في احد الأيام وبينما كان عماد وعائلته في نزهة مساء حيث كانت اخت نعمة الكبرى في زيارة من القدس عندهم ... دخلوا لشراء وجبة من احد المطاعم ، البائع احب اسماعيل ... اسماعيل ذكي .. فضولي يحب معرفة كل شيء ... الرجل احبه فلاعبه ولاكعه قليلا ثم قال معلقا ... يسلمولي هالعيون الحلوين .... شو رأيك تبدل عيوني بعيونك ... كان حديث الرجل عابرا ... لكن وبعد ان عادت العائلة السعيدة الى المنزل مباشرة فإذا باسماعيل يضع كرسيا ليصل الى المكان الذي تضع فيه امه السكاكين ... اخرج سكينة اعجبته ، لون مقبضها أخضر ، وحاول قطع كيس الحلوى الذي يمسكه ... لم يستطع ... قرر ان ينفذ ما يراه في التلفاز ، برنامج للاطفال يسمى الشجعان الثلاثة ، شابان وفتاة يحاربون الشر برجل آلي يستل سيفه ( السيف القاطع ) ...
رفع اسماعيل السكين ليمثل السيف القاطع ... دخلت السكين في عينه اليمنى ... نزل سائل غريب لونه وردي ... عماد صدم من الموقف عندما خرج له ابنه يبكي ... نعمة تصرفت بسرعة وحكمة ، الجار اوصلهما إلى افضل مستشفى في الأردن ...
تم فحص نظر اسماعيل قبل إجراء اي شيء ، لم يفقد البصر في عينه المصابة ... مجرد جرح يحتاج الى خياطة ... دخل غرفة العمليات ، أشرف طبيب هو ابعد ما يكون عن الانسانية على عملية اسماعيل ... كانت نعمة وعماد يجلسان خارج غرفة العمليات ... مطمئنان ان اسماعيل لم يفقد بصره بعينه اليمنى ... دخل طبيب مساعد وخرج وقد قطب جبينه ، وجهه أحمر ، يبدو كمن خرج من معركة ... سمعته نعمة يقول لأحد الأطباء الاخرين ... ( يا أخي الدكتور قاعد بيقطب عين الولد وكأنها كيس خيش ... ماله ولا كانه بيفهم شي بالطب ) صدمت نعمة وعماد ، ماذا فعلوا بالولد ...
انتهت العملية ... كلما حاول عماد وزوجته فتح موضوع العملية مع الطبيب الغبي الذي أجراها أسكتهم بقوله ( تعالوا اقعدوا بدالي وعلموني شغلي ، مين الدكتور فينا انا ولا انتو !!! ) ....
بقيت عين اسماعيل مغطاة بالشاش فترة من الوقت ، وعندما رفع الشاش كان لونها قد اتلف قليلا عن ذي قبل ، بدأ يتكون عليها مياه زرقاء ... وطبعا الدكتور لم يستمع لهما ، فهو الطبيب وهو الذي يفهم !!!...
ضاق صدر عماد من الطبيب ... شو يعني احسن مستشفى بالبلد وشو يعني اشطر دكتور ، الولد بطل يشوف بالعين ....) لم يدع الدكتور يشرف على عين ابنه وذهب به إلى طبيب آخر ... كشف الطبيب الآخر جاء بخبر سيء لعماد ... ابنك مستحيل يشوف بعينه بعد هالمرة ... ومين هالدكتور الغبي اللي مقطبها ... شو هاد ...
يمكن تقولوا ليش ما رفع عماد قضية على الدكتور ... فكر ، اكيد فكر ... بس نصحوه كتير انو ينسى الموضوع ، الدكتور مدعوم كتير ، ورح يدفع اللي فوقه واللي تحته لمحامي وما رح يطلع بنتيجة ... عماد احتسب عند ربه
ثم شو راح تفيده المصاري بعد ما راحت عين الولد وبطل يشوف فيها !!!
عماد لم يقطع الامل في عين ابنه ... من مستشفى لمستشفى ، لف كل مستشفيات الأردن ، ذهب بابنه إلى القدس ، كشف عليه الأطباء بمختلف جنسياتهم واديانهم ، العربي والأجنبي ، اليهودي والمسلم ... كلهم يقولون أن لا امل ...
عماد لم يكن يملك المال الكافي لعلاج ابنه ... احتار من أين يحصل على المال ....
لنعد للماضي قليلا ... عندما تزوج عماد نعمة كان فقيرا ، مهرها لو عرفتموه لاستغربتم .... مهرها كان دينارا أردنيا واااااااااااااااااحدا فقط ، لا ذهب ، ولا عفش بيت ، ولا جهاز .... لاااااااااا شيء ... لا أعرف كيف أحول العملات لكنه لا يزيد عن دولار ... وضعته نعمة في إطار في ألبوم صور زفافها ، تحبه وتحتفظ به حتى يومنا هذا ، وهو أغلى عندها من الدنيا ما فيها ...
عماد كان قد حصل مرة من شركة الكهرباء التي كان يعمل بها في القدس على قطعة أرض في منطقة في الضفة الغربية ... هي اراض صغيرة وزعت على الموظفين ... وقتها كانت الارض لا تسوى شيئا ... كتبها عماد باسم نعمة تقديرا لها ولإخلاصها وتضحياتها معه ...
عندما وقع عماد ونعمة في مشكلتهم ... نعمة عرضت على عماد فكرة بيع الأرض ... عماد رفض ، فالأرض لنعمة ... حقها ، ولا يقبل أن تبيعها ... هو المجبور بتدبير مبلغ العلاج .... نعمة ما كانت لتحسس زوجها أن هناك فرقا بينهما كما كانت جميلة تفعل (الأصيل ببين عند الشدة )
علاء توكل بإيجاد شار للأرض ، وتم بيع الأرض ، سعرها ارتفع بشكل كبير ... أنفق عماد اكثير منه على علاج ابنه .... لكن لا أمل ، عينه تحولت إلى اللون الأزرق الغامق ... مظهرها العام لم يتغير ، لكن نفسية الصغير اسماعيل كانت متعبة فالأطفال في سنه ينادونه بالقاب مستهزئين بعينه ... كان يرفض الذهاب للروضة ، لم يداوم طوال العام الدراسي سوى ايام معدودة ... لولا ذكاؤه لما دخل الصف الاول الابتدائي ...
بقي من ثمن الأرض الكثير ... أجرى عماد تعديلات على بيته ، وسعه قليلا ، ادخر الباقي في مؤسسة يديرها صهر علاء ( زوج أخت زوجة )..... تحسنت احوال عماد المالية ...
لطالما كان يقول لنعمة ، ليتني عرفتك قبل جميلة .. ليتني استطعت ان أعيشك بالنعمة التي كانت تعيشها ، نعمة كانت ترى بزوجها الحبيب وأبنائها أكبر نعمة من الله ...
في المرة القادمة إن شاء الله ..
علاء مريض ... وموقف نعمة
في احد الأيام وبينما كان عماد وعائلته في نزهة مساء حيث كانت اخت نعمة الكبرى في زيارة من القدس...
رفع اسماعيل السكين ليمثل السيف القاطع ... دخلت السكين في عينه اليمنى ... نزل سائل غريب لونه وردي ... عماد صدم من الموقف عندما خرج له ابنه يبكي ... نعمة تصرفت بسرعة وحكمة ، الجار اوصلهما إلى افضل مستشفى في الأردن ...
تم فحص نظر اسماعيل قبل إجراء اي شيء ، لم يفقد البصر في عينه المصابة ... مجرد جرح يحتاج الى خياطة ... دخل غرفة العمليات ، أشرف طبيب هو ابعد ما يكون عن الانسانية على عملية اسماعيل ... كانت نعمة وعماد يجلسان خارج غرفة العمليات ... مطمئنان ان اسماعيل لم يفقد بصره بعينه اليمنى ... دخل طبيب مساعد وخرج وقد قطب جبينه ، وجهه أحمر ، يبدو كمن خرج من معركة ... سمعته نعمة يقول لأحد الأطباء الاخرين ... ( يا أخي الدكتور قاعد بيقطب عين الولد وكأنها كيس خيش ... ماله ولا كانه بيفهم شي بالطب ) صدمت نعمة وعماد ، ماذا فعلوا بالولد ...
انتهت العملية ... كلما حاول عماد وزوجته فتح موضوع العملية مع الطبيب الغبي الذي أجراها أسكتهم بقوله ( تعالوا اقعدوا بدالي وعلموني شغلي ، مين الدكتور فينا انا ولا انتو !!! ) ....
بقيت عين اسماعيل مغطاة بالشاش فترة من الوقت ، وعندما رفع الشاش كان لونها قد اتلف قليلا عن ذي قبل ، بدأ يتكون عليها مياه زرقاء ... وطبعا الدكتور لم يستمع لهما ، فهو الطبيب وهو الذي يفهم !!!...
ضاق صدر عماد من الطبيب ... شو يعني احسن مستشفى بالبلد وشو يعني اشطر دكتور ، الولد بطل يشوف بالعين ....) لم يدع الدكتور يشرف على عين ابنه وذهب به إلى طبيب آخر ... كشف الطبيب الآخر جاء بخبر سيء لعماد ... ابنك مستحيل يشوف بعينه بعد هالمرة ... ومين هالدكتور الغبي اللي مقطبها ... شو هاد ...
يمكن تقولوا ليش ما رفع عماد قضية على الدكتور ... فكر ، اكيد فكر ... بس نصحوه كتير انو ينسى الموضوع ، الدكتور مدعوم كتير ، ورح يدفع اللي فوقه واللي تحته لمحامي وما رح يطلع بنتيجة ... عماد احتسب عند ربه
ثم شو راح تفيده المصاري بعد ما راحت عين الولد وبطل يشوف فيها !!!
عماد لم يقطع الامل في عين ابنه ... من مستشفى لمستشفى ، لف كل مستشفيات الأردن ، ذهب بابنه إلى القدس ، كشف عليه الأطباء بمختلف جنسياتهم واديانهم ، العربي والأجنبي ، اليهودي والمسلم ... كلهم يقولون أن لا امل ...
عماد لم يكن يملك المال الكافي لعلاج ابنه ... احتار من أين يحصل على المال ....
لنعد للماضي قليلا ... عندما تزوج عماد نعمة كان فقيرا ، مهرها لو عرفتموه لاستغربتم .... مهرها كان دينارا أردنيا واااااااااااااااااحدا فقط ، لا ذهب ، ولا عفش بيت ، ولا جهاز .... لاااااااااا شيء ... لا أعرف كيف أحول العملات لكنه لا يزيد عن دولار ... وضعته نعمة في إطار في ألبوم صور زفافها ، تحبه وتحتفظ به حتى يومنا هذا ، وهو أغلى عندها من الدنيا ما فيها ...
عماد كان قد حصل مرة من شركة الكهرباء التي كان يعمل بها في القدس على قطعة أرض في منطقة في الضفة الغربية ... هي اراض صغيرة وزعت على الموظفين ... وقتها كانت الارض لا تسوى شيئا ... كتبها عماد باسم نعمة تقديرا لها ولإخلاصها وتضحياتها معه ...
عندما وقع عماد ونعمة في مشكلتهم ... نعمة عرضت على عماد فكرة بيع الأرض ... عماد رفض ، فالأرض لنعمة ... حقها ، ولا يقبل أن تبيعها ... هو المجبور بتدبير مبلغ العلاج .... نعمة ما كانت لتحسس زوجها أن هناك فرقا بينهما كما كانت جميلة تفعل (الأصيل ببين عند الشدة )
علاء توكل بإيجاد شار للأرض ، وتم بيع الأرض ، سعرها ارتفع بشكل كبير ... أنفق عماد اكثير منه على علاج ابنه .... لكن لا أمل ، عينه تحولت إلى اللون الأزرق الغامق ... مظهرها العام لم يتغير ، لكن نفسية الصغير اسماعيل كانت متعبة فالأطفال في سنه ينادونه بالقاب مستهزئين بعينه ... كان يرفض الذهاب للروضة ، لم يداوم طوال العام الدراسي سوى ايام معدودة ... لولا ذكاؤه لما دخل الصف الاول الابتدائي ...
بقي من ثمن الأرض الكثير ... أجرى عماد تعديلات على بيته ، وسعه قليلا ، ادخر الباقي في مؤسسة يديرها صهر علاء ( زوج أخت زوجة )..... تحسنت احوال عماد المالية ...
لطالما كان يقول لنعمة ، ليتني عرفتك قبل جميلة .. ليتني استطعت ان أعيشك بالنعمة التي كانت تعيشها ، نعمة كانت ترى بزوجها الحبيب وأبنائها أكبر نعمة من الله ...
في المرة القادمة إن شاء الله ..
علاء مريض ... وموقف نعمة