مرمر الحنونه
مرمر الحنونه
وصيام عاشوراء كان واجبا في بادئ الأمر ثم نسخ الوجوب, وبقي الاستحباب والندبية, والذي يدل على انه كان واجبا ما رواه البخاري عن سلمة بن الأكوع (رضي الله عنه) قال: أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلا من اسلم أن أذن في الناس أن من كان أكل فليصم بقية يومه, ومن لم يكن أكل فليصم فان اليوم يوم عاشوراء". وزاد مسلم في صحيحه: فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله, ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن (الصوف) فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار. وفي رواية: أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم.

وروى مسلم عن أبي موسى (رضي الله عنه) قال: كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):"فصوموه انتم".


فهذه الروايات تدل على أن صوم عاشوراء كان واجبا؛ لان ظاهر الأمر هو الوجوب ثم نسخ الوجوب بفرض رمضان, روى البخاري أن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر بصيام يوم عاشوراء, فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء افطر.


قال ابن حجر في الفتح الباري (6/283):"ويؤخذ من مجموع الأحاديث انه كان واجبا لثبوت الأمر بصومه ثم تأكد الأمر بذلك ثم زيادة التأكيد بالنداء العام ثم زيادته بأمر من أكل بالإمساك ثم زيادته بأمر الأمهات أن لا يرضعن فيه الأطفال. ويقول ابن مسعود الثابت في مسلم :"لما فرض رمضان ترك عاشوراء" مع العلم بأنه ما ترك استحبابه بل هو باق,فدل على أن المتروك وجوبه. وأما قول بعضهم المتروك تأكد استحبابه والباقي مطلق استحبابه فلا يخفى ضعفه, بل تأكد استحبابه باق ولا سيما استمرار الاهتمام به حتى في عام وفاته (صلى الله عليه وسلم) حيث يقول:"لئن عشت لأصومن التاسع والعاشر", لترغيبه في صومه وأنه يكفر سنة, وأي تأكيد أبلغ من هذا؟.


مرمر الحنونه
مرمر الحنونه
صوم يوم عاشوراء يكفر السنة التي قبله, فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):"صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده, وصيام يوم عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" (رواه مسلم).

وذكر بعض العلماء أن الحكمة في زيادة صوم عرفة في التكفير عن صوم عاشوراء أن عرفة من شريعة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم), وصوم عاشوراء من شريعة كليم الرحمن موسى (عليه السلام), وشريعة محمد (صلى الله عليه وسلم) أفضل كما لا يخفى.


وقوله (صلى الله عليه وسلم): "أحسب على الله أن يكفر السنة التي قبله أي يكفر الصغائر من الذنوب لا الكبائر, لان الكبائر تحتاج إلى توبة لتكفيرها. قال النووي في المجموع (6/382):"المذكور في الأحاديث من غفران الصغائر دون الكبائر هو مذهب أهل السنة, وان الكبائر إنما تكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى". وقال أيضا:"فان وجد ما يكفره من الصغائر كفره, وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت له به درجات, وذلك كصلوات الأنبياء والصالحين والصبيان وصيامهم ووضوئهم وغير ذلك من عباداتهم, وان صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر".


ويستحب لمن ينوي صيام عاشوراء أن يصوم اليوم الذي قبله وهو التاسع من محرم مخالفة لليهود, فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: حين صام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم عاشوراء وأمر بصيامه, قالوا: يا رسول الله, إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى, فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):"فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)".


وعن ابن عباس أيضا قال: قال (صلى الله عليه وسلم):"صوموا التاسع والعاشر, وخالفوا اليهود" (رواه الترمذي وصححه الألباني). أي أن اليهود يصومون عاشوراء فقط أما انتم أيها المسلمون فصوموا التاسع والعاشر.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"والصحيح انه يستحب لمن صام يوم عاشوراء أن يصوم معه التاسع, لأنه هذا آخر أمر النبي (صلى الله عليه وسلم)".


وروى احمد في مسنده من حديث ابن عباس (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:"صوموا يوم عاشوراء, وخالفوا فيه اليهود, وصوموا قبله يوما أو بعده يوما". (قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/188):"رواه أحمد والبزار, وفيه محمد بن أبي ليلى, وفيه كلام". وظاهر كلام ابن حجر انه يحتج به. انظر: الفتح الباري (6/280)). وفي رواية لم أقف على مدى صحتها:"صوموا قبله يوما وبعده يوما").

مرمر الحنونه
مرمر الحنونه
وبيّن ابن القيم مراتب صيام عاشوراء فقال:"مراتب الصوم ثلاثة: أكملها أن يصام يوم قبله ويوم بعده فهو الأحوط لإدراك يوم عاشوراء من بينها, وفيه مخالفة لليهود من إفراده, ويليه في الكمال صيام التاسع والعاشر, وعليه أكثر الأحاديث, ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم".

وقال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج (5/307):"وحكمة صوم يوم تاسوعاء مع عاشوراء الاحتياط له لاحتمال الغلط في أول الشهر, ولمخالفة اليهود فإنهم يصومون العاشر, والاحتراز من إفراده بالصوم كما في يوم الجمعة, فان لم يصم معه تاسوعاء سن أن يصوم معه الحادي عشر, بل نص الشافعي في "الأم" والإملاء على استحباب صوم الثلاثة".


ويستحب للمرء أن يوسع على نفسه وأهل بيته في يوم عاشوراء لقوله (صلى الله عليه وسلم):"من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته" (رجاله كلهم ثقات: انظر : السلسلة الصحيحة للألباني (4/366)).


وكانت قريش تعظم عاشوراء وتصومه وتكسو فيه الكعبة حلة جديدة, روى مسلم أن عائشة (رضي الله عنها) قالت:إن قريشاً كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية. وروى البخاري من حديث عائشة أيضا قالت:"كان عاشوراء في الجاهلية يوما تستر فيه الكعبة".


والله تعالى أعلم
مرمر الحنونه
مرمر الحنونه




المرأه والملك




يحكى أن ملك من الملوك أراد أن يبني مسجد في مدينته وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا با المال ولا بغيره...حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذروأنذر من ان يساعد احد في ذلك


وفعلاً تم البدء في بناء المسجد ووضع أسمه عليه


وفي ليلة من الليالي


رأى الملك في المنام


كأن ملك من الملائكة نزل من السماء فمسح أسم الملك عن المسجد وكتب أسم أمراة


فلما أستيقظ الملك من النوم


أستيقظ مفزوع وأرسل جنوده ينظرون هل أسمه


مازال على المسجد


فذهبوا ورجعوا وقالوا


نعم


أسمك مازال موجود ومكتوب على المسجد


وقالوا له حاشيته هذه أظغاث أحلام


وفي الليلة الثانية


رأى الملك نفس


الرؤيا


رأى ملك من الملائكة ينزل من السماء فيمسح أسم الملك عن المسجد ويكتب أسم أمراة على المسجد


وفي الصباح أستيقظ الملك وأرسل جنودة


يتأكدون هل


مازال أسمه موجود


على المسجد


ذهبوا ورجعوا


وأخبروه


أن أسمه مازال هو الموجود على المسجد


تعجب الملك وغضب


فلما


كانت الليلة الثالثة


تكررت


الرؤيا


فلما قام الملك من النوم قام وقد حفظ أسم المرأة التي يكتب أسمها


على المسجد


أمر با أحضار هذه المرأة


فحضرت وكانت أمرأة


عجوز فقيرة ترتعش


فسألها


هل


ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى


قالت


يا أيها الملك


أنا


أمرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن


وقد سمعتك تنهى عن


أن يساعد أحد في بناءه


فلا يمكنني أن أعصيك


فقال لها


أسألك بالله


ماذا صنعت في بناء المسجد


قالت


والله


ما عملت شيء قط


في بناء هذا المسجد


إلا


قال الملك نعم


إلا ماذا


قالت إلا


أنني


مررت


ذات يوم


من جانب المسجد


فأذا


أحد الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء


للمسجد


مربوط بحبل الى وتد في الأرض


وبالقرب منه


سطل به ماء


وهذا الحيوان يريد ان يقترب من الماء ليشرب


فلا يستطيع


بسبب الحبل


والعطش بلغ منه مبلغ شديد


فقمت


وقربت


سطل الماء منه


فشرب من الماء


هذا والله الذي صنعت


فقال الملك أييييه...عملتي هذا لوجه الله


فقبل الله منك


وأنا عملت عملي ليقال مسجد الملك


فلم يقبل الله مني


فأمر الملك أن


يكتب أسم المرأة العجوزعلى


هذا


المسجد




أنتهت القصة


***


سبحان الله...سبحان الله...سبحان الله


لاتحتقر شيء


من الأعمال


فما تدري ماهو العمل الذي قد يكون
فيه
مرمر الحنونه
مرمر الحنونه




الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله،

فليعلم أن من ما حثنا عليه الشرع إستحضار النية الحسنة في كل اعمالنا. ومن شروط قبول(1) أعمال الطاعة إخلاص النية لله تبارك وتعالى.

جاء رجل وسأل النبي، فقال يا رسول الله أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر(2) ما له؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لا شىء له. فأعادها ثلاثًا كل ذلك يقول: لا شىء له، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنَّ اللهَ لا يقبلُ من العمل إلا ما كان خالصًا له وما ابتُغي به وجهه" جوّد إسناده الحافظ ورواه النسائي وأبو داود رحمهم الله تعالى.

لذا على المسلم أن يعمل على التخلص من الرياء وهو أن يقصد الإنسان بأعمال البر مدح الناس وإجلالهم له. وهو من الكبائر كما أنه يحبط ثواب العمل الذي قارنه.

لكن أمر الإخلاص في النية ليس سهلاً لم للنفس من ميل إلى الرياء.

قال الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله :"النفس مجبولة على الرياء، و التخلص منه من أصعب الأشياء على النفس. ألنفس لا تطهر طهارة تامة من الرياء إلا بعد مجاهدة".

و قال الشيخ أيضاً :"آخر ما يخرج من نفس الصوفي، الرياء".

لذا أذكر نفسي وإياكم اخواني واخواتي على الإخلاص في النية و القول و العمل لتكون كل طاعتكم مقبولة بإذن الله تعالى.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. بارك الله فيكم و عليكم.

(1) قبول العمل: الحصول على الثواب من تأدية العمل ويختلف عن صحة العمل.
(2) الذكر: مدح الناس له على شجاعته.


</B></I>