ريحانة الروح
ريحانة الروح
:24:
:24:
صراحة قصتك أخيتي رائعة ومشوقة
تابعي ونحن معك . :26:
مع أطيب تحية .
أزاهير اللقاء
لاتزال تبعات تلك الليلة تجثم على انفاسها برغم مرور عدة ايام فما قابلته من مواقف قضى على ما تبقى من ثقتها بنفسها ....
وقفت امام المرآة بكل جدية تتفحص وجهها كانت ملامحها الطفولية تضفي مزيدا من البراءة على قسماتها
تبدو مريحة لكل من يراها
اقتربت اكثر واكثر اقسمت في داخلها انها اجمل حتى من عروسهم !!!!!!!!!
اشاحت بوجهها في خجل من قسمها لكنها متأكدة تماما ان بها جمال لم يذبل بعد
فما السبب اذا ......؟؟؟استغفرت الله تعالى
رفعت خصلاتها المتدلية وسألت الله تعالى ان يصبرها على ما ستلقاه الان من عتاب شقيقاتها فهذه هي المرةالاولى التي تراهن فيها بعد الحفلة
دخلت عليهن وهي تحمل صينية الشاي محاولة ان تحدث بعض الضجيج بكاساته المتراصة لعلهن يقطعن حديثهن قبل وصولها على الاقل تدلف اليهن بوجه باسم
لكن ابتسامتها لم تشفع لها امام عبوسهن الذي يبدو انه امتداد لحديث سابق مبتور !!!!!!!!
اتمت توزيع الشاي وهي تستغرب من عدم اصطحابهن لاطفالهن
شعرت بالخوف يبدو ان موضوعا حاسما جعلهن يفضلن مناقشته في هدوء وبلا اذان صغيرة صاغية
حاولت الهروب لكن احداهن امرتها بالجلوس قائلة بلهجة الحسم
قررنا نقبل الخطيب اللي تقدم لك
رفعت رأسها في دهشة لتتابع الاخرى
هو متزوج لكن بيطلق زوجته وعياله سبعة بيعيشون معه
صوت اخر يسهل المهمة عليها
عندهم شغالتهم ماعليك منهم
واذا ما تشرطين طلاق زوجته يمكن يتركهم معها
وحتىتكون على بينة قلن انه ليس كبيرا فقط اكبر منك بخمسة عشر عاما
اخيرا ماذا تقولين ؟؟؟؟
ربما هذا ارحم ما قالوه حتى الان ....لم تزد عن كلمة واحدة آسفة
صرخن بها وقد نفذ صبرهن وكن يتأهبن لهكذا اجابة
عصفت بها كلمات مؤلمة جارحة بل حد الوقاحة
صرخت بكل قوتها وقد تقاطرت دموعها حتى اخرستهن
انسوا ان لكم اخت اتركوني في حالي ......قامت تجري بعد ان سكبت ما امامها من كاسات الشاي
وتقذف اخر جملها في مسامعهن
اذا احد من اهل ازواجكم سألوكم عني قولوا ماتت حتى ما تخجلوا مني
كانت والدتها تنهي صلاة الوتر قبل ان تنام سمعت الصراخ وهرعت تسمي باسم الله نادت ليلى لم ترد
ذهبت للبقية لتجدهن يتابعن المزيد من الصخب الذي لم تتبينه
اغلقت ليلى باب غرفتها وجلست تكاد الدهشة تخرسها تتساءل في صمت وقد سرح بصرها في اللاشئ
الى هذا الحد وصل بي الحال على الاقل في نظرهن ؟؟؟فماذا عن الناس ؟؟؟؟
أزاهير اللقاء
لاتزال الدهشة تخرسها بل تقعدها مكانها
لحظات فقط استعادت فيها بعض ثقتها وهي تنظر باطمئنان لنفسها في المرآة
يبدو انها بعد لم تعثر على السبب .....اذا اصبح الخطاب بهكذا اوصاف يعني ا ن عليها ان تنعي حياتها منذ الان
رأي النا س..نظرة الناس ..ما يقولونه ...ما يزيدونه ايضا
هذه هي المعايير فقط على الاقل في مثل حالتها
المهم تنستر وكفى....... وكأنها تبدو متكشفة
الافضل ان ترضى بأقل الفرص افضل من لاشئ...... وكأن الرجال انتهوا
عليها ان تتنازل عن شروطها...وكأنها اشترطت اصلا
ثم هل عليها ان تقسو الى هذه الدرجة
ان تبني سعادتها –ان وجدت – على تعاسة الاخرين
حتى تبني اسرة عليها ان تهدم اخرى
حتى تلملم جراحها عليها ان تفتق جروح امرأة اخرى وتشتت شملها وصغارها حتى لو لم تشترط طلاقها
يكون مابينهما تحطم
اي ذنب اقترفه هؤلاء الصغار ليحرموا سعادتهم ؟؟؟
ماذا لو كانت احداهن مكان تلك المرأة ؟؟؟
احست بشئ يثقل جسمها وهن كبير سرى في كل اجزائها القاها بلا حراك افاقت بعده وقد
امتلأ الكون نورا هرعت في هلع تخشى ان ينقضي وقت الفجر قبل ان تؤدي الصلاة يكفي
ان صلاة الليل فاتتها ايضا ..كانت قد نست او انساها وجع الامر ضبط الساعة كما اعتادت دائما
سخرت من نفسها بعد ان اتمت صلاتها كيف هي امور دنياها تنسيها اخرتها ما اضعف الانسان
واقل صبره التجأت الى الله عز وجل ان يعينها ويصبرها ..قرأت وردها الصباحي
وراجعت بعض حفظها للقران الكريم
ومضت تحاول الاستعداد للذهاب للمدرسة وقد فقدت لذة العمل ودافعه وحتى الحنين له
تعلم انها لن تستطيع التخلص من تلك الافكارالتي يبدو انها بدأت تأخذ حيزاغير قليل
من تفكيرها ..لم يعد يهمها ان تبدو مهمومة لكل من يراها فقد كانت حركاتها وكلماتها تفسر
ذات السبب حتى قبل ان تعي ماهي فيه ..فلم تكلف نفسها عناء التلون واجتهاد التصنع ..؟؟
مضى اليوم برتابته المعهوده سوى ذاك الحاجز الذي تلمسته بينها وبين طويلات اللسان
سعدت بهذه الرسمية او حتى الصدود غير اسفة
عند عودتها الى البيت شعرت ان في الامر مابه
هدوء غريب قبض قلبها اسرعت الى مكان والديها المعتاد كانت امها لوحدها تبدو كئيبة
سألتها بلهفة حاولت امها اخفاء الحقيقة ..لكنها اخبرتها بكل شئ على الاقل تصبح على بينة
اخبرتها كيف جاء شقيقها صباحا يشكو حاله وعدم قدرته على اتمام منزل العمر ويعلن حاجته
السريعة للمال ويوضح لوالده ان الحل بيده وهو يعلم ان والده لايملك شيئا
كان الحل الذي توصل له ان يبيع والده هذا المنزل فهو كبير على ثلاثة اشخاص ويعطيه المبلغ
لعله فيما بعد يرده له
عندها صرخ الاب المسن المريض بكل قوته شاتما ومتناولا عصاه يريد ضربه صارخا بكل قوته
يعني تبي تضيق علينا وتوسع على نفسك وزوجتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وانتم كم عددكم ؟؟؟؟ما كفاك اللي اخذته من ليلى ؟؟؟
ثم اطلق قنبلة دوت برأس شقيقها ولم يعد يدري ما يقوله بعد ضياع كل شئ كان يعول عليه سواء في
حياة والده او بعد مماته
هذا البيت ابكتبه باسم ليلى هي اللي خسرت عليه من تعبها ..
كان الوقع شديدا على شقيقها حتى انه هدد بطردها منه ان اقترف ذلك او يرفع عليها دعوى
سقط الاب بلا حراك ولم يعد يدري انه في العناية المركزة الان
شهقت ليلى باكيه اه من ظلم ذوي القربى والتقطت الهاتف تحاول الاتصال بالمستشفى
لم تجد جوابا شافيا فهرعت
الى شقيقها الاكبر تستعطفه ان يأخذها اليه اخبرها انه في المستشفى الان فقد اخبره اخوه بالامر
وسيأتي في وقت لاحق لاخذها اليه
ارتمت في حضن والدتها وبكت بمرارة كانت تشهق من اعماقها اللاهبة تذرف دموعا كما المطر
ظلت والدتهاا تشاركها البكاء حتى قطع رنين الهاتف بكاءهما
كان شقيقها الاكبر يطمئنها ان والدهما بخير بل سأل عنها وهو يريد محادثتها فلا تتكلف عناء المجئ
هي ووالتها جاءها صوته الحنون وقد وهن كثيرا
انا طيب ياليلى طيب ما فيني شئ
لم تستطع ان ترد فقط صرخت ابوي والتقطت والدتها السماعة وظلت تحادثه وتسأله عن صحته
وهي تحاول التماسك
لم تفتأ ليلى تبكي مصرة على الذهاب لوالدها حتى اشفق عليها احد اخوتها وذهب بها الى حيث والدها
وما ان رأته حتى صرخت صرخات كتمتها عبراتها انحنت تقبل راسه ويديه وقدميه
وهي تدعو له بكلمات متقطعه يارب يخليك لي يايبه يارب يعافيك
بكت وابكت كل من حولها
Niagara
Niagara
قصتك رائعة ومشوقة
تابعي ونحن معك .

:24: :26: :24:
أماني طيبة
أماني طيبة
العزيزة : المعتصمة بالله
لا أدري لماذا انتابني شعور عميق بالجرح حال قراءتي لموضوعك , ولا أدري أكان السبب في ذلك : نجاحك في اٍيصال المعنى عبر اختيارك للكلمة نجاحاً أدبياً رفيع المستوى , أم لوجود واقع حقيقي بالغ الحدة يجثم خلف هاتيك الكلمات , أم للاثنين معاً .
وعلى كل حال ... تبقى الحكمة الوحيدة في وجود السعادة حية في النفس - رغم كل جراحاتها - في القناعة بالقدر المقدور لها , لا من حيث اٍمكانية احتماله , لا , بل من حيث أن الذي قدره لنا : من هو ؟؟؟
هو الرب ,
هو من نحب ,
فاٍن كنا نغفر لكل حبيب ما عساه يخطيء به في حقنا ,
فكيف لا نرضى من الرب الحبيب بكل ما يقدره لنا , ولن يقدر لنا اٍلا ما فيه الخير كله , حتى واٍن لم يظهر حكم ذلك واضحا جليا لنا ...

فليتك تحلو والحياة مريرةٌ
وليتك ترضى والأنام غضابُ.
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ
وبيني وبين العالمين خرابُ .

وفقني الله واٍياك وسائر المؤمنين والمؤمنات لما يحبه ويرضاه . :39: :26: