أغلى شهد
أغلى شهد
في الدار هناك مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء بنات أو أولاد
طبعا اللي إعاقتهم قوية كالشلل أو التخلف العقلي الشديد
يتم وضعهم في دور التأهيل , وأما التخلف البسيط فعادة يكونون معنا مدموجين
في الدور العادية , فيكونون شكليا عاديين وأشكالهم جدا عادية لا يختلفون عن الطبيعيين
من ناحية الشكل , ويميزون كل شيء ويعرفون أسماءنا وأسماء الأمهات وأسماء الأشياء
ويعرفون الأؤقام والحروف , يعني تخلفهم يكون بنسبة طفيفة والبعض منهم غير ملحوظة نسبة تخلفه
وقد يعتقد الآخرون أنه سليم عقليا لأنه يتحدث بطلاقة ويفهم كل مايقال له , ولكن يلحقونهم بمدارس
التربية الفكرية لأنهم أحيانا لا يتم قبولهم في المدارس العادية نظرا لأن لأن نسبة ذكائهم أقل من العاديين
وبعضهم يكون ملحوظ عليه التخلف البسيط من حيث الكلام وبطء الاستيعاب وحين يسئل عن شيء
يجيب عن شيء آخر , أحد أبناء التربية الفكرية كان مرحا جدا وذكي نوعا ما فأي شيء يتم فقدانه في الدار
يحضره كان لديه حاسة سادسة يعرف بها أماكن المفقودات حتى إن البعض اتهمه أنه هو من يخفي الأشياء
لذا يستطيع العثور عليها بسرعة فائقة , وتم اختباره ووضع كمين له بحيث خبأت إحدى البنات الكبيرات
حقيبتها في مكان ما ثم طلبت منه أن يبحث عنها معها وفعلا ماهي إلا دقائق وقد عثر عليها
وتمت تبرئته من تهمة سرقة الأشياء وإخفائها , وكان ذكيا جدا يحفظ جميع أرقام الأسر ربما أكثر
من خمس عشرة تحويلة وكل تحويلة مكونة من ثلاثة أرقام فأي أسرة نود معرفة رقمها نسأله عنها ليعطينا
الرقم مباشرة ,ويحفظ جميع الأناشيد وموهبته الأساسية في الحياة الرقص وأعتقد أن تلك الموهبة
موهبة الرقص هي موهبة مشتركة لجميع أبناء وبنات الدار ....
وكان يحفظ جميع الأرقام والحروف , ومع ذلك كان يعاني من تخلف بسيط أو ربما كان فئة بينية
بين العاديين والمتخلفين , لذا كان دائما من أوائل المتفوقين في مدرسته , وأحد أبناء التربية الفكرية
كان يحب ملابس البنات والشباصات وألوان الشفاه والماكياج والأحذية البناتية فكان دائما يتسلل
لدواليب الغرف الخاصة بالبنات ويسرق من ملابسهن ويلبسها , منذ أن كان عمره أربع سنوات وهو لديه
ميول أنثوي يحب كل شيء خاص بالبنات , وخاصة الكعب العالي وأصبح لا يمشي في الدار إلا بكعب
وحين يمنع من تلك الأشياء يبدأ بالبكاء والصراخ وأحيانا تكسير الأثاث واستمر على ميوله الأنثوية حتى كبر
وانتقل لدار البنين , وكان يكذب بدرجة غير طبيعية حتى إنه في الفترة الأخيرة أصبح لا أحد يصدقه
ففي إحدى المرات في المدرسة أصر على أن الكرسي في المدرسة هو ملك له وقد أحضره معه
من الدار , وحاولت المعلمات ثنيه عن أخذه معه وحاولت الأم التي جاءت لاصطحابه إلا أنه رفض
وأخذ يبكي ويقسم أن الكرسي له ولم يخرج من المدرسة إلا والكرسي معه , وهكذا دائما كل شيء
يريده يحلف أنه له ويصر على أنه ملكه , ومرات كثيرة حين يغضب من أي أم أو ابن يذهب ويشتكي
للمديرة ويدعي أنها ضربته في البداية كان يتم تصديقه وبعد ذلك أصبحوا يكذبونه حتى أنني في إحدى
المرات رأيت أحد الأولاد يضربه بشدة ومع ذلك لم يصدقه أحد حين اشتكى ....


لا بالعكس ليس الأغلب , هناك من يحب الدار ويكن لها الولاء وهناك فعلا من يتمنى
أن يتخلص من الدار ويخرج منها ولايعود لها مجددا ,وأنا ذكرت لكم قصة وعد التي تزوجت ومازالت
على تواصل معنا وتزور الدار هي وغيرها وأيضا في المقابل إحدى البنات تزوجت وقالت لن أعود
لكم وفعلا لم تعود إلينا لكن كنا نتوقع منها ذلك خاصة أنها كانت لها أسرة صديقة وطبعا هي
شادة الظهر فيهم وماتحس إنها وحيدة أو محتاجة لأحد في الدار وأعتقد إنها اندمجت مع أسرتها
الصديقة وأقاربهم , كانت فيه أم دايما تقول للي يتكبرون عشان عندهم أسر صديقة إنه أسركم
الصديقة ممكن يتخلون عنكم بيوم لكن الدار هي بيتكم الحقيقي وعيال وبنات الدار هم اسرتكم
الحقيقية اللي لا يمكن تتخلى عنكم وفعلا كثير أسرهم الصديقة تركتهم وانقطعت عن زيارتهم
وعرفوا إنه مالهم أحد بعد الله غير الدار وأخوانهم اللي بالدار ...



ليس لدي إحصائية دقيقة لكن أغلب من اندمج في المجتمع وتولى مناصب ومراتب عالية
لا أحد يعرف أنه من مجهولي الهوية ويحرصون على إخفاء حقيقتهم لذا الناس لا يعلمون شيئا عنهم ...
لكن من يفشل أو ينحرف تجد كل الناس يعرفون حقيقته بل يشيرون إلى أن سبب فشله هو كونه بلا أهل ولايخاف من شيء ولا يهمه المجتمع ....
أغلى شهد
أغلى شهد
تخصصي لغة عربية من جامعة الملك سعود
منذ صغري وأنا كنت أعشق اللغة العربية والقراءة والكتابة
ولي محاولات نثرية عديدة .....
امممممممممم وعلى فكرة ترى الإملاء عندي تمام والنحو أيضا تمام
بس أحيانا لما أراجع ردودي ألقى عندي أخطاء وأعتقد أنها طباعية
وللأسف ما أقدر أعدلها لأن أيقونة التعديل تكون غير موجودة من عندي
فاعذروني على أي خطأ لغوي أو نحوي أو إملائي وتأكدوا أنه ليس مقصودا
بل سهوا أو طباعة خاصة أني أكتب مباشرة في المنتدى وبسرعة وأرسل
مشاركاتي دون مراجعة أو قراءة .....




لا ماقبلت في الماجستير العادي
ومعايير القبول كانت جدا فاشلة أصلا هذا إذا كان فيه فعلا معايير القبول
الغريب إنهم قبلوا ناس مازلت متعجبة من قبولهم ....
أعتقد أن 90% من المقبولات كانوا بالواسطة
10% كانوا بمجهودهم
للأسف لم أقبل ولكني قدمت على نفس التخصص في الماجستير الموازي
والنتايج باقي ماطلعت بتكون الاختبارات في الفصل الأول في شهر شوال
والدراسة راح تبدأ الفصل الثاني , ومازال لدي أمل في القبول رغم
إنه عدد المتقدمات كبير ورغم إن الواسطة مازالت تلعب دورها
والله يعين ......




لا لا يوجد لنا تسهيلات أو استثناءات حتى فيه بعض بنات الدار مادخلوا الجامعة
لأنه نسبهم ماتؤهلهم لدخول الجامعة ولا لنا أي أفضلية من ناحية القبول أو التوظيف
الشباب هم فقط اللي تسعى الدور لتوظيفهم ولكن حسب شهاداتهم يعني واحد شهادته
كفاءة ممكن يحطونه سيكورتي ....
بالنسبة للشراء فنحن من نشتري ونختار ملابسنا ونذهب للأسواق الكبيرة والماركات المعروفة
ونشتري اللي يعجبنا ومحد يفرض علينا شيء لا من ناحية السعر ولا الاختيار ...
ممكن نزلة وحدة للسوق نصرف فيها 4000 ريال وممكن نصرف أقل بكثير يعني حسب
الاحتياجات والشراء ....
كل وحدة لها مبلغ شهري غير المبالغ الأخرى المخصصة لملابس الأعياد والمناسبات والحفلات ....
دنياي علمتني
دنياي علمتني
متابعينك يااغلى شهد
بس ابي اعرف حال البنت الحين ماتكلمت غير بالماضي
أغلى شهد
أغلى شهد


التربية ليست كل شيء فهناك ربما عوامل وراثية وعوامل أخرى نفسية لها أثر بالغ
في تكوين الشخصياتوالسلوك العام , ففي الدار كنا نعيش في نفس المكان وأحيانا
في نفس الأسرة تحت رعاية أم واحدة ونتناول نفس الطعام ونلبس نفس الملابس
ونخرج لنفس الأماكن وندرس في نفس المدارس ومع هذا يختلف سلوكنا وتختلف شخصياتنا
فهناك من يتصف بالأنانية وهناك من يتصف بالإيثار , هناك من يتصف بالكذب وهناك من يتصف بالصدق
هناك من يحافظ على الصلاة بل يبادر بها دون أن يجبره أحد وهناك من لا يصلي إلا بعد أن يؤمر بها
هناك من يسرق وهناك من يتصف بالأمانة وأي شيء يجده لا يفكر بأخذه ويعطيه المسؤولين....
كان هنالك عدد من الطلاب في مدرسة واحدة أحدهم معروف بالسرقة والآخر معروف بالأمانة
في يوم من الأيام الطالب الأمين وجد قلما على الأرض فأسرع به إلى مدير المدرسة وكرمه وأعطاه وسام
الأمانة وعلق ذلك الوسام في الدار والطالب المعروف بالسرقة كان شديد الغيرة وحين رأى كل ذلك
الاحتفاء بالطالب الأمين قرر أن يكون مثله , وفي اليوم التالي ذهب للمدرسة وأعطى المدير ريالين
وقال وجدتها في فناء المدرسة لا أذكر إن كان قد حصل على وسام الأمانة أم لا لكن أذكر أن الأم اكتشفت
أن الريالين التي أعطاها للمدير هي من مصروفه الخاص وأنه كذب وادعى أنه وجدها ساقطة في الفناء فقط كي يحظى على الوسام ....
المهم أن طباع وصفات وسلوك أبناء وبنات الدور تختلف من شخص لآخر مما يدل بل يؤكد أنه ليست التربية
هي وحدها من تحدد شخصياتنا وسلوكنا ....
وزارة الشؤون الاجتماعية ومراكز الإشراف الاجتماعي تسعى لأن تحقق لنا الأفضل فهي تخصص ميزانية كبيرة
جدا للدور وتوفر العلاج والغذاء الصحي تحت إشراف أخصائيات تغذية وتوفر الملابس من جميع الماركات وكل شيء
وأعتقد أنها تبذل كل مابوسعها لكن برغم كل ماتبذله يبقى هنالك فراغا لا يمكن ملؤه وهو الفراغ العاطفي
والأسري والاحتياج النفسي الذي لا تستطيع توفيره , رغم أن الأمهات يظلون معنا لساعات طويل تصل لـ 12
ساعة في اليوم وبالتناوب ورغم أنها تقسمنا لأسر لكن مهما كان يبقى هناك شيئا لا يمكن تعويضه
وفراغا لا يمكن سده , فأحيانا ما إن نتعلق بالأم ونشعر لها بالارتياح إلا ونفاجأ بقرار نقلها أو تغيير أسرتها
أو حتى فصلها , وأحيانا لا نجد بيننا وبين الأم التي تتولى رعايتنا أي شعور أو محبة ....



إحدى الأمهات كانت تعاملنا بقسوة وجفاء وتضربنا حين نخطيء رغم أن الضرب
ممنوع وأيضا يمنع أن تعاقب الأم الأبناء من تلقاء نفسها دون الرجوع للأخصائية
التي بدورها تحدد حجم المشكلة ونوع العقاب , والضرب لا يدخل من ضمن العقاب
ومع هذا لا أحد يتقيد بالأنظمة , المهم أن تلك الم اشتهرت بالقسوة والقوة حتى إن الإدارة
أصبحوا يشكون فيها لكنهم لم يجدوا ضدها أي دليل وحاولوا استدراجنا ليعرفوا إن كانت تضربنا
أو لا ولكننا لم نخبرهم بذلك خوفا منها وخوفا عليها أيضا فهي حين تعلم بأننا أخبرناهم عن ضربها لنا
ربما تضاعف الضرب وتسوء أكثر وأيضا ربما يتم فصلها ونحن لا نود فصلها وكانت في مرات كثيرة تسألنا
قائلة " تبغون تعلمون علي إني أضربكم ؟؟تبغونهم يفصلوني ؟؟ ويصير ماعندكم أم ؟؟؟ ونجيبها نحن لا لا
لذا لم نخبر الإدارة عن ضربها لنا , وحاولوا بشتى الطرق أن يمسكوا ضدها أي دليل ولم يستطيعوا
فكانوا يباغتونها في الدخول فجأة لعلهم يجدونها تضرب أحدنا وللأسف في كل مرة يدخلون فيها
فجأة يجدونها إما تلعب معنا أو تأكل معنا أو تشاهد التلفزيون معنا , وفي أحد الأيام غضب أحد إخوتي
منها لأنها ضربته حين كسر الأبجورة وجعلته ينام مبكرا عقابا له وفي اليوم التالي وحين عدنا من المدرسة
انطلق مسرعا للإدارة وقال لهم ماما ضربتني بقوة بالعقال واشتكى عليها, وسألوه الإدارة
من رآها وهي تضربك فقال كل إخوتي وطبعا للتأكد من الأمر قاموا باستدعائنا جميعا وسألونا إن كانت ضربته
أم لا وعن سبب الضرب وكلنا أنكرنا أنها ضربته وقلنا لم تضربه ولم نراها وهي تضربه , وهنا إحدى الأخصائيات
طفح كيلها من تلك الأم التي لم تستطع أن تجد دليلا يدينها , كانت الأم ذكية جدا تعرف كيف تكسبنا
وتعرف كيف تحمي نفسها ولا تعطي أحدا الفرصة للنيل منها مرت سنوات والأم في الدار
والأخصائيات والمراقبات والإدارة يسعون للبحث عن دليل يدينها , بعد عدة سنوات استقالت تلك الأم
برغبتها وفرح الكل باستقالتها وبعد استقالتها أفشى كثير من أبنائها الأسرار التي احتفظوا بها طويلا
اعترفوا للإدارة والأخصائيات أن تلك الأم كانت تعاملهم بقسوة وتضربهم دون رحمة وذكروا أنواع العقوبات
التي تعرضوا لها , لكن متى بعد فوات الآوان ...
نشروا كل تلك الأسرار بعد أن رحلت الأم لا أدري إن كانت خيانة منهم أم لا ؟؟؟
لكن كل تلك الاعترافات لم تفدهم لأنها جاءت متأخرة جدا , زاد حنق الأخصائيات فهم لا يملكون
صلاحية مطاردتها خارج الدار وعقابها ولا يستطيعون فعل شيء سوى توبيخنا لأننا التزمنا الصمت
حين كان باستطاعتهم اتخاذ الإجراء المناسب , واشتكينا حين لم يكن باستطاعتهم فعل شيء ....
أغلى شهد
أغلى شهد
بالنسبة للشباب فعندهم سيارات لكن ماعندي خلفية لا عن أسعارها ولا موديلاتها
وأتوقع هم اللي يختارونها بس يكون مخصص لهم سعر محدد مايتجاوزونه هذا توقع مني
لكن لا أعلم الكثير عنهم خاصة أنهم بعيدين عنا ,,,,
وبالنسبة للي نجحوا كثير ين وأغلبهم محد يعرف إنهم كانوا من أبناء الدور وبعضهم كانوا متربين
في أسر بديلة والناس يعتقدون أنهم ينتمون للأسر التي تربوا معها ...
فيه شخصيات معروفة لكن ما اقدر أذكر أسماؤهم وطالما هم ماصرحوا فمو من حقي أصرح بأسمائهم
لأنه هذا شيء يعد من خصوصياتهم ومو من حقي أقوله ,,,,
المهن اللي وصلوا لها شباب الدار : طيار و معلم و مهندس وطبيب وفيه طبعا من لم يكملوا تعليمهم
ويقال وهذا لا اذكره لكني أسمع به فقط إنه كان هناك وزير سابق من ابناء الدور
لكني لست متأكدة ولا أعرفه ,,,,,



كان هنالك موقفا تعرضت له كثيرا في مراحل عديدة من حياتي
ومازال إخوتي يتعرضون لنفس هذا الموقف حتى وقتنا الحالي
كنت أظن أن الفرق بيني وبين إخوتي الصغار حاليا كان كفيلا بتغيير
المفاهيم لدى الناس خاصة أن العالم تقدم ومازال يتقدم بينما نحن مازلنا
نفكر بنفس تفكيرنا قبل عشرين سنة ,,,
أول مرة تعرضت لذلك الموقف حين كنت بالصف الخامس إبتدائي حيث كانت
إحدى زميلاتي تجلس بجانبي في الفصل وكنا نجلس مع بعضنا في وقت الفسحة
ونهاية الدوام ونلعب مع بعضنا وفجأة في أحد الأيام قالت لي : ماما ماتبغاني أمشي معاك
قلت ليش ؟؟؟ قالت مدري بس هي تقول مايصلح أمشي معك ....
كنت أجهل السبب وفي الدار أخبرت أمي بماقالته لي صديقتي لم يكن يخطر ببالي
أن السبب هو كوني من أبناء الدار , ويبدو أن أمي أدركت السبب لكنها لم تود إخباري
فقالت لا يهم سيكون عندك صديقات غيرها , وهناء معك في المدرسة بل في نفس المرحلة
وهي أختك وصديقتك , وسمعتها وهي تخبر إحدى الأمهات عن صديقتي وكانتا تتناقشان
عن أولئك الناس الذين يعتقدون أننا نملك فكرا آخرا مختلفا أو أن الانحراف هو طبيعتنا التي جبلنا
عليها ربما لأن العرق دساس وربما لأن البعض فعلا انحرف وأكد تلك النظرية ....
كانت تقول الأم بالعكس عيالنا أحسن من عيالهم حتى شوفيهم مايعرفون الألفاظ الوقحة
إلا إذا درسوا وسمعوها من المدارس , فعلا في الدار كنا لا نسمع أي لفظ خادش للحياء
أو كما نقول قلة أدب ,بينما في المدرسة كنا نسمع تلك الألفاظ حتى من أولئك البنات اللاتي
أمهاتهن يحذرنهن من أن يرافقننا ويجلسن معنا ....
فبعض الأمهات ما أن تعلم أن زميلة ابنتها في الفصل من بنات الدار إلا وتهرع للمدرسة طالبة منهم
أن يبعدوا ابنتها عن ابنة الدار لأنها لا تود أن تكون صديقة ابنتها من بنات الدار
أذكر أن إحدى الأمهات طالبت بنقل بنتها من الكرسي الذي بجانب إحدى بنات الدار خوفا على
ابنتها من ذلك الكائن الحي الذي لا يُعرف من أين أتى ولا أي فكر يحمل , بعدها بمدة حمدت
الله أن الأم أبعدت ابنتها عن أختي لأن ابنتها كانت منحرفة سلوكيا وأخلاقيا فتعجبت كثيرا
فإن كانت تلك الأم حريصة على ابنتها أين هي عنها ؟؟؟
أدركت فيما بعد أن الأغلب يتحاشانا دون سبب مقنع , تكرر الموقف مرات كثيرة وفي مراحل أخرى
ومازال يتكرر فتأكدت أن العقول المتحجرة مازالت موجودة ولم تنتهِ ولن تنقرض ....
في الجامعة قلة فقط من كن يعرفن أنني من بنات الدار فقررت أن لا أخبر أحدا بحقيقتي
ليس من حق أحد أن يعرف من أكون ويعاملني بناء على ذلك , فليلى حين كانت تدعي أنها
من عائلة غنية ومرفهة كانوا البنات يلتفون حولها ويعاملونها بكل احترام ,,, لم أرغب أن أكون كليلى
وأعيش في عالم وهمي, ولكني أيضا لم أرغب أن أخبرهم بحقيقتي
التي كنت أجزم أنها ستغير من معاملتهم ونظرتهم لي سواء سلبا أو إيجابا وذلك لأنني كنت أريدهم
أن يعاملوني كإنسانة بناء على تصرفاتي وعلى مايرونه فيني وليس بناء على أي شيء آخر ...
مشكلتنا أننا نعامل الآخرين بناء على عاطفتنا ومشاعرنا التي تسيرنا ففي الدار أرى
بعضهن يفرقن في التعامل مع الفلبينيات ليس بناء على المخلصة وغير المخلصة في العمل
بل بناء على المسلمة وغير المسلمة فنجدهم يبالغون في طيبة تعاملهم مع المسلمة
ويتساهلون معها كثيرا حتى وإن أخطأت بينما يعاملون المسيحية بقسوة ولا يتساهلون
معها حتى وإن كانت مريضة , كنت ومازلت أردد أن الدين المعاملة فإن هم رأوا معاملتنا
لهم بهذه القسوة سيكرهون ذلك الدين الذي شوهه البعض منا بسوء فهمه له ....
كان هنالك فلبينية عاملة نظافة مسيحية أصيبت بكدمة في إحدى قدميها وتورمت وطبعا لم تعطَ
إجازة ولا راحة ولا حتى خفف عنها العمل وحين حاول البعض أن يساعدها قالوا هي مسيحية
وتبغونا نرحمها ؟؟؟؟ أليس ديننا دين الرحمة فأين الرحمة إذن ؟؟؟
بينما حين تكون المريضة مسلمة نجدهم يتغاضون عنها قائلين حرام هذي مسلمة ع الأقل ....
حتى إنه فيما بعد بعض الفلبينيات ادعين دخولهن في الإسلام فقط من أجل أن يحظين بتلك
المعاملة , وأذكر فلبينية قالت سوف أسلم وأسلمت وطبعا الكل غير تعامله معها وبعد مدة
سافرت لتخبرنا صديقتها أنها لم تسلم بل كانت تكذب وأنها عادت للفلبين لتتزوج من حبيبها
المسيحي وأنها لاترغب في الإسلام ......