أم جودي وحمودي
الشكر لمرورك العطر أختي أم رغد
أم جودي وحمودي
31-بئر رومه



كانت رومه قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم لا يشرب منه أحد إلا بثمن، فلما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بنى غفار عين يقال لها: رومه وكان يبيع منها القربة بمد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" أتبيعها بعين في الجنة" فقال يا رسول الله : ليس لي ولا عيابى غيرها ، فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسه وثلاثين ألف درهم ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أتجعل لي فيها ما جعلت له ؟ قال:" نعم " قال :جعلتها للمسلمين .



وقيل: كانت رومه ركية ليهودي يبيع المسلمين مائها، فاشتراها عثمان بن عفان من اليهودي بعشرين ألف درهم فجعلها للغنى والفقير وابن السبيل.



32-توسعة المسجد النبوي



بعد أن بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده في المدينة فصار المسلمون يجتمعون فيه ليصلوا الصلوات الخمس ، ويحضروا خطب النبي صلى الله عليه وسلم التي يصدر فيها أوامره ونواهيه، ويتعلمن في المسجد أمور دينهم ، وينطلقون منه إلى الغزوات ثم يعودون بعدها ، ولذلك ضاق المسجد بالناس ، فرغب النبي صلى الله عليه وسلم من بعض أصحابه أن يشترى بقعه بجانب المسجد ، لكي تزداد في المسجد حتى يتسع لأهله فقال صلى الله عليه وسلم : " من يشترى بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة " فاشتراها عثمان بن عفان من صاب ماله بخمسة وعشرين ألف درهم أو بعشرين ألفا ثم أضيفت إلى المسجد.



33-الله زادني بكل درهم عشرا



في خلافة الصديق قحط الناس واحتاجوا إلى طعام فقال : أبو بكر الصديق : إن شاء الله تمسون غدا تى يأتي فرج الله وفى الغد قدمت قافلة لعثمان محمله بالطعام ،فجاءه التجار يساومونه في بيع القافلة يريدون الربح فسألهم ذو النورين :
كم تربحونني ؟
قال تاجر: اثني عشر.
قال التاجر : فالعشر خمسة عشر .
قال: قد زادني، قال التاجر من الذي زادك ونحن تجار المدينة؟
قال رضي الله عنه : إنه الله زادني بكل درهم عشرا ، فهل لديكم أنتم مزيد ؟.



34-وقد دعينا لعرسه



عن ابن عباس قال : قحط لمطر على عهد أبى بكر الصديق، فاجتمع الناس إلى أبى بكر فقالوا : السماء لم تمطر ، والأرض لم تنبت والناس في شده شديدة ، فقال أبو بكر: انصرفوا واصبروا ، فإنكم لا تمسون حتى يفرج الله الكريم عنكم ، قال : فاجتمع الناس إلى باب عثمان ، فقرعوا عليه الباب ، فخرج عثمان في ملأمن الناس ، فقال : ما تشاءون؟ قالوا الزمان قد قحط ، السماء لم تمطر والأرض لا تنبت ، والناس في شده شديدة وقد بلغنا أن عندك طعاما فبعنا حتى نوسع على فقراء المسلمين ، فقال عثمان: حبا وكرامه ، ادخلوا اشتروا ، فدخل التجار فإذا الطعام موضوع في دار عثمان .فقال: يا معشر التجار كم تربحونني على شرائي من الشام ؟ قالوا: للعشرة اثني عشره. قال عثمان قد زادوني قالوا: للعشرة خمسة عشره ، قال عثمان : قد زادوني . قال التجار يا أبا عمرو ما بقى بالمدينة تجار غيرنا، فمن زادك؟ قال: زادني الله تبارك وتعالى بكل درهم عشره أعندكم زيادة ؟ قالوا :اللهم لا قال: فإني أشهد الله تبارك وتعالى أنى قد جعلت هذا الطعام صدقه على فقراء المسلمين ، قال ابن عباس : فرأيت من ليلتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو على برزوق أبلق ، عليه حله من نور ، وفى رجليه نعلان من نور وبيده قصبه من نور وهو مستعجل ،فقلت يا رسول الله قد اشتد شوقي إليك وإلى كلامك فأين تبادر ؟ قال:" يا ابن عباس إن عثمان تصدق بصدقه، وإن الله قد قبلها منه وزوجه عروس في الجنة وقد دعينا إلى عرسه.


35-الديوان



لما اتسعت الفتوحات وكثرت الأموال جمع عمر ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستشيرهم في هذا المال ، فقال عثمان: أرى مالا كثيرا يسع الناس ، وإن لم يحصروا حتى يعرف من أخذ منهم ممن لم يأخذ ، خشيت أن ينتشر الأمر ، فأقر عمر رأى عثمان ، وانتهى بهم ذلك إلى تدوين الدواوين.



36- حجه مع أمهات المؤمنين



في سنة ثلاث وعشرين أذن عمر بن الخطاب لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الحج ، فحملن في الهوادج وبعثن مع عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف ، فكان عثمان يسير على راحلته أمامهن فلا يدع أحد يدنو منهن ، وينزل مع عمر كل منزل ، فكان عثمان وعبد الحمن ينزلا به نفى الشعاب فيقبلانهن الشعاب وينزلان هما في أذل الشعب , فلا يتركان أحد يمر عليهم.



37-وصية عمر لعثمان



أوصى الفاروق عمر بن الخطاب الخليفة الذي سيخلفه في قيادة الأمة بوصيه مهمة قال فيها : " أوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له ، وأوصيك بالمهاجرين الأولين خيرا أن تعرف لهم سابقتهم وأوصيك بالأنصار خيرا ، فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم ، وأوصيك بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء العدو ،وجباة الفيء لا تحمل منهم إلا عن فضل منهم ، وأوصيك بأهل البادية خيرا ، فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن تأخذ من حواشي أموالهم فترد على فقرائهم ، وأوصيك بأهل الذمة خيرا ، أن تقاتل من ورئهم ولا تكلفهم فوق طاقاتهم إذا أدوا ما عليهم للمؤمنين طوعا ، أو عن يد وهم صاغرون ، وأوصيك بتقوى الله ، والحذر منه ومخالفة مقته ،أن يطلع منك على ريبه .، وأوصيك أن تخشى الله في الناس ، ولا الناس في الله وأوصيك بالعدل في الرعية والتفرغ لحوائجهم وثغورك ، ولا تؤثر غنيهم على فقيرهم ، فان في ذلك بإذن الله سلامة قلبك وحطا لوزرك ، وخيرا في عاقبة أمرك أن تشترى في أمر الله وفى حدوده ومعاصيه على قريب الناس وبعيدهم ، ثم لا تأخذ في أحد الرأفة حتى تنتهك منه مثل جرمه واجعل الناس عنك سواء ، ولا تبال على من وجب الحق ، ولا تأخذك في الله لومه لائم ، وإياك والمحاباة فيما ولاك الله مما أفاء على المؤمنين، فتجور وتظلم ، وتحرم نفسك من ذلك ما قد وسعه الله عليك ، وقد أصبحت بمنزله من منازل الدنيا والآخرة ، فان اقترفت لدنياك عدلا وعفه مما بسط لك اقترفت به إمانا ورضوانا ، وان غلبك الهوى اقترفت به غضب الله ، وأوصيك ألا ترخص لنفسك ولا لغيرك في ظلم أهل الذمة وقد أوصيتك وخصصتك ونصحتك فابتغ بذلك وجه الله والدار ألآخره ، واخترت من دلالتك ما كنت دالا عليه نفسي وولدي ، فان علمت بالذي وعظتك وانتهيت إلى الذي أمرتك أخذت منه نصيبا وافرا وحظا وافيا ، وإن لم تقبل ذلك ولم يهمك ولم تترك معاظم الأمور عند الذي يرضى به الله عنك يكن ذلك بك انتفاضا ورأيك فيه مدخولا لأن الأهواء مشتركه ورأس الخطيئة إبليس داع إلى كل مهلكه ، وقد أضل القرون السالفة قبلك فأوردهم النار معاصيه ، ثم اركب الحق وخض إليه الغمرات وكن واعظا لنفسك وأناشدك الله إلا ترحمت على جماعة المسلمين ، وأجللت كبيرهم ، ورحمت صغيرهم، ووقرت عالمهم ولا تضر بهم فينزلوا ولا تستأثر عليهم بالفيء فتغضبهم ولا تحرمهم عطاياهم عند محلها فتفقرهم ، ولا تجمرهم في البعوث فينقطع نسلهم ولا يجعل المال دوله بين الأغنياء منهم ، ولا تغلق بابك دونهم ، فيأكل قويهم ضعيفهم ، هذه وصيتي لك وأشهد الله عليك وأقرأ عليك السلام".



38-بشره بالجنة



عن أبى موسى الأشعري قال : " إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط ، فجاء رجل يستأذن فقال له: ائذن له وبشره بالجنة فإذا هو أبو بكر ثم جاء آخر يستأذن ، فقال : ائذن له وبشره بالجنة ، فإذا عمر ، ثم جاء آخر يستأذن فقال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا هو عثمان بن عفان".



39-عليكم بالأمير



عن أبى هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إنها ستكون فتنه واختلاف أو اختلاف وفتنه "، قلنا : يا رسول الله : فما تأمرنا ، قال: " عليكم بالأمير وأصحابه"وأشار إلى عثمان.



40-حزن عثمان على فقدان الرسول صلى الله عليه وسلم



عن عثمان بن عفان قال: توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحزن عليه رجال من أصحابه حتى كان بعضهم يوسوس فكنت ممن حزن عليه فبينما أنا جالس في أطم من آطام المدينة – وقد بويع أبو بكر- إذ مر بي عمر فلم أشعر به لما بي من الحزن فانطلق عمر حتى دخل على أبى بكر فقال : يا خليفة رسول الله ألا أعجبك! مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علىّ السلام.



41-أصدق الأمة حياء



عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه في مرط واحد فأذن له فقضى حاجته وهو على تلك الحال في المرط ثم استأذن عليه عمر فأذن له فقضى حاجته وهو على تلك الحال في المرط ثم استأذن عثمان فأصلح ثيابه وجلس فقضى له حاجته ، ثم خرج قالت عائشة: قلت يا رسول الله استأذن عليك أبو بكر فقضى إليك حاجته وأنت على تلك حالك ثم استأذن عمر فقضى إليك حاجته وأنت على تلك الحال ثم استأذن عليك عثمان فأصلحت ثيابك واحتفظت ، فقال صلى الله عليه وسلم :" يا عائشة ، إن عثمان رجل حيي ولو أذنت له على تلك الحال خشيت ألا يقضى حاجته".



42- اختصاصه بكتابة الوحي



عن فاطمة بنت عبد الرحمن عن أمها أنها سألت مرات.وأرسلها عمها فقال:إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان ، فإن الناس قد شتموه ، فقالت : لعن الله من لعنه فو الله لقد كان عند نبي الله صلى الله عليه وسلم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسند ظهره إلىّ وإن جبريل ليوحي إليه القرآن ، وإنه ليقول له :"اكتب يا عثيم فما كان الله لينزل تلك المنزلة إلا كريم على الله ورسوله ". لعن الله من لعنه ولا أحسبها قالت إلا ثلاث مرات . لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند فخذه إلى عثمان وإني أمسح العرق عن جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الوحي لينزل عليه وإنه ليقول :" اكتب يا عثيم فو الله ما كان الله لينزل عبدا من نبيه تلك المنزلة إلا كان عليه كريم".



43-عثمان وأبو عبيده



اختصم عثمان وأبو عبيده عامر بن الجراح فقال أبو عبيده:يا عثمان تخرج علىّ في الكلام وأنا أفضل منك بثلاث. قال عثمان وما هن ؟ قال الأولى إني كنت ممن ثبت يوم البيعة حاضر وأنت غائب ، والثانية : شهدت بدرا ولم تشهد ، والثالثة كنت ممن ثبت يوم أحد ولم تثبت أنت ، فقال عثمان صدقت ، أما يوم البيعة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني في حاجه ومد يده عنى وقال : هذه يد عثمان بن عفان وكانت يده الشريفة خيرا من يدي ، وأما يوم بدر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلفني على المدينة ولم يمكنني مخالفته وكانت بنته رقيه مريضه واشتغلت بخدمتها حتى ماتت ودفنتها ، وأما انهزامي يوم أحد فإن الله عفا عنى وأضاف فعلى إلى الشيطان فقال تعالى( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور رحيم ) " آل عمران:155" فخصمه عثمان فغلبه



44-أول خطبه لعثمان



عندما بويع عثمان بالخلافة قام في الناس خطيبا فقال: أما بعد:
فإني قد كلفت وقد قبلت ، ألا وإني متبع ولست مبتدع ، ألا وإن لكم علي بعد كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثلاثا : إتباع من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه وسننتم وسن أهل الخير فيما تسنوا عن ملأ والكف عنكم إلا فيما استوجبتم العقوبة ، وإن الدنيا خضره وقد شهيت للناس ومال إليها كثير منهم ، فلا تركنوا إليها ولا تثقوا بها فإنها ليست بثقة ، واعلموا أنها غير تاركه إلا من تركها.



45-كتابه إلى ولاته



أول كتاب كتبه عثمان إلى جميع ولاته: أما بعد:
فإن الله أمر الأئمة أن يكونوا رعاه ولم يتقدم إليهم أن يكونوا جباه وإن صدر هذه الأمة خلقوا رعاه ،ولم يخلقوا جباه ،وليشك أئمتكم أن يكونوا جباه ولا يكونوا رعاه ، فإذا عادوا كذلك انقطع الحياء والأمانة والوفاء ، ألا وإن أعدل السيرة أن تنظروا في أمور المسلمين فيما عليهم فتعطوهم مالهم ، وتأخذوهم بما عليهم ، ثم تثنوا بالذمة فتعطوهم الذي لهم وتأخذوا الذي عليهم ثم العدو الذي تنتابوا فاستفتحوا عليهم بالوفاء .



46-أم الخبائث



قال عثمان :الخمر،ا الخمر فإنها أم الخبائث ، إنه كان رجل ممن كان قبلكم يتعبد فعلقته امرأة أغوته ، فأرسلت إليه جاريتها ، فقالت له : إنها تدعوك للشهادة فانطلق مع جاريتها ، فطفق كلما دخل بابا أغلقته دونه ، حتى أفضى إلى إمرته وضيئه ، عندها غلام وباطية خمر فقالت : والله ما دعوتك للشهادة ، ولكن دعوتك لتقع علىّ ، أو تشرب من هذه الخمر كأسا ، أو تقتل الغلام ، قال: فسقييني من هذه الخمر كأسا ، فسقته كأسا ، فقال: زيدوني ، فلم يرم حتى وقع عليها وقتل الغلام .، فاجتنبوا الخمر ، فإنها والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ويوشك أن يخرج أحدهما صاحبه .



47-ضربه لمن استخف بالعباس



في أيام خلافة عثمان بن عفان ضرب رجلا في منازعه استخف فيها بالعباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم فلما سأل عن سبب ضربه لذلك الرجل فقال : نعم أيفخم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه وأرخص في الاستخفاف به ، لقد خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل هذا ومن رضي منه .



48-انكحوا النساء على آبائهن وإخوانهن



لما قدم عبد الله بن الزبير على فتح إفريقيه أمره عثمان بن عفان فقام خطيبا ، فلما فرغ من كلامه قال عثمان ، انكحوا النساء على آبائهن وإخوانهن فإني لم أر في ولد أبى بكر الصديق أشبه به من هذا ، وعبد الله بن الزبير أمه أسماء بنت أبى بكر ، ويريد أن ابن الزبير كان شبيها بجده في الشجاعة والإقدام والفصاحة .



49- يسأل الناس وهو على المنبر



قال موسى بن طلحه : رأيت عثمان يخرج يوم الجمعة وعليه ثوبان أصفران فيجلس على المنبر فيؤذن المؤذن وهو يتحدث فيسأل الناس عن أسعارهم ومرضاهم .



50-النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بالخلافة



يقول النعمان بن البشير : أرسلني معاوية بن أبى سفيان بكتاب إلى عائشة ، فدفعته إلىّ فقالت : ألا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى ، قالت: كنت عنده ذات يوم أنا وحفصة فقال:" لو كان عندنا رجل يحدثنا ؟" فقلت يا رسول الله ابعث إلى أبى بكر يجيء يحدثنا ؟قالت : فسكت ، فقالت حفصة : يا رسول الله ابعث إلى عمر فيجيء فيحدثنا ؟ قالت فسكت صلى الله عليه وسلم فدعا رجلا فأسر إليه بشيء دوننا ، فذهب فجاء عثمان ، فأقبل عليه بوجهه فسمعته يقول صلى الله عليه وسلم : " يا عثمان إن الله لعله يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم" وفى رواية :" يا عثمان إن ولاك الله هذا الأمر وما ، فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله فلا تخلعه
منقول
أم جودي وحمودي
51-عثمان يخير البائع



اشترى عثمان من رجل أرضا فأبطأ عليه ، فلقيه فقال : ما منعك من قبض مالك ؟ قال:إنك غبنتني فنا ألقى من الناس أحد إلا ويلومني قال: أو ذلك يمنعك ؟ قال: نعم، قال فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا ".



52-أردت أن أقتلك



خرج عثمان بن عفان لصلاة الغداة فدخل من الباب الذي كان يدخل منه فزحمه الباب فقال : انظروا ، فنظروا فإذا رجل معه خنجر أو سيف فقال له عثمان رضي الله عنه: ما هذا ؟ قال: أردت أن أقتلك، قال: سبحان الله ويحك علام تقتلني ؟ قال ظلمني عاملك باليمن، أفلا رفعت ظلمتك إلىّ فإن لم أنصفك على عاملي أردت ذلك منى ؟ فقال لمن حوله : ما تقولون ، فقالوا يا أمير المؤمنين عدو أمكنك الله منه ،فقال : عبد همّ بذنب فكف الله عنى ، ائتني بمن يكفل بك ، لا تدخل المدينه ما وليت أمر المسلمين ، فأتاه برجل من قومه فكفل به فخلى عنه.




53-الليل لهم



كان عثمان بن عفان وهو أمير المؤمنين يأخذ وضوءا لنفسه إذا قام من الليل فقيل له لو أمرت الخادم كفاك، قال: لا الليل لهم يستريحون فيه.



54-عثمان والقبر



كان عثمان إذا وقف على القبر بكى حتى تبتل لحيته، فقيل له تذكر الجنة والنار وتبكى من هذا ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن القبر أول منازل ألآخره فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه "، قال : وإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، ثم قال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت فإنه الآن يسأل ".



55-يختلفا ثم يستغفرا لبعضهما



روى سعيد بن المسيب قال : شهدت علىّ وعثمان وبينهما نزغ من الشيطان فو الله ما تركا شيئا ولو شئت أن أخبر بم قال كل واحد منهما لصاحبه لفعلت ، ثم لم يقوما حتى استغفر كل واحد منهما لصاحبه.



56-أول قضيه واجهت عثمان



أول قضيه حكم فيها عثمان قضية عبيد الله بن عمر وذلك أنه غدا على ابنة أبى لؤلؤه قاتل عمر فقتلها ، وضرب رجلا نصرانيا يقال له جفينه بالسيف فقتله ، وضرب الهرمزان الذي كان صاحب تستر فقتله ، وكان قيل أنهما مالآ أبا لؤلؤه على قتل عمر وكان عمر قد أمر بسجنه ليحكم فيه الخليفة من بعده ، فلما ولى عثمان وجلس للناس كان أول ما تحوكم إليه في شأن عبيد الله فقال على : ما من العدل تركه ، وأمر بقتله، وقال بعض المهاجرين : أيقتل أبوه بالأمس ويقتل هو اليوم ؟ فقال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين قد برأك الله من ذلك ، قضيه لم تكن في أيامك فدعها عنك ، فودي عثمان أولئك القتلى من ماله الخاص ، لأن أمرهم إليه إذ لا وارث لهم إلا بيت المال ، والإمام يرى الأصلح في ذلك وخلى سبيل عبيد الله.



57-عثمان والساحرة



حدث في عهد عثمان أن جاريه لحفصة سحرتها ، فاعترفت الجارية بذلك فأمرت بها عبد الرحمن بن زيد فقتلها ، فأنكر ذلك عليها عثمان ، فقال بن عمر : أفتنكر على أم المؤمنين من إمرته سحرتها واعترفت فسكت عثمان.



58-عثمان والمرتدين



حدث أن أخذ عبد الله بن مسعود رجالا ارتدوا عن الإسلام وأخذوا ينعشون حديث مسيلمة الكذاب ، فكتب فيهم إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، فكتب عثمان إليه ، أن أعرض عليهم دين الحق ، وشهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، فمن قبلها وبريء من مسيلمة فلا تقتله ومن لزم دين مسيلمة فاقتله ، فقبلها رجالا منهم فتركوا ، ولزم دين مسيلمة رجال فقتلوا.




59- جنازة العباس



قال عبد الرحمن بن زيد : لما أتى بجنازة العباس بن عبد المطلب إلى موضع الجنائز تضايق الناس فتقدموا به إلى البقيع ولقد رأيتنا حين صلينا عليه في البقيع ، وما رأيت مثل ذلك الخروج على أحد من الناس قط ، وما يستطيع أحد أن يدنو من سريره ، وغلب عليه بنو هاشم ، فلما انتهوا إلى اللحد ازدحموا عليه ، فأرى عثمان وقد بعث ألشرطه يضربون الناس عن بنى هاشم ، حتى خلص بنو هاشم ، فكانوا هم الذين نزلوا في حفرته ودلوه في اللحد



60-يقرأ القرآن في ركعة



قالت امرأة عثمان حين قتل ، لقد قتلتموه وهو يجيء الليل بالقرآن في ركعة ، وعن عطاء بن أبى رباح ، أن عثمان بن عفان صلى بالناس ثم قام خلف المقام مجمع كتاب الله في ركعة كانت وتره سميت بالبتراء ، وكان يضرب المثل به في التلاوة.



61-توسعة عثمان للمسجد الحرام سنة 29هجريه



كان المسجد النبوي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن وسقفه الجريد ، وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا وزاد فيه عمر وبناه على بناءه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده بالخشب ، ثم غير عثمان فزاد عليه زيادة كبيره ، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة ، وجعل عمده بحجارة منقوشة وسقفه بالساج وجعل أبوابه على ما كانت عليه في عهد عمر ستة أبواب.



62-تفقده للعجائز



روى هلال المدينه عن جدته أنها كانت تدخل على عثمان بن عفان ففقدها يوما ، فقال لأهله : ما لي لا أرى فلانة ؟ فقالت امرأته :يا أمير المؤمنين ولدت اليوم غلاما ، قالت : فأرسل إلىّ بخمسين درهم وشقيقه سنبلانيه ، ثم قال : هذا عطاء ابنك وهذه كسوته ، فإذا مرت عليه سنه رفعناه إلى مائه.



63-يغتسل كل يوم



كان عثمان بن عفان يغتسل كل يوم منذ أسلم ، وقد صلى ذات يوم الصبح بالناس وهو جنب دون أن يدرى ، فلما أصبح رأى في ثوبه احتلاما ، فقال : كبرت والله إني أراني أجنب ولا أعلم ثم أعاد الصلاة ولم يعد من صلى خلفه.



64-عثمان يرفض زواج التحليل



جاء رجل إلى عثمان في خلافته وقد ركب فسأله فقال : إني لي إليك حاجه يا أمير المؤمنين ، فقال له عثمان إني الآن مستعجل فإن أردت أن تركب خلفي حتى تقضى حاجتك ، فركب خلفه فقال : إن لي جار طلق امرأته في غضبه ولقي شده ، فأردت أن أحتسب نفسي ومالي فأتزوجها ، ثم أبتنى بها ثم أطلقها فترجع إلى زوجها الأول ، فقال له عثمان : لا تنكحها إلا نكاح رغبه.



65-سبب جمعه للقرآن



عن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغزى أهل الشام في فتح أرمينيه وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلت بها إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هاشم فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثية : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، واملر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .



66-تفقده لرعيته في موسم الحج



كان عثمان يحرص على الحج بنفسه ويلتقي بالحجاج ويسمع شاكياتهم وتظلمهم من ولا تهم، كما أنه طلب من العمال أن يوافوه في كل موسم وكتب إلى الأمصار أن يوافيه العمال في كل موسم ومن يشكوهم.



67-راتب عثمان


كان عثمان لا يأخذ من مال المسلمين شيئا فقد كان أكثر قريش مالا وما جدهم في التجارة، فكان ينفق على أهله، ومن حوله من ماله الخاص.


68-دعوته للحسن بن علي



تزوج عثمان ويطيب، فأرسل للحسن بن عليّ يدعوه فأتاه فأجلسه معه على السرير فقال الحسن : إني صائم ولو علمت أنكم ستدعوني ما صمت ، قال عثمان : إن شئت لصنعنا بك ما يصنع بالصائم .قال : وما يصنع به ؟ قال:يكحل ويطيب، قال فدعا له بكحل وطيب فكحل وطيب.

أكل عثمان من اللين من الطعام
عن عمرو بن أميه الضمرى قال ك إن قريش كان من أسن منهم مولعا بأكل الخز يره وإني كنت أتعشى مع عثمان خزيرا من طبخ من أجود ما رأيت قط ، فيها بطون الغنم أدمها السمن واللبن فقال عثمان ، كيف ترى هذا الطعام؟ فقلت: هذا أطيب ما أكلت قط ، فقال : يرحم الله بن الخطاب ما أكلت معه هذه الخزيره قط ؟ قلت : نعم ،فكادت اللقمة تفرث بين يدي حين أهوى بها إلى فمي وليس فيها لحم، وكان أدمها السمن ولا لبن فيها ، فقال عثمان: صدقت ، إن عمر أتعب والله من تبع أثره ، وإنه كان يطلب بثنيه عن هذه الأمور ظلفا .
أما والله ما آكله من مال المسلمين ولكني آكله من مالي ، أنت تعلم أنى كنت أكثر قريش مالا وأجدهم في التجارة ، ولم أزل آكل من الطعام ما لان منه وقد بلغت سنا فأحب الطعام إلىّ ألينه ولا أعلم لأحد علىّ في ذلك تبعه .


69-ومن يطيق ما كان عمر يطيق



عن عبد الله بن عامر قال : كنت افطر مع عثمان في شهر رمضان فكان يأتينا بطعام هو ألين من طعام عمر ، قد رأيت على مائدة عثمان الدرمك وصغار الضأن كل ليله ، وما رأيت عمر قط أكل من الدقيق منخولا ولا أكل من الغنم إلا مسانها ، فقلت لعثمان في ذلك ، فقال : يرحم الله عمر ، ومن يطيق ما كان يطيق.




70-ميناء جده



في سنة 26 هجريه كلم أهل مكة عثمان من الشعيبه وهى ساحل مكة قديما في الجاهلية إلى ساحلها اليوم وهو جده لقربها من مكة ، فخرج عثمان إلى جده ورأى موضعها وأمر بتحويل الساحل إليها ودخل البحر واغتسل فيه وقال : إنه مبارك ، وقال لمن معه : ادخلوا البحر للاغتسال ، ولا يدخل أحد إلا بمئزر ثم خرج من جده عن طريق عسفان إلى المدينه ، وترك الناس ساحل الشعيبه في ذلك الزمان واستمرت جده بندرا إلى الآن بمكة المشرفة
منقول
أم جودي وحمودي
51-عثمان يخير البائع اشترى عثمان من رجل أرضا فأبطأ عليه ، فلقيه فقال : ما منعك من قبض مالك ؟ قال:إنك غبنتني فنا ألقى من الناس أحد إلا ويلومني قال: أو ذلك يمنعك ؟ قال: نعم، قال فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا ". 52-أردت أن أقتلك خرج عثمان بن عفان لصلاة الغداة فدخل من الباب الذي كان يدخل منه فزحمه الباب فقال : انظروا ، فنظروا فإذا رجل معه خنجر أو سيف فقال له عثمان رضي الله عنه: ما هذا ؟ قال: أردت أن أقتلك، قال: سبحان الله ويحك علام تقتلني ؟ قال ظلمني عاملك باليمن، أفلا رفعت ظلمتك إلىّ فإن لم أنصفك على عاملي أردت ذلك منى ؟ فقال لمن حوله : ما تقولون ، فقالوا يا أمير المؤمنين عدو أمكنك الله منه ،فقال : عبد همّ بذنب فكف الله عنى ، ائتني بمن يكفل بك ، لا تدخل المدينه ما وليت أمر المسلمين ، فأتاه برجل من قومه فكفل به فخلى عنه. 53-الليل لهم كان عثمان بن عفان وهو أمير المؤمنين يأخذ وضوءا لنفسه إذا قام من الليل فقيل له لو أمرت الخادم كفاك، قال: لا الليل لهم يستريحون فيه. 54-عثمان والقبر كان عثمان إذا وقف على القبر بكى حتى تبتل لحيته، فقيل له تذكر الجنة والنار وتبكى من هذا ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن القبر أول منازل ألآخره فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه "، قال : وإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، ثم قال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت فإنه الآن يسأل ". 55-يختلفا ثم يستغفرا لبعضهما روى سعيد بن المسيب قال : شهدت علىّ وعثمان وبينهما نزغ من الشيطان فو الله ما تركا شيئا ولو شئت أن أخبر بم قال كل واحد منهما لصاحبه لفعلت ، ثم لم يقوما حتى استغفر كل واحد منهما لصاحبه. 56-أول قضيه واجهت عثمان أول قضيه حكم فيها عثمان قضية عبيد الله بن عمر وذلك أنه غدا على ابنة أبى لؤلؤه قاتل عمر فقتلها ، وضرب رجلا نصرانيا يقال له جفينه بالسيف فقتله ، وضرب الهرمزان الذي كان صاحب تستر فقتله ، وكان قيل أنهما مالآ أبا لؤلؤه على قتل عمر وكان عمر قد أمر بسجنه ليحكم فيه الخليفة من بعده ، فلما ولى عثمان وجلس للناس كان أول ما تحوكم إليه في شأن عبيد الله فقال على : ما من العدل تركه ، وأمر بقتله، وقال بعض المهاجرين : أيقتل أبوه بالأمس ويقتل هو اليوم ؟ فقال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين قد برأك الله من ذلك ، قضيه لم تكن في أيامك فدعها عنك ، فودي عثمان أولئك القتلى من ماله الخاص ، لأن أمرهم إليه إذ لا وارث لهم إلا بيت المال ، والإمام يرى الأصلح في ذلك وخلى سبيل عبيد الله. 57-عثمان والساحرة حدث في عهد عثمان أن جاريه لحفصة سحرتها ، فاعترفت الجارية بذلك فأمرت بها عبد الرحمن بن زيد فقتلها ، فأنكر ذلك عليها عثمان ، فقال بن عمر : أفتنكر على أم المؤمنين من إمرته سحرتها واعترفت فسكت عثمان. 58-عثمان والمرتدين حدث أن أخذ عبد الله بن مسعود رجالا ارتدوا عن الإسلام وأخذوا ينعشون حديث مسيلمة الكذاب ، فكتب فيهم إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، فكتب عثمان إليه ، أن أعرض عليهم دين الحق ، وشهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، فمن قبلها وبريء من مسيلمة فلا تقتله ومن لزم دين مسيلمة فاقتله ، فقبلها رجالا منهم فتركوا ، ولزم دين مسيلمة رجال فقتلوا. 59- جنازة العباس قال عبد الرحمن بن زيد : لما أتى بجنازة العباس بن عبد المطلب إلى موضع الجنائز تضايق الناس فتقدموا به إلى البقيع ولقد رأيتنا حين صلينا عليه في البقيع ، وما رأيت مثل ذلك الخروج على أحد من الناس قط ، وما يستطيع أحد أن يدنو من سريره ، وغلب عليه بنو هاشم ، فلما انتهوا إلى اللحد ازدحموا عليه ، فأرى عثمان وقد بعث ألشرطه يضربون الناس عن بنى هاشم ، حتى خلص بنو هاشم ، فكانوا هم الذين نزلوا في حفرته ودلوه في اللحد 60-يقرأ القرآن في ركعة قالت امرأة عثمان حين قتل ، لقد قتلتموه وهو يجيء الليل بالقرآن في ركعة ، وعن عطاء بن أبى رباح ، أن عثمان بن عفان صلى بالناس ثم قام خلف المقام مجمع كتاب الله في ركعة كانت وتره سميت بالبتراء ، وكان يضرب المثل به في التلاوة. 61-توسعة عثمان للمسجد الحرام سنة 29هجريه كان المسجد النبوي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن وسقفه الجريد ، وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا وزاد فيه عمر وبناه على بناءه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده بالخشب ، ثم غير عثمان فزاد عليه زيادة كبيره ، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة ، وجعل عمده بحجارة منقوشة وسقفه بالساج وجعل أبوابه على ما كانت عليه في عهد عمر ستة أبواب. 62-تفقده للعجائز روى هلال المدينه عن جدته أنها كانت تدخل على عثمان بن عفان ففقدها يوما ، فقال لأهله : ما لي لا أرى فلانة ؟ فقالت امرأته :يا أمير المؤمنين ولدت اليوم غلاما ، قالت : فأرسل إلىّ بخمسين درهم وشقيقه سنبلانيه ، ثم قال : هذا عطاء ابنك وهذه كسوته ، فإذا مرت عليه سنه رفعناه إلى مائه. 63-يغتسل كل يوم كان عثمان بن عفان يغتسل كل يوم منذ أسلم ، وقد صلى ذات يوم الصبح بالناس وهو جنب دون أن يدرى ، فلما أصبح رأى في ثوبه احتلاما ، فقال : كبرت والله إني أراني أجنب ولا أعلم ثم أعاد الصلاة ولم يعد من صلى خلفه. 64-عثمان يرفض زواج التحليل جاء رجل إلى عثمان في خلافته وقد ركب فسأله فقال : إني لي إليك حاجه يا أمير المؤمنين ، فقال له عثمان إني الآن مستعجل فإن أردت أن تركب خلفي حتى تقضى حاجتك ، فركب خلفه فقال : إن لي جار طلق امرأته في غضبه ولقي شده ، فأردت أن أحتسب نفسي ومالي فأتزوجها ، ثم أبتنى بها ثم أطلقها فترجع إلى زوجها الأول ، فقال له عثمان : لا تنكحها إلا نكاح رغبه. 65-سبب جمعه للقرآن عن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغزى أهل الشام في فتح أرمينيه وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلت بها إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هاشم فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثية : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، واملر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق . 66-تفقده لرعيته في موسم الحج كان عثمان يحرص على الحج بنفسه ويلتقي بالحجاج ويسمع شاكياتهم وتظلمهم من ولا تهم، كما أنه طلب من العمال أن يوافوه في كل موسم وكتب إلى الأمصار أن يوافيه العمال في كل موسم ومن يشكوهم. 67-راتب عثمان كان عثمان لا يأخذ من مال المسلمين شيئا فقد كان أكثر قريش مالا وما جدهم في التجارة، فكان ينفق على أهله، ومن حوله من ماله الخاص. 68-دعوته للحسن بن علي تزوج عثمان ويطيب، فأرسل للحسن بن عليّ يدعوه فأتاه فأجلسه معه على السرير فقال الحسن : إني صائم ولو علمت أنكم ستدعوني ما صمت ، قال عثمان : إن شئت لصنعنا بك ما يصنع بالصائم .قال : وما يصنع به ؟ قال:يكحل ويطيب، قال فدعا له بكحل وطيب فكحل وطيب. أكل عثمان من اللين من الطعام عن عمرو بن أميه الضمرى قال ك إن قريش كان من أسن منهم مولعا بأكل الخز يره وإني كنت أتعشى مع عثمان خزيرا من طبخ من أجود ما رأيت قط ، فيها بطون الغنم أدمها السمن واللبن فقال عثمان ، كيف ترى هذا الطعام؟ فقلت: هذا أطيب ما أكلت قط ، فقال : يرحم الله بن الخطاب ما أكلت معه هذه الخزيره قط ؟ قلت : نعم ،فكادت اللقمة تفرث بين يدي حين أهوى بها إلى فمي وليس فيها لحم، وكان أدمها السمن ولا لبن فيها ، فقال عثمان: صدقت ، إن عمر أتعب والله من تبع أثره ، وإنه كان يطلب بثنيه عن هذه الأمور ظلفا . أما والله ما آكله من مال المسلمين ولكني آكله من مالي ، أنت تعلم أنى كنت أكثر قريش مالا وأجدهم في التجارة ، ولم أزل آكل من الطعام ما لان منه وقد بلغت سنا فأحب الطعام إلىّ ألينه ولا أعلم لأحد علىّ في ذلك تبعه . 69-ومن يطيق ما كان عمر يطيق عن عبد الله بن عامر قال : كنت افطر مع عثمان في شهر رمضان فكان يأتينا بطعام هو ألين من طعام عمر ، قد رأيت على مائدة عثمان الدرمك وصغار الضأن كل ليله ، وما رأيت عمر قط أكل من الدقيق منخولا ولا أكل من الغنم إلا مسانها ، فقلت لعثمان في ذلك ، فقال : يرحم الله عمر ، ومن يطيق ما كان يطيق. 70-ميناء جده في سنة 26 هجريه كلم أهل مكة عثمان من الشعيبه وهى ساحل مكة قديما في الجاهلية إلى ساحلها اليوم وهو جده لقربها من مكة ، فخرج عثمان إلى جده ورأى موضعها وأمر بتحويل الساحل إليها ودخل البحر واغتسل فيه وقال : إنه مبارك ، وقال لمن معه : ادخلوا البحر للاغتسال ، ولا يدخل أحد إلا بمئزر ثم خرج من جده عن طريق عسفان إلى المدينه ، وترك الناس ساحل الشعيبه في ذلك الزمان واستمرت جده بندرا إلى الآن بمكة المشرفة منقول
51-عثمان يخير البائع اشترى عثمان من رجل أرضا فأبطأ عليه ، فلقيه فقال : ما منعك من قبض مالك...
71-الخلاف بين عثمان وأبى ذر


كان أبو ذر يعيش في الشام زمن عثمان ، وقد رأى الناس وما يعيشون فيه من الترف ، وكان يرى أن المسلم لا يجوز له كنز الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ، ولكن الصحابة فهموا من تلك الآية أنها نزلت في معاني الزكاة وأن المسلم ما دام أدى زكاة ماله فلا يعد من الكانزين الذين توعدتهم الآية فحدث خلاف بين أبى ذر ومعاوية بن أبى سفيان وإلى الشام فشكي معاوية أبى ذر إلى الخليفة عثمان بن عفان ، فما كان من عثمان إلا أن أرسل إلى أبى ذر يطلب منه الحضور إلى المدينه ، فتوافد عليه الناس ليسألوه عن سبب خروجه من الشام ، فاشتكى ذلك إلى عثمان فقال ذلك عثمان : إن شئت فكنت قريبا فنزل مكانا يسمى الربذه


72-سقوط خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبع عثمان


لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب للأعجم كتابا يدعوهم إلى الله عز وجل ، فقال له رجل : يا رسول الله إنهم لا يقبلون كتابا إلا مختوما ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصنع له خاتما من فضه فجعله في أصبعه ، وكان نقشه ثلاثة أسطر ( محمد) سطر ، و( رسول ) سطر ، و( الله ) سطر ، والأسطر الثلاثة تقرأ من أسفل إلى أعلى ، محمد آخر الأسطر ورسول في الوسط والله في الأعلى ، وكانت الكتابة مقلوبة لتكون على الاستواء ، إذا ختم به فكان ذلك الخاتم في يده صلى الله عليه وسلم ، ولما استخلف أبا بكر ختم به ، ثم ولى عمر بن الخطاب فجعل يتختم به ، ثم ولى من بعده عثمان فتختم به ست سنين فحفر بئرا للمسلمين ( بئر أريس) وهو على ميلين من المدينه وكانت قليلة الماء فجاء عثمان ذات يوم فقعد على رأس البئر فجعل يعبث بالخاتم فسقط من يده في البئر فطلبوه فيها ونزحوا ما فيها من ماء فلم يعثروا عليه، فجعل فيه مالا عظيما امن جاء به ، واغتم لذلك غما شديدا ، فلما يئس منه صنع خاتما آخر على مثاله ونقشه فبقى في أصبعه حتى قتل ، ثم ضاع هذا الخاتم ولم يعلم من أخذه.


73- غزوة قبرص


كان معاوية يلح على عمر بن الخطاب في غزو قبص وركوب البحر لها فكتب إلى عمرو بن العاص أن صف لي البحر وراكبه فكتب إليه أنى رأيت خلقا كبيرا يركبه ، خلق صغير إن ركد خرق القلوب وإن تحرك أراع العقول تزداد فيه العقول قله والسيئات كثره وهم فيه كدود على عود ، إن مال غرق وإن نجا فرق ، فلما قرأ عمر الكتاب كتب إلى معاوية : والله لا أحمل فيه مسلما أبدا .
قال بن جرير: فغزا معاوية قبرص أيام عثمان فصالحه أهلها على الجزية.


74-خوفه من ربه


كان لعثمان عبد فقال له: إني كنت عركت أذنك فاقتص فأخذ بأذنه فقال عثمان : أشدد يا حبذا قصاص في الدنيا لا قصاص في الآخرة ، وقال : لو أنني بين الجنة والنار لا أدرى إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتها أصير .


75-آخر خطبه


كانت آخر خطبه خطبها في جماعه : إن الله أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة ، ولم يعتكموها لتركنوا إليها ، إن الدنيا تفنى وإن الآخرة تبقى لا تبطرنكم الفانية ولا تشغلكم عن الباقية وآثروا ما يبقى على ما يفنى ، فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى الله فاتقوا الله فإن تقواه جنه من بأس ووسيلة من عنده ، واحذروا من الله الغير والزموا جماعتكم ولا تصيروا أحزابا
( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم المفلحون).


76- قيام عثمان الليل


قال عبد الرحمن التيمى ، لأغلبن الليلة النفر على المقام ، فلما صلينا العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه ، قال : فبينما أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كتفي فإذا هو عثمان بن عفان قال : فبدأ بأم القرآن فقرأ حتى ختم القرآن فركع وسجد ، ثم اخذ نعليه فلا أدرى أصلى قبل هذا شيئا أم لا.


77-ينظر في المصحف كل يوم


كان عثمان ما يشبع من القرآن، استمع إليه وهو يقول: لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا، وإني لأكره أن يأتي علىّ يوم لا أنظر في المصحف، وما مات عثمان حتى خرق مصحفه من كثرة ما يديم النظر فيه.


78-لذة مناجاة الله عند عثمان


عن سعد بن أبى وقاص قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه ، فملأ عينه منى ثم لم يرد علىّ السلام ، فأتيت عمر بن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين ، هل حدث شيء في الإسلام ؟ قال لا، وما ذاك؟ قلت: لا إلا أنى مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينه منى ثم لم يرد علىّ السلام ، قال : فأرسل عمر إلى عثمان فقال: ما منعك ألا تكون ردت السلام على أخيك ؟قال : ما فعلت ، قال سعد: بلى ، حتى حلف وحلفت ، قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى وأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمه سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا والله ما أن ذكرتها إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة ، قال سعد : فأنبئك بها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوه ، ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته بها فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله فضربت بقدمي الأرض فالتفت إلىّ صلى الله عليه وسلم فقال : من هذا ؟ أبو إسحاق قال : قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فمه ، لا والله يا رسول الله إلا أنك ذكرت لنا دعوه ، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك ، قال : نعم " دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فإنه لا يدعو مسلم ربه في أي موضع قط إلا استجاب له "


79-فراسته


وكان لا,ن ينظر بنور الله , حدث أن رجلاً قد نظر إلى امرأة أجنبية , فلما نظر إليه قال : ها أيدخل أحدكم علي وفي عينيه أثر الزنا , فقال لرجل : أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا , ولكن قول حق وفراسة صدق .


80-ولم يبق من دعائه إلا أنار


عن أبى قلابه قال: كنت في رفقه في الشام فسمعت صوت رجل يقول : يا ويلاته النار ، قال: فقمت إليه فإذا برجل مقطوع اليدين والرجلين من الحقوين أعمى العينين منكبا لوجهه فسألته عن حاله ، فقال : إني كنت ممن دخل على عثمان الدار فلما دنوت منه صرخت زوجته فلطمتها ،فقال: ما لك قطع الله يديك ورجليك وأعمى عينيك وأدخلك النار ؟ فأخذتني رعده عظيمه ، وخرجت هاربا فأصابني ما ترى ولم يبق من دعائه إلا النار ، قلت له : بعدا له وسحقا .
أم جودي وحمودي
71-الخلاف بين عثمان وأبى ذر كان أبو ذر يعيش في الشام زمن عثمان ، وقد رأى الناس وما يعيشون فيه من الترف ، وكان يرى أن المسلم لا يجوز له كنز الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ، ولكن الصحابة فهموا من تلك الآية أنها نزلت في معاني الزكاة وأن المسلم ما دام أدى زكاة ماله فلا يعد من الكانزين الذين توعدتهم الآية فحدث خلاف بين أبى ذر ومعاوية بن أبى سفيان وإلى الشام فشكي معاوية أبى ذر إلى الخليفة عثمان بن عفان ، فما كان من عثمان إلا أن أرسل إلى أبى ذر يطلب منه الحضور إلى المدينه ، فتوافد عليه الناس ليسألوه عن سبب خروجه من الشام ، فاشتكى ذلك إلى عثمان فقال ذلك عثمان : إن شئت فكنت قريبا فنزل مكانا يسمى الربذه 72-سقوط خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبع عثمان لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب للأعجم كتابا يدعوهم إلى الله عز وجل ، فقال له رجل : يا رسول الله إنهم لا يقبلون كتابا إلا مختوما ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصنع له خاتما من فضه فجعله في أصبعه ، وكان نقشه ثلاثة أسطر ( محمد) سطر ، و( رسول ) سطر ، و( الله ) سطر ، والأسطر الثلاثة تقرأ من أسفل إلى أعلى ، محمد آخر الأسطر ورسول في الوسط والله في الأعلى ، وكانت الكتابة مقلوبة لتكون على الاستواء ، إذا ختم به فكان ذلك الخاتم في يده صلى الله عليه وسلم ، ولما استخلف أبا بكر ختم به ، ثم ولى عمر بن الخطاب فجعل يتختم به ، ثم ولى من بعده عثمان فتختم به ست سنين فحفر بئرا للمسلمين ( بئر أريس) وهو على ميلين من المدينه وكانت قليلة الماء فجاء عثمان ذات يوم فقعد على رأس البئر فجعل يعبث بالخاتم فسقط من يده في البئر فطلبوه فيها ونزحوا ما فيها من ماء فلم يعثروا عليه، فجعل فيه مالا عظيما امن جاء به ، واغتم لذلك غما شديدا ، فلما يئس منه صنع خاتما آخر على مثاله ونقشه فبقى في أصبعه حتى قتل ، ثم ضاع هذا الخاتم ولم يعلم من أخذه. 73- غزوة قبرص كان معاوية يلح على عمر بن الخطاب في غزو قبص وركوب البحر لها فكتب إلى عمرو بن العاص أن صف لي البحر وراكبه فكتب إليه أنى رأيت خلقا كبيرا يركبه ، خلق صغير إن ركد خرق القلوب وإن تحرك أراع العقول تزداد فيه العقول قله والسيئات كثره وهم فيه كدود على عود ، إن مال غرق وإن نجا فرق ، فلما قرأ عمر الكتاب كتب إلى معاوية : والله لا أحمل فيه مسلما أبدا . قال بن جرير: فغزا معاوية قبرص أيام عثمان فصالحه أهلها على الجزية. 74-خوفه من ربه كان لعثمان عبد فقال له: إني كنت عركت أذنك فاقتص فأخذ بأذنه فقال عثمان : أشدد يا حبذا قصاص في الدنيا لا قصاص في الآخرة ، وقال : لو أنني بين الجنة والنار لا أدرى إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتها أصير . 75-آخر خطبه كانت آخر خطبه خطبها في جماعه : إن الله أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة ، ولم يعتكموها لتركنوا إليها ، إن الدنيا تفنى وإن الآخرة تبقى لا تبطرنكم الفانية ولا تشغلكم عن الباقية وآثروا ما يبقى على ما يفنى ، فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى الله فاتقوا الله فإن تقواه جنه من بأس ووسيلة من عنده ، واحذروا من الله الغير والزموا جماعتكم ولا تصيروا أحزابا ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم المفلحون). 76- قيام عثمان الليل قال عبد الرحمن التيمى ، لأغلبن الليلة النفر على المقام ، فلما صلينا العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه ، قال : فبينما أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كتفي فإذا هو عثمان بن عفان قال : فبدأ بأم القرآن فقرأ حتى ختم القرآن فركع وسجد ، ثم اخذ نعليه فلا أدرى أصلى قبل هذا شيئا أم لا. 77-ينظر في المصحف كل يوم كان عثمان ما يشبع من القرآن، استمع إليه وهو يقول: لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا، وإني لأكره أن يأتي علىّ يوم لا أنظر في المصحف، وما مات عثمان حتى خرق مصحفه من كثرة ما يديم النظر فيه. 78-لذة مناجاة الله عند عثمان عن سعد بن أبى وقاص قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه ، فملأ عينه منى ثم لم يرد علىّ السلام ، فأتيت عمر بن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين ، هل حدث شيء في الإسلام ؟ قال لا، وما ذاك؟ قلت: لا إلا أنى مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينه منى ثم لم يرد علىّ السلام ، قال : فأرسل عمر إلى عثمان فقال: ما منعك ألا تكون ردت السلام على أخيك ؟قال : ما فعلت ، قال سعد: بلى ، حتى حلف وحلفت ، قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى وأستغفر الله وأتوب إليه ، إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمه سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا والله ما أن ذكرتها إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة ، قال سعد : فأنبئك بها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوه ، ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته بها فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله فضربت بقدمي الأرض فالتفت إلىّ صلى الله عليه وسلم فقال : من هذا ؟ أبو إسحاق قال : قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فمه ، لا والله يا رسول الله إلا أنك ذكرت لنا دعوه ، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك ، قال : نعم " دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فإنه لا يدعو مسلم ربه في أي موضع قط إلا استجاب له " 79-فراسته وكان لا,ن ينظر بنور الله , حدث أن رجلاً قد نظر إلى امرأة أجنبية , فلما نظر إليه قال : ها أيدخل أحدكم علي وفي عينيه أثر الزنا , فقال لرجل : أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا , ولكن قول حق وفراسة صدق . 80-ولم يبق من دعائه إلا أنار عن أبى قلابه قال: كنت في رفقه في الشام فسمعت صوت رجل يقول : يا ويلاته النار ، قال: فقمت إليه فإذا برجل مقطوع اليدين والرجلين من الحقوين أعمى العينين منكبا لوجهه فسألته عن حاله ، فقال : إني كنت ممن دخل على عثمان الدار فلما دنوت منه صرخت زوجته فلطمتها ،فقال: ما لك قطع الله يديك ورجليك وأعمى عينيك وأدخلك النار ؟ فأخذتني رعده عظيمه ، وخرجت هاربا فأصابني ما ترى ولم يبق من دعائه إلا النار ، قلت له : بعدا له وسحقا .
71-الخلاف بين عثمان وأبى ذر كان أبو ذر يعيش في الشام زمن عثمان ، وقد رأى الناس وما يعيشون فيه...
-كان يسب عليا وعثمان

عن علىّ بن زيد بن جدعان قال: قال لي سعيد بن المسيب : انظر إلى وجه هذا الرجل ، فنظرت فإذا هو مسود الوجه فقالت : حسبي ، قال : إن هذا كان يسب عليا وعثمان، فكنت أنهاه فلا ينتهي فقلت اللهم إن هذا يسب رجلين قد سب لهما ما تعلم ، اللهم إن كان يسخطك ما يقول فيهما فأرنى آية فاسود وجهه كما ترى .


82-جوائز لإجازة الوادي


قال الأصمعي : استعمل بن عامر قطن بن عوف الهلالي على كرمان ، فأقبل جيش من المسلمين – أربعة آلاف- وجرى الوادي فقطعهم عن طريقهم وخشي قطن الفوت فقال : من جاز الوادي فله ألف درهم فحملوا أنفسهم على العوم ، فكان إذا جاز الرجل منهم الوادي قال قطن أعطوه جائزته ، حتى جازوا جميعا وأعطاهم أربة آلاف درهم فأبى بن عامر أن يحسبه له، فكتب بذلك إلى عثمان بن عفان ، فكتب عثمان أن احسبه له فإنه إنما أعان المسلمين في سبيل الله فمن ذلك اليوم سميت الجوائز بجائزة الوادي ، فقال الكنانة في ذلك :

فدى الأكرمين بنى هلال على أعالتهم أهلي ومالي
همو سنوا الجوائز في معد فعادت سنة أخرى الليالي
رماحهم تزيد على ثمان وعشر قبل تركيت النصال




83-عثمان الحيي


ذات مره دعي عثمان ليقبض على قوم كانوا على أمر قبيح فخرج إليهم فوجدهم قد تفرقوا فوجد أمرا قبيحا فحمد الله إذ لم يصادفهم وأعتق رقبه



84- وهبناها لمروءتك


في يوم من الأيام خرج عثمان بن عفان من المسجد فلقيه طلحه بن عبيد الله وكان لعثمان خمسين ألف عند طلحه فقال طلحه لعثمان : إن الخمسين ألفا التي لك عندي قد حصلت فأرسل من يقبضها ، فقال له عثمان : إنا قد وهبناكها لمروءتك.



85-الخليفة يقيل في المسجد


عن الحسن البصري وقد سئل عن القائلين في المسجد فقال: رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقيل في المسجد وهو يومئذ خليفة قال: ويقوم وأثر الحصى في جنبه، قال: فيقال هذا أمير المؤمنين، هذا أمير المؤمنين.



86-يقيم الحد على أخيه لأمه


عن عروه بن الزبير أن عبيد الله بن عدى بن الخيار أخبره أن المسور بن مخرمه وعبد الله بن الأسود بن يغوث قالا له : ما يمنعك أن تكلم خالك يكلم أمير المؤمنين عثمان في الوليد بن عقبه وقد أكثر الناس فيما فعل؟ قال عبيد الله: فاعترضت أمير المؤمنين عثمان حين خرج من الصلاة فقلت له: إن لي إليك حاجه هي نصيحة قال: قل. قال: يا أيها المرء إني أعوذ بالله منك. قال: فانصرفت فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور وابن عبد يغوث فحدثتهما بالذي قلت لأمير المؤمنين وقال لي ، فقالا: قد ابتلاك الله فانطلقت حتى دخلت على عثمان فقال : ما نصيحتك الذي ذكرت لي آنقا ؟ قال : فتشهدت ثم قلت له : إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب.، فكنت ممن استجاب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ورأيت هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد، فحق عليك أن تقيم عليه الحد، قال: فقال لي ابن أختي، أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، قال : فقلت لا ولكن خلص إلىّ من علمه واليقين ما يخلص للعذراء في سترها ، قال : فتشهد ثم قال : أما بعد فإن الله قد بعث محمدا بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله وآمن بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ثم هاجرت الهجرتين كما قلت ، ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ثم استخلف بعده أبو بكر فبايعناه فو الله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ثم استخلف عمر فو الله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ، ثم استخلفني الله فليس لي عليكم مثل الذي كان لهم علىّ؟ قال: فقلت بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم ؟ فأما ما ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق، قال : فجلد الوليد أربعين سوطا وأمر عليا بجلده فكان هو يجلده.


87-دمى بها خطايا


روى مسلمه بن عبد الله الجهنى عن عمه أبى مشجعه ، فقال : عدنا مع عثمان مريضا فقال له عثمان : قل لا إله إلا الله ، فقالها ، فقال عثمان : والذي نفسي بيده لقد رمى بها خطاياه فحطمها حطما.



88- عشر عثمان


روى أبو ثور الفهمي رحمه الله فقال : قدمت على عثمان بن عفان فبينما أنا عنده قال : لقد اختبأت عند ربى عشرا : إني لرابع أربعه في الإسلام ، وما تعييت ( من العتو وخو العصيان والتكبر ) ولا تمنيت ( من التمني وهو الكذب واختلاق الباطل) وما وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا مرت بي جمعه منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبه إلا ألا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك، ولا زنيت في جاهليه ولا إسلام قط ، وجهزت جيش العسرة وأنكحني النبي صلى الله عليه وسلم ابنته ثم ماتت فأنكحني الأخرى وما سرقت في جاهليه ولا في إسلام .



89- حياء عثمان عند غسله


ذكر الحسن البصري عثمان يوما وتحدث عن شدة حياءه فقال عنه: إنه ليكون في البيت، والباب عنه مغلق فلا يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء ليقيم صلبه.



90-إجابته للدعوة


عن أبى عثمان النهدي أن غلام المغيرة بن شعبه تزوج فأرسل إلى عثمان بن عفان وهو أمير المؤمنين ، فلنا جاء أما إني صائم ، غير إني أحببت أن أجيب الدعوة وادعوا بالبركة .