؟!!!
هيفاء: بعض الشيء!.
ورن هاتف يوسف تررررن ترررررن تررررررررن أخذ هاتفة ورد على المتصل : ألو ألو من
المتحدث ...
أجاب الهاتف: يوسف أنا أمك تعال إلى المنزل بسرعة، موعدي في المستشفى بعد ساعة لا تتأخر....
أغلقت سماعة الهاتف بسرعة..
هيفاء: من المتصل؟
يوسف: إنها أمي مكالمتها غريبة بعض الشيء ولم تقل مع السلامة ،آه كانت تقول عندي موعد هل اليوم موعدها؟!!!
هيفاء: لا أعتقد ذلك ولكن هيا لنذهب لنطمئن عليها.
وصل الأخوان إلى المنزل ونزلت هيفاء من السيارة وبقي يوسف , فضغطت على الجرس المنزل...... وفجأة خرجت الأم مسرعه وكأن أحداً يلاحقها ، فاتجه إلى السيارة وركبت وأغلقت الباب , لحقتها هيفاء إلى السيارة وركبت في الخلف.
هيفاء: ما بك يا أمي خائفة؟! أهناك أحد يُضايقك؟!
الأم: لا لا فقط أُريد المستشفى لكي لا يفوت موعدي عند الطبيب.
وبعد فترة وصل يوسف إلى المستشفى وكانت السماء مظلمة وغائمة وعلى وشك أن تمطر, نزلت الأم وأبناءها، فدخلوا إلى المستشفى اتجه يوسف إلى الإستقبال وقال: أهلاً هناك موعد عند الدكتور أحمد للأمراض القلب.
الرجل: بإسم من؟.
أعطى يوسف إسم أمة بالكامل وبعدها دخلت الأم إلى الطبيب مع هيفاء , ذهب يوسف إلى قسم الانتظار لرجال وكان هذا اليوم ممتلئ بالناس, جلس يوسف على المقعد وكان على يمينه الإستقبال وأمامه على اليسار(شمال غربي) ممر طويل به غرف المرضى، وخلف مقعده غرف أخرى ولكن هذه غرف الأطباء التي في إحدى الغرف أمه ليكشف عليها الطبيب.






,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بداية الأوهام

كان يوسف يفكر وينظر أمامه إلى المقاعد المقابلة له إلى رجل ضخم جداً، العضلات تغطي جسمه وملامح وجهه حادة جداً ،وكانت حواجبه كثيرة جداً ومتصلة ،وكان أسمر اللون، وخشن الشعر وعروق وجه تكاد أن تتمزق من شدة ضغطه على يد إبنة الصغير الذي لا يتجاوز عمرة الخامسة بقوة شديدة ولكن الطفل لا يبكي , أخفض يوسف رأسه لأن الرجل لم يبعد عينة الضخمة عنه.
كانت المقاعد ممتلئة وقد تأخرت الأم عند الطبيب لأنه يُجري التحاليل وغير ذلك, إلتفت إلى يساره ووجد رجل مسن جداً جداً حتى ظن يوسف بأنه ميت لا يتحرك, أخفض رأسه مرة أخرى وبدأ يضحك على الرجل المسن.
وأراد أن يلتفت مرة أخرى .....
وفجأة ؟!!!!
رأى شخص أخر ليس المسن فُزع يوسف من الأمر وبدأ يحرك عينه يوسف لأن الرجل أصغر بكثير من الرجل المسن ولكن ملامح هذا الرجل أرعب بنظري لأن نظراته مخيفة وشعرة الأشهب الطويييل, قصير القامة, ملابسة شبه ممزقة, لا يوجد له حواجب, له شارب طويل أبيض اللون, وعينان كبيرتان سوداوين ولكن عروق العين كانت كثيرة وحمراء وله لحيةً طويلة مدببة ....
نظر يوسف إلى الأمام ووجد الرجل السابق يقلب ولده رأساً على عقب وطفل ساكت لم ينطق حرفاً واحداً , فُزع يوسف من هذا المنظر, وتوقف لكي يذهب إلى أمه ولكن الرجل الذي بجانبه مسك يده وقال: أسمع يا يوسف أنت شاب وسيم ولطيف ولكن(قالها بشكل مخيف وكان صوته عالي) ستتغير حالك رأساً على عقب مثل هذا الصبي الصغير بِداً من اليوم.
مد الرجل يديه ومسك يد يوسف وقال: أصبر فصبر مفتاح الفرج.........
يوسف وهو يرتجف: من أنت ؟؟؟؟ وماذا تريد!!!!!؟, جلس الرجل وجلس يوسف وأبعد الرجل يداه عن يوسف.
إلتفت يوسف إلى اليمين ولم يجد أحد عند الاستقبال إلتفت إلى الأمام ولم يجد أحد وإلى اليسار ولم يجد الرجل المخيف, وقف يوسف ولم يجد أحد في المستشفى خاف يوسف مثل خوف الفأر عند رؤياه للقط, أُطفئت الأنوار وحدة تلوا الأخرى حتى لم يبقى شيء, وكان الهدوء يعم على المكان والظلام دامس يُعطي المكان رعشة ورعب، ولكن هناك صوت البرق المخيف في هذا الظلام والرعد ينير طريقة قليلاً ثم يعود مثل ظُلم القبور المخيف كان يوسف يريد أن يتكلم ولكنه خائف لا يريد الحركة لكي لا يصطدم بشيء وهو لا يرى هذا الشيء, ولكن يمشي إذا أضاء البرق وبعدها يقف وبعد دقيقه أضاء الممر الذي كان على يساره ولكنه ضوء خافت جداً مثل ضوء الشموع, إتجه يوسف إلى هذا الممر ولكن ببطء شديد ,بدأ يتقدم ويتقدم حتى رأى على جدار الممر المظلم بعض الدماء الملطخة وتقدم إلى الأمام متجهاً إلى ضوء الشموع فكان يلتفت يمين ويسار على الغرف وفي إحدى الغرف شخص بلا أرجل والدماء في كل مكان, وبدأ يسرع قليلاً في الممر حتى أزادت الدماء على الأرض وبدأ النور يبتعد ويبتعد وبدأ يركض يوسف إلى الأمام ولكن لا يستطيع الوصول إلى الضوء حتى وصل إلى آخر غرفة وكان الباب مزدوج كبير وحوله أربع شموع تكاد أن تنطفئ , وكان يوسف متردد في الدخول وبعدها سمع صوت أمه البعيد داخل الغرفة , وبعدها دفع الباب بقوة ودخل وجد الشموع في كل مكان ,سمع أمه تناديه ,التفت يميناً ووجد أمه خلف قُضبان من حديد، وداخل هذه الغرفة سرير مليء بمادة سوداء ثقيلة تشبه الطين وكانت أمه به ملقاة ممددة بين الظلام بجانبها شمعة تكاد أن تنتهي وتقول: لا أريد أن أتعذب أريد الموت أريد الموت...
يوسف وهو يبكي لا يستطيع الدخول إليها لينقذها من الموت: لا يا أمي أُريدك معي...
الأم: اذهب إلى هيفاء فهي مُحتاجٌ لك أكثر مني...
تقدم قليلاً وجد أخته داخل دورة مياه تصرخ وتتألم, وكان باب دورات المياه شبه مغلق ينفذ منه ضوء خفيف من حوله الظلام ...
وقال: سامحيني يا أختي........
رجع يوسف إلى أمه ليطمئن عليها ,وفي رجوعه إلى الزنزانة كان الضوء الخارج من زنزانتها قد اختفى نظر إلى أمه ووجدها قد فارقت الحياة , صرخ يوسف وبدأ يبكي لهذا المنظر .
وفجأة...
دخل رجال من الباب المزدوج رجال مخيفين.... أعين بيضاء ملابس ممزقة ممتلئة بالدماء ووجوه مشوهه وممزقة وأشكال مخيفة جداً ,وحركتهم بطيئة جداً, كأنهم سكارى وما هم بسكارى في حركاتهم المخيفة ,تقدموا إلى يوسف ولكن يوسف لم يستطيع الحراك , كأن أرجله مثبتة بمسامير , وكانت ثقيلة جداً, وبعدها هجموا إليه وكان يصرخ.............


قفز من نومه العميق وكان وجهه ممتلئ بالعرق وكان نَفَسه ضيقاً ,ووجد نفسه بين الناس وفي نفس مكانه لم يتحرك , إلتفت يساراً ووجد الرجل المسن نفسه ونظر إلى الأمام ووجد الرجل الضخم يعطي أبنه الصغير من الحلوى ..
يوسف: الحمد لله لقد كان كابوس مزعج جداً جداً لقد خفت كثيراً.
و رن الهاتف ,تررررن تررررن .
يوسف: آلو من المتحدث؟!!!
هيفاء: أين أنت لقد انتهت أمي من الطبيب تعال نحن بالقرب من السيارة....
يوسف: حسناً أنا قادم لن أتأخر...
وقف يوسف من مكانه وتجه إلى باب المستشفى لكي يخرج , وفي طريقة إلى الخارج اتصل به صديق له ورد عليه وكان يتحدث معه يوسف , وبعدها إلتفت إلى اليسار وجد الرجل الذي كان في حُلمه الرجل ذو الشعر الأشهب , أغلق يوسف هاتفه , وركض إلى أهلة خوفاً من الرجل.

خرج من الباب وتجه إلى السيارة مسرعاً إليها , وكان الجو شديد الضباب والبرودة القارصة , وكانت ساحة السيارات مليئة بالسيارات والمكان لا يوجد به سوى عدد قليل من الناس وبدأ يبحث عن السيارة المختفية بين الضباب الكثيف الذي يُثر الرعب في قلب يوسف ...
اتصلت هيفاء: ألو يوسف أين أنت الجو بارد..؟!

يوسف: ها أنا ابحث عن السيارة.
أغلق الهاتف ...
يوسف: يا الله ماذا أفعل أنا لا أرى السيارة المكان شديد الضباب أين أنتم أين ...
وبعدها نظر إلى الرجل ذو الشعر الأشهب أمامه , خاف يوسف وركض يوسف وهو لا يرى شيء وكان يصطدم بسيارات واحدة تلو أخرى , وكان الرجل يلحق به ولكن مشيته مخيفة كأنه مُرتفع عن الأرض ببضع سنتيات , وفجأة صدم يوسف فتاة قالت: يوسف أين أنت ؟!! لقد تأخرت لقد تجمدت من البرد..
يوسف وهو خائف: هيا أركبي بسرعة ...
ركبت العائلة السيارة , ونظروا جميعهم إلى رجل يتقدم إليهم بسرعة من بين
الضباب ...
وإذا بيوسف يُدير محرك السيارة ....
وطرق النافذة التي بجانب هيفاء...
ونظرت هيفاء إلى شخص آخر غير الرجل الشاحب بل إمرأة أشد رُعب من الرجل فكانت قمحية اللون ومجعدة البشرة ,وكان أنفها ضخم وفي نهاية حبتاً سوداء كبيرة, وكان شعرها يُعدّ على أصابع اليد من قلته ,وكانت عيناها صغيرتين ولكنهما مليئتين بالشراسة والخبث ,أما ابتسامتها التي تٌخفي ورائها آلاف الأسرار من الخداع والمكر, فكانت ترتدي رداءً أسود اللون... فخافت هيفاء خوفاً شديداً من مظهرها ,فنظرت إليها ثم أشارت بإصبعها إليها ....
هيفاء خائفة: هيا يا يوسف تحرك بسرعة ...
الأم متفاجأة: لماذا أنتم مرتبكون؟!
فتحرك يوسف بالسيارة مسرعاً هرباً من هذا الرجل...
الأم: هدّئ من سرعة السيارة يا يوسف !
هيفاء: ألم.....
قاطعها يوسف: أسمعي يا أمي, ليست على طبيعتي إني أرى تخيلات بكثرة ولهذا أنا خائف .
وبدء العرق يتصبب من وجه هيفاء بكثرة ,وأصبحت صفراء اللون مُنذ أن رأت تلك العجوز الشمطاء ...

وبعدها توقف يوسف عند الإشارة الحمراء التي لا يوجد ولا سيارة تقف بجوارها ,فكانت سيارته الوحيدة هناك في هذا الضباب....
الأم: هل تفكر في الذهاب إلى طبيب نفساني؟!
-ها أنا أفكر بالأمر..
وبعد ثواني ,وقفت سيارةٌ حمراء اللون يركبها شابين وفتاتين ,وكانوا يرفعون على الموسيقى بأعلى صوت ,ويرقصون ويضحكون, فبدأ كأنهم مجانين في تصرفاتهم..
الأم: الحمد لله نحن في نعمة .
يوسف: لماذا الإشارة لم تفتح بعد, تعدت دورنا مرتين.
الأم: أتصل بالشرطة.
أخرج أحد الشباب رأسه من نافذة السيارة وقال: أنت يا رجل!!
إلتفت يوسف إليه ,وأنزل النافذة .
يوسف: ماذا تُريد ؟!
الشاب: إن الإشارة مازالت حمراء ماذا نفعل ؟!
يوسف: لا أعلم !
الشاب: إذا خذ....
فرمى الشاب عُلبة عصير في وجهه ,وأغلق النافذة وبدأ هو وأصحابه بالضحك عليه..
فبدأ يوسف يمسح وجهه.
الأم: دعك منهم إنهم ما زالوا طائشين.
يوسف: لهذا السبب سأربيهم .
ففتح باب السيارة لكي ينزل منها , وأشار إلى الشاب الذي رمى علبة العصير في وجهه لكي ينزل من سيارته , ولكنه أخرج لسانه وهو يضحك .
وفجأة ....
إذا بسيارةٍ خلفه سوداء مضاءة أنورها جميعاً.
فنظر يوسف إلى الرجل الذي بداخل السيارة فإذا بالشخص غريب الشكل......
إلتفت إلى السيارة الحمراء وإذا بالرجل الشاحب يقف أمامه....
صرخ يوسف وصرخت هيفاء وهي في السيارة .
وقال الشاحب: أُنظر إلى جزائهم ...
وفجأة ....
وإذا بسيارة إنحرفت عن طريقها وهي مسرعة متجه إليهم, فتصطدم بالسيارة الحمراء بقوة شديدة , فدهش يوسف من الموقف ,وركب السيارةُ بسرعة ونطلق إلى الأمام ...
الأم مرتبكة: لنساعدهم ؟!
هيفاء: كيف وهم يحترقون داخل السيارة .
يوسف: لا لا مستحيل كيف يحصل ذلك .
الأم: ماذا يا يوسف ؟!
يوسف: يجب أن أذهب إلى طبيب نفساني حالاً ...
فكان يوسف يقود السيارة بسرعة شديدة, وكانت هيفاء تنظر من نافذة السيارة وهي تضع أصابع يدها في فمها بسبب خوفها .
وبعد ذلك بدأت تنظر إلى الرجل الشاحب وهم يقودون السيارة مرةً تلو مرة وهو واقف نفس الحركة ....

وبعد دقائق وصلت العائلة إلى البيت, نزل يوسف من السيارة والتفت لينظر هيفاء ووجدها ممددة في الخلف .
فحملها وأدخلها إلى الداخل المنزل .....
فأتى الطبيب إليها وكشف حالها وقال: فهي الآن مُتعبةٌ قليلاً ,خُذ هذا الدواء لها فهو جيد
لحالتها .
فخرج الطبيب من غرفة هيفاء وتبعة يوسف إلى نهاية المنزل.
يوسف: أيها الطبيب هل تعرف مكان طبيب نفساني جيد ؟!
الطبيب: لن تجد أحد في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟!!
يوسف: أقصد للغد ؟!
الطبيب: حسناً خُذ هذا الرقم فإنه طبيب نفساني من الدرجة الأولى وأنصحك بالذهاب إليه باكراً لأنه سيرحل الأسبوع القادم.
يوسف: أشكرك جزيل الشكر وآسفٌ على الإزعاج .
الطبيب: هذا واجبنا إلى اللقاء.
دخل يوسف المنزل وذهب إلى فِراشه الدافئ بعد أن اطمئن على أخته وأمه ونام نوماً عميقاً ....


وفي نهار يوم السبت , كان الجو شديد المطر ,وشديد البرودة ,والكُل في منزلة يترقب النشرة الجوية لهذه الليلة الباردة..
فتذكر يوسف موعده مع مديرة ,فأخذ سترته السوداء من الجلد, وارتدى قبعته السوداء ,وأخذ الشال الأبيض ولفه حول عنقه ,وارتدى قفازين سود.
نزل من السلم فقابلته الأم وهي تحمل صحناً به حليباً ساخناً.
الأم: إلى أين أنت ذاهب في هذا الجو البارد ؟!
يوسف: هناك إجتماع في الشركة فيجب أن أحظر.
ففتح باب المنزل ,وإذا بالرياح والأمطار القوية تدفعه لداخل, فأمسك قبعته باليد اليمنى ووضع يده اليسرى أمام عينة لكي لا يدخلها التراب..
فوصل إلى سيارته, وركبها , وأدار محرك السيارة ثلاث مرات حتى اشتغلت.
قال وهو يغمغم: لماذا يُريدني المدير ؟! سأذهب لأستكشف الأمر.....
فتوجه إلى عمله السابق...
وبعد مرور ساعة وصل إلى مبنى العمل ,فنزل من السيارة مسرعاً إلى الداخل, فدخل المبنى , فرحب به أصحاب الاستقبال, وسألهم عن مكان مديرة , فأجابوا: إنه في الطابق الخامس.
فتوجه يوسف إلى المصعد الكهربائي ,وضغط بالزر رقم خمسة.......
فصعد المصعد ,وبعد ذلك توقف وفُتح الباب ووجد مكتوب على الحائط الذي أمامه مباشرة الطابق السابع.
دخل مرةً أُخرى إلى المصعد وضغط الزر رقم خمسة,
فنزل المصعد إلى الطابق الرابع, أستغرب يوسف من الموقف ,فدخل أحد الموظفين وقال: لماذا أنت تصعد وتنزل !!هل تريد المساعدة؟!
يوسف: أُريد الوصول إلى الطابق الخامس ولكنه لايستجيب.
الموظف: هذا هو الرقم خمسه .
فضغط الزر رقم خمسه ,فصعد المصعد ..... فتوقف في الطابق السابع .
يوسف: أرأيت نحن في طابق السابع.
بدأ يضحك الرجل بقوة .
الرجل وهو يضحك: أيها الأبله ألا تجيد القراءة, نحن في الطابق الخامس.
يوسف: إذاً أين المدير؟!
الموظف: إنه في المكتب رقم مئة وواحد.
فتوجه يوسف إلى المكتب وهو يفكر في أمر المصعد.
وصل إلى الغرفة ,فطرق الباب.
المدير: من الطارق؟!
يوسف: أنا يوسف يا سيدي!!!
المدير: تفضل.
دخل يوسف وهو مبتسم ولكنه خائف.
المدير وهو ينظر إلى النافذة: أهلاً يا يوسف ؟!
يوسف: سررت بالحضور إليك .
المدير: الحمد لله أنك لم تنسى الموعد.
يوسف: كيف أنسى الموعد وهو.....
قاطعة: المهم أنك مستعد ؟!!
يوسف مستنكر كلامه: مستعدٌ بماذا ؟!
إلتفت إليه بكل ثقة وهو يحمل بين إصبعيه السبابة والوسطى سيجارة بنية اللون ,كان صوته مضطرب ....بدأ أصفر اللون زائغ العينين شاحباً: تفضل اجلس هنا .
يوسف: شكراً لك ، ولكن هل أنت مريض يا سيدي ؟!
المدير: دعك مني واسمعني جيداً، ستذهب الأسبوع القادم إلى قريةٍ تدعى ماركينو سيت وهي بالقرب من....... آه.......
مسك المدير قلبه وقال: بالقرب من منطقة وادي ماركينو ، ففي ماركينو سيت مناجم للأحجار النادرة، أُكتب تقريراً عنها وتعال إلى هنا ،آه تذكرت سيذهب معك ثلاث أشخاص سيأتون إليك في منزلك الأسبوع القادم عند موعد الرحيل، والآن أرحل فأنا متعب .
يوسف: لن أرحل فأنت مصاب .
المدير: لا تقلق فالألم بسيط .
يوسف: حسناً إذاً أنا راحل من هنا إلى اللقاء.
فخرج يوسف من الشركة وهو غير مقتنع بالفكرة بتاتاً.
وفي طريقة فكر في الذهاب إلى الطبيب النفسي ، وتوقف عند أقرب طبيب نفسي، وبعد ساعة من الانتظار ،دخل على الطبيب.
الطبيب: كيف حالك ؟!
يوسف: لست بخير فأنا أتوهم كثيراً .
الطبيب: مثل ماذا تتوهم ؟!
يوسف: لا اعلم ولكن منذ أن ذهبت إلى المستشفى لكي أعالج أمي، كنت في الانتظار وفجأة بدأت الأوهام عندي والأحلام المزعجة .
الطبيب: ولكنك لم تخبرني مثل ماذا؟!
يوسف: تخيلت أني أرى رجلاً يحدثني ومرةً أجد الأرقام تختلف ومرةً أرى رجلاً مخيفاً وغيرها، لقد تعبت من ذلك.
الطبيب: لا تقلق.....
وبدأ الطبيب بالأسئلة والمنقاشة والتنويم المغناطيسي وغير ذلك.....
وبعد ساعة من المقابلة مع الطبيب...
الطبيب: في الحقيقة يا يوسف أنا لا أعلم ما سبب هذه الأوهام اعذرني
أرجوك .
يوسف: ولكن كيف وأنت طبيب نفسي؟!
الطبيب في تلتم: هيا أخرج من الغرفة بسرعة أرجوك.
فوقف يوسف من على المقعد واقترب إلى الطبيب.
الطبيب خائف: أرجوك لا تقترب مني أنت آفة بل ....بل سقيم!!
يوسف غاضب: هل تعي ماذا تقول ؟!
فبدأ الطبيب بالصراخ حتى دخل رجال الأمن وأخرجوا يوسف من المبنى
كُله ...
فتوجه إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل، ودخل إلى البيت ، وكان شديد التعب من بحثه على طبيب نفسي يعالج حالته الشاذة ولكنه لم يجد ولا طبيب يساعده في حل مشكلته...











,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الهروب من الأوهام

دخل المنزل ووضع معطفه خلف الباب بهدوء حتى لا يستفيق أحداٍ من سُباته ،فتقدم للأمام ليتجه نحو المطبخ ليشرب الماء...
فكان المنزل مُظلم قليلاً، والهدوء يعُم على المكان، فتح باب الثلاجة وأخرج آنية بها الماء وبدأ يشرب.....
أغلق الآنية ووضعها في مكانها وأغلق باب الثلاجة ..
يوسف يتمتم وهو متجه إلى الصالة: لقد تعب اليوم من البحث على طبيب نفساني جيد...
فدخل الصالة فكان الظلام الدامس يحيط أرجاء المكان ،
فوقف للحظات ....أحس بوجود أحد في هذه الظلمة الدامسة ..
وفجأة...
سمع صوت سيارات إسعاف متجه إلى منزلة .
فنظر من نافذة الصالة الكبيرة المُطلة على الشارع سيارتين إسعاف وقفوا إلى المنزل الذي أمامهم ، أقترب من النافذة لكي يرى ماذا حصل لجاره وبعد ذلك نظر إلى المسعفين وهم يخرجون جثتين من المنزل ...
يوسف حزين: لا حول ولا قوة إلى بالله ....
إلتفت إلى الوراء وإذا بأنوار سيارة الإسعاف الحمراء والزرقاء تُضيء المكان للحظات....نظر إلى إحدى الأركان وإذا بهيفاء تجلس في إحداها في الغرفة المظلمة ،التي أرجائها كانت مليئة بالمياه....
وأسرع لإضاءة المكان ، وتوجه لها وهو مرتبك...
يوسف مرتبك: هيفاء ....هيفاء أجيبيني ...ما الذي حصل هيفاء....؟!!؟!
كانت هيفاء تنظر إلى أعلى السقف بلا حِراك ، وكانت تضع أطراف أصابع يدها جميعاً في فمِها وكان شعرها في منتهى الخشونة وعدم الترتيب ،فكان وجهها مزرقاً ، وكانت عيناها محمرتان ، وندبة التي تحت عينها كانت تنزف دماً....
فحمل يوسف هيفاء وأخرجها إلى الشارع ، فنظر إليه أحد سائقي الإسعاف وتوجه إليهم بسرعة ...
السائق: هل تريد المساعدة؟!
يوسف: أرجوك أفتح باب السيارة بسرعة لننقلها إلى أقرب مستشفى.
ففتح السائق باب السيارة وساعد يوسف في إدخال هيفاء إلى السيارة وهو ينظر إلى وجهها بدهشة......
السائق مندهش: ما بها هذه الفتاة ؟!
يوسف مرتبك: لا أعلم لا أعلم وجدتها هكذا ، والآن أعذرني أنا ذاهب.
السائق: انتظر هنا ريثما أعود.
يوسف: ولكنك أنت سائق إسعاف ،كيف تترك السيارة ؟!
السائق: أنتظر .....
ذهب السائق مسرعاً إلى سيارة الإسعاف وأخرج معطفه منها وأغلق السيارة ، وفي رجوعه إلى يوسف نظر إليه أحد أصحابه وقال: إلى أين أنت ذاهب يا طارق ؟! إرجع إلى هنا!!
طارق: آسف فالأمر أهم مع تلك السيارة ، خُذ مفتاح الإسعاف فسُق بدلاً
عني ...
فرمى المفتاح إلى صاحبة والتقطه ، فتوجه طارق إلى سيارة يوسف وركب معه....
وفي طريقهم إلى المستشفى ،تفاجئ يوسف من ركوب الرجل معه.
يوسف: لماذا أتيت معي وتركت جاري ممدداً على السرير ؟!
طارق: لن تصدق ما أقول...في الحقيقة هي أنني رأيت أختك في المنام ،فعرفتها بالندبة التي تحت عينها ..
يوسف مندهش: منذ متى؟!
طارق: بالأمس ،فكان الحُلم مزعجاً جداً فلم...
قاطعه يوسف: أخبرني بماذا حلمت بأختي ؟!
طارق: لا أستطيع يا رجل !!!
يوسف: أرجوك أنا أخاها الوحيد ويجب معرفة شيئاً عنها.
طارق: حسناً رأيتها بنفس هذا المنظر البشع ، وكانت تجلس أمامها امرأة عجوز كبيرة في السن ،كانت مخيفة جداً ،وكانت تضع إصبعها المتجعد على ذقنها وتقول أنتِ فتاة جميلة ولا أُريدك أنت تهنئي بحياة سعيدة ،وبعد هذا اختفت العجوز عن الأنظار ،ومن تلك اللحظة والفتات لا تتحرك ، وبعدها صحوت من نومي وكانت ملابسي ملتصقة من الخلف من كثرة العرق .
يوسف: من تكون هذه العجوز ؟!....
وبعد دقائق ، وصلت السيارة إلى المستشفى ، ونزل يوسف وأحظر كُرسي متحرك ووضع هيفاء عليها ...
دخلت على الطبيب وكشف عليها وقال: إن حالتها تزداد سوءً فيجب إدخالها غرفة العناية..
يوسف: هل هي مضطرة لذلك ؟!
الطبيب: نعم.... إنها متجمده لا حراك، يجب أن نرى سبب هذا التجمد ....هل نطقت بكلمة ؟! أو حركة عيناها ؟!
يوسف: أبداً فهي على هذه الحال منذ أن رأيتها ...
الطبيب: حسناً أدعوا لها بالشفاء ،فحالتها ليست ببسيطة ، أرجوكم اذهبوا لمنازلكم فيجب أن تبقى الليلة هنا .
يوسف: لا أستطيع تركها .
الطبيب: إذاً إجلس في غرفة الانتظار .
أخذ الطبيب هيفاء وهي مستلقية على سرير ٍ متحرك إلى غرفة العناية حتى يعرفوا سبب تجمدها المفاجئ ، أما يوسف وطارق جلسوا في الانتظار..
يوسف حزين: شكراً على اهتمامك بنا .
طارق: لا شكر على واجب.
يوسف: أرجوك أُريدك أن تذهب إلى منزلك لكي ترتاح؟!
طارق: أبداً لن أذهب إلى وأنا مطمئن عليها.
تووووت توووووت توووووووووت ...
يوسف: آلو..
الأم خائفة: يوسف إرجع إلى البيت بسرعة .
يوسف: لماذا؟!
الأم: إن هيفاء مريضة جداً وتريد الذهاب إلى المستشفى...
تفاجأ يوسف بالخبر وصُعق ..
يوسف مرتبك: ولكن كيف يحصل هذا ...فهيفاء معي..
طارق: ما الأمر يا يوسف...؟!
الأم: ماذا تقصد بأن هيفاء معك؟!
يوسف: إنها معي يا أُمي صدقيني ،فهي في المستشفى ..
الأم: يوسف انتظر قليلاً....
أخذت هيفاء سماعة الهاتف من أمها ، وكان صوتها بعيد جداً من شدة المرض : آلو ......يوسف أين أنت؟ أُريد الذهاب إلى الطبيب!..
أغلق الهاتف....
وتغيرت ملامح وجه ،بدأ أصفر اللون ،وبرزت عيناه من الدهشة.
طارق: ما بك ؟!
ولم يجبه يوسف، ولم يتحرك.
فمد طارق يده إلى يوسف وهزة كتفيه .
إلتفت يوسف وهو مندهش ومرتعب.
طارق: ما بك؟!
يوسف: هذه ليست أختي...
طارق متفاجئ: كيف هذا ..؟!!
يوسف: إن هيفاء مع أمي ....إذاً من تكون هذه.؟!!
فرن هاتفة توووووووت توووووووت ....
يوسف: ماذا هناك يا أمي ؟!
الأم: هل أنت قريب لكي تأخذ هيفاء؟!
يوسف: أنا.........
فسمع من سماعة هاتفه صوت فخاراً ينكسر..
يوسف: ما الذي حصل ؟!
الأم متفاجأة: من هناك.....يوسف هناك أحدٌ في البيت !؟
يوسف: من الممكن أن تكون هيفاء ؟!
بدأ صوت الأم يتغير ، وبدأ يرتجف وبدأت تهمس في السماعة: يوسف أسرع فإن هيفاء بجانبي أرجووووو.......
توووووووووووووووت.
وقف يوسف من على المقعد.
يوسف: هيا إلى البيت فهناك أحدٌ داخل المنزل؟!
طارق: وأختك؟!
يوسف: أنا لا أعلم هل إذا كانت أختي أم لا ،ولكن سنعرف قريباً.
خرج الإثنان من غرفة الإنتظار ، وبدأُ بالركض ،وبعد ذلك خرج الطبيب من الغرفة التي أمامهم وهو يقول: هناك مريضة هاربة ..
إلتفت الطبيب إلى يوسف وقال: أين أختك لقد إختفت...؟!!
طارق: ليست أخته فلقد وجدناها على الطريق ....هيا نُسرع إلى المنزل ..
فدخلوا باباً لكي يختصرُ الطريق ،وإذا بهم داخل غرفة المُعيدات الكهربائية،فكانت قليلة الإضاءة ، ومهجورة من البشر ...
فتوقف الجميع..
طارق: لماذا توقفت ؟!
يوسف: هناك أحد يتحرك ؟!
وفجأة....
أخرجت هيفاء رأسها من خلف إحدى المُعِدات وكانت مبتسمة إبتسامه لم يعهد عليها يوسف فكانت غريبة بعض الشيء،ولاحظ أن في أنفها حبة سودا كبيرة ، وبعدها ضحكت ضحكة صغيره كأنها ضحكة عجوز مُسنة، وبعدها رحلت ..
يوسف مُنبهر : لنلحق بها ؟!
أمسك طارق يد يوسف وقال: لا تلحقها، إذهب أنت إلى المنزل لتطمئن على أُمك ،أما أنا فسألحق بهذه وأُمسك بها وبعدها سؤافيك في المنزل.
فخرج يوسف من الغرفة وذهب إلى منزلة ، أما طارق فبدأ بالركض خلف هذه الفتاة من غرفة إلى غرفة أرعب من السابقة حتى وصل إلى الغرفة الأخيرة ولم يجدها ...تعجب من الأمر ، وبدأ يواصل بالبحث عنها.....

وصل يوسف المنزل في ساعة متأخرة من الليل ،ودخل المنزل بهدوء.....
يوسف بصوت هادئ: أمي...
تقدم إلى الصالة وإذا بصالة الجلوس مقلوبةً رأساً على عقب ، وكُلَ ما تقدم إلى غرفة وجدها غير منتظمة ..
فبدأ قلبه يخفق بقوة حتى يكاد أن يخرج من صدره .
وفجأة ...
خرجت الأم من دورة المياه وهي تصرخ : هيفاء أين أنتِ.؟!
أمسك يوسف أمه وهو خائف وقال: ماذا حصل ؟! وأين هيفاء ؟!
الأم تبكي: في الأعلى أسرع إليها......
وضع أمة على كرسي وذهب مسرعاً إلى الأعلى ،ودخل غرفتها
ووجد امرأةً مسنة مُخيفة الشكل كان في طرف أنفها حبةً سوداء كبيرة وكانت تضع إصبعها المتجعد على ذقن هيفاء وهي تقول: أنتِ فتاةٌ جميلة ولا أٌريدكِ أن تهنئي بحياةٍ سعيدة ..
فتذكر الحُلم الذي حلم به طارق ، وتذكر أيضاً الفتاة التي في المستشفى كان في طرف أنفها حبةً شبيهه بها.. فالتفت إلى اليسار بجانب المقعد فوجد رجل على هيئة قاتل مشهور في المنطقة يرتدي بذلة جميلة جداً ...
صرخ يوسف من الخوف وقال في رُعب:ما...ما...ذا..تُريدون من هيفاء ومني ؟!
إلتفت يوسف إلى هيفاء ليطمئن عليها ولكن العجوز قد رحلت ووجد هيفاء جالسة في إحدى أركان الغرفة وهي تنظر للأعلى دون حراك ،وكانت تضع أصابع يدها في فمها ..
يوسف يخاطب نفسه سريعاً:( إنها مثل حركة الفتاة التي حملتها).
قاطعه القاتل بصوت متحشرج : لقد اخترتك من بين الناس لسببين الأول بسبب شجاعتك وذكائك والثاني بسبب خداعك لناس ودهائك ..
يوسف: على ماذا اخترتني ...لكي تجعلني مجنون وتجعلني أتخيل كثيراً...
الرجل: هذا اختبار لك يا يوسف ولقد اجتزته .
يوسف: أرجوك أُتركني أنا لم أضرك بشيء ،لماذا تضرني ؟!
الرجل: باختصار أُريد أن تذهب إلى قرية أسمها ماركينو سيت .
يوسف: ولماذا أذهب إليها؟!
الرجل: لكي تقتل شخص يُدعى شرشبيل وإذا قتلته سأتركك ولن أعود إليك.
يوسف: أنا ليس بقاتلٍ مأجور لكي تجبرني على قتلة .
الرجل: هل تُريد الرجوع مثل ذي قبل؟!
يوسف: بالطبع ولكن بما أنك قاتل معروف وصورك تملأ الصحف لماذا لا تقتله بنفسك .....
الرجل: لأنني ليس القاتل نفسه .
يوسف مرتبك: ماذا تقصد؟!
الرجل: أرجوك أُريد أن أرحل منها ولذلك أُريدك أن تقتل شرشبيل الأسبوع القادم سأكون بانتظارك ...تذكرت أنتبه من أهلها فهم شديدي الحذر من الغرباء....
يوسف مرتبك: المدة قصيرة جداً أمهلني قليلاً من الوقت!!
الرجل: حسناً أسبوعين، أعتقد بأن هذه المدة تكفي لقتل قرية كاملة ، ولكن إحذر من أن يقتل شرشبيل شخصاً آخر وإلا....
يوسف: لا تقلق يا....
وقف الرجل من على المقعد وخرج من الغرفة بكل ثقة ، فلحقه يوسف ولكن الرجل اختفاء تماماً.....

وبعد ساعة ،رجعت هيفاء تتحرك ،وبدأت تستوعب من حولها ،ولكنها مازالت خائفة ومرتعشة .
أما الأم فكانت مرهقة وخائفة من الرجل والمرأة ،تظن أنهم يُريدون سرقة
المنزل .
وبعد دقائق....دخل طارق المنزل وتوجه إلى يوسف.
يوسف: هل وجدت المرأة ؟!
طارق: لا لقد إختفت .
يوسف: لأنها هنا في المنزل..
فبدأ يلتفت يمناً ويساراً بالبحث عنها وقال:أين هيا ؟!
يوسف: لقد إختفت .
طارق: لماذا وجهك مصفر اللون وشاحب ؟!
يوسف: تعال معي لأحكي لك القصة..

وفي اليوم التالي....
كانت العائلة تجلس على مائدة الطعام ،وكان شعاع الشمس الدافئ يسقط على المائدة .
الأم: أسمع يا يوسف أنا لا أُريد البقاء في هذا المنزل إن اللصوص خطيرين هذه
الأيام .
يوسف: وأين تريدين الذهاب ؟!
الأم: ألم ترى هيفاء بالأمس كادت أن تموت بسبب اللصوص.
يوسف: لا أستطيع يا أمي ؟!
الأم: لماذا لا تستطيع؟!
يوسف: ممكن أن تذهبي أنتِ و هيفاء إلى الفندق عندما أرحل ،وإذا رجعت من الرحلة سنجد حلاً لهذه المشكلة ، هل أنتِ موافقة؟!
الأم: حسناً...ومتى أنت سترحل؟!
يوسف: غداً إن شاء الله ....



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بداية الرحلة

وفي اليوم التالي وهو يوم الخميس الموعد الذي سيرحل يوسف إلى القرية....
كان اليوم غائم جداً،والشمس حجبتها الغيوم الملبدة ، والهدوء يعُم على حارتهم المتواضعة بمبانيها وأهلها...
الساعة السابعة صباحاً....
رن جرس المنزل ، وتقدمت هيفاء لتفتح الباب وهي ترتدي ملابس النوم، وكان شكلها متورم من شدة النوم ،وشعرها المنفوش الذي يُرعب الأطفال وغير
ذلك ..
نظرت من العين السحرية إلى رجل أسمر اللون يقف أمام الباب وخلفه آخرين .
فأسرعت بتحسين من مظهرها المزعج وفتحت الباب...
الرجل الأسمر: أهلاً أنا كريم، هل يوسف موجود!؟
هيفاء: تفضلوا داخلاً ريثما يأتي أخي .
دخل الأشخاص الثلاثة وجلسوا في غرفة الضيوف بانتظار يوسف.
طق طق طق..
يوسف: من الطارق ؟!
هيفاء: أنا هيفاء.
دخلت هيفاء إلى غرفة يوسف ووجدته يجمع أغراضه في حقيبة سفر.
هيفاء: هناك ثلاثة أشخاص بانتظارك !
يوسف: أين جلسوا ؟!
هيفاء: في غرفة الضيوف.........هل سترحل الآن؟!
يوسف: نعم.
هيفاء: ومتى ستعود إلينا؟!
يوسف: في الحقيقة لا أعلم ولكن الرحلة ستستغرق ستة أيام إلى عشرة أيام.
هيفاء: أرجوك لا تتأخر .
يوسف: لا تقلقي ....خذي هذا، إنه مال لكِ ولأمي ،وهذه بطاقة للفندق القريب منا لقد حجزت لكم جناح في هذا الفندق .
هيفاء: أشكرك يا أخي..
فخرجت هيفاء من غرفته ،أما يوسف فأخرج حقيبته بجانب الباب وذهب ليودع
أمه ....
نزل يوسف ومعه الحقيبة وتوجه إلى غرفة الضيوف ودخل إليهم .
يوسف: أهلاً.
الأسمر: أهلاً يا يوسف ،أعرفك بنفسي أنا كريم .
(فكان كريم أسمر اللون ، وأقرع الشعر ، ومفتول الجسم ،دائري الوجه، أسود العينين ،و جاحظ العينين، له شاربٌ خفيف ولحية خفيفة ، فكان تقريباً في العقد الثالث.)
فرد الرجل الآخر: وأنا جلال .
(أما جلال فكان أبيض البشرة ، طويل الشعر وناعم وكان لونه بُني، ناعس العينين ، متوسط الجسم ، طويل القامة ، وكان وجهه متوسط الطول ، له لحيه خفيفة جداً، فكأن عمره ما بين الخامس والعشرين إلى الثلاثين).
فأجابت الأخرى: وأنا كنوز .
(أما كنوز فكانت جميلة بشعرها القصير الأسود، وعيناها الدائريتان ،وكانت ترتدي نظارةً طبية بيضاء الإطار ، كانت نحيلة الجسم ، متوسطة الطول ، دائرية الوجه ،فكأن عمرها في العقد الثالث ).
يوسف: أهلاً بكم جميعاً .
جلال: هل أنت جاهز للرحلة ؟!
يوسف: نعم ، هيا إذاً لنرحل .
خرج الجميع من المنزل ،وكان الجو على وشك أن تُمطر ، فركبوا سيارة الجيب ،وفي ركوبهم السيارة أتت سيارة أخرى مسرعة إليهم ، وتتوقف بسرعة و إذ هي تصدر صوتاً مزعجاً ،وأغلق باب السيارة بقوة وأخرج من الخلف حقيبة سفر فإذا هو طارق ...
أسرع إلى سيارتهم وركب معهم .
فوجئ الجميع وخاصة يوسف.
يوسف متفاجئ: لماذا أتيت ؟!
طارق وهو يأخذ نفساً عميقاً بسبب الركض : أولاً مرحباً جميعاً أنا طارق صديق يوسف وثانياً يا يوسف أردت أن آتي معك لكي أساعدك.
يوسف: ووظيفتك؟!
طارق: ليست بالمهمة ، .....لماذا توقفتم هيا لنتحرك .
فتحركت السيارة متجه جنوب قايرنت إلى قرية ماركينو سيت في الساعة السبعة والنصف....
بدأ الأصدقاء بتعرف على بعضهم البعض ، وبدأ كُل واحدٍ يسأل الثاني بخصوص عملة وغيرها من المحادثات....
وبعد تحركهم مسافة مئتين وخروجهم عن المدينة ،بدأت السماء تمطر وتزداد هطولاً.
كريم: حسناً سنتوقف في أقرب محطة وقود لنجلس قليلاً حتى يهدأ المطر.
كنوز: فكرة جميلة .
فوجدوا لوحةً صغيرة بجانب الطريق مكتوب عليها (محطة ليلة هادئة تبعد عشرين كيلو ).
طارق: هل قرأتم اللوحة!؟ بقي على المحطة عشرين كيلو فقط.
يوسف: إن المطر غزير جداً.
كنوز: لا أتوقع وقوفه اليوم .
كريم: لا تقولي هذا فبإذن لله سيتوقف قريباً.
فتقدمت السيارة مسافة عشرين كيلو .
طارق: أُنظروا للوحة، المحطة يمين.
دخل كريم بالسيارة يميناً، فكان الطريق غير مُعبد وصغير.
كريم: إذا وصلنا إلى المحطة يجب أن نشتري إطاراً جديداً.
جلال: صحيح فيجب أن نأخذ إطاراً إحتياطياً فطريق طويل جداً.
يوسف: أنا لا أرى شيء فالمطر يُعمي النظر.
وبعد خمس دقائق من التقدم، وصلوا إلى المحطة .
يوسف: وأخيراً ،توقعت أنه لا يوجد محطة.
جلال: وأنا كذلك توقعت هذا.
كنوز: إنها مليئة بالسيارات.
طارق: أكيد لأن المطر لم يتوقف عن الهطول.
كريم: إنها رائعة .
كانت المحطة جميلة جداّ، فكانت واسعة ومنظمة تنظيماً جميلاً.
وكان في هذه المحطة ،مطعماً مكسيكياً رائعاً كان شعارها القبعة الدائرية المكسيكية ، وكان بها أيضاً فندقاً صغيراً، وفي آخر المحطة مكان لبيع قطع السيارات،
فنبهر الأصدقاء بكمالية هذه المحطة الرائعة.



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
جريمة في محطة الوقود



لن يطول الجزء الثاني بإذن لله ....وعد مني....

لاتفوتكم ....
مندوبة أفون
مندوبة أفون
تعبت وأنا أقرى

بكرة أكمل وأعطيك رأيي
المشتاقة الى الجنه
متابعينك استمري
فراشة ملونة
فراشة ملونة
متابعينك استمري
متابعينك استمري
بسم الله...

ها أنا أعود إليكم بالجزء الثاني من القصة ....


أوقف كريم السيارة أمام باب المطعم المكسيكي ، فنزل الجميع.
كنوز: إني أُحب المطعم المكسيكي.
جلال: لا أعتقد بأني سأتقبل بطعامهم .
طارق: حسناً أدخلوا وتفقدوا المطعم ونظروا ماذا يبيع من مأكولات مكسيكية .
جلال: وأنت ؟!
طارق: سأذهب هناك لأرى الورشة هل يبيع إطاراً احتياطياً أم لا.
كنوز: لا تتأخر فالمطر غزير.
كريم: شكراً لك يا طارق.
توجه طارق إلى الورشة وهو يضع معطفه على رأسه وهو يركض.
أما الجميع فقد دخلوا المطعم المكسيكي، وفي فتحهم للباب أصدر صوت صرير عالي جداً مما جعل من في المطعم يصمت ليرى من الداخل .
توقف الأربعة عند الباب ، وبدأُ ينظرون يميناً ويساراًً .
وبعد ذلك .....
بدأ جميع من في المطعم بالكلام.
قال يوسف في أُذن كريم: لقد خفت كثيراً لما سكتوا .
كريم: حسناً دعنا نتقدم فإن وقوفنا هذا يشُد الأنظار.
تقدم الجميع وجلسوا جميعاً بجانب بعض على الطاولة التي عند البائع .
فتقدم إليهم أحد أصحاب المطعم، فكان ضخماً جداً ،وكان وجهه الدائري مليء بالشعر ، وكان ردائه ملطخاً بالدم ، وكان يحمل سكيناً مليء بالدم .
قال في صوت متحشرج: ماذا تُريدون من طعام؟!
كريم: اااااا أنتظر لم أختر بعد.
الطباخ وهو يشير إلى جلال: وأنت ؟!
جلال: لا شكراً.
نظر الطباخ إلى يوسف وقال: ألا تريد شيء؟!
يوسف مرتبك: في الحقيقة أُريد ماء فقط هذا كُل شيء.
الطباخ: إذاً لماذا أتيتم هنا؟! لتنظروا إلي؟! أم للأكل.
كنوز بكل ثقة: لا نريد الطعام إذا كنت أنت الطباخ ،فجسمك مليء بالدم مما يجعلنا لا نشتهي لأكل.
فضحك الرجل بقوة شديدة فتفاجئ الجميع ونبهر ُ من ضحكات هذا الضخم ، فسكت جميع من في المطعم.
قال الضخم وهو يضحك : ومن قال لكم أنني أنا الطباخ !!فأنا الجزار هنا، كنت فقط أسجل الطلبات .
ابتسم جلال وقال: إذاً أعطني هذه الوجبة.
وبدأ الجميع بالطلب ....

أما طارق فقد دخل ورشة السيارات المُوحش بظلمته ،ولم يجد أحداً يعمل .
طارق وهو يصرخ بصوت عالي: هل هناك أحد ؟!
ولم يجبه أحد....فقد كان المكان مظلم قليلاً وبه أضاءه بيضاء خفيفة ، وسيارات معدومة ، وإطارات ممزقة وأُخرى محترقة ، وفي إحدى أركانها رافعه لسيارات ، ومقابلها أرفف عديدة بها إطارات جديدة وغير ذلك، وبجانبها طاولة بها مُعدات السيارات.
تقدم طارق إلى طاولة التي فوقها مُعدات السيارات ، وبدأ يتفحص المُعدات.
وفجأة....
أتى أحد الرجال من خلفه ومسك كتف طارق وإذا بطارق من شدة خوفه كان ممسكاً بإحدى المعدات الحادة، وإذا هو يستدير نحو الرجل وضرب رأس الرجل من دون قصدٍ منه ، فإذا بالمُعدّة في داخل رأس الرجل ، وبعدها أصدر الرجل صوت غرغرة ووقع على وجهه فمات....
تراجع طارق للخلف وهو متفاجئ ومنصدم، فإذا هو يصطدم بالطاولة التي خلفه فتقع أرضاً فتصدر أصوات قرقعة عالية جداً..
فبدأ يلتفت يميناً ويساراً لكي يتأكد أن لا أحد يراه .
بدأ طارق برجفة والرعشة والخوف: م..م..م..ماذا فعلت بالرجل؟! هل قتلته ؟!.
ماذا أفعل؟ هل أتركة وأذهب أم لا !؟ أو.... وجدتها سأدفنه خلف الورشة.
تقدم طارق لرجل وأمسك بقدميه وبدأ بسحبهما للخارج.
فقد كان الرجل من حسن حظه نحيل جداً، مما يساعده في حركته .
فتح طارق باب الورشة ، وهب في وجهه ريحاً قوياً ، وأمطاراً غزيرة ، فتقدم للأمام لوحدة ليتفقد المكان ، فلم يجد أحداً في الجوار ، فأسرع وأمسك بأرجل الميت وبدأ بسحبة خارجاً...
فبدأ يسحبه ويسحبه إلى خلف الورشة لأن في الخلف صحراء قاحلة ممتدة على بُعد النظر .
ووضع الميت خلف الورشة ،وبدأ بالبحث عن مجرف ليحفر له حفره ويضعه
داخلها .
ولكنه لم يجد مجرف ، فدخل الورشة مرة أُخرى بالبحث هناك حتى وجدها ، فأخذها من فوق الطاولة ، فتقدم للخارج فإذا هو يمر بمكان الجريمة ، فكانت الدماء في كُل مكان .
طارق: يجب أولاً أن أدفن الرجل ومن ثم أعود لكي أمسح الدم .
فخرج طارق في هذا المطر الغزير وبدأ بالحفر....

أما في المطعم ...
تقدم الطاهي بالأكل ، ووضع أمام كُل شخص وجبته ، وبدأُ بالأكل ..
كريم: لقد تأخر طارق ؟!
جلال: من الممكن أنه يضع الإطار داخل السيارة فهذا هو سبب تأخره .
كنوز: أرجوك يا سيدي أرفع صوت التلفاز قليلاً.
تقدم الرجل ورفع على صوت التلفاز .
إلتفت الجميع ليستمع إلى النشرة الجوية ...
( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قناة السابعة تحييكم...
الأجواء اليوم ممطرة على أغلب مناطق جنوب قايرنت ، فالأمطار تكاد مستمرة ليوم أو يومين بشكل غزير ، أما في.....)
يوسف: يا الله لقد ذهب يوم من أيامي المعدودات هدراً .
كريم: هل يوجد لديك يا سيدي غرفاً لنوم ؟!
الرجل: نعم لدينا ولكن... .
جلال: ولكن ماذا ؟!
الرجل: هذا إذا وجدنا غرفتاً فارغه .
كنوز: على العموم نحن سنبقى هنا حتى تُفرغ إحدى الغرف.

وبعد دقيقة من الأكل ...
يوسف: لقد تأخر طارق ؟!
كريم: سأذهب إليه عندما أنتهي من طعامي.

وبعد ربع ساعة ...
أنتها طارق من دفن الرجل، وبدأ بوضع اللمسات الأخير التي تُبعد الناس عن شكهم بأن هذا قبر .
وفجأة...
أتى رجلٌ وبنته خلفه طارق ، كانوا يحملون مضلة تقيهم من حبات المطر .
وقال: ماذا تفعل هنا يا هذا؟!
طارق مرتبك: أنا...أنا ......أنا.
قاطعته الفتاة التي لا تتجاوز الخامسة عشرة : لماذا تتمتم هكذا؟!
طارق: أنا ..كنت أنظف المكان.
الفتاة مستغربة: في هذا الجو الممطر؟!
لا حظ الرجل على ملابس طارق قطرات من الدماء.

الرجل: لماذا الدم في صدرك؟!!
وبدأ طارق بالبحث في قميصه الأبيض عن الدم وتفاجئ بوجوده.....
طارق مبتسم: آآه أتقصد هذا، لا تفكر أنني قتلت أحد، لا ..لا فأنا الجزار في المطعم.
الرجل: إذاً سأتركك في هذا الجو الممطر.
طارق: سُررت بلقاؤك.
تحرك الرجل وبنته وتوجهوا نحو المطعم المكسيكي.
الفتاة: إن الرجل غريب الأطوار يا أبي!!
الأب: فأنا أشك بتصرفاته ، لماذا يحمل مجرف ؟!
الفتاة: دعك منه ولنذهب لنأكل شيء فأنا جائعة .
طارق: لقد إنتهيت، ولآن سأذهب وأمسح الدم داخل الورشة.
فترك المجرف بجانب القبر المخفي ، ونظر إلى الساعة فوجدها العاشرة والنصف صباحاً .
طارق: لقد تأخرت عليهم ، حسناً سأُسرع بمسح الدم وأرجع إليهم بعذر مقبول.
فلتفت يساراً فوجد كريم في وجهه .
طارق متفاجئ: كريم!!!! ما..ما....ما...ماذا تفعل هنا ؟!
كريم: لماذا تأخرت ؟!مر ساعةٌ على غيابك ، وماذا كنت تفعل كُل هذه المدة ؟!
طارق: دعك مني ولنذهب لنأكل شيءً.
نظر كريم إلى طارق نظرة غريبة .
طارق مرتبك: حسناً سأخبرك ، كنت جالس مع صديق لي قديم إنه يعمل في الورشة .
كريم: إذاً لنذهب إليه.
طارق. لا لا ...لا إنه مشغول لهذا تركته وحدة .
كريم: حسناً دعنى ندخل المطعم.
دخل الجميع المطعم .
يوسف: أين أنت؟!
طارق: كنت جالسٍ مع صديقٍ لي قديم.
كنوز: ولآن ماذا تُريد أن تأكُل؟!
طارق: أي شيء.
بدأ جلال يلاحظ أن وجه طارق مُصفر وشاحب ومتسخ وغير ذلك.
جلال: هل صحيح أنك كُنت جالس مع صديقك القديم؟!
طارق: لماذا تسأل ؟!
جلال: لاحظت أنك متسخ الملابس وشاحب الوجه وبقع.............
وزدرأ لعابه طارق بصعوبة شديدة .
جلال: ما بك يا طارق هل هناك شيء؟!
طارق: أرجوك دعني لوحدي فأنا مُتعب.
تقدم رجل المطعم وقال: يا شباب هناك غرفة فارغة ، خذُ رقمها 101 إنها أمام الورشة مباشرة.
كنوز: شكراً لك، هيا يا شباب لنذهب إلى الغرفة...
فذهب الجميع إلى الغرفة التي مقابل الورشة .
كريم: إنها صغيرة جداً .
يوسف: غرفة تعبيرية .
طارق: سأخرج قليلاً.
جلال: في هذا الجو ؟!.
طارق: وهل أنت ولي أمري؟!
خرج وأغلق الباب خلفه...
طارق وهو يتمتم: لا أستطيع الاقتراب من الورشة ، فهو مقابل الغرفة مباشرة ، إذاً سأدخل المطعم مرةً أُخرى حتى أجد حلاً لذلك .
دخل المطعم وجلس في إحدى الطاولات الفارغة. فتقدم إليه النادل .
النادل: ماذا تُحب أن تشرب؟!
طارق: عصير ليمون أرجوك .
فذهب النادل ليحضر طلب طارق، ففي هذه اللحظة ،نظر الرجل وابنته إلى طارق وهو يجلس أمامهم دون أن يلاحظ طارق .
الرجل يخاطب أبنته: أليس هذا هو الجزار؟!
الفتاة: بلا... ولكن لماذا لا يذهب داخل غرفة العاملين؟!
الرجل: ألم أقل لكِ أن وراء هذا الشخص سر ٌعظيم؟!!!
الفتاة: إذهب يا أبي وسأل النادل هل إذا كان جزاراً أم لا .
الأب: أنتِ ذكية يا سارة ، سأذهب إلى النادل.
فتقدم الأب إلى النادل ، وجلس فوق الطاولة الجماعية التي عند المحاسب.
الأب: أيها النادل تعال إلى هنا قليلاً.
النادل: أمرك سيدي ماذا تريد؟!
فقال الأب لنادل بأن يجعل رأسه قريب من رأسه وقال له بصوت هادئ: هل هذا الرجل الذي يجلس هناك يعمل جزاراً في المطعم؟!
النادل: الذي يجلس لوحدة؟!
الأب: نعم.
النادل: ومن قال لك أنه يعمل هنا جزاراً.
الأب: ألم تنظر إلى الدم الذي في صدره؟!
النادل: فقال لك أنه جزار !!
الأب: نعم، فأنا أشك في تصرفاته .
النادل: وماذا رأيته يفعل لكي يقول لك أنه جزار؟!
الأب: رأيته يدفن شيء خلف الورشة.
قاطعهم أحد الرجال الذين يجلسون بجوار الأب.
الرجل: هل هناك مشكلة بينكم؟!
الأب: وما شأنك أنت ؟!
فأخرج الرجل شارته وقال: أنا المحقق نجم .
الأب: آسف يا سيدي ظننتك أحد الرجال المتطفلين .
النادل: إن الرجل الذي يجلس هناك مشكوك في أمرة.
إلتفت المحقق إلى الرجل وقال: و بماذا تّشكون به؟!
الأب: في تصرفاته يا سيدي، حسناً تعالوا لنحفر لنرى ماذا يخبئ تحت التراب.
المحقق: هل رأيته يحفر التراب أم يردمه ؟!
الأب: لا لقد رأيته يردمه ،ولما رآني تلعثم في الكلام وتغير وجهه ...
قاطعه المحقق: إذاً لنسرع بالبحث...
نظر طارق إلى تحركاتهم ونظراتهم المتجه إليه بشكل يُلفت الإنتباه..
وقف الرجال الثلاثة واتجهوا نحو الباب، وبعد ذلك توقفوا عنده لتحدث...
طارق يتمتم: أليس هذا هو الرجل الذي رآني وأنا..... أعتقد أنه يشك بي... يجب أن أرحل الآن.
وقف طارق بسرعة ، ووضع المال على الطاولة واتجه للباب ،ولكن الرجال لم ينتبهوا لقدومه
إليهم .
وفجأة....
مر طارق من بينهم وهو خافضٌ رأسه وسمع الأب يقول للمحقق بصوت خافت جداً: هذا هو القاتل.
فكان يُشير بإصبعه إلى طارق من خلفه .
طارق وهو مُسرع إلى الغرفة وهو يتمتم: لقد عرفوا أني قاتل ،يجب أن نرحل الآن.
المحقق: هل نحفر الحفرة في هذا الجو الممطر؟!
النادل: وهل نجعل القاتل يفر منا بسهولة؟!
الأب: لنسرع أيها المحقق بالحفر.

دخل طارق إلى غرفتهم باندفاعٍ شديد، فكان خائف وشاحب الوجه.
جلال: ما بك؟!
طارق مُرتبك: بسرعة يجب أن نرحل الآن ..الآن.
يوسف: لماذا ؟! إن المطر لم يزول بعد ؟!
طارق: في الطريق سأقول لكم ، ولآن أرجوكم لنرحل.
كنوز: حسناً يا أصحاب ، لنرحل من هنا.
كريم: دون معرفة السبب ؟!
جلال غاضب قليلاً: أنها مشكلته وحده ؟!
طارق: إنها ليست مشكلتي وحدي بل جميعنا داخل المشكلة ،ولذلك لنسرع بالهرب.
وجاءت كلمات يوسف في تمتمة مبهورة: ماذا فعلت يا طارق ؟! ولماذا نحن داخل المشكلة؟!
طارق غاضب جداً: ألم تسمعوا ماذا قلت ، هيا لنرحل سأحكي لكم في الطريق..
وبدأ الأصحاب بحزم أمتعتهم من جديد.

أما الرجال الثلاثة كانوا خائفين قليلاً وهم واقفون أما الحفرة .
النادل: اعذروني فأنا خائف ،ولا أُريد أن أحفر معكم الحفرة .
المحقق: لا فأنت شاهد على ذلك.
النادل: إذاً لنسرع أرجوكم.
أمر المحقق الرجلين بالحفر ، وبدأُ بالحفر .
وفجأة...
خرج طرفٌ من حذاء المقتول لونه أسود، تفاجئ الجميع، وبدأ كُل واحدٍ ينظر للآخر بدهشة ، وبعدها أمرهم المحقق بحفر المزيد وبسرعة حتى خرج لهم جثة مقتولة وفي داخل رأسها مُعده حادة.
فُزع الجميع.
المحقق مُرتبك: هل القاتل ما زال هنا ؟!
النادل أعتقد ذلك.
الأب مرتبك: في أي غرفةٍ هو؟!
النادل: غرفة رقم 101.
المحقق وهو يركض باتجاه الغرفة: اتصلوا على الشرطة حالاً .
وصل إلى باب الغرفة ، وأخرج سلاحه ، وأخذ نفساً عميقاً ، وضرب بقدماه الباب حتى انكسر ....
وفجأة...
أشع البرق سناه ، وازدادت سرعة الرياح ، فدخل الغرفة وهو خائف وبدأ بالبحث ولكن لا جدوى ، وبعد ذلك لاحظ أن نافذة الغرفة للجة المقابلة مفتوحة، فكان الهواء يجعل السِتار
يتراقص .
فتقدم مسرعاً ليلقي نظرة ، فوجد سيارتهم تتحرك بسرعة .
قفز من النافذة واتجه إلى سيارة بسرعة ، فركبها وبدأ بملاحقتهم .
أخذ جهاز ألاسلكي المرتبط مع عدة رجال شرطة وأخبرهم بشكل السيارة وكم عدد رُكابها .
وفي طريقهم الترابي المتصل بين المحطة والطريق الرئيسي كان المحقق مسرعاً بسيارته .
يوسف: من هذا الرجل؟!
طارق خائف: لا أعلم !؟ ولكنه علِم الحقيقة .
كريم: أي حقيقة تتحدث عنها؟!
طارق: لا عليك فقد انظر إلى طريقك وسر بسرعة.
بدأت سيارة المحقق بالاقتراب منهم، وبعدها خرجت السيارتين على الطريق العام.
فكان الجو شديد المطر ، وقوي الرعد والبرق، وقوية الرياح، فكانت السُحب شديدة السواد مما يجعل الطريق خالياً من السيارات وصعوبة التحكم بها..
وفجأة...
أصبحت سيارة المحقق بجانب سيارتهم من الجهة الأخرى .
كنوز: اُنظروا إنه بجانبنا !؟
يوسف: لحظة !!!!!
رفع نجم يده وهو يحمل شارته وهو يطلب منهم التوقف.
جلال مندهش: إنها شارة رجل شرطة على ما أعتقد.
يوسف: إنه يُريدنا أن نتوقف .
طارق خائف: هل أنتم مجانين ، لا تتوقف يا كريم لهذا الرجل.
جلال: ولكن إنه رجل شرطة؟!
طارق: إذا توقفتم فسيلقون القبض علينا وإلى الأبد.
يوسف متعجب: ولكن ماذا فعلنا لكي يلقي القبض علينا ؟!
طارق وهو يصرخ: يكفي .يكفي .يكفي لقد قتلت شخصاً من غير قصد.
توقف الجميع عن الكلام ، فاندهشوا لما قال...
وفجأة...
صدم المحقق سيارتهم من الخلف ليجعلهم يقفون ،ولكنهم لم يتوقفوا ، بل واصلوا مسيرهم بشكل أسرع..
فعاود الكرة فصدمهم مرةً أخرى من الخلف ، ولكنهم لم يتوقفوا..
فعاود الكره ولكن هذه المرة إنقلبت ضده ، فخرجت سيارته عن المسار وبدأت تتدحرج على جانب الطريق...
طارق:و أخيراً لقد انتهينا منه.
يوسف مندهش: توقف .توقف يا كريم.
كريم: لماذا؟!
كنوز: لننقذ الرجل بسرعة.
طارق مندهش: هل أنتِ مجنونة ، ننقذ شخصاً سيلقي القبض علينا!؟
يوسف: دعك منه ولنذهب للرجل .
فأدار كريم السيارة إلى الخلف واتجه إلى سيارة المحقق .
نزلوا جميعهم ما عدا طارق ، فأخرجوا الرجل من سيارته التي هيا منقلبة على جنبها الأيمن ، فأخذوه معهم إلى السيارة وبعدها تحركوا ليكملوا الطريق...





,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

طريق الموت


وبعد مرور خمسة ساعاتٍ ونصف ، هدأت الأمطار، وبدأت السُحب تتلاشى، وبدأت الشمس تخرج من بين السُحب على هيئة خيوط ذهبية ..
كنوز: أنظروا يا أصحاب إلى الشمس كم هي جميله!!؟
جلال: بدأ قوس الرحمن بالخروج .
وبعد ذلك، استيقظ المحقق من غيبوبته .
المحقق بصوت بعيد: آه ....( وضع يده على رأسه) أين أنا؟!
كريم: لا تخف أنت بأيدٍ أمينة .
وبدأ ينظر إلى الأصحاب بدهشة ، ونظر إلى طارق وهو جالس في المرتبة الثالثة .
المحقق غاضب: أنت القاتل سأقبض عليك .
طارق: لا تفكر في القبض علي ، لأن الطريق خالي من البشر.
المحقق: ماذا تقصد بقولك؟!
جلال: يقصد بأن ندعك في طريق الموت.
كريم: فلذلك إلتزم بما نقول.
يوسف: ما أسمك؟! وما هيا وظيفتك؟!
المحقق: أنا نجم ووظيفتي هي التحقيق.
جلال: اوووو إذاً أنت محقق .
نجم: نعم أنا محقق......صحيح ماذا حصل لسيارة؟!
يوسف: لقد احترقت بالكامل ولو تأخرنا قليلاً لأصبحت نجم المشوي.
فضحك الجميع ، وبدأُ بالحديث مع بعضهم البعض .
وبعد مرور ثلاث ساعات ونصف بدأت الشمس بالمغيب...
يوسف: إن الرحلة طويلة؟!
كريم: بقي ألف ومئتين كيلو متر فيجب أن تتحمل.
يوسف: كيف حسبت المسافة المتبقية؟!
جلال: دعك من هذا ،أخبرني يا طارق كيف قتلت الرجل؟!
طارق غضب: لا تقل لي أني قتلته ، فأنا لم أتعمد قتلة .
نجم: كيف قتلته؟!
وبدأ طارق يحكي لهم القصة....
وبعد ذلك بدأ الليل يهجم بظلامه على أرجاء المكان، فبدأت الشمس بالغروب، وبدأ القمر بالظهور ، فأصبح القمر بدراً وبدأ ينير المكان بشكلٍ لطيف.
يوسف: لقد حل الليل فيجب أن نقف قليلاً.
جلال: إنتظر قليلاً فلن نقف الآن.
وبعد مرور ساعتين ونصف ، وصل الأصحاب إلى منطقة صحراويه لا يوجد سوى الرمل الذهبي.
كنوز: مكتوب على الافته منطقه صحراويه على مسافة مئتين كيلو متر .
جلال: إذاً لا وجود للمحطات الوقود على بُعد هذه المسافة .
يوسف: هل يوجد من الوقود ما يكفي؟!
كريم: نعم.
وبعد دقائق من الصمت ..
نجم: إلى أين هي وجهتكم؟!
كريم: إلى ماركينو سيت .
فُجع نجم بقوله إلى ماركينو سيت وقال في تلتم: يا أيها المجانين لماذا تُريدون الذهاب إلى هناك ؟!
جلال: في الحقيقة نحن مجموعة جيلوجيه وهناك في ماركينو سيت مجموعة من الأحجار النادرة ونحن نُريد أن نكتب تقرير عنها ونأخذ عينات للمدينة.
يوسف وهو يتمتم : أنا أتيت لغرض آخر لهذه القرية .
كنوز: ماذا قلت؟!
وفجأة....
إنفجر إطار السيارة فجأة، فتفاجئ الجميع.
يوسف: ماذا حصل ؟!
كريم: إنفجرت إحدى الإطارات.
توقف كريم على جانب الخط، فنزل الجميع ، وتقدم كريم إلى حقيبة السيارة ليخرج منها الإطار الاحتياطي.
ولكن طارق لم يحظر الإطار.
كريم مرتبك: طارق ألم تحظر إطاراً جديداً؟!
طارق: وكيف أُحظر إطاراً وأنا قتلت شخصاً بغير قصد .
يوسف: ولآن ماذا نفعل؟!
كريم: لا أعلم ؟!
نجم: سننتظر أحداً ليساعدنا.
يوسف: لا أعتقد ذلك ، فالمكان قليلاً ما يمر به سيارات.
قاطعته كنوز: لا توجد أبراج هنا لكي نتصل بأحد لينقذنا.
جلال: فالمكان هنا مخيف ، فالليلٌ يُخيفني .
يوسف: إذاً سننتظر هنا حتى يأتي أحد.
نجم: ألا توجد طريقة أُخرى؟!
يوسف: لا...
فركب الجميع السيارة لنتظار أحد ليساعدهم ، ولكن هذا الوقت بذات لا يوجد أحد يمر .
فبقي الجميع في السيارة لمدة ساعة ونصف.....
وفجأة....
يوسف: أنظروا هناك ضوء قادم من وسط الصحراء.
نزل الجميع من السيارة بانتظار هذا الضوء القادم من الصحراء، وبعد دقائق، وصلت سيارة ضخمة،
فكان لونها أسود ، وبعدها نزل رجلٌ طويل القامة ، أسمر اللون ،وكانت حواجبه كثيفة ، وكانت عيناه جاحظتان ، وله شارب كثيف يحجب فتحات أنفة ، وله لحيتاً طويلة ومدببه ، وكان أقرع الرأس من الوسط، فكان يرتدي رداءاً أسود يشبه رداء حُراس المقابر .
كنوز تتمتم: شكله مخيف.
الرجل بصوت متحشرج: أهلاً يا أصحاب.
يوسف: مرحباً بك ، لقد أتيت في وقت حاجتنا .
أبتسم الرجل ابتسامة خفيفة ومريبة في نفس الوقت: وأنا كنت أعلم أنكم تحتاجونني.
جلال مندهش من كلامه: ماذا قُلت ؟!
الرجل: لا شيء لا شيء كُنت أمزح معكم فقط.
كريم: إن إحدى الإطارات نائمة .
الرجل: لقد أحظرت معي إطاراً لكم.
فذهب الرجل إلى سيارته وأنزل الإطار من الخلف .
فتوجه الجميع إلى سيارتهم وبدأُ بتصليح الإطار ..
وبعد مرور نصف ساعة إنتهى الجميع من تصليح الإطار .
الرجل: ها نحن إنتهينا.
كريم: أشكرك جزيل الشكر .
الرجل: لا شكر على واجب ، ولآن أنتم مدعون إلى منزلي.
كنوز: شكراً لك ،ولكنا نُريد الوصول إلى المنطقة بسرعة.
الرجل غاضب: لا وألف لا بل ستأتون معي إلى منزل لكي ترتاحوا قليلاً حتى حلول النهار.
كريم: ولكن....
قاطعه الرجل غاضب: يكفي أنا قلت لكم بأن تأتوا معي وإلا...
جلال: وإلا ماذا يا رجل؟!
الرجل: لا شيء.
يوسف: حسناً ولكن أرجوك لا نُريد أن نتأخر عن الرحلة .
الرجل: لا لا لن تتأخروا.
نجم: حسناً هيا لنذهب .
ركب الرجل في سيارته وركب الجميع في سيارتهم.
وبعدها أسرع الرجل بسيارته داخل الصحراء.
كريم مندهش: هل نلحقه؟!
طارق: نعم قبل أن يقتُلنا .
فلحق كريم سيارة الرجل ودخلوا إلى وسط الصحراء المظلمة.....
وبعد مرور خمس دقائق من شقهم هذا الصحراء القاحلة.
كنوز: المكان مخيف في هذه الصحراء.
طارق: إن منزل هذا الغريب بعيد!!
نجم: وهل تعتقدون أن هناك منزل؟! فدائماً هذه الأشكال قتلة.
جلال خائف قليلاً: ماذا تقول؟!
قاطعه يوسف: أنظروا إلى هناك ....إنه المنزل....
وصل الأصدقاء إلى المنزل المخيف ، وكان يحتوي هذا المنزل على طابقين ،وكان المنزل أيضاً قديم جداً ،ومتهدم قليلاً ، وكانت هناك غرفة في الطابق الثاني مضيئة .
توقف الجميع أمام المنزل المخيف...
وبعدها نزل الأصدقاء ووقفوا أمام المنزل، فتقدم إليهم الرجل .
الرجل: ها قد وصلنا إلى المنزل تفضلوا.
تقدم الأصحاب إلى الأمام وكانوا مترددين في الدخول، فكان الرجل الغامض يقودهم إلى داخل المنزل.
أخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب...
وفجأة...
لم يتصور الأصحاب جمال المنزل من الداخل .
طارق مندهش: يا الله .....المنزل جميل جداً...
الرجل: تفضلوا إلى هنا.
فدخلوا إلى غرفة جميلة جداً من الطراز الهندي...
فجلس الجميع وهم مندهشون من جمال هذا المنزل.
الرجل: دقائق وسأحضر لكم العشاء.
فذهب الرجل، وبدأ الجميع بنظر إلى الأثاث النادر وتحف الرائعة.
كريم: كيف حصل على هذا الأثاث وهو داخل الصحراء التي تبعد عن المدينة بمئات الكيلو مترات؟!!!
نجم: من الممكن أن يكون قاطع الطريق، ولهذا يملك أجمل الأشياء.
جلال: إذا أتى إلى هنا سنسأله .
كنوز خائفة: أرجوكم دعوا الرجل لوحدة ولا تسألوه من أين حصل على هذه القطع الجميلة.
وفجأة....
دخل ثلاث خادمات وهم يحملون ألذ المأكولات الشرقية، وبعدها وضعوا الخدم الأكل أمام الأصدقاء، وبعد وضعهم الطعام سلّوا أنفسهم خارجين .
فدخل الرجل وقال: إبدأُ بالأكل.
يوسف: لكن هذا الأكل كثير جداً .
الرجل: أنتم تستحقون أكثر من ذلك ،هيا الآن كلوا وهنؤو.
بدأ الأصدقاء ينظر بعضهم البعض بسبب ترددهم.
الرجل: لا تخافوا فالأكل نظيف.
بدأ الأصدقاء بالأكل ،وبعد ثلاث دقائق إنتهى الجميع من الأكل.
الرجل: هذا لا يكفي فطعام كثير والحمد لله فيجب أن تكملوا طعامكم حتى تفرغ أوانيكم !!
طارق: الحمد لله لقد شبعت ،فالأكل ثقيل قليلاً.
الرجل: حسناً أشربوا هذا الحليب الطازج ريثما أعود قليلاً.
قدم الرجل إلى الأصدقاء الحليب الطازج وخرج من الغرفة، فبدأ الأصحاب بشرب.....
وبعد منته الجميع من شرب الحليب..
يوسف: إن هذا الحليب غريب !!! فأنا الآن أشعر بالجوع الشديد.
كنوز: صحيح فكأنك لم تذق الطعام منذ أشهرٍ عدة.
جلال: هل نأكل أم لا؟!!
نجم: في الحقيقة أنا لا أستطيع أن أهرب فأنا جائع هيا لنكمل الأكل...
فرجع الأصحاب إلى الأكل وبدأُ يأكلون...ويأكلون....ويأكلون...
حتى فرغت الأواني من الطعام...
يوسف: الحمد لله لقد شبعت..
جلال: وأنا كذلك لقد شبعت ، أما الآن لا أستطيع أن أمشي.
كريم: لماذا؟!
جلال: لقد أكثرت منه .
فجلس الأصدقاء دقائق بانتظار الرجل، ولكن الرجل قد تأخر في الحضور ، فبدأ الأصدقاء يتساءلون عن غياب الرجل ، فمر خمس دقائق....عشر.....نصف ساعة...ساعة...
ساعتين كاملة.
يوسف: لا أستطيع تحمل الانتظار هيا لنرحل.
كريم: كلامك صحيح هيا لنخرج.
وقف الجميع من أماكنهم ، وتقدموا إلى باب الغرفة ، فتح جلال الباب.....ولكن المنزل تغير عن السابق..
فأصبح مظلم ومختلف بشكل جذري.
جلال: ماذا حصل بالمنزل؟!
كريم: من الممكن أن يكون هذا السبب هو الظلام فهو سببٌ في تغير شكل المنزل!!
نجم: أو بسبب دخولنا المنزل مندهشين فلم نتمعن بالمنزل جيداً.
كنوز متفاجأة: لا يا أصدقاء ...فالمكان تغير بالفعل ..أنظروا إلى الجدران فهي متشققة وعليها أثار بُقع قديمة...!؟
يوسف خائف: إذاً لنخرج من هنا حالاً...
فتقدموا إلى الأمام بحثاً عن باب للخروج ولكن لا يوجد سوى أبواب غرف .
جلال خائف: أين باب الخروج؟!
فبدأُ يلتفتون يميناً ويساراً ولكن لا جدوا.
كنوز تصرخ بصوت عالي: هل من أحدٍ هنا.
فبدأ الصوت يتكرر مراتٍ عدة بسبب عوامل الصدى .
فحّمر وجه نجم: لندخل إحدى الغرف بحثاً عن مخرج.
فتقدم الجميع إلى غرفةٍ في آخر هذا المنزل ، فمر جلال على نافذة، ونظر منها وتفاجئ...
جلال متفاجئ : مستحيل كيف يحصل ذلك..
كنوز: لماذا توقفت عند النافذة؟!
جلال: نحن في الطابق الثالث ...!!
دهش الجميع..
يوسف خائف: كيف ..كيف يحصل هذا ، فالغرفة التي دخلناها بالقرب من الباب الخارجي ؟!
كنوز: أصبح المنزل أقدم بكثير، فشبكات العناكب بدأت تظهر.
نجم: هناك سلم هيا لننزل.
فأسرع الجميع بالركض إلى السلم وهم خائفين مما حصل ..
فبدأُ بالنزول حتى وصلوا إلى الطابق الأرضي ، وبعدها سكت الجميع....
فلم يجدوا سوى جدران محاطة من كُل جهه..
يوسف: من أين نخرج فالجدران محاطة من كُل الجهات.؟!
كريم مرتبك: لنصعد لطابق الأعلى.
فبدأ الجميع بصعود إلى الطابق الأول ووجدوه مثل الطابق الأرضي ، فلتفتوا إلى الخلف لكي يصعدوا إلى الطابق الثاني ولكن السلم اختفى تماماً...
فلقد أصبحوا في صندوقٍ من الحجر والإسمنت .
فصرخت كنوز صرختاً عالية جداً تكاد الجبال أن تهتز .
وفجأة....
أستيقظ يوسف من حُلمة المُزعج على ضحكة كنوز العالية.
فامتلأ وجهه بالعرق ، فكان الخوف في وجهه واضحة .
جلال: هل الحلم أزعجك؟!
يوسف خائف: كم ساعةٍ غفوت ؟!
جلال: أقل من خمس دقائق.
كريم: لماذا أنت خائف يا يوسف.
يوسف: هل حضر الرجل إلى هنا؟!
طارق: لا..
يوسف خائف: لنرحل من هنا حالاً.
فوقف الجميع من أماكنهم فتقدم يوسف وفتح باب الغرفة فوجدها قليلة الإضاءة.
قال يوسف بصوت خافت: لا تصدروا أي صوت لكي لا يعلم الرجل .
فبدأُ بالتقدم إلى الباب الخارجي خلسة ، فتح يوسف الباب فأصدر الباب صريراً مزعجاً.
نجم: لنسرع إلى الخارج.
فخرج الجميع إلى الصحراء في ظلمة الليل البهيم.
كنوز: أين سيارتك يا كريم؟!
كريم مندهش: ماذا.....! لقد إختفت يا الهي .
نجم: إذاً هو قاطع طريق..
طارق: لنبحث عن سيارةٍ أخرى.
جلال: هل أنت تمزح، نحن في وسط صحراء يا أحمق.
كريم: انتظروا هنا، سأدور حول المنزل لأرى هل إذا كان هناك سيارةٍ أخرى.
جلال: سأذهب معك.
فذهب كريم وجلال بالبحث عن سيارةٍ أخرى حول المنزل .
وفجأة...
لاحظ يوسف قدوم سيارة من بعيد متجه إليهم.
يوسف: لقد أتى لقد أتى ماذا نفعل؟!
نجم: أهدئ قليلاً ولكن ...
كنوز: سألحق بكريم.
طارق: لا ابقي معنا .
وصل كريم وجلال إليهم.
كريم: لم أجد سيارتي.
يوسف: الرجل قادم ماذا نفعل بسرعة؟!
جلال: أين؟!
كنوز: إنه يقترب من هنا.
كريم: حسناً لنختبئ خلف المنزل ، وإذا دخل المنزل سنكون نحن داخل سيارته .
فوافق الجميع على الخطة ، فتوجه الجميع خلف المنزل إلى يوسف وكريم ،فبقوا بجانب المنزل من الجهه شديدة الظلمة ، حتى يراقبوا دخول الرجل المنزل...
وصلت السيارة إلى المنزل ، فنزل الرجل من السيارة فكان يغني من الأغاني القديمة، فتوجهه إلى حقيبة السيارة ،وأخرج منها سلاحين وأكياساً سوداء.
فدهش كريم ويوسف وبدأُ بالتجسس عليه.
كريم: إنها سيارتي؟!!
فقال الرجل بصوت متحشرج: الأغبياء سأدخل عليهم وأقتلهم جميعاً ههه.
ففتح باب المنزل ودخلة ، فأسرع كريم ويوسف إلى السيارة وفتحوا السيارة فكان من حسن ظنهم أن السيارة كانت غير مغلقة ، فأنزل كريم رأسه تحت مقود السيارة وبدأ بإخراج الأسلاك ملونه وبدأ بالعبث بها لكي تعمل السيارة .
وفجأة...
إشتغلت السيارة، وفي نفس الوقت سمع كريم صرخة الرجل من داخل المنزل وبدأ بإطلاق النار من شدة غضبة.
فذهب يوسف مسرعاً لإخبار الجميع بعمل السيارة ، ولكن الرجل خرج من المنزل وهو شديد الغضب ، وكان يحمل مسدسين من عيار خمسة وأربعين ، فنظر كريم إلى الرجل بخوف.
فقال الرجل وهو يضحك ضحكته الغريبة: لا يوجد مفرٌ لك ولأصحابك الأغبياء.
فرفع السلاح إلى وجهه كريم ، لكن كريم أشعل إضاءة السيارة القوية حتى لا يرى الرجل، فوضع الرجل يداه على عينيه لكي يحجب شعاع الضوء المسلط عليه وأطلق النار طلقتين متتاليتين ولكنها بعيدة عن كريم.
وفجأة....
وقع الرجل مغمياً عليه ، فلقد وجّه نجم عصاً خشبية على رأس الرجل من الخلف حتى وقع أرضاً.
أغلق كريم إضاءة السيارة .
كريم: هيا أصعدوا بسرعة إلى السيارة.
فركض الجميع إلى السيارة ، ولكن الرجل فاق من غيبوبته ، فأخذ السلاح المُلقى بجانبه وبدأ بإطلاق النار عليهم.
فرجع كريم بسيارة إلى الخلف لكي يتفادى طلقات رصاصة.
وبعدها فر هارباً من منزل القاتل .
جلال وهو يأخذ نفساً عميقاً: الحمد لله لقد ابتعدنا .
كريم: أتعلمون أنه كان يُريد قتلنا ؟!!!!
طارق متفاجئ : ولماذا يُريد قتلنا؟!
كنوز: لكي يأخذ أغراضنا .
نجم: هل أخذ من السيارة شيء.
كريم: لا.... فكلها سليمة ماعدا الطلقتين التي أصابت الزجاج الخلفي .
نجم: إذاً كلامي صحيح !! فهو قاطع طريق، فهذه الأشياء يستحيل أن يشتريها أي شخص إلى إذا كان هو قد سرقها من تجار البلاد أو غيرة....
جلال: في الحقيق هو....
قاطعه كريم مندهش ومُرتبك: إنه يلحقُنا .!!!
إلتفت الجميع إلى الخلف لينظروا من الذي يلحقهم .
وفجأة ...
بدأ الرصاص يتطاير من فوق السيارة.
كنوز: أسرع يا كريم إنه الرجل نفسه يُريد قتلنا.
نجم خائف: لا يستطيع فنحن ستة أشخاص .
كريم: وصلنا إلى الطريق الرئيسي، فنحن أسرع منه بكثير مع سيارتي السريعة فسيارته ثقيلة جداً جداً فلا يستطيع اللحاق بنا ...
فبدأ كريم بالسرعة الشديدة حتى تلاشى الرجل القاتل عن الأنظار مبتعداً عنهم ، وبدأُ الأصدقاء بإكمال الرحلة إلى قرية ماركينو سيت وهم يشكرون الله على إنقاذهم من الرجل القاتل ومن ثم شكر يوسف على إخبارهم بالهروب قبل قتلهم جميعاً....




,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
برآة التوأم

بإذن لله الجزء الثالث ومثير بكُل معنا الكلمة لا تفوتكم.....ما راح أطول عليكم إن شاء الله
فراشة ملونة
فراشة ملونة
بسم الله... ها أنا أعود إليكم بالجزء الثاني من القصة .... أوقف كريم السيارة أمام باب المطعم المكسيكي ، فنزل الجميع. كنوز: إني أُحب المطعم المكسيكي. جلال: لا أعتقد بأني سأتقبل بطعامهم . طارق: حسناً أدخلوا وتفقدوا المطعم ونظروا ماذا يبيع من مأكولات مكسيكية . جلال: وأنت ؟! طارق: سأذهب هناك لأرى الورشة هل يبيع إطاراً احتياطياً أم لا. كنوز: لا تتأخر فالمطر غزير. كريم: شكراً لك يا طارق. توجه طارق إلى الورشة وهو يضع معطفه على رأسه وهو يركض. أما الجميع فقد دخلوا المطعم المكسيكي، وفي فتحهم للباب أصدر صوت صرير عالي جداً مما جعل من في المطعم يصمت ليرى من الداخل . توقف الأربعة عند الباب ، وبدأُ ينظرون يميناً ويساراًً . وبعد ذلك ..... بدأ جميع من في المطعم بالكلام. قال يوسف في أُذن كريم: لقد خفت كثيراً لما سكتوا . كريم: حسناً دعنا نتقدم فإن وقوفنا هذا يشُد الأنظار. تقدم الجميع وجلسوا جميعاً بجانب بعض على الطاولة التي عند البائع . فتقدم إليهم أحد أصحاب المطعم، فكان ضخماً جداً ،وكان وجهه الدائري مليء بالشعر ، وكان ردائه ملطخاً بالدم ، وكان يحمل سكيناً مليء بالدم . قال في صوت متحشرج: ماذا تُريدون من طعام؟! كريم: اااااا أنتظر لم أختر بعد. الطباخ وهو يشير إلى جلال: وأنت ؟! جلال: لا شكراً. نظر الطباخ إلى يوسف وقال: ألا تريد شيء؟! يوسف مرتبك: في الحقيقة أُريد ماء فقط هذا كُل شيء. الطباخ: إذاً لماذا أتيتم هنا؟! لتنظروا إلي؟! أم للأكل. كنوز بكل ثقة: لا نريد الطعام إذا كنت أنت الطباخ ،فجسمك مليء بالدم مما يجعلنا لا نشتهي لأكل. فضحك الرجل بقوة شديدة فتفاجئ الجميع ونبهر ُ من ضحكات هذا الضخم ، فسكت جميع من في المطعم. قال الضخم وهو يضحك : ومن قال لكم أنني أنا الطباخ !!فأنا الجزار هنا، كنت فقط أسجل الطلبات . ابتسم جلال وقال: إذاً أعطني هذه الوجبة. وبدأ الجميع بالطلب .... أما طارق فقد دخل ورشة السيارات المُوحش بظلمته ،ولم يجد أحداً يعمل . طارق وهو يصرخ بصوت عالي: هل هناك أحد ؟! ولم يجبه أحد....فقد كان المكان مظلم قليلاً وبه أضاءه بيضاء خفيفة ، وسيارات معدومة ، وإطارات ممزقة وأُخرى محترقة ، وفي إحدى أركانها رافعه لسيارات ، ومقابلها أرفف عديدة بها إطارات جديدة وغير ذلك، وبجانبها طاولة بها مُعدات السيارات. تقدم طارق إلى طاولة التي فوقها مُعدات السيارات ، وبدأ يتفحص المُعدات. وفجأة.... أتى أحد الرجال من خلفه ومسك كتف طارق وإذا بطارق من شدة خوفه كان ممسكاً بإحدى المعدات الحادة، وإذا هو يستدير نحو الرجل وضرب رأس الرجل من دون قصدٍ منه ، فإذا بالمُعدّة في داخل رأس الرجل ، وبعدها أصدر الرجل صوت غرغرة ووقع على وجهه فمات.... تراجع طارق للخلف وهو متفاجئ ومنصدم، فإذا هو يصطدم بالطاولة التي خلفه فتقع أرضاً فتصدر أصوات قرقعة عالية جداً.. فبدأ يلتفت يميناً ويساراً لكي يتأكد أن لا أحد يراه . بدأ طارق برجفة والرعشة والخوف: م..م..م..ماذا فعلت بالرجل؟! هل قتلته ؟!. ماذا أفعل؟ هل أتركة وأذهب أم لا !؟ أو.... وجدتها سأدفنه خلف الورشة. تقدم طارق لرجل وأمسك بقدميه وبدأ بسحبهما للخارج. فقد كان الرجل من حسن حظه نحيل جداً، مما يساعده في حركته . فتح طارق باب الورشة ، وهب في وجهه ريحاً قوياً ، وأمطاراً غزيرة ، فتقدم للأمام لوحدة ليتفقد المكان ، فلم يجد أحداً في الجوار ، فأسرع وأمسك بأرجل الميت وبدأ بسحبة خارجاً... فبدأ يسحبه ويسحبه إلى خلف الورشة لأن في الخلف صحراء قاحلة ممتدة على بُعد النظر . ووضع الميت خلف الورشة ،وبدأ بالبحث عن مجرف ليحفر له حفره ويضعه داخلها . ولكنه لم يجد مجرف ، فدخل الورشة مرة أُخرى بالبحث هناك حتى وجدها ، فأخذها من فوق الطاولة ، فتقدم للخارج فإذا هو يمر بمكان الجريمة ، فكانت الدماء في كُل مكان . طارق: يجب أولاً أن أدفن الرجل ومن ثم أعود لكي أمسح الدم . فخرج طارق في هذا المطر الغزير وبدأ بالحفر.... أما في المطعم ... تقدم الطاهي بالأكل ، ووضع أمام كُل شخص وجبته ، وبدأُ بالأكل .. كريم: لقد تأخر طارق ؟! جلال: من الممكن أنه يضع الإطار داخل السيارة فهذا هو سبب تأخره . كنوز: أرجوك يا سيدي أرفع صوت التلفاز قليلاً. تقدم الرجل ورفع على صوت التلفاز . إلتفت الجميع ليستمع إلى النشرة الجوية ... ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. قناة السابعة تحييكم... الأجواء اليوم ممطرة على أغلب مناطق جنوب قايرنت ، فالأمطار تكاد مستمرة ليوم أو يومين بشكل غزير ، أما في.....) يوسف: يا الله لقد ذهب يوم من أيامي المعدودات هدراً . كريم: هل يوجد لديك يا سيدي غرفاً لنوم ؟! الرجل: نعم لدينا ولكن... . جلال: ولكن ماذا ؟! الرجل: هذا إذا وجدنا غرفتاً فارغه . كنوز: على العموم نحن سنبقى هنا حتى تُفرغ إحدى الغرف. وبعد دقيقة من الأكل ... يوسف: لقد تأخر طارق ؟! كريم: سأذهب إليه عندما أنتهي من طعامي. وبعد ربع ساعة ... أنتها طارق من دفن الرجل، وبدأ بوضع اللمسات الأخير التي تُبعد الناس عن شكهم بأن هذا قبر . وفجأة... أتى رجلٌ وبنته خلفه طارق ، كانوا يحملون مضلة تقيهم من حبات المطر . وقال: ماذا تفعل هنا يا هذا؟! طارق مرتبك: أنا...أنا ......أنا. قاطعته الفتاة التي لا تتجاوز الخامسة عشرة : لماذا تتمتم هكذا؟! طارق: أنا ..كنت أنظف المكان. الفتاة مستغربة: في هذا الجو الممطر؟! لا حظ الرجل على ملابس طارق قطرات من الدماء. الرجل: لماذا الدم في صدرك؟!! وبدأ طارق بالبحث في قميصه الأبيض عن الدم وتفاجئ بوجوده..... طارق مبتسم: آآه أتقصد هذا، لا تفكر أنني قتلت أحد، لا ..لا فأنا الجزار في المطعم. الرجل: إذاً سأتركك في هذا الجو الممطر. طارق: سُررت بلقاؤك. تحرك الرجل وبنته وتوجهوا نحو المطعم المكسيكي. الفتاة: إن الرجل غريب الأطوار يا أبي!! الأب: فأنا أشك بتصرفاته ، لماذا يحمل مجرف ؟! الفتاة: دعك منه ولنذهب لنأكل شيء فأنا جائعة . طارق: لقد إنتهيت، ولآن سأذهب وأمسح الدم داخل الورشة. فترك المجرف بجانب القبر المخفي ، ونظر إلى الساعة فوجدها العاشرة والنصف صباحاً . طارق: لقد تأخرت عليهم ، حسناً سأُسرع بمسح الدم وأرجع إليهم بعذر مقبول. فلتفت يساراً فوجد كريم في وجهه . طارق متفاجئ: كريم!!!! ما..ما....ما...ماذا تفعل هنا ؟! كريم: لماذا تأخرت ؟!مر ساعةٌ على غيابك ، وماذا كنت تفعل كُل هذه المدة ؟! طارق: دعك مني ولنذهب لنأكل شيءً. نظر كريم إلى طارق نظرة غريبة . طارق مرتبك: حسناً سأخبرك ، كنت جالس مع صديق لي قديم إنه يعمل في الورشة . كريم: إذاً لنذهب إليه. طارق. لا لا ...لا إنه مشغول لهذا تركته وحدة . كريم: حسناً دعنى ندخل المطعم. دخل الجميع المطعم . يوسف: أين أنت؟! طارق: كنت جالسٍ مع صديقٍ لي قديم. كنوز: ولآن ماذا تُريد أن تأكُل؟! طارق: أي شيء. بدأ جلال يلاحظ أن وجه طارق مُصفر وشاحب ومتسخ وغير ذلك. جلال: هل صحيح أنك كُنت جالس مع صديقك القديم؟! طارق: لماذا تسأل ؟! جلال: لاحظت أنك متسخ الملابس وشاحب الوجه وبقع............. وزدرأ لعابه طارق بصعوبة شديدة . جلال: ما بك يا طارق هل هناك شيء؟! طارق: أرجوك دعني لوحدي فأنا مُتعب. تقدم رجل المطعم وقال: يا شباب هناك غرفة فارغة ، خذُ رقمها 101 إنها أمام الورشة مباشرة. كنوز: شكراً لك، هيا يا شباب لنذهب إلى الغرفة... فذهب الجميع إلى الغرفة التي مقابل الورشة . كريم: إنها صغيرة جداً . يوسف: غرفة تعبيرية . طارق: سأخرج قليلاً. جلال: في هذا الجو ؟!. طارق: وهل أنت ولي أمري؟! خرج وأغلق الباب خلفه... طارق وهو يتمتم: لا أستطيع الاقتراب من الورشة ، فهو مقابل الغرفة مباشرة ، إذاً سأدخل المطعم مرةً أُخرى حتى أجد حلاً لذلك . دخل المطعم وجلس في إحدى الطاولات الفارغة. فتقدم إليه النادل . النادل: ماذا تُحب أن تشرب؟! طارق: عصير ليمون أرجوك . فذهب النادل ليحضر طلب طارق، ففي هذه اللحظة ،نظر الرجل وابنته إلى طارق وهو يجلس أمامهم دون أن يلاحظ طارق . الرجل يخاطب أبنته: أليس هذا هو الجزار؟! الفتاة: بلا... ولكن لماذا لا يذهب داخل غرفة العاملين؟! الرجل: ألم أقل لكِ أن وراء هذا الشخص سر ٌعظيم؟!!! الفتاة: إذهب يا أبي وسأل النادل هل إذا كان جزاراً أم لا . الأب: أنتِ ذكية يا سارة ، سأذهب إلى النادل. فتقدم الأب إلى النادل ، وجلس فوق الطاولة الجماعية التي عند المحاسب. الأب: أيها النادل تعال إلى هنا قليلاً. النادل: أمرك سيدي ماذا تريد؟! فقال الأب لنادل بأن يجعل رأسه قريب من رأسه وقال له بصوت هادئ: هل هذا الرجل الذي يجلس هناك يعمل جزاراً في المطعم؟! النادل: الذي يجلس لوحدة؟! الأب: نعم. النادل: ومن قال لك أنه يعمل هنا جزاراً. الأب: ألم تنظر إلى الدم الذي في صدره؟! النادل: فقال لك أنه جزار !! الأب: نعم، فأنا أشك في تصرفاته . النادل: وماذا رأيته يفعل لكي يقول لك أنه جزار؟! الأب: رأيته يدفن شيء خلف الورشة. قاطعهم أحد الرجال الذين يجلسون بجوار الأب. الرجل: هل هناك مشكلة بينكم؟! الأب: وما شأنك أنت ؟! فأخرج الرجل شارته وقال: أنا المحقق نجم . الأب: آسف يا سيدي ظننتك أحد الرجال المتطفلين . النادل: إن الرجل الذي يجلس هناك مشكوك في أمرة. إلتفت المحقق إلى الرجل وقال: و بماذا تّشكون به؟! الأب: في تصرفاته يا سيدي، حسناً تعالوا لنحفر لنرى ماذا يخبئ تحت التراب. المحقق: هل رأيته يحفر التراب أم يردمه ؟! الأب: لا لقد رأيته يردمه ،ولما رآني تلعثم في الكلام وتغير وجهه ... قاطعه المحقق: إذاً لنسرع بالبحث... نظر طارق إلى تحركاتهم ونظراتهم المتجه إليه بشكل يُلفت الإنتباه.. وقف الرجال الثلاثة واتجهوا نحو الباب، وبعد ذلك توقفوا عنده لتحدث... طارق يتمتم: أليس هذا هو الرجل الذي رآني وأنا..... أعتقد أنه يشك بي... يجب أن أرحل الآن. وقف طارق بسرعة ، ووضع المال على الطاولة واتجه للباب ،ولكن الرجال لم ينتبهوا لقدومه إليهم . وفجأة.... مر طارق من بينهم وهو خافضٌ رأسه وسمع الأب يقول للمحقق بصوت خافت جداً: هذا هو القاتل. فكان يُشير بإصبعه إلى طارق من خلفه . طارق وهو مُسرع إلى الغرفة وهو يتمتم: لقد عرفوا أني قاتل ،يجب أن نرحل الآن. المحقق: هل نحفر الحفرة في هذا الجو الممطر؟! النادل: وهل نجعل القاتل يفر منا بسهولة؟! الأب: لنسرع أيها المحقق بالحفر. دخل طارق إلى غرفتهم باندفاعٍ شديد، فكان خائف وشاحب الوجه. جلال: ما بك؟! طارق مُرتبك: بسرعة يجب أن نرحل الآن ..الآن. يوسف: لماذا ؟! إن المطر لم يزول بعد ؟! طارق: في الطريق سأقول لكم ، ولآن أرجوكم لنرحل. كنوز: حسناً يا أصحاب ، لنرحل من هنا. كريم: دون معرفة السبب ؟! جلال غاضب قليلاً: أنها مشكلته وحده ؟! طارق: إنها ليست مشكلتي وحدي بل جميعنا داخل المشكلة ،ولذلك لنسرع بالهرب. وجاءت كلمات يوسف في تمتمة مبهورة: ماذا فعلت يا طارق ؟! ولماذا نحن داخل المشكلة؟! طارق غاضب جداً: ألم تسمعوا ماذا قلت ، هيا لنرحل سأحكي لكم في الطريق.. وبدأ الأصحاب بحزم أمتعتهم من جديد. أما الرجال الثلاثة كانوا خائفين قليلاً وهم واقفون أما الحفرة . النادل: اعذروني فأنا خائف ،ولا أُريد أن أحفر معكم الحفرة . المحقق: لا فأنت شاهد على ذلك. النادل: إذاً لنسرع أرجوكم. أمر المحقق الرجلين بالحفر ، وبدأُ بالحفر . وفجأة... خرج طرفٌ من حذاء المقتول لونه أسود، تفاجئ الجميع، وبدأ كُل واحدٍ ينظر للآخر بدهشة ، وبعدها أمرهم المحقق بحفر المزيد وبسرعة حتى خرج لهم جثة مقتولة وفي داخل رأسها مُعده حادة. فُزع الجميع. المحقق مُرتبك: هل القاتل ما زال هنا ؟! النادل أعتقد ذلك. الأب مرتبك: في أي غرفةٍ هو؟! النادل: غرفة رقم 101. المحقق وهو يركض باتجاه الغرفة: اتصلوا على الشرطة حالاً . وصل إلى باب الغرفة ، وأخرج سلاحه ، وأخذ نفساً عميقاً ، وضرب بقدماه الباب حتى انكسر .... وفجأة... أشع البرق سناه ، وازدادت سرعة الرياح ، فدخل الغرفة وهو خائف وبدأ بالبحث ولكن لا جدوى ، وبعد ذلك لاحظ أن نافذة الغرفة للجة المقابلة مفتوحة، فكان الهواء يجعل السِتار يتراقص . فتقدم مسرعاً ليلقي نظرة ، فوجد سيارتهم تتحرك بسرعة . قفز من النافذة واتجه إلى سيارة بسرعة ، فركبها وبدأ بملاحقتهم . أخذ جهاز ألاسلكي المرتبط مع عدة رجال شرطة وأخبرهم بشكل السيارة وكم عدد رُكابها . وفي طريقهم الترابي المتصل بين المحطة والطريق الرئيسي كان المحقق مسرعاً بسيارته . يوسف: من هذا الرجل؟! طارق خائف: لا أعلم !؟ ولكنه علِم الحقيقة . كريم: أي حقيقة تتحدث عنها؟! طارق: لا عليك فقد انظر إلى طريقك وسر بسرعة. بدأت سيارة المحقق بالاقتراب منهم، وبعدها خرجت السيارتين على الطريق العام. فكان الجو شديد المطر ، وقوي الرعد والبرق، وقوية الرياح، فكانت السُحب شديدة السواد مما يجعل الطريق خالياً من السيارات وصعوبة التحكم بها.. وفجأة... أصبحت سيارة المحقق بجانب سيارتهم من الجهة الأخرى . كنوز: اُنظروا إنه بجانبنا !؟ يوسف: لحظة !!!!! رفع نجم يده وهو يحمل شارته وهو يطلب منهم التوقف. جلال مندهش: إنها شارة رجل شرطة على ما أعتقد. يوسف: إنه يُريدنا أن نتوقف . طارق خائف: هل أنتم مجانين ، لا تتوقف يا كريم لهذا الرجل. جلال: ولكن إنه رجل شرطة؟! طارق: إذا توقفتم فسيلقون القبض علينا وإلى الأبد. يوسف متعجب: ولكن ماذا فعلنا لكي يلقي القبض علينا ؟! طارق وهو يصرخ: يكفي .يكفي .يكفي لقد قتلت شخصاً من غير قصد. توقف الجميع عن الكلام ، فاندهشوا لما قال... وفجأة... صدم المحقق سيارتهم من الخلف ليجعلهم يقفون ،ولكنهم لم يتوقفوا ، بل واصلوا مسيرهم بشكل أسرع.. فعاود الكرة فصدمهم مرةً أخرى من الخلف ، ولكنهم لم يتوقفوا.. فعاود الكره ولكن هذه المرة إنقلبت ضده ، فخرجت سيارته عن المسار وبدأت تتدحرج على جانب الطريق... طارق:و أخيراً لقد انتهينا منه. يوسف مندهش: توقف .توقف يا كريم. كريم: لماذا؟! كنوز: لننقذ الرجل بسرعة. طارق مندهش: هل أنتِ مجنونة ، ننقذ شخصاً سيلقي القبض علينا!؟ يوسف: دعك منه ولنذهب للرجل . فأدار كريم السيارة إلى الخلف واتجه إلى سيارة المحقق . نزلوا جميعهم ما عدا طارق ، فأخرجوا الرجل من سيارته التي هيا منقلبة على جنبها الأيمن ، فأخذوه معهم إلى السيارة وبعدها تحركوا ليكملوا الطريق... ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, طريق الموت وبعد مرور خمسة ساعاتٍ ونصف ، هدأت الأمطار، وبدأت السُحب تتلاشى، وبدأت الشمس تخرج من بين السُحب على هيئة خيوط ذهبية .. كنوز: أنظروا يا أصحاب إلى الشمس كم هي جميله!!؟ جلال: بدأ قوس الرحمن بالخروج . وبعد ذلك، استيقظ المحقق من غيبوبته . المحقق بصوت بعيد: آه ....( وضع يده على رأسه) أين أنا؟! كريم: لا تخف أنت بأيدٍ أمينة . وبدأ ينظر إلى الأصحاب بدهشة ، ونظر إلى طارق وهو جالس في المرتبة الثالثة . المحقق غاضب: أنت القاتل سأقبض عليك . طارق: لا تفكر في القبض علي ، لأن الطريق خالي من البشر. المحقق: ماذا تقصد بقولك؟! جلال: يقصد بأن ندعك في طريق الموت. كريم: فلذلك إلتزم بما نقول. يوسف: ما أسمك؟! وما هيا وظيفتك؟! المحقق: أنا نجم ووظيفتي هي التحقيق. جلال: اوووو إذاً أنت محقق . نجم: نعم أنا محقق......صحيح ماذا حصل لسيارة؟! يوسف: لقد احترقت بالكامل ولو تأخرنا قليلاً لأصبحت نجم المشوي. فضحك الجميع ، وبدأُ بالحديث مع بعضهم البعض . وبعد مرور ثلاث ساعات ونصف بدأت الشمس بالمغيب... يوسف: إن الرحلة طويلة؟! كريم: بقي ألف ومئتين كيلو متر فيجب أن تتحمل. يوسف: كيف حسبت المسافة المتبقية؟! جلال: دعك من هذا ،أخبرني يا طارق كيف قتلت الرجل؟! طارق غضب: لا تقل لي أني قتلته ، فأنا لم أتعمد قتلة . نجم: كيف قتلته؟! وبدأ طارق يحكي لهم القصة.... وبعد ذلك بدأ الليل يهجم بظلامه على أرجاء المكان، فبدأت الشمس بالغروب، وبدأ القمر بالظهور ، فأصبح القمر بدراً وبدأ ينير المكان بشكلٍ لطيف. يوسف: لقد حل الليل فيجب أن نقف قليلاً. جلال: إنتظر قليلاً فلن نقف الآن. وبعد مرور ساعتين ونصف ، وصل الأصحاب إلى منطقة صحراويه لا يوجد سوى الرمل الذهبي. كنوز: مكتوب على الافته منطقه صحراويه على مسافة مئتين كيلو متر . جلال: إذاً لا وجود للمحطات الوقود على بُعد هذه المسافة . يوسف: هل يوجد من الوقود ما يكفي؟! كريم: نعم. وبعد دقائق من الصمت .. نجم: إلى أين هي وجهتكم؟! كريم: إلى ماركينو سيت . فُجع نجم بقوله إلى ماركينو سيت وقال في تلتم: يا أيها المجانين لماذا تُريدون الذهاب إلى هناك ؟! جلال: في الحقيقة نحن مجموعة جيلوجيه وهناك في ماركينو سيت مجموعة من الأحجار النادرة ونحن نُريد أن نكتب تقرير عنها ونأخذ عينات للمدينة. يوسف وهو يتمتم : أنا أتيت لغرض آخر لهذه القرية . كنوز: ماذا قلت؟! وفجأة.... إنفجر إطار السيارة فجأة، فتفاجئ الجميع. يوسف: ماذا حصل ؟! كريم: إنفجرت إحدى الإطارات. توقف كريم على جانب الخط، فنزل الجميع ، وتقدم كريم إلى حقيبة السيارة ليخرج منها الإطار الاحتياطي. ولكن طارق لم يحظر الإطار. كريم مرتبك: طارق ألم تحظر إطاراً جديداً؟! طارق: وكيف أُحظر إطاراً وأنا قتلت شخصاً بغير قصد . يوسف: ولآن ماذا نفعل؟! كريم: لا أعلم ؟! نجم: سننتظر أحداً ليساعدنا. يوسف: لا أعتقد ذلك ، فالمكان قليلاً ما يمر به سيارات. قاطعته كنوز: لا توجد أبراج هنا لكي نتصل بأحد لينقذنا. جلال: فالمكان هنا مخيف ، فالليلٌ يُخيفني . يوسف: إذاً سننتظر هنا حتى يأتي أحد. نجم: ألا توجد طريقة أُخرى؟! يوسف: لا... فركب الجميع السيارة لنتظار أحد ليساعدهم ، ولكن هذا الوقت بذات لا يوجد أحد يمر . فبقي الجميع في السيارة لمدة ساعة ونصف..... وفجأة.... يوسف: أنظروا هناك ضوء قادم من وسط الصحراء. نزل الجميع من السيارة بانتظار هذا الضوء القادم من الصحراء، وبعد دقائق، وصلت سيارة ضخمة، فكان لونها أسود ، وبعدها نزل رجلٌ طويل القامة ، أسمر اللون ،وكانت حواجبه كثيفة ، وكانت عيناه جاحظتان ، وله شارب كثيف يحجب فتحات أنفة ، وله لحيتاً طويلة ومدببه ، وكان أقرع الرأس من الوسط، فكان يرتدي رداءاً أسود يشبه رداء حُراس المقابر . كنوز تتمتم: شكله مخيف. الرجل بصوت متحشرج: أهلاً يا أصحاب. يوسف: مرحباً بك ، لقد أتيت في وقت حاجتنا . أبتسم الرجل ابتسامة خفيفة ومريبة في نفس الوقت: وأنا كنت أعلم أنكم تحتاجونني. جلال مندهش من كلامه: ماذا قُلت ؟! الرجل: لا شيء لا شيء كُنت أمزح معكم فقط. كريم: إن إحدى الإطارات نائمة . الرجل: لقد أحظرت معي إطاراً لكم. فذهب الرجل إلى سيارته وأنزل الإطار من الخلف . فتوجه الجميع إلى سيارتهم وبدأُ بتصليح الإطار .. وبعد مرور نصف ساعة إنتهى الجميع من تصليح الإطار . الرجل: ها نحن إنتهينا. كريم: أشكرك جزيل الشكر . الرجل: لا شكر على واجب ، ولآن أنتم مدعون إلى منزلي. كنوز: شكراً لك ،ولكنا نُريد الوصول إلى المنطقة بسرعة. الرجل غاضب: لا وألف لا بل ستأتون معي إلى منزل لكي ترتاحوا قليلاً حتى حلول النهار. كريم: ولكن.... قاطعه الرجل غاضب: يكفي أنا قلت لكم بأن تأتوا معي وإلا... جلال: وإلا ماذا يا رجل؟! الرجل: لا شيء. يوسف: حسناً ولكن أرجوك لا نُريد أن نتأخر عن الرحلة . الرجل: لا لا لن تتأخروا. نجم: حسناً هيا لنذهب . ركب الرجل في سيارته وركب الجميع في سيارتهم. وبعدها أسرع الرجل بسيارته داخل الصحراء. كريم مندهش: هل نلحقه؟! طارق: نعم قبل أن يقتُلنا . فلحق كريم سيارة الرجل ودخلوا إلى وسط الصحراء المظلمة..... وبعد مرور خمس دقائق من شقهم هذا الصحراء القاحلة. كنوز: المكان مخيف في هذه الصحراء. طارق: إن منزل هذا الغريب بعيد!! نجم: وهل تعتقدون أن هناك منزل؟! فدائماً هذه الأشكال قتلة. جلال خائف قليلاً: ماذا تقول؟! قاطعه يوسف: أنظروا إلى هناك ....إنه المنزل.... وصل الأصدقاء إلى المنزل المخيف ، وكان يحتوي هذا المنزل على طابقين ،وكان المنزل أيضاً قديم جداً ،ومتهدم قليلاً ، وكانت هناك غرفة في الطابق الثاني مضيئة . توقف الجميع أمام المنزل المخيف... وبعدها نزل الأصدقاء ووقفوا أمام المنزل، فتقدم إليهم الرجل . الرجل: ها قد وصلنا إلى المنزل تفضلوا. تقدم الأصحاب إلى الأمام وكانوا مترددين في الدخول، فكان الرجل الغامض يقودهم إلى داخل المنزل. أخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب... وفجأة... لم يتصور الأصحاب جمال المنزل من الداخل . طارق مندهش: يا الله .....المنزل جميل جداً... الرجل: تفضلوا إلى هنا. فدخلوا إلى غرفة جميلة جداً من الطراز الهندي... فجلس الجميع وهم مندهشون من جمال هذا المنزل. الرجل: دقائق وسأحضر لكم العشاء. فذهب الرجل، وبدأ الجميع بنظر إلى الأثاث النادر وتحف الرائعة. كريم: كيف حصل على هذا الأثاث وهو داخل الصحراء التي تبعد عن المدينة بمئات الكيلو مترات؟!!! نجم: من الممكن أن يكون قاطع الطريق، ولهذا يملك أجمل الأشياء. جلال: إذا أتى إلى هنا سنسأله . كنوز خائفة: أرجوكم دعوا الرجل لوحدة ولا تسألوه من أين حصل على هذه القطع الجميلة. وفجأة.... دخل ثلاث خادمات وهم يحملون ألذ المأكولات الشرقية، وبعدها وضعوا الخدم الأكل أمام الأصدقاء، وبعد وضعهم الطعام سلّوا أنفسهم خارجين . فدخل الرجل وقال: إبدأُ بالأكل. يوسف: لكن هذا الأكل كثير جداً . الرجل: أنتم تستحقون أكثر من ذلك ،هيا الآن كلوا وهنؤو. بدأ الأصدقاء ينظر بعضهم البعض بسبب ترددهم. الرجل: لا تخافوا فالأكل نظيف. بدأ الأصدقاء بالأكل ،وبعد ثلاث دقائق إنتهى الجميع من الأكل. الرجل: هذا لا يكفي فطعام كثير والحمد لله فيجب أن تكملوا طعامكم حتى تفرغ أوانيكم !! طارق: الحمد لله لقد شبعت ،فالأكل ثقيل قليلاً. الرجل: حسناً أشربوا هذا الحليب الطازج ريثما أعود قليلاً. قدم الرجل إلى الأصدقاء الحليب الطازج وخرج من الغرفة، فبدأ الأصحاب بشرب..... وبعد منته الجميع من شرب الحليب.. يوسف: إن هذا الحليب غريب !!! فأنا الآن أشعر بالجوع الشديد. كنوز: صحيح فكأنك لم تذق الطعام منذ أشهرٍ عدة. جلال: هل نأكل أم لا؟!! نجم: في الحقيقة أنا لا أستطيع أن أهرب فأنا جائع هيا لنكمل الأكل... فرجع الأصحاب إلى الأكل وبدأُ يأكلون...ويأكلون....ويأكلون... حتى فرغت الأواني من الطعام... يوسف: الحمد لله لقد شبعت.. جلال: وأنا كذلك لقد شبعت ، أما الآن لا أستطيع أن أمشي. كريم: لماذا؟! جلال: لقد أكثرت منه . فجلس الأصدقاء دقائق بانتظار الرجل، ولكن الرجل قد تأخر في الحضور ، فبدأ الأصدقاء يتساءلون عن غياب الرجل ، فمر خمس دقائق....عشر.....نصف ساعة...ساعة... ساعتين كاملة. يوسف: لا أستطيع تحمل الانتظار هيا لنرحل. كريم: كلامك صحيح هيا لنخرج. وقف الجميع من أماكنهم ، وتقدموا إلى باب الغرفة ، فتح جلال الباب.....ولكن المنزل تغير عن السابق.. فأصبح مظلم ومختلف بشكل جذري. جلال: ماذا حصل بالمنزل؟! كريم: من الممكن أن يكون هذا السبب هو الظلام فهو سببٌ في تغير شكل المنزل!! نجم: أو بسبب دخولنا المنزل مندهشين فلم نتمعن بالمنزل جيداً. كنوز متفاجأة: لا يا أصدقاء ...فالمكان تغير بالفعل ..أنظروا إلى الجدران فهي متشققة وعليها أثار بُقع قديمة...!؟ يوسف خائف: إذاً لنخرج من هنا حالاً... فتقدموا إلى الأمام بحثاً عن باب للخروج ولكن لا يوجد سوى أبواب غرف . جلال خائف: أين باب الخروج؟! فبدأُ يلتفتون يميناً ويساراً ولكن لا جدوا. كنوز تصرخ بصوت عالي: هل من أحدٍ هنا. فبدأ الصوت يتكرر مراتٍ عدة بسبب عوامل الصدى . فحّمر وجه نجم: لندخل إحدى الغرف بحثاً عن مخرج. فتقدم الجميع إلى غرفةٍ في آخر هذا المنزل ، فمر جلال على نافذة، ونظر منها وتفاجئ... جلال متفاجئ : مستحيل كيف يحصل ذلك.. كنوز: لماذا توقفت عند النافذة؟! جلال: نحن في الطابق الثالث ...!! دهش الجميع.. يوسف خائف: كيف ..كيف يحصل هذا ، فالغرفة التي دخلناها بالقرب من الباب الخارجي ؟! كنوز: أصبح المنزل أقدم بكثير، فشبكات العناكب بدأت تظهر. نجم: هناك سلم هيا لننزل. فأسرع الجميع بالركض إلى السلم وهم خائفين مما حصل .. فبدأُ بالنزول حتى وصلوا إلى الطابق الأرضي ، وبعدها سكت الجميع.... فلم يجدوا سوى جدران محاطة من كُل جهه.. يوسف: من أين نخرج فالجدران محاطة من كُل الجهات.؟! كريم مرتبك: لنصعد لطابق الأعلى. فبدأ الجميع بصعود إلى الطابق الأول ووجدوه مثل الطابق الأرضي ، فلتفتوا إلى الخلف لكي يصعدوا إلى الطابق الثاني ولكن السلم اختفى تماماً... فلقد أصبحوا في صندوقٍ من الحجر والإسمنت . فصرخت كنوز صرختاً عالية جداً تكاد الجبال أن تهتز . وفجأة.... أستيقظ يوسف من حُلمة المُزعج على ضحكة كنوز العالية. فامتلأ وجهه بالعرق ، فكان الخوف في وجهه واضحة . جلال: هل الحلم أزعجك؟! يوسف خائف: كم ساعةٍ غفوت ؟! جلال: أقل من خمس دقائق. كريم: لماذا أنت خائف يا يوسف. يوسف: هل حضر الرجل إلى هنا؟! طارق: لا.. يوسف خائف: لنرحل من هنا حالاً. فوقف الجميع من أماكنهم فتقدم يوسف وفتح باب الغرفة فوجدها قليلة الإضاءة. قال يوسف بصوت خافت: لا تصدروا أي صوت لكي لا يعلم الرجل . فبدأُ بالتقدم إلى الباب الخارجي خلسة ، فتح يوسف الباب فأصدر الباب صريراً مزعجاً. نجم: لنسرع إلى الخارج. فخرج الجميع إلى الصحراء في ظلمة الليل البهيم. كنوز: أين سيارتك يا كريم؟! كريم مندهش: ماذا.....! لقد إختفت يا الهي . نجم: إذاً هو قاطع طريق.. طارق: لنبحث عن سيارةٍ أخرى. جلال: هل أنت تمزح، نحن في وسط صحراء يا أحمق. كريم: انتظروا هنا، سأدور حول المنزل لأرى هل إذا كان هناك سيارةٍ أخرى. جلال: سأذهب معك. فذهب كريم وجلال بالبحث عن سيارةٍ أخرى حول المنزل . وفجأة... لاحظ يوسف قدوم سيارة من بعيد متجه إليهم. يوسف: لقد أتى لقد أتى ماذا نفعل؟! نجم: أهدئ قليلاً ولكن ... كنوز: سألحق بكريم. طارق: لا ابقي معنا . وصل كريم وجلال إليهم. كريم: لم أجد سيارتي. يوسف: الرجل قادم ماذا نفعل بسرعة؟! جلال: أين؟! كنوز: إنه يقترب من هنا. كريم: حسناً لنختبئ خلف المنزل ، وإذا دخل المنزل سنكون نحن داخل سيارته . فوافق الجميع على الخطة ، فتوجه الجميع خلف المنزل إلى يوسف وكريم ،فبقوا بجانب المنزل من الجهه شديدة الظلمة ، حتى يراقبوا دخول الرجل المنزل... وصلت السيارة إلى المنزل ، فنزل الرجل من السيارة فكان يغني من الأغاني القديمة، فتوجهه إلى حقيبة السيارة ،وأخرج منها سلاحين وأكياساً سوداء. فدهش كريم ويوسف وبدأُ بالتجسس عليه. كريم: إنها سيارتي؟!! فقال الرجل بصوت متحشرج: الأغبياء سأدخل عليهم وأقتلهم جميعاً ههه. ففتح باب المنزل ودخلة ، فأسرع كريم ويوسف إلى السيارة وفتحوا السيارة فكان من حسن ظنهم أن السيارة كانت غير مغلقة ، فأنزل كريم رأسه تحت مقود السيارة وبدأ بإخراج الأسلاك ملونه وبدأ بالعبث بها لكي تعمل السيارة . وفجأة... إشتغلت السيارة، وفي نفس الوقت سمع كريم صرخة الرجل من داخل المنزل وبدأ بإطلاق النار من شدة غضبة. فذهب يوسف مسرعاً لإخبار الجميع بعمل السيارة ، ولكن الرجل خرج من المنزل وهو شديد الغضب ، وكان يحمل مسدسين من عيار خمسة وأربعين ، فنظر كريم إلى الرجل بخوف. فقال الرجل وهو يضحك ضحكته الغريبة: لا يوجد مفرٌ لك ولأصحابك الأغبياء. فرفع السلاح إلى وجهه كريم ، لكن كريم أشعل إضاءة السيارة القوية حتى لا يرى الرجل، فوضع الرجل يداه على عينيه لكي يحجب شعاع الضوء المسلط عليه وأطلق النار طلقتين متتاليتين ولكنها بعيدة عن كريم. وفجأة.... وقع الرجل مغمياً عليه ، فلقد وجّه نجم عصاً خشبية على رأس الرجل من الخلف حتى وقع أرضاً. أغلق كريم إضاءة السيارة . كريم: هيا أصعدوا بسرعة إلى السيارة. فركض الجميع إلى السيارة ، ولكن الرجل فاق من غيبوبته ، فأخذ السلاح المُلقى بجانبه وبدأ بإطلاق النار عليهم. فرجع كريم بسيارة إلى الخلف لكي يتفادى طلقات رصاصة. وبعدها فر هارباً من منزل القاتل . جلال وهو يأخذ نفساً عميقاً: الحمد لله لقد ابتعدنا . كريم: أتعلمون أنه كان يُريد قتلنا ؟!!!! طارق متفاجئ : ولماذا يُريد قتلنا؟! كنوز: لكي يأخذ أغراضنا . نجم: هل أخذ من السيارة شيء. كريم: لا.... فكلها سليمة ماعدا الطلقتين التي أصابت الزجاج الخلفي . نجم: إذاً كلامي صحيح !! فهو قاطع طريق، فهذه الأشياء يستحيل أن يشتريها أي شخص إلى إذا كان هو قد سرقها من تجار البلاد أو غيرة.... جلال: في الحقيق هو.... قاطعه كريم مندهش ومُرتبك: إنه يلحقُنا .!!! إلتفت الجميع إلى الخلف لينظروا من الذي يلحقهم . وفجأة ... بدأ الرصاص يتطاير من فوق السيارة. كنوز: أسرع يا كريم إنه الرجل نفسه يُريد قتلنا. نجم خائف: لا يستطيع فنحن ستة أشخاص . كريم: وصلنا إلى الطريق الرئيسي، فنحن أسرع منه بكثير مع سيارتي السريعة فسيارته ثقيلة جداً جداً فلا يستطيع اللحاق بنا ... فبدأ كريم بالسرعة الشديدة حتى تلاشى الرجل القاتل عن الأنظار مبتعداً عنهم ، وبدأُ الأصدقاء بإكمال الرحلة إلى قرية ماركينو سيت وهم يشكرون الله على إنقاذهم من الرجل القاتل ومن ثم شكر يوسف على إخبارهم بالهروب قبل قتلهم جميعاً.... ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, برآة التوأم بإذن لله الجزء الثالث ومثير بكُل معنا الكلمة لا تفوتكم.....ما راح أطول عليكم إن شاء الله
بسم الله... ها أنا أعود إليكم بالجزء الثاني من القصة .... أوقف كريم السيارة أمام باب...
بسم الله....

سراحه إنتم ما تشجعون إني أكمل القصة ...وين الردود إلى التشجع !!!!!
اليوم بنزل جزء الثالث وهو برآءة التوأم ...

الردود ....الردود يا خوات لو فاضية .....



الجزء الثالث........



ومع بداية إشراقه جديدة من اليوم التالي ، كان الجميع نائمين ماعدا جلال ونجم.
فكان نجم يقود السيارة ، فبانت عليه علامات التعب والإرهاق بسبب القيادة.
جلال: أعطني المقود وذهب أنت إلى الخلف لكي تنام .
نجم: لا لا أستطيع أن أتحمل قليلاً.
جلال: يا رجل كُف عن الجدال وأعطني المقود هيا.
نجم: يبدو عليك التعب؟!
جلال: لا فأنا نمت قليلاً قبلك ولذلك أعطني المقود.
نجم: حسناً سر إلى الأمام حتى تجد محطة وقود بها فندقاً صغيراً نُريدأن نرتاح
قليلاً .
جلال: لا عليك هيا نم قليلاً.
فأخذ جلال المقود من نجم لكي يكمل الطريق، أما نجم فلقد جلس بجانبه ونام في سبات عميق.
فكان الطريق خالي من السيارات الأخرى ، وكان ضيق الجوانب فلا يمر سوى سيارتين بجانب بعض.
وبعد مرور ساعة واحدة، وصل جلال إلى منطقة جبلية محاطة بجميع الجهات بجبال الخضراء ، فكان اسم هذه المنطقة( الجبل الأخضر) بسبب وجود جبل عالي جداً لونه أخضر بسبب الأعشاب والأشجار التي هيا خضراء على طول السنة......
فمر جلال بالسيارة من بين جبلين عاليين ، فحجبت شعاع الشمس ، فأصبح المكان شبيه بالغيم الأسود المُحيط بالمنطقة، فازداد الضغط وبدأت أُذُنين جلال بالانغلاق بقوة.
جلال وهو يحك أذنه: ما هذا الطريق المزعج .
وبعد قوله هذا وقع من أعلى الجبل حيوان ، فتفاجئ جلال وأوقف السيارة بجانب الطريق.
نزل من السيارة ليرى ما هذا الذي سقط، فوجده غزالاً أُصيب بطلقة في رأسه .
جلال متفاجئ: في هذا المكان الغامض يوجد صيادين؟!! يا لا العجب!!!
وفجأة.....
سمع صوت طلقات رصاص من أعلى الجبل ، فأسرع جلال إلى السيارة وتحرك مسرعاً إلى الأمام ليبتعد من هذا المكان .
فقال جلال وهو يتمتم: غريب هذه المناطق خالية من السكان !!
وبعد مرور دقيقتين خرج جلال من بين الجبلين ، وعادت الشمس بنورها الدافئ والمشرق إلى المكان.
فقرأ جلال لا فته مكتوباً عليها ( محطة بومانتري على مسافة 20 كيلو متر)
جلال: لقد أقتربنا من المحطة .
فوصل جلال إلى المحطة فكانت هادئة وضخمة ، أوقف جلال السيارة أمام باب الفندق الصغير .
ففتح باب الفندق فأصدر جرس تنبيه لدخول أي شخص ، تقدم إلى الأمام إلى الاستقبال فلم يجد أحداً ليستقبله ، فوجد في آخر الطاولة جرس صغير، فذهب إليه وبدأ بضغط على هذا الجرس ويقول: هل من أحد هنا!!!
وفجأة...
خرجت فتاة صغيرة في الثامن من عمرها من بابٍ في آخر الغرفة.
كانت هذا الفتاة شقراء ،فكان شعرها طويل ومتسخ وكان يغطي نصف وجهها ، فكانت ترتدي مريلة زهريةَ اللون وفوقها رداء أبيض خفيف ، فكانت الفتاة متسخة ، وكانت تمسك بدمية صغيرة نصف وجهها محترق فكانت متسخة ، فكانت هذه الدمية لا تحمل أعين .
فسألها جلال برِقةٍ وتلاطفٍ معها: أين أباكي يا حبيبتي ؟!
تقدمت إليه الفتاة ببطء وقالت بصوت غامرة الحزن والدموع: أبي يضربني كثيراً وهو في الداخل يضرب أختي .
تقدم إليها وجلس على ركبتيه لكي يراها وجهاً لوجه.
جلال: سأذهب لأتحدث مع أباكِ لا تقلقي .
فمد يديه إلى وجهها وأبعد الشعر الذي يغطي نصفها الآخر وتفاجئ بما رأى .
جلال مندهش: من الذي فعل بكِ هكذا؟!
الفتاة تبكي: أرجوك دعك مني واذهب لإنقاذ أختي .
وقف جلال وتقدم مسرعاً إلى داخل هذه الغرفة المظلمة ، وبدأ يسمع رجلٌ يصرخ على فتاةٍ صغيرة من بعيد.
وبدأ جلال يصرخ بصوت عالي: أنت يا رجل كُف عن الضرب .
وبعدها سكت الرجل وسكتت البنت من البكاء.
جلال خائف: هل أدخل أم لا ؟!! لا سأنتظر قدومه .
وفجأة...
خرج الرجل من بين الظلمة وطل في وجه جلال، فصرخ جلال ورجع للخلف ووقع على ظهره .
تقدم الرجل إليه ومد ذراعه للمساعدة ولكن ملامح وجهه لم تظهر بسبب الظلمة ، فلم يمد جلال يده بل ساعد نفسه على النهوض.
الرجل بصوت غريب: هل أنت الذي تصرخ؟!
جلال: حسناً لنخرج من هذه الغرفة المظلمة لكي نتحدث بطلاقه.
خرج جلال والرجل من هذه الغرفة ، فكانت الفتاة تقف من بعيد.
جلال: هل هذه أبنتك؟!
الرجل: نعم وهل إشتكت لك؟!
جلال: تقريباً.
فخرجت فتاة أخرى من خلف الرجل شبيهة بالأولى .
الرجل: هل تُريد غرفة أم غرفتين؟!
جلال: غرفتين .
فذهب الرجل إلى جهاز الكمبيوتر وبدأ بالضغط عليه.
جلال: لماذا تضرب هاتين الفتاتين ؟!
الرجل بصوت متحشرج: وما شأنك أنت؟!
جلال: آسف يا سيدي ولكن أُريد أن أنصحُك !.
الرجل: دع النُصح لك ، خذ هذا المفتاحين للغرفتين.
جلال: عذراً ما أسمك؟!
الرجل: عتريس .
جلال: اسم جميل يا عتريس ،حسناً أنا ذاهب.
خرج جلال وأخبر أصحابة وذهبوا جميعهم إلى الغرف لراحة .
وبعد مرور خمس ساعات متتالية استيقظ الجميع من نومهم ، وأصبحت الساعة الثالثة عصراً.
قال يوسف وهو يمدد ذارعة إلى الأعلى بقوة: سننزل إلى المطعم لنأكل بغض الغداء .
فوافق الجميع على فكرة يوسف ، فتوجه يوسف للغرفة المجاورة لأخبارهم بالأمر .
دخل عليهم ، فوجد جلال يخاطب كريم ونجم.
جلال وهو يخاطب كريم ونجم: وبعدها أخبرني باسمه .
نجم: وما هو اسمه؟!
جلال: قالها بصوت متحشرج عتريس.
قاطعهم يوسف : من هو عتريس هذا.
جلال: صاحب الفندق.
يوسف: حسناً سننزل للأسفل لنأكل طعام الغداء فلا تتأخروا .
فخرج يوسف من غرفتهم الصغيرة وهو يتثائب كثيراً .
نجم: وبعد خروج الفتاة الأخرى هل بانت عليها علامات الضرب؟!
جلال: لا بل خرجت وكأن أباها لم يضربها البتة .
كريم: وهل تشبه الأولى من حيث الشكل والمظهر ؟
جلال: نعم ، ولكن هناك فرق بينهما .
نجم: وما هو هذا الفرق؟!
جلال: الفتاة الأولى لا يوجد لها عين من الجهة اليسرى أما الفتاة الثانية فلا يوجد لها عين من الجهة اليمنى.
دخل عليهم طارق وقال: هيا أسرعوا إلى الغداء.
نجم: سنأتي حالاً .
كريم: حسناً بعد طعام الغداء سنسأل الفتاتين .
نزل الثلاثة إلى مطعم المحطة الذي يستقل عن الفندق.
فدخل الثلاثة إلى المطعم فكان يضج بالناس.
جلال: انظروا هناك يوسف وكنوز يجلسون مع صاحب الفندق في تلك الطاولة!!
كريم: هل نجلس معهم؟!
جلال: هيا لنذهب معهم.
تقدم الثلاثة وجلسوا معهم على الطاولة .
يوسف: أهلاً يا أصحاب .
نجم: مرحباً هل من الممكن أن نجلس معكم؟!
عتريس: تفضلوا .
جلس الجميع وهم مبتسمون .
يوسف: أعرفكم بعتريس وهو صاحب الفندق.
كريم: أهلاً يا عتريس.
عتريس: وهل أنتم أصحاب؟!
يوسف: نعم ...هذا جلال وهذا كريم وهذا المحقق نجم.
غص عتريس بقطعه من اللحم وبدأ يكُح بقوة، فقدم يوسف له الماء.
يوسف: هل أنت بخير؟!
فمتلئت عينين عتريس بالدموع بسبب الغصة وحمر وجهه وقال: نعم بخير.
فتقدم النادل إليهم وهو يقول: هل من مشكلة يا سادة؟!
كريم: لا شكراً.
نجم: أُريد قطعة من اللحم البقري مع العصير البارد .
فبدأ النادل بتسجيل الطلبات الأصدقاء، وبعدها رحل ليجهز الطعام.
يوسف: كم عاماً وأنت تعمل هنا ؟!
عتريس: منذ عشرين عاماً وأنا أعمل هنا.
نجم: وهل لك أصحاب أو أخوة أو أبناء؟!
عتريس: نعم لدي أبنتين توأم ولدي أخ واحد أسمه جسّاس .
كريم:و أين يسكن جسّاس؟
عتريس: إنه يعيش لوحدة في منزل في وسط الصحراء .
فبدأ الجميع ينظر للآخر بدهشة.
عتريس: وهل قلت شيء لم يعجبكم؟!
نجم: لا لا فقط أخبرنا المزيد عن أخيك.
عتريس: إنه أخي الأكبر مني بسنه واحدة، فهو لا يحب الأطفال كثيراً ، فهو كثير الغضب ، ولكنه في نفس الوقت طيب القلب.
يوسف: وهل يزورك إلى هنا؟!
عتريس: نعم وباستمرار.
كنوز: وهل تعتقد أنه سيزورك اليوم.؟!
عتريس: لا ،فإنه في الآونة الأخيرة كثير الانشغال.
جلال: وهل هو متزوج؟!
عتريس: لماذا كُل هذه الأسئلة الغريبة الموجهة لأخي؟!
نجم: إن الوقت كثير ونُريد أن نستمع لحياة أخيك جسّاس.
عتريس: لقد كان متزوج منذ خمس سنين ولكن بعد أن ماتت هي وبنتها في حادث سير إنقلبت حياته رأساً على عقب، فأصبح شديد العصبية ،ويُحب الجلوس لوحدة طويلاً ، فهو في حالة مزرية .
تقدم النادل إليهم وهو يحمل الطعام ، وبعدها وقف عتريس من على الكرسي.
عتريس: إذاً سأترككم لتأكلوا بهناء .
يوسف: نحن مسرورون بحضورك .
فسلَ نفسه خارج المطعم.
يوسف: إنه رجلٌ طيب.
جلال: لا تغتر بطيبته ، فهو شديد العقاب مع ابنتيه التوأم.
كريم: دعكم من هذا الحديث ولنبدأ بالأكل .
بدأ الجميع بالأكل ، وبعد انتهائهم .
جلال: الحمد لله .
كريم: متى تُريدون الذهاب ؟!
يوسف: بعد ساعة.........حسناً سأذهب .
وقف يوسف واتجه إلى طاولة المحاسبة.
يوسف: لو سمحت هل يوجد هاتف هنا؟!
النادل: إنه خارج المطعم بالقرب من مكان الوقود.
خرج يوسف والشمس تحرق المكان بحرارتها ،وبدأ بالبحث عن كبينة هاتف حتى وجدها، فتوجه إليها مسرعاً قبل أن تحرقه الشمس.
فتح باب الكبينة الصغير وأغلق الباب .
فكانت الكبينة محاطة بزجاج شفاف من على الجوانب ،وكانت مغطاة من أعلى بشريحة من الخشب الصلب.
أدخل بعض النقود في الهاتف وبدأ بالاتصال على أهله ..
تووووووت...تووووووت....تووووووت.
هيفاء: ألو!!!؟
يوسف: هيفاء كيف حالكِ، أنا يوسف.
هيفاء فرحة: يوسف أين أنت لقد اشتقنا لك كثيراً.
يوسف: وأنا كذلك يا هيفاء، أخبريني هل هناك أحد يضايقكم في فترة غيابي؟!
هيفاء: أبداً يا يوسف أخبرني هل أصحابك طيبون ؟!
يوسف: نعم ..ولآن أعطني أمي.
فبدأ ينتظر قدوم أمه ، فكان يلتفت يميناً ويساراً وبعدها وجد سيارة أمام الفندق مغطاة بغطاء أبيض اللون .
ثم إلتفت يساراً باتجاه المطعم فوجد رجلاً من الخلف يضم إحدى الفتاتان التوأم ، ولكن يوسف لم ينتبه إلى الرجل جيداً أولاً بسبب بُعد الكبينة عن المطعم وثانياً بسبب أشعاع الشمس القوية التي في وجه يوسف.
الأم: أهلاً يوسف......

فُتح باب المطعم ، وأصدر صوت أجراس ، فلتفت الجميع، فكان رجلاً يرتدي معطفاً طويلاً أسود يُغطي جميع أجزاء جسمه وحتى رأسه ، فلقد كانت قبعته عميقة جداً مما تخُفي ملامح وجهه ، وكان يرتدي حذاءً طويلاً أسود.
تقدم إلى الأمام ومر بجانب طاولة الأصدقاء ولتفت إليهم بسرعة وبعدها أكمل طريقة .
فكان الأصدقاء ينظرون إليه بدهشة، فجلس على إحدى الطاولات القريبة منهم وبعدها وضع يده على الطاولة ولم يتحرك حركة واحدة .

يوسف: حسناً يا أمي إلى اللقاء.
أغلق سماعة الهاتف ، فأدار ظهره للخلف فوجد صندوق يتدحرج بقوة وبسرعة.
فتح باب الكبينة وإذا بهواءٍ حار شديد الاندفاع نحوه .
فتحرك متجهاً إلى الفندق .
وفجأة...
إنكسرت نافذة إحدى الغرف في الطابق الثاني ووقعت دُمية الفتاة الصغيرة ، فرفع رأسه وإذا بالفتاة تقع
أرضاً ...
دُهش يوسف ، وأسرع إليها ليتفقدها هل إذا كانت حية أما لا.
فلمس رقبتها من إحدى الجوانب فوجدها مازالت على قيد الحياة .
يوسف يصرخ: أنجدة ...أنجدة.
خرج عتريس من الفندق وهو يركض ويقول: آسف ...آسف..
إقترب من ابنته وهو يبكي : أنا لم أقصد ذلك يا رحيل .
يوسف خائف: هل....هل أنت الذي...
إلتفت إليه وعينيه مليئة بالشرار والحقد والكراهية: إجعل هذا سر بيني وبينك ولا تقل أني رميتها من النافذة وإلى قتلتك.
توقفت إحدى السيارة المارة ونزل صاحبها .
الرجل: ماذا هناك... يا لا الهول هيا لنسعفها .
حمل يوسف وعتريس الفتاة ووضعوها بخلف السيارة ، فركب عتريس مع أبنته في الخلف أما السائق كان مسرعاً متجهاً إلى أقرب مستشفى.
بقي يوسف في وسط الشارع مندهش من فعل عتريس ببنته.
يوسف: يجب أن أبحث عن الأخرى.
فأسرع متجهاً إلى المطعم ودخل مندفع بقوة وقال: نجم تعال معي بسرعة.
إلتفت نجم متعجب: ماذا تُريد؟!
كريم: إذهب معه بسرعة .
فوقف نجم من على الكرسي وتحرك متجهاً إلى يوسف.
كنوز: سألحق بهم.
وقفت الأخرى ولحقت بهم .
جلال: ما به يوسف ؟!
كريم: لا أعلم يا جلال، آه صحيح أين طارق.
جلال وهو يضحك:ذهب لقتل شخصٍ آخر .
كريم: أخبرني الحقيقة هيا.
جلال: أعتقد بأنه نائم داخل الفندق.

أما يوسف كان يركض متجهاً إلى الفندق .
نجم: لماذا أنت تركض؟!
توقف يوسف وهو يلهث: لننقذ الفتاة من أبيها.
نجم: أتقصد فتاة التوأم!!
كنوز: عن ماذا تتحدثون؟!

أما في السيارة كان صاحبها يقود بسرعة ولكن الإعصار الرملي يمنعه من الرُؤية الطريق.
فكان عتريس يبكي وهو في حضن أبنته رحيل وهو يدعي ذلك البكاء الكاذب ، فبدأ بخنق ابنته وهي في حضنه، لقد كان يُريد قتلها بالفعل يوم أن رماها .
فنظر الرجل في المرآة العلوية إلى عتريس وهو يحاول قتلها.
الرجل: ماذا تفعل أنت بالفتاة؟!
عتريس وهو يبكي: أُريدها أن تحيى مرةً أخرى .
الرجل: ولكنك تقتلها بفعلتك!!!؟.
توقف الرجل عن قيادة السيارة ، فنزل ليُبعد عتريس عن الفتاة، فتح باب السيارة وأبعد عتريس، فتراجع عتريس إلى الخلف واختفى من بين الإعصار الرملي.
الرجل: هذا المجنون يُريد قتل هذه الفتاة.
فندهش الرجل عندما رأى إحدى عينين الفتاة مختفية ، وبدأ ينظر إلى جسمها فوجده كُله متمزق ومتقطع ومكوي بالنار .
الرجل مندهش: كيف يفعل هذا ببنته؟! يجب أن أسعفها حالً.
قاطعه عتريس من خلفه وقال: وما شأنك أنت.
فسحب الرجل من ظهره بقوة شديدة ، وأخرجه من السيارة فوقع الرجل أرضاً.
الرجل خائف: ماذا فعلت بالفتاة ؟!
عتريس: أُريد قتلها هذا كُل ما في الأمر .
رفع عتريس حجراً كبيراً ورماه على رأس الرجل حتى انكسر ومات ، فسال الدم في كُل مكان.
فرجع عتريس لقتل الفتاة ولكنه لم يجدها لقد هربت من السيارة .
عتريس: المجنونة هربت كيف أبحث عنها في هذا الجو ؟!
فركب سيارة وبدأ بالبحث عنها بين الإعصار الرملي .

دخل الثلاثة الأصدقاء داخل الفندق المظلم .
يوسف: فلننتشر في المكان حتى نجدَ الفتاة التوأم.
تفرق الجميع، فذهب يوسف إلى أعلى ونجم بدأ في البحث في الطابق نفسه وكنوز في الطابق الأرضي...

أما في المطعم.
جلال: هذا الرجل ينظر إلينا باستمرار!؟.
كريم: فلم يأتي النادل إليه أو طلب النادل ليأخذ طلباته ، هذا غريب جداً .
جلال: هيا لنخرج .
كريم: ألا ترى هذا العاصفة الرملية .
جلال: أتعتقد بأننا سنبقى هنا حتى تهدأ الأوضاع ؟!
كريم: نعم.
جلال: انظر لقد تحرك !!!
كريم: لقد غير موضعه فأصبح أقرب إلينا .
جلال: إذاً هو يُريدنا.
كريم: إذا أرادنا فل يأتي إلينا ، لننتظر لنرى ماذا سيفعل .

أما في الفندق ،دخل نجم في أول غرفةٍ له ، كانت غرفة رياضة ، فكانت المعدات قديمة جداً ويغطيها طبقات من التراب .
وفجأة...
انكسرت النافذة بقوة شديدة بسبب الإعصار مما جعل نجم يرتبك ، فبدأ يدخل التُراب الكثيف ، فأصبح لا يرى إلى القليل، فتقدم إلى الأمام وفتح الباب الآخر.
أما يوسف فلقد توجهه إلى الغرفة التي سقطت منها رحيل ، فتح باب الغرفة فوجده يعجُ بالتُراب ، فأغلق الباب ونتقل إلى الغرفة المجاورة ، فتح الباب ويجد الغرفة مقلوبة رأساً على عقب ، وبدأ بالبحث على خيوط الجريمة تدل على أن هذا الرجل يعذب بناته .
وبعدها تقدم إلى النافذة ليرى الارتفاع الذي سقطت منه رحيل، وبعد تفقده المكان رأى قماشاً كبيراً أبيض اللون يتطاير في السماء .
يوسف: هذا غطاء تلك السيارة المجهولة ؟! ولكني لا أرى شيء.
وبدأ بالبحث من جديد عن الفتاة..

أما كنوز المسكينة فلقد توجهت إلى أخوف الأماكن ، فلقد كانت الجرذان تسير في كُل اتجاه ، والأوساخ تعُم المكان ، فلقد كان للمكان أزقة ضيقة مبنية من الحجر الأسود ، فكان المكان كبير جداً، تقدمت قليلاً ولتفت يميناً من بعد جدار فاصل لترى مكان لصنع الخمور .
وفجأة...
صرخت الفتاة التوأم صرخة واحدة، وبعد الصرخة ضحكة شرسة، فُزعت كنوز وأدارت وجهها وأخذت نفساً عميقاً واتجهت إلى مصدر الصوت بشجاعة.
فقد كان المكان هادئ جداً مما يجعلك تسمع قطرات الماء المتساقطة على الأرض.
فنظرت إلى آخر الزقاق ووجدت إضاءة صفراء تخرج من هناك ، وكانت ترى ظلال رجل يتحرك على الجدار الساقطة عليه الإضاءة .
فبدأت بالبحث عن مُعدة حادة لتدافع عن نفسها.

أما نجم فلقد دخل إلى غرفة مليئة بالقطع الأثرية النادرة.
نجم وهو يتمتم: إذاً بالفعل ذاك الرجل هو أخاه ، فهذه القطع مثلها يوجد داخل المنزل.
فأكمل البحث ولكنه لم يجد شيء، وبعد بحثه السريع وجد غرفة سرية تحت الأرض، فرفع الغطاء الموجود على الأرض فإذا بهذه الغرفة تضيء الإنارة
تلقائياً .
فنظر وندهش إلى الكم الهائل من الأسلحة الخطيرة مثل المشارط الحادة وأدوات التشريح والسكاكين وغيرها.
نزل داخل الغرفة وبدأ بالبحث بين الأوراق الملقية على الأرض على شيء يستدل منه .
وفجأة....
وجد صورةً لعتريس وهو جندي يحمل سلاحه كان بتاريخ 1980، وبدأ يقلب الصور واحدة تلو الأخرى ، وبدأ ينظر إلى مراحله في العمر ، ونظر إلى صورة كان فيها عتريس يحمل التوأم بجانبهم أمهم ، وقلب لصورة الأخرى ونظر زوجته مقتولة فوق سريرها .
فلتفت إلى اليسار لينظر الجدار فكان مُلصق به عدة مواضيع مأخوذة من المجلات والصحُف ،فنظر إلى إحدى الجرائد المقصوصة على موضوع مكتوب عليه بخط أسود عريض (جريمة قتل.. فتاتان يقتلان أمهم بسبب أمور غامضة) .
نجم: لهذا السبب إذاً أباهم يعذبهم.
فنظر إلى مقطع آخر بعنوان( توأم غريستيلس يخرجون من قضية قتل والدتهم بإعجوبه).
ونظر إلى لصحيفة أُخرى( قتل الفتاتان أمهم بسبب خيانة الأم ؟!)
ونظر لمجلة أُخرى: ( الخيانة المجهولة ).
فكانت هذه المواضع مُحاطة بقلم أحمر اللون.
نجم: إذاً هناك سبب لقتل الأم ، يجب أن أبحث عن الفتاة.

أما كنوز فلقد وجدة عصاً من حديد متكأه على إحدى الأركان المظلمة .
كنوز خائفة: سأتقدم.
تقدمت كنوز بكُل ثقة تامة إلى الضوء ، وبدأت تقترب ببطء وحذر ، وبدأت تقترب لرجل الذي يتحرك ظله على الحائط بحذرٍ شديد حتى لا تُلفت إنتباه.
وفجأة....
يندفع قطرات من الدم على الحائط، ففُزعت كنوز وأصدرت صوت.
قال رجل داخل الغرفة بصوت متحشرج: من هناك؟!
كنوز تحدث نفسِها:( سأدخل وأقتل الرجل).
فدخلت مندفعة إلى داخل الغرفة وفجأة توقفت من شدة هول المنظر.
الرجل: من أنتِ ؟! وكيف دخلتِ إلى هنا؟!
كنوز: أيها الحقير ماذا تفعل بهذا الغزال هُنا؟!
الرجل: أنا أفضل قناص في المنطقة .
كنوز: هل رأيت فتاة صغيرة.؟!
الرجل: ماذا فتاة وما الذي يجعلها تدخل إلى هنا !
فلاحظت كنوز إحدى الصناديق التي في رُكن الغرفة تتحرك .
كنوز: هل أنت متأكد من ذلك؟!
الرجل غاضب: هيا أخرجي قبل أن أضعكِ بدلاً من هذا الغزال.
كنوز: أنت شبيه بالسيد عتريس؟!
الرجل: إنه أخي ، هيا أخرجي فأنا منشغل.
فأدار الرجل جسمه ، وبدأ بالعبث بالغزال.
كنوز تحدث نفسها: ( أنا أشك بهذا الرجل أعتقد أن الفتاة داخل الصندوق ،ماذا أفعل)
تقدمت كنوز ببطء خلف الرجل دون أن يشعر بها، فرفعت العصا وضربت رأسه فوقع أرضاً.
فأسرعت إلى الصندوق ورفعت الغطاء وإذا بالفتاة مقيدة بشدة ، أخرجتها من الصندوق وبعدها تركت كنوز الفتاة تقع أرضاً بسبب خوف كنوز من شكلها.
وبعدها أبعدت كنوز الرباط الذي يُغطي فمها .
الفتاة: لنهرب قبل أن يقتلنا عمي عون .
أمسكت كنوز الفتاة من يدها لكي يهربوا.
الفتاة خائفة : تذكرت هناك رجلٌ مقيد داخل الغرفة الصغيرة أنقذيه قبل أن يفوت الأوان.
كنوز مرتبكة: حسناً إصعدي أنتِ للأعلى وأنا سأُحظر الرجل.
فركضت الفتاة وخرجت من الغرفة، وبقية كنوز واقفة لكي تستعد لدخول الغرفة التالية...

أما في المطعم ..
كريم: سأذهب لتحدث مع الرجل الذي ينظر إلينا منذُ عشرين دقيقة .
جلال: دعك منه ،لقد تأخر الجميع .
وفجأة....
أبعد الرجل الغطاء من يده ليُخرج مسدسه الفضي ليصوبه نحوهم ، إنخفض كريم وجلال بسرعة ، وبدأ الرجل بإطلاق النار عليهم طلقات متتالية .
فبقي كريم وجلال تحت الطاولة لكي يحتموا من الرصاص الموجه لهم .
فنام جميع من في المطعم على بطنه ، فكان الكُل يصرخ ويبكي.
وفجأة...
توقف عن إطلاق النار بسبب نفاذ الذخيرة ، وبدأ بإدخال مشط جديد.
كريم: هيا لنهرب قبل أن يبدأ .
ففر كريم وجلال هاربين من الرجل عندما نفذ مسدسه من الرصاصة ، وبعدها أصبح يطلق الرصاص مرةً أخرى ، وبدأ بملاحقتهم ، خرج كريم وجلال من المطعم ،فلا يزال الإعصار قائم.
كريم خائف: لنختبئ خلف المطعم.
فتخبأ كريم وجلال خلف المطعم، وبدأ الرجل الغريب بالبحث عنهم في هذا الإعصار .


أما يوسف فلقد دخل إلى غرفة في نهاية الممر، فتح الباب ونظر إلى الغرفة فلم يجد شيء سوى نافذة ضخمة ، تقدم إليها ونظر لأسفل المكان فإذا هو يجد سيارة جسّاس الذي كان يُريد قتلهم.
أندهش يوسف وقال: إذاً ذلك الرجل المتنكر هو جسّاس !!؟، والفتاة إذاً ابنة أخيه عتريس!!؟، لقد دخل إلى المطعم الذي فيه كريم وجلال!! إذاً لحقنا لكي يقتلنا!، يجب أن أخبر الجميع بذلك .
خرج من الغرفة مسرعاً لكي يخبر أصحابة بذلك .

أما نجم وهو في الغرفة السرية .
نجم: حسناً سأأخذ كُل الدلائل معي ، أما الآن سأخرج من هنا لكي أخبرهم .

أما كنوز فكانت مترددة دخول تلك الغرفة.
كنوز تتمتم: أنا أشك بهذه الفتاة !!؟أعتقد أنها كاذبة فهي في صف عمها ، لا لا.. لا أعتقد ذلك سأدخل لأرى ماذا يوجد خلف الباب..

أما كريم وجلال كانوا خائفين جداً من أن يجدهم هذا الرجل، ولكن للأسف.
خرج الرجل من بين الإعصار الرملي وهو يوجه مسدسه نحوهم وكان يقول بصوت غريب: أخيراً .
وفجأة...
وإذا بأحدهم يُطلق النار على الرجل من الخلف ، فيقع الرجل الغريب أرضاً .
كريم متفاجئ: من أنت؟!
تقدم رجلٌ من بعيد إليهم وقال: أنا صاحب المطعم...

أما كنوز..
دخلت الغرفة بحذر، فصرخت مما رأت .
كنوز خائفة: ما الذي فعل بك هذا؟!
طارق وهو مصاب مُرهق ومتعب : أخرجيني من هنا .
فجعلت كنوز طارق يتكئ على كتفها، وفجأة دخل عون من خلف الباب وهو يحمل سكيناً .
فتركت طارق أرضاً وأخذت عصاها وتوجهت لمقاتلة عون.
عون: أنتِ فتاة شجاعة.
كنوز: وأنت رجلٌ أحمق يا عون.
فركضت إليه وهي ترفع العصا عالياً وضربته بقوة على يده، حتى سقطت السكينةُ من يده ،وبدأ يتألم ، وبدأت تُكمل الضرب على يده ورجلة ورأسه حتى أغمي علية .
فرجعت إلى طارق وأمسك بها وقال: أُقتليه يا كنوز كاد أن يقتلني.
كنوز: لا أستطيع ذلك.
أخذ طارق السكين وطعنه أربع طعنات في قلبه ...
وبعدها خرج كلا من كنوز وطارق من الطابق الأرضي.
وصل نجم إلى الباب فوجد الفتاة، وبعدها نزل يوسف من السلم وهو يلهث وبعدها خرجت كنوز ومعها طارق يتكئ على كتفها .
فتجمع الجميع في صالة الإستقبال .
نجم: ماذا حصل لكم جميعاً؟!
يوسف مرتبك: لا يوجد وقت للحديث فرجل الصحراء هنا .
كنوز: لديهم أخٌ ثالث يُدعى عون .
طارق: كان يُريد أن يقتلني ولكني قتلته .
نجم: لماذا قتلته ،فنحن مازلنا نُريد أدلةٍ أكثر لنعرف الحقيقة.
وفجأة...
دخل من الباب كريم وجلال فكانوا مرتبكين وخائفين.
يوسف: إن جسّاس هنا.
جلال: نعلم ذلك ، ولقد كان يُريد قتلنا ولكنا هربنا منه بإعجوبه ،وبعده طلق علية أحد رجال المطعم النار ومات.
نجم مندهش: لآ... كيف قُتل ؟!فنحن الآن لا نستطيع أن نعرف الحقيقة.
كنوز: أي حقيقة تتحدث عنها؟!
نجم: برآءة التوأم ....خذوا وقرأُ هذه الصحف والمجلات .
أخذ الجميع الصحف ليقرأها .
كنوز: أين الفتاة التي كانت هنا؟!
نجم: مستحيل هيا الأخرى تهرب .
يوسف: بقي عتريس لم يمت فهو ذاهب إلى المستشفى بسبب وقوع ابنته رحيل من الطابق الثاني .
كريم: هيا لنلحق بهم .
جلال: سأذهب أنا وكنوز لنحضر أمتعتنا جميعها ، أما أنتم فابحثوا عن الفتاة المتبقية .
خرج الجميع وانتشروا في محطة الوقود بالبحث عن الفتاة الثانية .

أما عتريس..
عتريس: إني لا أرى شيء سوى محطتنا ، لقد عدنا إليها، أعتقد بأنها عادة إلى هناك مع أختها رحاب ، أتعتقد يا عتريس بأن أخوتي قضوا على الرحالة المجانين!؟!

يوسف: انظروا إنها الفتاة قادمة من الطريق .
فذهب يوسف ونجم إليها لأنهم الأقرب لها ،والبقية ذهبوا للبحث عن الأخرى .
رحيل: ساعدني أرجوك أبي يُريد قتلي.
يوسف: لا تقلقي سنحميك منه .
وبعدها وصلت السيارة ووقفت أمام يوسف، ونزل عتريس منها.
عتريس: ألم تموتوا بعد ؟!
يوسف: الأعمار بيد لله .
عتريس: أنا لم أقل شيء، هيا دع رحاب تأتي إلى يا...
يوسف: لن تأتي إليك فأنت قاتل ومجرم وحقير.
رحاب: إن أبي أمرنا بقتل أمنا.
نجم مندهش: أهذا ما تقولينه صحيح؟!
رحاب تبكي: نعم ،فلقد قال لنا إنها ليست أمي بل هيا فاجرة .
نجم غاضب من عتريس: أيها الحقير أتُكره بناتك في أمهم .
عتريس: وما شأنك أنت.
يوسف: لماذا كنت تُريد قتلها.؟!
عتريس: لقد خانتني مع شخصٍ آخر ، ولذلك جعلت الفتيات يكرهونها كُرهن جما حتى يستطيعوا قتلها بسهولة .
نجم: وتعذبهم هذا العذاب الأليم ؟!
عتريس: لكي لا يخبروا أحداً بالأمر حتى أستطيع قتلهم جميعاً.
نجم: إذاً سلم نفسك يا عتريس إلى العدالة .
عتريس: وهل أنا مجنون؟!
يوسف: سلم نفسك قبل أن نقبض عليك ..
وفجأة ...
أتت سيارات شرطة وأحاطت المكان، وخرجوا من سياراتهم وهم يحملون السلاح .
عتريس مندهش: هل اتصلتم بالشرطة؟!
يوسف: نعم .
فقال شرطي بالجهاز الذي يُكبر الصوت: سلم نفسك يا عتريس .
نجم: لقد مات أخوتك جميعاً.
فندهش عتريس وصرخ قائلاً: كيف يموتون بهذه السهولة ؟!...، من الذي قتلهم من؟!
يوسف: نحن يا عتريس.
فنقض عتريس غاضباً إلى يوسف مثل الثور الهائج لكي يقتله ،ولكن الشرطة أطلقت عليه النار مع رأسه ومات وهو يركض لقتل يوسف...

فمر الوقت سريعاً جداً منذُ أن بدأت أحداث التوأم، فلقد بدأت الشمس بالغروب ، ولقد هدأ الإعصار الرملي بعد حضور الشرطة بعشرة دقائق ، واعترفت الفتاتان بجريمتهم وقالوا كُل شي، وبعدها تم أُخذ الفتاتان إلى المستشفى لكي يُعالجوا ومن ثم يذهبون إلى الميتم لكي يتم أخذهم من قبل عائلة أُخرى.
ونقلت جميع الجثث لكي يتم تشريحهم ، و نحلّت قضية التوأم والقتل المجهول ، وأُغلق ملف القضية منذ ذلك الوقت.
وفي صباح اليوم التالي الساعة الثامنة .
نزل الجميع من غرفهم لكي يكملوا رحلتهم إلى ماركينو سيت .
فركب الجميع السيارة ماعدا نجم وقف بجانبها .
يوسف: لماذا وقفت هيا إصعد إلى السيارة؟!
نجم: لا ..لقد انتهت مهمتي معكم ، فسيأتي الآن سيارة شرطة لتأخذني من هنا.
فبدأ الجميع بتوديع نجم الوداع الأخير ، وبعدها تحركت سيارتهم لتكمل المشوار....




,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مطاردة خفية

وبعد مرور خمس ساعات وهم في الطريق بلا توقف ظهرت لافته مكتوبٌ عليها( ماركينو سيت 733 كيلو متر)
يوسف: أخيراً لقد اقتربنا منها .
كنوز: ولكن بعد عناءٍ شديد، كِدنا أن نموت في تلك الفترة.
جلال: ولكنها ممتعه جداً.
طارق: في الحقيقة لم تمر علي رحلة بهذه المتعة .
كريم: أي متعه تتحدث عنها !! كِدنا أن نقتل بسبب وقفاتنا لمحطات الوقود.
جلال: هذه المرة لن نتوقف لمحطة الوقود إلى لتعبئة السيارة فقط.
يوسف: كلامك صحيح.
فقاطعهم كريم وهو يقود السيارة: هل هناك شيء لآكلة ؟!
كنوز: نعم ، ولكنه في الخلف ويُريد أن يُطهى على النار.
كريم: ما رأيكم بأن نتوقف لنأكل قليلاً.
طارق: أين نأكل؟!
يوسف: أتقصد نقف بجانب الطريق!!
كريم: نعم.
جلال: حسناً هيا لنقف.
توقفت كريم بجانب الطريق، فكانت السماء مُشرقة بشعاع الشمس الحارقة ، وبدأ الجميع بالمرح واللعب، فكان يوسف وطارق وجلال يلعبون الكُرة في الجهة الأخرى، وكنوز تُعد الطعام
الغداء ،أما كريم فهو يكشف على السيارة .
وبعد دقائق من لعب الأصدقاء الكرة .
جلال وهو مُرهق: إن الجو حارٌ جداً.
طارق: هذه آخر ركلة أرميها لك يا يوسف .
فركل طارق الكرة بعيداً ، فلحقها يوسف وهو يركض.
لقط الكرة من وسط الشارع الممتد على طول طريق الرحلة، نظر يوسف إلى الجهة المعاكسة لوجهتهم، وبدأ ينظر وينظر .
يوسف وهو يتمتم: هناك سيارة قادمة من بعيد....لا لا بل رجلٌ قادم.
رفع جلال صوته وبدأ يناديه بأعلى صوت: إرمي لنا الكرة .
يوسف بصوت عالي: هناك رجلٌ يسير في الطريق.
تقدم له طارق ووقف بجانبه .
طارق: أين الرجل؟!
أشار بإصبعه : هناك.
طارق: هذا سراب يا يوسف.
يوسف: إنها تقترب .
طارق: ما الذي يقترب؟!
يوسف وهو خائف: إنها سيارة قادمة وهي مسرعة .
طارق مندهش من كلامه: هل جننت يا يوسف ، لا يوجد أحدٍ هنا ، أعتقد أن هذا السراب هو الذي جعلك تتخيل.
يوسف: لنذهب من هنا حالاً .
طارق: لا تتوهم يا يوسف، سنأكل طعام الغداء ومن ثم سنرحل.
إنتهت كنوز من طهوها طعام الغداء فتجمع الجميع حولها وبدأُ بالأكل ، وبعد نصف ساعة تحرك الجميع....
وبعد مرور ساعتين .
كانت كنوز تقرأ كتاباً عن رواية القصر الخالي الشهيرة ،و جلال يضع سماعة المسجل في أُذنه وكان يدندن بصوته الرائع، أما طارق فهو يغط في نومٍ عميق ، أما كريم فكان يتناقش مع يوسف في مواضع متعددة .
وفجأة.....
نظر كريم في المرآة الصغيرة سيارةً تتبعهم على مسافة كيلو ونصف.
كريم: وأخيراً رأينا سيارةً متجه إلى ماركينو سيت .
إلتفت يوسف إلى الخلف لينظر إليها .
يوسف: إنها بعيدة.
كريم: دعك منه ، هيا أكمل ما قلته.
يوسف: فبدأ الرجل بضرب زوجته........
وبدأ يوسف يُكمل الحكاية، ونسو موضوع السيارة التي خلفهم ، فمرت ساعتين أخرى .
كريم: هذا عجيب !!!!! لم تقترب السيارة سم عن مكانها .
يوسف: إنه يُحافظ على نظام السرعة.
كريم: أي سرعة تتحدث عنها!؟فأنا الآن أمشي 130 كيلو متر/ساعة.
يوسف: أتعني أنه يمشي أقل منا بكثير؟!
كريم: نعم.
يوسف: خفف من سرعتك حتى نستطيع الاقتراب منه .
فبدأ كريم بتخفيف سرعة السيارة، ولكن السيارة التي تلاحقهم أيضاً تخفف من
سرعتها .
كريم: مستحيل ذلك الرجل كيف يفعل هذا .
يوسف: توقف.
فأوقف كريم السيارة ، ولكن السيارة التي في الخلف أوقفت حركتها.
يوسف: من الممكن أن يكون صاحب السيارة يُريد أن يداعبُنا .
كريم: سأُريه من الفائز في اللعبة .
حرك كريم السيارة ، وبدأ يسرع ويسرع ويسرع حتى خاف جميع من في السيارة .
جلال: لماذا أنت تنطلق بسرعة هائلة؟!
يوسف: لا تتهور أن تقود بسرعة 195 كيلو /ساعة .
كنوز: توقف أرجوك.
نظر كريم إلى المرآة ولم يجد السيارة .
يوسف: لقد ابتعدت ،ولآن خفف من سرعتك.
كريم: انتظر قليلاً حتى نصل بسرعة.
يوسف: إن الوقود على وشك أن ينتهي .
وبعد دقائق وصلوا إلى محطةٍ أُخرى، واتجه كريم بالسيارة لكي يعبئ السيارة بالوقود .
فقال الرجل صاحب الوقود: بكم تُريد أن أملأ لك.؟
كريم: أُريدك أن تملئه كاملاً .
يوسف: سأذهب أشتري بعض الماء لكم .
نزل يوسف وذهب إلى المتجر لكي يشتري الماء.
كريم: سنصل اليوم بإذن لله إلى ماركينو سيت .
كنوز: هذا جميل.
تقدم رجل الوقود وقال: هيا أعطني المال.
جلال: سأسألك سؤالاً ، بقي كم على قرية ماركينو سيت.
اندهش الرجل: هل أنتم مجانين هذه القرية محظورة .
كريم متعجب من كلامه : ماذا تقصد بمحظورة ؟!
الرجل: أنصحكم بالعودة.
كريم: نحن مجموعة جيلوجية ولقد أُمرنا بأن نأتي إلى هذه القرية .
الرجل: إذاً خذوا احتياطكم من هذه القرية المحظورة .
جلال: سؤالٌ أخير، مُنذ كم سنةٍ وهي محظورة ؟!
الرجل: مُنذ ثلاثة عقود لا أحد يخرج منها ولا أحد يدخل إليها ، فهي محاطة بسورٍ من حديد وضعته الحكومة من أجل سلامة القرى المجاورة لها.
كريم: لا تقلق علينا سنكون حذرين .
ركب يوسف السيارة وانطلق الجميع لإكمال الرحلة.
وبعد مرور ساعات عدة ، بدأت الشمس بالغُروب ، وبدأ الليل يُرخي على الكون سُدولة ، فقرأ جلال لافته مكتوب عليها( ماركينو سيت 133 كيلو متر/ الساعة)
يوسف: الحمد لله بقي ساعة ونصل إلى القرية .
وفجأة...
نظر كريم إلى المرآة مرة أخرى ووجد إضاءة سيارة .
كريم: أعتقد أن هذه السيارة هي السيارةُ نفسها .
يوسف: أعتقد أن وجهته مثل وجهتنا .
إلتفت جلال لينظر إلى السيارة .
جلال: إن إضاءتها عالية جداً .
كريم: إنه لا يُريد الاقتراب منا .
طارق: حسناً إنسوا أمر هذه السيارة وركز على طريقك فقط يا كريم.
فخيم الليل على المكان وأصبح شديد الظلمة ، فخرج القمر من بين السُحب، وبدأت السماء تتلألأ بفعل النجوم .
وبعد مرور خمسة وثلاثين دقيقة.
كريم: إختفت السيارة .
يوسف: جيد .
وفجأة....
نظر كريم أمامه إلى سورٍ من شِباك حديدية ، توقف أمام هذا السور .
كريم: لقد أُغلق الطريق لا يوجد سبيل لدخول.
كنوز: أُنظروا إلى الافته مكتوبٌ عليها ماركينو سيت 55 كيلو.
جلال: هذا يعني أنهم أغلقوا الطريق على القرية مسافة 55.
يوسف: والحل يا أصدقاء؟!!.
طارق: إبتعد قليلاً يا جلال سأنزل لأقرأ تلك الافته الملصقة على الشِباك .
نزل طارق من السيارة ، وتوجه إلى الافته ، فطلب طارق من كريم بأن يُشعل أنوار السيارة لكي يستطيع القراءة .
فبدأ بالقراءة( منطقة محظورة ...
هذه المنطقة أُغلقت بسبب إنتشار الأمراض الفتاكة من هذه القرية )
طارق: ما رأيكم هل ندخل أم لا.
جلال: أنا لا أُصدق تلك التفاهة! ، يُغلقون على قرية كبيرة ومن فيها من البشر بسبب أمراض!!!! ولماذا لا يعالجونها إذاً.
كنوز: كلامه صحيح هيا لندخل.
كريم: لن ندخل حتى يوافق الجميع.
طارق: أنا لست موافق، كيف أدخل قرية لم يدخلها أحد منذ ثلاثة عقود.
كريم: وأنا كذلك.
يوسف غاضب: لا لن نرجع إلى ديارنا بهذه السهولة ، لقد خضنا معارك في هذه الرحلة شديدة جداً ، وبكُل هذه السهولة نعود إلى الديار.
كريم وهو يحاول من تهدأت يوسف: ألم تقرأ هذه الافته ؟!.
يوسف: إنها لا تهمني في شيء ، أرجوك لقد قطعت كُل هذه المسافة ليس من أجل المقال بل لشيءٍ آخر.
جلال: هيا يا كريم تشجع بإذن لله لن يضرك شيء.
كنوز: فقط إجعل لسانك مُداوم على ذكر الله ولن تمرض بمرض من هذا الذي كتبوا عنه.
طارق: اسمحوا لي لن أدخل إلى هناك.
جلال: حسناً جميعُنا سندخل وأنت إبقى هنا لحراسة الباب.
طارق غاضب: أتستهزئ مني يا جلال؟!
جلال: ألم تقل أنك لن تدخل!!!
قاطعهم كريم: كفاكما شِجاراً ، القرار الأخير بأننا جميعاً سنتجاوز هذا الجدار ، هيا أصعدوا إلى السيارة .
يوسف: ولكن كيف الدخول...؟!
ركب الجميع إلى السيارة، فبدأ كريم بإرجاع السيارة للخلف ، وبعدها أغلق كريم ضوء السيارة الأمامية بسبب يجهله الجميع .
وفجأة....
سمع الجميع بوق سيارة نقل قريبة منهم جداً ، فلتفت الجميع بسرعة للخلف ولم يجدوا السيارة التي تُصدر ذلك الصوت .
وفجأة ...
أضاءت تلك السيارة إنارتها جميعاً مما جعل الجميع يضع يده أمام عينه، فتجاوزتهم بسرعة شديدة واصطدمت بالجدار وأكملت الطريق إلى قرية ماركينو سيت ، أضاء كريم نور السيارة لكي يتعرف على شكلها ولكنها إختفت بين الظلام.
كريم مندهش: أرأيتم ماذا حصل؟!
يوسف: لقد خرق الجدار بسرعة.
جلال: إنها سيارةٌ ضخمة ، ولكن ماذا يُريد من هذه القرية؟!
كريم: أتعتقدون أنها السيارة التي تُطاردنا؟!!!
كنوز: أظن ذلك، هيا تحرك يا كريم.
تقدم كريم بسيارة إلى الأمام مسافة 10 كيلو متر وبعدها انقطع الطريق المُعّبد، وأصبح طريق رملي .
يوسف: هيا تقدم لا تخف فالقرية قريبة من هنا.
إلتفت طارق إلى جلال وقال: في ماذا تفكر ؟!
جلال: في هذه المُطاردة الخفية من تلك السيارة الغريبة .
كريم: لا تقلق فنحن جميعاً معك.
فأكمل الأصدقاء الرحلة في هذا الطريق الصحراوي متجهين إلى القرية ، في هذا الظلام البهيم والمخيف مما يبعث الرعُب لدى الجميع.....

,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
إستقبال ماركينو سيت

هذا الجزء الثالث انتهاء ...وقريباً بإذن الله الجزء الرابع والمهم للقصة ....

الردود.....الردود.....الردود ....الردود......الردود.......الردود......الردود.......الردود.......الردود......