خوخة24
خوخة24
(3) >>> مَيِّت ... و ... مَيْت <<<

وردت في القرآن كلمتان متقاربتان، وهما (( مَيِّت)) و(( مَيْت )).

وردت كلمة (( مَيِّت)) ــ بالتشديد ــ للمفرد اثنتي عشر مرة.

وورد جمعها مرفوعاً (( مَيِّتون )) مرتين، وورد مجروراً مرة واحدة (( بمَيِّتين )).

بينما وردت كلمة (( مَيْت )) ــ بالتسكين ــ خمس مرات، وكانت الكلمة منصوبة في المرات كلها.

بينما ذُكرت كلمة (( المَيْتة )) ست مرات.

فما هو سرُّ هذا التفاوت في التعبير؟؟؟

وماهو الفرقُ بين الكلمتين (( مَيِّت)) و(( مَيْت )) ؟؟؟


}{ لا ترادف في القرآن }{

اعتبر بعض العلماء الكلمتين بعنى واحد، وأن كلاًّ منهما تتحدث عن الميِّت !!!

لكن هذا الرأي غير صحيح...

لإنه كما أخبر المحققين من العلماء أنه لا ترادف في كلماتِ القرآن، بمعنى أنه لا توجد كلمتان

في القرآن بمعنى واحد، بل لا بد من فروقٍ بينهما.

كما أنّ القرآن قد يعدلُ عن صورة معروفة إلى صورة أخرى، تختلف عن الأولى في عدد

حروفها أو ترتيبها، أو في حركاتها.

ويكون قاصداً هذا التغيير..

لذلك لا بد من حِكم ولطائف من هذا التغيير.




>>> الميِّت من فيه روحه <<<

إذن (( ميِّت )) ليست بمعنى (( ميْت ))...

فما هو الفرق بينهما؟؟؟

وماهو السياق الذي وردت فيه كل منهما؟؟؟

(( الميِّت )) ــ بالتشديد ــ هو الحي الذي فيه اروح.

و (( الميْت )) ــ بالتخفيف ــ هو الذي خرجت روحه منه.

الميِّت ــ بالتشديد ــ مخلوقٌ حيّ، مازال يعيش حياته.

وينتظر أجله، ومجيء ملك الموت ليقبض روحه..

أي إنه: ميِّت مع وقف التنفيذ!

ولا يجري متى يبدأ التنفيذ.

ولدى النظر في سياق الآيات التي أستخدمت كلمة (( ميِّت )) نرى هذا المعنى واضحاً.

من الأمثلة على ذلك قوله تعالى، يخاطب رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ..

(( إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُم مَّيِّتُون (*) ثُمَّ إنَّكُم يومَ القيامة عِند ربكم تخْتَصِمُون ))

تخاطب الآيةُ أحياء، تخاطب الرسول عليه الصلاة والسلام ..

وتخبره أنه سيموت: (( إنَّكَ مَيِّتٌ ))..

وأنَّ خصومه الكفار سيموتون: (( وإنَّهُم مَّيِّتُون )) .

إذن،،،

كلُّ حيٍّ (( ميِّتٌ )) حالَ حياته!!!

أيْ إنَّهُ حيٌّ ينتظر الموتِ و حلولَ الأجل.


))*(( الميْت من خرجت روحه ))*((

أما (( الميْت )) _ بالتسكين _ فهو المخلوق الذي (( مات )) فعلاً ، بأن خرجت روحه،

وأصبح جثة هامدة.

زقد أُطْلق في القرآن على ما يلي:

1_ البلدُ الميْت: الذي لا حياة فيه، فيُحييه الله بالمطر.

قال تعالى: (( والذِي نزَّل من السماء مآء بِقدرٍ فأنشرنا به بلدةً مَيْتاً كذالك تُخْرجون ))


2_ الأرضُ الميْتة: التي لا نبات فيها، فيُحييها الله بالمطر:

(( وْايةٌ لهُمُ الأرضُ المَيْتةُ أحْيَيْناها وأخرجنا منها حبًّا فمِنه يأكلون ))


3_ البهيمةُ الميْتة: التي خرجت روحها بدون ذبحٍ شرعيٍّ، ولذلك حرمها الله علينا:

(( حُرِمَتْ عليكُمُ المَيْتَةُ ولحمُ الخِنزِيرِ ومآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ ))


4_ المَيْتُ: هو الإنسانُ الذي مات وخرجت روحه، وقد شبه الله الذي يغتاب أخاه

بمن يأكل لحم ذلك الإنسان المَيْت:

(( ولا يَغْتب بَّعضُكم بعضًا أيُحبُّ أحدُكُم أن يأكُلَ لحم أخِيهِ مَيْتًا )).


))*(( الكافر ميْت القلب))*((

5_ الكافر: قلبه ميْت، فهو مَيْت موْتاً معنوياً، رغن أنهُ يتحرك ويتنفس،

ميْتٌ لخلو قلبِه من الإيمان، وحياته من الإستقامة، ولا يُحيي قلبَه إلا الإيمان:

(( أَوَمَن كان مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وجعلنا له نوراً يَمشِي بِهِ في الناس كَمَن مَّثَلُهُ في الظُّلُمات ليس

بخارجٍ منها )).

وانطلاقاً من هذه الآية، نقرِّرُ أنَّ كلَّ كافر (( مَيْتٌ )) موتاً معنوياً في قلبه،

وأنَّ كل مؤمن حيٌّ حياةً معنوية.

كما نقرِّرُ أنَّ الكفرَ موت، وأنَّ الإيمان حياة (( أَوَمَن كان مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ))،

أيْ:

مَنْ كان كافراً فهديناه إلى الإيمان والإسلام والحياة.


إذن.......

المِّيْت: هو الحيُّ الذي ينتظر الموت.

و الميْت: هو الذي مات فعلاً ، وخرجت روحه من جسده.



))*(( دلالة حركات الكلمتين على المعنى ))*((

وإنَّ صياغة الكلمتين وحركاتهما، توحي بهذا الفرق بينهما.

فالميِّت، ياؤُه مشدَّدة، ولعلَّها إشارةٌ إلى إقبالِ الإنسان، الحيِّ على حياته الدنيا، وانهماكه فيها

وحرصه عليها بكل ما أُتي من قوة وشدة.

أما الميْت الذي خرجت روحه، فياؤُه ساكنة غيرُ متحركة،

ولعلها إشارةٌ إلى سكون هذا الإنسان بعد خروج روحه، وتوقفه عن الحركة.

ةنُهي الفروقَ بينهما بقول الشاعر::


وَتَسْأَلُني تَفْسيرَ مَيْتٍ ومَيِّتٍ
000000000000 فـــدونك ذَا التفسيـــرُ إن كُنتَ تَعْقِلُ

فَمَنْ كانَ ذا روحٍ فذلِكَ مَيِّتُ
000000000000 و ما المَيْتُ إلا مَنْ إلى القَبْرِ يُحْمَلُ
كلمة سر
كلمة سر
بارك الله فيك ..
و أثقل موازين حسناتك ..
و نفع بك هذه الأمة ياخوختي ,,
*# سليلة المجد#*
أختي العزيزة ...

خوخة...

كتب الله لك الأجر في الدنيا والآخرة .... وسدد خطاك لكل خير

فقد أفدتيني بموضوعك شديد الفائدة ...

سلمت يمينك ...

الغالــــــية ....
كلمة سر ...
أدعو لك بمثل دعائي لأختك ...

فكلماتك دائما لها وقع جميل ...

جزاكما الله كل خير..

ودمتم متألقين ...

أختـــــــكم ..سليلة المجد ..
خوخة24
خوخة24
سلاااااااااااااااام

كلمتنا

وبارك فيك يا غالية

وجزاك خيراً كثيراً

اشتقت لإضافة أخرى منك؟؟



سليلة المجد

جزاك الله خيراً

على دعواتك

وفقك الله لما فيه الخير لك

إن أحتجت أي شئ

أنا في الخدمة

تحياتي

خوخة
خوخة24
خوخة24
(4) >>> نفد ... و ... نفذ <<<

وردت اشتقاقات كلمة (( نَفَدَ )) خمس مرات في القرآن .

قال تعالى: (( مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ))

وقال تعالى: (( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ

جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً ))

وقال تعالى: (( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ

كَلِمَاتُ اللَّهِ ))

وقال تعالى: (( إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ))

ومعنى (( نَفِدَ )) واشتقاقاتها في المواضع السابقة: فَنِيَ وانتهى وأُتِيَ عليه ولم يبق منه شئ.

وقد استعمل القرآن كلمة أخرى، مقاربة من (( نَفِدَ )) في البناء والتركيب والحروف،

لكنها مخالفة لها في المعنى ، وهي كلمة (( نَفَذَ )).

وقد وردت استعمالات كلمة (( نَفَذَ )) ثلاث مرات، في آية واحدة في القرآن !!

قال تعالى: (( يٰمَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

فَانفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ )).

ومعنى (( نَفَذَ )) اخترق من جهة إلى جهة أخرى .

وهناك صلة بين الكلمتين (( نَفِدَ )) و (( نَفَذَ ))، فالشئ عندما ينفُدُ من المكان ويخترقه إلى

غيره، فإنه يكون قد (( نَفِدَ )) وانتهى من مكانه الأول، لإنه جاوزه إلى المكان الجديد.

ولا ننسى أن تركيب الكلمتين يشارك في إلقاء الظلال على المعنى.

فالدال في كلمة (( نَفِدَ )) بدون نقطة فوقها، وكأن النقطة (( نَفِدَتْ )) وانتهت وتلاشت.

والذال في كلمة (( نَفَذَ )) بنقطة فوق الحرف، وكأن النقطة (( نَفَذَتْ )) من الحرف واخترقته،

وجاوزته لتكون فوقه!