دونا
دونا
مشاركة ثريةمن أمي حب دائم الله يجزاها خير


سورةالنور ومطلعها الفريد :

(سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1))

مطلع فريد في القرآن كله. الجديد فيه كلمة "فرضناها" والمقصود بها - فيما نعلم - توكيد الأخذ بكل ما في السورة على درجة سواء. ففرضية الآداب والأخلاق فيها كفرضية الحدود والعقوبات. هذه الآداب والأخلاق المركوزة في الفطرة، والتي ينساها الناس تحت تأثير المغريات والانحرافات، فتذكرهم بها تلك الآيات البينات، وتردهم إلى منطق الفطرة الواضح المبين. ...




في ظلال القران




يجب أن تعلموا أن لهذه السورة مكانة كبيرة في القرآن الكريم، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يخصها بعناية فائقة، وسيدنا عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الكوفة: << عَلِّمُوا نِسَاءَكُمْ سُورَةَ النُّورِ >>. ذكره البيهقي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن مجاهد



تفسير كلمة ( سورة ) ودلالاتها:
أما كلمة ( سورة ) فهي مؤنث كلمة سور، والسور هو الحائط، وكأن السورة مجموعة من آيات كريمة تحوم حول موضوع واحد، فسور القرآن وحدات ذات موضوع واحد، وحدات معنوية، فيبدو أن هذه السورة في مجملها تتحدث عن موضوع دقيق هو موضوع التستر والعفاف، لأن المرأة نصف المجتمع، هي نصفه، ولكن من نوع خاص، هذا النصف متفجر فيما لو اضطربت علاقتها مع الرجل، أو تفلتت من الدين، فإن لم تكن وَفق التشريع الإلهي لانفجرت، وفجرت المجتمع، لذلك ربما كان أساس فساد المجتمع فساد المرأة، وربما سبّب فساد المرأة فساد مجتمع بأكمله، فهي نصف المجتمع، ولكنه النصف المتفجر لو تفلت أو لم ينضبط، لو خرج عن النطاق الصحيح لكان كارثة شاملة مدمرة، لذلك جعل ربنا عز وجل هذه السورة في مجملها تحوم حول موضوع واحد، ألا وهو علاقة الرجل بالمرأة.


حينما يقول سبحانه:
﴿ سُورَة ﴾
أي مجموعة أحكام متكاملة متعلقة في شأن النساء، والإنسان فيه شهوة للنساء، وفيه شهوة للمال، وفيه شهوة للعلو في الأرض، فشهوة المال مضبوطة بأحكام السرقة، وأحكام الكسب المشروع، وأحكام
الربا، وما إلى ذلك من أحكام تفصيلية، وأكثركم يعرفها، وأما شهوة المرأة فمضبوطة بأحكام الزواج، والزواج أمر متعلق بالمرأة.....




معنى﴿فَرَضْنَاهَا﴾
أيْ أوجبنا العمل بأحكامها، التعريف الدقيق للفرض: إيجاب العمل بالأحكام.....
والدين جاء لينظم حياتنا، لينظم هذه الشهوات التي أودعها الله فينا، فأمرك بالزواج، أمرك بغض البصر، ونهاك عن الزنى، نهاك عن الاختلاط، فلولا هذه التنظيمات، وهذه الأوامر، والنواهي فإن المؤيدات القانونية لا قيمة لها، لذلك فالزاني يجلد، وإذا كان محصناً يرجم، والسارق تقطع يده.
موسوعة النابلسي
دونا
دونا
متشابهات سورة النور
من أمي حب دائم ورتاج العسل
















بعض المتشابهات داخل سورة النور
(أَنْزَلْنَا) :
(سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)) .
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)) .
(لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)) .


لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
(سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)) .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى .. ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)) .


(الَّذِينَ يَرْمُونَ) :
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا .. (4)) .
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)) .
(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23))


* (بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ) :
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً .. (4)) .
(لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13))


(غَفُورٌ رَحِيمٌ) :
(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)) .
(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)) .
(وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا .. وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبـُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)) .
(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا .. وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)) .
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ .. فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)) .


(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) :
(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10))
(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14))
(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)) .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ .. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا .. (21))




(إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) :
(وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48)) .
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)


* (السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ) :
(اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ .. (35)) .
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ .. (41)) .
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)) .
(أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا .. (64))




دونا
دونا
مشاركة مضيئة من المحامية نون
الله يجزاها خير






معاني مفردات سورة النور
فرضناها
أوجبنا أحكامها عليكم
---


2
كلّ واحد
إذا كان حُرّا غير مُحصن
---

4
يرمون المحصنات
يقذفون العفيفات بالزّنى
---

8
يدرأ عنها العذاب
يدفع عنها العقوبة
---

11
بالإفك

أقبح الكذب وأفحشه
عصبة منكمجماعة منكم

تولّى كبره
تحمّل معظمه (رأس المنافقين)
---

14
أفضتم فيه
خضتم فيه من حديث الإفك
---

15
تحسبونه هيّـنا
تظنونه سهلا لا تبعة له
---

16
سبحانك
تعجّب من شناعة هذا الإفك
---

16
بهتان
كذب يُحيّر سامعه لفظاعته
---

21
خطوات الشيطان
طرقه وأثاره ومذاهبه

بالفحشاء
ما عَظُم قبحه من الذنوب

المنكر
ما ينكره الشّرع ويكرهه الله

ما زكى
ما تطهّر من دنس الذنوب
---

22
لا يأتـلِ
لا يحلف أو لا يُقصّر


أولوا الفضل
أصحاب الزيادة في الدّين


السّعة
الغنى
---

23
المحصنات
العفائف، ومثلهن المحصنون
---

25
دينهم الحقّ
جزاءهم الثابت لهم بالعدل
---

27
تستأنسوا
تستأذنوا ممن يملك الإذن
---

28
أزكى لكم
أطهر لكم من دنس الريبة والدّناءة
---

29
جناح
إثم


متاع لكم
منفعة ومصلحة لكم
---

30
يغضوا من أبصارهم
يكفوا نظرهم عن المحرّمات
---

31
زينتهن
مواضع زينتهن من الجسد


ما ظهر منها
الوجه والكفين والقدمين


وليضربن
وليلقين ويسدلن


بخمورهن
أغطية رؤوسهن ( المقانع)


على جيوبهن
على مواضعها (صدورهن وما حواليها)


لبعولتهن
لأزواجهن


نسائهن
المختصّات بهن بالصحبة أو الخدمة


أولي الإربة
أصحاب الحاجة إلى النساء


لم يظهروا
لم يبلغوا حد الشهوة
---

32
انكحوا الأيامى
من لا زوج لها، ومن لا زوجة له
---

33
يبتغون الكتاب
يطلبون عقد المكاتبة المعروف


فتياتكم
إماءكم


البغاء
الزّنى


تحصّـنا
تعفّــفا وتصوّنا عنه
---

35
الله نور السّمـوات
منوّرهما أو هادي أهلهما أو موجدهما


كمشكاة
كنور كوّة غير نافذة


مصباح
سراج ضخم ثاقب


زجاجة
قنديل من الزجاج صاف أزهر


كوكب درّي
مضيء متلألئ صافٍ
---

36
بيوت
هي المساجد كلّها

أن ترفع
أن تُعظّم وتـُطهّر


بالغدوّ والآصال
أول النهار وآخره
---

38
بغير حساب
بلا نهاية لما يُعطي، أو بتوسّع
---

39
كسراب
شعاع يُرى ظهرا في البرّ عند اشتداد الحرّ كالماء السارب


بقيعة
في منبسطة من الأرض متـسع
---

40
بحر لجّي
عميق كثير الماء


يغشاه
يعلوه ويغطّيه


سحاب
غيم يحجب أنوار السّماء
---

41
صافات
باسطات أجنحتهن في الهواء
---

43
يُزجي سحابا
يسوقه برفق إلى حيث يريد


يجعله ركاما
مجتمعا بعضه فوق بعض


الودق
المطر


من خلاله
من فتوقه ومخارجه


سنا برقه
ضوء برقه ولمعانه
---

49
مذعنين
منقادين مُطيعين
---

50
أن يحيف
أن يجور
---

53
جهد أيمانهم
مجتهدين في الحلف بأغلظها وأوكدها


طاعة معروفة
طاعتكم طاعة معروفة باللسان
---

54
ما حُمّل
ما أمر به من التبليغ


ما حُمّلتم
ما أمرتم به من الطاعة والإنقياد
---

57
مُعجزين
فائتين من عذابنا بالهرب
---

58
جناح
حرج في الدخول بلا استئذان
---

60
القواعد من النساء
العجائز اللاتي قعدن عن الحيض


متبرجات بزينة
مظهرات للزينة الخفيّة
---

61
ما ملكتم مفاتحه
مما في تصرّفكم وكالة أو حفظا


أشتاتا
متفرّقين
---

62
أمر جامع
أمر مهمّ يجب اجتماعهم له
---

63
دعاء الرّسول
دعوته لكم للاجتماع أو نداءكم له


يتسلّلون منكم
يخرجون منكم تدريجا في خفية


لِواذا
يستتر بعضهم ببعض في الخروج


يخالفون عن أمره
يعرضون أو يصدون عنه


فتنة
بلاء ومحنة في الدنيا

دونا
دونا
مشاركة ثرية من أمي حب دائم..



خمس اسوار للعفاف في سورة النور :



بدأت النور بكلمة (سُورَة) لتبني -والله أعلم-أسواراً (خمسة) شاهقة متينة
تحوط العفة وتحمي الطُهر ، العِرض فيها كقلب المدينة الحَصان لن تتسلل إليها الأيدي الخائنة
إلا بغدرة خوَّان من داخلها ، فإذا غَدرت جارحة ثُلم في جدار العفة ثُلمة .


وهذه الأسوار هي :
السّوْر الأول :
أن بيضة العفة لن يحميها من لُعاب الوالغين فيها إلا تنكيل الدنيا قبل الآخرة (المجتمع الطارد للرذيلة)


السّوْر الثاني :
حفظ الفروج لا يكون إلا بحفظ الجوارح (تحصين الجوارح)


السّوْر الثالث :
أسلوب الإقناع بتعليل الأحكام (الإقناع بشرف الفضيلة)


السّوْر الرابع :
أن العِفة في حقيقتها قضية قلبية وجدانية (غرس محبة الفعة)



السّوْر الخامس :
العلم اليقيني بمراقبة الله (المراقبة الذاتية)
وتليها خاتمةٌ : لهذه الأسوار باب لا يغلق دلت عليه ودعت إليه "النور"، لكنه "مُشفّر" لا يدخل معه





السّور الأول :
أن بيضة العفة لن يحميها من لُعاب الوالغين فيها بفروجهم أو بألسنتهم إلا حزم خازم وتنكيل بالغ في الدنيا قبل الأخرى .
"النور" لم تبدأ بفضل العفاف وذكر محاسنه والتنفير من ضده ، بل ولم تخوف الزاني بعقاب الآخرة ،
بل "النور" حين استهلت قالت :


ـ (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا ..) (2) ، وإن كان محصناً فيُرجم حتى يُثلغ رأسه بصحيح السّنة وإجماع أهل السنة .


ـ (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) مع أن الرأفة في أصلها ممدوحة ولكنها هنا ضعف في الإيمان لأن ههناشرطٌ (إِنْ كُنْتُمْ) فعدمه عدمٌ للمشروط (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) ، فمجردُ وجود "الشفقة" في تنفيذ الحد زال معه كمال الإيمان .


ـ ولا بد من التشهير (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) .


ـ ولم تكتف "النور" بهذا بل ضربت (عُزلة اجتماعية) و (حجراً صحيا) حتى تضيق دائرة الفُحش ،
وحتى يتردد منثارت فورته ألفَ مرة وهو يتدبر كيف سيعيش بعدها في المجتمع إن كشف الله ستره
(الزَّانِي لَايَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّازَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (3)


السور الثاني : حفظ الفروج لا يكون إلا بحفظ الجوارح .
(البصر) (السمع) (اللسان) (القلب) (الأيدي) (العورة) (الرِّجل) (الرأس "خُمرهن") (الجَيب "النحر والصدر")
هذه "تسع" جوارح نصّت عليها "النور" ،
عجباً من أجل صوت خلخال من رِجْلِ امرأةٍيتكلم الله !! نعم إنها العفة .


العِرض في سورة النور كقلب المدينة الحَصان لن تتسلل إليها الأيدي الخائنة إلا بغدرة خوَّان من داخلها ، فإذا غَدرت جارحة ثُلم في جدار العفاف ثُلمة .
وأثر هذه الجوارح على العفة أو ضدها واضح لا يحتاج إلى برهان




السور الثالث : أسلوب الإقناع بتعليل الأحكام
من الأمور المؤثرة في حفظ الأعراض وتثبيت غرس الفضيلة في نفوس الفتيان والفتيات قناعتهم العقلية الراسخة بفضل العفة وشرفها ودناءة الفاحشة
وخساستها ، فحين النقاش بينهم وبين منتكسي الفطرة يعلو منطقهم وتغلب حجتهم ، وتكون مواقفهم قويةً مدعومةً بدليل العقل الذي يُذعن له كل عاقل .وهكذا



كان تنزل "النور" فأحكامها معللة فهي لا تكاد تذكر حكماً أو وصفاً إلا وتتبعه ببيان سببه أو الحكمة منه ، فمن أول آية فيها علل الله سبحانه سبب تنزيلها وفرضها وتمامِ البيان في آياتها بقوله (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (1)




ولما شرع الملاعنة بين الزوجين حين القذف قال سبحانه : (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (10) أي ولولا فضل الله عليكم بإنزال حكم الملاعنة بين الزوجين لأُحرجتم


وشق عليكم ما شدد الله به في مسألة شهود الزنا فحتى يخف على النفوس قبول مشروعية الملاعنة بين الزوجين بيّن أنها فضل ورحمة ، وحين نهى عن قبول قذف
القاذف إلا ببينة علل ذلك بأنهم كاذبون (فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (13) ،
وعلل الأمر بعفو الرجل عمن قذف أهل بيته بالفحش بقوله (أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) (22
والسورة أغلبها هكذا يتخلل التعليل أحكامها




السّوْر الرابع : أن العِفة في حقيقتها قضية قلبية وجدانية
فمن أُسس تربية "النور" للمجتمع تربية الأجيال على محبة الطهر وبغض الفاحشة .
تأمل اللفظَ وتنفيرَه : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ) و(الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) هكذا بلا كناية ولا مُواربة ،فأين توارت توريات وكنايات القرآن ؟!
بليؤكد معناها بالنص على ضدها (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينوَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) فلا بد من أحد الوصفين إما خبيث أو طيب .
فغرس محبة العفاف سوْرٌ عظيم من أعظم أسوار الفضيلة :






السور الخامس : العلم اليقيني بمراقبة الله
(وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (18) ، (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
(19) ، (وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (21) ، (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
عَلِيمٌ) (28) ، (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ)
(29) ، (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (30) ، (وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (32) ، (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (35) ،
(وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (41) ، (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ
بِمَا تَعْمَلُونَ) (53) ، (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (58) ، (وَاللَّهُ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (59) ، (وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (60) ، وغيرها .


بل ختم الله آيات "سورة النور" بقوله تعالى (قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) و(قَدْ) هنا للتحقيق أي يعلم علماً محققاً بما أنتم عليه ، وخَتْمُ السورة بكلمة (عليم) له من الدلالة ما لا يخفى في أهمية بناء هذا السور العظيم وهو "سور المراقبة"



أسْوارُ العَفاف (قبس من نور سورة النور) عصام العويد
دونا
دونا
نظر لان الاحاديث الواردة في أسباب النزول طويلة
فساذكرها باختصار حتى يتجلى المعنى واضحا..
ولأسباب النزول كاملة

هنا موقع قبلة -اسباب نزول سورة النور


سبب نزول قوله تعالى:
(الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) )
قال المفسرون: قدم المهاجرون إلى المدينة وفيهم فقراء ليست لهم أموال،
وبالمدينة نساء بغايا مسافحات يَكْرين أنفُسهنّ،
وهن يومئذ أخصب أهل المدينة،
فرغب في كسبهن ناس من فقراء المهاجرين،
فقالوا: لو أنا تزوّجنا منهن فعشنا معهن إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن،
فاستأذنوا النبيّ صلى الله عليه وسلم في ذلك،
فنـزلت هذه الآية وحرّم فيها نكاح الزانية
صيانة للمؤمنين عن ذلك.

أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزار
قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان
قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
قال: أخبرنا إبراهيم بن عرعرة حدثنا معتمر، عن أبيه،
عن الحضرميّ، عن القاسم بن محمد،
عن عبد الله بن عمرو:
أن امرأة يقال لها "أم مهزول "
كانت تسافح، وكانت تشترط للذي يتزوّجها أن تكفيه النفقة،
وأن رجلا من المسلمين أراد أن يتزوجها،
فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنـزلت هذه الآية


سبب نزول قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6))
ذكر العلماء في سبب نزول هذه الآيات روايات:
فأخرج البخاري وأبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما
أنّ هلال بن أمية رضي الله عنه قذف امرأته
عند النبي صلّى الله عليه وسلّم بشريك بن سحماء
فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «البينة أو حدّ في ظهرك»
فقال: يا رسول الله! إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة،
فجعل النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: «البينة أو حدّ في ظهرك»
فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، ولينزلن الله تعالى ما يبرئ ظهري من الحد،
فنزل جبريل عليه الصلاة والسلام، وأنزل عليه.
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} حتى بلغ: {إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
فانصرف النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأرسل إليهما،
فجاء هلال فشهد، والنبي صلّى الله عليه وسلّم يقول:
«الله يعلم أنّ أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟» ثم قامت فشهدت،
فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا لها: إنّها موجبة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما فتلكأت ونكصت، وظننا أنها ترجع،
ثم قالت: والله لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت،
فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أبصروها. فإن جاءت به أكحل العينين،
سابغ الأليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء»

فجاءت به كذلك، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:
«لولا ما مضى من كتاب الله تعالى لكان لي ولها شأن».
وقيل: إنها نزلت في عاصم بن عدي،
وقيل: إنها نزلت في عويمر بن نصر العجلاني،
وفي صحيح البخاري ما يشهد لهذا القول،
بل قال السّهيلي: إنه هو الصحيح، ونسب غيره إلى الخطأ.