لماذا أبناء الجيران مصدر إزعاج دائما؟
كارمن العسيلي
ماذا تفعلين مع الطفل الشقي الذي يأتي مع أسرته في زيارة لك؟ ما أفضل طريقة لاتباعها مع طفل الجيران، الذي تعود أن يزعجك في أوقات الراحة؟ هل تشكينه إلى أمه؟ هل تصرخين في وجهه وتتولين تأديبه؟
هناك بعض القواعد الأساسية التي يجب على كل أم وأب التشديد عليها، لتفادي مثل المشكلات.
التعامل معهم بصراحة وحزم لتفادي المشكلات
تخيلي مثلا أنك تعيشين في منزل، حيث كل دقيقة يدق جرس الباب، ويدخل أحد أطفال الجيران طالبا اللعب مع أبنائك. تخيلي أيضا أن ابن جيرانكم يقرر أن يمضي أغلب وقته في منزلك. وما يفاجئك أن والدته لا تسأل عنه ولا تستفسر عن أحواله ووضعه طيلة غيابه عن بيته. أوليس من المفروض أن يعرف الأب والأم أين يلعب أبناؤهما؟
هناك بعض الأمهات اللواتي يتيزن بلطفهن وحنانهن، وهاتان صفتان غالبا ما تجذبان الأطفال إليهن. لكن الأمر قد يتحول إلى إزعاج لهن، لا سيما إذا كن لا يعرفن كيفية رسم الحدود وإرساء القواعد، التي تصون خصوصية منازلهن وتحافظ على راحتهن وتضمن أيضا راحة أبنائهن. هناك بعض القواعد التي يجب التشدد في تطبيقها لتلافي حدوث المشكلات مع أطفال الآخرين، على الرغم من أننا نحب وجودهم مع أبنائنا ونفرح لكونهم من أصدقائهم، إلا أن هناك حدودا لكل شيء.
وضع نظام واضح ومحدد لأطفالك
على الأم أن تكون صارمة في بعض المواقف، وأن تلتزم بتطبيق القواعد التي وضعتها. مثلا، هناك بعض الأمهات يمنعن أطفالهن من الخروج من المنزل قبل الساعة التاسعة صباحا، وقبل أن ينهوا ترتيب أسرتهم. في المقابل ثمة أسر تعتمد مبدأ عدم السماح لأحد الأطفال بالإستقلال أي ضيف قبل الساعة العاشرة صباحا، أو بعد الساعة السادسة مساء.
هناك من يضع قاعدة عدم دعوة الأبناء أصدقاء إلى العشاء أو الغداء من دون أن يتفقوا مع أمهم أولا، لرؤية ما إذا كانت ظروفها تسمح بذلك، وإلا فمن غير المسموح لهم بدعوة أحد. وفي حال قرر دعوة صديقه أمامهما ومن دون اتفاق مسبق، فإنه يجب الرفض بأدب من خلال القول له: "كنا نتمنى أن يبقى صديقك على العشاء، لكن هذه الليلة نحن مشغولان. لكن من المؤكد أنه في إمكانك دعوته مرة أخرى". هذا التصرف يعلم الأطفال وأصدقاءهم بأن للمنزل مسؤولا يدير شؤونه، ويجب استشارته، لا أن يتم وضعه أمام الأمر الواقع.
الصراحة والحزم مع أبناء الجيران
ماذا لو خرج أبناء الجيران عن حدودهم وبدأ في إثارة الفوضى في أرجاء المنزل؟ مهمة الأم الأساسية هي إفهام جميع الأطفال بمن فيهم أبناؤها أن المنزل يحتوي على أثاث وأشياء غير مسموح اللعب بها. عليها تحديد الغرف التي يمكنهم الوجود فيها، والتوضيح لهم أن عليهم ترتيب الأشياء بعد أن يلعبوا بها، والتشديد أمامهم كذلك على أنها لن تسمح بحدوث فوضى وإلا نالوا عقابا. من المهم جدا أن تضع الأم لائحة بالأشياء الممنوع أن يلمسوها أو يقوموا بها، مثلا: ممنوع فتح الأدراج لاحتوائها، ربما على أشياء ثمينة أو أدوية. ممنوع الصراخ كي لا ينزعج باقي أفراد الأسرة الذين يرغبون في الاستراحة. ممنوع الركض في أرجاء المنزل أو تسلق النوافذ والأثاث كي لا يتعرض الأطفال لأي أذى. على كل طفل أن يحترم ما جاء في اللائحة وأن يعي أن أي خطأ يرتكبه قد يؤدي به إلى نيل عقاب.
من حق الأم أن تكون صريحة وحازمة مع أبناء الجيران، الذين يأتون لزيارة أبناء في منزلها، وأن تعلن رأيها بوضوح في أي سلوك لا يعجبها، وان تعتذر لهم ولا تسمح بدخولهم المنزل في الوقت الذي تريد فيه أن يكون هادئا، وأن تفرض عليهم قوانينها الخاصة.
* لكن ماذا أصر أحد الأطفال على عدم الالتزام بالنظام المفروض؟
- تعتقد بعض الأمهات أن استدعاء والدة الطفل. هو فعل غير محبب أو أسلوب غير سليم، أضف إلى ذلك أن الطفل سيشعر بأنه تغلب على هذه الأيام، وبأنها غير جديرة باحترامه، لأنها أفشت أسراره. لهذا يستحسن دوما أن تتمكن الأم من السيطرة عليه، وأن تفرض احترامها ونظامها. هكذا يدرك الطفل أن لا مجال للتلاعب، وسيدرك أن احترام القوانين واجب في هذا المنزل. من المهم جدا ألا تظهر الأم مضيفة، أنها ضعيفة أمام ابن الجيران الشرس، الذي يتردد على منزلها للعب مع أطفالها، وأن تفرض عليه التصرف ضمن الحدود التي رسمتها هي ، وأن تكتسب ثقته بالحنان والحزم في الوقت ذاته، ما يرغم الطفل على الظهور أمامها بشكل لائق ومهذب، لكن هناك بعض الأطفال الذين لا تنفع معهم أي وسيلة تهذيب وتأديب. في هذه الحالة، وجب إخبار أم الطفل الوقح جدا، بتصرفاته وأفعاله، شرط أن يحصل ذلك أمامه وبشكل هادئ.
استراتيجيات القائد الحكيم والواثق بنفسه
بالتأكيد لا أحد منا يرغب في أن يبدو في صورة ذلك العجوز، الذي يكره الأطفال ويبغضهم، أو ذلك الجار الغاضب الذي يخافه الأطفال ويهربون منه كلما شاهدوه، أو تلك الجارة التي يحاول الأطفال استفزازها دوما بدق جرس بابها والهرب بسرعة، أو برمي انفايات في حديقتها. في الواقع، إن التعامل مع الأطفال عموما، مسألة صعبة وليست سهلة، لكن يمكن النجاح فيها والتوصل إلى التعامل معهم، في حال اعتمدنا استراتيجيات القائد الحكيم والواثق بنفسه. إن الأسلوب الذي نتعامل به مع أبناء الجيران، هو الذي يحدد سلوكهم معنا. فالقائد الحنون الذي لا يثق بذاته ولا يعرف ماذا يريد، أو الذي يخجل من أن يطلب ممن هم تحت أمرته ما يريد، لابد أن ينهزم في أول معركة يواجهها، نتيجة الفوضى ألتي سببها بين جماعته. أما القائد الذي لا يثق بذاته ويظهر هذا النقص في كل قرار يتخذه، ويعامل الجميع بمزاج حاد وناقص ويغضب بسرعة ويرضى بسرعة، ويشك في كل من حوله وفي كل قرار يصدره، فهو من أسوأ أنواع القادة الذين يجد من قعمل تحت أمرتهم اللذة في مخالفة أوامرهم وتنفيذ كل ما يخشونه واستفزازهم.
لكن القائد الحازم والصارم والواثق بنفسه، الذي يعرف ماذا يريد، يستطيع أن يفرض النظام من حوله، لكن في حال افتقاره إلى العاطفة والحنان، فإنه سيتحول إلى شخص مكروه. من هنا، على كل أم التحلي بصفة القائد الحكيم، الذي يجمع بين الحزم والصرامة والعاطفة والحنان، لكي تنجح في تعاملها مع أبنائها وأبناء الجيران أيضا.

الأسرة.. وثقافة التسامح
كفاح الحداد
تتجلى ثقافة التسامح كاحدى اهم الضرورات الانسانية والاخلاقية في الواقع المعاصر بعد أن استشرت ظاهرة العنف وظاهرة تهدم العلاقات الاجتماعية على كافة الاصعدة وبعد أن أصبح الكبار والصغار على حد سواء أما ضحايا أو مجرمين بسبب هيمنة لغة العنف على الواقع المعاصر وغياب المثل والقيم الدينية والاخلاقية الأمر الذي يجعل الفرد المعاصر يقف عند مفترق الطرقي في التعامل مع الآخر الذي قد لا يتفق معه في أفكاره بل ربما يؤذيه ويلحق به أو بأسرته أو بأفكاره الآذى.. قد يبدو الانسان المعاصر حائرا في التصرف في المواقف الشائكة بعد ان اسهمت التربية الحديثة في حشو دماغه ورأسه بالمعلومات التي تضيع في زحمة الحياة والتي لا تعمله مهارات التفاعل الاجتماعي الصحيحة وبالتالي يبقى جانب مبتور في جوانب التربية المعاصرة لكنه في نفس الوقت جانب حياتي إذ كيف ينطلق الفرد في رسم سلوكياته مع الآخر؟
هل يرد له الصاع صاعين؟ ويعيش متوثبا حذرا واضعا يده على عاتقيه متأهبا لدخول المعركة في كل لحظة غير آبه بالنتائج والاثار فالمهم أن يكيل كيله على الآخرين وأن لا يقف ساكنا فيتهم بالحماقة والضعف واللاابالية.
أم أنه لا بد أن يتعلم التريث إزاء المواقف الصعبة وأن يلتجأ إلى لغة الحوار والتفاهم هذا إذا كان ينظر إلى الآخر على أنه مثله في الإنسانية ومن حقه أن يمتلك التباين معه في الرأي والتعبير وهذه الثقافة التي تبدو هي الحلقة المفقودة في الواقع المعاصر بسبب التوجيه المكثف للاعلام نحو ثقافة العنف وبسبب غياب مفاهيم حياتية مثل حقوق الإنسان وكرامة الفرد وغيرها.
إن التسامح هو أحد سبل تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والتسامح يعني عفو الإنسان وحلمه عمن يؤذيه ويسيء معاملته أو يختلف معه في الرأي والعقيدة الذي قد يكون هو المنطلق في الاساءة والاذى من باب رفض الآخر المخالف.. فهو إذا (القدرة على التفاعل الاجتماعي وإدارة الخلاف بصورة تعترف بالآخر ولا تلغيه). حيث أن لغة العنف هي الغاء الآخر أما لغة التسامح فهي الاعتراف بالآخر ولكن عبر مساحات يتطلبها البناء الانساني والاجتماعي.
من هنا يكون التسامح جامعا مع العفو والحلم إلى صفتين اخريين هما التحمل والمعاناة أو بالأحرى التحمل مع معاناة، لأن مسئلة التجاوز والغضن عن الاذى- ايا كان- وعن التفاوت الفكري الذذي يتخذ آليات المواجهة المتعددة تحتاج إلى التعلق بلجام الصبر الكاتم على الألم النفسي الذي يحدثه الموقف مع الآخر..
أهمية التسامح:
كل السجايا الأخلاقية لها انعكاسات ايجابية طيبة على الفرد والمجتمع والأسرة أيضا. أن شيوع التسامح يؤدي إلى شيوع الامن كل السجايا الاخلاقية لها انعكاسات ايجابية طيبة على الفرد والمجتمع والأسرة أيضا. أن شيوع ثقافة التسامح يؤدي إلى شيوع الأمن في المجتمع لأنه يساهم في تقليل العنف أو عدم اللجوء إلى العنف كحل للمشكلة وكمخرج مؤقت للموقف.
اشاعة ثقافة التسامح انما تبدأ من الأسرة، فالبيت له أثر كبير في هذا الجانب فإذا كانت العلاقة بين الآباء والأبناء تقوم على لغة التسلط والاكراه والاستبداد فمن البديهي ان البيت الذي تغيب عنه اجواء التسامح يكون عاملا في نشر ثقافة العنف.
من ناحية أخرى تساهم ثقافة التسامح في تعزيز مهارات الاختيار الصحيح عند الافراد، فمن الممكن أن يختار الفرد أو الزوج مثلا الرد بالعقوبات القاسية والتجريح والضرب وربما بالسكوت والعفو وهذه لا تجعل الفرد امام طريق واحد مسدود كما هو الحال لدى مريدي ثقافة العنف، كما أنه يساهم في تخليص الفرد من الضغط النفسي الذي يسيطر عليه نتيجة التفكير في الانتقام والبحث عن وسيلة ردع عنيفة وهذا ما يجعل الفرد المتسامح يتمتع بصحة نفسية علية تساهم في تخليصه من كثير من الأمراض النفسية والجسمية ذات السبب النفسي والأمراض الجسمية وكما تساهم في تخليص الفرد من القلق والاكتئاب والتوتر وتعمق الشعور بالمحبة وتخفف الشعور بالكراهية، ولعل هذا يتوافق مع حديث الرسول (ص) من كثر عفوه مدى في عمره، فالذي يتسامح لا يعيش اضطراب التفكير اللاسوي في البحث عن وسائل للانتقام والثأر، كما أنه مشاعر الكراهية والحقد والتي هي منشأ كثير من العلل لن تجد لها ارضا خصبة، وإذا كان التسامح سببا لقوة العلاقات الاجتماعية وديمومتها فإن الفرد المتسامح يكون ذا شخصية ناجحة تعزز لديه مشاعر الحب والود والتكيف مع المواقف المختلفة وهذه المحبوبية الاجتماعية من عوامل تحسين الصحة النفسية.
كيف نشيع ثقافة التسامح:
يتفق الجميع أن اشاعة ثقافة التسامح انما تبدأ من الأسرة، فالبيت له أثر كبير في هذا الجانب فإذا كانت العلاقة بين الآباء والابناء تقوم على لغة التسلط والاكراه والاستبداد فمن البديهي أن البيت الذي تغيب عنه اجواء التسامح يكون عملا في نشر ثقافة العنف في جو ديكتاتوري لهذا يتعلمون الاستبداد بالرأي وعدم احترام الآخر أو رأيه، كما أن النظام الديكتاتوري سواء في الاسرة أو الدولة يعتبر من أحد اسباب شيوع لغة العنف وغياب الأمن وانعدام الثقة بين الأفراد.
كما أن هذه الأجواء تعزز الشعور بالبغض والحقد والانتقام.
ومن البديهي أننا نستطيع تعليم الابناء الكثير من الأمور عن طريق الاقناع أو التوجيه الصحيح فإذا غاب هذا المفهوم فإن العقوبات والتهديد ستؤدي إلى تنفيذ الأوامر ربما لكن مع تعزيز الرغبة بالانتقام.
وإلى جانب اشاعة الاجواء المتاسمحة الديموقراطية فهناك امور أخرى منها العدالة بين الابناء والتي تساهم في تعريف الطفل والمراهق بحقوقه وحقوق الآخرين وكما أن تعزيز التنافس الشريف أو الصحيح ينمي لدى الأولاد والاعتراف بمهارات الآخرين وما يمتلكونه من قدرات فقد يكون من الضروري ان نعلم الأبناء تقديم التهاني في المسابقة إلى الفائزين فهذه تعزز ليده الشعور بحب الآخرين واحترامهم وتمني الخير لهم مما يساعد في تدريب الأولاد على مقدمات التسامح.
شيء مهم يجب أن يعرفه الأولاد أن التسامح ليس الانسحاب من الموقف وهو ليس ضعفا بل قوة نحتاج إلى تعبئتها في المواقف الحرجة، وقد يكون من الضروري تعزيز الثقة بالنفس لدى الأولاد وأشعارهم بقدراتهم وطاقاتهم وعدم تعزيز الشعور بالنقص والحقاره خاصة في مواقف الخطأ والفشل وإذا كان تقدير الطفل والمراهق لذاته سليما صحيحا فانه سوف يتقبل مسألة الخطأ والفشل وسينظرإلى نفسه على أنه انسان معرض للزلل والفشل وكذلك الآخرين وبالتالي فالفهم الصحيح للنفس يقود إلى فهم صحيح للآخرين الأمر الذي يقود إلى تقبل اخطاءهم والتغافل عنها في مواقع القدرة.. وتلعب لغة الحوار والتدريب على مهارات الاستماع دورا كبيرا في ذلك، فإذا استمعنا لاولادنا وهم يعللون أخطاءهم ويبررون تصرفاتهم فإن ملكة الانصات للآخرين ستتقوى لديهم مما يجعلهم مستمعين جيدين لأخطاء الآخرين وتقبل آراءهم والنظر بعمق لما يقوله الآخر.
وتلعب الصداقات دورا كبيرا في اشاعة هذه الثقافة فالصداقة التي تقوم على الانانية لا بد وأن تؤدي إلى العنف والهجوم ومتى ما قامت الصداقة على دعامة احترام الآخرين واحترام ثقافتهم والنظر إلى سواسية البشر في الخلق والتكوين فهذه كلها تعزز التسامح.
تبقى دائما العلاقة بين الزوجين هي نبراس هذه الثقافة وهي المرآة المعكوسة على الأولاد، ونفس الشيء يقال بالنسبة للمعلم وعلاقته بالطالب وخاصة في مرحلة الابتدائية حيث تكون مرحلة تنمية هذه الخصلة وتطبيقها على ارض الواقع مع طلبة آخرين يعيشون أجواء مماثلة في بداية التعلم.
وتبقى مجتمعاتنا بحاجة إلى تعزيز هذه الثقافة كي لا تطغى في المجتمع ظاهرة التعصب والتطرف التي تعزز مشاعر الحقد والكراهية تجاه الآخر.
يبقى أمر مهم وأن الطفل يجب أن يتعلم كيف يأخذ حقوقه المشروعة ويعرف نظرة الآخرين اليه فو تسامح مع آخر لا بد وأن تكون النظرة اليه على أنه طفل شجاع استطاع أن يعفو ويغفر، أما إذا نظر اليه الآخرين على انه ابله وأحمق فإنه سيسعى إلى رد الصاع صياعين في المرة القادمة.
إن الطفل يكتسب بالتعليم أسلوب القصاص والثأر والانتقام ولهذا فالمطلوب اننا عن طريق التعلم أيضا ينبغي أن نعزز ثقافة التسامح لديه عبر توجيه الأعلام بالشكل المعاكس الموجود عليه حاليا والذي يعتبر هو المتهم الأول في اقصاء ثقافة التسامح وشيوع لغة العنف حتى بين الصغار.
كفاح الحداد
تتجلى ثقافة التسامح كاحدى اهم الضرورات الانسانية والاخلاقية في الواقع المعاصر بعد أن استشرت ظاهرة العنف وظاهرة تهدم العلاقات الاجتماعية على كافة الاصعدة وبعد أن أصبح الكبار والصغار على حد سواء أما ضحايا أو مجرمين بسبب هيمنة لغة العنف على الواقع المعاصر وغياب المثل والقيم الدينية والاخلاقية الأمر الذي يجعل الفرد المعاصر يقف عند مفترق الطرقي في التعامل مع الآخر الذي قد لا يتفق معه في أفكاره بل ربما يؤذيه ويلحق به أو بأسرته أو بأفكاره الآذى.. قد يبدو الانسان المعاصر حائرا في التصرف في المواقف الشائكة بعد ان اسهمت التربية الحديثة في حشو دماغه ورأسه بالمعلومات التي تضيع في زحمة الحياة والتي لا تعمله مهارات التفاعل الاجتماعي الصحيحة وبالتالي يبقى جانب مبتور في جوانب التربية المعاصرة لكنه في نفس الوقت جانب حياتي إذ كيف ينطلق الفرد في رسم سلوكياته مع الآخر؟
هل يرد له الصاع صاعين؟ ويعيش متوثبا حذرا واضعا يده على عاتقيه متأهبا لدخول المعركة في كل لحظة غير آبه بالنتائج والاثار فالمهم أن يكيل كيله على الآخرين وأن لا يقف ساكنا فيتهم بالحماقة والضعف واللاابالية.
أم أنه لا بد أن يتعلم التريث إزاء المواقف الصعبة وأن يلتجأ إلى لغة الحوار والتفاهم هذا إذا كان ينظر إلى الآخر على أنه مثله في الإنسانية ومن حقه أن يمتلك التباين معه في الرأي والتعبير وهذه الثقافة التي تبدو هي الحلقة المفقودة في الواقع المعاصر بسبب التوجيه المكثف للاعلام نحو ثقافة العنف وبسبب غياب مفاهيم حياتية مثل حقوق الإنسان وكرامة الفرد وغيرها.
إن التسامح هو أحد سبل تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والتسامح يعني عفو الإنسان وحلمه عمن يؤذيه ويسيء معاملته أو يختلف معه في الرأي والعقيدة الذي قد يكون هو المنطلق في الاساءة والاذى من باب رفض الآخر المخالف.. فهو إذا (القدرة على التفاعل الاجتماعي وإدارة الخلاف بصورة تعترف بالآخر ولا تلغيه). حيث أن لغة العنف هي الغاء الآخر أما لغة التسامح فهي الاعتراف بالآخر ولكن عبر مساحات يتطلبها البناء الانساني والاجتماعي.
من هنا يكون التسامح جامعا مع العفو والحلم إلى صفتين اخريين هما التحمل والمعاناة أو بالأحرى التحمل مع معاناة، لأن مسئلة التجاوز والغضن عن الاذى- ايا كان- وعن التفاوت الفكري الذذي يتخذ آليات المواجهة المتعددة تحتاج إلى التعلق بلجام الصبر الكاتم على الألم النفسي الذي يحدثه الموقف مع الآخر..
أهمية التسامح:
كل السجايا الأخلاقية لها انعكاسات ايجابية طيبة على الفرد والمجتمع والأسرة أيضا. أن شيوع التسامح يؤدي إلى شيوع الامن كل السجايا الاخلاقية لها انعكاسات ايجابية طيبة على الفرد والمجتمع والأسرة أيضا. أن شيوع ثقافة التسامح يؤدي إلى شيوع الأمن في المجتمع لأنه يساهم في تقليل العنف أو عدم اللجوء إلى العنف كحل للمشكلة وكمخرج مؤقت للموقف.
اشاعة ثقافة التسامح انما تبدأ من الأسرة، فالبيت له أثر كبير في هذا الجانب فإذا كانت العلاقة بين الآباء والأبناء تقوم على لغة التسلط والاكراه والاستبداد فمن البديهي ان البيت الذي تغيب عنه اجواء التسامح يكون عاملا في نشر ثقافة العنف.
من ناحية أخرى تساهم ثقافة التسامح في تعزيز مهارات الاختيار الصحيح عند الافراد، فمن الممكن أن يختار الفرد أو الزوج مثلا الرد بالعقوبات القاسية والتجريح والضرب وربما بالسكوت والعفو وهذه لا تجعل الفرد امام طريق واحد مسدود كما هو الحال لدى مريدي ثقافة العنف، كما أنه يساهم في تخليص الفرد من الضغط النفسي الذي يسيطر عليه نتيجة التفكير في الانتقام والبحث عن وسيلة ردع عنيفة وهذا ما يجعل الفرد المتسامح يتمتع بصحة نفسية علية تساهم في تخليصه من كثير من الأمراض النفسية والجسمية ذات السبب النفسي والأمراض الجسمية وكما تساهم في تخليص الفرد من القلق والاكتئاب والتوتر وتعمق الشعور بالمحبة وتخفف الشعور بالكراهية، ولعل هذا يتوافق مع حديث الرسول (ص) من كثر عفوه مدى في عمره، فالذي يتسامح لا يعيش اضطراب التفكير اللاسوي في البحث عن وسائل للانتقام والثأر، كما أنه مشاعر الكراهية والحقد والتي هي منشأ كثير من العلل لن تجد لها ارضا خصبة، وإذا كان التسامح سببا لقوة العلاقات الاجتماعية وديمومتها فإن الفرد المتسامح يكون ذا شخصية ناجحة تعزز لديه مشاعر الحب والود والتكيف مع المواقف المختلفة وهذه المحبوبية الاجتماعية من عوامل تحسين الصحة النفسية.
كيف نشيع ثقافة التسامح:
يتفق الجميع أن اشاعة ثقافة التسامح انما تبدأ من الأسرة، فالبيت له أثر كبير في هذا الجانب فإذا كانت العلاقة بين الآباء والابناء تقوم على لغة التسلط والاكراه والاستبداد فمن البديهي أن البيت الذي تغيب عنه اجواء التسامح يكون عملا في نشر ثقافة العنف في جو ديكتاتوري لهذا يتعلمون الاستبداد بالرأي وعدم احترام الآخر أو رأيه، كما أن النظام الديكتاتوري سواء في الاسرة أو الدولة يعتبر من أحد اسباب شيوع لغة العنف وغياب الأمن وانعدام الثقة بين الأفراد.
كما أن هذه الأجواء تعزز الشعور بالبغض والحقد والانتقام.
ومن البديهي أننا نستطيع تعليم الابناء الكثير من الأمور عن طريق الاقناع أو التوجيه الصحيح فإذا غاب هذا المفهوم فإن العقوبات والتهديد ستؤدي إلى تنفيذ الأوامر ربما لكن مع تعزيز الرغبة بالانتقام.
وإلى جانب اشاعة الاجواء المتاسمحة الديموقراطية فهناك امور أخرى منها العدالة بين الابناء والتي تساهم في تعريف الطفل والمراهق بحقوقه وحقوق الآخرين وكما أن تعزيز التنافس الشريف أو الصحيح ينمي لدى الأولاد والاعتراف بمهارات الآخرين وما يمتلكونه من قدرات فقد يكون من الضروري ان نعلم الأبناء تقديم التهاني في المسابقة إلى الفائزين فهذه تعزز ليده الشعور بحب الآخرين واحترامهم وتمني الخير لهم مما يساعد في تدريب الأولاد على مقدمات التسامح.
شيء مهم يجب أن يعرفه الأولاد أن التسامح ليس الانسحاب من الموقف وهو ليس ضعفا بل قوة نحتاج إلى تعبئتها في المواقف الحرجة، وقد يكون من الضروري تعزيز الثقة بالنفس لدى الأولاد وأشعارهم بقدراتهم وطاقاتهم وعدم تعزيز الشعور بالنقص والحقاره خاصة في مواقف الخطأ والفشل وإذا كان تقدير الطفل والمراهق لذاته سليما صحيحا فانه سوف يتقبل مسألة الخطأ والفشل وسينظرإلى نفسه على أنه انسان معرض للزلل والفشل وكذلك الآخرين وبالتالي فالفهم الصحيح للنفس يقود إلى فهم صحيح للآخرين الأمر الذي يقود إلى تقبل اخطاءهم والتغافل عنها في مواقع القدرة.. وتلعب لغة الحوار والتدريب على مهارات الاستماع دورا كبيرا في ذلك، فإذا استمعنا لاولادنا وهم يعللون أخطاءهم ويبررون تصرفاتهم فإن ملكة الانصات للآخرين ستتقوى لديهم مما يجعلهم مستمعين جيدين لأخطاء الآخرين وتقبل آراءهم والنظر بعمق لما يقوله الآخر.
وتلعب الصداقات دورا كبيرا في اشاعة هذه الثقافة فالصداقة التي تقوم على الانانية لا بد وأن تؤدي إلى العنف والهجوم ومتى ما قامت الصداقة على دعامة احترام الآخرين واحترام ثقافتهم والنظر إلى سواسية البشر في الخلق والتكوين فهذه كلها تعزز التسامح.
تبقى دائما العلاقة بين الزوجين هي نبراس هذه الثقافة وهي المرآة المعكوسة على الأولاد، ونفس الشيء يقال بالنسبة للمعلم وعلاقته بالطالب وخاصة في مرحلة الابتدائية حيث تكون مرحلة تنمية هذه الخصلة وتطبيقها على ارض الواقع مع طلبة آخرين يعيشون أجواء مماثلة في بداية التعلم.
وتبقى مجتمعاتنا بحاجة إلى تعزيز هذه الثقافة كي لا تطغى في المجتمع ظاهرة التعصب والتطرف التي تعزز مشاعر الحقد والكراهية تجاه الآخر.
يبقى أمر مهم وأن الطفل يجب أن يتعلم كيف يأخذ حقوقه المشروعة ويعرف نظرة الآخرين اليه فو تسامح مع آخر لا بد وأن تكون النظرة اليه على أنه طفل شجاع استطاع أن يعفو ويغفر، أما إذا نظر اليه الآخرين على انه ابله وأحمق فإنه سيسعى إلى رد الصاع صياعين في المرة القادمة.
إن الطفل يكتسب بالتعليم أسلوب القصاص والثأر والانتقام ولهذا فالمطلوب اننا عن طريق التعلم أيضا ينبغي أن نعزز ثقافة التسامح لديه عبر توجيه الأعلام بالشكل المعاكس الموجود عليه حاليا والذي يعتبر هو المتهم الأول في اقصاء ثقافة التسامح وشيوع لغة العنف حتى بين الصغار.

مفاتيح تربوية..في التربية الناجحة
أولا: الفرق التربوي بين الحب والدلال:
الحب أساس تربوي لنمو طفلك في كافة مراحل حياته العمرية؛ فالطفل عندما ينجز يضاعف إنجازه بمحبة والديه، وعندما يخطأ يصحح خطأه بمحبة والديه، وحقيقة الحب في جوهرها فطرية من الوالدين تجاه طفلهما ومن الطفل نحو والديه، وهذا الحب محافظ عليه مهما زادت ضغوطات الوالدين، أو تضاعفت مشاحناتها.
والحب يعني أن تكرمي طفلك وتلبي احتياجاته من مأكل ومشرب واحتياجات الشعور بالأمان والرضا، والاهتمام بأهم الأساليب التربوية التي تنمي جوانب شخصيته وهو أسلوب التعلم باللعب وأسلوب التربية باللعب؛ فاللعب مجموعة من المشاعر المتوادة، واللعب قائم أساسا على سيكولوجية الحب لذلك يعشقه الأطفال.
أما الدلال فيختلف اختلافا كليا عن الحب؛ فالحب بصيرته متفتحة أما الدلال فمعميـ وأقصد هنا أن الوالدين تصاب بصيرتهما بالعماء عندما يدللان طفلهما دلالا زائدا لأن الدلال لا يصحح خطأ الطفل بل ينميه، وأسلوب الدلال لا يتعلم خلاله الطفل القيم الإيجابية؛ لأن تعلمها يحتاج إلى الحزم وهذا غير موجود في الدلال.
ثانيا: الاختلاف ما بين أسلوب الحزم وأسلوب القسوة:
أما أسلوب الحزم وأسلوب القسوة فهما متباعدان كليا؛ فالحزم شريك للحب لأن الوالدين اللذين يحبان طفلهما حريصان على مصلحته الإيجابية، فيستخدمان الحزم في وقته المناسب؛ لأن هناك مواقف تربوية تحتاج للحزم، فعلى سبيل المثال عندما يعشق طفلك التلفاز ويلتصق به ساعات فعليك أن تكوني حازمة في تحديد وقت المشاهدة.. أيضا عندما يسرف طفلك في أكل الشيكولاتة والشيبس عليك أن تكوني حازمة في تحديد الطعام الصحي له وكمياته المحددة.
أما القسوة فهي ما لا ندعو إلية تربويا؛ فالقسوة تنتج شخصيات مضطربة عنيدة تتخذ أساليب العنف لتحقق ما تريد ولتعبر عما تريد، والقسوة تعني تسلط الوالدين أو أحدهما على الطفل فيحرمانه من حبهما وعطفهما، ويمنعان عنه كل ما يحتاج، ويعاملانه بأسلوب العنف والحرمان في كافة شئونه فينشأ شخصية مترددة متضعدعة خائفة دوما تمارس العنف لتثبت القوة المفقودة لديها.
ثالثا: نقاط تربوية هامة تساعد نحو تربية إيجابية:
لنصمم خطة تربوية سليمة للتعامل مع أطفالنا، فعلينا أولا أن نكتشف سماتهم، ونقرأ عن خصائص مراحلهم العمرية، ونتزود بالمعرفة للتعامل معهم وتطوير قدراتهم وهذا أساس للتربية الإيجابية نحو شخصية ناجحة.
وفيما يلي سأتناول أهم النقاط التربوية التي يجب أن نراعيها من أجل تربية إيجابية وشخصية ناجحة:
1. عليك تنظيم حياتك الأسرية، وتحديد الدور الأسري بشكل سليم، أي أن الأب شريكك في الأسرة وله دور تربوي عليه ممارسته، وأن لا يقتصر دوره على العمل خارج المنزل فقط.
2. الأسرة المنظمة تنتج شخصيات واعية فيجب أن تخططي لأسرتك وتنظمي حياتها في سلوكيات إيجابية كساعات الدراسة، وساعة النوم والاستيقاظ، وحل الفروض المدرسية، وتناول الطعام، وقضاء عطلة نهاية الأسبوع، والزيارات الاجتماعية، وتنظيم العمل داخل المنزل.
3. عليك إشراك طفلك في الحياة الأسرية في اختيار ملابسه ونوع طعامه وأثاث غرفته، وزيارة بعض الأصدقاء، والاطمئنان على الجيران، واختيار ألعابه والمحافظة عليها وعلى نظافة غرفته، كذلك أشركيه بدور في المنزل كرعاية نبتة صغيرة، أو الحفاظ على أخيه الأصغر منه سنا.
4. عليك توفير أساليب تربوية مختلفة لاكتشاف شخصية طفلك وتطوير قدراته كبديل أيضا عن التلفاز والذي يعمل على إفساد شخصية طفلك إذا زادت مدة مشاهدته له أكثر من الوقت العادي والذي لا يتجاوز الساعة الزمنية على فترات متقطعة.
5. زودي بيتك بقصاصات الورق ورسومات الورود والحيوانات والطيور ومجموعة من الألوان، بالإضافة لبعض الدمى والعرائس والتي تساعد طفلك على تنمية الجانب الروحي والأخلاقي، وترتقي بذوقه نحو الأفضل.
6. ساعدي طفلك على ممارسة التمرينات الرياضية باستمرار، وشاركيه ذلك في المنزل؛ فهذا سيساعده على التخلص من طاقته الزائدة، ويستثمر قدراته وطاقته المفرطة نحو الإيجاب بدل من توجيهها نحو السلب.
7. ابتعدي عن الغضب؛ فالغضب يغلق منافس الروح والعقل، وتجعل كل ما هو إيجابي سلبيا، فلو أخطأ طفلك فحاولي ضبط النفس، وعالجي خطأه بهدوء وحكمة، واجعليه يتعلم من خطئه حتى لا يكرره؛ فالطفل الذي يخطئ ويتعلم من خطئه في ظل أم متفهمة وأب واعٍ أفضل بكثير من طفل يخطئ فيتخبط في خطئه لعصبية والديه وغضبهما، وهنا سيتعلم البلادة ويصبح بلا شعور.
8. حافظي على تراث القصة الليلية لطفلك، أي قصي عليه قصة كل مساء ألفيها من عقلك تعالج ما يدور في يومه وتعلمه بالشجاعة، وتنمي لديه الأخلاق والقيم، وتساعده نحو الأفضل، فأكثر ما يعلق في ذهن الطفل ما يحكى له قبل النوم خاصة بحنان الأم وعطف مشاعرها فهي تحكي بصوت حنون وتمسح على الرأس بيد حانية فيتشبع الطفل إيجابية، وينتج ما هو أفضل.
أولا: الفرق التربوي بين الحب والدلال:
الحب أساس تربوي لنمو طفلك في كافة مراحل حياته العمرية؛ فالطفل عندما ينجز يضاعف إنجازه بمحبة والديه، وعندما يخطأ يصحح خطأه بمحبة والديه، وحقيقة الحب في جوهرها فطرية من الوالدين تجاه طفلهما ومن الطفل نحو والديه، وهذا الحب محافظ عليه مهما زادت ضغوطات الوالدين، أو تضاعفت مشاحناتها.
والحب يعني أن تكرمي طفلك وتلبي احتياجاته من مأكل ومشرب واحتياجات الشعور بالأمان والرضا، والاهتمام بأهم الأساليب التربوية التي تنمي جوانب شخصيته وهو أسلوب التعلم باللعب وأسلوب التربية باللعب؛ فاللعب مجموعة من المشاعر المتوادة، واللعب قائم أساسا على سيكولوجية الحب لذلك يعشقه الأطفال.
أما الدلال فيختلف اختلافا كليا عن الحب؛ فالحب بصيرته متفتحة أما الدلال فمعميـ وأقصد هنا أن الوالدين تصاب بصيرتهما بالعماء عندما يدللان طفلهما دلالا زائدا لأن الدلال لا يصحح خطأ الطفل بل ينميه، وأسلوب الدلال لا يتعلم خلاله الطفل القيم الإيجابية؛ لأن تعلمها يحتاج إلى الحزم وهذا غير موجود في الدلال.
ثانيا: الاختلاف ما بين أسلوب الحزم وأسلوب القسوة:
أما أسلوب الحزم وأسلوب القسوة فهما متباعدان كليا؛ فالحزم شريك للحب لأن الوالدين اللذين يحبان طفلهما حريصان على مصلحته الإيجابية، فيستخدمان الحزم في وقته المناسب؛ لأن هناك مواقف تربوية تحتاج للحزم، فعلى سبيل المثال عندما يعشق طفلك التلفاز ويلتصق به ساعات فعليك أن تكوني حازمة في تحديد وقت المشاهدة.. أيضا عندما يسرف طفلك في أكل الشيكولاتة والشيبس عليك أن تكوني حازمة في تحديد الطعام الصحي له وكمياته المحددة.
أما القسوة فهي ما لا ندعو إلية تربويا؛ فالقسوة تنتج شخصيات مضطربة عنيدة تتخذ أساليب العنف لتحقق ما تريد ولتعبر عما تريد، والقسوة تعني تسلط الوالدين أو أحدهما على الطفل فيحرمانه من حبهما وعطفهما، ويمنعان عنه كل ما يحتاج، ويعاملانه بأسلوب العنف والحرمان في كافة شئونه فينشأ شخصية مترددة متضعدعة خائفة دوما تمارس العنف لتثبت القوة المفقودة لديها.
ثالثا: نقاط تربوية هامة تساعد نحو تربية إيجابية:
لنصمم خطة تربوية سليمة للتعامل مع أطفالنا، فعلينا أولا أن نكتشف سماتهم، ونقرأ عن خصائص مراحلهم العمرية، ونتزود بالمعرفة للتعامل معهم وتطوير قدراتهم وهذا أساس للتربية الإيجابية نحو شخصية ناجحة.
وفيما يلي سأتناول أهم النقاط التربوية التي يجب أن نراعيها من أجل تربية إيجابية وشخصية ناجحة:
1. عليك تنظيم حياتك الأسرية، وتحديد الدور الأسري بشكل سليم، أي أن الأب شريكك في الأسرة وله دور تربوي عليه ممارسته، وأن لا يقتصر دوره على العمل خارج المنزل فقط.
2. الأسرة المنظمة تنتج شخصيات واعية فيجب أن تخططي لأسرتك وتنظمي حياتها في سلوكيات إيجابية كساعات الدراسة، وساعة النوم والاستيقاظ، وحل الفروض المدرسية، وتناول الطعام، وقضاء عطلة نهاية الأسبوع، والزيارات الاجتماعية، وتنظيم العمل داخل المنزل.
3. عليك إشراك طفلك في الحياة الأسرية في اختيار ملابسه ونوع طعامه وأثاث غرفته، وزيارة بعض الأصدقاء، والاطمئنان على الجيران، واختيار ألعابه والمحافظة عليها وعلى نظافة غرفته، كذلك أشركيه بدور في المنزل كرعاية نبتة صغيرة، أو الحفاظ على أخيه الأصغر منه سنا.
4. عليك توفير أساليب تربوية مختلفة لاكتشاف شخصية طفلك وتطوير قدراته كبديل أيضا عن التلفاز والذي يعمل على إفساد شخصية طفلك إذا زادت مدة مشاهدته له أكثر من الوقت العادي والذي لا يتجاوز الساعة الزمنية على فترات متقطعة.
5. زودي بيتك بقصاصات الورق ورسومات الورود والحيوانات والطيور ومجموعة من الألوان، بالإضافة لبعض الدمى والعرائس والتي تساعد طفلك على تنمية الجانب الروحي والأخلاقي، وترتقي بذوقه نحو الأفضل.
6. ساعدي طفلك على ممارسة التمرينات الرياضية باستمرار، وشاركيه ذلك في المنزل؛ فهذا سيساعده على التخلص من طاقته الزائدة، ويستثمر قدراته وطاقته المفرطة نحو الإيجاب بدل من توجيهها نحو السلب.
7. ابتعدي عن الغضب؛ فالغضب يغلق منافس الروح والعقل، وتجعل كل ما هو إيجابي سلبيا، فلو أخطأ طفلك فحاولي ضبط النفس، وعالجي خطأه بهدوء وحكمة، واجعليه يتعلم من خطئه حتى لا يكرره؛ فالطفل الذي يخطئ ويتعلم من خطئه في ظل أم متفهمة وأب واعٍ أفضل بكثير من طفل يخطئ فيتخبط في خطئه لعصبية والديه وغضبهما، وهنا سيتعلم البلادة ويصبح بلا شعور.
8. حافظي على تراث القصة الليلية لطفلك، أي قصي عليه قصة كل مساء ألفيها من عقلك تعالج ما يدور في يومه وتعلمه بالشجاعة، وتنمي لديه الأخلاق والقيم، وتساعده نحو الأفضل، فأكثر ما يعلق في ذهن الطفل ما يحكى له قبل النوم خاصة بحنان الأم وعطف مشاعرها فهي تحكي بصوت حنون وتمسح على الرأس بيد حانية فيتشبع الطفل إيجابية، وينتج ما هو أفضل.

**نوارة** :
اللي سألو باي قسم فزت اخذت المركز الثاني بقسم تحفيظ القران والمركز الثالث بالفتاة المسلمة وباقي القسم العام ماطلعت نتائج المسابقة اما اقسام الاسرية مافزت باي قسم فيها بنات اليوم حسيت انه يبغالي اعادة ترميم وتأهيل ماصرت ام كويسة ولا طيبة اولادي صحيو متأخرين ومالقيت لفروسي فنيلة نظيفة وشوشو نسيت تكتب واجب الرياضيات بجد حاسة نفسي اهملتهم لي كم اسبوع مو زي اول ماادري ليه يبغالي نفض بلسوم زوجي كان زي كذا.. تخيلي شوشو من وقت ماجبتها وانا احس رجل اطول من رجل ولما قلت له نوديها قام خاصم وثار وانتي مجنونة وكل شوية تقيسي برجول البنت وخفت وسكت والنتيجة لما كملت سنة اكتشفنا فيها الخلع وجلست 6 او 7 شهور مجبرة رجولها ماتتحرك ومرة ثانية كانت موقادرة توقف ابدا ويدينها ماتفتحها باين انه تشنج وتبكي عمرها اقل من سنة واقوله تخيلي يقول انتي مو متحملة انها تبكي ولما اصريت ووريته يدها وداها وطلع المسكينة عندها نقص كالسيوم وصار لها تشنج وجلست كم يوم بالمستشفي بالمغذيات لين تعدل وضعها والحين اذله كل شوية واذكره والحمد لله تعدل وماصار يعارضنا واول مااقول المستشفي يقول هيا نروحاللي سألو باي قسم فزت اخذت المركز الثاني بقسم تحفيظ القران والمركز الثالث بالفتاة المسلمة ...
نوااااااااااااااره
مـــــــــــ:icon28:ـــــــــــبرووووووووووووك
تستاهلي والله فرحت لك كثييييييييييير.. وربي ما يضيع لك تعب ..
ومن تميز لتميز دايييييييييم يارب..
امس المساء شفت الموضوع والله انقهرت عليها وتوقعت انها ماترد علينا علشانها بالمستشفى ....لكن تفاجأت اليوم انها ماراحت ....معليش صحيح زوجها مو طبيعي بس هي فيها سلبيه .. تخيلي لو زوجها مسافر ما حتوديها .. اقل شيء لو كلمت لها احد قريب وراح معاها يمكن كان حس على دمه ....او تكلم امه او اخته وتخوفهم على البنت الا ماكان زنوا عليه .. او اي تصرف يهزه يعني البنت ترجع ودايخه واتفرج عليها واقول هو ما وداني .. الله يعافيهم ولا يبلانا..
والله يهدي لها اياه ويرفع عن بنتها ..
ويطمنا عليها ..
رقرق
ترى فاتتني الصور :06:
بس اتخيل شغلك عدل مدل هههه
وعقبال ما نبارك لك بتخرجهم و فرحهم يااااااااااااارب
مـــــــــــ:icon28:ـــــــــــبرووووووووووووك
تستاهلي والله فرحت لك كثييييييييييير.. وربي ما يضيع لك تعب ..
ومن تميز لتميز دايييييييييم يارب..
امس المساء شفت الموضوع والله انقهرت عليها وتوقعت انها ماترد علينا علشانها بالمستشفى ....لكن تفاجأت اليوم انها ماراحت ....معليش صحيح زوجها مو طبيعي بس هي فيها سلبيه .. تخيلي لو زوجها مسافر ما حتوديها .. اقل شيء لو كلمت لها احد قريب وراح معاها يمكن كان حس على دمه ....او تكلم امه او اخته وتخوفهم على البنت الا ماكان زنوا عليه .. او اي تصرف يهزه يعني البنت ترجع ودايخه واتفرج عليها واقول هو ما وداني .. الله يعافيهم ولا يبلانا..
والله يهدي لها اياه ويرفع عن بنتها ..
ويطمنا عليها ..
رقرق
ترى فاتتني الصور :06:
بس اتخيل شغلك عدل مدل هههه
وعقبال ما نبارك لك بتخرجهم و فرحهم يااااااااااااارب
الصفحة الأخيرة
ثمة آباء مع الأسف لا يهتمون بموضوع الحضور المنظم في الأسرة فيمهدون الأجواء بعدم اهتمامهم هذا لإصابة الأولاد وباقي أفراد الأسرة بالاضطراب خلال فترة غيابهم. ولا يملك الطفل وضعا جيدا ازاء غياب الأب، فيشعر بأنه فقد سلوته ومستودع أسراره وحرم من الجليس والأنيس.
وقد يكون قاسيا جدا على الطفل أن يتحمل غياب الأب في البداية، لكنه سرعان ما يعتاد على هذا الوضع الجديد، وعندما سيفقد الأب قابلية التأثير على الولد والنفوذ إليه، وسوف يعمل الولد بما يرتأيه حتى انه لا يكترث أحيانا بأمه ونفوذها.
ويمكن للطفل أن يكتسب من غياب الأب تلك الدروس السيئة والمؤلمة. إذ سيحاول أن يكون حرا طليقا دون أية قيود، ويلجأ إلى ممارسات لا يتوقعها الوالدان أبدا مما سيكون لهذا السلوك نتائج سيئة على الأسرة والمجتمع.
كما ان الأب الذي يترك أسرته بانتظاره حتى منتصف الليل إنما يقدم درسا سيئا لطفله، وسوف يوجهه بشكل لاشعوري نحو الإباحية والتحلل من صحيح أن الطفل بحاجة إلى حبكم وعطفكم، وانه سيفرح كثيرا فيما لو اشتريتم له حاجة معينة لكنه بحاجة ماسة إلى حضوركم في البيت ووقوفكم إلى جانبه حتى يتحدث معكم ويناقشكم ويتعلم منكم؛ وإن غيابكم من أكبر المصائب التي تواجهه، فالطفل لا يصبر على هذا الحرمان إلا بصعوبة بالغة، ولو أنه افتقد حضوركم المنظم في البيت لأدى به ذلك- في بعض الأحيان- إلى الاستهانة بقدسية الأسرة والهروب من البيت.
الغياب وتقليل النفوذ:
قلنا ان غياب الأب عن أسرته يقلل من نفوذه مما يخلق شعورا عند الأولاد بأنه لا داعي للالتزام بقوانين الأسرة أو إطاعة الأوامر والنواهي. إذ ستنخفض تأثيرات الأب الأخلاقية على الطفل، ويتعرض بناؤه الأخلاقي والاجتماعي إلى صدمة.
ولو كان الأب في غياب دائم عن البيت لغفل عن مراقبة أولاده ولما تمكن من تربيتهم تلك التربية الصحيحة بسبب انخفاض مستوى نفوذه. وسوف يلجأ الطفل- والحال هذه- إلى التحلل من الضوابط الأخلاقية ويشتد ميله إلى نظرائه في السن فينعدم الاتزان في عملية البناء.
توجد حالات أخرى نرى فيها آباء لا يحضرون بشكل كاف ومطلوب في البيت بسبب مشاغل الحياة والمشاكل التي تواجههم، فيكون السقوط هو مصير أبنائهم بل وحتى بناتهم.
أسباب الغياب:
ثمة أسباب عديدة لغياب بعض الآباء عن البيت وسوف نشير فيما يلي إلى أهمها وهي:
1- كثرة المشاغل واللهو، بل حتى تقديم خدمات واسعة للناس فيكون النتيجة غفلة عن الحياة الأسرية والأولاد.
2- عدم الرغبة في الحياة الزوجية بسبب الاختلاف مع الزوجة وظهور مشاكل عديدة في هذا الإطار.
3- التسامح بشأن الأولاد وعدم إدراك النتائج الخطيرة لهذا التساهل.
4- معاشرة أهل السوء والاستئناس بهم والمشاركة في محافلهم.
5- الإنشغال بأمور المطالعة والدراسة والبحوث. حيث يمكن لهذه الأمور أحيانا أن تورط الأسرة في مشاكل أخرى.
6- نوع العمل الذي يمارسه الأب فيكون مضطرا أحيانا لقضاء بعض الوقت في مدينة أخرى أو العيش فيها أو تركه باستمرار لبلدته بسبب مهمات وظيفية وإدراية.
7- وأخيرا فإن من أسباب غياب الأب هي اللاإبالية والتي تكشف عن ضيق أفقه وتفكيره.
ومهما يكن من أمر فإن غياب الأب يمهد الأجواء لظهور مشاكل واضطرابات عديدة، وفقدان السيطرة على زمام أمور الأطفال مما سيدفعهم نحو مستقبل مجهول.
أعراض الغياب الطويل:
لو كان الغياب قصيرا فإن له أعراضا محدودة، أما لو تكرر الغياب أو كان لفترة طويلة فإن له نتائج سلبية مضاعفة.
ولا فرق في بعض الأحيان بين الغياب الطويل للأب وموته لأنهما يؤديان في النهاية إلى نتيجة واحدة وهي انحلال الأسرة وتبعثرها.
ومهما كانت أسباب الغياب الطويل إلا أنها ستدفع الطفل إلى الشعور بالحرمان من دعم الأب ورعايته، وأن يكون في النهاية قاسيا وفوضويا وفاقدا للأدب.
ومن نتائج الغياب الطويل أيضا لجوء الطفل إلى ممارسة السرقة والتشرد والبحث عن الأصدقاء والقيام بجنح وانحرافات مختلفة. ويؤثر غياب الأب على خلق الطفل ودراسته وسلوكه وإنه مقدمة للقضاء على الأجيال.
كما إنه السبب في ظهور بعض المشاكل السلوكية وامتناع الطفل عن القيام بممارسات شريفة. ويتوقف عن محاكاة والده ويبحث عن قدرات أخرى وأشخاص آخرين يسببون له المتاعب أحيانا.
ذكر أحد المفكرين أن غياب الأب عن أولاده يشبه غياب الزوج عن زوجته مما يؤثر في العاطفة والنفسية. وقد كشفت التجارب أن هؤلاء الأطفال قلما يشعرون بالاتزان النفسي، وتخفت في الأبناء صفات الرجولة وفي البنات صفات الأنوثة بل ويتظاهرون بالقوة العنف في حين انهم جبناء.
ويخرج الطفل أحيانا عن حالة الاعتدال بسبب غياب الأب فنراه يناديه في منامه أو يصاب بالخوف والاضطراب دون مبرر أو يتعلق بأمه تعلقا شديدا. ويحاكي النساء في سلوكهن رغم أنه من الذكور.
ويرتبط كل هذا بسن الطفل ومستوى ذكائه والتزامه الخلقي.
ضرورة الحل:
لو لم يتمكن الأب من متابعة شؤون أولاده وكان في غياب دائم تقريبا لتوجب عليه أن يكون جذابا في تلك الأوقات التي يتواجد فيها في بيته، وخاصة عندما يعود من سفره مثلا حتى يعوض عن النقص والحرمان.
خصصوا الفترات القصيرة من تواجدكم في البيت لأطفالكم واتركوا كل شيء حتى قراءة الصحف.
ينبغي أن يبذل الأب، الذي يعود لبيته بعد سفر وغياب طويل، جهده وسعيه كي ينسى الطفل فترة الغياب ويستثمر حضور والده.
كما يجب على الأب أن يواسي طفله ويؤمله في الحياة، فيما لو اشتكى من حياته السابقة أو من مشكلة واجهته، وأن يصبره على المشاكل ويزيل عنه القلق والاضطراب ويجعله مستأنسا به ويشبعه حبا وعطفا.
حري بالأب المضطر لغياب طويل عن البيت أن يدعم مكانة الأم ويقوي موقعها ويحث الأطفال على طاعتها، وذلك للتقليل من أعراض الغيبة، أو أن يساهم في حل المشكلة التي قد تعترض لها الأم ويلزم ولده بإطاعة أوامرها والانتهاء عن نواهيها.