
أغلى شهد
•
أهلا بك غاليتي وألف شكر لك ع الدعاء والتواجد بالنسبة للتهيئة فهناك أخصائيات اجتماعيات يقمن بتهيئة المقبلات على الزواج ويقمن بتعليمهن كل شيء وتوفير الكتب التعليمية لهن ...

أغلى شهد
•
أهلا بكم جميعا أشكركم على المتابعة ....
*****************************
رواد الدارمن مجهولي الهوية لم يكونوا فقط حديثي الولادة بل حتى من الممكن أن يتخلى الأهل
عن ابنهم وهو في يمشي ويتكلم كأن يكون في عمر ثلاث سنوات أو خمس سنوات
وفي أحد الأيام جاءت للدار فتاة عمرها أربع سنوات تتكلم وتعرف اسمها وجدوها في أحد أسواق
مدينة الرياض , وكالعادة تم الإبلاغ عن فقدانها مر أسبوع ولم يسأل أحد عنها , بعد ذلك
تم بدء الإجراءات لإدخالها الدار واستخراج شهادة ميلاد لها , كانت تعرف اسمها واسم أمها
وأبيها لم يتم تغيير اسمها فبقي كما هو , كبرت ودرست ولم يسأل أحد عنها ....
لم تكن هي وحدها من جاءت للدار في عمر كبيرة فأيضا فتاة أخرى أحضرت من المطار بعد
أن وجدوها ضائعة هناك ولم يسأل أحد عنهاوكانت تعرف اسمها واسم أهلها ....
في أول يوم جاءت للدار فيه كانت تبكي بشدة وترفض الأكل والشرب واللعب وتقول أريد بابا
كانت تتحدث عن أبيها أكثر من أمها وكل يوم تسأل عنه وظلت لفترة طويلة تسأل عنه
كنت أتعجب كثيرا من أولئك الذين يتخلون عن أبنائهم بعد مرور خمس سنوات أو أربع سنوات
ولطالما تساءلت عن السبب فإن كانوا لا يرغبون بهم مالذي دعاهم للاحتفاظ بهم طيلة هذه
السنوات ؟؟؟؟ ولكن علمت فيما بعد أن أغلبهم يحتفظون بهم بطريقة غير شرعية
فلا شهادة ميلاد لهم ولا يمكنهم إلحاقهم بالمدارس فيتخلون عنهم كي تستخرج لهم الدار
شهادات ميلاد وغيره ....الخ
لا أدري إن كان ذلك التفسير منطقيا أم لا وإن كان هنالك تفسيرا آخر لكن الغريب أنه مازلنا
حتى يومنا هذا نستقبل في الدار أبناء في عمر أربع أو خمس سنوات وجدوهم إما بالسوق
أو الحديقة أو المطار ....الخ
يبدو أنني أثقلت عليكم بالمواقف المؤلمة والمحزنة
لذا سأذكر لكم موقفا طريفا نوعا ما .....
قبل عدة سنوات كان هنالك زواج إحدى أخواتي في الدار وطبعا كان الكل يستعد
للزواج وكنا نذهب للسوق ونشتري والعروس أيضا كانت كل يوم تقريبا تذهب للسوق
كي تشتري مايلزمها وقبل ايام من زواجها تم نقل كل ما يخصها من أغراض لبيتها الجديد
وكانت أحلام وهي إحدى أخواتي الصغيرات عمرها إحدى عشرة سنة ترقب الوضع ومتحمسة
جدا للزواج وفي يوم الزواج كانت طيلة الوقت ترقص وفي الزفة كانت تقف بجوار العروسة ,,,,
وبعد انتهاء الزواج أصبحت أحلام لا حديث لها سوى الزواج وكل يوم تسألنا متى ستتزوج ؟؟؟
وكانت كل يوم تتخيل نفسها عروسة , مرة تزف نفسها في الصالة ومرة تضع على رأسها
غطاء السرير وتتخيل أنه طرحة العروس , وهكذا ثم تطورت الحالة فأصبحت كل يوم تقول للأم
" ماما يالله زوجوني أبغى أتزوج " والأم كانت تخبرها أنها صغيرة وأنها إذا كبرت ستتزوج ولكن لا حياة
لمن تنادي حتى ملت الأم منها ومن جملتها التي كل يوم تكررها " زوجوني , ومتى بتزوج "
وحين طفح كيل الأم قالت لها : إذا تبغين تتزوجين مو أنا اللي أزوجك ,قالت : أجل مين ؟
قالت لها الأم : المديرة هي اللي تزوجكم إذا تبغين تتزوجين روحي لها بكرة خليها تزوجك وتفكنا منك
وثاني يوم ما إن عادت من المدرسة حتى انطلقت للمديرة مسرعة خوفا من أن ينتهي دوام المديرة
قبل أن تقابلها , ودخلت على المديرة وقالت لها : أبلة .... أبغى أتزوج متى بتزوجيني ؟؟؟؟
ما إن سمعتها المديرة تقول هذه الجملة حتى قالت لها : عيب عيب يابنتي وش ذا الكلام
إنتي توك صغيرة , وعيب تقولين كذا الحين اجتهدي في دراستك وانجحي واكبري ويصير خير ....
طبعا سألتها عن السبب الذي دعاها للتفكير في الزواج فقالت تريد أن يكون لها حفلا كحفلة العروس
وتلبس ثوبا كثوب العروس , وزفة , وتشتري أغراض كمشتريات العروس ....
كان تفكيرها طفوليا فهي لا تعرف من الزواج سوى اسمه ...
أخبرتها المديرة أن الزواج مسؤولية , وأنها مازالت صغيرة ....
مرت الأيام وكبرت أحلام وهي الآن في الخامسة عشر من عمرها لم تعد تتحدث عن رغبتها في الزواج
وأصبحت خجولة , ومازلنا نتذكر موقفها ونضحك وكل فترة نذكرها به ونضحك عليها , أصبحت في تلك الفترة
أضحوكة الدار خاصة بعد أن ذهبت للمديرة تطلب منها تزويجها .....
*****************************
رواد الدارمن مجهولي الهوية لم يكونوا فقط حديثي الولادة بل حتى من الممكن أن يتخلى الأهل
عن ابنهم وهو في يمشي ويتكلم كأن يكون في عمر ثلاث سنوات أو خمس سنوات
وفي أحد الأيام جاءت للدار فتاة عمرها أربع سنوات تتكلم وتعرف اسمها وجدوها في أحد أسواق
مدينة الرياض , وكالعادة تم الإبلاغ عن فقدانها مر أسبوع ولم يسأل أحد عنها , بعد ذلك
تم بدء الإجراءات لإدخالها الدار واستخراج شهادة ميلاد لها , كانت تعرف اسمها واسم أمها
وأبيها لم يتم تغيير اسمها فبقي كما هو , كبرت ودرست ولم يسأل أحد عنها ....
لم تكن هي وحدها من جاءت للدار في عمر كبيرة فأيضا فتاة أخرى أحضرت من المطار بعد
أن وجدوها ضائعة هناك ولم يسأل أحد عنهاوكانت تعرف اسمها واسم أهلها ....
في أول يوم جاءت للدار فيه كانت تبكي بشدة وترفض الأكل والشرب واللعب وتقول أريد بابا
كانت تتحدث عن أبيها أكثر من أمها وكل يوم تسأل عنه وظلت لفترة طويلة تسأل عنه
كنت أتعجب كثيرا من أولئك الذين يتخلون عن أبنائهم بعد مرور خمس سنوات أو أربع سنوات
ولطالما تساءلت عن السبب فإن كانوا لا يرغبون بهم مالذي دعاهم للاحتفاظ بهم طيلة هذه
السنوات ؟؟؟؟ ولكن علمت فيما بعد أن أغلبهم يحتفظون بهم بطريقة غير شرعية
فلا شهادة ميلاد لهم ولا يمكنهم إلحاقهم بالمدارس فيتخلون عنهم كي تستخرج لهم الدار
شهادات ميلاد وغيره ....الخ
لا أدري إن كان ذلك التفسير منطقيا أم لا وإن كان هنالك تفسيرا آخر لكن الغريب أنه مازلنا
حتى يومنا هذا نستقبل في الدار أبناء في عمر أربع أو خمس سنوات وجدوهم إما بالسوق
أو الحديقة أو المطار ....الخ
يبدو أنني أثقلت عليكم بالمواقف المؤلمة والمحزنة
لذا سأذكر لكم موقفا طريفا نوعا ما .....
قبل عدة سنوات كان هنالك زواج إحدى أخواتي في الدار وطبعا كان الكل يستعد
للزواج وكنا نذهب للسوق ونشتري والعروس أيضا كانت كل يوم تقريبا تذهب للسوق
كي تشتري مايلزمها وقبل ايام من زواجها تم نقل كل ما يخصها من أغراض لبيتها الجديد
وكانت أحلام وهي إحدى أخواتي الصغيرات عمرها إحدى عشرة سنة ترقب الوضع ومتحمسة
جدا للزواج وفي يوم الزواج كانت طيلة الوقت ترقص وفي الزفة كانت تقف بجوار العروسة ,,,,
وبعد انتهاء الزواج أصبحت أحلام لا حديث لها سوى الزواج وكل يوم تسألنا متى ستتزوج ؟؟؟
وكانت كل يوم تتخيل نفسها عروسة , مرة تزف نفسها في الصالة ومرة تضع على رأسها
غطاء السرير وتتخيل أنه طرحة العروس , وهكذا ثم تطورت الحالة فأصبحت كل يوم تقول للأم
" ماما يالله زوجوني أبغى أتزوج " والأم كانت تخبرها أنها صغيرة وأنها إذا كبرت ستتزوج ولكن لا حياة
لمن تنادي حتى ملت الأم منها ومن جملتها التي كل يوم تكررها " زوجوني , ومتى بتزوج "
وحين طفح كيل الأم قالت لها : إذا تبغين تتزوجين مو أنا اللي أزوجك ,قالت : أجل مين ؟
قالت لها الأم : المديرة هي اللي تزوجكم إذا تبغين تتزوجين روحي لها بكرة خليها تزوجك وتفكنا منك
وثاني يوم ما إن عادت من المدرسة حتى انطلقت للمديرة مسرعة خوفا من أن ينتهي دوام المديرة
قبل أن تقابلها , ودخلت على المديرة وقالت لها : أبلة .... أبغى أتزوج متى بتزوجيني ؟؟؟؟
ما إن سمعتها المديرة تقول هذه الجملة حتى قالت لها : عيب عيب يابنتي وش ذا الكلام
إنتي توك صغيرة , وعيب تقولين كذا الحين اجتهدي في دراستك وانجحي واكبري ويصير خير ....
طبعا سألتها عن السبب الذي دعاها للتفكير في الزواج فقالت تريد أن يكون لها حفلا كحفلة العروس
وتلبس ثوبا كثوب العروس , وزفة , وتشتري أغراض كمشتريات العروس ....
كان تفكيرها طفوليا فهي لا تعرف من الزواج سوى اسمه ...
أخبرتها المديرة أن الزواج مسؤولية , وأنها مازالت صغيرة ....
مرت الأيام وكبرت أحلام وهي الآن في الخامسة عشر من عمرها لم تعد تتحدث عن رغبتها في الزواج
وأصبحت خجولة , ومازلنا نتذكر موقفها ونضحك وكل فترة نذكرها به ونضحك عليها , أصبحت في تلك الفترة
أضحوكة الدار خاصة بعد أن ذهبت للمديرة تطلب منها تزويجها .....


أغلى شهد
•
أشكركم على المتابعة
وكل عام وأنتم بخير والشهر مبارك عليكم جميعا
**************************************
كانت هنالك أم في الدار في أسرة أخرى ليست أسرتي لها سنوات طويلة
في العمل أكثر من إحدى عشرة سنة , وكان من ضمن الأبناء الذين تحضنهم
بنت اسمها رنا منذ أن كان عمرها أربع سنوات وهي لدى نفس الأم الحاضنة
وفي نفس الأسرة وكانت تحب تلك الأم ودائما تدافع عنها ولا تسمح لأحد أن يتحدث عنها
بسوء وحتى حين تخطيء تلك الأم كانت تبحث لها عن المبررات وكانت قريبة جدا من تلك
الأم وتحب أن تساعدها في الاهتمام بالأسرة وبقية الأبناء وتجلس معها طوال الوقت
وتشرب القهوة معها وتخبرها بكل شيء وحين تكون الأم في إجازة ما إن تعود إلا وتبدأ
بسرد كل ماحدث في الدار أثناء غيابها وكان الكل يعلم مدى تعلق رنا بتلك الأم فهي أول
أم لها بعد أن انتقلت من قسم الرضع إلى قسم الأسر , ومن حسن حظ رنا أن التغييرات
التي كانت تحدث في الدار كل فترة لم تشمل الأم ولم تتغير من أسرتها لسنوات عديدة
فسياسة الدار التي مازلت لا أفهمها تفوم على مبدأ التغيير , كل فترة يتم تغيير الأمهات
والتبديل بين الأسر يقال كي لا يرتبطون الأبناء بأم ويعتقدون أنها أمهم الحقيقية
مما ينعكس على نفسياتهم سلبا في حال انتقال تلك الأم لدار أخرى أوحتى استقالتها ....
أذكر أن هناك أم كنا نحبها كثيرا وكانت طيبة جدا وفجأة رحلت دون أن تمهد لنا رحيلها
حتى إننا لمنصدق خبر استقالتها إلا بعد أن أكدت لنا المديرة أنها استقالت وبكى عليها
الكثير وبعضهم اعترضوا على رحيلها فرفضوا الجلوس في الأسرة وظلوا طوال الوقت في
الممرات , وفي فترة من الفترات قامت الدار بعمل بعض التغييرات في الأسر فقاموا بالتبديل
بين الأمهات والأسر ومن ضمن الأمهات اللاتي قمن بتبديلهن أم لطفل متأخر عقليا
وكانت الم تعرف كيف تتعامل مع ذلك الابن حيث كان ابنها منذ عدة سنوات وحين تم تغييرها
جاؤا بأم أخرى كانت لاترغب بتلك الأسرة ولا بالابن فكانت لا تعرف كيف تعامله فانتكس
وأصبح طيلة الوقت يبكي ولا يأكل وإن أكل بدأ بالاستفراغ , والتبول على ملابسه ليلا
وعرض على أخصائية نفسية وتم إعطاؤه بعض الأدوية ومع مرور الوقت بدأ بالتحسن بل ربما
بالتأقلم مع الأم والوضع الجديد , وما إن تأقلم إلا وتم تغيير الأمهات من جديد ولحسن حظه أن
الأم التي انتقلت لأسرته هي نفس أمه القديمة حيث قالوا سنعيد له أمه لأنه حين كان
معهالأنه كان أفضل من الآن وفعلا أعادوها له وأصبح أفضل من قبل ....
المهم أن رنا حين أصبح عمرها خمس عشرة سنة حدث خلاف بين أمها الحاضنة والأخصائية
وأصبحت الأخصائية تنتظر الفرصة المناسبة للانتقام من تلك الأم , وجاءتها الفرصة في أحد
الأيام حيث كان هنالك تغيير للأمهات فقام بنقلها ليس من الأسرة فحسب بل من الدار كلها
لدار أخرى وهنا جن جنون رنا وعارضت نقلها , وأيضا الأم حاولت بشتى الطرق البقاء في الدار
لكن لم يسمع لهما أحد وتم نقل الأم رغما عنها وعن رنا وعن الجميع , وكالعادة انتكست رنا
أذكر أنها ظلت لأيام تبكي وترفض الطعام والشراب وكل من يأتي ليواسيها بالكلام المعهود
الذي اعتدنا على تكراره وسماعه وهو أن الدنيا هكذا تجمع وتفرق وأنها ليست الوحيدة التي
افتقدت أمها وكلنا سبق وتعرضنا لما تعرضت له إلا أنها لم تكن تقتنع بما نقول , فكانت تظن
أنها الوحيدة التي تتألم والوحيدة التي افتقدت أمها .وكانت تقول هي أمي التي ربتني
طيلة السنوات الماضية وهي أمي التي لن يعوض مكانها أحد وهي أمي
التي لا أستطيع نسيانها ....
الكل يدعي في الدار أنه يعمل لأجلنا وأن مصلحة ابناء الدار فوق كل اعتبار وفوق كل المصالح
إلا أننا كنا نرى خلاف ذلك بل كنا نرى الكل يسعى لمصلحته فالأخصائية حين نقلت أم رنا نقلتها
لتكون عظة وعبرة لكل أم تختلف معها ولم يكن قرارها لمصلحة الأبناء بل أعتقد أنها لم تكن تفكر
بمصلحتهم ....
احدى الأخوات طلبت من الأخت مفقودة الهوية (أمل )
ان تعطيها رقمها او ايميلها فردت عليها
ودار هذا الحوار
وكل عام وأنتم بخير والشهر مبارك عليكم جميعا
**************************************
كانت هنالك أم في الدار في أسرة أخرى ليست أسرتي لها سنوات طويلة
في العمل أكثر من إحدى عشرة سنة , وكان من ضمن الأبناء الذين تحضنهم
بنت اسمها رنا منذ أن كان عمرها أربع سنوات وهي لدى نفس الأم الحاضنة
وفي نفس الأسرة وكانت تحب تلك الأم ودائما تدافع عنها ولا تسمح لأحد أن يتحدث عنها
بسوء وحتى حين تخطيء تلك الأم كانت تبحث لها عن المبررات وكانت قريبة جدا من تلك
الأم وتحب أن تساعدها في الاهتمام بالأسرة وبقية الأبناء وتجلس معها طوال الوقت
وتشرب القهوة معها وتخبرها بكل شيء وحين تكون الأم في إجازة ما إن تعود إلا وتبدأ
بسرد كل ماحدث في الدار أثناء غيابها وكان الكل يعلم مدى تعلق رنا بتلك الأم فهي أول
أم لها بعد أن انتقلت من قسم الرضع إلى قسم الأسر , ومن حسن حظ رنا أن التغييرات
التي كانت تحدث في الدار كل فترة لم تشمل الأم ولم تتغير من أسرتها لسنوات عديدة
فسياسة الدار التي مازلت لا أفهمها تفوم على مبدأ التغيير , كل فترة يتم تغيير الأمهات
والتبديل بين الأسر يقال كي لا يرتبطون الأبناء بأم ويعتقدون أنها أمهم الحقيقية
مما ينعكس على نفسياتهم سلبا في حال انتقال تلك الأم لدار أخرى أوحتى استقالتها ....
أذكر أن هناك أم كنا نحبها كثيرا وكانت طيبة جدا وفجأة رحلت دون أن تمهد لنا رحيلها
حتى إننا لمنصدق خبر استقالتها إلا بعد أن أكدت لنا المديرة أنها استقالت وبكى عليها
الكثير وبعضهم اعترضوا على رحيلها فرفضوا الجلوس في الأسرة وظلوا طوال الوقت في
الممرات , وفي فترة من الفترات قامت الدار بعمل بعض التغييرات في الأسر فقاموا بالتبديل
بين الأمهات والأسر ومن ضمن الأمهات اللاتي قمن بتبديلهن أم لطفل متأخر عقليا
وكانت الم تعرف كيف تتعامل مع ذلك الابن حيث كان ابنها منذ عدة سنوات وحين تم تغييرها
جاؤا بأم أخرى كانت لاترغب بتلك الأسرة ولا بالابن فكانت لا تعرف كيف تعامله فانتكس
وأصبح طيلة الوقت يبكي ولا يأكل وإن أكل بدأ بالاستفراغ , والتبول على ملابسه ليلا
وعرض على أخصائية نفسية وتم إعطاؤه بعض الأدوية ومع مرور الوقت بدأ بالتحسن بل ربما
بالتأقلم مع الأم والوضع الجديد , وما إن تأقلم إلا وتم تغيير الأمهات من جديد ولحسن حظه أن
الأم التي انتقلت لأسرته هي نفس أمه القديمة حيث قالوا سنعيد له أمه لأنه حين كان
معهالأنه كان أفضل من الآن وفعلا أعادوها له وأصبح أفضل من قبل ....
المهم أن رنا حين أصبح عمرها خمس عشرة سنة حدث خلاف بين أمها الحاضنة والأخصائية
وأصبحت الأخصائية تنتظر الفرصة المناسبة للانتقام من تلك الأم , وجاءتها الفرصة في أحد
الأيام حيث كان هنالك تغيير للأمهات فقام بنقلها ليس من الأسرة فحسب بل من الدار كلها
لدار أخرى وهنا جن جنون رنا وعارضت نقلها , وأيضا الأم حاولت بشتى الطرق البقاء في الدار
لكن لم يسمع لهما أحد وتم نقل الأم رغما عنها وعن رنا وعن الجميع , وكالعادة انتكست رنا
أذكر أنها ظلت لأيام تبكي وترفض الطعام والشراب وكل من يأتي ليواسيها بالكلام المعهود
الذي اعتدنا على تكراره وسماعه وهو أن الدنيا هكذا تجمع وتفرق وأنها ليست الوحيدة التي
افتقدت أمها وكلنا سبق وتعرضنا لما تعرضت له إلا أنها لم تكن تقتنع بما نقول , فكانت تظن
أنها الوحيدة التي تتألم والوحيدة التي افتقدت أمها .وكانت تقول هي أمي التي ربتني
طيلة السنوات الماضية وهي أمي التي لن يعوض مكانها أحد وهي أمي
التي لا أستطيع نسيانها ....
الكل يدعي في الدار أنه يعمل لأجلنا وأن مصلحة ابناء الدار فوق كل اعتبار وفوق كل المصالح
إلا أننا كنا نرى خلاف ذلك بل كنا نرى الكل يسعى لمصلحته فالأخصائية حين نقلت أم رنا نقلتها
لتكون عظة وعبرة لكل أم تختلف معها ولم يكن قرارها لمصلحة الأبناء بل أعتقد أنها لم تكن تفكر
بمصلحتهم ....
احدى الأخوات طلبت من الأخت مفقودة الهوية (أمل )
ان تعطيها رقمها او ايميلها فردت عليها
ودار هذا الحوار
الصفحة الأخيرة
وحقيقة أني سعيدة جدا كوني غيرت بعضا من مفاهيمك ...
بالنسبة لتساؤلاتك حول إمكانية الزيارة إن كنتي مقيمة في المملكة فأعتقد أنه يسمح لك
بالزيارة وأذكر امرأة سورية كانت تزورنا في الدار لكنها كانت مقيمة هنا ....
بالنسبة للصديقات فحقيقة لم يكن لدي صديقات من خارج الدار خاصة أني بطبعي هادئة
وانطوائية نوعا ما ولا أحب تكوين الصداقات ....
فعلا رائع جدا ماذكرتيه
صحيح أننا لسنا من كوكب آخر لكننا بالنسبة للعالم الخارجي أقصد العالم
الذي خارج أسوار الدار نعتبر شيء مجهول وأعتقد سنوات عديدة كنا نعيش ونموت
دون أن يعلم أحد بنا بل ربما مازلنا كذلك , في سنوات سابقة كنا جزء مغيب تماما
عن العالم الخارجي فكانت حتى مدارسنا داخل الدار , فنعيش وننام وندرس ونأكل في نفس
المكان الذي وجدنا فيه أنفسنا منذ أن ولدنا إلى أن نموت ...
وأعتقد كان أغلب الناس لا يعرفون شيئا عنا , وبعد أن تم دمجنا في المجتمع أصبح البعض
لاحظي البعض وليس الكل لأن الدمج كان محصورا بعدد قليل من المدارس المهم أنه أصبح
البعض يعرفنا أو يسمع بنا , ولكن ماذا يعرفون عنا ؟؟؟
يعرفون أننا مجموعة من الابناء نعيش مع بعضنا في مكان معين هذا كل مايعرفونه
بل كان البعض يعامل اللقيط معاملة مختلفة وبعضهم كان يظن أن الكفالة فقط لليتيم وليس
اللقيط والصدقة فقط على اليتيم وليس اللقيطوالأجر فقط في اليتيم وليس اللقيط حتى صدرت
فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله أفتى فيها أن اللقيط يعد يتيما ...
أرأيتي كيف كان الناس ينظرون إلينا ؟؟؟ بل حتى بعد الفتوى لم تتغير نظرة الناس لنا ....
ربما مشكلتنا أننا تسيرنا العاطفة أكثر من العقل ....
أنا أدرك أن البشر يختلفون , فكما نحن في الدار نختلف لا بد
أن من خارج الدار أيضا يختلفون ....
بل ربما الأسرة الواحدة يختلف أبناؤها عن بعضهم ...