لماذا يا أمي
للمـــــــــؤلف :هشام بكر امين
اهداء
إلى كل من يلهث وراء المال
دون وازع من دين او خلق اهدي قصتي هذه
لماذا ............................ ياأمـي ؟!!!
العودة
لم يكن هذا الخريف كغيره من الأعوام السابقه فأنا على ارتفاع ثلاثين الف قدم عن سطح الأرض تحلق بي الطائره لتنهي رحله شاقه طويله وممله استغرقت اكثر من اثنتى عشر ساعه من الولايات المتحده الأمريكيه في طريق العوده الى جده الى ارض الوطن الحبيب .
لم استطع تحمل عدة مشاعر قويه في آن واحد فشوقي للأهل والاصدقاء وفرحتي الغامره بالعوده انستني مخاوفي المعتاده من المطبات الهوائيه المزعجه وطول ساعات الطيران الممله . كنت انظر من نافذة الطائره اتعجلها الوصول في بهجه طفوليه انستني النوم والراحه .
حطت بنا الطائره في مطار الملك عبدالعزيز وتوقفت محركاتها لتأذن لنا بالخروج ودلفنا الى ساحة المطار والتي كانت تعج بالقادمين من كل حدب وصوب ...بهرت بما شاهدته من نظام وسرعه في إنهلء إجراءات الجمارك والجوازات .
عيناي تنتقل لتضم ابناء بلدي وفرحتي تحتضن كلاً منهم بل خيل إلى اننا نتقاسم نفس المشاعر وانهم يقدمون لي التهنئه بحصولي على رسالة الدكتوراه والتي نلتها بتفوق .
كنت مغتبطاً بدرجه لاتوصف ، فمنذ سنوات طوال وانا اعيش بعيداً اغوص في ابحاثي ودراساتي وهدف الرساله منالاً اضعه امامي لأعود به ....وكان الثمن غالياً ... لقد امتص كل إجازاتي فتوقفت حياتي إلا عند الدراسه والنجاح فيها . وما أن انتهيت من ختم جوازي واخت طريقي بين صفوف الركاب القادمين لنتأهب للخروج من ساحة المطار حتى جلت بنظري علني اجد احداً في انتظاري خاصه وان اهلي على علم بموعد الوصول .
وماهي الاثواني حتى وجدت من يمد يده ويحضنني مرحبا بي انه سامي أخي والذي يصغرني بخمس سنوات تبادلنا العناق وانا أتأمل نضوجه ... جسم رياضي طويل ووجه ضاحك وشنب صغير .
ــ مرحبا بك ياحسام اقصد يادكتور حسام .
ــ كيف حالك ياسامي وكيف حال والدي وسعاد وكيف حال ابنائها .
ــ كلنا بخير ياحسام وكلنا بشوق اليك والدي اراد الحضور لأستقبالك معي إلا ان آلام الروماتيزم اشتدت عليه في الأيام الأخيره والحمد لله هو الآن احسن من السابق . اين امتعتك .. هيا بنا الى السياره . وخلال عودتنا الى المنزل سألته عن بعض الأصدقاء وفجأه خطر ببالي ابناء خالتي طارق ومحمد وقد تنبهت لعدم وجودهم مع سامي في إستقبالي .
حسام ــ كيف ابناء الخاله ياسامي طارق ومحمد .
سامي ــ انهم بخير .
حسام ــ هل هم في البلد ام هم مسافرون ؟
سامي ــ لااعرف بالضبط .
حسام ــ كيف لاتعرف ؟ الست على صله بهم .
سامي ــ اخبرني كيف كانت رحلتك .
حسام ــ لابأس بها . هل حل بأبناء خالتك شيء انك تتهرب من سؤالي ؟! .
سامي ــ لاابداً ، على مااعتقد انهم كلهم بخير ولكن لاتتعجل الأمور ستعرف كل شيء عن العائله والأصدقاء بمجرد ماتنال قسطاً من الراحه ولاداعي للعجله .
وما إن توقفت بنا السياره ودلفنا الى داخل الفيلا حتى شاهدت سعاد شقيقتي وأبنائها زهير وريم والفرحه تغمرهم واخذت ابحث بناظري عن والدي فوجدته يقف بجانب المنظده وهو يتوكأ عاى عكازه يساعد على الوقوف فاسرعت اليه وتناولت يده اقبله واقبل رأسه حيث القى بعكازه جانباً وأخذ يحضنني بلهفه وشوق والدموع تنهمر من عينيه مردداً كلمة الحمد لله .. الحمد لله على هذا اليوم وعلى هذه الساعه حمداً لك ياربي على هذا اليوم وعلى هذه الساعه حمداً لك ياربي وشكراً إذ مددت في عمري حتى اعيش هذه السعاده ليت والدتك رحمه الله كانت معنا ذلتشاركنا فرحتنا بك ياحسام .
أطال الله في عمرك ياابي فأنت الخير والبركه . وحاولت ان احبس دموعي إلا انها ابت ان تشارك دموع والدي في فقداننا للوالده وغيابها عنا .
وإذ بسامي يبدد هذا اللقاء الدرامي مهللاً إيه ياسعاد ماذا اعددت لنا على العشاء . طبعا ً مواهب طبيخك كلها ستظهر اليوم علشان خاطر الدكتور حسام .
حسام ــ اين زوجك مصطفى يا سعاد ؟
سعاد ــ انه مسافر في مهمه رسميه الى تركيا ولن يطول غيابه ياحسام .
جلست بجانب والدي وانا لااكاد اشبع من لثم يديه واتطلع اليه . لقد بدأت مظاهر الهرم تظهر عليه خاصه بعد مرضه في الآونه الأخيره فآلم المفاصل والروماتيزم (...) اضعفت عظامه وهدته فهو لم يتعد بعد الخامسة والستين ومن يراه يعتقد انه تعدى الثمانين من عمره .
جلسنا حول مائده الطعام وقد اكتظت بما لذ وطاب من انواع الأكلات الشهيه التي حرمت منها طوال فترة غيابي عن الوطن والتي ابدعت سعاد في تحضيرها .
تجاذبنا اطراف الحديث ولم يكن يخلو من تعليقات سامي الطريفه وسعاد تحاول ان تطعمني لأتذوق كل ماحفلت به المائده .
اجل ماأجمل الجو العائلي والتفاف الأسره ومع كل تلك السعاده الغامره والحب الذي احاطني به والدي واخوتي الا انني كنت على وشك ان أسأل عن ابناء الخاله فترددت حتى لااسمع مايكدر سعادتنا وفضلت ان انتظر حتى يتطرق بنا الحديث اليهم .
وبعد انتهائنا من تناول العشاء واثناء تناول القهوه والشاي كنت اجيب على استفسارات والدي عن سير دراستي ومااذا كنت تعرضت الى مشاكل تذكر وكيف كانت مشاعري وانا بعيد عن الوطن ؟ ولم نشعر بمرور الساعات ونحن نتجاذب اطراف الحديث وماهي الا لحظات حتى بداء النعاس يظهر على والدي الذي تناول ادويته الخاصه به وذهب مستأذنا الى غرفته ليخلد للنوم والراحه بينما ذهبت سعاد بأبنائها الى غرفة نومهم . وجلست انا وسامي نتذكر فترة مراهقتنا وذكرياتنا الدراسيه وماشعرت الا وانا اعاود السؤال عن ابناء الخاله مره اخرى .
حسام ــ ماذا حدث ياسامي لطارق ومحمد . انكم تحاشيتم الحديث عنهم طوال السهره . هل الم بهم مكروه لاسمح الله ؟
سامي ــ لااعرف ياحسام بالظبط ماذا حدث لهذه الأسره انها مأساة .
حسام ــ ماذا تقول انها ماسأة . ماذا حدث ؟
سامي ــ انه منذ اكثر من ثلاث سنوات تقريباً واخبارهم مقطوعه عنا ولا نعلم اين هم بالضبط ، هناك سر لايعلمه سواهم ويعلق بسبب إختفائهم .
فهناك من يعتقد انهم هاجروا الى احدى الدول العربيه او ربما الأروبيه . وهناك من يعتقد انهم انتقلوا الى احدى قرى المملكه . ولااحد يعلم اين هم بالضبط !
حسام ــ الم تحدث مراسلات بينكم وبينهم ؟
سامي ــ كلا لم تحدث ، ولو حدث ذلك لعرفنا مقرهم .
حسام ــ وخالي سعيد الا يعرف اين هم ايضاً ؟
سامي ــ خالك سعيد انه ايضاً يعيش مأساة .
حسام ــ ماذا تقول ماذا الم به . افصح .
سامي ــ انه يرقد مشلولاً في المستشفى بعد ان فقد زوجته وابنته الوحيده في حادث سياره التي كان يقودها منذ سنتين وهو في حاله زهول تام ولايكاد مايعي حوله .
حسام ــ ماهذا الذي اسمعه . مريم وحنان توفيتا الى رحمه الله ؟؟؟ وخالي مشلول ، كل هذه الأحداث وانا ليس لي علم بها وكأنني لست واحداً من هذه الأسره لماذا اخفيتم عني كل هذه الأخبار لماذا ؟
سامي ــ انها رغبة الوالد في عدم اخبارك بأي شيء لأنك لاتستطيع ان تفعل شيئاً امام إرادة الله والقدر المكتوب وكان خوف الوالد وخوفنا كلنا عليك ان كل هذه الأخبار سوف تؤثر على سير ك الدراسي ولذا فضلنا عدم إخبارك حتى تحضر بالسلامه وتعرف كل شيء .
حسام ــ وماذا ايضاً هل هناك شيء لم تخبروني به ؟؟
سامي ــ لاشيء اكثر من ذلك الا يكفيك ماسمعت وعرفت .
حسام ــ ان في الأمر سر بل اسرار لابد من معرفتها .
سامي ــ إذن عليك بالوالد فلربما يستطيع ان يخبرك بكل الحقيقه التي فشلت انا وسعاد في الحصول عليها عنهم لانه دائماً يفضل الصمت وكلما تحدثنا اليه في نفس الموضوع يكرر الأيه الكريمه (( قدراً مقدرا)).
حسام ــ ماذا اقول لك ياسامي لقد تلاشت فرحتي بعد سماعي لتلك الأخبار .
سامي ــ انك انت الذي صممت على سماعها برغم انني حاولت التهرب من اسئلتك . ولكنك صممت وعل كل حال كنت ستعرف كل شيء ان كان عاجلا ام اجلا . المهم لاتشغل بالك الآن اكثر من اللآزم وحاول ان تأخذ قسطاً من النوم والراحه بعد هذا اليوم الشاق والأخبار غير الساره وماحدث قد حدث وهذه إرادة الله .
حسام ــ أجل انها إرادة الله وماقدره الله كان . لاحول ولاقوة الابالله . سأحاول ان اخلد الى النوم فأنا حقاً متعب .
ذهبت الى غرفتي وحاولت النوم والهواجس والأفكار تتراكم في رأسي الا ان شدة التعب والإرهاق طغى على الأفكار التي كانت تطاردني واستسلمت لنوم عميق ولم استيقظ الا بعد ان انتصف النهار او كاد . وإذ بسعاد شقيقتي تطرق باب غرفتي لتعلن ان الغداء معد جاهز .وهذا يعني انني اخذت قسطاً وافراً من النوم خلصتني من الإرهاق والتعب وترك النشاط يدب في جسمي وماان انتهين من اخذ حمامي وتبديل ملابسي حتى هرعت الى غرفة الطعام فالكل كان في انتظاري .
تناولنا الغداء عائلياً وماإن انتهيت حتى انفض الجميع ، استأذن سامي في الخروج للذهاب الى النادي فلديه اليوم تمرين . وبعد تناول الشاي اخذت سعاد ابنائها للمذاكره .
يتبــــــــــــــع ..............
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الفصل الثاني :
(خيوط الماضي )
انفردت انا بوالدي الذي أخذ مجلسه بجانب التلفاز مسترخياً وهو يتناول فنجان القهوه المعتاده فسألته اذا كان يريد ان يخلو للراحة او النوم بعض الشيء فأجابني بالنفي فهو لايفضل النوم بعد الغذاء حتى يستطيع ان يأوي الى فراشه مبكراً لأن نوم الظهيرة يؤرق منامه ليلاً .
ساد الصمت بيني وبين والدي بعض الشيء وفجأة توجهت اليه بسؤالي ...
حسام ــ ماهي اخبار طارق ومحمد ابناء خالتي ياأبي ؟
فنظر الي وكأنه يتوقع سؤالي هذا .
الوالد ــ على ماأعتقد انهم بخير ياحسام .
حسام ــ ولكن ماذا عن اخبارهم ؟ اين هم ؟ ماذا ألم بهم ؟
الوالد ــ الم يخبرك سامي وسعاد عنهم لابد انك سألت عنهم بمجرد وصولك ؟
حسام ــ اجل لقد سألت عنهم ولكن لم يخبرني احد بحقيقة ماألم بهم كل ماعرفته منهم أي من سامي وسعاد انهم يعيشون مأساة ولا احد يعرف اين هم بالضبط او ماذا حدث لهم ؟
كما انني تألمت كثيراً بماحدث لخالي سعيد واسرته وتألمت كثيراً وخاصه وانكم لم تخبروني بشيء كل هذا وانا بعيد عنكم وليس لدي به علم !
الوالد ــ لقد كان هذا في صالحك وانا الذي اكدت على اخوتك بعدم اخبارك بشيء حتى تتفرغ لدراستك لأنك لن تستطيع ان تفعل شيئاً وهذا قدر ومكتوب .
وأما خالك سعيد فقد نال جزاءه والله يمهل ولايهمل .
حسام ــ ماذا تقول ياأبي وماهذا الذي اسمعه هل في الأمر جريمة ؟
الوالد ــ بل هذا قصاص من الله سبحانه وتعالى ياولدي .
حسام ــ ارجوك ياوالدي اخبرني بكل التفاصيل فأنا لاأكاد اتحمل مااسمع ماذا حدث وان كان في الأمر سر فلن يكون الا بيننا .
ارجوك ياابي وضح لي الأمور .
الوالد ــ ياحسام لااريدك ان تتكدر فانت لازلت تعيش فرحة نجاحك وعودتك الينا . فلماذا تريد ان تكدر نفسك وتقحمها في مواضيع تسبب الكآبة ولا دخل لك بها .
حسام ــ ولكن ياوالدي حق القرابة تحتم علينا مشاركتهم فيما يقاسونه ولعنا نستطيع ان نفعل بعض الواجب من اجلهم .
الوالد ــ لااعتقد ياحسام وسامح الله من كان السبب ،شرد والدي بذهنه وكأنه يعود للماضي يلملم خيوطه وسحب من الأحزان تكسو وجهه فأحترمت صمته وبداخلي اتعجل الحديث .
اعلم ياحسام ان ماسأقوله لك لايعرف احد من اخوتك شيء الا القليل ولااريد منك ام تخبرهم بتفاصيل ماستعرفه مني فيما يخص طارق ومحمد وما حدث لخالك فأنت الآن متعلم وناضج وتستطيع ان تتحمل مسؤلية نفسك وارجو الا يؤثر ماسوف تسمعه على مستقبلك او حياتك الخاصة او العامة . وباختصار ليبقى ماسأقوله سراً تحفظه.
حسام ــ اعدك بذلك ياوالدي .
ــ إذاً فلتعلم ياحسام ان الأقدار هي وحدها التي نسجت خيوط المأساة والتي مرت بها هذه الأسره وكنت انا ووالدتك رحمه الله معاصرين لها الا اننا لم نتوقع سوء عاقبتها .
فأنت تعرف ان خالتك جميلة رحمها الله اكبر من والدتك سناً وقد تزوجت من الشيخ عبد الرحمن وهي متقدمه في السن بعض الشيء وكان يكبرها بحوالي عشرين عاماً كان تاجراً ثرياً ذامال وفير وتجارة زاهية ولقد سبق له الزواج اكثر من مره الا ان جميع زيجاته السلبقة قد منيت بالفشل لعدم انجاب الذرية ولم يتحقق امله في وريث له . قبلت به خالتك جميلة لعل وعسى ان يمن القدر عليها بإنجاب الوريث وفي نفس الوقت حتى لايفوتها قطار الزواج فقد ظلت منتظره طويلاً الطارق الجديد للإقتران بها.
وتم زواجها بالشيخ عبد الرحمن الذي هام بها حباً ووفر لها كل اسباب الراحة والسعادة حتى لم يعد يشغل باله انجاب الوريث الذي ظل يحلم به طوال حياته فقد طغى حبه لزوجته على عاطفة الأبوة عنده ومرت ثلاث سنوات وهم في سعادة غامره الا ان خالتك جميلة كانت الأفكار تراودها في معظم الأحيان بشأن مستقبلها بعد ان يرحل الزوج بعد عمر طويل ...ماذا سيكون مصيرها ؟
وكل هذه الأموال هل ستعود إلى اخوته الورثه الشرعيين له ؟
ولن ينوبها منها الا الشيء القليل فلذلك اخذت تفكر وتفكر حتى اطمئنت الى فكرة تبني طفل يتيم تقوم بتربية وتشبع لديها عاطفة الأمومة المتفجرة وبالتالي تسعد هي وعبدالرحمن بهذا الطفل واخذت تفكر وتبحث عن الطريقة للحصول على هذا الطفل بعد ان وافق الشيخ عبد الرحمن على طلبها وكان شرطه الوحيد لاان يكون الطفل يتيم الأبوين وليس لقيطاً . وذات مساء حضرت احدى خادمات الأسرة التي كانت على علم بحاجتهم وحملت اليهم البشرى إذ اخبرت خالتك أن هناك احدى
السيدات من ابناء حيهم الفقير قد توفيت بالأمس وهي تضع طفلها وقد توفي زوجها في بداية جملها إثر مرض عضال ، وجيران هذه المتوفاة لايعرفون من سيتكفل بهذا الطفل خاصة وان هذا الطفل ليس له اقارب يقومون بتربيتة . رحبت خالتك وسرت كثيراً لهذا الخبر وطلبت من الخادمة إحضار الطفل فوراً واخبرتها ان الشيخ عبد الرحمن سيقوم بعمل كافة الإجراءات الرسمية بهذا الطفل ، وتم ماكان لهم واطلقوا على هذ الطفل اسم طارق واحتضنتة خالتك وعمره لم يتعدى يومان . والباقي اعتقد انك تعرفه ياحسام فيما يختص بطارق .
حسام ــ نعم ياوالدي كلنا نعرف قصتة وطارق نفسه يعلم ذلك . ودائماً كان رأيه واعتقادة وشعوره ان والدية هما اللذان قاما بتربيتة وليس من انجباه وكان طارق شديد الذكاء باراً بوالديه بالتبني ومقدراً لهما كل شيء خاصة بعد ان تعلق الشيخ عبدالرحمن وخالتك به . وكان الشيخ عبدالرحمن من الذكاء وخشية الله والتفقة في مسائل الإرث يعلم ان طارق ليس من حقه شرعاً ان يرثه لذلك فقد عمد الى مبايعتة لبعض املاكه ووضع رصيد من المال في البنك بإسمه حتى يستطيع ان يعتمد عليه خلال دراسته وحياته العلمية في حالة وفاة ابوه . الشيخ عبدالرحمن . وليت الأمر توقف عند هذا الحد واكتفت خالتك جميلة بما انعم الله عليها . وبما كانت تتمناه .
فما بلغ طارق سن السابعة من عمره وجميع الأسرة المحيطين به يعرفون قصتة حتى اخذت الأفكار تراودها من جديد وبضرورة ان يكون لها ابناء من صلبها وصلب زوجها خاصة وان ثراء زوجها آخذ في الإزدياد والتوسع بجانب تقدمه في السن حيث كانت تلمح عليه بين فترة واخرى سحابة من الحزن في احاديثه معها ، هل هذا الثراء والأملاك ستؤؤل مستقبلاً الى من لايستحقها ؟ لأشقائه الذين لاتربطهم بهم أي صلة فقد كان التنافس بينهم شديد في جمع اأموال ، طغى على كل عواطف الأخوه بينهم .
كانت بعض الزائرات من صديقات خالتك جميلة يسررن اليها بأن الطب تقدم وان هناك حالات كثيرة من العقم عند الرجال قد تم شفائها وانجبت زوجاتهم بعد ان فقدوا الأمل في الإنجاب سنين طويلة وقد ذكروا لهم بالذات احدى المستشفيات واسم بعض الأطباء المتخصصين في علاج مثل هذا العقم في إحدى الدول العربية المجاوره وبالذات لبنان ، فلماذا لاتجرب وتسافر هي والشيخ عبدالرحمن لقضاء إجازة هناك ورؤية احد هؤلاء الأطباء فلربما يكون الشفاء على يديهم بإذن الله .
اخذت جميلة تفكر بالموضوع بجدية لدرجة الأرق وفاتحت الشيخ عبدالرحمن فيما تفكر فرفض في البداية مكتفياً بما قدره الله له وماكتبه عليه ولكن كثرة إلحاحها وحبه الشديد لها وخوفه من ضياع ثروته جعله يرضخ اخيراً لطلبها فسافرا الى لبنان بصحبة اخيها سعيد . اما طارق فقد كان يجتاز مرحلة الإمتحانات لذلك بقي عندنا خاصة وانهم لن يمكثوا الا عشرة ايام على اكثر تقدير ,اما بقية تفاصيل ما حدث فلم نكن نعلم به شيئاً حتى اسرت الي به والدتك وهي على فراش المرض بعد ان شعرت بقرب اجلها والذي اكدته لي خالتك جميلة قبل وفاتها رحمهما الله جميعاً . وكان الشيخ عبد الرحمن قد توفي قبل رحيلها بحواي خمس سنوات .
صمت والدي فترة وكأنه يسترجع ذكرياته وبدا مرهقاً من كثرة الحديث وعلامات الألم بادية علية وطلبت منه ان يخلد الى الراحة الآن على ان نواصل الحديث بعد ذلك ،
فاستحسن ذلك وساعدته في الذهاب الى حجرتة وكان الوقت يقترب من الغروب حيث توضأ ليستعد لصلاة المغرب وعدت انا الى غرفتي واستلقيت على السرير واخذت افكر فيما سمعت .
ياترى ماذا حدث لهم بعد ذلك ؟
وماذا سيقول لي والدي ؟
وشرد ذهني عن كل ماحولي . تخيلت والدتي وهي مريضة وخالتي جميلة وهي تحتضر والشيخ عبدالرحمن الرجل الطيب رحمهم الله جميعاً .
وماذا الم بطارق ومحمد بعد ذلك ياترى وعلي ان انتظر لسماع ماسيقصة علي والدي بعد ذلك .
وما ان انتهى والدي من أداء صلاة المغرب حتى عاد متؤكأً على عكازه الى مكانه امام التلفاز وطلب من الخادمة ان تحضر كوباً من اللبن الدافئ وانا بدوري طلبت لنفسي فنجاناً من القهوة وبعد فترة وجيزه وخلال احتساء الكوب اخذوالدي يسترجع ذكرياته راغباً في الحديث عنها مستطرداً .
عندما توفيت والدتكم رحمها الله كنتم صبيهً صغاراً فأنت لم تتعد الثانية عشر من عمرك وسعاد لم تتجاوز الثامنة وسامي في السابعة من عمره وقد ترك رحيلها في نفسي الحسرة والألم ومسئولية تربيتكم وكنتم انتم في اشد الحاجة لرعاية الأم وحنانها فكرست جهودي لتربيتكم واعطيتكم من الحنان والرعاية ماأنساني الإهتمام برعاية نفسي ورفضت فكرة كل من نصحني بالزواج بعد وفاة المرحومة حتى لاتتعرضوا إلى قسوة زوجة الأب والحق يقال ان خالتكم جميلة لم تقصر يوماً في السؤال والإطمئنان عليكم رغم مايختلج في نفسي وينتابني من وساوس مما اخبرتني به والدتكم عن حكايتها أي حكاية خالتك جميلة لذلك صممت أن اتأكد من قصتها وان اسمعها بلسانها . وفي احدى زياراتي لها وهي على فراش المرض وفي حالة احتضار اسرت الي متلعثمة واكدت ان ماأخبرتني به وداد والدتكم كان صحيحاً وبذلك اكون انا وخالكم سعيد الوحيدين اللذان نعرف هذا السر وأوصتني بل توسلت الي ان لايعرف محمد او طارق شيئاً عن هذا الموضوع حتى لاتهدم حياتهما خاصة محمد فهي في حالة قلق دائم عليه .
ومافتأت تطلب التوبة من الله عزوجل على ماأقترفته في حق نفسها وحق محمد ولكن كل شيء كان مقدر ومكتوب . ورحلت خالتك جميلة مودعه سرها عندي وعند خالك سعيد سامحه الله .
وسارت الأمور طبيعية بعد ذلك فبعد وفاة زوجها عمك عبدالرحمن وكلت خالتك جميلة شقيقها سعيد لإدارة املاك ابنيها والإشراف عليهما نظراً لصغر كل منها وعدم وجود خبره لديهما وحتى يتفرغا لدراستهما وقد اغدقت خالتك جميلة على خالك سعيد الكثير من الأموال والهدياء بل كان يقتص لنفسه مايريد وكأنه حق مشروع له وكل طلباتة مجابة من قبل خالتك جميلة ولم اعلم انها كانت مظطرة لذلك وكثيراً ماكنت اسمعها وهي تشكولوالدتك سوء تصرفه وجشعه وكانت والدتك تهون عليها في معظم الأحيان .
ــ لقد شوقتني ياابي لهذا السر ارجوك اخبرني بالحقيقة ــ
ــ تمهل ياحسام فأنا أحاول ان استرجع تفاصيل كل ماحدث ــ
يتبع .....................
(خيوط الماضي )
انفردت انا بوالدي الذي أخذ مجلسه بجانب التلفاز مسترخياً وهو يتناول فنجان القهوه المعتاده فسألته اذا كان يريد ان يخلو للراحة او النوم بعض الشيء فأجابني بالنفي فهو لايفضل النوم بعد الغذاء حتى يستطيع ان يأوي الى فراشه مبكراً لأن نوم الظهيرة يؤرق منامه ليلاً .
ساد الصمت بيني وبين والدي بعض الشيء وفجأة توجهت اليه بسؤالي ...
حسام ــ ماهي اخبار طارق ومحمد ابناء خالتي ياأبي ؟
فنظر الي وكأنه يتوقع سؤالي هذا .
الوالد ــ على ماأعتقد انهم بخير ياحسام .
حسام ــ ولكن ماذا عن اخبارهم ؟ اين هم ؟ ماذا ألم بهم ؟
الوالد ــ الم يخبرك سامي وسعاد عنهم لابد انك سألت عنهم بمجرد وصولك ؟
حسام ــ اجل لقد سألت عنهم ولكن لم يخبرني احد بحقيقة ماألم بهم كل ماعرفته منهم أي من سامي وسعاد انهم يعيشون مأساة ولا احد يعرف اين هم بالضبط او ماذا حدث لهم ؟
كما انني تألمت كثيراً بماحدث لخالي سعيد واسرته وتألمت كثيراً وخاصه وانكم لم تخبروني بشيء كل هذا وانا بعيد عنكم وليس لدي به علم !
الوالد ــ لقد كان هذا في صالحك وانا الذي اكدت على اخوتك بعدم اخبارك بشيء حتى تتفرغ لدراستك لأنك لن تستطيع ان تفعل شيئاً وهذا قدر ومكتوب .
وأما خالك سعيد فقد نال جزاءه والله يمهل ولايهمل .
حسام ــ ماذا تقول ياأبي وماهذا الذي اسمعه هل في الأمر جريمة ؟
الوالد ــ بل هذا قصاص من الله سبحانه وتعالى ياولدي .
حسام ــ ارجوك ياوالدي اخبرني بكل التفاصيل فأنا لاأكاد اتحمل مااسمع ماذا حدث وان كان في الأمر سر فلن يكون الا بيننا .
ارجوك ياابي وضح لي الأمور .
الوالد ــ ياحسام لااريدك ان تتكدر فانت لازلت تعيش فرحة نجاحك وعودتك الينا . فلماذا تريد ان تكدر نفسك وتقحمها في مواضيع تسبب الكآبة ولا دخل لك بها .
حسام ــ ولكن ياوالدي حق القرابة تحتم علينا مشاركتهم فيما يقاسونه ولعنا نستطيع ان نفعل بعض الواجب من اجلهم .
الوالد ــ لااعتقد ياحسام وسامح الله من كان السبب ،شرد والدي بذهنه وكأنه يعود للماضي يلملم خيوطه وسحب من الأحزان تكسو وجهه فأحترمت صمته وبداخلي اتعجل الحديث .
اعلم ياحسام ان ماسأقوله لك لايعرف احد من اخوتك شيء الا القليل ولااريد منك ام تخبرهم بتفاصيل ماستعرفه مني فيما يخص طارق ومحمد وما حدث لخالك فأنت الآن متعلم وناضج وتستطيع ان تتحمل مسؤلية نفسك وارجو الا يؤثر ماسوف تسمعه على مستقبلك او حياتك الخاصة او العامة . وباختصار ليبقى ماسأقوله سراً تحفظه.
حسام ــ اعدك بذلك ياوالدي .
ــ إذاً فلتعلم ياحسام ان الأقدار هي وحدها التي نسجت خيوط المأساة والتي مرت بها هذه الأسره وكنت انا ووالدتك رحمه الله معاصرين لها الا اننا لم نتوقع سوء عاقبتها .
فأنت تعرف ان خالتك جميلة رحمها الله اكبر من والدتك سناً وقد تزوجت من الشيخ عبد الرحمن وهي متقدمه في السن بعض الشيء وكان يكبرها بحوالي عشرين عاماً كان تاجراً ثرياً ذامال وفير وتجارة زاهية ولقد سبق له الزواج اكثر من مره الا ان جميع زيجاته السلبقة قد منيت بالفشل لعدم انجاب الذرية ولم يتحقق امله في وريث له . قبلت به خالتك جميلة لعل وعسى ان يمن القدر عليها بإنجاب الوريث وفي نفس الوقت حتى لايفوتها قطار الزواج فقد ظلت منتظره طويلاً الطارق الجديد للإقتران بها.
وتم زواجها بالشيخ عبد الرحمن الذي هام بها حباً ووفر لها كل اسباب الراحة والسعادة حتى لم يعد يشغل باله انجاب الوريث الذي ظل يحلم به طوال حياته فقد طغى حبه لزوجته على عاطفة الأبوة عنده ومرت ثلاث سنوات وهم في سعادة غامره الا ان خالتك جميلة كانت الأفكار تراودها في معظم الأحيان بشأن مستقبلها بعد ان يرحل الزوج بعد عمر طويل ...ماذا سيكون مصيرها ؟
وكل هذه الأموال هل ستعود إلى اخوته الورثه الشرعيين له ؟
ولن ينوبها منها الا الشيء القليل فلذلك اخذت تفكر وتفكر حتى اطمئنت الى فكرة تبني طفل يتيم تقوم بتربية وتشبع لديها عاطفة الأمومة المتفجرة وبالتالي تسعد هي وعبدالرحمن بهذا الطفل واخذت تفكر وتبحث عن الطريقة للحصول على هذا الطفل بعد ان وافق الشيخ عبد الرحمن على طلبها وكان شرطه الوحيد لاان يكون الطفل يتيم الأبوين وليس لقيطاً . وذات مساء حضرت احدى خادمات الأسرة التي كانت على علم بحاجتهم وحملت اليهم البشرى إذ اخبرت خالتك أن هناك احدى
السيدات من ابناء حيهم الفقير قد توفيت بالأمس وهي تضع طفلها وقد توفي زوجها في بداية جملها إثر مرض عضال ، وجيران هذه المتوفاة لايعرفون من سيتكفل بهذا الطفل خاصة وان هذا الطفل ليس له اقارب يقومون بتربيتة . رحبت خالتك وسرت كثيراً لهذا الخبر وطلبت من الخادمة إحضار الطفل فوراً واخبرتها ان الشيخ عبد الرحمن سيقوم بعمل كافة الإجراءات الرسمية بهذا الطفل ، وتم ماكان لهم واطلقوا على هذ الطفل اسم طارق واحتضنتة خالتك وعمره لم يتعدى يومان . والباقي اعتقد انك تعرفه ياحسام فيما يختص بطارق .
حسام ــ نعم ياوالدي كلنا نعرف قصتة وطارق نفسه يعلم ذلك . ودائماً كان رأيه واعتقادة وشعوره ان والدية هما اللذان قاما بتربيتة وليس من انجباه وكان طارق شديد الذكاء باراً بوالديه بالتبني ومقدراً لهما كل شيء خاصة بعد ان تعلق الشيخ عبدالرحمن وخالتك به . وكان الشيخ عبدالرحمن من الذكاء وخشية الله والتفقة في مسائل الإرث يعلم ان طارق ليس من حقه شرعاً ان يرثه لذلك فقد عمد الى مبايعتة لبعض املاكه ووضع رصيد من المال في البنك بإسمه حتى يستطيع ان يعتمد عليه خلال دراسته وحياته العلمية في حالة وفاة ابوه . الشيخ عبدالرحمن . وليت الأمر توقف عند هذا الحد واكتفت خالتك جميلة بما انعم الله عليها . وبما كانت تتمناه .
فما بلغ طارق سن السابعة من عمره وجميع الأسرة المحيطين به يعرفون قصتة حتى اخذت الأفكار تراودها من جديد وبضرورة ان يكون لها ابناء من صلبها وصلب زوجها خاصة وان ثراء زوجها آخذ في الإزدياد والتوسع بجانب تقدمه في السن حيث كانت تلمح عليه بين فترة واخرى سحابة من الحزن في احاديثه معها ، هل هذا الثراء والأملاك ستؤؤل مستقبلاً الى من لايستحقها ؟ لأشقائه الذين لاتربطهم بهم أي صلة فقد كان التنافس بينهم شديد في جمع اأموال ، طغى على كل عواطف الأخوه بينهم .
كانت بعض الزائرات من صديقات خالتك جميلة يسررن اليها بأن الطب تقدم وان هناك حالات كثيرة من العقم عند الرجال قد تم شفائها وانجبت زوجاتهم بعد ان فقدوا الأمل في الإنجاب سنين طويلة وقد ذكروا لهم بالذات احدى المستشفيات واسم بعض الأطباء المتخصصين في علاج مثل هذا العقم في إحدى الدول العربية المجاوره وبالذات لبنان ، فلماذا لاتجرب وتسافر هي والشيخ عبدالرحمن لقضاء إجازة هناك ورؤية احد هؤلاء الأطباء فلربما يكون الشفاء على يديهم بإذن الله .
اخذت جميلة تفكر بالموضوع بجدية لدرجة الأرق وفاتحت الشيخ عبدالرحمن فيما تفكر فرفض في البداية مكتفياً بما قدره الله له وماكتبه عليه ولكن كثرة إلحاحها وحبه الشديد لها وخوفه من ضياع ثروته جعله يرضخ اخيراً لطلبها فسافرا الى لبنان بصحبة اخيها سعيد . اما طارق فقد كان يجتاز مرحلة الإمتحانات لذلك بقي عندنا خاصة وانهم لن يمكثوا الا عشرة ايام على اكثر تقدير ,اما بقية تفاصيل ما حدث فلم نكن نعلم به شيئاً حتى اسرت الي به والدتك وهي على فراش المرض بعد ان شعرت بقرب اجلها والذي اكدته لي خالتك جميلة قبل وفاتها رحمهما الله جميعاً . وكان الشيخ عبد الرحمن قد توفي قبل رحيلها بحواي خمس سنوات .
صمت والدي فترة وكأنه يسترجع ذكرياته وبدا مرهقاً من كثرة الحديث وعلامات الألم بادية علية وطلبت منه ان يخلد الى الراحة الآن على ان نواصل الحديث بعد ذلك ،
فاستحسن ذلك وساعدته في الذهاب الى حجرتة وكان الوقت يقترب من الغروب حيث توضأ ليستعد لصلاة المغرب وعدت انا الى غرفتي واستلقيت على السرير واخذت افكر فيما سمعت .
ياترى ماذا حدث لهم بعد ذلك ؟
وماذا سيقول لي والدي ؟
وشرد ذهني عن كل ماحولي . تخيلت والدتي وهي مريضة وخالتي جميلة وهي تحتضر والشيخ عبدالرحمن الرجل الطيب رحمهم الله جميعاً .
وماذا الم بطارق ومحمد بعد ذلك ياترى وعلي ان انتظر لسماع ماسيقصة علي والدي بعد ذلك .
وما ان انتهى والدي من أداء صلاة المغرب حتى عاد متؤكأً على عكازه الى مكانه امام التلفاز وطلب من الخادمة ان تحضر كوباً من اللبن الدافئ وانا بدوري طلبت لنفسي فنجاناً من القهوة وبعد فترة وجيزه وخلال احتساء الكوب اخذوالدي يسترجع ذكرياته راغباً في الحديث عنها مستطرداً .
عندما توفيت والدتكم رحمها الله كنتم صبيهً صغاراً فأنت لم تتعد الثانية عشر من عمرك وسعاد لم تتجاوز الثامنة وسامي في السابعة من عمره وقد ترك رحيلها في نفسي الحسرة والألم ومسئولية تربيتكم وكنتم انتم في اشد الحاجة لرعاية الأم وحنانها فكرست جهودي لتربيتكم واعطيتكم من الحنان والرعاية ماأنساني الإهتمام برعاية نفسي ورفضت فكرة كل من نصحني بالزواج بعد وفاة المرحومة حتى لاتتعرضوا إلى قسوة زوجة الأب والحق يقال ان خالتكم جميلة لم تقصر يوماً في السؤال والإطمئنان عليكم رغم مايختلج في نفسي وينتابني من وساوس مما اخبرتني به والدتكم عن حكايتها أي حكاية خالتك جميلة لذلك صممت أن اتأكد من قصتها وان اسمعها بلسانها . وفي احدى زياراتي لها وهي على فراش المرض وفي حالة احتضار اسرت الي متلعثمة واكدت ان ماأخبرتني به وداد والدتكم كان صحيحاً وبذلك اكون انا وخالكم سعيد الوحيدين اللذان نعرف هذا السر وأوصتني بل توسلت الي ان لايعرف محمد او طارق شيئاً عن هذا الموضوع حتى لاتهدم حياتهما خاصة محمد فهي في حالة قلق دائم عليه .
ومافتأت تطلب التوبة من الله عزوجل على ماأقترفته في حق نفسها وحق محمد ولكن كل شيء كان مقدر ومكتوب . ورحلت خالتك جميلة مودعه سرها عندي وعند خالك سعيد سامحه الله .
وسارت الأمور طبيعية بعد ذلك فبعد وفاة زوجها عمك عبدالرحمن وكلت خالتك جميلة شقيقها سعيد لإدارة املاك ابنيها والإشراف عليهما نظراً لصغر كل منها وعدم وجود خبره لديهما وحتى يتفرغا لدراستهما وقد اغدقت خالتك جميلة على خالك سعيد الكثير من الأموال والهدياء بل كان يقتص لنفسه مايريد وكأنه حق مشروع له وكل طلباتة مجابة من قبل خالتك جميلة ولم اعلم انها كانت مظطرة لذلك وكثيراً ماكنت اسمعها وهي تشكولوالدتك سوء تصرفه وجشعه وكانت والدتك تهون عليها في معظم الأحيان .
ــ لقد شوقتني ياابي لهذا السر ارجوك اخبرني بالحقيقة ــ
ــ تمهل ياحسام فأنا أحاول ان استرجع تفاصيل كل ماحدث ــ
يتبع .....................
كملي بارك الله فيك فانا من المتابعين
وباحفظها في المفضله اسرع لي افتحها كل ما شغلت النت
وباحفظها في المفضله اسرع لي افتحها كل ما شغلت النت
الصفحة الأخيرة
مشكووووووووووووره على الموضع الرائع...
بإنتظار جديدك...أختك داعية الرحمن...