91-أمير المؤمنين يستشير أصحابه
عن عبد الرحمن بن سعيد اليربوعي قال : رأيت عثمان بن عفان في المسجد إذ جاء الخصمان قال لهذا اذهب فادع عليا ، وللآخر فادع لي طلحه بن عبيد الله ، والزبير وعبد الرحمن ، فجاءوا فجلسوا فقال لهما : تكلما ثم يقبل عليهم فيقول : أشيروا علىّ ، فإن قالوا ما يوافق رأيه لأمضاه عليهما وإلا نظر فيقومان مسلمين.
92- النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بالشهادة
عن أنس رضي الله عنه قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف فقال:" اسكن أحد- فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان".
93-أصدقها حياء عثمان
عن أنس بن مالك قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أرحم أمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر ، وأصدقها حياء عثمان وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأقرأها لكتاب الله أبي ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت ، ولكل أمه أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيده بن الجراح".
94-يقتل هذا المقنع مظلوما
عن بن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنه فمر رجل فقال:"يقتل فيها هذا المقنع مظلوما"، فقال: فنظرت ف‘ذا هو عثمان بن عفان.
95-عليكم بالأمين وأصحابه
قال:ى حبيبه أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها وأنه سمع أبا هريرة يستأذن في الكلام فأذن له ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إنكم تلقون بعدى فتنه واختلافاً "أو قال" اختلافا وفتنه" فقال قائل له من الناس : فمن لنا يا رسول الله ؟ قال :"عليكم بالأمين وأصحابه " وهو يشير إلى عثمان بذلك.
96- رأيه في حج المعتدة
يرى عثمان أن المعتدة لا يلزمها حج ما دامت في العدة وكان رضي الله عنه يرجع المعتدة حاجه أو معتمرة من الجحفة وذي الحليفة.
97-عثمان ورأيه في الخلع
عن الربيع بن معوذ قالت : كان بيني وبين ابن عمى كلام وكان زوجها قالت : فقلت له: لك كل شيء وفارقني قال : قد فعلت ، فأخذ والله كل شيء حتى فراشي ، فجئت عثمان وهو محصور فقال الشرط أملك ، خذ كل شيء حتى عقاص رأسها .
98-النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له
عن الحسن بن عليّ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام متعلقا بالعرش ثم رأيت أبا بكر آخذ بحقوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رأيت عمر آخذ بحقوى أبا بكر ثم رأيت عثمان آخذ بحقوى عمر ثم رأيت الدم منصبا من السماء إلى الأرض فحدث الحسن بهذا الحديث وعنده ناس من الشيعة فقالوا : ما رأيت عليا ؟ قال : ما كان أحب إليّ أن أراه آخذ بحقوى النبي صلى الله عليه وسلم من عليّ ولكن إنما هي رؤيا فقال أبو مسعود عقبه بن عمرو : إنكم لتجدون على الحسن في رؤيا رآها لقد كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في غزاه وقد أصاب المسلمين جهد حتى عرفت الكآبة على وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق " فعلم عثمان أن الله ورسوله يصدقان فوجه راحلته فإذا هو بأربعة عشر راحلة فاشتراها وما عليها من الطعام فوجه منها سبعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجه سبعا إلى أهله فلما عرف المسلمون العير قد جاءت عرف الفرح في وجوههم والكآبة في وجوه المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما هذا " قالوا أرسل بها عثمان هديه لك ، قال فرأيته رافعا يده يدعو لعثمان ما سمعته يدعو لأحد من قبله ولا من بعده : " اللهم أعط لعثمان ، وافعل لعثمان " رافعا يده حتى رأيت بياض إبطه.
99-أولاد عليّ وعثمان
عن أبهز بن ميزر قال: حججت مره فإذا غلامان صبيحان أبيضان يطوفان بالكعبة وقد أطاف الناس بهما ، فقلت : من هذان ؟ قالوا هذان ابنا عليّ وعثمان ، فقلت : ألا ترى هؤلاء تزوج بعضهم بعضا وحجا معا ومن حوالينا يقول يشهد بعضهم على بعض بالكفر .
قال وكيع: هما ابن لعبد الله بن الحسين والآخر محمد بن عمرو بن عثمان ، أمه فاطمة بنت الحسين.
100-حديث الشورى
عن عمرو بن ميمون إنهم قالوا لعمر بن الخطاب لما طعنه أبو لؤلؤه أوص يا أمير المؤمنين. استخلف ، قال: ما أرى أحد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمي عليا وطلحه وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص رضي الله عنهم قال : ويشهد عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء –كهيئة التعزية له- فإن أصاب الأمر سعد فهو ذاك وإلا فليستعن به، أيكم ما أمر فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة ، فلما توفى وفرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم ، فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى عليّ ، وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن، وقال طلحه قد جعلت أمري إلى عثمان . فخلا هؤلاء الثلاثة على عليّ وعثمان وعبد الرحمن ، فقال عبد الرحمن للآخرين :أيكما يتبرأ من هذا الأمر ونجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه وليحرصن على إصلاح الأمة ؟ قال : فسكت الشيخان عليّ وعثمان ، فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إليّ والله عليّ أن لا آلو عن أفضلكم ، قالا : نعم ، فأخذ بيد عليّ فقال : إن لك القدم والإسلام والقرابة ما فد علمت الله عليك ، لأن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت إليك لتسمعن ولتطيعن ، ثم خلا بعثمان فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال لعثمان : ارفع يدك فبايعه ، ثم بايعه عليّ ثم ولج أهل الدار فبايعوه.
عثمان يرد على شبهة المتمردين
101-شبهة إتمام الصلاة في السفر
قال عثمان : قالوا: إني أتممت الصلاة في السفر وما أتمها قبلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ، ولقد أتممت الصلاة لما سافرت من المدينه إلى مكة ومكة بلد فيه أهلي فأنا مقيم بين أهلي ولست مسافرا أليس كذلك ؟ فقال الصحابة : اللهم نعم.
102-شبهة الحمى
قال عثمان: وقالوا: إني حميت حمى وضيقت على المسلمين وجعلت أرضا واسعا خاصة لرعي إبلي. ولقد كان الحمى قبلي لإبل الصدقة والجهاد ، حيث جعل الحمى كل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر ، وأنا زدت فيه لما كثرت إبل الصدقة والجهاد ، ثم لم تمنع ماشية فقراء المسلمين من الرعي في ذلك الحمى ، وما حاميت لماشيتي ولما وليت الخلافة كنت من أكثر المسلمين إبلا وغنما وقد أنفقتها كلها ومالي الآن ثاغيه ولا راغيه ، ولم يبق لي إلا بعيران خصصتهما لحجي . أليس كذلك ؟ قال الصحابة: اللهم نعم.
103-شبهة إحراقه للمصاحف
قال عثمان: وقالوا: إني أبقيت نسخه واحده من المصاحف وحرقت ما سواها ، وجمعت الناس على مصحف واحد ، ألا إن القرآن كلام الله من عند الله وهو واحد ، ولم أفعل سوى أنى جمعت المسلمين على القرآن ، ونهيتهم عن الاختلاف فيه، وأنا في فعلى هذا تابع لما فعله أبو بكر ، لما جمع القرآن أليس كذلك؟ فقال الصحابة: اللهم نعم.
104-شبهة رد الحكم ابن أبى العاص إلى المدينه
قال عثمان : وقالوا : إني ردت الحكم بن أبى العاص إلى المدينه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفاه إلى الطائف . إن الحكم بن العاص مكي وليس مدني وقد سيره رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الطائف ، وأعاده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعد ما رضي عنه فالرسول صلى الله عليه وسلم سيره إلى الطائف ، وهو الذي رده وأعاده أليس كذلك ؟ فقال الصحابة : اللهم نعم.
105-شبهة توليه شباب صغار السن
قال عثمان : وقالوا: إني استعملت الأحداث ، ووليت الشباب صغار السن ولم أولى إلا رجلا فاضلا محتملا مريضا وهؤلاء الناس أهل عملهم فسلوهم عنهم ، ولقد ولوا الذين من قبلي من أحدث منهم وأصغر منهم سنا ولقد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامه بن زيد ممن وليته وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشد مما قالوا لي أليس كذلك ؟ قال الصحابة اللهم نعم، إن هؤلاء الناس يعيبون للناس ما لا يفسرونه ولا يوضحونه.
106-شبهة محبة أهل بيته
قال عثمان : وقالوا : إني أحب أهل بيتي وأعطيتهم ، فأما حبي لأهل بيتي لم يحملني على أن أميل معهم إلى جور وظلم الآخرين ، بل أحمل الحقوق عليهم وآخذ الحق منهم وأما إعطائهم فإني أعطيهم من مالي الخاص ، وليس من أموال المسلمين ، لأني لا أستحل أموال المسلمين لنفسي ، ولا لأحد من الناس ولقد كنت أعطى العطية الكبيرة الرغيبة من صلب مالي أزمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وأنا يومئذ شحيح حريص ، أفحين أتيت على أسنان أهل بيتي وفني عمري وجعلت مالي الذي لي لأهلي ولأقاربي ، قال الملحدون ما قالوا؟ وإني والله ما أخذت من مصر من أمصار المسلمين مالا ولا فضلا ، ولقد ردت على تلك الأمصار الأموال ، ولم يحضروا إلى المدينه إلا الأخماس من الغنائم ، ولقد تولى المسلمون تقسيم تلك الأخماس ، ووضعها في أهلها ووالله ما أخذت من تلك الأخماس فلسا فما فوقه ، وإني لا آكل إلا من مالي ،ولا أعطيهم إلا من مالي.
107-عثمان يرفض ترك المدينه المنورة
قبل أن يتوجه معاوية بن أبى سفيان إلى الشام ( بعد أداء فريضة الحج ) أتى إلى عثمان وقال له : يا أمير المؤمنين انطلق معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من الأمور والأحداث ما لا قبل لك بها . قال عثمان: أنا لا أبيع جور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان فيه قطع خيط عنقي. قال له معاوية : إذن أبعث جيشا من أهل الشام يقيم في المدينه لمواجهة الأخطار المتوقعة ليدافع عنك وعن أهل المدينه ، قال عثمان : لا حتى لا أقتر على جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرزاق ، بجند تساكنهم ولا أضيق على أهل الهجرة والنصرة ، قال له معاوية : يا أمير المؤمنين والله لتغتالن ولتعزين . قال عثمان : حسبي الله ونعم الوكيل.
108-بدء الحصار
لم تفصل الروايات الصحيحة كيفية بدء الحصار ووقوعه ، ولعل الأحداث التي سبقته تلقى شيئا من الضوء على كيفية بدءه فبينما كان عثمان يخطب الناس ذات يوم إذ برجل يقال له ( أعين ) يقاطعه ويقول له : يا نعثل ، إنك قد بدلت فقال عثمان ، من هذا ؟ ، فقالوا : أعين ، فقال عثمان : بل أنت أيها العبد فوثب الناس إلى أعين وجعل رجل من بنى ليث يزعهم عنه حتى أدخله الدار وكان رجوع المتمردين الثاني وقبل اشتداد الحصار كان عثمان يتمكن من الخروج للصلاة ودخول من شاء إليه ثم منع من الخروج من الدار حتى إلى صلاة الفريضة.
109-رأى عثمان في الصلاة خلف أئمة الفتنه
حين منع عثمان من الخروج من الدار للصلاة ، كان يصلى بالناس رجل من المحاصرين من أئمة الفتنه حتى إن عبيد بن عدي بن الخيار تحرج من الصلاة خلفه ، فاستشار عثمان في ذلك ، فأشار عليه بأن يصلى خلفه ، وقال له :الصلاة أحسن ما يعمل الناس فإذا أحسن الناس أحسن معهم وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم .
110-عثمان يرفض التنازل عن الخلافة
بعد أن تم الحصار وأحاط الخارجون على عثمان بالدار وطلبوا منه خلع نفسه أو يقتلوه. فقد رفض عثمان خلع نفسه وقال: لا أخلع سربالا سربلنيه الله .
111- ابن عمر يوصي عثمان ألا يتنازل
دخل اعثمان:على عثمان أثناء حصاره فقال له عثمان: انظر ما يقوله هؤلاء، يقولون اخلعها ولا تقتل نفسك، فقال ابن عمر: إذا خلعتها أمخلد أنت في الدنيا ؟ فقال عثمان:ا، قال:فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك ؟ قال عثمان : لا ، قال : فهل يملكون لك جنة أو نارا؟ قال عثمان : لا . قال : فلا أرى لك أن تخلع قميصا قمصكه الله فتكون سنه كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه.
112- إنهم ليتوعدونني بالقتل
بينما كان عثمان في داره والقوم أمام الدار محاصروها دخل ذات يوم مدخل الدار فسمع توعد المحاصرين له بالقتل ، فخرج من المدخل ودخل على من معه في الدار ولونه ممتقع فقال : ولم يقتلونني ؟ وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يحل دم أمريء مسلم إلا في إحدى ثلاث : رجل كفر بعد إيمانه ، أو زنى بعد إحصانه ، أو قتل نفسا بغير نفس" فو الله ما زنيت في جاهليه ولا في إسلام قط ، وما تمنيت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله ، ولا قتلت نفسا ، ففيم يقتلونني.
113- تحذيره للمتمردين
لما رأى عثمان إصرار المتمردين على قتله حذرهم من ذلك ومن مغبته، فاطلع عليه من كوة ، وقال لهم : أيها الناس لا تقتلوني واستعتبوني ، فو الله لئن قتلتموني لا تقاتلوا جميعا أبدا ، ولا تجاهدون عدوا أبدا لتختلفن حتى تصيروا هكذا وشبك بين أصابعه.
114- لا أحب أن يهرق دم بسببي
عن جابر بن عبد الله أن عليا أرسل إلى عثمان فقال له : إن معي خمسمائة دارع فأذن لي فأمنعك من القوم ، فإنك لم تحدث شيئا يستحل به دمك فقال : جزيت خيرا ما أحب أن يهرق دم بسببي.
115-إني على طاعتي
عن أبي حبيبه قال : بعثني الزبير إلى عثمان –وهو محاصر- فدخلت عليه في يوم صائف وهو على كرسي وعنده الحسن بن عليّ وأبو هريرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير فقلت : بعثني إليك الزبير بن العوام وهو يقرئك السلام ويقول لك : إن على طاعتي ، لم أبدل ولم أنكث فإن شئت دخلت الدار معك وكنت رجلا من القوم وإن شئت أقمت فإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي ثم يمضون على ما آمرهم ، فلما سمع عثمان الرسالة قال : الله أكبر الحمد لله الذي عصم أخي ، أقرئه السلام ثم قل له : أحب إلي وعسى الله أن يدفع بك عني ، فلما قرأ أبو هريرة الرسالة قام فقال : ألا أخبركم ما سمعت أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى . قال: أشهد لسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" تكون بعدي فتن وأمور" فقلنا: فأين المنجى منها يا رسول الله ؟ قال:" إلى الأمين وحزبه " وأشار إلى عثمان بن عفان فقام الناس فقالوا قد أمكنتنا البصائر، فأذن لنا في الجهاد؟ فقال: أعزم على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل
91-أمير المؤمنين يستشير أصحابه
عن عبد الرحمن بن سعيد اليربوعي قال : رأيت عثمان بن عفان في...
عن عبد الرحمن بن سعيد اليربوعي قال : رأيت عثمان بن عفان في المسجد إذ جاء الخصمان قال لهذا اذهب فادع عليا ، وللآخر فادع لي طلحه بن عبيد الله ، والزبير وعبد الرحمن ، فجاءوا فجلسوا فقال لهما : تكلما ثم يقبل عليهم فيقول : أشيروا علىّ ، فإن قالوا ما يوافق رأيه لأمضاه عليهما وإلا نظر فيقومان مسلمين.
92- النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بالشهادة
عن أنس رضي الله عنه قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف فقال:" اسكن أحد- فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان".
93-أصدقها حياء عثمان
عن أنس بن مالك قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أرحم أمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر ، وأصدقها حياء عثمان وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأقرأها لكتاب الله أبي ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت ، ولكل أمه أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيده بن الجراح".
94-يقتل هذا المقنع مظلوما
عن بن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنه فمر رجل فقال:"يقتل فيها هذا المقنع مظلوما"، فقال: فنظرت ف‘ذا هو عثمان بن عفان.
95-عليكم بالأمين وأصحابه
قال:ى حبيبه أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها وأنه سمع أبا هريرة يستأذن في الكلام فأذن له ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إنكم تلقون بعدى فتنه واختلافاً "أو قال" اختلافا وفتنه" فقال قائل له من الناس : فمن لنا يا رسول الله ؟ قال :"عليكم بالأمين وأصحابه " وهو يشير إلى عثمان بذلك.
96- رأيه في حج المعتدة
يرى عثمان أن المعتدة لا يلزمها حج ما دامت في العدة وكان رضي الله عنه يرجع المعتدة حاجه أو معتمرة من الجحفة وذي الحليفة.
97-عثمان ورأيه في الخلع
عن الربيع بن معوذ قالت : كان بيني وبين ابن عمى كلام وكان زوجها قالت : فقلت له: لك كل شيء وفارقني قال : قد فعلت ، فأخذ والله كل شيء حتى فراشي ، فجئت عثمان وهو محصور فقال الشرط أملك ، خذ كل شيء حتى عقاص رأسها .
98-النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له
عن الحسن بن عليّ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام متعلقا بالعرش ثم رأيت أبا بكر آخذ بحقوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رأيت عمر آخذ بحقوى أبا بكر ثم رأيت عثمان آخذ بحقوى عمر ثم رأيت الدم منصبا من السماء إلى الأرض فحدث الحسن بهذا الحديث وعنده ناس من الشيعة فقالوا : ما رأيت عليا ؟ قال : ما كان أحب إليّ أن أراه آخذ بحقوى النبي صلى الله عليه وسلم من عليّ ولكن إنما هي رؤيا فقال أبو مسعود عقبه بن عمرو : إنكم لتجدون على الحسن في رؤيا رآها لقد كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في غزاه وقد أصاب المسلمين جهد حتى عرفت الكآبة على وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق " فعلم عثمان أن الله ورسوله يصدقان فوجه راحلته فإذا هو بأربعة عشر راحلة فاشتراها وما عليها من الطعام فوجه منها سبعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجه سبعا إلى أهله فلما عرف المسلمون العير قد جاءت عرف الفرح في وجوههم والكآبة في وجوه المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما هذا " قالوا أرسل بها عثمان هديه لك ، قال فرأيته رافعا يده يدعو لعثمان ما سمعته يدعو لأحد من قبله ولا من بعده : " اللهم أعط لعثمان ، وافعل لعثمان " رافعا يده حتى رأيت بياض إبطه.
99-أولاد عليّ وعثمان
عن أبهز بن ميزر قال: حججت مره فإذا غلامان صبيحان أبيضان يطوفان بالكعبة وقد أطاف الناس بهما ، فقلت : من هذان ؟ قالوا هذان ابنا عليّ وعثمان ، فقلت : ألا ترى هؤلاء تزوج بعضهم بعضا وحجا معا ومن حوالينا يقول يشهد بعضهم على بعض بالكفر .
قال وكيع: هما ابن لعبد الله بن الحسين والآخر محمد بن عمرو بن عثمان ، أمه فاطمة بنت الحسين.
100-حديث الشورى
عن عمرو بن ميمون إنهم قالوا لعمر بن الخطاب لما طعنه أبو لؤلؤه أوص يا أمير المؤمنين. استخلف ، قال: ما أرى أحد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمي عليا وطلحه وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص رضي الله عنهم قال : ويشهد عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء –كهيئة التعزية له- فإن أصاب الأمر سعد فهو ذاك وإلا فليستعن به، أيكم ما أمر فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة ، فلما توفى وفرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم ، فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى عليّ ، وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن، وقال طلحه قد جعلت أمري إلى عثمان . فخلا هؤلاء الثلاثة على عليّ وعثمان وعبد الرحمن ، فقال عبد الرحمن للآخرين :أيكما يتبرأ من هذا الأمر ونجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه وليحرصن على إصلاح الأمة ؟ قال : فسكت الشيخان عليّ وعثمان ، فقال عبد الرحمن أفتجعلونه إليّ والله عليّ أن لا آلو عن أفضلكم ، قالا : نعم ، فأخذ بيد عليّ فقال : إن لك القدم والإسلام والقرابة ما فد علمت الله عليك ، لأن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت إليك لتسمعن ولتطيعن ، ثم خلا بعثمان فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال لعثمان : ارفع يدك فبايعه ، ثم بايعه عليّ ثم ولج أهل الدار فبايعوه.
عثمان يرد على شبهة المتمردين
101-شبهة إتمام الصلاة في السفر
قال عثمان : قالوا: إني أتممت الصلاة في السفر وما أتمها قبلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ، ولقد أتممت الصلاة لما سافرت من المدينه إلى مكة ومكة بلد فيه أهلي فأنا مقيم بين أهلي ولست مسافرا أليس كذلك ؟ فقال الصحابة : اللهم نعم.
102-شبهة الحمى
قال عثمان: وقالوا: إني حميت حمى وضيقت على المسلمين وجعلت أرضا واسعا خاصة لرعي إبلي. ولقد كان الحمى قبلي لإبل الصدقة والجهاد ، حيث جعل الحمى كل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر ، وأنا زدت فيه لما كثرت إبل الصدقة والجهاد ، ثم لم تمنع ماشية فقراء المسلمين من الرعي في ذلك الحمى ، وما حاميت لماشيتي ولما وليت الخلافة كنت من أكثر المسلمين إبلا وغنما وقد أنفقتها كلها ومالي الآن ثاغيه ولا راغيه ، ولم يبق لي إلا بعيران خصصتهما لحجي . أليس كذلك ؟ قال الصحابة: اللهم نعم.
103-شبهة إحراقه للمصاحف
قال عثمان: وقالوا: إني أبقيت نسخه واحده من المصاحف وحرقت ما سواها ، وجمعت الناس على مصحف واحد ، ألا إن القرآن كلام الله من عند الله وهو واحد ، ولم أفعل سوى أنى جمعت المسلمين على القرآن ، ونهيتهم عن الاختلاف فيه، وأنا في فعلى هذا تابع لما فعله أبو بكر ، لما جمع القرآن أليس كذلك؟ فقال الصحابة: اللهم نعم.
104-شبهة رد الحكم ابن أبى العاص إلى المدينه
قال عثمان : وقالوا : إني ردت الحكم بن أبى العاص إلى المدينه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفاه إلى الطائف . إن الحكم بن العاص مكي وليس مدني وقد سيره رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى الطائف ، وأعاده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعد ما رضي عنه فالرسول صلى الله عليه وسلم سيره إلى الطائف ، وهو الذي رده وأعاده أليس كذلك ؟ فقال الصحابة : اللهم نعم.
105-شبهة توليه شباب صغار السن
قال عثمان : وقالوا: إني استعملت الأحداث ، ووليت الشباب صغار السن ولم أولى إلا رجلا فاضلا محتملا مريضا وهؤلاء الناس أهل عملهم فسلوهم عنهم ، ولقد ولوا الذين من قبلي من أحدث منهم وأصغر منهم سنا ولقد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامه بن زيد ممن وليته وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشد مما قالوا لي أليس كذلك ؟ قال الصحابة اللهم نعم، إن هؤلاء الناس يعيبون للناس ما لا يفسرونه ولا يوضحونه.
106-شبهة محبة أهل بيته
قال عثمان : وقالوا : إني أحب أهل بيتي وأعطيتهم ، فأما حبي لأهل بيتي لم يحملني على أن أميل معهم إلى جور وظلم الآخرين ، بل أحمل الحقوق عليهم وآخذ الحق منهم وأما إعطائهم فإني أعطيهم من مالي الخاص ، وليس من أموال المسلمين ، لأني لا أستحل أموال المسلمين لنفسي ، ولا لأحد من الناس ولقد كنت أعطى العطية الكبيرة الرغيبة من صلب مالي أزمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وأنا يومئذ شحيح حريص ، أفحين أتيت على أسنان أهل بيتي وفني عمري وجعلت مالي الذي لي لأهلي ولأقاربي ، قال الملحدون ما قالوا؟ وإني والله ما أخذت من مصر من أمصار المسلمين مالا ولا فضلا ، ولقد ردت على تلك الأمصار الأموال ، ولم يحضروا إلى المدينه إلا الأخماس من الغنائم ، ولقد تولى المسلمون تقسيم تلك الأخماس ، ووضعها في أهلها ووالله ما أخذت من تلك الأخماس فلسا فما فوقه ، وإني لا آكل إلا من مالي ،ولا أعطيهم إلا من مالي.
107-عثمان يرفض ترك المدينه المنورة
قبل أن يتوجه معاوية بن أبى سفيان إلى الشام ( بعد أداء فريضة الحج ) أتى إلى عثمان وقال له : يا أمير المؤمنين انطلق معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من الأمور والأحداث ما لا قبل لك بها . قال عثمان: أنا لا أبيع جور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان فيه قطع خيط عنقي. قال له معاوية : إذن أبعث جيشا من أهل الشام يقيم في المدينه لمواجهة الأخطار المتوقعة ليدافع عنك وعن أهل المدينه ، قال عثمان : لا حتى لا أقتر على جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرزاق ، بجند تساكنهم ولا أضيق على أهل الهجرة والنصرة ، قال له معاوية : يا أمير المؤمنين والله لتغتالن ولتعزين . قال عثمان : حسبي الله ونعم الوكيل.
108-بدء الحصار
لم تفصل الروايات الصحيحة كيفية بدء الحصار ووقوعه ، ولعل الأحداث التي سبقته تلقى شيئا من الضوء على كيفية بدءه فبينما كان عثمان يخطب الناس ذات يوم إذ برجل يقال له ( أعين ) يقاطعه ويقول له : يا نعثل ، إنك قد بدلت فقال عثمان ، من هذا ؟ ، فقالوا : أعين ، فقال عثمان : بل أنت أيها العبد فوثب الناس إلى أعين وجعل رجل من بنى ليث يزعهم عنه حتى أدخله الدار وكان رجوع المتمردين الثاني وقبل اشتداد الحصار كان عثمان يتمكن من الخروج للصلاة ودخول من شاء إليه ثم منع من الخروج من الدار حتى إلى صلاة الفريضة.
109-رأى عثمان في الصلاة خلف أئمة الفتنه
حين منع عثمان من الخروج من الدار للصلاة ، كان يصلى بالناس رجل من المحاصرين من أئمة الفتنه حتى إن عبيد بن عدي بن الخيار تحرج من الصلاة خلفه ، فاستشار عثمان في ذلك ، فأشار عليه بأن يصلى خلفه ، وقال له :الصلاة أحسن ما يعمل الناس فإذا أحسن الناس أحسن معهم وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم .
110-عثمان يرفض التنازل عن الخلافة
بعد أن تم الحصار وأحاط الخارجون على عثمان بالدار وطلبوا منه خلع نفسه أو يقتلوه. فقد رفض عثمان خلع نفسه وقال: لا أخلع سربالا سربلنيه الله .
111- ابن عمر يوصي عثمان ألا يتنازل
دخل اعثمان:على عثمان أثناء حصاره فقال له عثمان: انظر ما يقوله هؤلاء، يقولون اخلعها ولا تقتل نفسك، فقال ابن عمر: إذا خلعتها أمخلد أنت في الدنيا ؟ فقال عثمان:ا، قال:فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك ؟ قال عثمان : لا ، قال : فهل يملكون لك جنة أو نارا؟ قال عثمان : لا . قال : فلا أرى لك أن تخلع قميصا قمصكه الله فتكون سنه كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه.
112- إنهم ليتوعدونني بالقتل
بينما كان عثمان في داره والقوم أمام الدار محاصروها دخل ذات يوم مدخل الدار فسمع توعد المحاصرين له بالقتل ، فخرج من المدخل ودخل على من معه في الدار ولونه ممتقع فقال : ولم يقتلونني ؟ وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يحل دم أمريء مسلم إلا في إحدى ثلاث : رجل كفر بعد إيمانه ، أو زنى بعد إحصانه ، أو قتل نفسا بغير نفس" فو الله ما زنيت في جاهليه ولا في إسلام قط ، وما تمنيت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله ، ولا قتلت نفسا ، ففيم يقتلونني.
113- تحذيره للمتمردين
لما رأى عثمان إصرار المتمردين على قتله حذرهم من ذلك ومن مغبته، فاطلع عليه من كوة ، وقال لهم : أيها الناس لا تقتلوني واستعتبوني ، فو الله لئن قتلتموني لا تقاتلوا جميعا أبدا ، ولا تجاهدون عدوا أبدا لتختلفن حتى تصيروا هكذا وشبك بين أصابعه.
114- لا أحب أن يهرق دم بسببي
عن جابر بن عبد الله أن عليا أرسل إلى عثمان فقال له : إن معي خمسمائة دارع فأذن لي فأمنعك من القوم ، فإنك لم تحدث شيئا يستحل به دمك فقال : جزيت خيرا ما أحب أن يهرق دم بسببي.
115-إني على طاعتي
عن أبي حبيبه قال : بعثني الزبير إلى عثمان –وهو محاصر- فدخلت عليه في يوم صائف وهو على كرسي وعنده الحسن بن عليّ وأبو هريرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير فقلت : بعثني إليك الزبير بن العوام وهو يقرئك السلام ويقول لك : إن على طاعتي ، لم أبدل ولم أنكث فإن شئت دخلت الدار معك وكنت رجلا من القوم وإن شئت أقمت فإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي ثم يمضون على ما آمرهم ، فلما سمع عثمان الرسالة قال : الله أكبر الحمد لله الذي عصم أخي ، أقرئه السلام ثم قل له : أحب إلي وعسى الله أن يدفع بك عني ، فلما قرأ أبو هريرة الرسالة قام فقال : ألا أخبركم ما سمعت أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى . قال: أشهد لسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" تكون بعدي فتن وأمور" فقلنا: فأين المنجى منها يا رسول الله ؟ قال:" إلى الأمين وحزبه " وأشار إلى عثمان بن عفان فقام الناس فقالوا قد أمكنتنا البصائر، فأذن لنا في الجهاد؟ فقال: أعزم على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل