دونا
دونا
الدرس الرابع ( 27-31)
ظاهر قوله - تعالى - ( لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حتى تَسْتَأْنِسُواْ ) يفيد أنهم ليس عليهم استئذان فى دخول بيوتهم . إلا أن هذا الظاهر يصح حمله على الزوجة . لأنه يجوز بين الزوج وزوجته من الأحوال مالا يجوز لأحد غيرهما ، ومع ذلك فإنه ينبغى أن يشعر الرجل زوجته بقدومه ، حتى لا يفاجئها بما تكره له أن يطلع عليه .


ورحم الله الإمام ابن كثير فقد قال عند تفسره لهذه الآيات : وهذا - أى عدم الاستئذان على الزوجة - محمول على عدم الوجوب ، وإلا فالأولى أن يعلمها بدخوله ولا يفاجئها به ، لاحتمال أن تكون على هيئة لا تحب أن يراها عليها
ولهذا جاء فى الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا .


وأما بالنسبة لغير زوجته ، كأمه ، وأخواته ، وبنيه وبناته البالغين ، فإنه يلزمه أن يستأذن عليهم ، لأنه إن دخل عليهم بدون استئذان ، فقد تقع عينه على ما لا يصح الاطلاع عليه .
الوسيط لطنطاوي




(لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29))
قد ذكر المفسرون أنه لما نزلت آية الاستئذان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) )
قال بعض الصحابة يا رسول الله: كيف بالبيوت التى بين مكة والمدنية والشام وبيت المقدس ، وهى على ظهر الطريق ، وليس فيها ساكن من أربابها ، فنزلت هذه الآية .


ومعناها : ليس عليكم - أيها المؤمنون - حرج أو إثم فى أن تدخلوا بغير استئذان بيوتا غير معدة لسكنى طائفة معينة من الناس ، بل هى معدة لينتفع بها من يحتاج إليها من دون أن يتخذها مسكنا له ، كالرباطات ، والفنادق ، والحوانيت ، والحمامات ، والمكاتب و الاسواق وغير ذلك من الأماكن المعدة للراحة المؤقتة لا للسكن والإقامة .


وقوله : ( فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ ) أى : فيها حق تمتع وانتافع لكم ، كالوقاية من الحر والبرد . وكتبادل المنافع فيما بينكم بالبيع أو الشراء ، وغير ذلك مما يتناسب مع وظيفة هذه البيوت غير المسكونة .
الوسيط لطنطاوي.




( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) )
الغض بمعنى الخفض
يقال : غض الرجل صوته إذا خفضه . وغض بصره إذا خفضه ومنعه من التطلع إلى مالا يحل له النظر إليه


والبصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأعمر طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه. وغضه واجب عن جميع
المحرمات، وكل ما يخشى الفتنة من أجله.
الوسيط لطنطاوي + القرطبي




من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن غض بصره عن المحرم أنار الله بصيرته؛ ولأن العبد إذا حفظ فرجه وبصره عن الحرام ومقدماته، مع داعي الشهوة، كان حفظه لغيره أبلغ؛ ولهذا سماه الله حفظاً؛ فالشيء المحفوظ إن لم يجتهد حافظه في مراقبته وحفظه وعمل الأسباب الموجبة لحفظه لم ينحفظ، كذلك البصر والفرج: إن لم يجتهد العبد في حفظهما أوقعاه في بلايا ومحن.
السعدي:566.


(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ)
ومع أن النساء يدخلن فى خطاب الرجال على سبيل التغليب ، إلا أن الله - تعالى - خصهن بالخطاب هنا بعد الرجال ، لتأكيد الأمر بغض البصر ، وحفظ الفرج ، ولبيان أنه كما لا يحل للرجل أن ينظر إلى المرأة - إلا فى حدود ما شرعه الله - فإنه لا يحل للمرأة كذلك أن تنظر إلى الرجل ومقصده منها كمقصدها منه
الوسيط لطنطاوي




( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ )
والخُمُر جمع خمار .
وهو ما تغطى به المرأة رأسها وعنقها وصدرها ، والجيوب جمع جيب ، وهو فتحة فى أعلى الثياب يبدو منها بعض صدر المرأة وعنقها .
قالت عائشة رضي الله عنها : يرحم الله نساء المهاجرات الأول - لما أنزل الله - تعالى - : ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ ) أخذن أزرهن فشققنها فاختمرن بها .
الوسيط لطنطاوي






{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } كالثياب الجميلة والحلي، وجميع البدن كله من الزينة، ولما كانت الثياب الظاهرة، لا بد لها منها، قال: { إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } أي: الثياب الظاهرة، التي جرت العادة بلبسها إذا لم يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها،


{ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ } أي: أزواجهن
{ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ } يشمل الأب بنفسه، والجد وإن علا،
{ أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن } ويدخل فيه الأبناء وأبناء البعولة مهما نزلوا
{ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ } أي: أو الذين يتبعونكم، ويتعلقون بكم، من الرجال الذين لاغرض لهم في النساء، كالمعتوه الذي لا يدري ما هنالك
{ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ } أي: الأطفال الذين دون التمييز، فإنه يجوز نظرهم للنساء الأجانب، وعلل تعالى ذلك، بأنهم لم يظهروا على عورات النساء، أي: ليس لهم علم بذلك
السعدي


{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ } أي: لا يضربن الأرض بأرجلهن، ليصوت ما عليهن من حلي، كخلاخل وغيرها، فتعلم زينتها بسببه، فيكون وسيلة إلى الفتنة
السعدي




لباس المرأة المسلمة أمام المحارم الشيخ المغامسي



المراة أمام المراة ( من البداية إلى الدقيقة 1:11 )



ضوابط لباس المرأة بين النساء


﴿ ۚ وَتُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
ولما أمر تعالى بهذه الأوامر الحسنة، ووصى بالوصايا المستحسنة، وكان لا بد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك، أمر الله تعالى بالتوبة
الوسيط لطنطاوي


التوبة واجبة على كل مؤمن مكلف بدليل الكتاب والسنة وإجماع الأمة،


وفرائضها ثلاثة:
الندم على الذنب
والإقلاع عن الذنب
والعزم أن لا يعود إليها أبداً


وآدابها ثلاثة:
1- الاعتراف بالذنب مقروناً بالانكسار
2- والإكثار من التضرع والاستغفار
3- والإكثار من الحسنات لمحو ما تقدم من السيئات.
كما في دعاء يونس عليه السلام
وعودته لقومه داعيا إلى الله ..
( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
التوحيد (لا إله الا أنت) والتسبيح (سبحانك) ونسب الخطأ الى نفسه مع الاعتراف ( إني كنت من الظالمين).


البواعث على التوبة سبعة: خوف العقاب، ورجاء الثواب، والخجل من الحساب، ومحبة الحبيب، ومراقبة الرقيب القريب، وتعظيم بالمقام، وشكر الإنعام.
ابن جزي:2/90.
دونا
دونا
مشاركة مميزة من أمي حب دائم
الله يجزاها خير



حصاد التدبر ...في ايات من سورة النور


(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11))


1-حادث عظيم ظاهره الشر وباطنه خير على المسلمين؛ أحرقت نارُ رمضائه المنافقين!
﴿إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم﴾./ د. رقية المحارب


2-ثق ولا تقنط،ﻷن سفينة الأمل لا تحمل اليائسين،ولن يركبها إلا متفائل،فإن في قذف عائشة رفعة لها وفضحا للمنافقين (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) / سعود الشريم


3-(ﻻ تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) لو سلمنا من بعض (ظنوننا) لسلمنا من شرور\عقيل الشمري


4-" لا تحسبوه شرا لكم " اكتبوا الآية في طريق نضالكم، وارتشفوها في صباحاتكم، وطرزوا بها شاشاتكم، واكتسحوا بها أوجاعكم والله معكم / عبد الله بلقاسم


5-(لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)......عودة الأفاكين إلى عرض أمنا عائشة من جديد خير للأمة لتفتضح الرافضة ويجدد الدين. /عبد الله بلقاسم


6-إن ضاقت بك السبل،، لاتظن أن الله يمكر بعبده! حرك شفتيك بها: (لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) / وليد العاصمي



7-سبحان الله كلما فترت الأمة في توقير رسولها انتدب الشيطان من يهزأ به لندفع عنه ﴿لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير﴾ / د. سلطان بن بدير



8-من أعظم أدلة التفاؤل : "لا تحسبوه شرًّا لكم بل هو خير لكم" مع أنها نزلت في حادثة الإفك التي تعتبر من أعظم الابتلاءات التي مرت ببيت النبوة. . / فوائد القرآن



9-﴿إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم﴾ (منكم) من بني جلدتكم يغشون مجالسكم يتكلمون بألسنتكم ملأ قيحهم صحفكم وشاشاتكم﴿هم العدو فاحذرهم﴾/ إبراهيم العقيل





( لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12))


1-(لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين) لم يذهبوا ليتحققوا بل تمسكوا بالبراءة وأراحوا أنفسهم من تتبع العباد / عبدالله بن بلقاسم

2-﴿ ظنّ المؤمنون والمؤمناتُ بأنفسهم خيراً ﴾ بقدر إيمانك.. يكون ظنك فيمن حولك.. #تدبر / نايف الفيصل


3-حسن الظن من علامات الإيمان في القلب..﴿ لولا إذ سمعتموه ظــنَّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً ﴾/ نايف الفيصل


4-أمن المؤمن في نفسه خاصة وأمن المجتمع بعامة في أمورٍ منها حسن الظن؛ (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات خيرا وقالوا هذا إفك مبين). / رقية المحارب


5-﴿ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا﴾ بإخوانهم قال الحسن : بأهل دينهم لأن المؤمنين كنفس واحدة/ روائع القران





( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15))


1 -(إذ تلقونه بألسنتكم..) وقت الإشاعات والفتن يكون مصدر التلقي اللسان لا السمع والعقل..فلا تثبت ولا روية./ وليد العاصمي

2-( وتحسبونهُ هيّناً وهو عند الله عظيم ) لا تستصغر ذنْباً ، فلا تدري قد يكون عظيم عند الله العزيز الحكيم !! / عايض المطيري

3-(وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) بعض الكﻻم يضحك العبد ويغضب الرب / عقيل الشمري

4-(إذ تلَقَّونه بألسنتكم) عند الفتن والشائعات،،تكون حاسة التلقي اللسان!فلا يمر شيء على العقل،،/ وليد العاصمي


5-لا يحكم على الناس إلا عالم خبير بأحوالهم وسرائرهم ! فالكلام في الناس بغير علم جرم عظيم .. { وتحسبونه هيناً وهو عند الله
عظيم }
/ نايف الفيصل



6-(وتحسبونه هيناً،وهو عند الله عظيم) كم من ذنب نحسبه كذلك،،؟/ وليد العاصمي


7-قال الله عز وجل في حادثة الإفك الذي اتهمت به عائشة رضي الله عنها (إذ تلقونه بألسنتكم) مع أن التلقي بالسمع لاباللسان،،
تأملها ستعرف الحكمة،،/ وليد العاصمي

8-" إذ تلقَّونه بألسنتكم " على اختلاف القراءات ، عند الفتن والشائعات أحيانا تكون حاسة التلقي اللسان ! فلا يكاد يمر شيء على العقل . فتثبتوا./ أبو حمزة الكناني

9-" إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم" لكل خائض في عرض أخيه " وهو عند الله عظيم" / نوال العيد

10-" وتَحسَبونه هَيناً وهو عند الله عظيم " عظيمٌ عند الله .. الكلام في الناس بغير بيِّنة .. / نايف الفيصل

11-"وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم" هذا حال المغرور، المسرف على نفسه طمع برحمة الله حتى استسهل الحرام / نوال البخيت

12- إن نجاك الله من مباشرة الفتنة بيدك فاحذر أن تقع فيها بلسانك فتهلك " وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "/ ناصر العمر

13-﴿ وتحْسَبُونَهُ هيِّنا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عظيم ﴾ هذا فيه الزجر البليغ عن تعاطي بعض الذنوب علی وجه التهاون بها . / روائع القران


14- (وتحْسَبُونَهُ هيِّنا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عظيم) هذا فيه الزجر البليغ عن تعاطي بعض الذنوب علی وجه التهاون بها.السعدي / نوال العيد

15- الاستخفاف بالذنب أمر عظيم (وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم). / سلمان العودة

16-"وتحسبونه هين وهو عند الله عظيم" قال ابن سيرين: والله ﻻ أبكى على ذنب أذنبته ولكن ابكى على ذنب كنت أحسبه هين وهو عند الله عظيم . / تأملات قرآنية

دونا
دونا
الدرس الخامس ( 32-33)

﴿ وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٣٢﴾ ﴾

اتت الاية بالعلاج الإيجابى والذى من شأنه أن يصرف الإنسان عن فاحشة الزنا المحرمة: و ذلك عن طريق الأمر بتيسير الزواج ، والحض عليه .
الخطاب فى قوله - تعالى - : ( وَأَنْكِحُواْ الأيامى مِنْكُمْ . . . ) للأولياء والسادة ،
والأيامى : جمع أيم - بفتح الهمزة وتشديد الياء المكسورة . . .
وهو كل ذكر لا أنثى معه ، وكل أنثى لا ذكر معها بكرا أو ثيبا . والمراد بالأيامى هنا الأحرار والحرائر .
وقوله تعالى ( مِنْ عِبَادِكُمْ ) جمع عبد وهو الرقيق ، و " وإمائكم " جمع أمة .
والمراد من الإنكاح هنا : المعاونة والمساعدة فى الزواج ، والعمل على إتمامه بدون عوائق لا تؤيدها شريعة الله - تعالى - .
قال صاحب الكشاف : " فإن قلت لم خص الصالحين؟ قلت : ليحصن دينهم ، ويحفظ عليهم صلاحهم ، ولأن الصالحين من الأرقاء . هم الذين مواليهم يشفقون عليهم . . . فكانوا مظنة للتوصية بشأنهم . . وأما المفسدون منهم فحالهم عند مواليهم على عكس ذلك " .


ومعنى الاية : زوجوا - أيها الأولياء والسادة - من كان أهلا للزواج ، وصالحا له وراغبا فيه ، من رجالكم ونسائكم ، ولا يمنعكم فقرهم من إتمامه ، فإنهم إن يكونوا فقراء اليوم ، فالله - تعالى - قادر على أن يغنيهم فى الحال أو فى المستقبل متى شاء ذلك ، فإن قدرته - عز وجل - لا يعجزها شىء.






﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٣﴾ ﴾
{ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } هذا حكم العاجز عن النكاح، أمره الله أن يستعفف، أن يكف عن المحرم، ويفعل الأسباب التي تكفه عنه، من صرف دواعي قلبه بالأفكار التي تخطر بإيقاعه في..
ويفعل ايضا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "
وقوله: { الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا } أي: لا يقدرون نكاحا، إما لفقرهم أو فقر أوليائهم وأسيادهم، أو امتناعهم من تزويجهم من قدرة على إجبارهم على ذلك
{ حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } وعد للمستعفف أن الله سيغنيه وييسر له أمره، وأمر له بانتظار الفرج، لئلا يشق عليه ما هو فيه.


قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ ) الآية 33.
نـزلت في غلام لحويطب بن عبد العزّى يقال له "صبيح" سأل مولاه أن يكاتبه فأبى عليه، فأنـزل الله تعالى هذه الآية، وكاتبه حويطب على مائة دينار ووهب له منها عشرين دينارًا فأداها، وقتل يوم حُنين في الحرب.
{ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا } أي: من ابتغى وطلب منكم الكتابة، وأن يشتري نفسه، من عبيد وإماء، فأجيبوه إلى ما طلب، وكاتبوه، { إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ } أي: في الطالبين للكتابة { خَيْرًا } أي: قدرة على التكسب، وصلاحا في دينه، لأن في الكتابة تحصيل المصلحتين، مصلحة العتق والحرية، ومصلحة العوض الذي يبذله في فداء نفسه. وربما جد واجتهد، وأدرك لسيده في مدة الكتابة من المال ما لا يحصل في رقه، فلا يكون ضرر على السيد في كتابته، مع حصول عظيم المنفعة للعب
فقال: { وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ } يدخل في ذلك أمر سيده الذي كاتبه، أن يعطيه من كتابته أو يسقط عنه منها، وأمر الناس بمعونتهم.
ولهذا جعل الله للمكاتبين قسطا من الزكاة، ورغب في إعطائه بقوله: { مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ } أي: فكما أن المال مال الله، وإنما الذي بأيديكم عطية من الله لكم ومحض منه، فأحسنوا لعباد الله، كما أحسن الله إليكم.
ومفهوم الآية الكريمة، أن العبد إذا لم يطلب الكتابة، لا يؤمر سيده أن يبتدئ بكتابته، وأنه إذا لم يعلم منه خيرا، بأن علم منه عكسه، إما أنه يعلم أنه لا كسب له، فيكون بسبب ذلك كلا على الناس، ضائعا، وإما أن يخاف إذا أعتق، وصار في حرية نفسه، أن يتمكن من الفساد، فهذا لا يؤمر بكتابته، بل ينهى عن ذلك لما فيه من المحذور المذكور.



سبب نزول: ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ ) الآية 33.


1- كان عبد الله بن أبيّ يقول لجارية له: اذهبي فابغينا شيئًا، فأنـزل الله عز وجل: ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ ) إلى قوله: ( غَفُورٌ رَحِيمٌ )

2 - كان لعبد الله بن أبي جارية يقال لها " معاذة" وقال بعضهم "مسيكة"، فكان يكرهها على البغاء، فأنـزل الله عز وجل: ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ ) إلى آخر الآية.
3- وقال المفسرون: نـزلت في "معاذة" و "مسيكة" جاريتي عبد الله بن أُبيّ المنافق كان يكرههما على الزنا لضريبة يأخذها منهما، وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية يُؤاجرون إماءهم، فلما جاء الإسلام قالت معاذة لمسيكة: إن هذا الأمر الذي نحن فيه لا يخلو من وجهين: فإن يك خيرًا فقد استكثرنا منه، وإن يك شرًّا فقد آن لنا أن ندعه، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.
4- وقال مقاتل: نـزلت في ستّ جوار لعبد الله بن أُبيّ كان يكرههن على الزنا
ويأخذ أجورهن، وهن معاذة، ومسيكة، وأميمة، وعمرة، وأروى، وقُتَيلة، فجاءت
إحداهنّ ذات يوم بدينار وجاءت أخرى ببرد، فقال لهما: ارجعا فازنيا، فقالتا:
والله لا نفعل قد جاءنا الله بالإسلام وحرم الزنا، فأَتيا رسول الله صلى
الله عليه وسلم وشكيتا إليه، فأَنـزل الله تعالى هذه الآية.
4-قيل: أن رجلا من قريش أسر يوم بدر، وكان
عند عبد الله بن أُبيّ أسيرًا، وكانت لعبد الله جارية يقال لها "معاذة"،
وكان القرشيّ الأسير يراودها عن نفسها، وكانت تمتنع منه لإسلامها، وكان ابن
أبي يكرهها على ذلك ويضربها لأجل أن تحمل من القرشي فيطلب فداء ولده، فقال
الله تعالى: ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا ) إلى قوله: ( غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قال أغفر لهن ما أكرهن عليه.


ثم قال تعالى: { وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ } أي: إماءكم { عَلَى الْبِغَاءِ } أي: أن تكون زانية { إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا } نهي لما كانوا يستعملونه في الجاهلية، من كون السيد يجبر أمته على البغاء، ليأخذ منها أجرة ذلك، ولهذا قال: { لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فلا يليق بكم أن تكون إماؤكم خيرا منكم، وأعف عن الزنا، وأنتم تفعلون بهن ذلك، لأجل عرض الحياة، متاع قليل يعرض ثم يزول.
ثم دعا من جرى منه الإكراه إلى التوبة، فقال: { وَمَنْ يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فليتب إلى الله، وليقلع عما صدر منه مما يغضبه، فإذا فعل ذلك، غفر الله ذنوبه، ورحمه كما رحم نفسه بفكاكها من العذاب، وكما رحم أمته بعدم إكراهها على ما يضرها.
دونا
دونا
الدرس السادس (34-36)



﴿ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٣٤﴾ ﴾
ولقد أنزلنا إليكم- أيها الناس- آيات القرآن دلالات واضحات على الحق، ومثلا من أخبار الأمم السابقة المؤمنين منهم والكافرين، وما جرى لهم وعليهم ما يكون مثلا وعبرة لكم، وموعظة يتعظ بها من يتقي الله ويَحْذَرُ عذابه
التفسير الميسر






لماذا جاءت آية النور عقيب آيات غض البصر؟
الله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله؛ فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه، فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه.
ابن تيمية:4/513.






﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾ ﴾


{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } الحسي والمعنوي، وذلك أنه تعالى بذاته نور، وحجابه نور، وبه استنار العرش، والكرسي، والشمس، والقمر، والنور، وبه استنارت الجنة.
وكذلك النور المعنوي يرجع إلى الله، فكتابه نور، وشرعه نور، والإيمان والمعرفة في قلوب رسله وعباده المؤمنين نور. فلولا نوره تعالى، لتراكمت الظلمات.
{ مَثَلُ نُورِهِ } الذي يهدي إليه، وهو نور الإيمان والقرآن في قلوب المؤمنين، { كَمِشْكَاةٍ } أي: كوة وهي نافذة في الجدار غير مطلة كما في الصورة..






{ فِيهَا مِصْبَاحٌ } لأن الكوة تجمع نور المصباح بحيث لا يتفرق ذلك { الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ } من صفائها وبهائها
{ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ } أي: مضيء إضاءة الدر.


{ يُوقَدُ } ذلك المصباح، الذي في تلك الزجاجة الدرية
{ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ } أي: يوقد من زيت الزيتون الذي ناره من أنور ما يكون، { لَا شَرْقِيَّةٍ } فقط، فلا تصيبها الشمس آخر النهار، { وَلَا غَرْبِيَّةٍ } فقط، فلا تصيبها الشمس النهار، وإذا انتفى عنها الأمران، كانت متوسطة من الأرض، كزيتون الشام، تصيبها الشمس أول النهار وآخره، فتحسن وتطيب، ويكون أصفى لزيتها، ولهذا قال: { يَكَادُ زَيْتُهَا } من صفائه { يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ } فإذا مسته النار، أضاء إضاءة بليغة { نُورٌ عَلَى نُورٍ } أي: نور النار، ونور الزيت.
السعدي





شبه الله تعالى قلب المؤمن بالمشكاة
الذي يضيء بايات الله وتعاليمه ( المصباح ) متى ما اضاءت بالفطرة الصافية..
وهنا يشرح لنا هذا المثل الشيخ المغامسي








ولما كان هذا من نور الله تعالى، وليس كل أحد يصلح له ذلك، قال: { يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ } ممن يعلم زكاءه وطهارته، وأنه يزكي معه وينمو. { وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ } ليعقلوا عنه ويفهموا، لطفا منه بهم، وإحسانا إليهم، فإن الأمثال تقرب المعاني المعقولة من المحسوسة، فيعلمها العباد علما واضحا، فعلينا تدبرها وفهمها
{ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } فعلمه محيط بجميع الأشياء.
السعدي





﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿٣٦﴾ ﴾


ثم بين - سبحانه - بعد ذلك أكثر الأماكن والأشخاص انتفاعا بنوره ،
والمراد بهذه البيوت : المساجد كلها ، وعلى رأسها المسجد الحرام ، والمسجد النبوى ، والمسجد الأقصى .
والغدو والغداة : من طلوع الفجر إلىطلوع الشمس ،
والآصال جمع أصيل ، وهو ما بين العصر وغروب الشمس .



أى : هذا هو نور الله - الذى يهدى إليه من يشاء من عباده ، وعلى رأس أولئك العباد الذين هداهم الله - سبحانه - إلى ما يحبه ويرضاه ، هؤلاء الرجال الذين يعبدونه ويقدسونه فى تلك المساجد التى أمر - سبحانه - بتشييدها وتعظيم قدرها ، وصيانتها من كل سوء أو نجس ، إنهم يسبحونه وينزهونه عن كل نقص ، ويتقربون إليه بالصلوات وبالطاعات . فى تلك المساجد فى أول النهار وفى آخرة ، وفى غير ذلك من الأوقات .
وخص - سبحانه - أوقات الغدو والآصال بالذكر ، لشرفها وكونها أشهر ما تقع فيه العبادات .
الوسيط لطنطاوي





ما فائدة بدء المسلم يومه وختمه بالصلاة وذكر الله سبحانه؟
﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ﴾
يفتحون أعمالهم ويختمونها بذكره ليُحفظوا فيما بين ذلك، ويُبارَك لهم فيما يتقلبون فيه.
البقاعي:13/278.
دونا
دونا
مشاركة عطرة من ام رمانتي الله يجزاها خير