مرمر الحنونه
مرمر الحنونه
أولوية العلم على العمل))

من أهم الأولويات المعتبرة شرع ا: أولوية تقديم العلم على العمل . فالعلم يسبق العمل، وهو دليله ومرشده. وفي حديث معاذ: "العلم إمام، والعمل تابعه".

ولهذا وضع الإمام البخاري بابا في كتاب العلم من جامعه الصحيح جعل عنوانه : "باب: العلم قبل القول والعمل "، وقال شراحه : أراد به أن العلم شرط في صحة القول والعمل، فلا يعتبران إلا به، فهو متقدم عليهما، مصحح للنية، المصححة ل لعمل. قالوا: فنبه البخاري على ذلك، حتى لا يسبق إلى الذهن من قولهم : بأن العلم لا ينفع إلا بالعمل تهوين أمر العلم، والتساهل في طلبه.

واحتج البخاري لما ذكره ببعض الآيات والأحاديث الدالة على دعواه.

فمن الآيات قوله تعالى : (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات). فأمر رسوله بالعلم بالتوحيد أولا، ثم ثنى بالاستغفار، وهو عمل . والخطاب وإن كان للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو متناول لأمته.

ومنها قوله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء )، فالعلم هو الذي يورث الخشية، الدافعة إلى العمل.

ومن الأح اديث: قوله صلى الله عليه وسلم : "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "، لأنه إذا فقه عمل، وأحسن ما عمل.

مما يستأنس به لتقديم العلم على العمل : أن أول ما نزل من القرآن : (إقرأ)، والقراءة مفتاح العلم، ثم نزل العمل في مثل: (يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر).

إلى أن قال الشيخ:

وفقه الأولويات الذي نتحدث عنه مبناه ومداره على العلم، فبه نعرف ما حقه أن يقدم، وما شأنه أن يؤخر، وبدون هذا العلم نخبط خبط عشواء.
مرمر الحنونه
مرمر الحنونه
(( أولوية الفهم على مجرد الحفظ ))

وأحب أن أنبه هنا ونحن نتحدث عن أسبقية العلم على العمل على أمر مهم، يدخل في فقه الأولويات أيضا. وهو: أولوية علم الدراية على علم الرواية، وبعبارة أخرى، أولوية الفهم والفقه على مجرد الاستيعاب والحفظ: والعلم الحقيقي هو الذي يتمثل في الفهم والهضم.

والإسلام إنما يريد منا: التفقه في الدين، لا مجرد تعلم الدين، كما في قوله تعالى : (فلولا نفرمن كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون).

وفي الحديث الصحيح: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".

والفقه شيء أعمق وأخص من العلم، إنه الفهم، والفهم الدقيق، ولذا نفاه الله تعالى عن الكفار والمنافقين، حين وصفهم بأنهم: (قوم لا يفقهون).

وفي حديث أبي هريرة عند مسلم : "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا".

وفي حديث أبى موسى في الصحيحين : "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير، أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منهم طائفة أخرى، إنما ه ي قيعان لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".

فالحديث يمثل ما جاءت به النبوة من الهدى والعلم بالغيث العام الذي يحيي الأرض الميتة، كما تحيي علوم الدين القلوب الميتة . كما يمثل أنواع الناس في تلقيهم لهذا العلم بأنواع الأرض المختلفة . فأعلى الأصناف هو الذي يفقه العلم وينتفع به ويعلمه، فهو كالأرض الطيبة النقية التي تشرب الماء، فتنتفع به وتنبت الكلأ والعشب الكثير . وأدنى من ذلك النوع الثاني : من لهم قلو ب حافظة، وليست لهم أفهام ثاقبة، ولا رسوخ لهم في العقل يستنبطون به المعاني والأحكام، فهؤلاء يحفظونه حتى يأتي طالب محتاج متعطش لما عندهم من العلم، أهل للنفع والانتفاع، فيأخذه منهم، فينتفع به . فهؤلاء نفعوا بما بلغوا، فهذا الصنف بمنزلة الأرض الجدباء التي يستقر فيها الماء فتمسكه، حتى يأتي من يشرب منها ويسقي ويزرع، وهذا هو المشار إليه في الحديث المشهور : "نضر الله امرئ سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".

والنوع الثالث : هم الذين ليس لهم فهم ولا حفظ، ولا علم ولا عمل، فهم كالأرض السبخة التي لا تقبل الماء، ولا تمسكه لغيرها.

فدل هذا الحديث على أن أرفع أصناف الناس درجة عند الله وعند رسوله : هم أهل الفهم والفقه، وبعدهم أهل الحفظ، ومن هنا كان فضل "الدراية" على "الرواية"، وفضل "الفقهاء" على "الحفاظ".

وفي خير قرون الأم ة القرون الثلاثة الأولى كانت المكانة والصدارة "للفقيه" وفي عصور الانحدار والتراجع كانت المكانة والصدارة "للحفاظ"!

لا أريد أن أقول : إن الحفظ ليس له أي قيمة مطلقا، وإن الذاكرة في الإنسان لا جدوى لها، فهذا غير صحيح . ولكن أقول : إن الحفظ هو مجرد خزن للحقائق والمعلومات، ليستفاد منه بعد ذلك . فالحفظ ليس مقصودا لذاته، وإنما هو وسيلة لغيره. والخطأ الذي وقع فيه المسلمون هو اهتمامهم بالحفظ أكثر من الفهم، وإعطاؤه أكثر من حقه وقدره.

ولهذا نجد مبالغة في تكريم حفاظ القرآن الكريم، على ما لذلك من فضل، حتى إن مسابقات تعقد في عدد من الأقطار، تقدم فيها جوائز قيمة، تبلغ عشرات الآلاف للشخص الواحد، وهذا أمر مقدر ويشكر.

ولكن لم يرصد مثل هذه الجوائز ولا نصفها ولا ربعها للنابغين في العلوم الشرعية المختلفة من التفسير والحديث والفقه وأصوله والعقيدة والدعوة، مع أن حاجة الأمة إلى هؤلا ء أكثر، ونفعهم أعظم وأغزر.

ومما يعاب به التعليم العام في أوطاننا: أنه يعتمد على الحفظ و "الصم" لا على الفهم والهضم. ولهذا ينسى المرء غالبا ما تعلمه بعد أداء الامتحان، ولو أن ما تعلمه كان مبنيا على الفهم والفقه والتمثل لرسخ في ذهنه، ولم يتعرض بهذه السرعة للزوال
مرمر الحنونه
مرمر الحنونه
هذا الكتاب -في فقه الأولويات- من روائع ما قرأت للشيخ العلامة د.يوسف القرضاوي، ونقلة لكم بعض الفقرات بعد التحميل فارجوان تستفدوا منه
NUR
NUR
دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب

دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب


الدعاء بظهر الغيب


قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ


سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا}
الموضوع الأصلى من هنا: شبكة عدوية الاسلامية


وقال إخباراً عن إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} .


وقال تعالى عن نوح عليه السلام:


{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} .



وقال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} .


وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:


"ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل" أخرجه مسلم .


وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب


مستجابة، عند رأسه ملك مؤكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل".


الشرح


الدعاء بظهر الغيب هو أن يدعو المسلم لأخيه المسلم في غيبته، وهذه سنة حسنة


درج عليها الأنبياء والصالحون، فهم يحبون لإخوانهم المؤمنين الخير، ويدعون لهم


حال غيبتهم عندما يدعون لأنفسهم، ولما في ذلك من المحبة للمؤمنين وإرادة الخير لهم


والإخلاص لله في ذلك فإن الملائكة تؤمن على الدعاء، وتدعو للداعي بمثل ما دعا لأخيه.


الفوائد


- فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب وأنه من عمل الأنبياء والصالحين.


- أنه أقرب للاستجابة لتحقيق الإخلاص فيه لله والمحبة للمؤمنين، ولتأمين الملك عليه.


اللهم إغفر لنا جميعاً خطيئتنا وجهلنا وإسرافنا فى أمرنا وما أنت أعلم به منا


اللهم إغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم
NUR
NUR
السلام عليكم نور كيف حالك يا قلبي سهرنه اليوم ......مواضيعك قيمه بارك الله فيك
السلام عليكم نور كيف حالك يا قلبي سهرنه اليوم ......مواضيعك قيمه بارك الله فيك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..... مساء الخير ياعيون نور ......كيف حالك ياحنونه وكيف صار صحة الوالده حياتي
اي سهراه الساعه بعد ١١ ونص و بكرا يوم الاحد ...عطله.
وبارك الله فيك ياقمر وماشاء الله عليك مواضيعك اجمل