سؤال اطرحه على نفسي واخواني واخواتي في الله ، لماذا نهتم بليلة القدر ونحرص على تحريها ؟؟
يمكن ان نجيب عليه في اربع نقاط ..
الاولى : ان هذه الليلة المباركة عظمها الله تبارك وجعل لها قدرا وقيمة ..ومادامت هذه مكانتها عند ربنا وخالقنا وحبيبنا ..فلا بد أن يكون لها قدر ومكانة عندنا إن كنا مؤمنين ، ومن لم يهتم بها فليراجع نفسه فإن في إيمانه خلل ..
أيها الإخوة في الله : ويمكن أن يتضح لنا اهتمام الباري عز وجل بتلك الليلة من خلال الامور التالية :
..[أ]أنه أنزل كلامه فيها ..هذا الكلام الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه ... أنزله الله ليخرج الناس من الظلمات الى النور ..فهدى الله به ابصارا عميا ،وآذانا صما وقلوبا غلفا.. ولو لم يحصل فيها إلا هذا لكفى ..ولما جاز لمسلم ان يتهاون في العناية بها .. يقول تعالى ( حم (1) والكتاب المبين (2) إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (3) فيها يفرق كلُّ أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين (5) رحمة من ربك إنه هو السميع العليم (6) ربِّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (7) لا إله إلا هو يحيي ويميت ربُّكم وربُّ آبائكم الأولين (8)
.ثم إنه سبحانه وتعالى تكرم على عباده فجعل العمل الصالح فيها خيرمن العمل في الف شهر ..وهي ما تعادل ثلاث وثمانون سنة وثلاتة أشهر تقريبا .. قال تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ..وما أدراك ما ليلة القدر ؟ ليلة القدر خير من الف شهر) إضافة الى ذلك تفضل على عباد فأكرم من قام تلك الليلة إيمانا به ، وطلبا للأجر منه أن يغفر له ماتقدم من ذنبه …يشهد لذلك قولُ النبي صلى الله عليه وسلم ( مَنْ قام لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) البخاري
ومن تعظيم الله لهذه الليلة أنه سبحانه يأذن للملائكة فيها بالنزول الى الأرض .. وعلى رأسهم الروح الأمين جبريل عليه السلام ..ذلك الملَكُ الذي نتقرب الى الله بحبه وبغض من يبغضه..ينزل الجميع الى الأرض تصحبهم الخيرات والبركات..يسلمون على المؤمنين ....يحضرون الصلاة وقراءة القرآن ويؤمنون على الدعاء.. ويستمرون على حتى يطلع الفجر.. ومما يؤف له أن البعض لايتخيل وجودهم.. ولايدرك كثرتهم..وبالتالي لايقيم لهم وزنا ولايهتم بهذه الليلة ...ولكن المؤمن الحقيقي يوقن بأنهم موجودون بأعداد كبيرة لايحصيها إلا الله عز وجل ... تمتلء بهم الأرض حتى قيل في بعض الروايات انهم اكثر من عدد الحصى..ولاشك أن اجتماعَهم ونزولَهم من السموات السبع يدل على أهمية تلك الليلة.وعظمتها ...
ومن اهتمام المولى تبارك وتعالى بهذه الليلة انه جعلها سلام لأهل الأرض ..سلام بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معاني ... كما قال سبحانه ( سلام هي حتى مطلع الفجر)...وهكذا ينبغي أن تكون هي عندنا كذلك ..لنكن في هذه الليلة وغيرها مصدر سلام للآخرين .. وقد وصف الله هذه الليلة بأنها مباركة فقال سبحانه.. ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين)
سؤال اطرحه على نفسي واخواني واخواتي في الله ، لماذا نهتم بليلة القدر ونحرص على تحريها ؟؟
يمكن ان...
___________________________________________ ألو .. رمضان ؟
سيداتي وسادتي:
محدثنا على الخط شخصية مهيبة ، تفرض احترامها على الجميع ، حتى على الذين لا يحبونها ، إنه شهر رمضان المعظم الذي يوشك أن يحل بنا ضيفا . اتصلنا به لنحاوره في جملة من المعاني والأسرار التي ربما يجهلها كثير من الناس مما جعلهم يتبرمون بالصوم ولا ينهلون من أسراره التربوية وثماره الروحية . لنستمع إلى هذا الحوار الصريح مع الضيف الكريم .
ـ ألو ، السلام عليكم
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، من على الخط ؟
ـ المنتدى الإسلامي معك يا سيدي ، هل لنا أن نطرح عليكم بعض الأسئلة ؟
ـ تفضل يا بني ، لكن أخبرني أولا كيف حال الصيام في زمانكم ؟
ـ الحمد لله معظم الناس يصومون حتى العصاة وضعاف الإيمان يصومون .
ـ ما عن هذا أسألك ، فصيام الناس أمر طبيعي ما دامت الشياطين مصفدة والأجواء النفسية مساعدة على الصيام ، إنما أسألك ما نوع صيامكم ؟
ـ العفو سيدي ، وهل للصوم أنواع ؟
ـ أجل ، فللصوم ثلاثة أنواع بحسب درجة التعمق بحقيقة الصيام ، فهناك أولا صوم العابدين ثم صوم الصابرين و أعلاه صوم الشاكرين ،
فالدرجة الدنيا هي للصائمين عبادة وامتثالا لأمره تعالى " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " والدرجة الوسطى للصائمين صبرا واحتمالا ، لقوله صلى الله عليه وسلم " الصوم نصف الصبر " والدرجة العليا للصائمين شكرا لله تعالى ، لقوله سبحانه بعد الأمر بالصيام " ولعلكم تشكرون " .
ـ قد نفهم صبر العبادة وصوم الصبر ، لكن كيف يكون صبر الشكر ؟
ـ الصوم في منتهى معناه هو شكر لله تعالى ، لأنكم تصومون في رمضان ، ورمضان مناسبة لتذكر أعظم نعمة عليكم من الله خالقكم وهي نعمة نزول القرآن الذي به خرجتم من الظلمات إلى النور وصار لكم ذكر بين الأمم ، فالمؤمن الكامل يصوم رمضان شكرا على نعمة الهداية بالقرآن .
ـ شكرا لك يا سيدي على الفائدة ، ويبدو أن صومنا لا يكاد يتعدى الدرجة الدنيا . والآن هل لنا أن أعرف منكم انطباعك عن زياراتك لنا كل عام ؟
ـ ككل عام ما إن يقترب موعد زيارتي حتى يهرع الناس الأسواق ويكثر الحديث عن ألوان الطعام والشراب وتطفح برامج اللهو والترفيه في وسائل الإعلام وهذا كله يؤلمني .
ـ ولكن معظم الناس يصومون .
ـ نعم والحمد لله وهذا من علامات الخير الباقي في هذه الأمة ولكني تمنيت صوما أجمل ليستثمر الناس أسرار الصيام وينالوا من بركاته ونصره .
ـ كيف تفسرون استمرار الوساوس و المعاصي في رمضان رغم تصفيد الشياطين ؟
ـ الشيطان عدو لابن آدم فهو لا ييأس من محاولة إضلاله بالوسوسة حتى وهو مقيد .
ـ إذن لا مناص من كيده ؟
ـ كلا .. كلا ، إن كيد الشيطان كان ضعيفا ، تأكد أنه لا يفلح إلا إذا وجد نفوسا قابلة لاتباعه ، نفوس مريضة بالغفلة والجهل وحب الدنيا .
ـ ما رأيك في من يصوم ولا يصلي ؟
ـ كمن يبني بيتا وينقص منه ركنا أساسيا ، لا شك أنه سيسقط ولا تمنعه الأركان الأخرى ، فالصلاة عماد الدين .
ـ فهمت من كلامك عدم الرضا عن صيامنا ، هل لنا أن نعرف الصوم المطلوب ؟
ـ إن الصوم الحق هو برنامج متكامل ، إذا أخذ به المسلم ارتقى بروحه في معارج الكمالات .
ـ ما هي فقرات هذا البرنامج ؟
ـ أول الفقرات نية عازمة على الصوم والتطهر من كل الرذائل ، ويبدأ الصائم يومه بالسحور بنية اتباع السنة ثم عند طلوع الفجر يمسك عن المفطرات وكله عزم على الإمساك عن كل معصية ثم يقضي يومه مؤديا صلواته في وقتها ومتقنا لأعماله وواجباته ولا يخاصم ولا يشتم فإن شُتم تذكر صومه فأمسك لسانه ، ويخصص وقتا لقراءة القرآن وسائر أعمال البر ، حتى إذا غربت الشمس سارع إلى الإفطار بحلال ثم توجه إلى المسجد لأداء الصلاة وقيام شيء من الليل ثم يأوي إلى فراشه داعيا مستغفرا .
ـ ما هي أبرز أعمال الرسول في رمضان ؟
ـ الجود وقراءة القرآن .
ـ ما هو أسوأ شيء ضايقك في صوم الناس اليوم ؟
ـ الكسل والتشهي .
ـ وأحسن شيء سرك ؟
ـ إغلاق الخمارات ودور الفساد .
ـ يتهمك البعض بتعطيل الإنتاج ؟
ـ وماذا أنتج هؤلاء في غير رمضان ؟ إنهم دوما استهلاكيون ويبررون كسلهم بالصيام مع إنني شهر الانتصارات الكبرى يوم كان الناس يصومونني بحق .
ـ في الأخير ماذا تعني لكم هذه الكلمات وباختصار شديد ، الجهاد ؟
ـ الطريق الوحيد للعزة .
ـ التراويح ؟
ـ هديتي للصائمين .
ـ الصحوة ؟
ـ أمل الأمة إذا أخلصت النوايا .
ـ أشكركم سيدي ، وأرجو أن تجدوا في زيارتكم القريبة ما يسركم .
ـ إلى اللقاء إن شاء الله
منقول