تــيــمــة

تــيــمــة @tym_1

عضوة فعالة

قـصــــــــــــة مـدمـجــــــــــة ..لمن أراد أن يقرأها متتابعة .

الأدب النبطي والفصيح



الجزء الأول : الأنامل السحرية ..

- حسين .. ضع هذا الشريط ..
وصدحت موسيقى هادئة في السيارة ... بدأت بعدها فتاة أجنبية ترطن بلغتها مترنمة في هدوء وحزن ..

- إلى أين آنسة غادة ؟؟
- توجه إلى القرطاسية ثم إلى محل لبيع الآلات الموسيقية ..
- أمرك ..
كان الطريق طويلا وخاليا من السيارات ... فشرعت غادة تنظر من النافذة إلى أطلال الجبال السامقة في تلك الظلمة ... والى الأفق الممتد من فوقها ... بينما أمسكت يدها بطرحتها لتغطي بها نصف وجهها ...

سرحت بعيدا مع ألحان الأغنية الهادئة وأطرقت برأسها إلى اليمين وهي تتمتم لنفسها :
اليوم ستلمسين بداية حلمك بأناملك السحرية .. لتضاهي بها هذه الألحان العذبة ..
اليوم ستعيشين في الجو الذي لطالما تقت إليه ... وسترحلين إلى عالم مرهف لا مثيل له على أرض الواقع ..
ثم أرتفع صوتها قليلا وهي تقول : يكاد قلبي ينفطر ...

وصلت السيارة إلى القرطاسية فأسرعت غادة بمغادرتها وابتاعت بعض أدوات الرسم بالفحم ثم خرجت بخطوات متعجلة لتعود إلى مقعدها ..

وهناك .. في ذلك المحل التجاري ... راحت يدها تتلمس الأسطح الخشبية المصقولة ... واحتارت في اللون الذي ستختاره .. أيكون الخشبي الغامق .. أم البني المحمر .. أم تراه يكون اللون الأسود اللامع ؟؟

وفي النهاية .. استقرت على أخذ البيانو الخشبي الغامق ... وبادرت إلى البائع لتعرف سعره .

- ياااااااااه .. إنه باهظ الثمن ..
- لكنك اخترت أجود الأنواع آنستي .. صدقيني لن تندمين على اختياره ... سيرافقك مدى الحياة .. ثم إن عليه ضمانا لمدة 3 سنوات ..
- لا بأس .. سآخذه ...
وامتدت يدها إلى الحقيبة .. وأخرجت النقود التي جمعتها طيلة خمسة أشهر لتدفعها للبائع ...
ثم قالت لنفسها ... ما أقسى هذه الحياة .... جهد خمسة أشهر .. يذهب في لحظة ... ليس عدلا ..

لكن فرحتها بالبيانو كانت قد غمرتها تماما .. حتى أنستها ثمنه الباهظ ..
وانطلقت إلى بيتها .. تحتضن قطعه المفككة في حجرها ... وتعد الثواني لتركيبه وتجربة صوته الساحر ..

وبعد أن انتهت من تركيب آخر قطعة .. قربت كرسيها الدوار منه .. ومررت أناملها على أزراره بحب ... وهي تنظر إليه نظرة حالمة ..

ثم قالت : علي أن أبدأ أولا بتعلم السلم الموسيقي .. ترى أي هذه الأزرار يمثل الدو ؟؟

وانهمكت في تدريباتها حتى النخاع .. وما هي إلا سويعات حتى وجدت أصابعها تتحرك برشاقة .. لتعزف لحنا سمعته في إحدى البرامج ... يقطر حزنا ورقة ...

فصارت تكرره وتكرره وتكرره ... وفجأة .. اتكأت بمرفقيها على البيانو وأمسكت رأسها بكفيها لينسدل شعرها إلى الأمام ....

وشرعت تبكي .............

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

56
40K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دونا
دونا
الجزء الثاني (هروب)

اقتربت يد حانية و ربتت على كتف غادة بينما همست صاحبتها قائلة:ما الأمر يا غادة؟
التفتت غادة في حركة سريعة إلى مصدر الصوت..و ما أن وقعت عيناها على وجه رهف الذي اكتسى قلقاً..حتى أشاحت برأسها بعيداً و هي تمسح بقايا الدموع من على وجنتيها...و من ثم تنهدت بقوة في محاولة يائسة لطرد تلك الذكريات الأليمة التي اجتاحتها...
عادت رهف تسأل مجدداً:غادة..ما بك؟..هل كنت تبكين..؟
حاولت غادة أن تطبع ابتسامة على شفتيها و هي تجيب:لا شيء..لا شيء يا رهف..
تطلعت رهف إلى غادة باستنكار مما جعل غادة تسرع معقبة:صحيح..انظري إلى البيانو لقد اشتريته اليوم..أليس جميلاً! لقد حرصت على اختياره من أجود أنواع الخشب....
مطت رهف شفتيها على مضض..بينما اعتدلت غادة على كرسيها الدوار..و هي تكمل:سأعزف لك لحناً لن تنسيه أبداً...
و مع آخر حروفها أخذت غادة تعزف على البيانو مقطوعة موسيقية هادئة..
ألقت رهف نظرة فاحصة على غادة و قالت:و ماذا ستفعلين بالبيانو ؟
ابتسمت غادة و هي ما تزال تعزف..و أجابت رهف قائلة:أنت تعلمين كم أحب العزف على البيانو..لقد كان حلماً من أحلامي أن أقتني واحداً..و لا أخفيك أنني أفكر في إعداد حفلة أدعو إليها صديقاتي..و عندها سأريهن براعتي في العزف..
تنهدت رهف و عقبت قائلة:و لما كل هذا..؟
تجاهلت غادة سؤالها و اكتفت بالصمت.. فعادت رهف لتكمل في عصبية:يكفي أرجوك توقفي..صوته يجلب لي الصداع..
ضربت غادة بكفها على مفاتيح البيانو فانطلقت نغمة قوية لا علاقة لها باللحن الذي كان يعزف قبل قليل..و تجمدت الأنامل السحرية..بينما بقي بصر صاحبتها معلقاً بسطح البيانو الخشبي..و غزت الدموع مقلتيها و هي تتمتم قائلة:لماذا تحاولين دوماً أن تحطمي سعادتي يا رهف...و كأننا لسنا أختين!...
بدت ملامح التعجب على رهف و هي تجيب قائلة:أنا يا غادة..؟كل ما في الأمر أن حالك يؤلمني..فمنذ الحادث و أنت تعيشين في عالم آخر..أهو هروب من الواقع..من الحقيقة..ماذا دهاك يا غادة؟
لم تعقب غادة بكلمة..فتنهدت رهف بدورها و قالت:لا فائدة منك..على كل اتصل عادل قبل قليل و هو قادم لرؤيتك..
نظرت غادة إلى رهف و عقبت قائلة:عجباً لما لم يتصل على هاتفي المحمول؟؟
أكملت رهف و هي ترفع خصلة انسد لت على جبينها قائلة:قال أنه وجده مقفلاً..لكنه بدا غاضباً ..
سألت غادة في تعجب:غاضب؟ ترى ماذا يريد؟
لكن رهفاً لم تجبها ...و مضت تصعد الدرج بخطا ثقيلة و هي تردد:اسمحي لي يا غادة فعلي أن أستعد لمتحان الغد..
رمقتها غادة بنظرة استنكار..ثم ألقت ببصرها على البيانو..بينما تسارعت نبضات قلبها بشكل جعلها تشعر بالقلق..
كل القلق..

**********************************
أتوقع أنه بردي..قد إتضح مغزى العنوان..
بانتظار جزء تيمه..
و سلام من القلب إلى زهرات واحتنا..


تــيــمــة
تــيــمــة
الجزء الثالث : الثنائي .. نظرت غادة إلى نفسها ... لم يعجبها ما ترتديه .. فهي من النوع الذي يقدس الأناقة ويقتبس منها الثقة بالنفس .. وذلك مع الجميع دون استثناء .. فكيف إذا كان الزائر هو خطيبها ؟؟

ولما كان عليها أن تفتح له الباب فقد سارعت إلى ارتداء شرشف الصلاة المهمل ليغطي ما تحته وركضت إلى الباب وقلبها يخفق بقوة ..

- السلام عليكم ..
ابتسمت غادة وهي تنظر إلى قطعة الجاتو الضخمة التي يحملها عادل وقالت :
- وعليك السلام .. لم هذا التعب ؟ تفضل ..
دخل عادل بخطوات بطيئة .. ووجهه لا يحمل أية تعبيرات .. مما جعل غادة تتساءل أكثر عما إذا كان غاضبا كما قالت رهف أم لا ..
- كنت تصلين ؟؟
تلعثمت غادة وهي تقول : نعم نعم .. انتظرني في حجرة الضيوف لو سمحت سآتي حالا ..
ثم راحت تثب وثبات رشيقة إلى غرفتها بعد أن تأكدت أنه لا يراها .. وبدأت رحلة التأنق التي حاولت جاهدة أن تقصرها قدر المستطاع ..

- تبدو شهية ..
- حقا ؟؟ يسرني ذلك ..
- أنت دائما مبتكر في هداياك ..
- هذا من ذوقك ..
شعرت برسميته غير المعتادة .. فبادرت إلى سؤاله بكل صراحة :
- عادل ..
- نعم ..
- قالت رهف بأنك كنت تبدو غاضبا عندما تحدثت بالهاتف .. هل فعلت شيئا يزعجك ؟؟
- ............
- عادل ..
- كلا .. إن رهف تبالغ دائما .. رجاء اطلبي منها أن توفر انطباعاتها لنفسها .. إذ دائما تسبب لك قلقا لا مبرر له ..
- عادل .. ماذا أصابك ؟؟ رهف لم تفعل ما يستحق كل هذا الانفعال ..
تنهد عادل بقوة .. وهو يحاول أن يقبض على ثورته بقبضته الحديدية ويعيد الى وجهه ذاك القناع الصامت من أي معنى ..
- أنا آسف .. يبدو أنني لست على ما يرام اليوم ..
- لكن ... ماذا حدث ؟؟
- بعد عودتي من العمل شعرت بضيق هائل يجثم على صدري .. وقلت لنفسي .. ليس هناك من يستطيع تسليتي وإسعادي الا غادة الحبيبة .. فأسرعت لشراء قطعة الجاتو .. ومن هناك اتصلت على هاتفك المحمول .. لكنه كان مغلقا .. واستمرت محاولاتي لنصف ساعة .. في النهاية .. اضطررت للاتصال بالبيت .. لكنهم أخبروني أنك لست موجودة .. مما ملأني غيظا وتعاسة .. ربما لهذا ظنت رهف أني غاضب .. هذا كل شيء ..
تمتمت غادة في تعاطف :
- عادل ..
نظر إليها عادل وبعينيه بحر من العواطف المتماوجة .. ثم أمسك بيديها وهو يقول في همس :
- لم أعد أحتمل الانتظار .. متى ستدخلين إلى القفص ؟؟
- عدنا ..
- أرجوك يا غادة .. فكري بالأمر جيدا .. لا أجد سببا واحدا لتأجيل الزفاف كل هذه المدة ..
حاولت غادة أن تهرب بوجهها من نظراته الفاحصة وقالت :
- الدراسة ..
- ما معنى الدراسة ؟؟ تستطيعين إكمالها في بيت الزوجية .. أقسم لك أن أوفر كل أسباب الراحة لك .. فقط وافقي ..
- أرجوك لنناقش الأمر فيما بعد .. تعال معي .. أريد أن أريك مفاجأة ..
وأمسكت بيده في مرح ثم راحت تسحبه بكل ما أوتيت من قوة .. لكنه ما تزحزح من مكانه ..
- كالجبل الراسخ ........ انهض ..
- أين قوة النساء التي يتحدث عنها الجميع ؟؟
وضعت يدها على خاصرتها وقالت :
- قوة النساء في كيدهن ..
قال بلا مبالاة :
- كيدي لي إذن ...
قطبت غادة حاجبيها في غضب مصطنع .. وعقلها يبحث عن حيلة ما .. ثم قفزت فجأة كقطة نحوه .. وراحت تزغزغه في كل مكان تقع يدها عليه .. فما لبث الجبل أن استحال إلى تل رملي هش .. وصاح بتوسل :
- كفى كفى .. أنا استسلم ..
ضحكت غادة قائلة :
- من الأقوى إذن ؟؟
- إن كيدكن عظيم .. عرفت نقطة ضعفي .. لكن اصبري علي .. عندما أدخلك إلى قفصي سأعرف كيف أوقفك عند حدك ..
- ولم لا تفعل ذلك الآن ؟؟
- لا زلنا مخطوبين ..
- كفاك مراوغة .. وهيا معي لأريك المفاجأة ..
- ما هي ؟؟
- شيء اشتريته .. تعال ... هيـــــــــــا ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


دونا .......... دورك .. :25:
دونا
دونا
الجزء الرابع(أسرار)
أسرعت غادة تعدو نحو غرفتها و من خلفها كان عادل..و مضت تصعد الدرجات في سرعة و رشاقة و ما أن وصلت غرفتها حتى استدارت نحو خطيبها و هي تقول:أغمض عينيك..
أجابها عادل و هو يحاول أن يجمع أنفاسه المتقطعة:و لماذا؟
لوحت غادة بكفيها في حماس و هي تجيب:عادل لا تجادلني..
ارتسمت ابتسامة صافية على ثغر عادل فأغمض عينيه مستسلماً و هو يتمتم:طلباتك أوامر يا أميرتي..
أطلقت غادة ضحكة جذلة..و من ثم اقتادت عادل إلى داخل غرفتها..و سارت به في أرجائها حتى وصلت إلى البيانو..
عندها همست لخطيبها قائلة: الآن افتح عينيك..
أجابها عادل ساخراً:هل أنت متأكدة..
أجابت غادة في دلال و طفولية:عادل! كف عن ذلك..
فتح عادل عينيه في هدوء..و ما أن وقع بصرة على تلك الآلة الموسيقية الضخمة حتى ظهرت عليه ملامح الدهشة..بينما أسرعت غادة تجلس على كرسيها الدوار و هي تسأل في لهفة :ما رأيك؟؟
لكن عادلاً لم يجبها
-عادل ما رأيك؟
-هــا عذراً غادة..
ابتسمت غادة و عادت تسأل:
-إلى أين مضت بك أفكارك..
-لا شيء..لكنني دهشت فحسب..ترى هل تجيدين العزف عليه..؟
-بالطبع و أنوي أن أبتكر مقطوعات أنافس فيها مقطوعات بتهوفن المشهورة...
-كنت أظنك تملكين موهبة الرسم و الجدال فقط و ها أنا اليوم أكتشف أنك عازفة مغرمة بالبيانو...
-حتى تعلم كم أنت محظوظ بي..فأنا جوهرة لا تقدر بثمن..و صاحبة أكثر الأنامل إبداعاً في هذا العالم.
-يبدو أن الغرور بدأ يغزوك..كفي عن المبالغة....
قطبت غادة حاجبيها في غضب و عقبت قائلة:سأثبت لك..سأعزف لك مقطوعة رائعة تجعلك تغادر إلى عالم الخيال..
-كلا أرجوك فأنا أريد أن أغادر إلى عملي..
نهضت غادة من كرسيها في حركة حادة و عقبت:مستحيل..ستتناول طعام العشاء معنا اليوم..
لكن عادلا أجابها و هو يغادر الغرفة:لا أستطيع يا عزيزتي..فلدي الكثير من الأشغال..
لحقت به غادة و عادت تكرر في إلحاح:
-أرجوك عادل أبقى من أجلي..أرجوك..لقد أعددت لحناً رائعاً سأعزفه لك عند العشاء..ستكون أمسية رائعة..
أجابها عادل و هو يمضي على الدرج بسرعة:
-صدقيني غادة لا أستطيع..أعدك أن أبقى للعشاء في المرة القادمة
-وعد؟
-وعد..و الآن هلا أحضرتي معطفي من غرفة الجلوس..سأنتظرك في فناء منزلكم..
أومأت غادة برأسها إيجاباً..و انطلقت لتجلب المعطف و ما هي إلا ثوان حتى كان المعطف ينسدل فوق كتفي عادل..
و قبل أن يمضي خارجاً التفت إلى غادة التي كانت تقف خلفه و باغتها قائلاً:غادة..هل تثقين بي..؟
أجابت غادة في انفعال:بالطبع..كيف لك أن تشك في ذلك؟!..
رمقها عادل بنظرة استنكار و عقب قائلاً:لطالما كنت واضحاً وصريحاً..فمنذ خطبتنا و أنا أفضي إليك بأسراري و تفاصيل حياتي..لقد جعلت من نفسي كتاباً مفتوحاً لك أن تقرئيه متى شئت..أما ما أعرفه عنك فهو لا يتجاوز صفحتين من عمرك.. ما الذي تخفينه عني من أسرار؟ ترى بما ذا ستفاجئنني بالغد..أحياناً أشعر بأنني عاجز عن فهمك..و أن بيننا الكثير من الأسوار التي لم تهدم بعد...هل تخشين دخول قفص الزوجية حقاً..أم أنك تخشين مني؟..
خيم الصمت لدقائق فهمت غادة بالمغادرة إلى غرفتها لولا أن عادلا سحبها من يدها..فارتفع جزء من كم قميصها وظهر من تحته حرقاً قاتم اللون..عندها سأل عادل غادة في قلق:غادة ما هذا؟
سحبت غادة يدها بسرعة..وغطت الحرق بكمها و هي تتمتم:لا شيء..ألم تقل بأن لديك الكثير من الأعمال..
رمقها عادل بنظرة فاحصة وسأل:هل أنت غاضبة..
أجابت غادة باقتضاب:و لما الغضب..فلا بد من الصراحة حتى لا تنهار علاقتنا..
-لكنك لم تجيبيني..
-...............
-على كل لن أغادر حتى أرى ثغر أميرتي يبتسم...
-.............
-هيا غادة..
رسمت غادة ابتسامة واهنة على شفتيها..و مضت خلف عادل لتودعه..و ما أن رحل بسيارته..حتى أشاحت بالكم عن يدها..و من ثم أخذت ترمقه في حزن..و هي تتمتم :لا بد أن أذهب غداً إلى أخصائية تجميل..فعلي أن أتخلص من هذا الحرق..فبقاءه يذكرني بالحادث..و أنا لا أريد لعادل أن يعلم بشأن ما حدث..
مضت غادة تغادر نحو غرفتها بخطى ثقيلة..و إذا بها تحس بشيء تحت قدمها..فانحنت لتحمله..لقد كان ظرفاً ..
تفحصته غادة في استنكار ثم تمتمت قائلة:لا بد أنه سقط من معطف عادل..لا بأس سأعطيه إياه متى حضر لزيارتي..
ثم صمتت للحظة وظل بصرها معلقاً بالظرف بينما حار سؤال في أعماقها
-ترى هل أعرف عن عادل كل شيء حقاً؟..



**********************************************

عطاء - نور الشمس - كلمة سر - فتاة اللغة العربية - احلام اليقظة

لكن مني ارق تحية مع شكر جزيل على تشجيعكن لنا .. وكما قالت تيمه

ارجوا ان تغفروا لنا في حال فشلت هذه المحاولة

اكرر شكري وامتناني لمبدعات الواحة

في امان الله .. :27:
تــيــمــة
تــيــمــة
الجزء الخامس : كابوس ..

صوت الموسيقى ينساب بنعومة .. يخالطه صوت محرك السيارة .. وهمهمات لعاشقين وصلا لذروة الحب والهيام ..
يتلو ذلك بثواني صوت صراخ وارتطام شديدين ..
( ربيـــــــــــــــــــع .. ربيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع )
نداء أنثوي يقطع الفؤاد .. مفعم بالحرقة والارتياع .. صورة يد محترقة تمتد في استنجاد تتخللها سحب ضبابية .. وتمسك بقطعة من قميص رجالي ملوث بالدم .. وذو أطراف محترقة ..

( أخرجوه .. أرجوكــــــــــــــــم .. )

..........
هنا .. استيقظت غادة من نومها لتجد نفسها متشبثة بغطائها ... بينما غرقت وسادتها بالدموع ..
جلست في إعياء وهي تمسح دموعها ... وراحت تستعيد حلمها الأليم .. الذي ما فتئ يزورها من حين إلى حين ..

مدت يدها إلى زر المصباح لتضيئه ... وفوجئت بأن الساعة ما تزال الثانية صباحا .. أي أنه ما زال عليها أن تنام 5 ساعات إضافية ... فتنهدت بقوة وهي تتمتم :
- لا سبيل إلى النوم الآن .. ماذا أفعل ؟؟
قلبت بصرها تبحث عن شيء ما تضيع به وقتها ريثما يعاودها النوم .. فتوقفت عيناها عند جهاز التسجيل .. حيث يقبع جواره شريط أثير إلى قلبها .. حاولت عدة مرات أن تتخلص منه لكنها لم تستطع .. أزاحت الغطاء جانبا ونهضت تقدم خطوة وتؤخر أخرى .. حتى وصلت إلى الشريط .. فأمسكت به برهبة .. ثم وضعته في الجهاز .. وأخذت تستمع .. فما لبثت دموعها أن عاودت الانهمار ..

استدارت إلى خزانة ملابسها .. وأخرجت كيسا بلاستيكيا .. يحوي قطعة قماش ذات أطراف محترقة .. وأخذت تملي عينيها منه وقد غطت على بصرها غشاوة من الدمع ..

ثم انتفضت فجأة .. وقالت لنفسها باستنكار :
- إن هذه لخيانة صريحة لعادل .. ويحي ما الذي أفعله ؟؟
ثم ألقت بالكيس داخل الخزانة .. وركضت إلى جهاز التسجيل فأغلقته .. ثم تنهدت ..

( لماذا أحاول دائما أن أجدد الألم وأنكأ الجرح ؟؟ كل الناس يهربون من الذكريات الأليمة .. ويحاولون طمسها بتجديد حياتهم وإدخال البهجة عليها .. أما أنا .. فلا أعيش إلا معها .. ولا أبحث إلا عنها .. رغم توفر أسباب السعادة لي ......... )

وارتفع صوتها وهي تقول :
- أففففففف .. أليس هناك ما يزيل عني هذه الكآبة ؟؟
وفجأة .. اتجه نظرها صوب ركن قصي في حجرتها .. كانت قد وضعت فيه شرشف الصلاة ذا اللون الأرجواني .. وخيل إليها أنه يضيء بنور غريب وسط عتمة حجرتها .. فأخذت تقترب منه رويدا رويدا .. وسمعت صوتا يلامس شغاف قلبها .. وينادي باسمها : ( تعالي إلي .. تعالي .. فلدي كل ما تبحثين عنه .. ) وصلت إليه وامتدت يدها .. لكنها ما كادت تلمسه حتى ارتدت يدها في عنف وهي تقول بتذمر : اووه أنا لا أصلي فروضي .. فكيف أصلي النافلة ؟؟؟
وعاد الصوت ليقول ( وما يضرك أن تجربي .. فلعل تجربتك هذه تدفعك لأداء كل فروضك بعدها .. اقتربي مني .. أعدك أن تجدي راحتك بين جنباتي )
شعرت بالحنين يجرفها .. وأحست بالحزن على نفسها يطغى ليصل للذروة .. لكنها أبت وكابرت .. وخافت أن يعاودها النداء .. فهربت إلى سريرها للتو .. وشرعت تراود النوم عن نفسه مرارا .. حتى أسلمها القياد .. فغابت في لججه .. وأبحرت فوق أمواجه .. لترى نفسها تقف أمام البيانو الضخم .. وقد تحول إلى قطعة هلامية برزت من وسطها أزراره البيضاء على شكل أنياب حادة .. فاتسعت عيناها وعجلت بالهروب .. فما كان منه إلا أن لاحقها .. وأثناء هروبها سقطت في حفرة مظلمة لتجد نفسها جوار إنسان مسجى تشتعل أذناه نارا .. ويطفح وجهه بالرعب والألم .. فاقتربت منه قليلا لتتعرف عليه .. فإذا به ربيع .. وإذا بيده تتشبث بيدها لتنقذه .. فيحترق معصمها من أثر مسكته .. وتصرخ وهي لا تدري أتهرب منه أم تدنو وتنقذه .. وبينما هي كذلك إذ ظهر فجأة عادل بقوام هائل لم تعهده .. وضرب جسدها بكلتا يديه صارخا : ابتعدي يا فاجرة ..

فطار جسدها عاليا .. وراح يهوي في هاوية سحيقة .. إلى أن استقر فجأة على قطعة قماشية .. أرجوانية اللون .. التقطته وطارت به ثانية كبساط الريح .. ونظرت غادة إليها بدهشة تمتزج بالامتنان .. فرأتها تنظر لها بعتب حنون .. ثم تلفها بالكامل .. ليعم الظلام .. ويهدأ كل شيء ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أتمنى أن أستطيع المتابعة في أقرب فرصة .. الآن يا دونا أصبحت ظروفنا متشابهة .. ولن تكوني الوحيدة التي تتأخر .. :11:
دونا
دونا
الجزء السادس (طيف الماضي)

ألقت رهف نظرة متفحصة على غادة و تمتمت في خفوت:حمداً لله....إنها نائمة..
سحبت رهف خطواتها في بطء شديد و اتجهت بها نحو المسجل الضخم القابع في أحد أركان الغرفة..و ما أن وصلت إليه حتى أخرجت شريطاً من جيب سترتها...لتضعه في عجل داخل ذلك الجهاز بعد أن أخرجت الشريط الذي كان يبيت داخله ليستقر بدوره في جيبها..
تنهدت رهف و هي تحدث نفسها بصوت منخفض قائلة:حمداً لله...كل شيء على ما يرام..
(( رهف...ماذا تفعلين هنا؟))
التفت رهف نحو غادة بحركة حادة و قد بدت عليها علامات الارتباك..و أخذت تسرق النظرات من هنا و هناك حنى وقع بصرها على قطعة القماش الأرجوانية..فأسرعت تجيب أختها في عجل: فكرت في أن آخذ شرشف صلاتك حتى أغسله مع شرشفي...
اعتدلت غادة على سريرها..و مررت كفيها بين خصلات شعرها المتشابكة..و قالت في كسل: لا داعي لذلك..فأنا ..
بترت عبارتها فجأة و عقبت قائلة:لا بأس..أنا لا أمانع..
أسرعت رهف تحمل تلك القطعة الأرجوانية بين ذراعيها لتتخذ منها عذراً يسمح لها بالمغادرة...
تثاءبت غادة في تثاقل و ألقت نظرة على ساعتها...فهتفت قائلة:يا إلهي لقد تأخرت على الجامعة..
ألقت غادة نظرة أخرى على ساعتها و أكملت:لا بأس سأتغيب اليوم..
مع آخر حروفها سمعت غادة صوت تساقط المطر..فهرعت إلى النافذة و فتحتها..ومن ثم أخذا نفساً عميقاً..لتتغلغل رائحة المطر في جميع جوارحها...بينما تكونت سحب ضبابية من الماضي أمام عينيها...و تطايرت عبارات عتيقة إلى عقلها...
((ربيع...ما الذي دهاك ؟ منذ الحادث و أنت تتحاشى رويتي أو حتى محادثتي...
-........................
-ثم ما هذا الظلام الذي يعم المكان...بالكاد أرى ما تحت قدمي...
-أحيانا يكون الظلام أفضل من النور...
-كف عن ذلك....سأفتح الستائر...
-كلا لا تفعلي...
-لما لا؟
-لا أريد أن تمحى صورتي السابقة من ذهنك...
-ربيع...
-لا بد أن نفترق..
-لا تقل هذا أرجوك..
-كفي عن المثالية..لماذا نخدع أنفسنا؟...كيف لك أن تعيشي مع إنسان لم يبقى منه سوى الرماد...كيف لك أن تنظري إلى وجه بلا معالم...كيف لك أن تحلمي بجوار رجل أقصى آماله أن يبيت تحت التراب...لم أعد من
تعرفين...لقد حولني الحريق إلى وحش...))
تساقطت دموع حارة من عيني غادة...بينما هبت نسمات قوية أ طارت بخصلات شعرها لترتطم بوجهها..مما أجبر غادة على العودة إلى الواقع...
ارتفع صوت رنين الهاتف فجأة..فأسرعت غادة إليه في محاولة يائسة لتحرر من قيود أرقتها..و رفعت السماعة..و ما أن قربتها إلى إذنها حتى سمعت صوت عادل يقول:السلام عليكم...
هتفت غادة:عادل؟!
-كيف حال أميرتي؟
-بخير ما دمت بخير...
-لن أطيل عليك فلدي الكثير من المشاغل..هل تركت مظروفاً عندك البارحة؟؟
-آه..نعم يبدو أنه سقط من جيب معطفك...
-حمداً لله...خفت أن تفوتني الرحلة..
-أي رحلة؟
-نسيت أن أخبرك بأنني سأسافر اليوم..
-و هل هذا أمر ينسى؟!
-كنت أنوي إخبارك البارحة..لكن ابتسامتك العذبة أنستني كل شيء
-أنت دائماً هكذا..تفحمني بلباقة..
-أخيرا اعترفت بذلك..هل تستطيعين أن ترسلي لي المظروف فهو يحوي تذكرة السفر..؟
- لا تقلق سأرسلها إلى مكتبك مع حسين..إلى اللقاء الآن..
-إلى اللقاء..
انطلقت غادة تنزل الدرج وهي تحمل ذاك الظرف بأطراف أصابعها..و من ثم فتحت الباب الرئيسي و أخذت تنادي حسين من خلفه رغم أن المطر لم يتوقف..و ما أن ظهر أمامها حسين حتى أعطته الظرف و أمرته أن يوصله إلى مكتب عادل...عندها وضع حسين طرداً أم الباب فسألته قائلة:ما هذا ؟
-لقد وصل بالبريد يا آنستي...
-لا بأس..ناولني إياه..
-تفضلي..آنستي..
أمسكت غادة الطرد بين كفيها...وقلبته بحثاً عن اسم المرسل...و ما أن وقع يصرها على ما كانت تبحث عنه حتى تسمرت في مكانها..و اكتست ملامحها بثوب من الدهشة...بينما ردد لسانها:
مستحيل...
لقد مرت ثلاث سنوات...
مستحيل...
ربيع..

**************************
غداً أول امتحاناتي..لا تنسوني من دعواتكن...:(
-----------------------
تيمه ...بانتظار الجزء السابع...لا أخيفك أنا متشوقة لما ستكتبين...حاولي أن لا تتأخري..
***********************
:o