نعمة ام احمد
نعمة ام احمد



قصيدة لابن القيم في الحج :

أما والـذي حـج المحبـون بيتـه ولبُّوا له عنـد المهـلَّ وأحرمـوا 
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعـاً  لِعِزَّةِ مـن تعنـو الوجـوه وتُسلـمُ 
يُهلُّـون بالبيـداء لبـيـك ربَّـنـا  لك الملك والحمد الذي أنـت تعلـمُ 
دعاهـم فلبَّـوه رضـاً ومحـبـةً فلمـا دَعَـوه كـان أقـرب منهـم ... 
تراهم على الأنضاد شُعثاً رؤوسهم وغُبراً وهـم فيهـا أسـرُّ وأنعـم 
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبـة ولـم يُثْنهـم لذَّاتـهـم والتنـعُّـم 
يسيرون مـن أقطارهـا وفجاجِهـا رجـالاً وركبـانـاً ولله أسلـمـوا 
ولما رأتْ أبصارُهـم بيتـه الـذي  قلوبُ الورى شوقـاً إليـه تضـرَّمُ 
كأنهـم لـم يَنْصَبـوا قـطُّ قبـلـه لأنّ شقاهـم قـد تَرَحَّـلَ عنـهـمُ 
فلله كـم مـن عـبـرةٍ مهـراقـةٍ وأخـرى علـى آثارهـا لا تقـدمُ ... 
وقد شَرقَتْ عينُ المحـبَّ بدمعِهـا فينظرُ من بيـن الدمـوع و يُسجـمُ 
وراحوا إلى التعريف يرجونَ رحمة  ومغفـرةً ممـن يجـودَ ويـكـرمُ 
فلله ذاك الموقـف الأعظـم الـذي  كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ 
ويدنو بـه الجبـار جـلَّ جلالـه  يُباهي بهـم أملاكـه فهـو أكـرمُ... 
يقولُ عبـادي قـد أتونـي محبـةً وإنـي بهـم بـرُّ أجـود وأكـرمُ 
فأشهدُكـم أنـي غفـرتُ ذنوبهـم وأعطيتهـم مـا أمَّـلـوه وأنـعـمُ 
فبُشراكُم يا أهل ذا الموقـف الـذي بـه يغفـرُ الله الذنـوبَ ويرحـمُ 
فكم من عتيـق فيـه كُمَّـل عتقُـه وآخـر يستسعـى وربُّـكَ أكـرمُ..
نور يتلألأ
نور يتلألأ
(((لبيك اللهم لبيك)))
لها وقع على النفس ليس له مثيل
عندما منّ الله علي بالحج كانت أكثر شيء استمتعت به
كلمات القاموس العربي لا يمكن لها أن تصف ذلك الشعور

عندما جلست في كرسي الحافلة أردد (لبيك اللهم لبيك)
شعور رفرف بقلبي إلى عنان السماء
غير مصدق بأني الآن وفي هذه اللحظة أجيب دعوة الله لي
شعرت بأن الله يناديني وأنا أرد عليه لبيك يا الله
ها أنا قادمة إليك
ها أنا أقترب من بيتك
ها أنا آتية بكل جوارحي

أعاده الله علينا ورزقنا حجا مبرورا ليس له جزاء إلا الجنة
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
(((لبيك اللهم لبيك))) لها وقع على النفس ليس له مثيل عندما منّ الله علي بالحج كانت أكثر شيء استمتعت به كلمات القاموس العربي لا يمكن لها أن تصف ذلك الشعور عندما جلست في كرسي الحافلة أردد (لبيك اللهم لبيك) شعور رفرف بقلبي إلى عنان السماء غير مصدق بأني الآن وفي هذه اللحظة أجيب دعوة الله لي شعرت بأن الله يناديني وأنا أرد عليه لبيك يا الله ها أنا قادمة إليك ها أنا أقترب من بيتك ها أنا آتية بكل جوارحي أعاده الله علينا ورزقنا حجا مبرورا ليس له جزاء إلا الجنة
(((لبيك اللهم لبيك))) لها وقع على النفس ليس له مثيل عندما منّ الله علي بالحج كانت أكثر شيء...
تأمّلات في الحج~ بقلمي



عند شجرة كبيرة فوق زمزم عند المسجد ..
وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، إذ لم يكن زمزم قد تفجر بعد ..
هناك ترك اسماعيل هاجر والرضيع إسماعيل ..
مع جراب تمرٍ ، وسقاءٍ من ماء..
وتطلعت هاجر فيما حولها
فلم تجد أثراً للحياة .. لاأنيس ولا مخلوق
وتعلقت بإبراهيم ترجوه..
أن لايتركهما في هذه القفر .. وكررت الرجاء ،
فلم تجد إلا الصمت جواباً ....
وحينئذٍ سألته بلهفة : الله أمرك بهذا ؟
قال : نعم !
قالت : إذن الله لايضيعنا ...!
فيالهذا الإيمان الذي نفخ في هذه المرأة الوحيدة الضعيفة مع طفلها الرضيع
القوة والثقة .. وزرع في قلبها الأمل ..!
وما أن غاب إبراهيم عن الأنظار ..
حتى أصبحت هاجر في وحدة مطبقة ..
في صحراء موحشة ..
فضمت رضيعها إلى صدرها ..
وتنهدت من الأعماق مستسلمة
لأمر الله ..!
وعاشت برهة من الزمن على ماعندها
من الزاد والماء ... وما لبثا أن نفدا.
وألح الجوع بها .. وأرهقها وطفلها الظمأ ..
فجعل الصغير يتلوى باكياً صارخاً
ولم تستطع هاجر أن تتحمل منظره الذي يفتت القلوب ،
فانطلقت تسعي بين الصفا
والمروة صاعدة هابطة علّها تلمح طيفاً لبشرٍ ترجوه ..!
وبعد أن أتعبها السعي ..
خيل إليها أنها تسمع صوتاً عند مكان الرضيع
الذي سكت عن البكاء فجأة .. !
وتعود مسرعة .. فإذا الصوت كان اهتزاز الأرض
عند موضع زمزم بفعل الملك وبأمر الله ...
وإذا بالنبع يتفجر ..و تتلألأ مياهه في بارقة الشمس .. يبشر بأن الحياة
ستدب في هذه القفر المجدب ، فتصبح مهوى الأفئدة .. من كل حدب وصوب ..
هنالك يسجد قلب هاجر ..
وينثال الشكر والحمد من لسانها ، وبين عبراتها ،
ثم إذا هي تسمع الملك يقول : " إن الله لايضيع أهله ".
ويمر مشهد الماء المتفجر .. ومواقف الشكر .. ومقالة الملك ...
وتحوم الطيور حول منبع الماء بتدبير الله
وتلمحها في الأفق قافلة من " جرهم "
فترسل رسولها ليستطلع
فيعود إليها ببشرى وجود الماء ..
عند الرضيع وأمه ..
فتستأذنها القافلة في النزول عندها ...
وما كان أحوجها وأسعدها بهم ..!
وما كان أغناهم. بذلك المقام ...
وتدب الحياة ... شيئاً فشيئاً ، ويتحقق دعاء إبراهيم :
".. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ".
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
تأمّلات في الحج~ بقلمي عند شجرة كبيرة فوق زمزم عند المسجد .. وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، إذ لم يكن زمزم قد تفجر بعد .. هناك ترك اسماعيل هاجر والرضيع إسماعيل .. مع جراب تمرٍ ، وسقاءٍ من ماء.. وتطلعت هاجر فيما حولها فلم تجد أثراً للحياة .. لاأنيس ولا مخلوق وتعلقت بإبراهيم ترجوه.. أن لايتركهما في هذه القفر .. وكررت الرجاء ، فلم تجد إلا الصمت جواباً .... وحينئذٍ سألته بلهفة : الله أمرك بهذا ؟ قال : نعم ! قالت : إذن الله لايضيعنا ...! فيالهذا الإيمان الذي نفخ في هذه المرأة الوحيدة الضعيفة مع طفلها الرضيع القوة والثقة .. وزرع في قلبها الأمل ..! وما أن غاب إبراهيم عن الأنظار .. حتى أصبحت هاجر في وحدة مطبقة .. في صحراء موحشة .. فضمت رضيعها إلى صدرها .. وتنهدت من الأعماق مستسلمة لأمر الله ..! وعاشت برهة من الزمن على ماعندها من الزاد والماء ... وما لبثا أن نفدا. وألح الجوع بها .. وأرهقها وطفلها الظمأ .. فجعل الصغير يتلوى باكياً صارخاً ولم تستطع هاجر أن تتحمل منظره الذي يفتت القلوب ، فانطلقت تسعي بين الصفا والمروة صاعدة هابطة علّها تلمح طيفاً لبشرٍ ترجوه ..! وبعد أن أتعبها السعي .. خيل إليها أنها تسمع صوتاً عند مكان الرضيع الذي سكت عن البكاء فجأة .. ! وتعود مسرعة .. فإذا الصوت كان اهتزاز الأرض عند موضع زمزم بفعل الملك وبأمر الله ... وإذا بالنبع يتفجر ..و تتلألأ مياهه في بارقة الشمس .. يبشر بأن الحياة ستدب في هذه القفر المجدب ، فتصبح مهوى الأفئدة .. من كل حدب وصوب .. هنالك يسجد قلب هاجر .. وينثال الشكر والحمد من لسانها ، وبين عبراتها ، ثم إذا هي تسمع الملك يقول : " إن الله لايضيع أهله ". ويمر مشهد الماء المتفجر .. ومواقف الشكر .. ومقالة الملك ... وتحوم الطيور حول منبع الماء بتدبير الله وتلمحها في الأفق قافلة من " جرهم " فترسل رسولها ليستطلع فيعود إليها ببشرى وجود الماء .. عند الرضيع وأمه .. فتستأذنها القافلة في النزول عندها ... وما كان أحوجها وأسعدها بهم ..! وما كان أغناهم. بذلك المقام ... وتدب الحياة ... شيئاً فشيئاً ، ويتحقق دعاء إبراهيم : ".. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ".
تأمّلات في الحج~ بقلمي عند شجرة كبيرة فوق زمزم عند المسجد .. وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها...
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ


وقفة عرفة .. تأمُّل..

في ذلك الموقف الرهيب ..
حيث تمتلئ الصحراء بالحجيج ..
في ثيابهم البيض التي تحاكي الأكفان ،
تذكير بالقيامة ..
والشمس تصهر الأبدان ..
والوجوه كلها تعنو للحي القيوم
والنفوس غارقة في أمواج الدعاء ..
وقد تقطعت بها اسباب الأرض
فاتصلت بأسباب السماء.
وأعين تذرف الرجاء..
وقلوب تحصي ذنوب العمر
التي شق حملها
وناءت بوزرها ..
تنتظر برد اليقين ..
يغسل الأدران عن ذاتها
حين يهتف من أغوار الروح هاتف الرحمة :
الآن تجدد في داخلي البنيان
الآن أحس دبيب الغفران
يملؤ أعشار قلبي بفيض نور
ويحملني على جنحي سرور
الآن .. أذوق قطرة من نعيم
وألتحق برحمة ربي مع فوج التائبين ..

اللهمّ اكتب لنا حج بيتك ..
واجعلها حسن الختام ..

..