
أمنيتي رؤيتك@
•
استغفرالله

صباحكم .. جميل
أمس الخميس .. شعرت بشوق عميق لسماع أخبار جاسر
ورحت أدور في بعض الأوراق والقصاصات
اللي كانت معي
وكنت أسجل عليها أرقام بعض الناس
اللي أقابلهم في السجن
.
.
وبعد بحث طويل .. لقيت رقم جواله
وأتصلت به
ولما ذكرته بنفسي
صااااح فيني وهو يقول
وبالحرف الواحد
( شكلك أشتقت للقوقعة )
والقوقعة هي الزاوية التي كنت أجلس معاه فيها
وهو يحكي لي حكاته
.
.
المهم قلت له اني أكتب عن
حكاياتي في السجن
ومن بينها حكايته
.
.
قال ( أفاااا يعين طلعت الفضايح .. )
وكعادته التي لم تتغير
ضحك ضحكة عاااالية ..
.
.
طبعا جاسر لم يدرس سوى سنة واحدة
ومستوى القراءة الكتابة عنده سيء جدا
أمس الخميس .. شعرت بشوق عميق لسماع أخبار جاسر
ورحت أدور في بعض الأوراق والقصاصات
اللي كانت معي
وكنت أسجل عليها أرقام بعض الناس
اللي أقابلهم في السجن
.
.
وبعد بحث طويل .. لقيت رقم جواله
وأتصلت به
ولما ذكرته بنفسي
صااااح فيني وهو يقول
وبالحرف الواحد
( شكلك أشتقت للقوقعة )
والقوقعة هي الزاوية التي كنت أجلس معاه فيها
وهو يحكي لي حكاته
.
.
المهم قلت له اني أكتب عن
حكاياتي في السجن
ومن بينها حكايته
.
.
قال ( أفاااا يعين طلعت الفضايح .. )
وكعادته التي لم تتغير
ضحك ضحكة عاااالية ..
.
.
طبعا جاسر لم يدرس سوى سنة واحدة
ومستوى القراءة الكتابة عنده سيء جدا

لا أزال في زاوتي شبه المظلمة
أجلس بهدووووء .. مع جاسر
وأستمع بانصات شديد الى تفاصيل
تجربته الشخصية ..
.
.
يقول جاسر
مرت بي أيام وأنا أعيش صراع داخلي
وأعاني ، من التشتت بين عقلي
الذي لم يعرف سوى ( علوم الرجال )
والطيبة والشهامة التي شربتها
من أمي .. وبين ثورة مشاعر
الشباب، والرغبة في أن أعيش مغامرة
عاطفية .. أريد أن أشعر بالحب والعشق والغرام
والهيام .. وقد تصورت في تلك الأيام أن هذه
المرأة تحبني، ومتعلقة بي وهذا ما فسرته
من نظراتها الجريئة، وعطاءها الغير محدود
من الفلوس ، وأسلوبها الناعم الذي يحرك الحجر
.
.
ويستكمل جاسر كلامه ويقول
في البداية لم أنتبه لأسلوبها وكلامها، ولكن بعد
محاولتها الأخيرة أن أبقى معهم في الاستراحة شعرت
بقلبي يخفق .. وكأن كهرباء تسير في جسدي
.
.
بقيت ثلاثة أيام ما أشتغلت
ولا رحت مشاوير على التكسي حقي
بس أخرج من البيت .. وألفلف
ولا أوقف لأحد
وآخر النهار .. أرجع وأتعشى وأنام
وكانت نظرات أمي .. وتقاسيم وجهها
تقتلني .. تربكني .. تهزني
أشعر أنها تعرف كل شيء
أو على الأقل .. تعرف ان عندي أزمة
ومع هذا فقد كانت عظيمة أم جاسر
ويبتسم ابتسامة كلها حزن
ويهز رأسه ..
.
.
تصدق كلما فكرت أعمل أي شيء
أرى صورة أمي قدامي
وأحس من نظراتها .. ما هو رأيها فيما أفكر فيه
.
.
بعد ثلاثة أيام من تطنيش مكالماتها على الجوال
ورسائلها التي تقول فيها
وينك ، ما جيت تودي الأولاد للمدرسة
ارجو الاتصال
كلمني ضروري
.
.
بعد ثلاثة أيام أتصلت عليها
وردت علي وقالت
" أنا زعلانه منك ياجاسر "
قلت " ليش "
قال " يعني .. مطنش .. وشايف نفسك "
أربكتني .. ولم أعرف أرد
بيني وبينك لأني ما تعودت على ( هيك احساس )
ويضحك ضحكة ممزوجة بالحسرة
.
.
يكمل جاسر كلامه
بعد ما تكلمنا شوي قالت اليوم لازم تجي
الاستراحة لأنه بيجيني ضيوف يوم الخميس
وأحتاج أنظف الاستراحة ، وأشتري شوي أغراض
من السوق .. وطبعا قلت بصوت مهزوز .. مهزوم
( حاضر)
وكانت هذي الحاضر أول تنازل .. ولحظة ضعف
دفعت ثمنها .. غاااااااااااااااااااااااالي
وربي انها غلطة عمري اني قلت حاضر
.
.
كانت أمي قريبة وسمعت مكالمتي
وجتني وقالت " ولدي ياجاسر .. من ذي اللي تكلمها "
أرتبكت وحاولت أكذب لكن ماعرفت
قلت " وحده تبي مشوار "
وكان ردي المتلكك .. وصوتي المهزوز
ونظراتي الضايعة .. واحساس أمي
كل هذي كسرت كبرياء وشهامة
الرجل في داخلي
.
.
كنت دائما أقول أنا رجال .. وأعتز وأفتخر
اني ما عرفت طفولة ولا مراهقة
كنت أشعر بالشموخ والعزة
والكبرياء والثقة في
كل خطوة أخطوها .. وفي كل كلمة
في كل حرف .. كنت أحس اني وااااثق
.
.
لكن هذه الأيام .. بدأت أفقد معاني كثيرة في داخلي
بدأت أشعر بانهزام أمام ذاتي
وكلما نظرت الى المراية .. احتقرت ذاتي
بسبب احساسي بأني أسير في طريق
نهايته أن أفقد الرجال اللي أعرفه في داخلي
أفقد جاااااسر في أعماقي
.
.
ذهبت اليها .. وطووول الخط
وأنا في صراع
أرجع .. لأ ما أرجع
أرجع .. لأ ما أرجع
أرجع لأن عقلي يقول
عيب اللي تفكر فيه ياجاسر .. وممكن تضيع
وقلبي واندفاع الدم في عروقي
وطيش الشباب .. يقول
كفاية انحرمت من أشياء كثيرة
كل الشباب في مثل سنك عايشين حياتهم
وأنت مكبر نفسك قبل يومك
.
.
كانت المشوار بين بيتنا والاستراحة نصف ساعة
وأنا لفيت أكثر من ساعتين
.
.
وصلت الاستراحة .. وكانت المرة فيها
وقابلتني عند الباب
قالت " أهلين جاسر "
شعرت بانكسار ذاتي
.
.
دخلت الاستراحة .. وقالت وش تشرب
قلت لأ .. شكرا وش تبين
ضحكت وقالت طيب وش بك مثل الطالب اللي ما حل الواجب
قلت لأ .. بس وين بتروحين
قالت ما ني رايحه مكان
قلت طيب والمشوار
قالت أي مشوار
قلت السوق وأغراض الضيوف
ضحكت وقالت بعدبن بعدبن
تعال أنت عشان ننظف الاستراحة
.
.
وكان أولادها الكبار في المدرسة ومعاها بنت صغيرة تلعب
وفي لحظة ضعفي البشري
ظهرت لي صورة أمي
" الله يحفظ .. الله يحفظك .. الله يحفظك ياجاسر "
.
.
انتفضت .. وسرت في جسدي صعقة كهرباء
وكانت المرة قد رجعت بدون عباية ، ولا غطوة على وجهها
وما حسيت بنفسي .. ماني شايف شي
منهار نفسيا .. ضايع
خايف .. محتقر نفسي
محتاج للحب والحنان
المرأة كانت حلوة مررررة
( ويبتسم وضحكة خفيفة .. ودمعة عالقة في عيون جاسر )
.
.
وسكت جاسر .. وأنا بعد
سكتنا
.
.
غمض عيونه
سمعت صوت قلب جاسر
.
.
أكثر من عشر دقائق
.
.
تنفس عميقا
وقال
ياسعيد .. الانسان اذا تنازل مرة .. ممكن يتنازل ألف مرة
لأن القزاز ينكسر مرة وحده
الانسان اللي داخلنا مثل الجوهرة الثمينة
أي لمسة ممكن تطبع فيها
واحنا مسئولين عن المحافظة عليها
ياسعيد احنا بشر ضعفاء ، لكننا أقوياء بالله
عشان كذا نستخير ربنا يدلنا الطريق الصح
ويرحم ضعفنا ..
.
.
وفجأة انتفض وجلس
و ( تحنحن )
وقال
بس لاتخاف .. اللي ربي معه
وأمه داعية له .. وربي ما يضيع
لأن الله يحفظه
.
.
يوم كنت واقف في الاستراحة وشفت المرة قدامي
بدون عباية ولا غطوة على وجهها
ماحسيت بنفسي الا وأنا رافع ايدي
وأعطيتها كف من اللي قلبك يحبه
وكعادة جاسر بروحه الجميلة
وقلبه لأبيض .. يضحك
بصوت عالي
ولا تزال بقايا الألم في عيونه
.
.
ويكمل أعطيتها كف على وجهها من غير ما أحس بنفسي
وبسرعة رحت وفتحت الباب وخرجت وركبت سيارتي
وكل هذا في ثواني
.
.
حسيت اني استرجعت قوتي وعزيمتي
أحترمت نفسي .. وشعرت بنشوة الانتصار
وقمت آكلم نفسي
" الله يحفظك يا أم جاسر .. الله يحفظك يا أم جاسر .. الله يحفظك يا أم جاسر "
.؟
.
وانخرطت بعدها في نوبة بكاء هستيري
ولكني أبكي وأنا فرحان
مبسوط لأني أنتصرت على ضعفي
لأني ما خيبت أمل أمي فيني
لأني حافظت على الجوهرة اللي في داخلي
.
.
ما أدري كيف وصلت للبيت
وفتحت الباب
محتااااج أم جاسر
:
.
دخلت ولقيتها تصلي صلاة الضحى
سااااااجده
.
.
وقفت قريب منها
أصارع ثورة مشاعري
وأخفي صوت البكاء ..
كنت أقرط أطرف شفايفي حتى أكتم صوت نشيجي
.
.
خلصت أمي صلاتها
وجلست على ركبي
.
.
وضميتها بقووووة
.
.
كان هذا الحضن اللي أحتاجه ..
.
.
لم تقل لي أمي أي كلمة
حتى أنتهيت من ضم أطهر وأحن وأعظم قلب
.
.
ولما انتهيت
وجلست قدامها
قالت
" الحمدلله انك طيب "
.
.
لم أرد عليها
وكنت أسأل نفسي
هل كانت أمي تعرف شيء
.
.
ومرت الأيام ورجعت جاسر الرجال
وأقوى
.
.
وقررت اني أنتبه للمزالق اللي ممكن
الانسان يقع فيها في لحظة ضعف
وتعلمت اني
أقف مع نفسي
قبل أي قرار أتخذه
وأسأل نفسي
" وش رأيك ياجاسر .. صح ولا خطأ "
.
.
ما كنت أقدر أغير جوالي لأن أكثر الزباين والناس
اللي أوصلهم مشاوير يعرفون رقمي ذا
.
.
والغريب ان المرأة أستمرت ترسل لي رسايل
" جاسر .. لا تفهمني غلط "
" أنت كبرت في عيني .. "
" أنا آسفه .. كفك صحاني .. "
" كنت محتاجه للكف .. ومحتاجه واحد مثلك أثق فيه "
" خلاص أنا تغيرت .. بس لازم تودي العيال للمدرسة "
.
.
رسائل يومية .. وأنا على طول أول ما أقرأ اسمها أمسح الرسالة
.
.
وفي يوم كلمتني من جوال ثاني
وقالت
أنا أخطأت لأني ضعفت في لحظة وأعجبتني قوتك
لكن أنا ما أبي أحد غيرك يودي عيالي للمدرسة
لأني أثق فيك .. وأخاف أجيب سواق غيرك يستغل
ضعفي .. تكفا ياجاسر .. تكفا
.
.
وطبعا أنا على طول قلت طيب
شكلها فعلا تغيرت ..
مع اني في نفسي أحس اني أكذب على نفسي
أحس ان فيه شي بيصير
ما أدري وش هو بالضبط
لكن احساس خفي . .
.
.
وبدأت أروح وأودي عيالها المدرسة وأوصلها مشاوير
وهي بكامل احتلاامها لي
حتى قلت في نفسي
الظاهر اني تسرعت وظلمتها
.
.
وبعد شهر
اتصلت علي وقالت اشتري الأغراض اللي برسلها لك في رسالة
وديها للاستراحة، وفعلا أشتريت أغراض
ورحت للاستراحة وكان فيه حارس بنغالي
فتح لي الباب
ودخلت السيارة داخل الاستراحة
لأن فيها اغراض ثقيلة
.
.
ولما نرلتها
قالت طيب تكفا نظف المكان ورتبه وغير موية المسبح
لأن فيه ناس بيجون الليلة
وبعطيك مية ريال حق شغلك في الاستراحة
وفعلا قلت مية ريال " ماهيب شينه "
.
.
ونظفت الاستراحة وأنا جالس عند دينو الماء
سمعت ونانات الشرطة قريبه بس ما خطر في بالي انها
جايه على شان أخوك الغافل جاسر
ويضحك بصوت عالي
ويكمل
في لحظة خرجت علي المرة ..
في لحظة دخول اشرطة اللي مسكوني
بقوة .. وسحبوني للسيارة
وأنا فااااااااتح فمي
ما أدري وش السالفة
.
.
رحت مع الشرطة
وبدأ التحقيق بأني أتحرش بالمرة
وأني حاولت أعتدي عليها
بالضرب ..
.
.
وطااااااااااااااح قلبي
.
.
المهم دخلت السجن
وأمي ماتدري
وأنا تايه
.
.
فكرت أتصل بواحد من جماعتنا عشان يروح يطمن أمي
لكن خفت وترددت .. وش بيصير لأمي اذا كلمتها
وعرفت اني في السجن
.
.
لكن أهون تعرف .. من أنها تبقى قلقانه
.
.
اتصلت بقريبنا وراح وأخبر أمي
.
.
وفي الليل لقبت قريبنا يتصل
ورديت
.
.
وسمعت صوت أمي
ألو .. جاسر
.
.
تلخبطت .. وقلت
لبيه
قالت
" عساك طيب "
قلت
" الحمد لله "
قالت
" عسى مازليت "
مازليت باللهجة العامية " أخطأت "
رد جاسر
" لأ يا أمي .. والله اني ما أخطيت "
قالت
" أجل لا تخاف .. ربي بيفرجها عليك، أما أنا فلا تخاف علي "
وسكرت السماعة أمي
.
.
يااااااااااااااااالله
ما أقواها أمي
وأنا اللي كنت خايف تنهار
كنت خايف يحصل لها أزمة ..
.
.
كانت أقوى مني
.
.
فعلا .. شعرت ان القريب من الله
ربي يعطيه من قوته .. من حكمته ..
.
.
أرتحت مرررررررررررررررررة
.
.
زالت عني كل الهموم
من لحظة سمعت كلمتين أمي
.
.
" لاتخاف .. ربي بيفرجها عليك "
.
.
قوية قوية قوية أم جاسر
رغم سنها الكبير .. وضعفها كأنثى
وعايشة لوحدها .. ومريضة
لكن حسيت أنها أقوى من العالم
.
.
( يتبع قريبا )
أجلس بهدووووء .. مع جاسر
وأستمع بانصات شديد الى تفاصيل
تجربته الشخصية ..
.
.
يقول جاسر
مرت بي أيام وأنا أعيش صراع داخلي
وأعاني ، من التشتت بين عقلي
الذي لم يعرف سوى ( علوم الرجال )
والطيبة والشهامة التي شربتها
من أمي .. وبين ثورة مشاعر
الشباب، والرغبة في أن أعيش مغامرة
عاطفية .. أريد أن أشعر بالحب والعشق والغرام
والهيام .. وقد تصورت في تلك الأيام أن هذه
المرأة تحبني، ومتعلقة بي وهذا ما فسرته
من نظراتها الجريئة، وعطاءها الغير محدود
من الفلوس ، وأسلوبها الناعم الذي يحرك الحجر
.
.
ويستكمل جاسر كلامه ويقول
في البداية لم أنتبه لأسلوبها وكلامها، ولكن بعد
محاولتها الأخيرة أن أبقى معهم في الاستراحة شعرت
بقلبي يخفق .. وكأن كهرباء تسير في جسدي
.
.
بقيت ثلاثة أيام ما أشتغلت
ولا رحت مشاوير على التكسي حقي
بس أخرج من البيت .. وألفلف
ولا أوقف لأحد
وآخر النهار .. أرجع وأتعشى وأنام
وكانت نظرات أمي .. وتقاسيم وجهها
تقتلني .. تربكني .. تهزني
أشعر أنها تعرف كل شيء
أو على الأقل .. تعرف ان عندي أزمة
ومع هذا فقد كانت عظيمة أم جاسر
ويبتسم ابتسامة كلها حزن
ويهز رأسه ..
.
.
تصدق كلما فكرت أعمل أي شيء
أرى صورة أمي قدامي
وأحس من نظراتها .. ما هو رأيها فيما أفكر فيه
.
.
بعد ثلاثة أيام من تطنيش مكالماتها على الجوال
ورسائلها التي تقول فيها
وينك ، ما جيت تودي الأولاد للمدرسة
ارجو الاتصال
كلمني ضروري
.
.
بعد ثلاثة أيام أتصلت عليها
وردت علي وقالت
" أنا زعلانه منك ياجاسر "
قلت " ليش "
قال " يعني .. مطنش .. وشايف نفسك "
أربكتني .. ولم أعرف أرد
بيني وبينك لأني ما تعودت على ( هيك احساس )
ويضحك ضحكة ممزوجة بالحسرة
.
.
يكمل جاسر كلامه
بعد ما تكلمنا شوي قالت اليوم لازم تجي
الاستراحة لأنه بيجيني ضيوف يوم الخميس
وأحتاج أنظف الاستراحة ، وأشتري شوي أغراض
من السوق .. وطبعا قلت بصوت مهزوز .. مهزوم
( حاضر)
وكانت هذي الحاضر أول تنازل .. ولحظة ضعف
دفعت ثمنها .. غاااااااااااااااااااااااالي
وربي انها غلطة عمري اني قلت حاضر
.
.
كانت أمي قريبة وسمعت مكالمتي
وجتني وقالت " ولدي ياجاسر .. من ذي اللي تكلمها "
أرتبكت وحاولت أكذب لكن ماعرفت
قلت " وحده تبي مشوار "
وكان ردي المتلكك .. وصوتي المهزوز
ونظراتي الضايعة .. واحساس أمي
كل هذي كسرت كبرياء وشهامة
الرجل في داخلي
.
.
كنت دائما أقول أنا رجال .. وأعتز وأفتخر
اني ما عرفت طفولة ولا مراهقة
كنت أشعر بالشموخ والعزة
والكبرياء والثقة في
كل خطوة أخطوها .. وفي كل كلمة
في كل حرف .. كنت أحس اني وااااثق
.
.
لكن هذه الأيام .. بدأت أفقد معاني كثيرة في داخلي
بدأت أشعر بانهزام أمام ذاتي
وكلما نظرت الى المراية .. احتقرت ذاتي
بسبب احساسي بأني أسير في طريق
نهايته أن أفقد الرجال اللي أعرفه في داخلي
أفقد جاااااسر في أعماقي
.
.
ذهبت اليها .. وطووول الخط
وأنا في صراع
أرجع .. لأ ما أرجع
أرجع .. لأ ما أرجع
أرجع لأن عقلي يقول
عيب اللي تفكر فيه ياجاسر .. وممكن تضيع
وقلبي واندفاع الدم في عروقي
وطيش الشباب .. يقول
كفاية انحرمت من أشياء كثيرة
كل الشباب في مثل سنك عايشين حياتهم
وأنت مكبر نفسك قبل يومك
.
.
كانت المشوار بين بيتنا والاستراحة نصف ساعة
وأنا لفيت أكثر من ساعتين
.
.
وصلت الاستراحة .. وكانت المرة فيها
وقابلتني عند الباب
قالت " أهلين جاسر "
شعرت بانكسار ذاتي
.
.
دخلت الاستراحة .. وقالت وش تشرب
قلت لأ .. شكرا وش تبين
ضحكت وقالت طيب وش بك مثل الطالب اللي ما حل الواجب
قلت لأ .. بس وين بتروحين
قالت ما ني رايحه مكان
قلت طيب والمشوار
قالت أي مشوار
قلت السوق وأغراض الضيوف
ضحكت وقالت بعدبن بعدبن
تعال أنت عشان ننظف الاستراحة
.
.
وكان أولادها الكبار في المدرسة ومعاها بنت صغيرة تلعب
وفي لحظة ضعفي البشري
ظهرت لي صورة أمي
" الله يحفظ .. الله يحفظك .. الله يحفظك ياجاسر "
.
.
انتفضت .. وسرت في جسدي صعقة كهرباء
وكانت المرة قد رجعت بدون عباية ، ولا غطوة على وجهها
وما حسيت بنفسي .. ماني شايف شي
منهار نفسيا .. ضايع
خايف .. محتقر نفسي
محتاج للحب والحنان
المرأة كانت حلوة مررررة
( ويبتسم وضحكة خفيفة .. ودمعة عالقة في عيون جاسر )
.
.
وسكت جاسر .. وأنا بعد
سكتنا
.
.
غمض عيونه
سمعت صوت قلب جاسر
.
.
أكثر من عشر دقائق
.
.
تنفس عميقا
وقال
ياسعيد .. الانسان اذا تنازل مرة .. ممكن يتنازل ألف مرة
لأن القزاز ينكسر مرة وحده
الانسان اللي داخلنا مثل الجوهرة الثمينة
أي لمسة ممكن تطبع فيها
واحنا مسئولين عن المحافظة عليها
ياسعيد احنا بشر ضعفاء ، لكننا أقوياء بالله
عشان كذا نستخير ربنا يدلنا الطريق الصح
ويرحم ضعفنا ..
.
.
وفجأة انتفض وجلس
و ( تحنحن )
وقال
بس لاتخاف .. اللي ربي معه
وأمه داعية له .. وربي ما يضيع
لأن الله يحفظه
.
.
يوم كنت واقف في الاستراحة وشفت المرة قدامي
بدون عباية ولا غطوة على وجهها
ماحسيت بنفسي الا وأنا رافع ايدي
وأعطيتها كف من اللي قلبك يحبه
وكعادة جاسر بروحه الجميلة
وقلبه لأبيض .. يضحك
بصوت عالي
ولا تزال بقايا الألم في عيونه
.
.
ويكمل أعطيتها كف على وجهها من غير ما أحس بنفسي
وبسرعة رحت وفتحت الباب وخرجت وركبت سيارتي
وكل هذا في ثواني
.
.
حسيت اني استرجعت قوتي وعزيمتي
أحترمت نفسي .. وشعرت بنشوة الانتصار
وقمت آكلم نفسي
" الله يحفظك يا أم جاسر .. الله يحفظك يا أم جاسر .. الله يحفظك يا أم جاسر "
.؟
.
وانخرطت بعدها في نوبة بكاء هستيري
ولكني أبكي وأنا فرحان
مبسوط لأني أنتصرت على ضعفي
لأني ما خيبت أمل أمي فيني
لأني حافظت على الجوهرة اللي في داخلي
.
.
ما أدري كيف وصلت للبيت
وفتحت الباب
محتااااج أم جاسر
:
.
دخلت ولقيتها تصلي صلاة الضحى
سااااااجده
.
.
وقفت قريب منها
أصارع ثورة مشاعري
وأخفي صوت البكاء ..
كنت أقرط أطرف شفايفي حتى أكتم صوت نشيجي
.
.
خلصت أمي صلاتها
وجلست على ركبي
.
.
وضميتها بقووووة
.
.
كان هذا الحضن اللي أحتاجه ..
.
.
لم تقل لي أمي أي كلمة
حتى أنتهيت من ضم أطهر وأحن وأعظم قلب
.
.
ولما انتهيت
وجلست قدامها
قالت
" الحمدلله انك طيب "
.
.
لم أرد عليها
وكنت أسأل نفسي
هل كانت أمي تعرف شيء
.
.
ومرت الأيام ورجعت جاسر الرجال
وأقوى
.
.
وقررت اني أنتبه للمزالق اللي ممكن
الانسان يقع فيها في لحظة ضعف
وتعلمت اني
أقف مع نفسي
قبل أي قرار أتخذه
وأسأل نفسي
" وش رأيك ياجاسر .. صح ولا خطأ "
.
.
ما كنت أقدر أغير جوالي لأن أكثر الزباين والناس
اللي أوصلهم مشاوير يعرفون رقمي ذا
.
.
والغريب ان المرأة أستمرت ترسل لي رسايل
" جاسر .. لا تفهمني غلط "
" أنت كبرت في عيني .. "
" أنا آسفه .. كفك صحاني .. "
" كنت محتاجه للكف .. ومحتاجه واحد مثلك أثق فيه "
" خلاص أنا تغيرت .. بس لازم تودي العيال للمدرسة "
.
.
رسائل يومية .. وأنا على طول أول ما أقرأ اسمها أمسح الرسالة
.
.
وفي يوم كلمتني من جوال ثاني
وقالت
أنا أخطأت لأني ضعفت في لحظة وأعجبتني قوتك
لكن أنا ما أبي أحد غيرك يودي عيالي للمدرسة
لأني أثق فيك .. وأخاف أجيب سواق غيرك يستغل
ضعفي .. تكفا ياجاسر .. تكفا
.
.
وطبعا أنا على طول قلت طيب
شكلها فعلا تغيرت ..
مع اني في نفسي أحس اني أكذب على نفسي
أحس ان فيه شي بيصير
ما أدري وش هو بالضبط
لكن احساس خفي . .
.
.
وبدأت أروح وأودي عيالها المدرسة وأوصلها مشاوير
وهي بكامل احتلاامها لي
حتى قلت في نفسي
الظاهر اني تسرعت وظلمتها
.
.
وبعد شهر
اتصلت علي وقالت اشتري الأغراض اللي برسلها لك في رسالة
وديها للاستراحة، وفعلا أشتريت أغراض
ورحت للاستراحة وكان فيه حارس بنغالي
فتح لي الباب
ودخلت السيارة داخل الاستراحة
لأن فيها اغراض ثقيلة
.
.
ولما نرلتها
قالت طيب تكفا نظف المكان ورتبه وغير موية المسبح
لأن فيه ناس بيجون الليلة
وبعطيك مية ريال حق شغلك في الاستراحة
وفعلا قلت مية ريال " ماهيب شينه "
.
.
ونظفت الاستراحة وأنا جالس عند دينو الماء
سمعت ونانات الشرطة قريبه بس ما خطر في بالي انها
جايه على شان أخوك الغافل جاسر
ويضحك بصوت عالي
ويكمل
في لحظة خرجت علي المرة ..
في لحظة دخول اشرطة اللي مسكوني
بقوة .. وسحبوني للسيارة
وأنا فااااااااتح فمي
ما أدري وش السالفة
.
.
رحت مع الشرطة
وبدأ التحقيق بأني أتحرش بالمرة
وأني حاولت أعتدي عليها
بالضرب ..
.
.
وطااااااااااااااح قلبي
.
.
المهم دخلت السجن
وأمي ماتدري
وأنا تايه
.
.
فكرت أتصل بواحد من جماعتنا عشان يروح يطمن أمي
لكن خفت وترددت .. وش بيصير لأمي اذا كلمتها
وعرفت اني في السجن
.
.
لكن أهون تعرف .. من أنها تبقى قلقانه
.
.
اتصلت بقريبنا وراح وأخبر أمي
.
.
وفي الليل لقبت قريبنا يتصل
ورديت
.
.
وسمعت صوت أمي
ألو .. جاسر
.
.
تلخبطت .. وقلت
لبيه
قالت
" عساك طيب "
قلت
" الحمد لله "
قالت
" عسى مازليت "
مازليت باللهجة العامية " أخطأت "
رد جاسر
" لأ يا أمي .. والله اني ما أخطيت "
قالت
" أجل لا تخاف .. ربي بيفرجها عليك، أما أنا فلا تخاف علي "
وسكرت السماعة أمي
.
.
يااااااااااااااااالله
ما أقواها أمي
وأنا اللي كنت خايف تنهار
كنت خايف يحصل لها أزمة ..
.
.
كانت أقوى مني
.
.
فعلا .. شعرت ان القريب من الله
ربي يعطيه من قوته .. من حكمته ..
.
.
أرتحت مرررررررررررررررررة
.
.
زالت عني كل الهموم
من لحظة سمعت كلمتين أمي
.
.
" لاتخاف .. ربي بيفرجها عليك "
.
.
قوية قوية قوية أم جاسر
رغم سنها الكبير .. وضعفها كأنثى
وعايشة لوحدها .. ومريضة
لكن حسيت أنها أقوى من العالم
.
.
( يتبع قريبا )

وينك حمستينا
قصة هادفه ورائعة الله يعطيك الف عافية
ننتظر البقية فلا تتأخري علينا اسعدك الله
قصة هادفه ورائعة الله يعطيك الف عافية
ننتظر البقية فلا تتأخري علينا اسعدك الله

الرجاء من الأخوات اذا أردتم متابعه الموضوع وعاحبكم ان تحطوه عندكم بالمفضله لين مايكمل القصه
لين مااتواصل معه وأشوف متى يكملها وماابي منكم الاتدعون له
وأكيد تدعون لي
لين مااتواصل معه وأشوف متى يكملها وماابي منكم الاتدعون له
وأكيد تدعون لي
الصفحة الأخيرة