فيصل

فيصل @fysl_1

عضو نشيط

قصتي الحقيقية مع الأعمى الذي ادمع عيني في احد المرافق الحكومية...

الملتقى العام

اعزائي الأعضاء .. هذه القصة حدثت لي شخصياً مع احد المكفوفين وهي
قصة حقيقية .. قمت بصياغتها والرجاء منكم قرائتها كاملة لكي تعم الفائدة
على الجميع ..
في احد الأيام ذهبت الى احد المرافق الحكومية لأ نجز معاملة ما .. وعند
دخولي الى المبنى رأيت رجلاً عجوزاً يمشي ببطء ويستشعر بكلتا يديه !
حتى وصل الى السلم ليصعد الى الطابق الثاني .. بينما هو يصعد ...
أخذني الفضول لأترك المعاملة وأستكشف حال ذلك الرجل بحركته البطيئة
والغريبة ويديه التي مدهما ليتحسـّس طريقه .. !!
لم يخطر ببالي أن ذلك الرجل " كفيف " فقد أوهمت نفسي أن تلك الحركة
البطيئة من جراء وهن الشيخوخة وضعف الإنسان " الذي مهما وصل من
قوة فمرده الى الضعف .. ! " .. وعندما أدركته وسط السلم توقف وأحسّ
أن شخصاً يلاحقه ويريد أن يسأله " سبحان من أعطاهم قوة الإحساس "
نظر اليّ .. جُن جنوني وتقطعت أنفاسي وارتدعت من هول ما رأيت ..
يا الله رجل كفيف .. !!! توقفنا وسط السلم بجانب بعض .. هو ينظر اليّ
دون أن يراني .. وأنا انظر اليه بكامل نظري . وسرعان ما تشجعت
وتصاعدت أنفاسي المتقطعة ..... حدث بيننا هذا الحوار
السلام عليكم .. كيفك ياوالد
عليكم السلام وحياك الله مين خير ان شاء الله
ابغى اساعدك ياوالد
شكراً ياولدي .. خلني اروح اشوف شغلي
قلت في نفسي اي شغل !!!!!؟
طيب ياوالد ممكن امسك بيدك .. اوصلك المكان اللي تبغاه
جزاك الله خير ياولدي
طيب ياوالد الله يعطيك العافية
لم اتركه بل كنت أتبعه بعيناي وأنا واقف في مكاني وهو يتحسّـس
بالجدار الذي يمشي بجانبه حتى دخل إحدى الغرف .. !
ترددت أن أذهب لأستكشف أمره وأن أعرف ما سبب دخوله تلك الغرفة ؟
مع ان الطابق الثاني خاص بالموظفين ، تشجعت لأن استطلع ولكن في
نفس الوقت كنت متألم لما قد يترسب في نفسه جراء هذا الموقف ..
لكن أبيت الا أن اواصل المسير ... !؟
اقتربت من الغرفة وأنا اقول لنفسي .. ماذا أقول له ؟ وقفت أمام الباب
وأحسّ أن شخصاً يقف بجانبه " سبحان من أعطاهم قوة الاحساس ودقة
الملاحظة " وهو يرتب ما على مكتبه .. رأيت ثلاثة مكاتب متواضعة
ولحسن الحظ لم يكن احداً موجوداً الا هو .. وبإحساسه أن احداً ينظر
اليه .. قال
اهلاً ياعبد الله
يظن أني احد زملائه ممن يترددون عليه في مثل هذا الوقت المبكر حيث
أن الساعة لم تتجاوز الثامنة صباحاً .. الزمت الصمت ولم اتحرك من
مكاني .. وهو يقول
ايش فيك ياعبد الله ما ترد ..!!؟
وقتها اغرورقت عيناي دمعاً وذهبت اليه وبنبرة صوت حزينة ..
حدث هذا الحوار ..
السلام عليكم كيفك ياوالد وانا آسف على الإزعاج
عليكم السلام اهلاً ياولدي عندك اي مشكلة اقدر اساعدك فيها ..!!؟
لا ياوالد بس حبيت اتكلم معك شوي اذاممكن الله يعافيك
وأنا في ذلك الوقت لا أعلم كيف تجرأت وكأن أحداً يدفعني لذلك !!
ممكن اول شيء اعرف اسمك ياوالد
اسمي صالح
الله يعطيك العافية عم صالح معك ولدك فيصل ..
ياعم صالح الله يعطيك الصحة يارب ويشفيك .. ايش اللي خلاك تشتغل هينا !! وين أولادك عنك ؟
لم يرد على سؤالي .. ورسم على وجهه إبتسامة تعجب .. وراعيت
ذلك لكبر سنة ولما ابتلاه الله .. " واسأل الله أن يشفيه ويرد بصره "
وتأكدت أني اقتحمت شخصيته .. بأسئلتي الطفيلية المتطفلة ..
والمخيفة المثيرة للجدل ! خصوصاً أنه لايعرفني من قبل .. هممت
أن أستأذنه قبل أن يجيب .. ولكني أحسـست أنه صاحب قلب كبير
وسعة بال .. فرد عليّ بصوت فيه الألم ولكنه بقوة الرجل وصلابته
أثناء رده عليَ نفيت تأكيدي وأثبت صحة إحساسي مما جعلني
أطمئن بأن الذي أمامي رجل كفيف عظيم بقلب مبصر ..! إنسان
لم يتعلم ولكنه مدرسة بذاته ..
قال لي .. ياولدي فيصل هذه هي الحياة ..! طلبت منه التفصيل ..
وسرد لي قصته من الألف الى الياء ..
وعندما أستأذنته لكثرة المكالمات التي تلقاها ليقوم بتحويلها ..
فكرت فيه !! مما جعلني أذرف دمعتين .. دمعة حزن ودمعة رثاء !!؟
أما دمعة الحزن فهي للعم صالح ذلك الرجل العجوز قوي الإيمان
ذلك الصابر والكفيف المبصر .. الذي طبق أمام عيني أعظم الدروس
وما أوصى الله ورسوله به " انه الصبر " ذلك الرجل المكافح
النشيط وقد سلبه الله نعمة البصر وأعطاه البصيرة في قلبه ..
أما دمعة الرثاء .. أذرفها في حق نفسي ومن هم على شاكلتي
عندما تعرفت على نفسي وعرفت حقيقتي .. من خلال قصته الرائعة
والمحزنة .. أحسـست بتفاهتي وأنا المبصر اتلقن دروساً من إنسان
كفيف .. !! أحسـست بجهلي مع كل كلمة قالها وأنا المتعلم الذي لم
أعمل بما تعلمت وهو الذي لم يتعلم وعمل كما لو انه تعلم .. !!
أحسـست أني غبي لأني لم أتعرف على معنى الحياة وسبل العيش
المتنوعة .. !! أحسـست بتفاهتي وأنا أرى إنسان مثله أرحم مني
وأكثر ملامسة لقلوب الناس مع تلك الإعاقة الواضحة .. !!
أحسـست بعجزي عندما أراه يرد على المكالمات ويقوم بتحويلها
وأنا أحياناً لا استطيع أن التقط سماعة الهاتف وهو بجانبي لشدة
كسلي .. !! أحسـست بأني أخ للشيطان بتبذيري عندما أرى فاتورة
هاتفي تصل بل وأحياناً تتعدى راتبه الشهري .. !!
العم صالح ذلك الرجل البطل الذي لم يستسلم للإعاقه .. فهو يعول
أسرة كاملة مكونه من زوجة وخمسة أبناء جميعهم ما زالوا طلبة
ولم يثنيهم عن طلب العلم بل شجعهم ووفر لهم كل سبل العيش
الكريمة فهو صاحب نفس كريمة وعزيزة ..
لقد ترك العم صالح البيت والراحة ودخل سوق العمل ليضرب أروع
الأمثلة لأولئك الذين يتباهون بأنفسهم وبما قدموا ويشيدون بما أعطوا
وأنجزوا .. !! بتوكله على الله ومن ثم ثقته بنفسه وأعتماده عليها
وقوة إرادته والتي هي دعامة لا غنى عنها للحياة الناجحة وإن
كانت قاسية .. لقد تعلمت من ذلك الرجل الكفيف الذي يتحسـس
الأشياء ببصيرته ويلامسها لكي لا يرتطم بها .. أنه كم من إنسان
مكفوف تحسس الأشياء وصورها بمشاعر المبصر وكم من إنسان
مبصر يرى كل شيء ولا يحس بنعمة البصر .... !!؟
العم صالح .. أصبح صديقي وإن كان في منزلة والدي " حيث يكبرني
بثلاثين عام وعمره أربعة وخمسون عاماً " وأصبحت اتردد لزيارته
اسبوعياً .. لقد اشتريت دفتراً مليء الأوراق لأنهال من مدرسة اولئك
الأبطال " مدرسة الحياة " الذين يعطون دروساً مجانية لا أجدها في
أكبر الجامعات ولا في أرقى المعاهد ..
شكراً لك ياعم صالح فقد رتبت أوراقي وضبطت أفكاري وهيجت قلمي
أعطيتني دروساً في الصبر وفي الكفاح والثقة بالنفس والاعتماد عليها
واسأل الله أن يشفيك ويرد اليك بصرك وأن تقرأ ما كتبته فيك وفي
عظيم صحبتك أيها الصديق الوالد ..
تقبل تحياتي وخالص دعائي لك بالشفاء .. ابنك وصديقك وممن يأنس
بمجالستك .... فيصل الغامدي ،،،
11
2K

هذا الموضوع مغلق.

نور القلوب
نور القلوب
رااااااااااااااائع ما كتبته يداك، يراودني شعور كبير بأن قلبك هو الذي يكتب وليس يداك، ودائما هناك مواقف بسيطة تجعلنا نقلب جميع أوراق الحياة ونعيد ترتيبها لأننا آمنا بشيء لم نكن نلقي له بالا.
أما رب العالمين الذي ما أن يمر يوم ويزداد اقتناعنا بأننا في الطريق السليم، فهو ان اخذ منك شيء عوضه لك بما هو خير منه..... ما أعدله..
أما نحن فنحتاج الى مصادقة من هم أكبر منا في السن .... لنستفيد من خبراتهم وأعمالهم ونكمل مشوارنا من حيث انتهوا..... بوركت لك هذه الصداقة....


تحياتي..... نور
عزيزة
عزيزة
اخي الكريم فيصل

قصة مؤثرة جدا وفيها من الدروس الكثير الكثير
العم صالح يوجد امثاله الكثير في مجتمعنا ولكن
هاهم بصبرهم هذا يعيشون افضل من البصير
وهذا كله بفضل الله وكرمه عليهم
وشكرهم نحو خالقهم وعدم تذمرهم مماهم فيه

شكرا لك اخي

وبارك الله فيك
Zena
Zena
بارك الله فيك أخي فيصل وكثر من أمثالك, فأحمد الله
كثيرآ وكثيرآ على نعمه اعطاك اياه ولايملكها الا القليل
من البشر في يومنا هذا ...

الا وهي القلب الحي .. نعم أخي فلك قلب حي وطيب
ينبض بحب الله وعظمته ليشعر ويتحسس عظمه الله ورحمته
في كل ما تراه عينه فتفيض دمعا أسيحاءآ من الله
واشفاقا على نفسه.

فالعباد في يومنا هذا صاروا يرون الموت بنفسه
ولايتعضون ولايهتزون شعره واحده لان قلوبهم ميته
وعقلوهم منغمسه في الدنيا ومغرياتها وكأنهم خالدين
فيها!!

أعلم ياأخي ان موقف العم الصالح وقصته معك لم تكن
صدفه وانما هي تذكره ونور لك من العزيز الرحيم لتشعر
وتتذكر كل ماكتبته بقلبك قبل اناملك.

فهنيئا لك استيعابك الدرس والحكم التي تعلمتها منه.

وأسال الله ان يثبت قلبك والمسلمين والمسلمات جميعا وان
يهدنا بنوره الى الصراط المستقيم.
♥كلًي أمل♥
♥كلًي أمل♥
الاخ فيصل

قصة مؤثرة ورائعة ترجمت مشاعرك نحو الرجل

اعجبني اسلوبك البسيط ومفرداتك السهلة

واختيارك للكلمات
أم هاجر2002
أم هاجر2002
رائع ياأخ فيصل قصة مؤثرة جدا وفيها كثير من العبر وتدل على ان الأعمى اعمى القلب والبصيرة والمبصر هو من لم يستسلم لأقدار الحياة ويرمى مسئوليتة على غيرة مستغلا اعاقتة مع انى اعتبر من هم من امثال العم صالح ليس معاقون بل المعاقون هم من يملكون الصحة والبصر والشباب وليس لهم اى دور ايجابى يذكر قصة العم صالح تصلح ان تكون درس لمن يريد ان يتعظ وان يعرف معنى الكفاح والتعب والحياة العفيفة مشكور اخى فيصل انك وضعت بين ايدينا هذة القصة الواقعية ونسجتها لنا بهذا الأسلوب الراقى