$القلب الحنون$
النمو الاجتماعي :

ونتيجة للتغيرات الجسمية والعقلية والانفعالية التي تطرأ على الشخص فانه يلاحظ اتساع نطاق الاتصال الاجتماعي وتزداد مشاركته للآخرين في الخبرات والمشاعر والاتجاهات والأفكار وتستمر كذلك عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع ويستمر تعلم و استدخال القيم والمعايير الاجتماعية من الأشخاص الهامين في حياته مثل الوالدين والمدرسين والقادة من الرفاق ومن الثقافة العامة التي يعيش فيها (Hines, 1997) ويظهر على المراهق اهتمامه بالمظهر الشخصي ويبدو ذلك واضحاً في اختيار ملابسه والاهتمام بالألوان الزاهية اللافتة للنظر والتفصيلات الحديثة والاهتمام الحلي وبالموضة ومتابعتها بالنسبة للإناث ( Hurlock,1980) .

ويلاحظ على المراهق نزعته نحو الاستقلال الاجتماعي والانتقال من الاعتماد على الغير إلى الاعتماد على النفس وكذلك ميله إلى الزعامة والتوحد مع شخصيات خارج نطاق البيئة المباشرة مثل شخصيات الأبطال وينمو الوعي الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية .ويزداد وعيه بالمكانة الاجتماعية والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليه المراهق فيستمر في التآلف والتكتل في جماعات الأصدقاء والخضوع لها ، وتتسع دائرة التفاعل الاجتماعي والميل إلى الجنس الآخر.

ويلاحظ النفور والتمرد والسخرية والتعصب والمنافسة . وضعف القدرة على فهم وجهة نظر الكبار وضيق صدره للنصيحة وتعتبر المنافسة إحدى مظاهر العلاقات الاجتماعية في هذه المرحلة فيقارن المراهق نفسه دائماً برفاقه ويحاول أن يلحق بهم ليكون مثلهم أو يتفوق عليهم .لكنه مع ذلك يعكف على مقارنة قدراته بقدرات الآخرين .ويحكم على سلوكه حسب المعايير السلوكية التي تحددها الجماعة (Bear,1999 ) وتتميز هذه المرحلة بمرحلة مسايرة Conformity ومجاراة وموافقة وامتثال وقبول واتساق ومحاولة انسجام مع محيطة الاجتماعي وقبول العادات والمعايير الاجتماعية الشائعة بهدف تحقيق التوافق الاجتماعي . خاصة مع التأثير المتزايد لجماعة الرفاق ، والتوافق مع القيم والمعايير الجديدة في القبول والرفض الاجتماعي ( Green berger,et al.,1998 ).

ولاشك بان عدداً من العوامل تؤثر في سلوكه الاجتماعي مثل استعدادات الوالدين واتجاهاتهما وتوقعاتهما .والمستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة وجماعة الرفاق ومفهومه عن ذاته ونضجه الجسمي و الفيزيولوجي وكذلك المجتمع والثقافة العامة . كما تؤثر الخبرات الاجتماعية الأولى في حياته وقد لوحظ أنه كلما كانت البيئة الاجتماعية ملائمة كلما ساعد ذلك على تكوين علاقات اجتماعية سوية له ( Zahn-Waxler, 1996 ).

وفي دراسة لكل من بيترايس وريموندج Reymondg & Beatrice ( حامد الفقي، 1995 ) حول الخصائص التي تتميز بها شخصية المراهق وقدرته على التقبل الاجتماعي استنتجا فيها إلى أن الشعور بالتقبل الاجتماعي يعتبر هاماً لتحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي للمراهق .وأن فقد المنزلة الاجتماعية قد يؤدي إلى الشعور بالتعاسة وعدم السعادة . وبالمقابل فان اهتمام المراهق بتكوين علاقات اجتماعية مع الجنس الآخر تزيد من نضج المراهق .

ووصف جيرسايلد Jersild الذات بأنها جوهر وجود المراهق ، وأنها العالم الذاتي الذي يخبر في الخبرة الإنسانية بما فيها من أفراح وأحزان وآمال ومخاوف وعطف وقسوة .

وأشار الباحثون في هذا المجال إلى أن العديد من المراهقين لا يمرون بأزمة الهوية التي أشار إليها اريكسون Erikson في دراساته . ولهذا فان المراهقين في هذه المرحلة لا يصلون إلى الهوية الناضجة التي يسعون لتحقيقها بالنظر لارتباط هذه الهوية بقيم وأهداف الوالدين الخاصة بهما . دون السؤال عما إذا كانت هذه القيم والأهداف صحيحة أم خاطئة بالنسبة له .
وعندما يغير المراهق بيئته كان يلتحق بكلية بعيدة عن بلدته أو يذهب إلى مكان للعمل فان البيئة الجديدة سوف تؤثر في شخصيته ويبدأ بالبحث عن أناس يعاملونه بطريقة تتفق مع أنماط شخصيته وأفكاره عن ذاته ويتجنب الناس الذي لا يعاملونه بهذه الطريقة (Wigfield, et al., 1995 )


النمو الجنسي :


للجنس أهميته الكبرى في حياة الفرد لكونه يرتبط بشكل واضح وجلي بكل جوانب النمو المختلفة وبالتدريج يتحول الميل الجنسي إلى الجنس الآخر فيتعلق الفتى بإحدى الجارات أو صديقات الأسرة أو إحدى فتيات مجتمعه أو حتى إحدى مدرساته .وكذلك تفعل الفتاة وفي بداية مرحلة المراهقة يشعر المراهق بالدافع الجنسي .ويعبر عنه بداية الأمر على شكل إخلاص وولاء وإعجاب وإعزاز وحب لشخص أكبر منه سناً مثل المعلم أو غيره . ثم يأخذ الشعور الجنسي مجراه الطبيعي فيحب الفتى فتاة أو أكثر في مثل سنه وتفعل الفتاة كذلك .

وتتميز هذه العلاقة بسيادة الروح الرومانسية الخالية من أية آثار جنسية جامحة حيث يوصف الحبيب بالأخ أو الأخت أو الملاك أو الروح .. الخ . ويشاهد الفضول الجنسي وشدة الشغف بالتعرف على حقيقة الحياة الجنسية وكثرة الأسئلة إلى الكبار ومن سبقوا إلى مرحلة المراهقة من الرفاق .

ومن أجل أن يخفف المراهق من توتره الجنسي ، فانه يلجأ إلى ممارسة النشاط الجنسي الذاتي والتي تسمى بالعادة السرية Masterbation وتشير البحوث المتعلقة في هذا الجانب إلى أن الإفراط في مثل هذا النشاط وإدمانه وما يصاحبه من مشاعر الإثم والخطيئة والصراع النفسي الخوف والقلق النفسي والشعور بالإثم وفقدان اعتبار الذات ( Petersen, et al., 1993 ).


النمو الديني :

ومع طفرة النمو الملاحظ عند المراهق فانه يحدث تغير وتطور ونمو الشعور الديني حيث يعيد المراهق تقييم قيمه الدينية . فنلاحظ ازدواج الشعور الديني لديه . وقد يوجد لديه شعور ديني مركب مزدوج يحوي عناصر متناقضة كأن يوجد لديه حب الله إلى جانب الخوف منه .وقد يوجد الإيمان بالموت إلى جانب كرهه له كنهاية لا مفر منها .
وقد نلاحظ تعدد الاتجاهات الدينية لدى المراهقين ( Markstrom, 1999) وفي دراسة قام بها كل من : عبد المنعم المليجي ومحمد حلمي المليجي (1973) أن حوالي 5% من الذكور يكون إيمانهم تقليدياً و 25% منهم يكونون متحمسين و 24% منهم يساورهم الشك و 1% منهم يكونون ملحدين كما وجدا أن حوالي 16% من الفتيات يكون إيمانهن تفكيرياً و 26% منهن متحمسات و13% منهن يراودهن الشك .
ينمو ويتطور الشعور الديني لدى المراهق مع تقدمه في العمر فنجد أن لديه ازدواج في الشعور الديني حيث قد يوجد لدى المراهق شعور ديني مركب ومزدوج يحتوي على المتناقضات فقد يوجد حب الله إلى جانب الخوف منه ويوجد الإيمان بالموت إلى جانب كرهه كنهاية لا مفر منها ، كما أن المراهقة تتميز بأنه فترة يقظة دينية توضح فيها المعتقدات الدينية التي قد كونها الفرد في طفولته موضع الفحص والمناقشة والنقد وتتعرض للتعديل حتى تتفق مع حاجاته الجديدة الأكثر نضجاً ويزيد اهتمام المراهق بالمسائل الدينية بما أنه أصبح مطالباً بممارسة العبادات بشكل أكثر جدية مما كان عليه الحال في الطفولة ، والفحص الناقد لمعتقدات الطفولة قد يقود المراهق إلى الشك وبالطبع توجد فروق فردية وجماعية في خبرة الشك الديني لدى المراهقين فهو أشد لدى الذكور منه لدى الإناث ، كما أنه أقل حدوثاً لدى المراهقين الذين ينشئون في أسرتهم بالدين (أبوحطب ، 1999) .


النمو الأخلاقي :

في هذه المرحلة من المراهقة يتبع المراهق معتقداته الأخلاقية التي اكتسبها خلال سنوات عمره السابقة وما مر به من خبرات وما تعلمه من معايير السلوك الأخلاقي كما نلاحظه يبدي رأيه في مدى صواب السلوك أو خطئه بالرغم من أننا قد نجد تباعداً بين سلوكه الفعلي وبين ما يعرفه من معايير السلوك الأخلاقي المثالي .
ويعزو الباحثون إلى هذا التناقض إلى محاولة المراهق تحقيق استقلاله والبعد عن سلطة الكبار وضيقه منها ، ونقص مستوى نضجه الاجتماعي أو العقلي ويلاحظ بالإضافة إلى ذلك تأثر المراهق بسلوك قرناء السوء لديهم لاكتسابهم السلوكيات الخاطئة منهم ومحاولة تقليد هذا السلوك الخاطئ.
وقد تحدث جون ديوي عن النمو الأخلاقي لدى المراهق مشيراً إلى أن الحكم الأخلاقي يهتم بالأمور أو الأحداث التي تكون تحت الإنجاز. وأنه في جميع حالات الإحكام الخلقية للمراهق فانه يوجد حدث وهو تعبير عن الميل والعادة والرغبة بل وكل الشخصية .
وبين كولبرج Kohlberg المراحل المختلفة للحكم الخلقي لدى المراهق وحدد ثلاث مستويات للحكم الخلقي هي ( Owens, 2002) :
• المستوى ما قبل الأخلاقي Premoral level: ( وتمتد من 0-9 سنوات) حين يكون السلوك مدفوعاً عند الطفل بدوافع بيولوجية واجتماعية حيث تؤدي إلى نتائج أخلاقية .
• المستوى التقليدي ( العرفي ) للسلوك Conventional level : ( وتمتد من 9-16سنة ) وفيه يقبل الفرد معايير جماعته مع قليل من التفكير التأملي الناقد .. أي كل ما يتعلمه الفرد من قيم ومعايير للسلوك يقبل دون مناقشة .
• المستوى المستقل للسلوك Autonomous level : ( أكثر من 16 سنة ) حيث يكون السلوك موجهاً بتفكير الفرد الذاتي كما يحكم بنفسه ولايقبل معايير الجماعة دون تأمل واضح .
وأشار كولبرج Lohlberg ( papalia & Olds, 1996) أيضا إلى وجود أربعة توجهات أخلاقية أساسية بجانب مراحله الأخلاقية المعروفة وهي :

• التوجه المعياري Normative orientation : الذي يؤكد على الواجب والحقوق المحددة بالالتزام بالقوانين والأدوار.
• توجه العدل Fairness orientation : الذي يؤكد على الحرية والعدل والمساواة والتبادلية والاتفاق .
• التوجه النفعي Utilitarianism orientation : الذي يؤكد على السعادة والرفاهية للأحداث الأخلاقية سواء للفرد أو للآخرين .
• التوجه الكمالي Perfectionism orientation : الذي يؤكد على الوصول إلى العزة والذاتية والدوافع الطيبة والضمير والتناسق بين الذات والآخرين.

وترتبط نظرية جان بياجيه في الحكم الخلقي بنظريته في النمو العقلي ذلك أن النمو الخلقي للطفل من وجهة نظره تتأثر إلى حد بعيد بالمراحل العقلية التي يمر بها الطفل.
ومن خلال ملاحظاته ومقابلاته الفعلية حدد بياجيه عدداً من مراحل الحكم الخلقي تمثلت في الآتي :
)

أ)مرحلة ما قبل الأخلاقياً : Premoral stage :
وهي تقابل السنتين الأوليتين من حياة الطفل ، وفي هذه المرحلة لايوجد أي التزام بالقوانين أو التعليمات .

ب)الأخلاق خارجية المنشأ : Heteronomous morality :
وهذه المرحلة توجد ما بين سن 2-7 سنوات ، ويسميها البعض مرحلة الأخلاق الغيرية والتي فيها يتبع الطفل الآخرين حيث الطاعة العمياء للقوانين ، واللوائح هي الصواب عنده ومعادلة الالتزام بالخضوع للقوة والعقاب .
وتتميز هذه المرحلة بما يلي:

• خضوع الطفل للقوانين الصادرة من الآخرين وإطاعة التعليمات الوالديه والأسرية ، ويبرر بياجيه هذا التوجه من قبل الطفل إلى إجبار الوالدين والكبار للطفل ويعني بذلك عقاب الوالدين للطفل .
• عدم قدرة الطفل التحقق من الدوافع أو الهدف من وراء السلوك .. وهو ما يطلق عليه بياجيه الأخلاق الواقعية Moral realism .
• قيام الحدث أو السلوك بنتائجه بغض النظر عن دوافعه ومقاصده .

ج) مرحلة الأخلاق داخلية المنشأ :

وتظهر معها مرحلة أخلاقية جديدة تمثل نتاجاً للتحول العقلي وقيود الكبار والتعاون مع الأقران والأطفال الآخرين .وتبدأ هذه المرحلة في سن السابعة تقريباً ، والتي يسميها بياجيه بالعمليات العيانية Concrete operational ويبدأ الطفل في هذه المرحلة التحقق والحكم على أساس قوانينه الشخصية ، ويصبح واعياً للدوافع والقصد من وراء السلوك ..

ويسمي بياجيه هذه الخطوة بالمسؤولية الذاتية Subjective -responsibility والتي يقصد بها قدرة الطفل في الحكم على الحدث وفقاً لقوانين ذاتية في مقابل المسؤولية الموضوعية والتي تعتبر النتائج المادية هي المحك فيها ويسميها بياجيه أيضاً بالأخلاق التبادلية Morality of reciprocity مقابل أخلاق الطاعة Morality of obedience في المرحلة السابقة مشيراً إلى قدرة الطفل في فهم الناس وسلوكهم على المستوى العقلي أو الاجتماعي ، على أساس الدوافع والغايات .


إن الحكم الأخلاقي لدى بياجيه يتكون من عدد من المجالات هي :
• العدالة الفطرية ( القريبة) Imminent Justice : وهو الاعتقاد بوجوب العقاب الآلي الذي ينبعث من الأفراد أنفسهم .
• الأخلاق الواقعية Moral realism : وهو الاعتقاد بأن الحوادث يجب ان تقيم على أساس نتائجها وليس أهدافها أو دوافعها .
• الجزء في مقابل العقاب التعويضي Retributive Vs. Restritutive وهو الاعتقاد بأن العقاب يجب أن يكون جزائياً في مقابل أن العقاب ينبغي أن يكون تعويضاً.
• فعالية العقاب Efficacy of punishment : وهو الاعتقاد بأنه كلما كان العقاب أشد كان أكثر فاعلية وتأثيراً .
• المسؤولية الجماعية : وهو اختيار المسؤولية الفردية أو الجماعية في حالة الأفعال التي تستحق عقاباً.
لاحظ أن ما طرحه كل من بياجيه وكولبرج لا يوصلان الفرد إلى مرحلة نضج المبادئ الأخلاقية إلا في سنوات المراهقة.والتي يرى فيها كولبرج أن المراهقة هي الوقت الذي يجد فه المراهقون بأنفسهم المبادئ الأخلاقية بدلاً من أخذها من الوالدين والكبار دون معارضة .
وفي هذا الصدد يشير ميتشل Mitchell, 1975 إلى خمسة تغييرات أساسية يجب أن تحدث في أخلاقيات المراهقين تتمثل في الآتي :
• تصبح نظرة المراهق الأخلاقية أكثر تقدماً نحو التجريد وأقل مادية .
• تصبح عقائد المراهق الأخلاقية أكثر اهتماماً بما هو صواب وأقل اهتماماً بما هو خطأ كما تظهر في العدالة كقوة أخلاقية سائدة .
• يصبح الحكم الخلقي معرفي بصورة واضحة الأمر الذي يشجع المراهق على أن يحلل المبادئ الشخصية والاجتماعية بحيوية أكثر مما كان في الطفولة ليقرر بنفسه القضايا الأخلاقية الهامة .
• تصبح الأحكام الخلقية اقل تمركزاً حول الذات .
• تصبح الأحكام الخلقية مكلفة بالمعنى النفسي حيث تستلزم فرض ضريبة انفعالية وخلق ضغط نفسي
$القلب الحنون$
ومن أهم مظاهر النمو الاجتماعي ما يلي :

• التنشئة الاجتماعية والتطبيع : تستمر عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع لدى المراهق وذلك من خلال تأثره بالقيم والمعايير والمثل التي حوله سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع المحيط به ، ثم بعد ذلك تتسع النشاطات لدى المراهق ويصبح لديه مجموعة من الأصدقاء .

• الاستقلال الاجتماعي : بعد أن كان المراهق يعتمد على الغير أصبح في هذه المرحلة يتميز سلوكه بالاستقلالية والاعتمادية على النفس في الأشياء التي لها علاقة به ، مثل طريقة حياته لبسه ، أنشطته ، كما أصبح يميل إلى الزعامة سواء مع زملائه في المدرسة أو مع جماعة الرفاق في الخارج .

كما يلاحظ على سلوك المراهق في هذه المرحلة سلوكيات معينة مثل التمرد على سلطة الوالدين ، والسخرية ، والتعصب ، والمنافسة وعدم القدرة على فهم وجهة نظر الكبار واعتبار ما يوجهونه من نصيحة عبارة عن نقد وتوبيخ فيميل إلى انتقاد الوالدين وأسلوب حياتهم داخل البيت وطريقة تفكيرهم ، ولقد أوضحت بعض الدراسات أن البنات أكثر ميولاً وتوافقاً مع السلطة الوالدية في حين أن الأولاد يتمردون على السلطة من خلال التمرد والخروج من المنزل .


المنافسة : يميل المراهق في العادة إلى مقارنة نفسه بغيره محاولاً اللحاق بهم والتفوق عليهم سواء كانوا من جمعة الرفاق أو الزملاء في المدرسة وفي المجتمع.

وتعتبر هذه المرحلة مليئة بالغموض والصراعات والتناقضات أما الغموض فلأن المراهق انتقل من بيئة الأطفال البسيطة والمعروفة إلى بيئة الكبار والتي تعد مجهولة من حيث العادات والقيم والأفكار ، أما الصراعات فلأن المراهق يعيش صراعاً بين آراء الأهل وآراء الأصدقاء وصراعاً بين أفكار وقيم جماعة الرفاق أما التناقض لأن المراهق متناقض في أفعاله وسلوكياته وآراءه فتكون مزيج من التآلف والتمرد والمسايرة والمغايرة ( عقل ، 1996) .
ميل المراهق إلى الالتفاف حول جماعة الرفاق أو شلة معينة والاندماج معهم يسايرهم ويوافقهم وينتمي لهم ومن أشهر التجمعات الاجتماعية في مرحلة المراهقة المبكرة ما تسميه (هيرلوك) بالرفقة الحميمة والثلة والجمهرة والجماعة المنظمة ، وتتألف جماعة الرفقة الحميمة من صديق واحد يكون وثيق الصلة به ويقضي معه وقت طويل وعادة ما يكون هذا الصديق من نفس الجنس ولديه نفس الميول والاهتمامات .

وأما الشلة فهي تجمع أكبر يتكون من ثلاثة أو أربعة أصدقاء تجمعهم ميول وقدرات مشتركة ثم بعد ذلك الجمهرة وهي اكبر التجمعات الاجتماعية في مرحلة المراهقة ولهذا توجد مسافات اجتماعية بين أعضائها ، أما الجماعة المنظمة فهي تلك التي تنظمها المدارس والأندية وغيرها من المؤسسات الاجتماعية لتهيئة الفرصة للمراهقين من أجل ممارسة الأنشطة الاجتماعية المختلفة ومع ذلك يرى المراهق أن الجماعة تحقق له الأهداف التالية :

1- يجد المراهق الراحة والمتعة في الاندماج مع جماعة يعيشون نفس مشاكله ويشعرون بنفس أحاسيسه ويسلكون على طريقته.

2- تتيح جماعة الرفاق الفرصة للمراهق في أن يحصل على المعلومات التي يعجز عن معرفتها من خلال الآباء والمدرسين وذلك في وقت تضعف فيه العلاقة بين المراهق وأسرته .
$القلب الحنون$
وبهذا تم اكمال بحث اختنا عطر الزمن..
$القلب الحنون$
قد يتصف المراهق أو المراهقه في هذه المرحله بالإعتداد بالرأي وقد يتجاوزا ذلك إلى الشعور أن المجتمع كله على خطأ إذا وقف ضد رغباتهما . وقد يجهل بعض الأهل الطريقه المثلى للتعامل مع المراهق ويزيدون من أعباء همومه أو هو يزيد ذلك لديهم . فيجب على الوالدين بشكل خاص والمعنيين بالتعامل مع المراهق من أساتذه والمجتمع كذلك بشكل عام معرفة الكيفيه المناسبه للتعامل مع المراهق والطريقه الصحيحه لذلك

كيف التعامل مع المراهق ؟

هناك اربعة احتياجات لمراهق 1 – احتياج المراهق للتقدير وذلك بتعزيز الاجابيات وتركيز الانجازات
2- الحب والانتماء من خلال ابداء المشاعر الايجابية من خلال الفاظ و السلوكيات والهدايا ..الخ
3- الحرية من خلال إعطاء فرصة للحوار و الامر يعرض عليه ولايفرض والخطاء مقبول وليس خطيئة ويحاسب على الخطاء ولكن يظل نحب الشخص لذاته .
4- الترويح والترفية و مشاركته في ذلك وتخفيف ضغوط الحياه عليه




هل ترتبط المراهقة بسن معينة ؟

المراهقة حسب التصنيفات العالمية تبدأ في سن الثالثة عشر حتى الواحد والعشرين ولكن هناك فتيات أو شباب قد لا تستغرق المراهقة معهم أكثر من سنتين أ و أقل والبعض قد يظل مراهق حتى سن الخمسين وذلك يعتمد على البيئة والتربية ومساحة الحرية والأخلاق والدين وتحمل المسؤولية



سيطرة الابن في البيت هل يعد مراهقة؟

خلال النمو النفسي للمراهق تظهر لديه سمات العناد والرغبة في الاستقلالية، وهذه علامات نضج بشرط أن نحسن فن التعامل معه حتى لا تصبح عناداً مرضياً.



علامات بداية مرحلة المراهقة وأبرز خصائصها النفسية والجسدية؟


ما يهمني هو الخصائص النفسية، ومنها: 1ـ النمو الفكري حيث يصبح المراهق يفسر الأمور على هواه بغض النظر هل هو صحيح أو خطأ.
2ـ العناد والاستقلالية.
3ـ التمركز حول الذات والانشغال بشكل الجسم مثال: الوقوف أمام المرأة لساعات طويلة.
4ـ النمو اللغوي وكثرة الكلام والحديث.
5ـ النمو الانفعالي مثل زيادة الحساسية والغيرة والرغبة في زيادة مسار الحب وقد يوجهها بطريقة خاطئة إلى صديقة أو مدرسة.
6ـ النمو الاجتماعي والتأثر بالشلة ومفاهيمهم حتى ولو لم يكن مقتنعاً بأفكارهم.




ماأبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق؟

أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق: أولاً: المشكلات العاطفية: الإعجاب، الحب، القلق، والكآبة.
ثانياً: المشكلات الجنسية: وعلى رأسها العادة السرية.
ثالثاً: المشكلات السلوكية: العناد والتمرد المرضي+ الإدمان على شرب السجائر وهو بوابة الشر. رابعاً: المشاكل الدراسية: السرحان والتأخر الدراسي.




عندي ولد انطوائي على نفسه كثيراً، غير اجتماعي، أنا أخشى عليه كثيراً من أن يستمر على هذا الوضع؟

الانطوائي قد يكون بسبب مظاهر التغيير النفسي للمراهق، وقد يكون بسبب التربية الحازمة أو الناقدة أو الراعية أو المهمة، وتشخيصها هل كان ابنك بهذه الخصائص حتى بمرحلة الطفولة، فذلك دلالة على أن القضية تربوية وأنت بحاجة لإعادة تقييم الطريقة التربوية، أما إذا حدثت خلال فترة المراهقة فقد يكون السبب نتيجة التغيرات النفسية والجسدية للمراهق.




كيف أتعامل مع العناد واللامبالاة الابناء ؟

أولا : العلم والمعرفة من خلال تثقيف النفس حضور الدورات والقراءة وسؤال المختصين لمعرفة خصائص المراهقة النفسية والصحية أو المرضية .
ثانيا : طرح البدائل وتعليمها .
ثالثا : الصداقة ومد جسور المودة بيننا وبين أبنائنا والتحدث معهم .
رابعا : قبول العذر وحسن الظن .
خامسا : تحميلهم المسؤولية ولن يحسوا بالمسؤولية إذا لم يحسوا بالألم والألم ينتج من خلال قرار والقرار ناتج عن حوار ، والقرار قد يكون صائب وقد يكون خاطىء والألم يأتي من الخطأ ولن يتعلم المسؤولية إلا من الصواب والخطأ .




لدي ابنة في المرحلة الثانويةلا تعرف كيف تنافش اذا اناقشها في موضوع تنفعل وتبكي وتتركة الموضوع كله بدون نتيجة

المراهقين بهذه المرحلة يعانون من ثورة في الهرمونات الجنسية والتي تجعل منهم ششدة الانفعال الذي نراه والحساسية لذلك لا تقلقي ولا تحسي بالذنب فيهي مرحلة عمرية سوف تنتهي بسلام وكل ما في الأمر أنت بحاجة إلى محادثة إبتنتك بعد أن تهدأ ومناقشتها بهدوء وعقلانية والابتعاد عن المحاضرات .




ابني عمره خمسة عشر سنة لا يتحمل اي خطا من اخوته يثور ويغضب حتى لو كان اختلاف في الراي هذا التغير حدث له من سنتين

المراهقة وتغييراتها قد تحدث قبل سنتين من البلوغ، وعلى ما يبدو إن هذه السلوكيات نتيجة الانفعالات المصاحبة لهذه المرحلة، ولكن هذا لا يعني أن يكون عذراً لسلوك الشاب معك أو مع إخوته، وإنما هو توضيح لك للصبر وتوصية الشاب بما لاحظتيه عليه في سلوك ومحاسبته إذا ما تجاوز في سلوكه وانفعالاته، فهو مسؤول أمام الله ومكلف، ولكن بهدو، وبحب وحوار عادي واحترام وتقدير.
$القلب الحنون$
ماذا افعل اذا وجدت عند اخي المراهق بعض المخالفات الشرعية سواء صور اوافلام اوماشابه ذلك ؟

يمكن معالجة ذلك الأمر بالتلميح دون التصريح أو التجريح وليس من حقنا أن نبحث في خصوصيان حياة الآخرين لأن ذلك يكسر الثقة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يمكن إذا كانت العلاقة جيدة بينكما أن تتحدثوا معه وتوجهوه بطريقة طيبة يتقبلها .



كيف أقوي في المراهق إرادتة ضد السلبيات والمحرمات ؟

يعطى مساحة من الحرية وإبداء الرأي والحوار وأخذ القرار وتحمل مسؤولية هذا القرار والتقليل من النقد



هل شراء سيارة لابني المراهق يحسسه بقيمة وأنه أصبح رجلا ً ؟ هل تخف عليه المراهقة ؟

الإجابة تعتمد على عمر المراهق فإذا كان في العشرين فليس كالذي في الرابعة عشر ويعتمد أيضا على إنجاز المراهق الأخلاقي والدراسي والاجتماعي . ويعتمد أيضا على ضوابط الأسرة فهل الأسرة في الأصل موافقة على هذا المبدأ أو مخالفة له أم أن الأمر مجرد ضغط وابتزاز عاطفي من الابن ... الموضوع بحاجة إلى تقييم للوضع ككل .



لدي أخت لا مبالية بالمسؤوليات المنزلية تترك أمي خلال النهار تقوم بجميع المسؤوليات وأنا بالعمل فهي تسهر بالليل على الانترنت وتنام بالنهار إلى ما قبل ساعات العصر كيف نتعامل مع ذلك ؟ ؟؟؟ وتقريبا هذه هي حال أغلبية البنات هذه الأيام .....

طبعا لا نتفق مع سلوكيات أختك ولكن من المسؤو ل ... وأرى أن المسؤولية مشتركة بين الأم والابنة فالأم تتحمل جميع المسؤوليات وبالتالي نطلب من الفتاه المشاركة بالمسؤولية . تنمية المسؤولية مسألة تربوية وهي عملية تراكمية لا تظهر فجأة ولا أطلب من شخص تحمل المسؤولية وأنا لم أدربه سابقا عليها ، أرى أن تبدأ والدتك وأنت بترك بعض المسؤوليات لأختك مثل غسيل ملابسها أو ترتيب غرفتها وتركها حتى وإن لم تستجيب في البداية , ولكنها سوف تستجيب لاحقا ولا بد أن أنوة أن مشكلتنا في التربية وعدم الاستمرارية




كثيراً ما تفسر مرحلة المراهقة بأنها فترة تمرد وبناء شخصية وتكوين رأي مستقل وعدم اعتداد بالرأي الآخر مهما كانت صحته.. ما مدى صحة هذا الكلام؟

هي صحيحة إذا أحسنا التعامل مع ها، وذلك من خلال تزويد أنفسنا كآباء ومربين بالمعرفة والعلم لهذه المرحلة من خلال القراءة والإطلاع والممارسة، وهذه المقولة خاطئة إذا تم التعامل مع هذه المرحلة بقسوة أو إهمال أو تقبل كل سلوك خاطيء وتجاوزه بدون تصحيح وتبرير ذلك بأنها مراهقة. الموضوع بحاجة إلى فكر مستنير وعلم وصبر وحسن ظن ودعاء.




ما هي الأسس التربوية السليمة التي يجب إتباعها مع المراهق، حتى يجتاز هذه الفترة العصيبة.. وهل سلوك المراهق في هذه الفترة وعاداته التي يكتسبها تكون مرافقة له بعد تعديه لتلك الفترة؟

أنصحك بالاستماع إلى شريط كاسيت (أساليب عملية في التعامل مع المراهق) للاستاذ هاني علي عبدالقادر.. أو قراءة كتاب (فن التعامل مع مرحلة المراهقة) للدكتور محمد فهد الثويني.



كيف أجعل ابني يحب التعلم والإطلاع وتطوير نفسه بدون فرض ذلك علية لأني ألاحظ أنه يحب الكسل والراحة وكل ما أقول له ( ذاكر) يقول : ( مالي نفس )

يصاحب مرحلة المراهقة نمو جسدي وزيادة حجم العضلات والعظام مما ينتج عنه إحساس المراهق بالتعب والكسل وكثرة النوم أيضا يصاحب هذا النمو الجسدي رعشة وعدم توازن حركي فيكثر الاصطدام بالأثاث وسقوط الأشياء من يديه ، نتيجة فهمنا لهذه الخواص نستطيع أن نفهمه ونوجهه لماذا يحس بالكسل وكثرة النوم . أما بالنسبة للدراسة والإطلاع نحاول مبدئياً تشجيعه على الإطلاع على ما يحبونه ثم التدرج بهم.