$القلب الحنون$
وهذا بحث آخر لعطر الزمن..
بارك الله في مسعاها وجزاها كل خير..

***************************************************

المقدمة :

مصطلح المراهقة Adolescence مشتق من الكلمة اللاتينية Adolescere ومعناه التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي . ويستخدم علماء النفس مصطلح المراهقة ليشير إلى معاني كثيرة :

• فيرى البعض أن كلمة المراهقة تعني التحول نحو النضج الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي .

• وعبر بياجيه عن فكرة المراهقة بقوله أ،ها تعني العمر الذي يندمج فيه الفرد مع عالم الكبار . والعمر الذي لم يعد فيه الطفل يشعر أنه أقل ممن هم أكبر منه سنا ً . بل هو مساويا ً لهم في الحقوق على الأقل .( piaget,1969 )

وتمثل المراهقة مرحلة الانتقال من مرحلة الطفولة ( مرحلة الإعداد لمرحلة المراهقة ) إلى مرحلة الرشد والنضج . وبناء ً على ذلك ، فإن مرحلة المراهقة تعد تأهب لمرحلة الرشد . وتمتد من نهاية مرحلة الطفولة المتأخرة . والتي حددها علماء النفس في الفترة ما بين ( 12 – 20 سنة ) ( Hurlock,1980 ) وتعد هذه الفترة فترة إعداد للنضج والرشد .

وهي المرحلة التي يمر فيها المراهق بتطورات وتغيرات جسمية ونفسية .فتتأثر بما قبلها من المراحل .

كما أنها مرحلة متعددة الجوانب حيث ينمو المراهق جسميا ً وفيزيولوجيا ً وجنسياً وعقليا ً وانفعالياً واجتماعياً ومهنياً . وقد وصفها ستانلي هول Stanley Hall وإليزابيث هيرولوك Hurlock وكيرت ليفين Lewin وآخرون بأنها فترة عاصفة ومحنة مليئة بالمشكلات بل هي بداية ظهور المشكلات في حياة الفرد . ( Foltz ,et al.,1995 )) وقد ظهرت أبحاث عديدة تبرز أهمية هذه المرحلة في حياة الإنسان .


خصائص مرحلة المراهقة :

تتميز مرحلة المراهقة بالنمو الواضح نحو النضج في كافة مظاهر وجوانب الشخصية ، والتقدم نحو كل من النضج الجسمي، والنضج الجنسي، والنضج العقلي، والنضج الانفعالي والاستقلال الانفعالي والتطبيع الاجتماعي واكتساب المعايير السلوكية والاجتماعية وتحمل المسؤولية ، وتكوين علاقات اجتماعية جديدة والقيام بالاختبارات ، واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالتعليم والمهنة والزواج .

وتحمل المسؤولية توجيه الذات ، من خلال التعرف على قدراته وإمكاناته وتمكنه من التفكير واتخاذ قراراته بنفسه ، والتخطيط لمستقبله .

وتشير البحوث والدراسات إلى أشكال وصور متعددة للمراهقة تتباين بتباين الثقافات وتختلف باختلاف الظروف والعادات الاجتماعية والأدوات الاجتماعية التي يقوم عليها المراهقون في مجتمعاتهم . Reppucci , 1999 ))

فالمراهق البدائي يستطيع أن يشارك بمجرد بلوغه في مجتمع الراشدين البالغين وأن يباشر مسؤولياته خاصة وأن الحرف في مجتمعه تكون من النوع البسيط الذي لا يحتاج إلى تعليم أو تخصص بالمعنى الذي نفهمه . وأن يستقل ويستطيع إشباع حاجاته الأساسية . ويتزوج في سن مبكرة وإقامة الحفلات التي تمثل بالنسبة له خبرات سارة وربما تكون خبرات مؤلمة .

أما المراهق المتحضر فإن مشاركته في مجتمع الراشدين البالغين تتأجل حتى يتم تعليمه وحتى يتعلم مهنته ويتقن تخصصه . كما يتأخر زواجه . ولا يدخل عالم الكبار بالسهولة التي يدخلها المراهق البدائي .

وقد وصف ستانلي هل Hall المراهقة بأنها فترة عواصف وتوتر شدة تكتنفها الأزمات النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبات التوافق . لتشكل بالنسبة لحياة المراهق مجموعة من التناقضات متعددة الجوانب . (Grinder,1969)

وتتحدث إليزابيث هيرولوك (Hurlock,1980) عن المراهقة على أنها نتيجة لعوامل كثيرة منها : المثالية ، ومشاعر النقص في الكفاءة والمكانة ونقص في إشباع الحاجات والضغوط الاجتماعية ، وفشل العلاقة بالجنس الأخر . ومشكلات التوافق . بحيث يؤثر كل ذلك في سلوكه من حيث :

• اضطراب السلوك : مثل نقص التركيز ، والتقلب السلوكي ، وقصور النشاط العقلي والجسمي ، واضطراب الكلام ، والاندفاع والعدوان .
الانفعالية : والاستثارية والحساسية النفسية والانفجارات الانفعالية .
المشاكسة : في إطار الأسرة .
• السلوك المضاد للمجتمع : مثل رفض النصح والتوجيه ، ومغايرة المعايير الاجتماعية في اللباس والكلام والسلوك بصفة عامة .
الوحدة : مثل الشعور بالإهمال والرفض من قبل الرفاق وحتى من أعضاء الأسرة الواحدة والكبار .
نقص الانجاز : ويرافقه الإهمال ونقص الدافعية وشؤون الأسرة والأنشطة الاجتماعية .
لوم الآخرين : وإلقاء التبعة عليهم واتهامهم بأنهم سبب كل شقاء .
التهرب : كالهروب من المنزل والزواج المبكر والاستغراق في أحلام اليقظة. وربما يصل الحال بالنسبة إليه إلى حد محاولة الانتحار الفعلي .

ويرى عدد من الباحثين (Pikunas,1976) أن حياة المراهق تشبه إلى حد كبير حلم طويل في ليل مظلم تتخلله أضواء ساطعة تخطف البصر أكثر مما تضيء الطريق ، بحيث يشعر المراهق بالضياع لفترة تنتهي بأن يجد نفسه ويعرف طريقه عندما يصل مرحلة النضج .

وتحدثت مارجيت ميد(Mead,1983) عما يصادفه المراهق من عواصف وتوترات وشدة وألم . والذي يرجع في مجمله إلى عوامل الإحباط والصراع المختلفة التي يتعرض لها في حياته داخل الأسرة وخارجها وفي المدرسة وفي المجتمع الذي ينتمي إليه . وهذا يعني بالضرورة إلى معاناة المراهق من القلق والتردد والتشاؤم وخفض مستوى النشاط والحماس والتفاؤل . ويرى الباحثون هنا أن المراهق إنما يبحث في كل ذلك عن ذاته ويسعى لتحقيق ذاته . وأن هذه المرحلة ما هي مرحلة حب ونمو للشخصية وتكاملها . ومرحلة اكتشاف القيم والمثل .

ويرى حامد زهران (1999) أن مرحلة المراهقة مرحلة حرجةCritical Period
يحدث فيها تنظيم أو نمو سريع يتطلب رعاية خاصة ، وتظهر على شكل صور متعددة من أبرزها : الصراعات النفسية Scott 1962)) التي قد يتعرض لها ومنها :

• الصراع بين السعي لأن يكبر ويتحمل المسؤولية ، أو يظل طفلاً ينعم بالأمن .
• الصراع بين السعي للاستقلال والحاجة إلى المساندة والدعم والاعتماد على الآخرين .
• الصراع بين السعي للحرية الشخصية وتحقيق الذات والضغوط الاجتماعية المتمثلة في المعايير والقيم الاجتماعية .
• الصراع بين ضبط الأنا الأعلى والمثيرات والضغوط الخارجية .
• الصراع بين تحقيق الدوافع وإشباع الحاجات ومطالب الواقع الخارجي وضرورة التوافق الاجتماعي .
• الصراع بين الضغوط الجنسية و الضغوط الدينية والقيمية .
• الاختيارات والقرارات : فعلى المراهق القيام بالاختيارات واتخاذ القرارات الحيوية التي تحدد مستقبل حياته .
• المشكلات التي قد تتخلل مرحلة المراهقة سواء المشكلات النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الجنسية .
• ظاهرة البطالة : ونعني بها الاقتصادية والاعتماد على الآخرين أو البطالة الجنسية التي تشير إلى أن المراهق مؤهل جنسيا ً غير مسموح له ممارسة الجنس إلا من خلال الأنظمة والقوانين التي يحددها له مجتمعه .
• الخلط لدى الكبار : ( الوالدين والمربون ) بخصوص مفاهيم مثل السلطة والحرية والنظام و الطاعة والديمقراطية و اختلاف النظر بين الكبار والمراهقين بخصوص هذه المفاهيم .


الاتجاهات الرئيسية في تفسير المراهقة :


المراهقة كما يشير- إليها المنظرون – ميلاد نفسي للفرد وهي الوجودي للعالم الجنسي ، ويراها آخرون أنها الميلاد الحقيقي للفرد كذات متفردة وهي مزاج من شيء في سبيله إلى الخلع والانتهاء وهو الطفولة ( عادل الأشول ،1984).

ولقد ظهرت تفسيرات واتجاهات متعددة في تفسير المراهقة من أبرزها ( محمود عقل ، 1998) :


(1) الاتجاه البيولوجي :


يتزعم هذا الاتجاه ستانلي هل Stanley Hall ويركز على المحددات الداخلية للسلوك ويشير إلى أن المراهقة تمثل مرحلة نتغير شديد مصحوب بالضرورة بالتوترات وصعوبات في التكيف وأن التغيرات الفيزيولوجية تمثل عاملا ً أساسيا في خلق هذه التوترات والصعوبات ويشير هل إلى المراهقة باعتبارها فترة ميلاد جديد لأن الخصائص الإنسانية الكاملة تولد في هذه المرحلة وأن الحياة الانفعالية للمراهق تكمن في حالات متناقضة فمن الحيوية والنشاط إلى الخمول والكسل ومن المرح إلى الحزن ومن الرقة إلى الفظاظة .


(2) الاتجاه الأنثروبولوجي :

يتزعم هذا الاتجاه بندكت وميد Bendict & Mead ويركز على المحددات الخارجية للسلوك " المحددات الاجتماعية والثقافية والقيم المكتسبة " ومن خلال الدراسات المستفيضة التي قامت بها ميد والتي حاولت بها توضيح ما إذا كان سلوك المراهقة سلوكا عاما وشائعا لدى المراهقين أو انعكاس لظروف بيئية وخبرات معينة فقد أكدت على أن المراهقة تتكون وتتشكل بالبيئة الاجتماعية وعلى أهمية التنشئة الاجتماعية في اشتداد مشكلات المراهقة موضحة على أن المراهقين في المجتمعات البدائية يجتازون هذه المرحلة دون صراعات تذكر على عكس مراهقي المجتمعات المتقدمة كالمجتمع الأمريكي مثلا .

هذا وقد أوضحت الدراسات الأنثروبولوجية عددا من الحقائق تمثلت في الأتي :

• أن المراهقة تمثل مرحلة نمو اعتيادي وليس بالضرورة أزمة في كل المجتمعات وأن السلوكيات المراهق وتصرفاته واتجاهاته تعكس بالضرورة البيئية الاجتماعية التي نشأ فيها .

• أن المراهقة لا تتخذ نمطا عاما أو شكلا واحدا بل قد تتخذ أشكالا مختلفة وأنماطا متعددة باختلاف البيئة المحيطة بالمراهق وأن للبيئة الاجتماعية دور فاعل في أشكال المراهقة وتعقدها بكل ما تشمله من احباطات وصراعات .

• إن فترة المراهقة فترة نسبية دينامكية يصعب معها وضع نظرية عامة لتفسير جميع جوانب المراهقة في أي مجتمع من المجتمعات .



(3) الاتجاه المجالي :

يتزعم هذا الاتجاه كيرت ليفين K.Leivin ويركز على التفاعل بين المحددات الداخلية والخارجية للسلوك كما يركز بصفة عامة على عامل الصراع أثناء الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد ومن مجال معروف إلى مجال مجهول ويصور المراهقة على أنها :

• فترة تغير في الانتماء إلى الجماعة : حيث يرتبط بقيم وعادات تمثلها الجماعة التي ينتمي إليها مجددا بعد أن كان ينتمي لجماعة الأطفال التي كان يعيش معها ويتصرف وفقا لأسلوب طفلي ، أما وقد أصبح الآن كبيرا يرفض أن يعامل كطفل ، فإن عليه أن ينتزع الأسلوب الطفولي الذي اعتاده ويقيم نمطا جديدا من العلاقات وفق مضمون ومستوى جديدين .

• إن الانتقال في الانتماء من جماعة الأطفال إلى جماعة الراشدين هو انتقال من وضع معروف إلى وضع جديد غير معروف بالنسبة للمراهق وكأنه بهذه الحالة ينتقل إلى عالم مجهول لم يتم تكوينه من الناحية المعرفية ، بحيث يصعب على المراهق التحرك نحو هدفه بوضوح .

• إن فترة التغيرات الفيزيولوجية والجسمية التي تحدث للفرد هي فترة تغيرات شديدة بحيث تبدو صورة الجسم بالنسبة له صورة مضطربة وبينما هو مشغول بجسمه الذي تغيرت معالمه فإن خبراته الجنسية التي لم يعرف طبيعتها ولا كيفية التعامل معها والاستجابة لها ، مما يضطر إلى أن يسحب انتباهه من العالم الخارجي ويركزه نحو الذات نفسها ما يعتريها من تغيرات لم تنتظم بعد في نمط مستقر .

• إن مرحلة المراهقة تمثل فترة ظهور حاجات واهتمامات ورغبات وأهداف جديدة وهي فترة حدوث التغيرات العقلية والانفعالية والاجتماعية وظهور حاجات واهتمامات وطموحات معينه مما يستدعي إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية للمراهق وقد لا يستطيع إشباع حاجاته مما ينتج عنه القلق والتوتر وبروز المشكلات ويحاول المراهق في هذه المرحلة استطلاع المواقف الجديدة وحين لا يكون قادرا على إيضاحها فإنه يزداد تعقيدا في حياته في عدم قدرته على تحديد واقعه الجديد فيختلط عنده الواقع بالخيال وينتقل بالتالي إلى عالم الكبار المليء بالتناقضات والصراعات بين قيم وآراء متعددة .


(4) اتجاهات المرحلة المعتمدة :

تتمركز هذه الاتجاهات حول بحث المراهق المستمر عن هويته Identity أو ذاتيته كما يراها أريكسون (Rohwer,et,al,1974) . Irikson ويشير إليها كولبرج Kohberg على أنها انتقال إلى الأخلاق التقليدية ( المتفقة مع قواعد العرف والسلوك المرعية ) في عمل القرارات . أما كينستون Keniston فيشير إلى المشكلات الرئيسية للمراهق كالتوتر الذي ينمو بين الذات والمجتمع رافضا تقبل المسؤولية والخوف من النمو ، مشيرا إلى أن الراشدين بحاجة إلى الانتباه والرعاية من ثقافة الراشدين . وبالانتباه إلى المراهق وتدعيمه تمكنه من العثور على ذاته ويتقدم إلى مرحلة الرشد بسلام .

(5) اتجاهات التعلم :

يركز اتجاه التعلم على أن المراهقة تتصف بالانسحاب من معايير ثقافة الراشدين، وهذا الانسحاب الذي غالبا ما يحدث عن طريق سلوك لا اجتماعي غي مرغوب فيه ، قد يظهر من خلال تقبل ثقافة جماعة الرفاق التي يعتمد على خبرات تعلم الفرد وعلى سبيل المثال فإن السلوك الاغترابي والجناح أثناء فترة المراهقة عادة ما يرتبط باتجاهات والديه قاسية وعدم اتساقية من قبل الوالدين (عادل الأشول،1984) إضافة إلى تحدثه وسائل الإعلام من تعلم سلوك غير مرغوب فيه للمراهق .
عطر الزمن
عطر الزمن
وهذا بحث آخر لعطر الزمن.. بارك الله في مسعاها وجزاها كل...
اضافة لموضوعك ...........طبعا بعد اذنك .............


المقدمة :

المراهقة أخذت من الفعل رهق ، و الرهق لغة : الخفة والسفه ويطلق على جهل في الإنسان وخفة في عقله وأيضا ً الرهق: اللحاق ، بمعنى أرهقني القوم أي عجلوني والمراهق هو الغلام الذي قارب الحلم . ( ابن منظور ، 1990)
مصطلح المراهقة Adolescence مشتق من الكلمة اللاتينية Adolescere ومعناه التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي . ويستخدم علماء النفس مصطلح المراهقة ليشير إلى معاني كثيرة :
• فيرى البعض أن كلمة المراهقة تعني التحول نحو النضج الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي .
• وعبر بياجيه عن فكرة المراهقة بقوله إنها تعني العمر الذي يندمج فيه الفرد مع عالم الكبار . والعمر الذي لم يعد فيه الطفل يشعر أنه أقل ممن هم أكبر منه سنا ً . بل هو مساويا ً لهم في الحقوق على الأقل .

وتمثل المراهقة مرحلة الانتقال من مرحلة الطفولة ( مرحلة الإعداد لمرحلة المراهقة ) إلى مرحلة الرشد والنضج . وبناء ً على ذلك ، فإن مرحلة المراهقة تعد تأهب لمرحلة الرشد . وتمتد من نهاية مرحلة الطفولة المتأخرة . والتي حددها علماء النفس في الفترة ما بين ( 12 – 20 سنة ) وتعد هذه الفترة فترة إعداد للنضج والرشد .
وهي المرحلة التي يمر فيها المراهق بتطورات وتغيرات جسمية ونفسية .فتتأثر بما قبلها من المراحل .
كما أنها مرحلة متعددة الجوانب حيث ينمو المراهق جسميا ً وفيزيولوجيا ً وجنسياً وعقليا ً وانفعالياً واجتماعياً ومهنياً . وقد وصفها ستانلي هول Stanley Hall وإليزابيث هيرولوك Hurlock وكيرت ليفين Lewin وآخرون بأنها فترة عاصفة ومحنة مليئة بالمشكلات بل هي بداية ظهور المشكلات في حياة الفرد . )
وقد ظهرت أبحاث عديدة تبرز أهمية هذه المرحلة في حياة الإنسان .
ماهية البلوغ Puberty :


يختلف مفهوم البلوغ عن مفهوم المراهقة حيث أن المراهقة تعتبر أعم وأشمل فهي تحتوي على جميع مظاهر النمو في حين يتحدد البلوغ بمظهر نمائي واحد وهو النمو الفسيولوجي وحدوث التغيرات الجنسية المختلفة ويحدد هايمان البلوغ بأنه مرحلة من مراحل النمو الفسيولوجي العضوي التي تسبق المراهقة . ( الأشول ، 1989م )

ويسمي بعض العلماء بداية البلوغ فترة ( قبيل المراهقة ) حيث أنه من المعتادة الفصل بين الطفولة والمراهقة بوصول الطفل إلى النضج الجنسي وكذلك تعتبر فترة البلوغ " فترة تداخل " وفيها لا يعتبر الطفل نفسه طفلا بسبب ما يطرأ عليه من تغيرات جسمية وفسيولوجية سريعة ومع ذلك ينظر إليه على أنه لا يزال طفلا وخاصة من جانب الوالدين والمعلمين . ( أبو حطب ، صادق ، 1999م)

أسباب البلوغ :


تبدأ العمليات الأولى للبلوغ في نهاية مرحلة الطفولة المتأخرة حيث نجد\ أن الغدة النخامية تقوم بتحفيز الغدة التناسلية والتي تقوم بدورها في إفرازها الهرمونات الجنسية سواء للذكور أو الإناث وهذه الهرمونات تعمل على نمو الأعضاء التناسلية حتى تصل إلى نضجها في نهاية مرحلة البلوغ كما تعتمد مرحلة البلوغ على مدى تحكم القشرة المخية في النضج الجنسي للفرد .


وتسيطر هذه القشرة على النشاط الجنسي عن طريق ما يسمى بما دون الجذر العصبي بالإضافة إلى تأثير التغذية والوراثة البيئية .( عقل ، 1996 م )


خصائص مرحلة المراهقة :

تتميز مرحلة المراهقة بالنمو الواضح نحو النضج في كافة مظاهر وجوانب الشخصية ، والتقدم نحو كل من النضج الجسمي، والنضج الجنسي، والنضج العقلي، والنضج الانفعالي والاستقلال الانفعالي والتطبيع الاجتماعي واكتساب المعايير السلوكية والاجتماعية وتحمل المسؤولية ، وتكوين علاقات اجتماعية جديدة والقيام بالاختبارات ، واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالتعليم والمهنة والزواج .
وتحمل المسؤولية توجيه الذات ، من خلال التعرف على قدراته وإمكاناته وتمكنه من التفكير واتخاذ قراراته بنفسه ، والتخطيط لمستقبله .
وتشير البحوث والدراسات إلى أشكال وصور متعددة للمراهقة تتباين بتباين الثقافات وتختلف باختلاف الظروف والعادات الاجتماعية والأدوات الاجتماعية التي يقوم عليها المراهقون في مجتمعاتهم .
فالمراهق البدائي يستطيع أن يشارك بمجرد بلوغه في مجتمع الراشدين البالغين وأن يباشر مسؤولياته خاصة وأن الحرف في مجتمعه تكون من النوع البسيط الذي لا يحتاج إلى تعليم أو تخصص بالمعنى الذي نفهمه . وأن يستقل ويستطيع إشباع حاجاته الأساسية . ويتزوج في سن مبكرة وإقامة الحفلات التي تمثل بالنسبة له خبرات سارة وربما تكون خبرات مؤلمة .
أما المراهق المتحضر فإن مشاركته في مجتمع الراشدين البالغين تتأجل حتى يتم تعليمه وحتى يتعلم مهنته ويتقن تخصصه . كما يتأخر زواجه . ولا يدخل عالم الكبار بالسهولة التي يدخلها المراهق البدائي .
وقد وصف ستانلي هل Hall المراهقة بأنها فترة عواصف وتوتر شدة تكتنفها الأزمات النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبات التوافق . لتشكل بالنسبة لحياة المراهق مجموعة من التناقضات متعددة الجوانب .
وتتحدث إليزابيث هيرولوك عن المراهقة على أنها نتيجة لعوامل كثيرة منها : المثالية ، ومشاعر النقص في الكفاءة والمكانة ونقص في إشباع الحاجات والضغوط الاجتماعية ، وفشل العلاقة بالجنس الأخر . ومشكلات التوافق . بحيث يؤثر كل ذلك في سلوكه من حيث :
• اضطراب السلوك : مثل نقص التركيز ، والتقلب السلوكي ، وقصور النشاط العقلي والجسمي ، واضطراب الكلام ، والاندفاع والعدوان .
• الانفعالية : والاستثارية والحساسية النفسية والانفجارات الانفعالية .
• المشاكسة : في إطار الأسرة .
• السلوك المضاد للمجتمع : مثل رفض النصح والتوجيه ، ومغايرة المعايير الاجتماعية في اللباس والكلام والسلوك بصفة عامة .
• الوحدة : مثل الشعور بالإهمال والرفض من قبل الرفاق وحتى من أعضاء الأسرة الواحدة والكبار .
• نقص الانجاز : ويرافقه الإهمال ونقص الدافعية وشؤون الأسرة والأنشطة الاجتماعية .
• لوم الآخرين : وإلقاء التبعة عليهم واتهامهم بأنهم سبب كل شقاء .
• التهرب : كالهروب من المنزل والزواج المبكر والاستغراق في أحلام اليقظة. وربما يصل الحال بالنسبة إليه إلى حد محاولة الانتحار الفعلي .
ويرى عدد من الباحثين أن حياة المراهق تشبه إلى حد كبير حلم طويل في ليل مظلم تتخلله أضواء ساطعة تخطف البصر أكثر مما تضيء الطريق ، بحيث يشعر المراهق بالضياع لفترة تنتهي بأن يجد نفسه ويعرف طريقه عندما يصل مرحلة النضج .
وتحدثت مارجيت ميد عما يصادفه المراهق من عواصف وتوترات وشدة وألم . والذي يرجع في مجمله إلى عوامل الإحباط والصراع المختلفة التي يتعرض لها في حياته داخل الأسرة وخارجها وفي المدرسة وفي المجتمع الذي ينتمي إليه . وهذا يعني بالضرورة إلى معاناة المراهق من القلق والتردد والتشاؤم وخفض مستوى النشاط والحماس والتفاؤل . ويرى الباحثون هنا أن المراهق إنما يبحث في كل ذلك عن ذاته ويسعى لتحقيق ذاته . وأن هذه المرحلة ما هي مرحلة حب ونمو للشخصية وتكاملها . ومرحلة اكتشاف القيم والمثل .
ويرى حامد زهران (1999) أن مرحلة المراهقة مرحلة حرجةCritical Period
يحدث فيها تنظيم أو نمو سريع يتطلب رعاية خاصة ، وتظهر على شكل صور متعددة من أبرزها : الصراعات النفسية التي قد يتعرض لها ومنها :
• الصراع بين السعي لأن يكبر ويتحمل المسؤولية ، أو يظل طفلاً ينعم بالأمن .
• الصراع بين السعي للاستقلال والحاجة إلى المساندة والدعم والاعتماد على الآخرين .
• الصراع بين السعي للحرية الشخصية وتحقيق الذات والضغوط الاجتماعية المتمثلة في المعايير والقيم الاجتماعية .
• الصراع بين ضبط الأنا الأعلى والمثيرات والضغوط الخارجية .
• الصراع بين تحقيق الدوافع وإشباع الحاجات ومطالب الواقع الخارجي وضرورة التوافق الاجتماعي .
• الصراع بين الضغوط الجنسية و الضغوط الدينية والقيمية .
• الاختيارات والقرارات : فعلى المراهق القيام بالاختيارات واتخاذ القرارات الحيوية التي تحدد مستقبل حياته .
• المشكلات التي قد تتخلل مرحلة المراهقة سواء المشكلات النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الجنسية .
• ظاهرة البطالة : ونعني بها الاقتصادية والاعتماد على الآخرين أو البطالة الجنسية التي تشير إلى أن المراهق مؤهل جنسيا ً غير مسموح له ممارسة الجنس إلا من خلال الأنظمة والقوانين التي يحددها له مجتمعه .
• الخلط لدى الكبار : ( الوالدين والمربون ) بخصوص مفاهيم مثل السلطة والحرية والنظام و الطاعة والديمقراطية و اختلاف النظر بين الكبار والمراهقين بخصوص هذه المفاهيم .
الاتجاهات الرئيسية في تفسير المراهقة :

المراهقة كما يشير- إليها المنظرون – ميلاد نفسي للفرد وهي الوجودي للعالم الجنسي ، ويراها آخرون أنها الميلاد الحقيقي للفرد كذات متفردة وهي مزاج من شيء في سبيله إلى الخلع والانتهاء وهو الطفولة ( عادل الأشول ،1984).

ولقد ظهرت تفسيرات واتجاهات متعددة في تفسير المراهقة من أبرزها :
(محمود عقل ، 1998)
(1) الاتجاه البيولوجي :

يتزعم هذا الاتجاه ستانلي هل Stanley Hall ويركز على المحددات الداخلية للسلوك ويشير إلى أن المراهقة تمثل مرحلة نتغير شديد مصحوب بالضرورة بالتوترات وصعوبات في التكيف وأن التغيرات الفيزيولوجية تمثل عاملا ً أساسيا في خلق هذه التوترات والصعوبات ويشير هل إلى المراهقة باعتبارها فترة ميلاد جديد لأن الخصائص الإنسانية الكاملة تولد في هذه المرحلة وأن الحياة الانفعالية للمراهق تكمن في حالات متناقضة فمن الحيوية والنشاط إلى الخمول والكسل ومن المرح إلى الحزن ومن الرقة إلى الفظاظة .

(2) الاتجاه الأنثروبولوجي :

يتزعم هذا الاتجاه بندكت وميد Bendict & Mead ويركز على المحددات الخارجية للسلوك " المحددات الاجتماعية والثقافية والقيم المكتسبة " ومن خلال الدراسات المستفيضة التي قامت بها ميد والتي حاولت بها توضيح ما إذا كان سلوك المراهقة سلوكا عاما وشائعا لدى المراهقين أو انعكاس لظروف بيئية وخبرات معينة فقد أكدت على أن المراهقة تتكون وتتشكل بالبيئة الاجتماعية وعلى أهمية التنشئة الاجتماعية في اشتداد مشكلات المراهقة موضحة على أن المراهقين في المجتمعات البدائية يجتازون هذه المرحلة دون صراعات تذكر على عكس مراهقي المجتمعات المتقدمة كالمجتمع الأمريكي مثلا .

هذا وقد أوضحت الدراسات الأنثروبولوجية عددا من الحقائق تمثلت في الأتي :

• أن المراهقة تمثل مرحلة نمو اعتيادي وليس بالضرورة أزمة في كل المجتمعات وأن السلوكيات المراهق وتصرفاته واتجاهاته تعكس بالضرورة البيئية الاجتماعية التي نشأ فيها .
• أن المراهقة لا تتخذ نمطا عاما أو شكلا واحدا بل قد تتخذ أشكالا مختلفة وأنماطا متعددة باختلاف البيئة المحيطة بالمراهق وأن للبيئة الاجتماعية دور فاعل في أشكال المراهقة وتعقدها بكل ما تشمله من احباطات وصراعات .
• إن فترة المراهقة فترة نسبية دينامكية يصعب معها وضع نظرية عامة لتفسير جميع جوانب المراهقة في أي مجتمع من المجتمعات .

(3) الاتجاه المجالي :

يتزعم هذا الاتجاه كيرت ليفين K.Leivin ويركز على التفاعل بين المحددات الداخلية والخارجية للسلوك كما يركز بصفة عامة على عامل الصراع أثناء الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد ومن مجال معروف إلى مجال مجهول ويصور المراهقة على أنها :

• فترة تغير في الانتماء إلى الجماعة : حيث يرتبط بقيم وعادات تمثلها الجماعة التي ينتمي إليها مجددا بعد أن كان ينتمي لجماعة الأطفال التي كان يعيش معها ويتصرف وفقا لأسلوب طفلي ، أما وقد أصبح الآن كبيرا يرفض أن يعامل كطفل ، فإن عليه أن ينتزع الأسلوب الطفولي الذي اعتاده ويقيم نمطا جديدا من العلاقات وفق مضمون ومستوى جديدين .

• إن الانتقال في الانتماء من جماعة الأطفال إلى جماعة الراشدين هو انتقال من وضع معروف إلى وضع جديد غير معروف بالنسبة للمراهق وكأنه بهذه الحالة ينتقل إلى عالم مجهول لم يتم تكوينه من الناحية المعرفية ، بحيث يصعب على المراهق التحرك نحو هدفه بوضوح .

• إن فترة التغيرات الفيزيولوجية والجسمية التي تحدث للفرد هي فترة تغيرات شديدة بحيث تبدو صورة الجسم بالنسبة له صورة مضطربة وبينما هو مشغول بجسمه الذي تغيرت معالمه فإن خبراته الجنسية التي لم يعرف طبيعتها ولا كيفية التعامل معها والاستجابة لها ، مما يضطر إلى أن يسحب انتباهه من العالم الخارجي ويركزه نحو الذات نفسها ما يعتريها من تغيرات لم تنتظم بعد في نمط مستقر .

• إن مرحلة المراهقة تمثل فترة ظهور حاجات واهتمامات ورغبات وأهداف جديدة وهي فترة حدوث التغيرات العقلية والانفعالية والاجتماعية وظهور حاجات واهتمامات وطموحات معينه مما يستدعي إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية للمراهق وقد لا يستطيع إشباع حاجاته مما ينتج عنه القلق والتوتر وبروز المشكلات ويحاول المراهق في هذه المرحلة استطلاع المواقف الجديدة وحين لا يكون قادرا على إيضاحها فإنه يزداد تعقيدا في حياته في عدم قدرته على تحديد واقعه الجديد فيختلط عنده الواقع بالخيال وينتقل بالتالي إلى عالم الكبار المليء بالتناقضات والصراعات بين قيم وآراء متعددة .

(4) اتجاهات المرحلة المعتمدة :

تتمركز هذه الاتجاهات حول بحث المراهق المستمر عن هويته Identity أو ذاتيته كما يراها أريكسون (Rohwer,et,al,1974) . Irikson ويشير إليها كولبرج Kohberg على أنها انتقال إلى الأخلاق التقليدية ( المتفقة مع قواعد العرف والسلوك المرعية ) في عمل القرارات . أما كينستون Keniston فيشير إلى المشكلات الرئيسية للمراهق كالتوتر الذي ينمو بين الذات والمجتمع رافضا تقبل المسؤولية والخوف من النمو ، مشيرا إلى أن الراشدين بحاجة إلى الانتباه والرعاية من ثقافة الراشدين . وبالانتباه إلى المراهق وتدعيمه تمكنه من العثور على ذاته ويتقدم إلى مرحلة الرشد بسلام .

(5) اتجاهات التعلم :

يركز اتجاه التعلم على أن المراهقة تتصف بالانسحاب من معايير ثقافة الراشدين، وهذا الانسحاب الذي غالبا ما يحدث عن طريق سلوك لا اجتماعي غي مرغوب فيه ، قد يظهر من خلال تقبل ثقافة جماعة الرفاق التي يعتمد على خبرات تعلم الفرد. وعلى سبيل المثال فإن السلوك الاغترابي والجناح أثناء فترة المراهقة عادة ما يرتبط باتجاهات والديه قاسية وعدم اتساقية من قبل الوالدين (عادل الأشول،1984) إضافة إلى تحدثه وسائل الإعلام من تعلم سلوك غير مرغوب فيه للمراهق .

أهمية مرحلة المراهقة :

عرفنا مما سبق :

• أن المراهقة تعني التدرج نحو النضج الجنسي والجسمي والعقلي والاجتماعي والسلوكي .
• وأن المراهقة تمثل فترة نمو تمثل بدايتها البلوغ حيث يتحقق النضج الجنسي للفرد وتتمثل نهايتها بالرشد حيث يتحقق النضج الاجتماعي والانفعالي .
فقد أختلف الباحثون حول طبيعة المراهقة بالرغم من أن غالبية علماء النفس من أمثال ستانلي هول Stanley Hall وإليزابيث هيرولوك Hurlock و كيرت ليفين K.Leivin قد اتفقوا على أن هذه المرحلة هي مرحلة مليئة بالمشكلات وأن ظهور تلك المشكلات رهينة بتنقيط الشعور بالذاتية Self of identity الذي يتم في سن البلوغ .
المراهقة إحدى حلقات دورة حياة الإنسان :

يتحدث حامد زهران 1999م عن مرحلة المراهقة باعتبارها إحدى حلقات النمو النفسي تتأثر بالحلقات السابقة وتؤثر بدورها في الحلقات التالية لها .

ويقسم مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل فرعية هي :

• مرحلة المراهقة المبكرة : وتستمر ما بين 12-13-14 سنة.(وهي موضوع البحث)

• مرحلة المراهقة المتوسطة : وتستمر ما بين 15-16-17 سنة .

• مرحلة المراهقة المتأخرة: وتستمر ما بين 18-19-20-21 سنة .


وسوف نتحدث فقط في بحثنا هذا بتوسع عن المراهقة المبكرة .

المراهقة المبكرة

تمتد هذه المرحلة ما بين 12-13-14 سنة . حيث يتضاءل السلوك الطفلي ، وتبدأ المظاهر الجسمية الفيزيولوجية والعقلية والانفعالية والاجتماعية المميزة للمراهقة في الظهور .





( 1 ) النمو الفيزيولوجي :

في مرحلة المراهقة المبكرة تتغير وظائف جميع أجهزة الجسم بدرجات متفاوتة ، لكن التغير البارز في هذه المرحلة هو حدوث البلوغ الجنسي الذي يعتبر بمثابة الميلاد الجنسي أو اليقظة الجنسية للشخص . يسبقه فترة نمو جسمي سريع خاصة في الطول كما يلاحظ نمو حجم القلب بنسبة أكبر من نمو الأوردة والشرايين ويزداد ضغط الدم وتنمو المعدة وتتسع لسد حاجة الجسم النامي وتنمو أعضاء الجهاز الهضمي بنفس النسبة تقريبا ويتذبذب التمثيل الغذائي بما يؤدي إلى زادة الشهية للأكل عند المراهق .

البلوغ الجنسي :

يعتبر البلوغ الجنسي نقطة تحول وعلامة انتقال من الطفولة إلى المراهقة ويتحدد هذا البلوغ عند الذكور بحدوث أول قذف منوي وظهور الخصائص الجنسية الثانوية أما عند الإناث فيتحدد بحدوث أول حيض وظهور الخصائص الثانوية وتنضج الغدد الجنسية في الفترة العمرية ما بين سن : 13- 14 سنة

يبدأ البلوغ الجنسي بنمو الغدد والأعضاء التناسلية كما يلاحظ أهمية الغدة النخامية الموجودة في أسفل المخ والتي تستثير هرموناتها المشاعر الجنسية والدورة الجنسية فتستثير الخصيتين عند الذكور والمبيضين عند الإناث في العمل والنشاط .

وتؤثر كذلك الغدة الكظرية أو فوق الكلوية خاصة القشرة بهرموناتها في النمو الجنسي ويسبب زيادة إفرازاتها زيادة وإسراع النمو الجنسي . ويلاحظ أيضا ضمور الغدد التيموسية التي تقع في التجويف الصدري ويسبب نقص إفرازها البكور الجنسي ( أي النمو الجنسي السريع ) ، وبالإضافة إلى عوامل أخرى مثل سرعة النمو الفيزيولوجي الحيوي والنمو السريع الزائد للغدد خاصة الغدد النخامية سامي 2004


أ- التوافق في سن البلوغ عند الذكور والإناث :
يشير عدد من الباحثين في هذا الصدد إلى عدد من الملاحظات حول التوافق في سن البلوغ الجنسي عند الذكور و الإناث من أبرزها : تأثير افرازات الغدد من الهرمونات على جسم المراهق .
1 – الإناث :
اللواتي يبلغن مبكرا يملن إلى :
• الخجل مع الميل للاستعراض .
• الانعزال عن جماعة رفاق السن وسوء التوافق الاجتماعي .
• الحاجة إلى إشراف خاص من الكبار بخصوص نشاطهن الجنسي .
• التقدم من الناحية الاجتماعية عن الإناث الأخريات عندما ينضجن جميعا .
• مستوى من التوافق أعلى من مستوى المتأخرات خاصة ما يتعلق منها بكل من التوافق الشخصي والأسري صعوبة الحياة في مستوى النضج الذي يتوقعه منهن الكبار .
• تكوين مفهوم أفضل للذات .
والإناث اللواتي يبلغن متأخرا يملن إلى :
• الانعزال عن النشاط الاجتماعي والشعور بالوحدة وحسد قريناتهن .
• الخجل والقلق بسبب تأخر البلوغ .
• سيطرة الوالدين عليهن مما يؤخر انتقالهن من الاعتمادية إلى الاستقلال يصاحبه ضعف العلاقة مع الوالدين .
• نمو مفهوم الذات بدرجة أقل كفاية .
• الحاجة إلى خبرات النجاح في أي ناحية يستطعن تحقيق نجاح فيها .
• الحاجة إلى الاعتراف والتقدير .
2- الذكور :
الذكور الذين يبلغون مبكرا يميلون إلى :
• السادة لاتجاه الأنظار إليهم وتوليهم أدوارا قيادية .
• التعرض للرفض أذا حاولوا الانضمام إلى جماعات أكبر منهم سنا .
• صعوبة الحياة في مستوى النضج الذي يتوقعه منهم الكبار .
• الشعور بالثقة بالنفس والكفاية والميل إلى الاستقلال وتكوين مفهوم ذات ايجابي للتوافق الاجتماعي والانفعالي .
أما الذكور الذين يبلغون متأخرا يميلون إلى :
• التأخر اجتماعيا ورياضيا عن رفاق سنهم .
• الخجل والقلق والوعي بالذات .
• اللجوء إلى طرق سلوكية طفليه والسعي بجذب انتباه الآخرين .
• الحاجة إلى خبرات النجاح في أي ناحية يستطيعون تحقيق نجاح فيها .
• الشعور بالنقص والاعتماد على الآخرين وتكون مفهوم ذات سلبي وسوء توافق اجتماعي وانفعالي .
فهناك فرق في البلوغ الجنسي بين الجنسين تبعا لاختلاف العوامل المؤثرة في النمو الجنسي ( حامد زهران ،1999) .
• يتراوح البلوغ الجنسي عند الإناث بين سن 9-18سنة .
• بينما يتراوح البلوغ الجنسي عند الذكور ما بين 11-18 .

ب- البلوغ الجنسي عند الإناث :
يبدأ البلوغ الجنسي عند الإناث بين سن 9-18 سنة حيث يبدأ انتاج البويضة الناضجة وانتقالها من المبيض عبر قناة البويضات ( قناة فالوب ) إلى الرحم ، وعندما لا يتم تلقيحها بالحيوان المنوي تنفجر البويضة وينفصل الغشاء الرحمي المعد لاستقبالها ونموها لذلك وتنزل في صورة دم أحمر قان ، يصاحبه بعض الاضطرابات المتعلقة بسوء الهضم وشعور عام بالإعياء والفتور .تتلاشى بالتدريج مع تعود الفتاة على الدورة الشهرية تلك . ولا يصاحب الحيض في العادة ألم إلا في حالات الضعف الجسمي الواضح عند بعض الفتيات .
وتشير الدراسات المتعلقة بهذا المجال إلى أن الإناث الأطول والأثقل والأنضج في النمو الهيكلي يبلغن مبكرا عن زميلاتهن الأقصر والابطأ في النمو الهيكلي بسبب عدد من العوامل المناخية والبيئة الجغرافية .
وكذلك التغذية والظروف البيئية العامة . والجنس البشري الذي تنتمي إليه الفتاة ، بالرغم من أن عددا من الدراسات تشير إلى بطلان هذا الافتراض ، و أن هناك فروقا بين الإناث في الأسرة الواحدة .
أما أهم الخصائص الجنسية الثانوية تظهر مع السيادة التدريجية للإفرازات و الهرمونات المنشطة للأنوثة وخاصة الاستروجين الذي ينتج المبيض بالإضافة إلى هرموناته الرئيسية : الاسترين و الابروجستين وكميات ضيئله من التستورين(هرمون الذكر الجنسي) نمو الأعضاء التناسلية(قناتي البويضات والرحم والمهبل) واتساع الحوض والردفين واستدارة الفخذين ونمو الصدر والثديين والغدد اللبنية وظهور شعر العانة وتحت الإبط وبعض الشعر الخفيف على الذراعين والشفة العليا وخفض وعمق الصوت ملحم 2004

جـ : البلوغ الجنسي عند الذكور:
يبدأ البلوغ الجنسي عند الذكور بين سن 11- 18 عندما تنشط الخصيتان وتفرزان الحيوانات المنوية بالسائل المنوي الهرمونات الجنسية .
حيث تمتزج الحيوانات المنوية بالسائل المنوي الذي تفرزه البروستات ويتراوح حجمه في المتوسط بين 2-4 سم3 وهو سائل لزج يحتوي على الحيوانات المنوية (20مليون حيوان منوي في المتوسط في مره القذف الواحدة). ويلاحظ عند البلوغ نمو الأعضاء الجنسية بسرعة يصاحبه السيادة التدريجية للإفرازات والهرمونات المنشطة للذكورة (هرمونات الاندروجين Androgens) . ويؤدي ذلك إلى ظهور الخصائص الثانوية المتمثلة في نمو شعر العانة ونمو الشارب والذقن وتحن الإبط وعلى الجسم بصفه عامه وتغير الصوت ونمو الحنجرة كما يلاحظ التفاوت فينمو الخصائص الثانوية بين الذكور.

تطبيقات تربوية :

يجب على الوالدين و المربين مراعاة ما يلي :

1) شرح مظاهر البلوغ الجنسي للمراهقين حتى لا يكون هناك شعور بالحرج أو الارتباك أو القلق أو الخجل عندما تطرأ هذه المظاهر .

2) إعطاء المزيد من المعلومات الصحية والصحيحة عن تغيرات البلوغ وعن الحيض ( خاصة للإناث ) وعن إفرازات المني والاستمناء ( خاصة للذكور ) وتنمية الاتجاه الخاص بأن الحيض والقذف المنوي أمران طبيعيان .

3) تنمية اتجاه الاعتزاز بالبلوغ الجنسي والاقتراب من الرشد .

4) إعداد المراهق لكي يتقبل التغيرات الفسيولوجية المختلفة . وفهم مظاهر النمو الفسيولوجي بصفة عامة على أنها تغيرات لا تحتاج على القلق بخصوص ما قد يعتبر اعتلالا في صحة المراهق .

5) العناية بالتغذية والنوم وتجنب الأعمال الشاقة المرهقة في هذه المرحلة خاصة.

6) توجيه المراهقين إلى الابتعاد عن الإفراط في السهر والتدخين وحفلات اللهو مما يستنفذ حيوية الشباب .

7) العمل على إعادة الثقة إلى نفوس المتأخرين في النضج وطمأنتهم إلى أنهم سيبلغون من النمو مبلغ من سبقوهم من ذوي النضج المبكر بعد أن يكتمل نموهم ، وإلى معدلات نموهم سوية عادية ، ولفت نظرهم إلى مبدأ الفروق الفردية في النمو .




( 2 ) النمو الجسمي:

يتميز هذا النمو الجسمي في هذه المرحلة بالسرعة الكبيرة في النمو.فيلاحظ طفرة النمو Growth spurtبعد فترة نمو هادئة في مرحلة الطفولة المتأخرة.وتزداد سرعة النمو عند الجنسين لمدة3-4 سنوات( عند الذكور بين سن 12-16سنه وعند الإناث بين سن 10-14سنه ) ، وتبدأ زيادة الطول في الساقين أولا ثم بعد ذلك في الجذع إلا أن اكتمال الزيادة يحدث أولا في اليدين والرأس والأقدام أما آخر جزء تكتمل فيه هذه الزيادة فهو الأكتاف.
و يتأثر النمو الجسمي للشخص بعوامل عديدة من أبرزها المحددات الوراثية والجنس والتغذية وإفرازات الغدد.ويبرز تأثير الغدة النخامية وإفرازاتها لهرمون النموGrowth hormones والتي تستثير بدورها عددا من هرمونات الغدد الأخرى مثل الغدد الدرقية والادريناليه والتناسلية التي تفرز هرمون الذكورة ( الاندروجينEndrogens ) وهرمون الأنوثة ( الاستروجين Estrogens) بحيث تتفاعل هذه الهرمونات بعضها مع بعض محدثه عددا من التغيرات الجسمية و الفيزيولوجية . (ملحم سامي،2005 ) ..
إلا أن هناك فروقا واضحة تظهر على الجنسين في النمو الجسمي ويلاحظ زيادة واضحة في الطول حيث تطول قامة المراهق خلال فترة البلوغ ويزداد وزن المراهق نتيجة النمو في انسجه العظام والعضلات وكثرة الدهون خاصة عند الإناث
ويلاحظ زيادة واضحة في الطول في هذه المرحلة حيث يتراوح طول المراهق حسب معايير النمو المصرية من 144سم إلى 168سم للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين سن12-17 سنه( محمود عقل ،1998).
كما يلاحظ تقدم مؤقت عند الإناث وتأخر مؤقت عند الذكور ويكون الذكور اقوي جسميا من الإناث حيث تنمو عضلاتهم بشكل أسرع من الإناث.بينما تنمو عظام الحوض عند الفتاه بشكل أوضح منه عند الفتى تمهيدا لوظيفة الحمل والولادة ويشاهد اتساع الكتفين أكثر عند الفتى منه عند الفتاه .
ويظهر اهتمام الفتاه أكثر من الفتى بالمظهر الشخصي من حيث الطول والوزن والمظهر العام وتسعى دائما كي تبدو أكثر جمالا وجاذبيه ولذلك نراها تقضي وقتا طويلا أمام المرآة.
كما أن الأجزاء الداخلية والخارجية لا تنمو بنفس الدرجة ويتأخر نضج القلب في هذه المرحلة عن نضج الأعضاء الأخرى كما أن نضج الوظائف الجسمية لا يسير بنفس السرعة التي يسير بها نمو الأعضاء ذاتها.
واكتمال النضج في الطول والوزن لا يعني بالضرورة النضج الجسمي عامه من حيث الوظائف والقوة ويسبب النمو الجسمي السريع في هذه الفترة تناقضات نفسيه واجتماعيه للمراهق.فبينما يبدو الشخص في صورة رجل مكتمل البنية إلا انه لا يزال في كثير من رغباته كبير الشبه بالأطفال وبينما يعامله البعض على انه رجل ناضج ويعطونه ما يستحقه الكبار من احترام ووزن نجد أن البعض الأخر يعاملونه معاملة الأطفال وفي عدادهم وتسبب الزيادة المفاجئة والتغيرات الجسمية السريعة والمعاملة المتناقضة التي يلقاها ممن حوله حساسية شديدة نحو جسمه أو ذاتهSelf consciou.
وتظهر على المراهق في هذه المرحلة عددا من الخصائص الجسمية التي تتميز بـ:-
1- زيادة الوزن زيادة ملحوظة في بداية المرحلة.
2- زيادة الرغبة في الأكل.
3- ظهور التغيرات الجسمية التي تصحب النضج الجنسي.
4- ظهور حالات عدم التوازن في نشاط الغدد.
5- ظهور حالات عدم التوازن في نشاط الغدد.
6- اكتمال النمو العظمي ونمو الطول.
7- ازدياد التوافق العضلي والعصبي نضجا
8- النمو السريع للقلب في بداية المرحلة والبطيء في نهايتها.
9- ارتباط النمو الجسمي في هذه المرحلة بالنمو في النواحي العقلية و الاجتماعية والانفعالية ارتباطا وثيقا .بحيث لا يستطيع المرء أن يفصل ناحية من هذه النواحي إلا من الناحية النظرية فقط (محمد اسماعيل1989) .
تطبيقات تربوية :

يجب على الوالدين و المربين مراعاة ما يلي :

1) إعداد المراهقين للنضج الجسمي والتغيرات الجسمية التي تطرأ في هذه المرحلة : معناها ، الفروق الفردية لها ، وتقبلها والتوافق معها ......الخ ، وإعداد البرامج التربوية المخططة الخاصة بذلك .
2) تجنب المقارنة بين الأفراد ، فالفروق الفردية في معدلات النمو تلعب دورا هاما هنا .
3) مراعاة الفروق بين الجنسين بصفة عامة .
4) الاهتمام بالتربية الصحية والقضاء على الأمية الصحية والعناية بالطب الوقائي وزيادة الرعاية الصحية والاهتمام بالتغذية والعادات الصحية الخاصة بالنوم والراحة لمواجهة النمو الجسمي السريع ، والتزام الجانب العلاجي الصحي لبثور الشباب عن طريق الغذاء الصحي والنظافة والتمرينات الرياضية بدلا من الإسراف في محاولة إزالتها (. زهران)

( 3 ) النمو الحركي:

وفي هذه المرحلة تنمو القدرة والقوة الحركية لدى الشخص بصفه عامه حيث يرتبط النمو الحركي في هذه المرحلة بالنمو الجسمي والنمو الاجتماعي ولذلك فانه يلاحظ الميل نحو الخمول والكسل والتراخي وتكون حركات المراهق غير دقيقه ويكثر تعثر المراهق واصطدامه وسقوط الأشياء من يديه والسبب في ذلك هو طفرة النمو في المراهقة التي تجعل النمو الجسمي يتصف بنقص الاتساق واختلاف أبعاد الجسم وكذلك من الضروري تعلم حسن استخدام أعضاء الجسم بأبعادها الجديدة وتلافيا لشعوره بالحرج والارتباك وتؤدي التغيرات الجسمية الواضحة والخصائص الجنسية الثانوية إلى شعور المراهق بذاته وتغير الجسم لديه وتوقع الكبار تحمله مسؤوليات اجتماعيه عديدة . (زهران،1995)
تطبيقات تربوية :
يجب على الوالدين و المربين مراعاة ما يلي :
1) تنمية المهارات الحركية والاهتمام بالتربية الرياضية وتشجيع ممارسة الألعاب الرياضية التي تناسب معدل نمو وشخصية وميول المراهق وتؤدي إلى تكوين العادات الجسمية الحركية الصحيحة والنجاح في المشاركة الاجتماعية .
2) عمل وحساب الفروق الفردية بين الجنسين في النشاط الحركي حسب ميول كل من الجنسين والتوقعات الاجتماعية لنوعية مثل هذا النشاط ، فإن أوجه النشاط التي تضم كلا من الجنسين يجب أن تكون بسيطة .زهران)

( 3 ) النمو العقلي:

تتميز هذه المرحلة بأنها فترة تميز ونضج في القدرات وفي النمو العقلي . ويطرد نمو الذكاء . ويكون أكثر وضوحاً من تمايز القدرات الخاصة . وتصبح قدراته العقلية أكثر دقة في التعبير مثل القدرة اللفظية والقدرة العددية في معالجة الأرقام والقيام بحل المسائل البسيطة بسرعة ودقة .كما تزداد سرعة التحصيل وإمكاناته .
وتنمو القدرة على التعلم وعلى اكتساب المهارات والمعلومات . وتنو القدرة على الربط بين المتغيرات ( أي القدرة على أن يأخذ الفرد في اعتباره عوامل متعددة في نفس الوقت ) .وينمو الإدراك من المستوى الحسي المباشر إلى المستوى المعنوي الذي يمتد عقلياً نحو المستوى القريب والبعيد ، وتحديد التفاصيل بدقة وينمو الانتباه في مدته ومداه ومستواه . ويستطيع المراهق في هذه المرحلة استيعاب مشكلات طويلة ومعقدة بسهولة ويسر . وينمو التذكر معتمداً على الفهم واستنتاج العلاقات المتعلقات . وتنو معه القدرة على الاستدعاء والتعرف . وتزداد قدرته على التخيل المجرد المبني على الألفاظ. ويتجه من المحسوس إلى المجرد . ويزداد ميله إلى الرسم والموسيقى ونظم الشعر والكتابة الأدبية .وينمو التفكير المجرد وتزداد قدرته على الاستدلال والاستنتاج والحكم على الأشياء وحل المشكلات والتنبؤ بما يمكن أن يحدث . وتصور الأمور على أساس من الخبرة السابقة .ووضع المخططات على أساس الحقائق . وتظهر هذه القدرة ببساطة عندما تستطيع أن تصل إلى النتائج من المقدمات بطريقة صحيحة ( أي بطريقة منطقية ) .وتنمو قدرته على التحليل والتركيب.والقدرة على تكوني التصميمات الدقيقة .وتزداد قدرته على فهم الأفكار دون أن تكون مرتبطة مباشرة بالمراهق شخصياً . وتزداد قدرته على التعميم وفهم التعميمات والأفكار العامة. وتنمو المفاهيم المعنوية عنده مثل الخير والفضيلة والعدالة . وتزداد قدرته على التجريد وفهم الرموز .
وكما تلاحظ فان لنظرية بياجيه الدور الأكبر في بيان طبيعة النمو العقلي ( المعرفي ) بكثير من الوضوح . وربما كان دور هذه النظرية أكثر وضحاً في مرحلة المراهقة منها في أي مرحلة أخرى ( Berk,2002 ) ذلك أن القدرة على القيام بأنواع معينة من العمليات تختلف عن تلك التي يقوم بها الطفل في المرحلة العمرية السابقة. وهي خاصية يتميز بها المراهق في كل مكان . إلا أن هناك عوامل مؤثرة على النحو العقلي لدى المراهق . حيث تلعب الوراثة دوراً بارزاً في وجود فروق فردية في الذكاء والقدرات العقلية .كما تؤثر التسهيلات البيئية والخبرة والتدريب في تنمية واستثمار تلك القدرات إلى أقصى مدى. وييسر التوافق الانفعالي الوصول إلى الثقة ومفهوم الذات الإيجابي من أجل تحقيق نضج عقلي للمراهق.كما تؤثر العوامل الانفعالية مثل الخمول والتمرد في الأداء العقلي للفرد. ويؤثر مستوى وسرعة معدل النمو الجسمي في تحصيله الدراسي. وشخصيته بصفة عامة . ولا ننسى تأثير وسائل الإعلام السمعية والبصرية على نموه العقلي وتزويده بالأفكار والخبرات.
عزيزي القارئ:
عرفت الآن ما يمر به المراهق من نمو عقلي ومعرفي واضح ، وأن المراهق في هذه المرحلة يصل إلى حوالي 95% من ذكائه العام من سن 17تقريباً . وتنمو لديه القدرة على التعليل Reasoning والتحليل Analysis وعلى إدراك العلاقات بين الأشياء Power to relate وعلى التفكير Thinking وتنمو القدرات الميكانيكية والحركية ، وتزداد سرعة زمن الرجع Reaction-time وتزداد دقة التوافق اليدوي العيني Eye-hand coordination وتزداد اليد والأصابع توافقاً Mechanical dixerity مما يحتم على واضعي المناهج الدراسية التي تنمو باطراد وبشكل متسارع .وتزداد المعلمين بكفاءات خاصة تواكب هذا التطور
وتعتبر المدرسة من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تلعب دوراً بارزاً في حياة المراهقين وفي تشكيل مستقبلهم . وتستطيع المدرسة في هذا المجال توفير فرص النمو السليم والمتكامل للمراهق عن طريق المواد العلمية وأسلوب المعاملة وعن طريق العلاقات الإنسانية السائدة ، وكذلك عن طريق الأنشطة المختلفة التي تساعد المراهقين على تحقيق مطالب النمو ، وتجنيبهم الكثير من الصراعات التي تحفل بها هذه المرحلة .
تطبيقات تربوية :
يجب على الوالدين و المربين مراعاة ما يلي :
1) معرفة اختبارات الذكاء وتطبيقها والاهتمام بنتائجها حتى يتيسر الإحاطة بمستوى ذكاء الطلاب .
2) مراعاة الفروق الفردية في الإرشاد التربوي وتقسيم الطلاب حسب قدراتهم .
3) عدم إجبار المراهق على اتخاذ قرار بخصوص اختيار مهنة معينة في هذا السن .
4) تيسير كل إمكانيات البيئية وشحذ كل إمكانيات المراهق لضمان حدوث عملية التعلم في أحسن ظروفها .
5) الإحاطة بمصادر المعرفة خارج المدرسة وتقييمها واختيار المناسب منها واستخدامها استخداما بناء في النمو العقلي للمراهقين .
6) تشجيع الرغبة في التحصيل ومساعدة المراهق على التعلم من كافة المصادر .
7) تيسير الخبرات الواسعة العريضة التي تسمح بنمو التفكير .
8) تشجيع الهوايات الابتكارية .
9) مراعاة أن يهدف التعليم في المرحلة الإعدادية إلى تحقيق النمو العقلي والنمو الجسمي والانفعالي والاجتماعي والنمو الروحي وتأكيد مفاهيم التربية الوطنية إعدادا للمراهقين للحياة العملية . (زهران )
النمو الانفعالي :

على الرغم من تشابه الأنماط الانفعالية للمراهق مع ما كان سائداً في مرحلة الطفولة .

إلا أنها تختلف في المثيرات التي تحرك هذه الانفعالات ، كما أنها أكثر أهمية في تدريب المراهقين لضبط التعبير عن هذه الانفعالات وهناك مظاهر متعددة للنمو الانفعالي للمراهق كما تتباين الفروق في تلك المظاهر بين الجنسين وتتصف الانفعالات في مرحلة المراهقة بأنها انفعالات عنيفة متهورة لا تتناسب مع مثيراتها وفي كثير من الحالات لا يستطيع المراهق التحكم فيها ولا في المظاهر الخارجية لها. وبالتالي ، فليس هناك ثبات انفعالي في هذه المرحلة ويظهر التذبذب الانفعالي لدى المراهق . وتقلب سلوكه بين سلوك الأطفال تارة وسلوك الكبار تارة أخرى .

كما تلاحظ لدى المراهق التناقض الانفعالي وثنائية المشاعر نحو نفس الشخص أو الشيء أو الموقف فيتذبذب انفعاله بين الحب والكره وبين الشجاعة والخوف ، وبين التدين والإلحاد ، وبين الانعزالية والاجتماعية وبني الحماس واللامبالاة .. إلى غير ذلك من مظاهر السلوك .

لقد حددها فهيرست مطالب النمو الانفعالي في مرحلة المراهقة بتقبل الذات ، وخاصة تقبل التغيرات الجسمية والجنسية الجديدة ، وتحقيق الاستقلال الانفعالي وتكوين اتجاهات إيجابية نحو الجنس الآخر ونحو الأقران من نفس الجنس ونحو الوالدين والأسرة والمجتمع .

وتحقيق الأمان النفسي والاطمئنان على المستقبل وتحقيق الولاء للقيم الاجتماعية والخلقية والدينية التي تسود المجتمع الذي يعيش فيه .

وتشكل هذه المطالب عبئاً ثقيلاً على كاهله تجعله يعيش صراعات نفسية مختلفة تتمثل في كل من ( حامد الفقي ، 1993(.
• صراع بين الحاجة إلى تهذيب الذات والحاجة إلى التحرر والاستقلال .وهو بذلك يحتاج إلى من يوجهه إلى معرفة السلوك المقبول في المناسبات والمواقف المختلفة لكنه في الوقت نفسه يحتاج إلى الشعور باستقلالية .وأنه لم يعد طفلاً.
• صراع بين الحاجة إلى الاستقلال والحاجة إلى الاعتماد على الآخرين ( من أبوين وأسرة وغيرهما).
• صراع بين الحاجة إلى الإشباع الجنسي وبين التقاليد الدينية والاجتماعية .
• صراع القيم وهو صراع بين ما تعلمه المراهق في الطفولة وآمن به من مبادئ وقيم وبين ما يمارسه الكبار من حوله في الحياة اليومية مما يناقض هذه المبادئ والقيم.
• صراع المستقبل : وهو صراع تسببه الحاجة إلى تحديد المستقبل والتخطيط له واختيار العمل أو الوظيفة أو المهنة . والإعداد لتحقيق ذلك .
• صراعات مختلفة تنتاب المراهق نتيجة التغيرات الجسمية والجنسية المفاجئة فقد يؤدي التبكير في النضج الجنسي أو الزيادة غير العادية فيه أو عدم التساوي بين الأعضاء الجسمية المختلفة في درجة النمو إلى حدوث الاضطرابات النفسية الخطيرة وخاصة لدى الإناث في هذه المرحلة .

ويلاحظ على المراهق في هذه المرحلة سعيه نحو تحقيق الاستقلال الانفعالي أو ما يسمى الفطام النفسي عن والديه وتكوين شخصيته المستقلة .وقد تلاحظ مظاهر الخجل لدى المراهق والميل نحو الانطوائية والتمركز حول الذات ، والشعور بالذنب والخطيئة نتيجة للتغيرات الجسمية المفاجئة والمشاعر الجديدة .

خاصة ما يتعلق منها بالجنس .كما يلاحظ التردد نتيجة نقص الثقة بالنفس خاصة في بداية هذه المرحلة ويزداد خياله خصباً فيتخطى المراهق حدود الزمان والمكان وحتى حدود قدراته إلى أماكن وخبرات لا يستطيع المرور بها في واقع حياته بدون أن يكون هناك لحماً ودماً وفي خياله هذا يحل مشكلات ويحقق رغباته ويتحدث الباحثون في هذا المجال إلى ما يفيد الباحث من خياله هذا في مساعدته نحو تقييم جهوده الحالية بربط ماضيه بحاضرة وبمستقبله وفي تخيله يحل مشكلاته الحاضرة في تخيل أفضل الظروف وأسوأها بدوره كطبيب أو مهندس أو معلم ويستغرق المراهق في تخيله أو حلم اليقظة Day dreaming الذي ينتقل به من عالم الواقع إلى عالم غير واقعي .وينتابه القلق النفسي أحياناً وقد يجد فيها مهرباً من المواقف التي لا يستريح إليها. ودرعاً لحماية نفسه من تهديد التناقضات الكثيرة في العالم من حوله

وبالرغم من أن المراهق يكون بطل الحلم دائماً ومؤلفه ومخرجه وممثله إلا أن الحب يعد من أهم مظاهر الحياة الانفعالية له فالحب المتبادل يزيد الألفة ويزيل الكلفة ويقضي على العدوان ويجعل الاتجاهات النفسية أكثر إيجابية . والحب كما يراه الباحثون يمثل قوة علاجية جبارة لحل العديد من المشكلات التي يواجهها المراهق.

ويتأثر النمو الانفعالي بالعديد من التغيرات الجسمية الداخلية والخارجية والعمليات العقلية والمعرفية والقدرات العقلية والتآلف الجنسي ونمط التفاعل الاجتماعي ومعايير الجماعة والمعايير الاجتماعية العامة والشعور الديني للمراهق .

تطبيقات تربوية :

يجب على الوالدين و المربين مراعاة ما يلي :

1) الالتفات إلى ظهور أي مشكلة انفعالية عند المراهق والمبادرة بحلها وعلاج الحالة قبل أن تستفحل .
2) العمل على التخلص من التناقض الانفعالي ، والاستغراق الزائد في أحلام اليقظة .
3) مساعدة المراهق في تحقيق الاستقلال الانفعالي والفطام النفسي .


النمو الاجتماعي :

ونتيجة للتغيرات الجسمية والعقلية والانفعالية التي تطرأ على الشخص فانه يلاحظ اتساع نطاق الاتصال الاجتماعي وتزداد مشاركته للآخرين في الخبرات والمشاعر والاتجاهات والأفكار وتستمر كذلك عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع ويستمر تعلم و استدخال القيم والمعايير الاجتماعية من الأشخاص الهامين في حياته مثل الوالدين والمدرسين والقادة من الرفاق ومن الثقافة العامة التي يعيش فيها وظهر على المراهق اهتمامه بالمظهر الشخصي ويبدو ذلك واضحاً في اختيار ملابسه والاهتمام بالألوان الزاهية اللافتة للنظر والتفصيلات الحديثة والاهتمام الحلي وبالموضة ومتابعتها بالنسبة للإناث. (حسن مصطفى 2000)
ويلاحظ على المراهق نزعته نحو الاستقلال الاجتماعي والانتقال من الاعتماد على الغير إلى الاعتماد على النفس وكذلك ميله إلى الزعامة والتوحد مع شخصيات خارج نطاق البيئة المباشرة مثل شخصيات الأبطال وينمو الوعي الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية .ويزداد وعيه بالمكانة الاجتماعية والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليه المراهق فيستمر في التآلف والتكتل في جماعات الأصدقاء والخضوع لها ، وتتسع دائرة التفاعل الاجتماعي والميل إلى الجنس الآخر.
ويلاحظ النفور والتمرد والسخرية والتعصب والمنافسة . وضعف القدرة على فهم وجهة نظر الكبار وضيق صدره للنصيحة وتعتبر المنافسة إحدى مظاهر العلاقات الاجتماعية في هذه المرحلة فيقارن المراهق نفسه دائماً برفاقه ويحاول أن يلحق بهم ليكون مثلهم أو يتفوق عليهم .لكنه مع ذلك يعكف على مقارنة قدراته بقدرات الآخرين .ويحكم على سلوكه حسب المعايير السلوكية التي تحددها الجماعة (ملحم2004تتميز هذه المرحلة بمرحلة مسايرة Conformity ومجاراة وموافقة وامتثال وقبول واتساق ومحاولة انسجام مع محيطة الاجتماعي وقبول العادات والمعايير الاجتماعية الشائعة بهدف تحقيق التوافق الاجتماعي . خاصة مع التأثير المتزايد لجماعة الرفاق ، والتوافق مع القيم والمعايير الجديدة في القبول والرفض الاجتماعي
ولاشك بان عدداً من العوامل تؤثر في سلوكه الاجتماعي مثل استعدادات الوالدين واتجاهاتهما وتوقعاتهما .والمستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة وجماعة الرفاق ومفهومه عن ذاته ونضجه الجسمي و الفيزيولوجي وكذلك المجتمع والثقافة العامة . كما تؤثر الخبرات الاجتماعية الأولى في حياته وقد لوحظ أنه كلما كانت البيئة الاجتماعية ملائمة كلما ساعد ذلك على تكوين علاقات اجتماعية سوية له .
( عبد الحليم السيد199
وفي دراسة لكل من بيترايس وريموندج Reymondg & Beatrice ( حامد الفقي، 1995 ) حول الخصائص التي تتميز بها شخصية المراهق وقدرته على التقبل الاجتماعي استنتجا فيها إلى أن الشعور بالتقبل الاجتماعي يعتبر هاماً لتحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي للمراهق ، وأن فقد المنزلة الاجتماعية قد يؤدي إلى الشعور بالتعاسة وعدم السعادة . وبالمقابل فان اهتمام المراهق بتكوين علاقات اجتماعية مع الجنس الآخر تزيد من نضج المراهق .
ووصف جيرسايلد Jersild الذات بأنها جوهر وجود المراهق ، وأنها العالم الذاتي الذي يخبر في الخبرة الإنسانية بما فيها من أفراح وأحزان وآمال ومخاوف وعطف وقسوة .
وأشار الباحثون في هذا المجال إلى أن العديد من المراهقين لا يمرون بأزمة الهوية التي أشار إليها اريكسون Erikson في دراساته . ولهذا فان المراهقين في هذه المرحلة لا يصلون إلى الهوية الناضجة التي يسعون لتحقيقها بالنظر لارتباط هذه الهوية بقيم وأهداف الوالدين الخاصة بهما ، دون السؤال عما إذا كانت هذه القيم والأهداف صحيحة أم خاطئة بالنسبة له .
وعندما يغير المراهق بيئته كان يلتحق بكلية بعيدة عن بلدته أو يذهب إلى مكان للعمل فان البيئة الجديدة سوف تؤثر في شخصيته ويبدأ بالبحث عن أناس يعاملونه بطريقة تتفق مع أنماط شخصيته وأفكاره عن ذاته ويتجنب الناس الذي لا يعاملونه بهذه الطريقة (, 1995 )
تطبيقات تربوية :
يجب على الوالدين و المربين مراعاة ما يلي :
1) الاهتمام بالتربية الاجتماعية في الأسرة والمدرسة والمجتمع والعناية بمجالات النشاط التي تحقق أهداف التربية الاجتماعية عن طريق الإرشاد النفسي .
2) الاهتمام بتعليم القيم والمعاير السلوكية السليمة في جميع نواحي العملية التربوية ، واستعمال المدرسة كل إمكاناتها في تعليم القيم الخلقية والروحية بصفة خاصة .
3) تشجيع التعاون مع أفراد الأسرة والمؤسسات الاجتماعية .
4) اشتراك المراهق بقدر الإمكان في النشاط الاجتماعي .
5) ترك الحرية للمراهق في اختيار أصدقائه مع توجيهه إلى حسن اختيارهم والتأكد من سلامة المعايير الاجتماعية السائدة في الشلة التي ينضم إليها .
6) احترام ميل المراهق ورغبته في التحرر والاستقلال دون إهمال رعايته وتوجيهه توجيها غير مباشر مع تجنب إشعاره بفرض الإرادة عليه ، ويجب مناقشته دائما في آراءه وأخذ رأيه في القرارات التي تتصل به حتى نكسب ثقته .
7) توسيع خبرات المراهق ومعارفه للجماعات الفرعية في المجتمع الكبير(زهران 1999

النمو الجنسي :

للجنس أهميته الكبرى في حياة الفرد لكونه يرتبط بشكل واضح وجلي بكل جوانب النمو المختلفة وبالتدريج يتحول الميل الجنسي إلى الجنس الآخر فيتعلق الفتى بإحدى الجارات أو صديقات الأسرة أو إحدى فتيات مجتمعه أو حتى إحدى مدرساته.
وكذلك تفعل الفتاة وفي بداية مرحلة المراهقة يشعر المراهق بالدافع الجنسي ، ويعبر عنه بداية الأمر على شكل إخلاص وولاء وإعجاب وإعزاز وحب لشخص أكبر منه سناً مثل المعلم أو غيره . ثم يأخذ الشعور الجنسي مجراه الطبيعي فيحب الفتى فتاة أو أكثر في مثل سنه وتفعل الفتاة كذلك .
وتتميز هذه العلاقة بسيادة الروح الرومانسية الخالية من أية آثار جنسية جامحة حيث يوصف الحبيب بالأخ أو الأخت أو الملاك أو الروح .. الخ . ويشاهد الفضول الجنسي وشدة الشغف بالتعرف على حقيقة الحياة الجنسية وكثرة الأسئلة إلى الكبار ومن سبقوا إلى مرحلة المراهقة من الرفاق .
ومن أجل أن يخفف المراهق من توتره الجنسي ، فانه يلجأ إلى ممارسة النشاط الجنسي الذاتي والتي تسمى بالعادة السرية Masterbation وتشير البحوث المتعلقة في هذا الجانب إلى أن الإفراط في مثل هذا النشاط وإدمانه وما يصاحبه من مشاعر الإثم والخطيئة والصراع النفسي الخوف والقلق النفسي والشعور بالإثم وفقدان اعتبار الذات ( محمد رفقي 1987
تطبيقات تربوية :
يجب على الوالدين و المربين مراعاة ما يلي :
1) الاهتمام بالتربية الجنسية حسب أصولها التربوية والنفسية والاجتماعية والدينية بهدف مساعدة المراهق في توافقه الجنسي .
2) إعطاء المزيد من المعلومات عن الوراثة ومعلومات أولية عن الأمراض التناسلية ( فيما يختص بالمرض لا بالجنس ) .
3) إتاحة الفرص للاختلاط الاجتماعي العادي بين الجنسين تحت الإشراف .
4) فهم العلاقات السليمة بين الجنسين وتنمية اتجاه رعاية الجنس الأخر واحترامه . وتأكيد أهمية التفاعل السوي بين الجنسين كقاعدة وأساس لإقامة وتنمية اتجاهات سليمة نحو الجنس .
5) تشجيع المراهق على ضبط النفس والتحكم في رغباته الجنسية ، والتمسك بالتعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية حتى يستطيع الباءة ويتزوج.
6) تعريف المراهقين أن من يهتم فقط بإشباع الدافع الجنسي عن أي طريق وبأي وسيلة دون تبصر ودون تحمل للمسئولية ، مثله كمثل من يهتم بإشباع جوعه فيملأ بطنه بأي غذاء بصرف النظر عن كونه حلالا أو حراما ، صحيا أم غير صحي .
7) إبعاد المراهقين عن ممارسة العادة السرية وذلك بتوجيههم إلى الزواج المبكر إذا استطاعوا إليه سبيلا وصوم النفل والابتعاد عن المثيرات الجنسية والرفقة الصالحة والخوف من الله .
8) شغل وقت الفراغ بأنواع النشاط البناء الصارف عن الجنس وغرس الاعتقاد أن الاستقامة رأس النجاح .
9) تنمية الميول والاهتمامات الأدبية والعلمية والفنية والرياضية .
10) الاهتمام بالنشاط الرياضي والاجتماعي والترويحي وقضاء وقت الفراغ مع صحبه صالحة .
11) توجيه وإرشاد المراهقين بما يكفل ضمان تجنب تحول العلاقة العاطفية بين أفراد الجنس الواحد إلى نشاط جنسي .
12) تزويد المراهق بأفكار بسيطة عن الحياة العائلية .
13) تنمية اتجاه الاعتزاز بالاقتراب من الرشد (زهران1998)

النمو الديني :

ومع طفرة النمو الملاحظ عند المراهق فانه يحدث تغير وتطور ونمو الشعور الديني حيث يعيد المراهق تقييم قيمه الدينية . فنلاحظ ازدواج الشعور الديني لديه . وقد يوجد لديه شعور ديني مركب مزدوج يحوي عناصر متناقضة كأن يوجد لديه حب الله إلى جانب الخوف منه .وقد يوجد الإيمان بالموت إلى جانب كرهه له كنهاية لا مفر منها . وقد نلاحظ تعدد الاتجاهات الدينية لدى المراهقين (جابر عبد الحميد1994)
وفي دراسة قام بها كل من : عبد المنعم المليجي ومحمد حلمي المليجي (1973) أن حوالي 5% من الذكور يكون إيمانهم تقليدياً و 25% منهم يكونون متحمسين و 24% منهم يساورهم الشك و 1% منهم يكونون ملحدين كما وجدا أن حوالي 16% من الفتيات يكون إيمانهن تفكيرياً و 26% منهن متحمسات و13% منهن يراودهن الشك .
ينمو ويتطور الشعور الديني لدى المراهق مع تقدمه في العمر فنجد أن لديه ازدواج في الشعور الديني حيث قد يوجد لدى المراهق شعور ديني مركب ومزدوج يحتوي على المتناقضات فقد يوجد حب الله إلى جانب الخوف منه ويوجد الإيمان بالموت إلى جانب كرهه كنهاية لا مفر منها ، كما أن المراهقة تتميز بأنه فترة يقظة دينية توضح فيها المعتقدات الدينية التي قد كونها الفرد في طفولته موضع الفحص والمناقشة والنقد وتتعرض للتعديل حتى تتفق مع حاجاته الجديدة الأكثر نضجاً ويزيد اهتمام المراهق بالمسائل الدينية بما أنه أصبح مطالباً بممارسة العبادات بشكل أكثر جدية مما كان عليه الحال في الطفولة ، والفحص الناقد لمعتقدات الطفولة قد يقود المراهق إلى الشك وبالطبع توجد فروق فردية وجماعية في خبرة الشك الديني لدى المراهقين فهو أشد لدى الذكور منه لدى الإناث ، كما أنه أقل حدوثاً لدى المراهقين الذين ينشئون في أسرتهم بالدين (أبوحطب ، 1999) .

تطبيقات تربوية :
يجب على الوالدين و المربين مراعاة ما يلي :
1) الاهتمام بالتربية الدينية في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ، مع تقديم القدوة الحسنة للمراهقين .
2) الاهتمام بتعليم الفرد منذ الطفولة تعاليم دينه ، وذلك حرصا على أن يخرج إلى الحياة في مرحلة المراهقة بعد أن يكون قد تمكن من السيطرة على كافة انفعالاته ونزعاته بفضل توجيهه الوجهة الدينية السليمة .
3) تنمية التسامح الديني ، وعدم تشجيع التعصب ضد الأديان الأخرى .
4) دعم النمو الخلقي عند المراهق وتدعيم تمسكه بالدين .
5) العمل على نمو شخصية الطفل والشاب المسلم التي تتسم بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر واليوم الآخر وحب الله وتقواه وخشيته وشكره ، والتدين (السلوك الديني ) وعبادة الله والإخلاص له والمسئولية والبعد والعزة والقوة .

النمو الأخلاقي :

في هذه المرحلة من المراهقة يتبع المراهق معتقداته الأخلاقية التي اكتسبها خلال سنوات عمره السابقة وما مر به من خبرات وما تعلمه من معايير السلوك الأخلاقي كما نلاحظه يبدي رأيه في مدى صواب السلوك أو خطئه بالرغم من أننا قد نجد تباعداً بين سلوكه الفعلي وبين ما يعرفه من معايير السلوك الأخلاقي المثالي .
ويعزو الباحثون إلى هذا التناقض إلى محاولة المراهق تحقيق استقلاله والبعد عن سلطة الكبار وضيقه منها ، ونقص مستوى نضجه الاجتماعي أو العقلي ويلاحظ بالإضافة إلى ذلك تأثر المراهق بسلوك قرناء السوء لديهم لاكتسابهم السلوكيات الخاطئة منهم ومحاولة تقليد هذا السلوك الخاطئ.
وقد تحدث جون ديوي عن النمو الأخلاقي لدى المراهق مشيراً إلى أن الحكم الأخلاقي يهتم بالأمور أو الأحداث التي تكون تحت الإنجاز. وأنه في جميع حالات الإحكام الخلقية للمراهق فانه يوجد حدث وهو تعبير عن الميل والعادة والرغبة بل وكل الشخصية .
وبين كولبرج Kohlberg المراحل المختلفة للحكم الخلقي لدى المراهق وحدد ثلاث مستويات للحكم الخلقي هي :
• المستوى ما قبل الأخلاقي Premoral level: ( وتمتد من 0-9 سنوات) حين يكون السلوك مدفوعاً عند الطفل بدوافع بيولوجية واجتماعية حيث تؤدي إلى نتائج أخلاقية.
• المستوى التقليدي ( العرفي ) للسلوك Conventional level : ( وتمتد من 9-16سنة ) وفيه يقبل الفرد معايير جماعته مع قليل من التفكير التأملي الناقد .. أي كل ما يتعلمه الفرد من قيم ومعايير للسلوك يقبل دون مناقشة .
• المستوى المستقل للسلوك Autonomous level : ( أكثر من 16 سنة ) حيث يكون السلوك موجهاً بتفكير الفرد الذاتي كما يحكم بنفسه ولايقبل معايير الجماعة دون تأمل واضح .
وأشار كولبرج Lohlberg ( papalia & Olds, 1996) أيضا إلى وجود أربعة توجهات أخلاقية أساسية بجانب مراحله الأخلاقية المعروفة وهي :

• التوجه المعياري Normative orientation : الذي يؤكد على الواجب والحقوق المحددة بالالتزام بالقوانين والأدوار.
• توجه العدل Fairness orientation : الذي يؤكد على الحرية والعدل والمساواة والتبادلية والاتفاق .
• التوجه النفعي Utilitarianism orientation : الذي يؤكد على السعادة والرفاهية للأحداث الأخلاقية سواء للفرد أو للآخرين .
• التوجه الكمالي Perfectionism orientation : الذي يؤكد على الوصول إلى العزة والذاتية والدوافع الطيبة والضمير والتناسق بين الذات والآخرين.

وترتبط نظرية جان بياجيه في الحكم الخلقي بنظريته في النمو العقلي ذلك أن النمو الخلقي للطفل من وجهة نظره تتأثر إلى حد بعيد بالمراحل العقلية التي يمر بها الطفل.
ومن خلال ملاحظاته ومقابلاته الفعلية حدد بياجيه عدداً من مراحل الحكم الخلقي تمثلت في الآتي :
أ)مرحلة ما قبل الأخلاقياً : Premoral stage :
وهي تقابل السنتين الأوليتين من حياة الطفل ، وفي هذه المرحلة لايوجد أي التزام بالقوانين أو التعليمات .

ب)الأخلاق خارجية المنشأ : Heteronomous morality :
وهذه المرحلة توجد ما بين سن 2-7 سنوات ، ويسميها البعض مرحلة الأخلاق الغيرية والتي فيها يتبع الطفل الآخرين حيث الطاعة العمياء للقوانين ، واللوائح هي الصواب عنده ومعادلة الالتزام بالخضوع للقوة والعقاب .
وتتميز هذه المرحلة بما يلي:

• خضوع الطفل للقوانين الصادرة من الآخرين وإطاعة التعليمات الوالديه والأسرية ، ويبرر بياجيه هذا التوجه من قبل الطفل إلى إجبار الوالدين والكبار للطفل ويعني بذلك عقاب الوالدين للطفل .
• عدم قدرة الطفل التحقق من الدوافع أو الهدف من وراء السلوك .. وهو ما يطلق عليه بياجيه الأخلاق الواقعية Moral realism .
• قيام الحدث أو السلوك بنتائجه بغض النظر عن دوافعه ومقاصده .
ج) مرحلة الأخلاق داخلية المنشأ :
وتظهر معها مرحلة أخلاقية جديدة تمثل نتاجاً للتحول العقلي وقيود الكبار والتعاون مع الأقران والأطفال الآخرين .وتبدأ هذه المرحلة في سن السابعة تقريباً ، والتي يسميها بياجيه بالعمليات العيانية Concrete operational ويبدأ الطفل في هذه المرحلة التحقق والحكم على أساس قوانينه الشخصية ، ويصبح واعياً للدوافع والقصد من وراء السلوك ..
ويسمي بياجيه هذه الخطوة بالمسؤولية الذاتية Subjective -responsibility والتي يقصد بها قدرة الطفل في الحكم على الحدث وفقاً لقوانين ذاتية في مقابل المسؤولية الموضوعية والتي تعتبر النتائج المادية هي المحك فيها ويسميها بياجيه أيضاً بالأخلاق التبادلية Morality of reciprocity مقابل أخلاق الطاعة Morality of obedience في المرحلة السابقة مشيراً إلى قدرة الطفل في فهم الناس وسلوكهم على المستوى العقلي أو الاجتماعي ، على أساس الدوافع والغايات .
إن الحكم الأخلاقي لدى بياجيه يتكون من عدد من المجالات هي :( سيد الطواب 1995 ).:
• العدالة الفطرية ( القريبة) Imminent Justice : وهو الاعتقاد بوجوب العقاب الآلي الذي ينبعث من الأفراد أنفسهم .
• الأخلاق الواقعية Moral realism : وهو الاعتقاد بأن الحوادث يجب ان تقيم على أساس نتائجها وليس أهدافها أو دوافعها .
• الجزء في مقابل العقاب التعويضي Retributive Vs. Restritutive وهو الاعتقاد بأن العقاب يجب أن يكون جزائياً في مقابل أن العقاب ينبغي أن يكون تعويضاً.
• فعالية العقاب Efficacy of punishment : وهو الاعتقاد بأنه كلما كان العقاب أشد كان أكثر فاعلية وتأثيراً .
• المسؤولية الجماعية : وهو اختيار المسؤولية الفردية أو الجماعية في حالة الأفعال التي تستحق عقاباً.

لاحظ أن ما طرحه كل من بياجيه وكولبرج لا يوصلان الفرد إلى مرحلة نضج المبادئ الأخلاقية إلا في سنوات المراهقة.والتي يرى فيها كولبرج أن المراهقة هي الوقت الذي يجد فه المراهقون بأنفسهم المبادئ الأخلاقية بدلاً من أخذها من الوالدين والكبار دون معارضة .

وفي هذا الصدد يشير ميتشل Mitchell, 1975 إلى خمسة تغييرات أساسية يجب أن تحدث في أخلاقيات المراهقين تتمثل في الآتي :

• تصبح نظرة المراهق الأخلاقية أكثر تقدماً نحو التجريد وأقل مادية .
• تصبح عقائد المراهق الأخلاقية أكثر اهتماماً بما هو صواب وأقل اهتماماً بما هو خطأ كما تظهر في العدالة كقوة أخلاقية سائدة .
• يصبح الحكم الخلقي معرفي بصورة واضحة الأمر الذي يشجع المراهق على أن يحلل المبادئ الشخصية والاجتماعية بحيوية أكثر مما كان في الطفولة ليقرر بنفسه القضايا الأخلاقية الهامة .
• تصبح الأحكام الخلقية اقل تمركزاً حول الذات .
• تصبح الأحكام الخلقية مكلفة بالمعنى النفسي حيث تستلزم فرض ضريبة انفعالية وخلق ضغط نفسي .


ومن أهم مظاهر النمو الاجتماعي ما يلي :
• التنشئة الاجتماعية والتطبيع : تستمر عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع لدى المراهق وذلك من خلال تأثره بالقيم والمعايير والمثل التي حوله سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع المحيط به ، ثم بعد ذلك تتسع النشاطات لدى المراهق ويصبح لديه مجموعة من الأصدقاء .
• الاستقلال الاجتماعي : بعد أن كان المراهق يعتمد على الغير أصبح في هذه المرحلة يتميز سلوكه بالاستقلالية والاعتمادية على النفس في الأشياء التي لها علاقة به ، مثل طريقة حياته لبسه ، أنشطته ، كما أصبح يميل إلى الزعامة سواء مع زملائه في المدرسة أو مع جماعة الرفاق في الخارج .
كما يلاحظ على سلوك المراهق في هذه المرحلة سلوكيات معينة مثل التمرد على سلطة الوالدين ، والسخرية ، والتعصب ، والمنافسة وعدم القدرة على فهم وجهة نظر الكبار واعتبار ما يوجهونه من نصيحة عبارة عن نقد وتوبيخ فيميل إلى انتقاد الوالدين وأسلوب حياتهم داخل البيت وطريقة تفكيرهم ، ولقد أوضحت بعض الدراسات أن البنات أكثر ميولاً وتوافقاً مع السلطة الوالدية في حين أن الأولاد يتمردون على السلطة من خلال التمرد والخروج من المنزل .
المنافسة : يميل المراهق في العادة إلى مقارنة نفسه بغيره محاولاً اللحاق بهم والتفوق عليهم سواء كانوا من جمعة الرفاق أو الزملاء في المدرسة وفي المجتمع.
وتعتبر هذه المرحلة مليئة بالغموض والصراعات والتناقضات أما الغموض فلأن المراهق انتقل من بيئة الأطفال البسيطة والمعروفة إلى بيئة الكبار والتي تعد مجهولة من حيث العادات والقيم والأفكار ، أما الصراعات فلأن المراهق يعيش صراعاً بين آراء الأهل وآراء الأصدقاء وصراعاً بين أفكار وقيم جماعة الرفاق أما التناقض لأن المراهق متناقض في أفعاله وسلوكياته وآراءه فتكون مزيج من التآلف والتمرد والمسايرة والمغايرة ( عقل ، 1996) .
ميل المراهق إلى الالتفاف حول جماعة الرفاق أو شلة معينة والاندماج معهم يسايرهم ويوافقهم وينتمي لهم ومن أشهر التجمعات الاجتماعية في مرحلة المراهقة المبكرة ما تسميه هيرلوك بالرفقة الحميمة والثلة والجمهرة والجماعة المنظمة ، وتتألف جماعة الرفقة الحميمة من صديق واحد يكون وثيق الصلة به ويقضي معه وقت طويل وعادة ما يكون هذا الصديق من نفس الجنس ولديه نفس الميول والاهتمامات .

وأما الشلة فهي تجمع أكبر يتكون من ثلاثة أو أربعة أصدقاء تجمعهم ميول وقدرات مشتركة ثم بعد ذلك الجمهرة وهي اكبر التجمعات الاجتماعية في مرحلة المراهقة ولهذا توجد مسافات اجتماعية بين أعضائها ، أما الجماعة المنظمة فهي تلك التي تنظمها المدارس والأندية وغيرها من المؤسسات الاجتماعية لتهيئة الفرصة للمراهقين من أجل ممارسة الأنشطة الاجتماعية المختلفة ومع ذلك يرى المراهق أن الجماعة تحقق له الأهداف التالية :

1- يجد المراهق الراحة والمتعة في الاندماج مع جماعة يعيشون نفس مشاكله ويشعرون بنفس أحاسيسه ويسلكون على طريقته.

2- تتيح جماعة الرفاق الفرصة للمراهق في أن يحصل على المعلومات التي يعجز عن معرفتها من خلال الآباء والمدرسين وذلك في وقت تضعف فيه العلاقة بين المراهق وأسرته .


تطبيقات تربوية :

يجب على الوالدين و المربين مراعاة ما يلي :

** الاهتمام بالتربية الأخلاقية وتنمية القيم الأخلاقية ومراعاة أخلاقيات المجتمع وحسن الخلق .
المراهقة المبكرة في ميزان أشهر النظريات النفسية:

نظرية سوليفان في نمو العلاقات البين شخصية:

يرى سوليفان إن مرحلة المراهقة المبكرة تواكبها احتمالية وجود سلسله من مظاهر سوء التوافق ويرجع ذلك إلى العوامل الثقافية المعوقة لممارسه النشاط الجنسي والافتقار إلى الإرشاد والمعلومات المرتبطة بهذه الناحية خلال هذه الفترة الهامة وحتى الآباء قد يزيدوا المشكلة حدة من خلال تحفظاتهم الرجعية المبالغ فيها اللجوء إلى السخرية بدلا من الدعم العاطفي والمراهق الذي يتجنب ممارسة علاقة جنسيه غيريه ربما يدفعه أو يقوده ذلك إلى الإصابة بالعنة والبرود الجنسي وغيره وهو يسبب بدورة نقص كبير وحاد في تدير المراهق لذاته.
وعلى الرغم من خطورة هذه المشكلات وأهمية وضرورة ديناميات إشباع الرغبة الجنسية لم يؤمن سوليفان بان القصور الجنسي لدى المراهق هو أهم العوامل المرتبطة بالاضطراب النفسي وبدلا من ذلك فقد فضل التأكيد على عدم القدرة على تكوين علاقات بين شخصية مشبعه ومرضيه وهو ما يتمثل بشكل ثابت الجذور فيما نشاهده من صعوبات جنسيه واضحة.

نظرية اريكسون في النمو النفسي الاجتماعي:

يعتبر اريكسون إن مرحلة المراهقة في غاية الأهمية فهي تمثل مرحلة ألانتقال من اعتمادية الطفولة إلى استقلاليه الراشدين الكبار ويجب على المراهق إن يتجاوب مع التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للنضج الجنسي ويضع الضوابط المحددة لخطورة الدوافع الجنسية والصراعات الداخلية التي يمكن حلها فقط عن طريق اكتساب المعرفة.
ويصف اريكسون المراهق في هذه المحلة بقوله :" الشاب يكون في عنفوان حيويته يجب إن يطلق العنان ويتخلص من مرحلة الطفولة ويعتمد على ذاته ويخلق توازنا بين الحاضر والمستقبل " .
ويعتبر اريكسون إن المشكلة الحرجة في هذه المرحلة هي أزمة الهوية وهي أزمة يمر بها اغلب المراهقين في وقت ما ويعانون فيها من عدم معرفتهم ذاتهم بوضوح أو عدم معرفة المراهق لنفسه في الوقت الحاضر أو ماذا سيكون في المستقبل فيشعر بالضياع والتبعية والجهل بما يجب إن يفعله ويؤمن به وهي علامة على طريق النمو يمكن إن تودي إما إلى الإحساس بالهوية أو إلى مزيد من الانهيار الداخلي .

إن نجاح المراهق في حل أزمة الهوية على ما يقوم به من استكشاف للبدائل والخيارات في المجالات الأيديولوجية والاجتماعية وكذلك على ما يحققه من التزام بالقيم والمعايير السائدة في مجتمعه.

نظرية بياجيه في النمو العقلي المعرفي:

على الرغم من أن بياجيه قد اقتصر معظم أبحاثه على التفكير العلمي والرياضي لدى المراهقين في هده المرحلة إلا انه أكد عل دور العمليات الشكلية في الحياة الاجتماعية للمراهق وعلى عكس طفل مرحلة العمليات الشكلية الذي يعيش فيها حاضرة وواقعه وتجد المراهقين يفكرون في مشاكل ابعد تصل إلى مستقبلهم وطبيعة المجتمع الذي سوف يدخلون فيه.

وعندما يصل المراهق يدخل إلى عالم أوسع وأرحب فهو عالم الاحتمالات والإمكانات عالم تنتهي فيه الأنانية والتمركز حول الذات غير أن التمركز حول الذات يتضح في هذه المرحلة عندما ينعت تفكيره بالقوة واللا محدودية ويحلمون بمستقبل متجدد أو تحويل العالم وتغييره من خلال المبادئ والمثل دون أن يحاولوا اختبار أفكارهم في الواقع أما الصورة الأخيرة في رأي بياجيه للتحرر من التمركز حول الذات فتاتي عندما يتخذ المراهقون ادوار الكبار ويتعلمون إن التركيبات النظرية أو الرؤى المثالية يكون لها قيمه فقط في علاقتها بالطريقة التي تعمل بها في الواقع.


نظرية ميكانزمات النضج العضوي والنفسي (ارنولد جيزل):

تحدث جيزل عن النضج وقال بان كلمة نضج تطلق على عمليات النمو التي تتمخض عن تغيرات منتظمة في سلوك الفرد المراهق والتي تكون مستقلة استقلالا نسبيا عن أي تدريب أو خبرة سابقه مما يشير إلى وجود أنماط سلوكية تحدث نتيجة عملية نمو داخلية لدى المراهق ل علاقة لها بالتدريب أو أي عامل خارجي.

وتضيف هده النظرية إن التفرد بين المراهقين من حيث وصول كل منهم إلى مستوى النضج المناسب ويمكن ملاحظة الاختلاف في عامل النضج لدى أفراد النوع الواحد طبقا للبيئة التي وجدوا بها . ( إبراهيم وجيه ، 1987 )

الجريمة في مرحلة المراهقة :

إن الأفكار ذات العلاقة بالنمو الأخلاقي قدمها كل من بياجيه واريكسون وكولبرج و غاليغان في سياق النظريات التي تحدثت عن المراهق العادي والمراهق غير العادي . حيث يعتقد بياجيه إن الجانحين من المراهقين يمكن إن يستكشفوا في نهاية مرحلة العمليات العيانية وبداية مرحلة العمليات المجردة في هذه الفترة يرى المراهق الأشياء بيضاء أو سوداء صح أو خطاء باختصار لديه ثنائيه أخلاقيه أي يهتم فقط بتصنيف الأشياء على بعين متناقضين.
أما اريكسون فيرى أن الجناح يظهر في منتصف أزمة الهوية الذكور الجانحين يخبرون الهوية بدون ألفة أما الإناث فيخبرون الألفة بدون هوية ويفشل الجانحون ذكورا أو إناثا في تطوير فضيلة الإخلاص وفضيلة قيمة الذات .
ويعتقد كولبرج أن الجانحين يلاحظون في حالة" عدم النضج الأخلاقي " هذه الحالة لا ترتبط بعمر معين إذ يمكن أن يظهر الجناح في المراحل الثلاثة الأولى من التطور الأخلاقي التي أشارت إليها نظرية كولبرج فيمكن إن يظهر الجناح في مرحلة العقاب والثواب والتي يعتقد الجانحون أن الأشياء لها وجهان فقط (( صح )) أو(( خطأ )) فالخطأ هو عمل يعتقد المجتمع إن خطأ وقد يظهر الجناح في مرحلة الفردية (المصلحة) حيث يكون فيها معيار الخطأ والصواب الإحساس الذاتي لدى الفرد حول ما إذا سيعاقب إذا فعل ذلك الشيء أم لا القليل من الحالات للجناح يمكن إن تظهر في مرحلة العرف وفيها يكون معيار الصح و الخطأ هو ((حس الجماعة)) .

أما غاليغان فقد ركزت على الفروق الفردية بين الذكور والإناث ورأت أن هذه الفروق تتمثل في الفروق بين أخلاقية العدالة وأخلاقية الرعاية الأولاد يلعبون ليكونوا رابحين أو خاسرين بينما البنات يلعبن للتمتع باللعبة فقط ان نظرية غاليغان هي نقد أنثوي للعدالة أو العدالة المفقودة . (عبد المنعم المليجي،1973)

مشكلات النمو في مرحلة المراهقه :

أن المراهقة تمثل فترة حرجه بالنسبة لدورة حياة الإنسان ففيها تحدث التغيرات الفسيولوجية والجسمية والاجتماعية والانفعالية والعقلية وتنقل الفرد من حياة الطفولة إلى حياة الرشد ومع هدا التغير الشديد الذي يواكب انتقال الفرد من مرحلة عمريه إلى مرحلة عمريه جديدة تظهر الحاجة إلى التكيف مع البيئة الجديدة مما يتطلب إعادة النظر في الأساليب التي اتبعها المراهق في مرحلة طفولته ويحل بدلا منها نماذج من السلوك والتفكير والاهتمامات تتفق وحياة الر شد وتواجه مسئولية الحياة الجديدة له .
ولاشك بان التغيرات التي تحدث للمراهق في هده المرحلة تستدعي السعي نحو تحقيق أهدافه وإشباع رغباته الملحة من اجل الوصول إلى مرحلة تكيفيه جديدة وخلال محاولاته المستمرة لتحقيق التكيف المأمول ) . (محمود عطا،1998 )

العوامل المؤدية إلى ظهور المشكلات في مرحلة المراهقة:

هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تجعل من المراهق يواجه العديد من المشكلات وتجعل هده المرحلة بالنسبة له مرحلة حرجه.

أولا:عدم الاستقرار الاقتصادي:

يلاحظ على الفرد في مرحلة المراهقة اعتماده على والديه وغيرهم من الكبار خاصة فيما يتعلق من بالجوانب المالية ولم يحصل بعد على الاستقلال الاقتصادي الذي يساعده في حل كثير من مشكلاته.

ثانيا: الصراعات الداخلية:

وهي تلك الصراعات التي تطرأ من انتقال المراهق من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة .وبالرغم من محاولات المراهق المستمرة في تحقيق استقلاليته وتحمل المسؤولية . إلا انه يبقى محتاجا إلى مساعدة الآخرين له . ويستمر في طلب المساعدة من اجل تحقيق أمنه وطمأنينته .

ثالثا : الضغوط الاجتماعية :

والمراهق في هذه المرحلة عليه أن يفكر لنفسه . ويختار و يحقق لذاته ، من سلوكيات الجماعة ومعاييرها ، والمراهق في هذه المرحلة أيضا يسعى لتحقيق ميوله وإشباع حاجاته ضمن هذه المعايير .

رابعا : الاختيارات والقرارات :

وعلى المراهق ان يتخذ القرارات الحيوية التي تحدد مستقبل حياته ، خاصة تلك القرارات التي ترتبط بتعليمه ، أو اختيار مهنته ، أو ما يتعلق بالزواج وتكوين أسرة ، أو ممارسة بعض الهوايات وتكوين صداقاته ........الخ .

خامسا : عدم الوضوح : فالغموض الذي يكتنف الكبار من آباء ومربين حول عدد من المفاهيم التي يسعى المراهق لتحقيقها في هذه المرحلة مثل السلطة والحرية والنظام والطاعة والديمقراطية ..وغيرها . وعدم قدرة هؤلاء الكبار إيصالها إلى أبنائهم مما يحدث تشويشا واختلافا واضحا في وجهات نظر الطرفين ( الكبار وأبنائهم ) .
حاجات المراهق :

أجرى الباحثون دراسات مستفيضة حول حاجات المراهق الأساسية . معتمدين في ذلك على التحليل الطبيعي لتاريخ حياة المراهق .
والدراسات التحليلية المستفيضة ، ودراسة مشكلات المراهقين في مناطق مختلفة ومجتمعات متباينة .
وأوضحت هذه الدراسات إن حاجات المراهق يمكن تصنيفها في ثلاث فئات هي :
• الحاجات العضوية :كالحاجة والشراب والراحة والجنس .
• الحاجات النفسية : كالحاجة إلى الشعور بالأمن والحاجة إلى تأكيد الذات والاستغلال والانجاز .
• الحاجات الاجتماعية : مثل الحاجة إلى الانتماء والحاجة إلى العطف وإلى الأصدقاء وإلى المكانة الاجتماعية .
• الاحتياجات الفيزيولوجية الأساسية :وتقع هذه الاحتياجات على أدنى درجات السلم وتتضمن احتياجات الفرد المحددة كالأكل والمشرب والملبس ....وغيرها.
• احتياجات الأمان : ويعمل على حماية نفسه من أخطار البيئة الطبيعية فإذا ما أشبع احتياجاته الفيزيولوجية فإنه يأخذ الإجراءات التي تتضمن له السلامة من الأخطار الخارجية .
• احتياجات الحب والحنان والخدمة الاجتماعية : فالإنسان اجتماعي بطبيعته يكره العزلة والانفراد . ومن أجل ذلك فإنه يقوم بتكوين أسرته وعشيرته وأمته ويعمل كل ما وسعه من أجل المحافظة عليها وهو بالتالي يؤثر على مجتمعه ويتأثر به .
• احترام وتقدير الذات :ويسعى الإنسان دائما من أجل الحصول على تقدير الآخرين واحترامهم ، فهو بحاجة إلى الشعور بأنه ذو قيمة واحترام في المجتمع الذي فيه وأن أعضاء ذلك المجتمع أفراد ذو قيمة يجدر احترامه
• تحقيق الذات والكياسة في العمل : وتعبر هذه الاحتياجات عن المقدرة على القيام بالعمل والكياسة في الانجاز وتقع هذه الحاجة في أعلى درجات سلم الأولويات وتعد أرقى الاحتياجات الإنسانية وأسماها وأقلها تحديدا .
• أنهم يميلون إلى الحالات والمواقف التي تعطي لهم فيها المسؤولية الشخصية في تحليل المشاكل وإيجاد الحلول لها .
• أنهم يميلون إلى المخاطر المتوسطة بدلا من المخاطر العليا والدنيا .
• أنهم يرغبون بالتغذية العكسية لانجازاتهم ليكونوا على علم بمستوى انجازهم ، ونتيجة انجازهم .
• أن يسعى الفرد إلى الحصول على التغذية المرتدة ، من أجل تعزيز نجاحه ودفعه إلى نجاح أكبر .
• أن يختار الفرد الأشخاص الذين عرفوا بانجازاتهم ومحاولة التشبيه بهم .
• أن يسعى الفرد إلى الفرد إلى تعديل انطباعه عن نفسه من خلال تصور يضع فيه مكان شخص أخر بحاجة للنجاح .
• أن يحاول التحكم في " أحلام اليقظة" وأن يتحدث مع نفسه بصورة ايجابية .
• الحاجة إلى المحافظة على الذات : وتتمثل في الحاجة للمحافظة على الحياة والراحة وتجنب الأخطار .
• الحاجة إلى الإشباع الجنسي : وتشمل الحاجة لتقبل النضج الجنسي دون خوف والحاجة للتنفيس عن الدوافع الجنسية .
• الحاجة إلى العطف والقبول من الآخرين : وتتمثل في الحاجة إلى امتلاك الأشياء وان تكون له سمعه طيبة .
• الحاجة إلى النضج العقلي : وتتمثل في الحاجة إلى المعرفة والبحث عن الحقائق والتعبير عن الذات .
• الحاجة إلى تأكيد الذات وتنميتها : وتتمثل في الحاجة إلى إثبات نفسه وتحقيق نزعته نحو الاستقلال والاعتماد على الذات وتنمية ثقته بنفسه (سامي2004.
$القلب الحنون$

تسلمين لإثرائك للموضوع بالمعلومات
$القلب الحنون$
أهمية مرحلة المراهقة :

عرفنا مما سبق :

• أن المراهقة تعني التدرج نحو النضج الجنسي والجسمي والعقلي والاجتماعي والسلوكي .

• وأن المراهقة تمثل فترة نمو تمثل بدايتها البلوغ حيث يتحقق النضج الجنسي للفرد وتتمثل نهايتها بالرشد حيث يتحقق النضج الاجتماعي والانفعالي .

فقد أختلف الباحثون حول طبيعة المراهقة بالرغم من أن غالبية علماء النفس من أمثال ستانلي هول Stanley Hall وإليزابيث هيرولوك Hurlock و كيرت ليفين K.Leivin قد اتفقوا على أن هذه المرحلة هي مرحلة مليئة بالمشكلات وأن ظهور تلك المشكلات رهينة بتنقيط الشعور بالذاتية Self of identity الذي يتم في سن البلوغ .

المراهقة إحدى حلقات دورة حياة الإنسان :

يتحدث حامد زهران 1999م عن مرحلة المراهقة باعتبارها إحدى حلقات النمو النفسي تتأثر بالحلقات السابقة وتؤثر بدورها في الحلقات التالية لها .
ويقسم مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل فرعية هي :


• مرحلة المراهقة المبكرة : وتستمر ما بين 12-13-14 سنة.(وهي موضوع البحث)

• مرحلة المراهقة المتوسطة : وتستمر ما بين 15-16-17 سنة .

• مرحلة المراهقة المتأخرة: وتستمر ما بين 18-19-20-21 سنة .
وسوف نتحدث فقط في بحثنا هذا بتوسع عن المراهقة المبكرة .
المراهقة المبكرة

تمتد هذه المرحلة ما بين 12-13-14 سنة . حيث يتضاءل السلوك الطفلي ، وتبدأ المظاهر الجسمية الفيزيولوجية والعقلية والانفعالية والاجتماعية المميزة للمراهقة في الظهور .


( 1 ) النمو الفيزيولوجي :

في مرحلة المراهقة المبكرة تتغير وظائف جميع أجهزة الجسم بدرجات متفاوتة ، لكن التغير البارز في هذه المرحلة هو حدوث البلوغ الجنسي الذي يعتبر بمثابة الميلاد الجنسي أو اليقظة الجنسية للشخص . يسبقه فترة نمو جسمي سريع خاصة في الطول كما يلاحظ نمو حجم القلب بنسبة أكبر من نمو الأوردة والشرايين ويزداد ضغط الدم وتنمو المعدة وتتسع لسد حاجة الجسم النامي وتنمو أعضاء الجهاز الهضمي بنفس النسبة تقريبا ويتذبذب التمثيل الغذائي بما يؤدي إلى زادة الشهية للأكل عند المراهق .

البلوغ الجنسي :

يعتبر البلوغ الجنسي نقطة تحول وعلامة انتقال من الطفولة إلى المراهقة ويتحدد هذا البلوغ عند الذكور بحدوث أول قذف منوي وظهور الخصائص الجنسية الثانوية أما عند الإناث فيتحدد بحدوث أول حيض وظهور الخصائص الثانوية وتنضج الغدد الجنسية في الفترة العمرية ما بين سن : 13- 14 سنة .(Schickedanz,et,1994)

يبدأ البلوغ الجنسي بنمو الغدد والأعضاء التناسلية كما يلاحظ أهمية الغدة النخامية الموجودة في أسفل المخ والتي تستثير هرموناتها المشاعر الجنسية والدورة الجنسية فتستثير الخصيتين عند الذكور والمبيضين عند الإناث في العمل والنشاط .

وتؤثر كذلك الغدة الكظرية أو فوق الكلوية خاصة القشرة بهرموناتها في النمو الجنسي ويسبب زيادة إفرازاتها زيادة وإسراع النمو الجنسي . ويلاحظ أيضا ضمور الغدد التيموسية التي تقع في التجويف الصدري ويسبب نقص إفرازها البكور الجنسي ( أي النمو الجنسي السريع ) ، وبالإضافة إلى عوامل أخرى مثل سرعة النمو الفيزيولوجي الحيوي والنمو السريع الزائد للغدد خاصة الغدد النخامية .
(Schickedanz,et,1993
)

أ- التوافق في سن البلوغ عند الذكور والإناث :

يشير عدد من الباحثين في هذا الصدد إلى عدد من الملاحظات حول التوافق في سن البلوغ الجنسي عند الذكوروالإناث من أبرزها : تأثير افرازات الغدد من الهرمونات على جسم المراهق ( Berk,2002) .

1 – الإناث :
اللواتي يبلغن مبكرا يملن إلى :

• الخجل مع الميل للاستعراض .

• الانعزال عن جماعة رفاق السن وسوء التوافق الاجتماعي .

• الحاجة إلى إشراف خاص من الكبار بخصوص نشاطهن الجنسي .

• التقدم من الناحية الاجتماعية عن الإناث الأخريات عندما ينضجن جميعا .

• مستوى من التوافق أعلى من مستوى المتأخرات خاصة ما يتعلق منها بكل من التوافق الشخصي والأسري صعوبة الحياة في مستوى النضج الذي يتوقعه منهن الكبار .

• تكوين مفهوم أفضل للذات .

والإناث اللواتي يبلغن متأخرا يملن إلى :
• الانعزال عن النشاط الاجتماعي والشعور بالوحدة وحسد قريناتهن .
• الخجل والقلق بسبب تأخر البلوغ .
• سيطرة الوالدين عليهن مما يؤخر انتقالهن من الاعتمادية إلى الاستقلال يصاحبه ضعف العلاقة مع الوالدين .
• نمو مفهوم الذات بدرجة أقل كفاية .
• الحاجة إلى خبرات النجاح في أي ناحية يستطعن تحقيق نجاح فيها .
• الحاجة إلى الاعتراف والتقدير .


2- الذكور :
الذكور الذين يبلغون مبكرا يميلون إلى :
• السادة لاتجاه الأنظار إليهم وتوليهم أدوارا قيادية .
• التعرض للرفض أذا حاولوا الانضمام إلى جماعات أكبر منهم سنا .
• صعوبة الحياة في مستوى النضج الذي يتوقعه منهم الكبار .
• الشعور بالثقة بالنفس والكفاية والميل إلى الاستقلال وتكوين مفهوم ذات ايجابي للتوافق الاجتماعي والانفعالي .

أما الذكور الذين يبلغون متأخرا يميلون إلى :
• التأخر اجتماعيا ورياضيا عن رفاق سنهم .
• الخجل والقلق والوعي بالذات .
• اللجوء إلى طرق سلوكية طفليه والسعي بجذب انتباه الآخرين .
• الحاجة إلى خبرات النجاح في أي ناحية يستطيعون تحقيق نجاح فيها .
• الشعور بالنقص والاعتماد على الآخرين وتكون مفهوم ذات سلبي وسوء توافق اجتماعي وانفعالي .
فهناك فرق في البلوغ الجنسي بين الجنسين تبعا لاختلاف العوامل المؤثرة في النمو الجنسي ( حامد زهران ،1999) .• يتراوح البلوغ الجنسي عند الإناث بين سن 9-18سنة .
• بينما يتراوح البلوغ الجنسي عند الذكور ما بين 11-18 .


ب- البلوغ الجنسي عند الإناث :

يبدأ البلوغ الجنسي عند الإناث بين سن 9-18 سنة حيث يبدأ انتاج البويضة الناضجة وانتقالها من المبيض عبر قناة البويضات ( قناة فالوب ) إلى الرحم ، وعندما لا يتم تلقيحها بالحيوان المنوي تنفجر البويضة وينفصل الغشاء الرحمي المعد لاستقبالها ونموها لذلك وتنزل في صورة دم أحمر قان ، يصاحبه بعض الاضطرابات المتعلقة بسوء الهضم وشعور عام بالإعياء والفتور .تتلاشى بالتدريج مع تعود الفتاة على الدورة الشهرية تلك . ولا يصاحب الحيض في العادة ألم إلا في حالات الضعف الجسمي الواضح عند بعض الفتيات .
وتشير الدراسات المتعلقة بهذا المجال إلى أن الإناث الأطول والأثقل والأنضج في النمو الهيكلي يبلغن مبكرا عن زميلاتهن الأقصر والابطأ في النمو الهيكلي بسبب عدد من العوامل المناخية والبيئة الجغرافية .
وكذلك التغذية والظروف البيئية العامة . والجنس البشري الذي تنتمي إليه الفتاة ، بالرغم من أن عددا من الدراسات تشير إلى بطلان هذا الافتراض ، و أن هناك فروقا بين الإناث في الأسرة الواحدة .
أما أهم الخصائص الجنسية الثانوية تظهر مع السيادة التدريجية للإفرازات و الهرمونات المنشطة للأنوثة وخاصة الاستروجين الذي ينتج المبيض بالإضافة إلى هرموناته الرئيسية : الاسترين و الابروجستين وكميات ضيئله من التستورين(هرمون الذكر الجنسي) نمو الأعضاء التناسلية(قناتي البويضات والرحم والمهبل) واتساع الحوض والردفين واستدارة الفخذين ونمو الصدر والثديين والغدد اللبنية وظهور شعر العانة وتحت الإبط وبعض الشعر الخفيف على الذراعين والشفة العليا وخفض وعمق الصوت(Benard,(1
962

جـ : البلوغ الجنسي عند الذكور:

يبدأ البلوغ الجنسي عند الذكور بين سن 11-18 عندما تنشط الخصيتان وتفرزان الحيوانات المنوية بالسائل المنوي الهرمونات الجنسية . حيث تمتزج الحيوانات المنوية بالسائل المنوي الذي تفرزه البروستات ويتراوح حجمه في المتوسط بين 2-4 سم3 وهو سائل لزج يحتوي على الحيوانات المنوية (20مليون حيوان منوي في المتوسط في مره القذف الواحدة). ويلاحظ عند البلوغ نمو الأعضاء الجنسية بسرعة يصاحبه السيادة التدريجية للإفرازات والهرمونات المنشطة للذكورة (هرمونات الاندروجين Androgens) ويؤدي ذلك إلى ظهور الخصائص الثانوية المتمثلة في نمو شعر العانة ونمو الشارب والذقن وتحن الإبط وعلى الجسم بصفه عامه وتغير الصوت ونمو الحنجرة كما يلاحظ التفاوت فينمو الخصائص الثانوية بين الذكور.
$القلب الحنون$
( 2 ) النمو الجسمي:

يتميز هذا النمو الجسمي في هذه المرحلة بالسرعة الكبيرة في النمو.فيلاحظ طفرة النمو Growth spurtبعد فترة نمو هادئة في مرحلة الطفولة المتأخرة.وتزداد سرعة النمو عند الجنسين لمدة3-4 سنوات( عند الذكور بين سن 12-16سنه وعند الإناث بين سن 10-14سنه ) ، وتبدأ زيادة الطول في الساقين أولا ثم بعد ذلك في الجذع إلا أن اكتمال الزيادة يحدث أولا في اليدين والرأس والأقدام أما آخر جزء تكتمل فيه هذه الزيادة فهو الأكتاف.
و يتأثر النمو الجسمي للشخص بعوامل عديدة من أبرزها المحددات الوراثية والجنس والتغذية وإفرازات الغدد.ويبرز تأثير الغدة النخامية وإفرازاتها لهرمون النموGrowth hormones والتي تستثير بدورها عددا من هرمونات الغدد الأخرى مثل الغدد الدرقية والادريناليه والتناسلية التي تفرز هرمون الذكورة ( الاندروجينEndrogens ) وهرمون الأنوثة ( الاستروجين Estrogens) بحيث تتفاعل هذه الهرمونات بعضها مع بعض محدثه عددا من التغيرات الجسمية و الفيزيولوجية . (ملحم سامي،2005 ) ..
إلا أن هناك فروقا واضحة تظهر على الجنسين في النمو الجسمي ويلاحظ زيادة واضحة في الطول حيث تطول قامة المراهق خلال فترة البلوغ ويزداد وزن المراهق نتيجة النمو في انسجه العظام والعضلات وكثرة الدهون خاصة عند الإناث
ويلاحظ زيادة واضحة في الطول في هذه المرحلة حيث يتراوح طول المراهق حسب معايير النمو المصرية من 144سم إلى 168سم للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين سن12-17 سنه( محمود عقل ،1998).

كما يلاحظ تقدم مؤقت عند الإناث وتأخر مؤقت عند الذكور ويكون الذكور اقوي جسميا من الإناث حيث تنمو عضلاتهم بشكل أسرع من الإناث.بينما تنمو عظام الحوض عند الفتاه بشكل أوضح منه عند الفتى تمهيدا لوظيفة الحمل والولادة ويشاهد اتساع الكتفين أكثر عند الفتى منه عند الفتاه .

ويظهر اهتمام الفتاه أكثر من الفتى بالمظهر الشخصي من حيث الطول والوزن والمظهر العام وتسعى دائما كي تبدو أكثر جمالا وجاذبيه ولذلك نراها تقضي وقتا طويلا أمام المرآة.
كما أن الأجزاء الداخلية والخارجية لا تنمو بنفس الدرجة ويتأخر نضج القلب في هذه المرحلة عن نضج الأعضاء الأخرى كما أن نضج الوظائف الجسمية لا يسير بنفس السرعة التي يسير بها نمو الأعضاء ذاتها.

واكتمال النضج في الطول والوزن لا يعني بالضرورة النضج الجسمي عامه من حيث الوظائف والقوة ويسبب النمو الجسمي السريع في هذه الفترة تناقضات نفسيه واجتماعيه للمراهق.فبينما يبدو الشخص في صورة رجل مكتمل البنية إلا انه لا يزال في كثير من رغباته كبير الشبه بالأطفال وبينما يعامله البعض على انه رجل ناضج ويعطونه ما يستحقه الكبار من احترام ووزن نجد أن البعض الأخر يعاملونه معاملة الأطفال وفي عدادهم وتسبب الزيادة المفاجئة والتغيرات الجسمية السريعة والمعاملة المتناقضة التي يلقاها ممن حوله حساسية شديدة نحو جسمه أو ذاتهSelf consciou.

وتظهر على المراهق في هذه المرحلة عددا من الخصائص الجسمية التي تتميز بــ :-

1- زيادة الوزن زيادة ملحوظة في بداية المرحلة.
2- زيادة الرغبة في الأكل.
3- ظهور التغيرات الجسمية التي تصحب النضج الجنسي.
4- ظهور حالات عدم التوازن في نشاط الغدد.
5- ظهور حالات عدم التوازن في نشاط الغدد.
6- اكتمال النمو العظمي ونمو الطول.
7- ازدياد التوافق العضلي والعصبي نضجا
8- النمو السريع للقلب في بداية المرحلة والبطيء في نهايتها.
9- ارتباط النمو الجسمي في هذه المرحلة بالنمو في النواحي العقلية و الاجتماعية والانفعالية ارتباطا وثيقا .بحيث لا يستطيع المرء أن يفصل ناحية من هذه النواحي إلا من الناحية النظرية فقط (محمد اسماعيل1989) .


( 3 ) النمو الحركي:

وفي هذه المرحلة تنمو القدرة والقوة الحركية لدى الشخص بصفه عامه حيث يرتبط النمو الحركي في هذه المرحلة بالنمو الجسمي والنمو الاجتماعي ولذلك فانه يلاحظ الميل نحو الخمول والكسل والتراخي وتكون حركات المراهق غير دقيقه ويكثر تعثر المراهق واصطدامه وسقوط الأشياء من يديه والسبب في ذلك هو طفرة النمو في المراهقة التي تجعل النمو الجسمي يتصف بنقص الاتساق واختلاف أبعاد الجسم وكذلك من الضروري تعلم حسن استخدام أعضاء الجسم بأبعادها الجديدة وتلافيا لشعوره بالحرج والارتباك وتؤدي التغيرات الجسمية الواضحة والخصائص الجنسية الثانوية إلى شعور المراهق بذاته وتغير الجسم لديه وتوقع الكبار تحمله مسؤوليات اجتماعيه عديدة . (زهران،1995)

( 3 ) النمو العقلي:

تتميز هذه المرحلة بأنها فترة تميز ونضج في القدرات وفي النمو العقلي . ويطرد نمو الذكاء . ويكون أكثر وضوحاً من تمايز القدرات الخاصة . وتصبح قدراته العقلية أكثر دقة في التعبير مثل القدرة اللفظية والقدرة العددية في معالجة الأرقام والقيام بحل المسائل البسيطة بسرعة ودقة .كما تزداد سرعة التحصيل وإمكاناته .

وتنمو القدرة على التعلم وعلى اكتساب المهارات والمعلومات . وتنو القدرة على الربط بين المتغيرات ( أي القدرة على أن يأخذ الفرد في اعتباره عوامل متعددة في نفس الوقت ) .

وينمو الإدراك من المستوى الحسي المباشر إلى المستوى المعنوي الذي يمتد عقلياً نحو المستوى القريب والبعيد ، وتحديد التفاصيل بدقة وينمو الانتباه في مدته ومداه ومستواه .

ويستطيع المراهق في هذه المرحلة استيعاب مشكلات طويلة ومعقدة بسهولة ويسر . وينمو التذكر معتمداً على الفهم واستنتاج العلاقات المتعلقات . وتنو معه القدرة على الاستدعاء والتعرف .

وتزداد قدرته على التخيل المجرد المبني على الألفاظ. ويتجه من المحسوس إلى المجرد . ويزداد ميله إلى الرسم والموسيقى ونظم الشعر والكتابة الأدبية .

وينمو التفكير المجرد وتزداد قدرته على الاستدلال والاستنتاج والحكم على الأشياء وحل المشكلات والتنبؤ بما يمكن أن يحدث . وتصور الأمور على أساس من الخبرة السابقة .ووضع المخططات على أساس الحقائق .

وتظهر هذه القدرة ببساطة عندما تستطيع أن تصل إلى النتائج من المقدمات بطريقة صحيحة ( أي بطريقة منطقية ) .وتنمو قدرته على التحليل والتركيب.والقدرة على تكوني التصميمات الدقيقة .وتزداد قدرته على فهم الأفكار دون أن تكون مرتبطة مباشرة بالمراهق شخصياً . وتزداد قدرته على التعميم وفهم التعميمات والأفكار العامة. وتنمو المفاهيم المعنوية عنده مثل الخير والفضيلة والعدالة . وتزداد قدرته على التجريد وفهم الرموز .

وكما تلاحظ فان لنظرية بياجيه الدور الأكبر في بيان طبيعة النمو العقلي ( المعرفي ) بكثير من الوضوح . وربما كان دور هذه النظرية أكثر وضحاً في مرحلة المراهقة منها في أي مرحلة أخرى ( Berk,2002 ) ذلك أن القدرة على القيام بأنواع معينة من العمليات تختلف عن تلك التي يقوم بها الطفل في المرحلة العمرية السابقة. وهي خاصية يتميز بها المراهق في كل مكان .

إلا أن هناك عوامل مؤثرة على النحو العقلي لدى المراهق . حيث تلعب الوراثة دوراً بارزاً في وجود فروق فردية في الذكاء والقدرات العقلية .كما تؤثر التسهيلات البيئية والخبرة والتدريب في تنمية واستثمار تلك القدرات إلى أقصى مدى . وييسر التوافق الانفعالي الوصول إلى الثقة ومفهوم الذات الإيجابي من أجل تحقيق نضج عقلي للمراهق.كما تؤثر العوامل الانفعالية مثل الخمول والتمرد في الأداء العقلي للفرد. ويؤثر مستوى وسرعة معدل النمو الجسمي في تحصيله الدراسي. وشخصيته بصفة عامة . ولا ننسى تأثير وسائل الإعلام السمعية والبصرية على نموه العقلي وتزويده بالأفكار والخبرات.


عزيزتي القارئة: عرفت الآن ما يمر به المراهق من نمو عقلي ومعرفي واضح ، وأن المراهق في هذه المرحلة يصل إلى حوالي 95% من ذكائه العام من سن 17تقريباً . وتنمو لديه القدرة على التعليل Reasoning والتحليل Analysis وعلى إدراك العلاقات بين الأشياء Power to relate وعلى التفكير Thinking وتنمو القدرات الميكانيكية والحركية ، وتزداد سرعة زمن الرجع Reaction-time وتزداد دقة التوافق اليدوي العيني Eye-hand coordination وتزداد اليد والأصابع توافقاً Mechanical dixerity مما يحتم على واضعي المناهج الدراسية التي تنمو باطراد وبشكل متسارع .وتزداد المعلمين بكفاءات خاصة تواكب هذا التطور ( Owens, 2002 ) .

وتعتبر المدرسة من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تلعب دوراً بارزاً في حياة المراهقين وفي تشكيل مستقبلهم . وتستطيع المدرسة في هذا المجال توفير فرص النمو السليم والمتكامل للمراهق عن طريق المواد العلمية وأسلوب المعاملة وعن طريق العلاقات الإنسانية السائدة ، وكذلك عن طريق الأنشطة المختلفة التي تساعد المراهقين على تحقيق مطالب النمو ، وتجنيبهم الكثير من الصراعات التي تحفل بها هذه المرحلة .


النمو الانفعالي :

على الرغم من تشابه الأنماط الانفعالية للمراهق مع ما كان سائداً في مرحلة الطفولة . إلا أنها تختلف في المثيرات التي تحرك هذه الانفعالات ، كما أنها أكثر أهمية في تدريب المراهقين لضبط التعبير عن هذه الانفعالات وهناك مظاهر متعددة للنمو الانفعالي للمراهق كما تتباين الفروق في تلك المظاهر بين الجنسين وتتصف الانفعالات في مرحلة المراهقة بأنها انفعالات عنيفة متهورة لا تتناسب مع مثيراتها وفي كثير من الحالات لا يستطيع المراهق التحكم فيها ولا في المظاهر الخارجية لها. وبالتالي ، فليس هناك ثبات انفعالي في هذه المرحلة ويظهر التذبذب الانفعالي لدى المراهق . وتقلب سلوكه بين سلوك الأطفال تارة وسلوك الكبار تارة أخرى .

كما تلاحظ لدى المراهق التناقض الانفعالي وثنائية المشاعر نحو نفس الشخص أو الشيء أو الموقف فيتذبذب انفعاله بين الحب والكره وبين الشجاعة والخوف ، وبين التدين والإلحاد ، وبين الانعزالية والاجتماعية وبني الحماس واللامبالاة .. إلى غير ذلك من مظاهر السلوك .

لقد حددها فهيرست مطالب النمو الانفعالي في مرحلة المراهقة بتقبل الذات ، وخاصة تقبل التغيرات الجسمية والجنسية الجديدة ، وتحقيق الاستقلال الانفعالي وتكوين اتجاهات إيجابية نحو الجنس الآخر ونحو الأقران من نفس الجنس ونحو الوالدين والأسرة والمجتمع . وتحقيق الأمان النفسي والاطمئنان على المستقبل وتحقيق الولاء للقيم الاجتماعية والخلقية والدينية التي تسود المجتمع الذي يعيش فيه .

وتشكل هذه المطالب عبئاً ثقيلاً على كاهله تجعله يعيش صراعات نفسية مختلفة تتمثل في كل من ( حامد الفقي ، 1993(.

• صراع بين الحاجة إلى تهذيب الذات والحاجة إلى التحرر والاستقلال .وهو بذلك يحتاج إلى من يوجهه إلى معرفة السلوك المقبول في المناسبات والمواقف المختلفة .لكنه في الوقت نفسه يحتاج إلى الشعور باستقلالية .وأنه لم يعد طفلاً.
• صراع بين الحاجة إلى الاستقلال والحاجة إلى الاعتماد على الآخرين ( من أبوين وأسرة وغيرهما).
• صراع بين الحاجة إلى الإشباع الجنسي وبين التقاليد الدينية والاجتماعية .
• صراع القيم وهو صراع بين ما تعلمه المراهق في الطفولة وآمن به من مبادئ وقيم وبين ما يمارسه الكبار من حوله في الحياة اليومية مما يناقض هذه المبادئ والقيم.
• صراع المستقبل : وهو صراع تسببه الحاجة إلى تحديد المستقبل والتخطيط له واختيار العمل أو الوظيفة أو المهنة . والإعداد لتحقيق ذلك .
• صراعات مختلفة تنتاب المراهق نتيجة التغيرات الجسمية والجنسية المفاجئة فقد يؤدي التبكير في النضج الجنسي أو الزيادة غير العادية فيه أو عدم التساوي بين الأعضاء الجسمية المختلفة في درجة النمو إلى حدوث الاضطرابات النفسية الخطيرة وخاصة لدى الإناث في هذه المرحلة .
ويلاحظ على المراهق في هذه المرحلة سعيه نحو تحقيق الاستقلال الانفعالي أو ما يسمى الفطام النفسي عن والديه وتكوين شخصيته المستقلة .وقد تلاحظ مظاهر الخجل لدى المراهق والميل نحو الانطوائية والتمركز حول الذات ، والشعور بالذنب والخطيئة نتيجة للتغيرات الجسمية المفاجئة والمشاعر الجديدة .

خاصة ما يتعلق منها بالجنس .كما يلاحظ التردد نتيجة نقص الثقة بالنفس خاصة في بداية هذه المرحلة ويزداد خياله خصباً فيتخطى المراهق حدود الزمان والمكان وحتى حدود قدراته إلى أماكن وخبرات لا يستطيع المرور بها في واقع حياته بدون أن يكون هناك لحماً ودماً وفي خياله هذا يحل مشكلات ويحقق رغباته ويتحدث الباحثون في هذا المجال إلى ما يفيد الباحث من خياله هذا في مساعدته نحو تقييم جهوده الحالية بربط ماضيه بحاضرة وبمستقبله وفي تخيله يحل مشكلاته الحاضرة في تخيل أفضل الظروف وأسوأها بدوره كطبيب أو مهندس أو معلم ويستغرق المراهق في تخيله أو حلم اليقظة Day dreaming الذي ينتقل به من عالم الواقع إلى عالم غير واقعي .وينتابه القلق النفسي أحياناً وقد يجد فيها مهرباً من المواقف التي لا يستريح إليها. ودرعاً لحماية نفسه من تهديد التناقضات الكثيرة في العالم من حوله (Owens, 2002 ).

وبالرغم من أن المراهق يكون بطل الحلم دائماً ومؤلفه ومخرجه وممثله إلا أن الحب يعد من أهم مظاهر الحياة الانفعالية له فالحب المتبادل يزيد الألفة ويزيل الكلفة ويقضي على العدوان ويجعل الاتجاهات النفسية أكثر إيجابية . والحب كما يراه الباحثون يمثل قوة علاجية جبارة لحل العديد من المشكلات التي يواجهها المراهق.

ويتأثر النمو الانفعالي بالعديد من التغيرات الجسمية الداخلية والخارجية والعمليات العقلية والمعرفية والقدرات العقلية والتآلف الجنسي ونمط التفاعل الاجتماعي ومعايير الجماعة والمعايير الاجتماعية العامة والشعور الديني للمراهق (Berk,2002) .