الســــــــــــــــــــــــــلام عليــــــــكم ورحمــــــة الله وبــــركـــــاته
لا تكنْ مسلماً فقط بل كُنْ مسلماً متميزاً
التميز
التميز هوالإنفصال والإرتقاء عن الآخرين بالفضل والرفعة والتفوق فى
مجال معين أو أكثر فيسمو صاحبه فوق مستوى الناس ليضعه فى مَصاف
الذين علت منزلتهم وخُلّد ذكرهم على مر الزمان.
ولنا مع التميز وقفة
لقد خلق الله الإنسان وأراد له التميز عن غيره من المخلوقات واختصه
بمقومات هذا التميز ألا وهى القرآن والسنة فأول ما أُنزل من القرآن قوله
تعالى : ( إقرأ ) يُفهم أنها مفتاح العلم وبداية طريق التميز ثم يتعلم
ويتدرب ويجتهد ويشغل وقته بما يفيد ويضيف له الجديد فيكون عضو مؤثر
فى الناس والمجتمع .
ثم عندما يسمع قوله تعالى ( واجعلنا للمتقين إماماً) يعلم أن عليه
السعى لتلك الإمامة ليس فقط فى العقيدة أو العبادة أو المظهر وإنما ايضاً
فى الإنتاج والسلوك والقدوة لينهض بأمته فيجمع بين خيرى الدنيا والآخرة .
.
وإنه لمّا يقرأ قوله تعالى ( يا معشر الجن والإنس إن استطاعتم أن
تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) يقول
نعم إنه سلطان التميز فى العلم والمعرفة ويرى إن من واجبه أن يبذل كل ما
فى وسعه لتمتلك أمته الأسباب المادية للرفعة والتقدم لتراقى فيكون بذرة
خير وإصلاح .
الأسوة الحسنة
محمد صلى الله عليه وسلم
لقد كان شخصية شعارها التميز بل أنه وضع له أُسس ومقومات فقد كان
صلوات الله وتسليمه عليه متميز فى كل شئ فى العقيدة والعبادة
فى الخُلق والسلوك ......فى العقل والقلب
فى الجسد والروح .....فى العلم والفكر
فى العاطفة والهدف ......فى المظهر والشخصية كما
تميز فى الدعوة والتربية ...فقد كان مؤسس لتلك المدرسة العظيمة
مدرسة التميز.
نجوم فى سماء التميز
رأينا تميز فى قوة الإيمان الذى ضربه لنا الصديق رضى الله عنه فقال عنه
صلى الله عليه وسلم ( لو وُزن إيمان الأمة بإيمان أبى بكر لرجح إيمان
أبى بكر )
رأينا تميز فى القوة والشجاعة ضربه لنا القعقاع بن عمرو فقال عنه صلى
الله عليه وسلم ( والله لصوت القعقاع فى المعركة بإلف رجل )
تميز فى العدل بين الحق والباطل ضربه لنا عمر رضى الله عنه فلُقب
بالفاروق
تميز فى التفوق والإرادة ضربه لنا زيد بن ثابت حينما أجاد اللغة العبرية فى
ثمانية عشر يوماً
تميز فى العبقرية الحربية والإرادة ضربه لنا خالد بن الوليد فكان سيف الله
المسلول الذى لم يهزم أبداً
تميز فى فروع العلم ضربه لنا كوكبة من العلماء كالبخارى فى الحديث
والشافعى فى الفقه وابن سينا فى الطب و ابن حيان فى الكيمياء وغيرهم
الكثير والكثير جزاهم الله عنّا كل الخير .
التميز ......الفريضة الضائعة
إن كان التميز يجب أن يتحقق على كافة المستويات فإن التميز الفردى هو
أصل ذلك ومن هنا أصبح من أهم الأمور اللازمة بل من الفرائض الواجبة
على كل مسلم ومسلمة أن يسعى لتحقيق ذلك بكل الوسائل ليصبح مسلماً
متميزاً كما يجب أن يكون فيعيد تلك الفريضة الضائعة ويعود لأمتنا مجدها
من جديد.
إلى طريق التميز
لكى يسير المسلم فى طريق التميز لابد من الأخذ بالأسباب المادية
والمعنوية التى تعين على ذلك وأهمها الآتى :
الإخلاص ( اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول والفعل )
العزيمة والصدق ( فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم )
الإستعانة بالله والدعاء
استشعار قيمة النفس وسمو الغاية
الثقة بالإمكانيات والنفس
الصبر والتضحية
توافر القدوة الحسنة
الصحبة الصالحة
الإقلاع عن المعاصى
علو الهمة
الإهتمام بمعالى الأمور
دقة ترتيب الأولويات
الحماسة
تنظيم الوقت
الإيجابية
الجدية
التركيز
الإبتكار
القتاعة والرضا
الموازنة بين القدرات وا لإحتياجات والغايات
تحصيل العلم والخبرة من الآخرين
ثمار التميز
الشعور بالسعادة الحقيقية
تحقيق الذات
تخليد الذكرى
زيادة الدخل
تقديم الأسوة الحسنة للآخرين
نفع النفس والناس والدين
المساعدة فى تقدّم الأمة
شغل الوقت بما يفيد
نيل الأجر والثواب والمنزلة عند الله
كلمة أخيرة
إنما تنجح الفكرة إذا قوى الإيمان بها وتوافر الإخلاص فى سبيلها وازدادت
الحماسة لها ووجد الإستعداد الذى يحمل على التضحية لتحقيقها
فابدأ من الآن وسابق لتلحق بالركب ........
ركب التميز
وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم ( اغتنم
خمساً قبل خمس ..حياتك قبل موتك ..وصحتك قبل مرضك ..
وفراغك قبل شغلك .. وشبابك قبل هِرمك ..وغتاك قبل فقرك )
فأر الله من نفسك خيراً واستعن بالله ولا تعجز
فلا ترضى ان تكون صفراً فى ذاكرة التاريخ ولكن اجعل لنفسك أثراً واصنع
لإسلامك مجداً فى هذا العصر الذى نحياه فإنه عصر التميز.
منقووووووووول لتكوني مسلمة متميزة
