وينك ملينا ؟؟؟
انا كل يوم ادخل المنتدى علشان اشوف بقية القصه اللي ماندري اذا كانت صحيحه او مزوره من قبل الصحفيين .... مع اني عندي اختبارات ...
المره هذي اكتبيها كامله الله يخليك ...

سورا
•
هذا رابط للقصة كاملة،،بجميع حلقاتها..
لأني تعبت من الانتظار ،وبحثت في الانترنت حتى وجدتها.. وأحب أقصر الطريق على الباقين..
والعذر من صاحبة الموضوع، بسس تطويل كذا في قصة مايصير وانا اختك:27:
الرابط:
يمنع وضع روابط المنتديات
لأني تعبت من الانتظار ،وبحثت في الانترنت حتى وجدتها.. وأحب أقصر الطريق على الباقين..
والعذر من صاحبة الموضوع، بسس تطويل كذا في قصة مايصير وانا اختك:27:
الرابط:
يمنع وضع روابط المنتديات

الحلقة الرابعة :
بعد عدة محاولات أفلحت سلمى في إقناع زوجها بالذهاب إلى الرمادي عند أهلها علها تتخلص من مطاردة عدي لها ولكن المطاردة لم تهدأ ، وطلبت إلى مقر اللجنة الأولمبية فذهبت ولكنها رفضت مقابلة عدي وخرجت غاضبة ،، وفي الرمادي لما رأت أن المطاردة صارت أشد إضافة إلى علاقتها المتوترة بأهل أبيها طلبت من زوجها العودة إلى بغداد وبعد ذلك بأيام بلغها عن طريق الهاتف نبأ وفاة زوجها وهو في أحد المهام قضاء وقدرا .. ولكنه في الصحيح قتل فقد أخبرها بذلك أحد الأطباء سرا ... إذن لقد قتله عدي لتكون عشيقته ..
وبعد مقتله قررت السفر إلى بغداد ومن ثم الهرب نهائيا وهذا موضوع الحلقة القادمة ..
بعد عدة محاولات أفلحت سلمى في إقناع زوجها بالذهاب إلى الرمادي عند أهلها علها تتخلص من مطاردة عدي لها ولكن المطاردة لم تهدأ ، وطلبت إلى مقر اللجنة الأولمبية فذهبت ولكنها رفضت مقابلة عدي وخرجت غاضبة ،، وفي الرمادي لما رأت أن المطاردة صارت أشد إضافة إلى علاقتها المتوترة بأهل أبيها طلبت من زوجها العودة إلى بغداد وبعد ذلك بأيام بلغها عن طريق الهاتف نبأ وفاة زوجها وهو في أحد المهام قضاء وقدرا .. ولكنه في الصحيح قتل فقد أخبرها بذلك أحد الأطباء سرا ... إذن لقد قتله عدي لتكون عشيقته ..
وبعد مقتله قررت السفر إلى بغداد ومن ثم الهرب نهائيا وهذا موضوع الحلقة القادمة ..

الحلقة الخامسة :
روت لنا سلمى كيف انفجرت صارخة بأنها ترفض الذهاب الى مكتب عدي ومغادرتها اللجنة الأولمبية ثم تفاصيل وفاة زوجها في ظروف غامضة ، وهي اليوم تحكي كيف قررت التخلص من ملاحقة عدي صدام حسين لها بمساعدة واحدة من صديقاتها فهل تنجح في ما تريده ؟
سيدة سلمى الموضوع يحير ، قبل وفاة زوجك رحمه الله بيوم أو يومين كنت تطلبين منه السفر الى بغداد كي تتخلصي من مطاردة عدي لك ، والآن حين توفي زوجك وأتيحت لك فرصة البقاء في الرمادي ، ترفضين ! ألا ترين معي أن الأمر بحاجة الى شيء من التفسير ؟
معك حق ، يعني يمكن تقول عني بأني مثلا
عفوا لمقاطعتك مدام ، أنا لاأقول عنك شيئا ، لكن أقول بأن الأمر بحاجة الى شيء من التفسير
نعم ، نعم ، مفهوم ، قلت لك بأن أقارب أبي عارضوا زواجه من أمي ، وحتى عماتي وأعمامي كانوا ينظرون إليّ نظرة فيها شيء من تقليل القيمة ، ولم يعاملوني أبدا على أني واحدة منهم ، ولولا احترامهم لزوجي الله يرحمه ، لما سمحوا لي بدخول بيوتهم .
الى هذه الدرجة؟
نعم ، أمي كانت تكره أهل أبي ، وطيلة فترة إقامتها في بغداد لم تسمح لأي واحد منهم بدخول بيتنا ، وكان أبي يوافق على كل ماتفعله ، حتى أنها في أحد الأيام ، وهذه الحادثة أذكرها جيدا ، طردت عمي الكبير من بيتنا ، ولم يعترض أبي على هذا السلوك .
ولماذا تصرفت أمك بهذه الطريقة مع أهل ابيك ؟
لا أدري ، يمكن هم السبب لأنهم عاملوها منذ البداية بطريقة غير جيدة ، يعني أرادوها أن تصير مثلهم ، وهي كانت تعتبرهم متخلفين وغير حضاريين ، أتذكر أنها قالت لأبي مرة أهلك ناس مثل الأغنام ، وصار يضحك ، ولم يمنعها عن قول هذا الكلام .
ولكنك قلت في بداية حوارنا بأنك من عائلة عراقية معروفة !
نعم ، عائلتي من أكبر عائلات العراق ، ولكن لهم تقاليدهم وقيمهم التي يؤمنون بها ، وأمي كانت متحررة وتريد أن يمشي الكون على مزاجها .
ولماذا لم يمنع والدك هذا الخلاف الذي كان قائماً بين أمك وأهله ؟
والدي كان يحب أمي كثيرا وكان على استعداد لمقاطعة العالم كله من أجلها ، يعني هو كان يرى العالم من خلالها ، هكذا كنت أسمعه يقول لها دائماً.
ولكن هذه الأسباب لاتشكل مبررا يجعلك ترفضين الذهاب للسكن مع عشيرتك ، وتفضلين البقاء وحيدة في بغداد تحت أنظار عدي صدام حسين .
أنت يا أستاذ لا تفهم ما الذي كانوا يخططون له . لقد كانوا يخططون لتزويجي بواحد من أولاد عمومتي ، وهو واحد همجي ، يعمل راعي غنم ، هكذا سمعتهم يتحدثون في إحدى الليالي ، ولذلك فقد أخبرتهم بأني لا استطيع لأني أعمل مع الأستاذ عدي صدام حسين ، طبعا مجرد ذكر الاسم جعلهم لا يناقشونني كثيرا في الموضوع ، بل سكتوا جميعا ، حملت صغيري ، وركبت سيارتي عائدة الى بيتي في بغداد .
إذن اخترت العودة لمواجهة الجحيم ؟
نعم ، لكن كانت عندي خطة للهروب من كابوس عدي ومن جحيمه.
وماهي تلك الخطة ياسيدة سلمى؟
حين رجعت الى بيتي في بغداد كان الشيء الأول الذي فعلته هو الاتصال بصديقتي لي اسمها تماضر
هل هذا اسمها الحقيقي؟
نعم ، هذا اسمها الحقيقي ، والأسماء كلها التي سأذكرها هي اسماء حقيقية وليست وهمية ، فقط اسمي أنا هو اسم مستعار
ولكن سيدة سلمى ولا مرة ذكرت اسم زوجك أو ابنك ، دائماً تقولين زوجي و ابني .
لايمكنني ذكر اسم زوجي الله يرحمه أبداً ، لأني لا أريد الإساءة الى ذكراه ، واذا ذكرت اسمه فالناس كلهم سيعرفون من أنا، وأنا لاأريد هذا الأمر أن يحدث .
عفوا لمقاطعتك ، وتماضر هذه ماذا كنت تريدين أن تقدم لك ؟
تماضر لها علاقات واسعة مع الكثير من الناس ذوي النفوذ ، يعني عملها كان في وزارة الخارجية ، مترجمة، اتصلت بها لأنها من الممكن أن تساعدني في مسألة هروبي من العراق.
اذن فقد فكرت في الهروب من العراق؟
برأيك هل كان عندي خيار آخر ! طبعا كان لازم أهرب من العراق ، آخر مرة طلعت من اللجنة قررت إني لن أرجع اليها أبدا ، وبعد أن مات زوجي كان من سابع المستحيلات إني أقدر أعيش وحيدة ، يعني أنا تركت العمل وعندي طفل الوضع مأساوي ، خوية ، صدقني الحياة كانت صعبة للغاية .
ولكن زوجك كان موظفا ، وأكيد مرتبه يصرف لك ولولده بعد وفاته أليس هذا صحيحاً؟
صحيح ، لكن البلد كان محاصرا ، والظروف صعبة ، لاشيء مضمون ، وكان الهروب هو الحل الوحيد
لكن المعلوم أنه كانت هناك قيود على سفر العراقيين في سنوات الحصار الأولى ؟
نعم ، هذا صحيح لكن تماضر ومن خلال علاقاتها بالخارجية ، وعدتني أن تؤمن لي سفرا على اساس العلاج ، يعني اتفقنا أنا وهي حين جاءت لزيارتي في المساء على أن تؤمن لي تقريرا طبيا مزورا على اساس أني أشكو من مرض خطير ويجب أن أسافر الى الخارج للعلاج، ودعتني تماضر مطمئنة الى أن كل الأمور ستمشي كما خططنا وطلبت مني ألا أغادر البيت حتى تجيء هي .
والصغير ؟ أقصد ولدك ؟
كان أيضا سيسافر معي ، هكذا قالت لي تماضر لأني مسؤولة عنه ، ولايمكن تركه وحيدا ، وهو لم يبلغ السنتين .
سيدتي هل يمكن أن تحددي لنا التاريخ تماما ؟
طبعا ، كنا يمكن في الشهر الثالث عام 1992
وهل نجحت خطتك مع تماضر ؟
تنفجر سلمى باكية ، وتأخذها موجة البكاء التي انتابتها دقائق بعيدا عني وعن الحالة التي كانت فيها قبل أن أطرح عليها سؤالي ، يبدو وجهها شاحبا ومتعبا ، وتبدو متألمة ، وهي تضغط على ركبتيها بشدة وتنتحب ، طلبت مني أن أحضر لها كاس ماء فغادرت الغرفة وتعمدت تركها قرابة الربع ساعة وحيدة ، كنت أسمع صوتها تنتحب ، وحين شعرت بأنها هدأت قليلا دخلت ، تناولت مني كأس الماء بسرعة وشربته دفعة واحدة ، ثم قالت :
شكرا لك ، كنت بحاجة فعلا للبكاء ، شكرا لأنك تركتني أبكي كما أريد حتى أرتاح ، سألتني إن كانت خطتي مع تماضر قد نجحت ، خوية لونجحت الخطة لم أصل أبدا لأن أعيش في مأساة ، أستاذ يمكن قلت لك بأن كل شيء كان ضدي .
هل يمكن أن ندخل في التفاصيل؟
طبعا ، تمام الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم التالي ، رن جرس الهاتف ، رفعت السماعة فإذا بها تماضر ، قالت لي : إن شاءالله الأمور كلها تمام ، اليوم في السابعة مساء سأمر لاصطحابك كي نذهب ونقابل الدكتور الذي سيجهز لك التقرير الطبي المطلوب . طرت من الفرح وأنا أحس أن أموري ستكون بخير وجلست أنتظر مجيء تماضر ، تصور نسيت أن آكل كنت مشغولة يعني صرت أفكر ببيع البيت والأثاث لتأمين مصاريف السفر وحاجات أخرى ، كانت البنت المربية موجودة مع الطفل ، وأنا مشغولة بالأشياء التي ذكرتها، في السابعة إلا خمس دقائق تقريبا ، رن جرس الباب ، ركضت بسرعة وفتحت الباب فلم تكن تماضر هي التي رنت الجرس ، كان رجلا غريبا لا أعرفه ، قال لي : مرحبا سيدتي ، أرسلتني الأستاذة تماضر كي أصطحبك الى عيادة الدكتور هي لم تستطع أن تأتي لأنها أصيبت بصداع مفاجئ ، قلت للرجل :عفوا ، لكن من حضرتك؟ قال بهدوء : أنا موظف مع الأستاذة تماضر في وزارة الخارجية ، وهي طلبت مني أن آتي لاصطحابك ، وقالت إنها يمكن أن تأتي الى هناك بعد قليل .أخبرت المربية بأني سأذهب ولن أتأخر ، وفعلا ركبت في المقعد الخلفي للسيارة ، وقاد الرجل الذي بدا مهذبا للغاية ، وكان يقود بهدوء شديد .وهو يدندن أغنية لايمكن أن أنساها في يوم من الأيام ، كان يغني : من ورا التنور تناوشني الرغيف ، لاني مجنونة ولا عقلي خفيف ، ظل يردد هذا المقطع طيلة الطريق ، المسافة استغرقت حوالي الربع ساعة ، وهو يردد هذا المقطع فقط ، يعني تصدق أصابني صداع شديد من صوته ، وقلت بيني وبين نفسي يمكن صوته هو سبب الصداع الذي أصاب تماضر ، توقفنا أمام بناء في الكرادة ، نزلت من السيارة ونزل ذلك الرجل الذي عرفني بنفسه ونحن نصعد درجات السلم ، كان اسمه مصطفى
تصور لم أنتبه الى بنيته الجسدية الا حين كان يصعد السلالم امامي كان ضخما وقوي البنية بشكل واضح ماجعلني أخاف منه ، في الطابق الثالث توقف المدعو جمال أمام باب لونه بني ووضع اصبعه على زر الجرس والتفت الي وقال مبتسما : وصلنا ، بعد انتظار دام دقائق فتح الباب ، وأطل شخص يشبه مصطفى كثيرا ، يعني نفس الحجم ونفس شكل الوجه ، هنا ابتدات أشعر بالخوف الكامل ، يعني تصدق إني ماعدت قادرة على الوقوف يعني احسست أني ضحية كمين أو خدعة ، قال لي الشخص الذي فتح الباب : تفضلي مدام الدكتور بانتظارك . نظر الي مصطفى باستغراب وقال مبتسما : ست سلمى انت مستغربة ، الشبه الذي بيني وبين جمال أليس كذلك .؟ هززت رأسي ، فضحك الاثنان ، وقال الثاني : سيدتي أنا شقيق مصطفى ، وعندما حكت لنا الأستاذة تماضر قصتك ، تحدثت مع الدكتور أحمد وهو صديقي ووعدني أنه سيقدم لك المساعدة التي تحتاجينها ، لاتخافي الست تماضر ستصل بعد قليل ، لقد اتصلت حين دققتما الجرس ، ولهذا تأخرت عليكما في فتح الباب ، الدكتور أحمد ينتظرنا في الداخل ، تفضلي سيدتي .
عاد الهدوء الذي فقدته اليّ ، وارتحت بعض الشيء ، اجتزت عتبة البيت مطمئنة ، في الصالة كان هناك رجل في حوالي الستين من العمر يجلس على الأريكة يدخن ، حين رآني أدخل نهض وصافحني ثم قال يقدم نفسه : دكتور أحمد الدليمي ، لاتخافي ياابنتي ، الشباب قالوا لي بأنك تعانين من مشاكل ثأر بعد وفاة زوجك ، وتريدين أن تسافري كي تحافظي على طفلك ، أجبت الدكتور مباشرة على الرغم من عدم علمي بالقصة : نعم دكتور بعد أن قتلوا زوجي يريدون قتل ولدي الوحيد، هم مجرمون ولا يفرقون بين كبير وصغير .
جلسنا حوالي العشر دقائق قدم لنا جمال عصيرا ، وبعد ذلك جاءت تماضر ، قال لي الدكتور أحمد بأنه سيجري بعض الاتصالات عن طريق معارفه في وزارة الصحة للحصول على كافة الأوراق المطلوبة ، أبديت رغبتي لدفع النقود اذا لزم الأمر ، فتضايق الدكتور كثيرا من كلامي ، وقال لي بالحرف الواحد : انت مثل ابنتي ، ولاأريد أن تصاب ابنتي بما تصابين به ولذلك فسوف أساعدك قدر المستطاع ، أعاد لي كلام الدكتور أحمد والشقيقين مصطفى وجمال الثقة بنفسي وبالآخرين ، يعني تدري تعاطف الناس يخلي المصائب أهون .
وبخصوص جواز السفر سيدة سلمى ؟
قالت لي تماضر بأن جواز السفر أمره هين أول شيء ، علينا أن نتمم مسائل ذهابك للعلاج ، وبعدها كل الأمور تصير هينة .
أوصلتني تماضر الى البيت ورفضت الدخول ، قالت لي بأن الوقت صار متأخرا وعليها أن تنام مبكرة لأن لديها عملا في الصباح ، دخلت الى البيت والسعادة ، يعني لاأدري كيف أصف لك السعادة التي كنت فيها ، كنت طايرة من السعادة والفرح ، احتضنت صغيري ، وصرت أرقص في طول البيت وأغني بصوت عال ، المربية قالت لي : مدام هذا لايجوز أنت أرملة ولم يمر على وفاة زوجك سوى شهرين .تذكرت زوجي كان الله يرحمه يحب أن يراني سعيدة ، ولكن وبسبب كل ما مر بي لم أعش السعادة معه إلا أياما قليلا .
تمام العاشرة غادرت المربية البيت وذهبت الى بيت أهلها ، وجلست أتفرج على التلفزيون ، كان أي شعور بالخوف كنت أحس به من قبل قد راح عني ، لم أفكر سوى بالسفر وصرت أختار بين الدول التي يمكن أن أعيش فيها ، طبعا ولأني أجيد الانكليزية فقد فكرت ببريطانيا أو أمريكا ، و ربما استراليا ، أو كندا ، قلت بأن أمريكا أفضل يعني هناك فرص عمل أكثر ، لكني فجأة تذكرت أن الأمريكان هم الذين شنوا الحرب على العراق ، واخترت بريطانيا ، يعني بقيت أكثر من ساعة ونصف أفكر في الطريقة التي سأعيش فيها ، يعني مع طفل صغير اذا كنت في بلدي قد تعرضت لكل تلك المصائب فكيف سيكون الأمر حين سأسافر ، أبعدت هذه الهواجس عن مخيلتي ، واطفأت التلفاز ، وذهبت الى غرفة النوم ، ولكن وقبل أن أستلقي على سريري ، رن جرس الباب ، تيبست في مكاني للحظات ودارت العديد من الأفكار في مخيلتي ، لكن ولأن لقائي بالدكتور أحمد والشقيقين مصطفى وجمال جعلني أطمئن الى أن الدنيا لازالت بخير ، وقبل أن أفتح الباب سألت عن الطارق لكني لم أتلق إجابة ، كررت سؤالي مرتين وثلاث مرات ، لكن بلا إجابة ، فتحت الباب بهدوء شديد ونظرت الى الخارج فلم أجد أحدا ، ضحكت وعدت الى الداخل قلت لنفسي لابد بأني أتوهم ، وماكدت أدخل غرفة النوم حتى عاد الباب ليقرع مرة أخرى ، حين فتحت الباب لم أجد أحدا ، وهنا بدأ الخوف يعتريني ، لم أعد الى الداخل بقيت أقف على الباب أكثر من عشر دقائق ، وحين أغلقت الباب ، عاد القرع مرة أخرى ، قررت ألا أفتح الباب ، لكن القرع ازداد أكثر وأكثر ، فاندفعت راكضة وفتحت الباب .
في الحلقة القادمة : تفضلي ..... هذا جواز السفر
يتبع
روت لنا سلمى كيف انفجرت صارخة بأنها ترفض الذهاب الى مكتب عدي ومغادرتها اللجنة الأولمبية ثم تفاصيل وفاة زوجها في ظروف غامضة ، وهي اليوم تحكي كيف قررت التخلص من ملاحقة عدي صدام حسين لها بمساعدة واحدة من صديقاتها فهل تنجح في ما تريده ؟
سيدة سلمى الموضوع يحير ، قبل وفاة زوجك رحمه الله بيوم أو يومين كنت تطلبين منه السفر الى بغداد كي تتخلصي من مطاردة عدي لك ، والآن حين توفي زوجك وأتيحت لك فرصة البقاء في الرمادي ، ترفضين ! ألا ترين معي أن الأمر بحاجة الى شيء من التفسير ؟
معك حق ، يعني يمكن تقول عني بأني مثلا
عفوا لمقاطعتك مدام ، أنا لاأقول عنك شيئا ، لكن أقول بأن الأمر بحاجة الى شيء من التفسير
نعم ، نعم ، مفهوم ، قلت لك بأن أقارب أبي عارضوا زواجه من أمي ، وحتى عماتي وأعمامي كانوا ينظرون إليّ نظرة فيها شيء من تقليل القيمة ، ولم يعاملوني أبدا على أني واحدة منهم ، ولولا احترامهم لزوجي الله يرحمه ، لما سمحوا لي بدخول بيوتهم .
الى هذه الدرجة؟
نعم ، أمي كانت تكره أهل أبي ، وطيلة فترة إقامتها في بغداد لم تسمح لأي واحد منهم بدخول بيتنا ، وكان أبي يوافق على كل ماتفعله ، حتى أنها في أحد الأيام ، وهذه الحادثة أذكرها جيدا ، طردت عمي الكبير من بيتنا ، ولم يعترض أبي على هذا السلوك .
ولماذا تصرفت أمك بهذه الطريقة مع أهل ابيك ؟
لا أدري ، يمكن هم السبب لأنهم عاملوها منذ البداية بطريقة غير جيدة ، يعني أرادوها أن تصير مثلهم ، وهي كانت تعتبرهم متخلفين وغير حضاريين ، أتذكر أنها قالت لأبي مرة أهلك ناس مثل الأغنام ، وصار يضحك ، ولم يمنعها عن قول هذا الكلام .
ولكنك قلت في بداية حوارنا بأنك من عائلة عراقية معروفة !
نعم ، عائلتي من أكبر عائلات العراق ، ولكن لهم تقاليدهم وقيمهم التي يؤمنون بها ، وأمي كانت متحررة وتريد أن يمشي الكون على مزاجها .
ولماذا لم يمنع والدك هذا الخلاف الذي كان قائماً بين أمك وأهله ؟
والدي كان يحب أمي كثيرا وكان على استعداد لمقاطعة العالم كله من أجلها ، يعني هو كان يرى العالم من خلالها ، هكذا كنت أسمعه يقول لها دائماً.
ولكن هذه الأسباب لاتشكل مبررا يجعلك ترفضين الذهاب للسكن مع عشيرتك ، وتفضلين البقاء وحيدة في بغداد تحت أنظار عدي صدام حسين .
أنت يا أستاذ لا تفهم ما الذي كانوا يخططون له . لقد كانوا يخططون لتزويجي بواحد من أولاد عمومتي ، وهو واحد همجي ، يعمل راعي غنم ، هكذا سمعتهم يتحدثون في إحدى الليالي ، ولذلك فقد أخبرتهم بأني لا استطيع لأني أعمل مع الأستاذ عدي صدام حسين ، طبعا مجرد ذكر الاسم جعلهم لا يناقشونني كثيرا في الموضوع ، بل سكتوا جميعا ، حملت صغيري ، وركبت سيارتي عائدة الى بيتي في بغداد .
إذن اخترت العودة لمواجهة الجحيم ؟
نعم ، لكن كانت عندي خطة للهروب من كابوس عدي ومن جحيمه.
وماهي تلك الخطة ياسيدة سلمى؟
حين رجعت الى بيتي في بغداد كان الشيء الأول الذي فعلته هو الاتصال بصديقتي لي اسمها تماضر
هل هذا اسمها الحقيقي؟
نعم ، هذا اسمها الحقيقي ، والأسماء كلها التي سأذكرها هي اسماء حقيقية وليست وهمية ، فقط اسمي أنا هو اسم مستعار
ولكن سيدة سلمى ولا مرة ذكرت اسم زوجك أو ابنك ، دائماً تقولين زوجي و ابني .
لايمكنني ذكر اسم زوجي الله يرحمه أبداً ، لأني لا أريد الإساءة الى ذكراه ، واذا ذكرت اسمه فالناس كلهم سيعرفون من أنا، وأنا لاأريد هذا الأمر أن يحدث .
عفوا لمقاطعتك ، وتماضر هذه ماذا كنت تريدين أن تقدم لك ؟
تماضر لها علاقات واسعة مع الكثير من الناس ذوي النفوذ ، يعني عملها كان في وزارة الخارجية ، مترجمة، اتصلت بها لأنها من الممكن أن تساعدني في مسألة هروبي من العراق.
اذن فقد فكرت في الهروب من العراق؟
برأيك هل كان عندي خيار آخر ! طبعا كان لازم أهرب من العراق ، آخر مرة طلعت من اللجنة قررت إني لن أرجع اليها أبدا ، وبعد أن مات زوجي كان من سابع المستحيلات إني أقدر أعيش وحيدة ، يعني أنا تركت العمل وعندي طفل الوضع مأساوي ، خوية ، صدقني الحياة كانت صعبة للغاية .
ولكن زوجك كان موظفا ، وأكيد مرتبه يصرف لك ولولده بعد وفاته أليس هذا صحيحاً؟
صحيح ، لكن البلد كان محاصرا ، والظروف صعبة ، لاشيء مضمون ، وكان الهروب هو الحل الوحيد
لكن المعلوم أنه كانت هناك قيود على سفر العراقيين في سنوات الحصار الأولى ؟
نعم ، هذا صحيح لكن تماضر ومن خلال علاقاتها بالخارجية ، وعدتني أن تؤمن لي سفرا على اساس العلاج ، يعني اتفقنا أنا وهي حين جاءت لزيارتي في المساء على أن تؤمن لي تقريرا طبيا مزورا على اساس أني أشكو من مرض خطير ويجب أن أسافر الى الخارج للعلاج، ودعتني تماضر مطمئنة الى أن كل الأمور ستمشي كما خططنا وطلبت مني ألا أغادر البيت حتى تجيء هي .
والصغير ؟ أقصد ولدك ؟
كان أيضا سيسافر معي ، هكذا قالت لي تماضر لأني مسؤولة عنه ، ولايمكن تركه وحيدا ، وهو لم يبلغ السنتين .
سيدتي هل يمكن أن تحددي لنا التاريخ تماما ؟
طبعا ، كنا يمكن في الشهر الثالث عام 1992
وهل نجحت خطتك مع تماضر ؟
تنفجر سلمى باكية ، وتأخذها موجة البكاء التي انتابتها دقائق بعيدا عني وعن الحالة التي كانت فيها قبل أن أطرح عليها سؤالي ، يبدو وجهها شاحبا ومتعبا ، وتبدو متألمة ، وهي تضغط على ركبتيها بشدة وتنتحب ، طلبت مني أن أحضر لها كاس ماء فغادرت الغرفة وتعمدت تركها قرابة الربع ساعة وحيدة ، كنت أسمع صوتها تنتحب ، وحين شعرت بأنها هدأت قليلا دخلت ، تناولت مني كأس الماء بسرعة وشربته دفعة واحدة ، ثم قالت :
شكرا لك ، كنت بحاجة فعلا للبكاء ، شكرا لأنك تركتني أبكي كما أريد حتى أرتاح ، سألتني إن كانت خطتي مع تماضر قد نجحت ، خوية لونجحت الخطة لم أصل أبدا لأن أعيش في مأساة ، أستاذ يمكن قلت لك بأن كل شيء كان ضدي .
هل يمكن أن ندخل في التفاصيل؟
طبعا ، تمام الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم التالي ، رن جرس الهاتف ، رفعت السماعة فإذا بها تماضر ، قالت لي : إن شاءالله الأمور كلها تمام ، اليوم في السابعة مساء سأمر لاصطحابك كي نذهب ونقابل الدكتور الذي سيجهز لك التقرير الطبي المطلوب . طرت من الفرح وأنا أحس أن أموري ستكون بخير وجلست أنتظر مجيء تماضر ، تصور نسيت أن آكل كنت مشغولة يعني صرت أفكر ببيع البيت والأثاث لتأمين مصاريف السفر وحاجات أخرى ، كانت البنت المربية موجودة مع الطفل ، وأنا مشغولة بالأشياء التي ذكرتها، في السابعة إلا خمس دقائق تقريبا ، رن جرس الباب ، ركضت بسرعة وفتحت الباب فلم تكن تماضر هي التي رنت الجرس ، كان رجلا غريبا لا أعرفه ، قال لي : مرحبا سيدتي ، أرسلتني الأستاذة تماضر كي أصطحبك الى عيادة الدكتور هي لم تستطع أن تأتي لأنها أصيبت بصداع مفاجئ ، قلت للرجل :عفوا ، لكن من حضرتك؟ قال بهدوء : أنا موظف مع الأستاذة تماضر في وزارة الخارجية ، وهي طلبت مني أن آتي لاصطحابك ، وقالت إنها يمكن أن تأتي الى هناك بعد قليل .أخبرت المربية بأني سأذهب ولن أتأخر ، وفعلا ركبت في المقعد الخلفي للسيارة ، وقاد الرجل الذي بدا مهذبا للغاية ، وكان يقود بهدوء شديد .وهو يدندن أغنية لايمكن أن أنساها في يوم من الأيام ، كان يغني : من ورا التنور تناوشني الرغيف ، لاني مجنونة ولا عقلي خفيف ، ظل يردد هذا المقطع طيلة الطريق ، المسافة استغرقت حوالي الربع ساعة ، وهو يردد هذا المقطع فقط ، يعني تصدق أصابني صداع شديد من صوته ، وقلت بيني وبين نفسي يمكن صوته هو سبب الصداع الذي أصاب تماضر ، توقفنا أمام بناء في الكرادة ، نزلت من السيارة ونزل ذلك الرجل الذي عرفني بنفسه ونحن نصعد درجات السلم ، كان اسمه مصطفى
تصور لم أنتبه الى بنيته الجسدية الا حين كان يصعد السلالم امامي كان ضخما وقوي البنية بشكل واضح ماجعلني أخاف منه ، في الطابق الثالث توقف المدعو جمال أمام باب لونه بني ووضع اصبعه على زر الجرس والتفت الي وقال مبتسما : وصلنا ، بعد انتظار دام دقائق فتح الباب ، وأطل شخص يشبه مصطفى كثيرا ، يعني نفس الحجم ونفس شكل الوجه ، هنا ابتدات أشعر بالخوف الكامل ، يعني تصدق إني ماعدت قادرة على الوقوف يعني احسست أني ضحية كمين أو خدعة ، قال لي الشخص الذي فتح الباب : تفضلي مدام الدكتور بانتظارك . نظر الي مصطفى باستغراب وقال مبتسما : ست سلمى انت مستغربة ، الشبه الذي بيني وبين جمال أليس كذلك .؟ هززت رأسي ، فضحك الاثنان ، وقال الثاني : سيدتي أنا شقيق مصطفى ، وعندما حكت لنا الأستاذة تماضر قصتك ، تحدثت مع الدكتور أحمد وهو صديقي ووعدني أنه سيقدم لك المساعدة التي تحتاجينها ، لاتخافي الست تماضر ستصل بعد قليل ، لقد اتصلت حين دققتما الجرس ، ولهذا تأخرت عليكما في فتح الباب ، الدكتور أحمد ينتظرنا في الداخل ، تفضلي سيدتي .
عاد الهدوء الذي فقدته اليّ ، وارتحت بعض الشيء ، اجتزت عتبة البيت مطمئنة ، في الصالة كان هناك رجل في حوالي الستين من العمر يجلس على الأريكة يدخن ، حين رآني أدخل نهض وصافحني ثم قال يقدم نفسه : دكتور أحمد الدليمي ، لاتخافي ياابنتي ، الشباب قالوا لي بأنك تعانين من مشاكل ثأر بعد وفاة زوجك ، وتريدين أن تسافري كي تحافظي على طفلك ، أجبت الدكتور مباشرة على الرغم من عدم علمي بالقصة : نعم دكتور بعد أن قتلوا زوجي يريدون قتل ولدي الوحيد، هم مجرمون ولا يفرقون بين كبير وصغير .
جلسنا حوالي العشر دقائق قدم لنا جمال عصيرا ، وبعد ذلك جاءت تماضر ، قال لي الدكتور أحمد بأنه سيجري بعض الاتصالات عن طريق معارفه في وزارة الصحة للحصول على كافة الأوراق المطلوبة ، أبديت رغبتي لدفع النقود اذا لزم الأمر ، فتضايق الدكتور كثيرا من كلامي ، وقال لي بالحرف الواحد : انت مثل ابنتي ، ولاأريد أن تصاب ابنتي بما تصابين به ولذلك فسوف أساعدك قدر المستطاع ، أعاد لي كلام الدكتور أحمد والشقيقين مصطفى وجمال الثقة بنفسي وبالآخرين ، يعني تدري تعاطف الناس يخلي المصائب أهون .
وبخصوص جواز السفر سيدة سلمى ؟
قالت لي تماضر بأن جواز السفر أمره هين أول شيء ، علينا أن نتمم مسائل ذهابك للعلاج ، وبعدها كل الأمور تصير هينة .
أوصلتني تماضر الى البيت ورفضت الدخول ، قالت لي بأن الوقت صار متأخرا وعليها أن تنام مبكرة لأن لديها عملا في الصباح ، دخلت الى البيت والسعادة ، يعني لاأدري كيف أصف لك السعادة التي كنت فيها ، كنت طايرة من السعادة والفرح ، احتضنت صغيري ، وصرت أرقص في طول البيت وأغني بصوت عال ، المربية قالت لي : مدام هذا لايجوز أنت أرملة ولم يمر على وفاة زوجك سوى شهرين .تذكرت زوجي كان الله يرحمه يحب أن يراني سعيدة ، ولكن وبسبب كل ما مر بي لم أعش السعادة معه إلا أياما قليلا .
تمام العاشرة غادرت المربية البيت وذهبت الى بيت أهلها ، وجلست أتفرج على التلفزيون ، كان أي شعور بالخوف كنت أحس به من قبل قد راح عني ، لم أفكر سوى بالسفر وصرت أختار بين الدول التي يمكن أن أعيش فيها ، طبعا ولأني أجيد الانكليزية فقد فكرت ببريطانيا أو أمريكا ، و ربما استراليا ، أو كندا ، قلت بأن أمريكا أفضل يعني هناك فرص عمل أكثر ، لكني فجأة تذكرت أن الأمريكان هم الذين شنوا الحرب على العراق ، واخترت بريطانيا ، يعني بقيت أكثر من ساعة ونصف أفكر في الطريقة التي سأعيش فيها ، يعني مع طفل صغير اذا كنت في بلدي قد تعرضت لكل تلك المصائب فكيف سيكون الأمر حين سأسافر ، أبعدت هذه الهواجس عن مخيلتي ، واطفأت التلفاز ، وذهبت الى غرفة النوم ، ولكن وقبل أن أستلقي على سريري ، رن جرس الباب ، تيبست في مكاني للحظات ودارت العديد من الأفكار في مخيلتي ، لكن ولأن لقائي بالدكتور أحمد والشقيقين مصطفى وجمال جعلني أطمئن الى أن الدنيا لازالت بخير ، وقبل أن أفتح الباب سألت عن الطارق لكني لم أتلق إجابة ، كررت سؤالي مرتين وثلاث مرات ، لكن بلا إجابة ، فتحت الباب بهدوء شديد ونظرت الى الخارج فلم أجد أحدا ، ضحكت وعدت الى الداخل قلت لنفسي لابد بأني أتوهم ، وماكدت أدخل غرفة النوم حتى عاد الباب ليقرع مرة أخرى ، حين فتحت الباب لم أجد أحدا ، وهنا بدأ الخوف يعتريني ، لم أعد الى الداخل بقيت أقف على الباب أكثر من عشر دقائق ، وحين أغلقت الباب ، عاد القرع مرة أخرى ، قررت ألا أفتح الباب ، لكن القرع ازداد أكثر وأكثر ، فاندفعت راكضة وفتحت الباب .
في الحلقة القادمة : تفضلي ..... هذا جواز السفر
يتبع
الصفحة الأخيرة
اين الباقي