حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
نعود للجولة الثلاثون





أشرقت الشمس على يومِ جديد





دخلت الممرضة لغرفتي قاست الضغط والحرارة





ثم قلت إن الطبيب سيأتي لك بعد دقائق





جاء الطبيب الجراح وبرفقته مساعديه سلم علي





قال يا غازي إننا سوف نجري لك بعض الفحوصات الطبية





أشعة بالطب النووي لمعرفة إن كان الورم ملتصق بالكلية الشمال





فإذا اتضح الالتصاق فسوف نستأصل الكلية





قلت له إذا لابد من ذلك فلا بأس أعمل ما تجده مناسب





قال وسنعمل بعض التحاليل ألمخبريه لمعرفة وظائف الكلية





وسوف يحضر لك اليوم طبيب التخدير لفحصك





قلت له كم ستستغرق العملية وما هي نسبة نجاحها





قال العملية ممكن تأخذ وقتاً طويلاً لأن موقع الأورام حساس





وتوجد هنالك التصاقات كثيرة في البطن





فهذه المنطقة سبق وأن تم فتحها من قبل في العملية السابقة





نحتاج أيضاً لتوفير دم خشيت أن يواجهنا نزيف لا سمح الله





ومن الممكن نستأصل الحبل المنوي إذا اضطررنا لذلك





قلت له على بركت الله اعمل ما هو مناسب





خرج الطبيب الجراح وبعد مضي ساعة تقريباً





جاء طبيب التخدير وأجرى لي الفحوصات ألازمة





كي يعرف مدى تحملي لتخدير ففترة العملية ربما تطول





كل الأمور كانت جيده ولله الحمد





بقي أن أنتظر موعد الأشعة جاءت الممرضة وقالت اليوم الساعة الرابعة





عصراً سوف يكون موعد الأشعة





أنهيت جميع الفحوصات وعدت لغرفتي استعداداً للعملية





جاء المساء وهو يحمل في طياته ذكريات كثيرة





جلست أمام نافذة غرفتي أناظر في الخارج وأنا سابح في تفكيري





أتمتم بعض الكلمات فأقول في نفسي يا ترى هذه أخر ليلة لي في هذه





الحياة أخرجت من جيبي صور أبنائي فنزلت دموع الشوق لهم





أقول ماذا هم الآن هم فاعلون ؟!





وهل سوف أراهم من جديد أم ماذا ؟!





بقيت على هذه الحالة قرابة الساعتان حتى جاء صوت هاتفي النقال






ليكسر جدار الصمت ويطفئ براكين الهواجس التي غزتني





إنها زوجتي تتصل جمعت قواي وأمسكت الهاتف





سلمت عليها سألتها عن أخبارها وأخبار الجميع





قالت الجميع بخير ولا ينقصهم سوى عودتك بالسلامة





قلت لها عن كل ما حصل لي من فحوصات وموعد العملية





حيث قرر غداً إجراءها صباحاً





قالت توكل على الله وكن كما تعودنا منك صابراً ومحتسباً





قلت لها إن شاء الله تمضي العملية بيسر وخير





قالت إن أبنائك يريدون التحدث معك





حادثتهم وسمعت منهم كلمات زادت من عزيمتي





ومن ثم ودعتهم ودموعي تنسكب على وجهي بشكل تلقائي





فهي المشاعر التي يصعب أن يخفيها أي واحدِ منا





استلقيت على سريري فإذا بهاتفي مرة أخرى يتصل





ناظرة في شاشة الجوال إنه رقم صديقي رددت على الهاتف





فجاء صوته متعباً ومهموماً





قلت له ما بك أراك حزين جداً ؟!





قال كيف لا أكون حزيناً وأنت بعيد عني





لا أستطيع أن أراك ولا أستطيع





أكون بجانبك في مثل هذا الوقت





قلت له هون على نفسك إني بخير ومن الذي قال أنك لست معي





بالعكس فأنت موجود بروحك وعقلك ترافقني





فأجهش بالبكاء حتى أنني لم أستطع سماعه





قلت له إنك تعلم أني لا أحب أن أرى الدموع





تماسك يا صديقي وإن شاء الله تكون الأمور بخير





قال غازي اعذرني لم أقصد أن أضايقك





ولكنك تعلم مدى معزتك عندي





قلت له محبتك لي لا تحتاج لأي شهادة أو إثبات





فأنت لم تقصر في يوم ما فلقد رافقتني أثناء مرضي لفترة طويلة





وهذه المرة ظروفك أقوى منك فلا تحزن على ذلك





ودعته ومن ثم التفت لدفتري أدون بعض مشاعري





فربما تكون أخر عهد لي بهذه الأوراق فكتبت هذه الكلمات :







إن قلبك لي وطنُ أواني من بعد الشتات





وحبك الذي أحتضن مشاعري كاحتضان الشواطئ للأمواج





يا أصدق قلب





وأعذب حب





علمني كيف يكون الحب ؟!





لكل بقاع الأرض سافرت باحثاً عن نبع الحنان





وأين يكون الأمان ؟!





صادفت الكثير من الناس أشكالا وألوان





ذاك المحب , وذاك الجريح





أناس تعطيك الشمس باليمين





والقمر بالشمال لكنه وهم وسراب





عالم كله ملبد بالضباب





ثلاثة عقودُ من عمري ذهبت هباءً





كم كنت أحلم وأمني نفسي بالسعادة
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
أغلقت دفترتي صليت كرعتين قراءة بعض سور القرأن الكريم


ومن ثم أطفأت إنارة الغرفة ونمت




نعود للجولة الواحدة والثلاثون





بائت جميع محاولاتي لنوم بالفشل فجفناي مرهقان




من شدة السهر استدعيت الممرضه كي تعطني قرص منوم




جاءت وأخذت القرص لكنني لا أزال لا استطيع النوم




حتى جاء الفجر استعديت لصلاة ومن ثم جاءت الممرضه




طلبت مني أن أستحم كي استعد للعملية




بعد خروجي من دورة المياه اعزكم الله




أخذت القرأن الكريم وقرأة بعض السور




وفي تمام السابعة والربع جاءت الممرضه ومعها أثنان




قالت لي الآن سوف نذهب لجناح العمليات




خرجت معهم متوجهين إلى العمليات وحين وصولي




جاء طبيب التخدير ألقى نظرة على ملفي




ومن ثم قال لي هل أنت مستعد للعملية




قلت له إن شاء الله أبتسمت في وجهه




فأمسك بيدي وقال أنكِ تعرضت لعمليات كثيرة




واظنك تعلم جيداً خطورة هذه العملية




وكل الذي أريده منك الصبر والتحمل فإننا بعد العملية




سوف نأخذك لغرفة العناية المركزة فلا تنزعج من ذلك




لاننا نريد أن نضعك تحت الملاحظة لمدة يومين




قلت له على بركة الله افعل ماهو مناسباً لي .




أخذوني إلى غرفة العمليات وبعد أن وضعوني على السرير




وبدأ طبيب التخدير بإعطائي أبرة المخدر سافرت إلى العالم الأخر




جاء الجراح ومعه مساعديه فتحوا بطن من الجهة الشمال




فوجدوا كليتي الشمال تصرخ وتقول لهم حرام عليكم




كفاكم عبثاً في هذا الجسد النحيل ففي كل مرة تفتحون بطنه




وتحاولوا أن تجدوا الأورام لكنكم تستاصلوا جزاءً وتبقى الأورام




لماذا لا تستاصلونني وتريحونه من هذا التعب والعناء .




خمسة ساعات قضيتها تحت التخدير




لا أعلم اين أنا الآن سبحان الله إن التخدير رحمة من الله




فلو شاهد احد منا ما يفعل بجسده لفر من بين يديهم




كان المساء قد حل فإذا بين افتح عيناي المجهدتان




من أرى إنه صديقي واقف فوق رأسي يمسح بيده على جبيني




أول ماشاهدته دمعة عيني وأبتسمت في وجهه




أمسكت يده وانا أأشر بعلامة النصر




أحاول أن أتكلم لكنني لم أستطع لان الأنبوب مازال في فمي




قال لي لا تتعب نفسك حاول أن تنام




جاءت الممرضة وأعطتني أبرة مخدرة




وقبل أن أنام جاء الجراح ومعه مساعديه قال لي




الحمدالله على السلامة لقد نجحت العملية واستأصلنا الأورام




والكلية الشمال كما هي لم نستاصلها فالأورام لم تكن ملتصقه بها




شاورة له بعلامة النصر فابتسم وغادر العناية المركزة




بقيت في العناية يومان ومن ثم نقلت إلى غرفتي





كانت لحظات صعبة وقاسية يصعب علي وصفها




إنها مشيئت الله سبحانه وتعالى




غصت في سبات نوم عميق لم أشعر بنفسي




إلا في اليوم الثاني حيث كان أخوتي وصديقي أمامي




أيتسمت لهم فقال صديقي هل شعرت بوجودي معك




أثناء ماكنت في العناية المركزة قلت له نعم شعرت بك




قال يا غازي أنني جأت إلى الرياض لمدة ربع ساعة





كي أتطمن عليك ومن ثم عدت إلى المنطقة




قلت له لماذا أتعب نفسك وجأت ؟!




قال لم استطع ان أتركك في مثل هذا الوقت




صدقوني أن صديقي جاء من الأحساء إلى الرياض




في ساعتين أي قطع المسافة بشكل جنوني




برغم أن المسافه تقطع في أكثر من ثلاث ساعات




لكنه هو كما عرفته صديق بمعنى الكلمة




واعجز عن شكره مهما قلت عنه فلن أعطيه حقه




جميعكم يعرفه من خلال هذه القصة إنه سفير الحب




هذا الانسان الذي وقف بجانبي في أشد المواقف




بل تحمل عناء وتعب المرض مثلما تحملت أنا وأكثر




وهو الذي ساعدني كثيراً على مواجهة هذا المارد المغتصب .




بقيت في المستشفى أسبوعاً كاملاً وانا أتشفى شيئاً فشيئاً




حتى قرر الطبيب خروجي من المستشفى




أتصلت بإسرتي وابلغتهم أنني سوف أخرج




كان يوم الجمعة جاء صديقي ومعه أحد أخوتي




حملت جسدي المتعب وركبت السيارة




كنت في المقعد الخلفي حيث اعدوا لي مكاناً جاهزاً




كي استطيع أن أنام فيه




بعد وصولي للبيت كانت أسرتي تهلل وتكبر




أستقبلوني بدموع الفرح والسرور




دخلت غرفتي وارتميت على سريري




وانا احمد الله على أن أخرجني من هذه العملية بالسلامه




بقيت في حالة نقاهه لمدة ثلاثة اسابيع ومن ثم عدت إلى الرياض




لإجراء فحوصات مخبرية واشعة مقطعية




للتأكد من عدم رجوع الاورام مرة أخرى .




فكانت المفاجأه .
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
نعود للجولة الثانية والثلاثون







عاصمتي الحبيبه الرياض كلمة التوحيد ترفرف في كل مكان



تحمل في جنباتها كلمة الاخلاص لله رب العالم



الشوارع مكتضة بالسيارات حين وصولي لها



ازدحام كبير في كل مكان وصلت للمستشفى



دخلت إلى الدور الثالث في قسم الاورام



كان المختبر ممتلئ بالمرضى أخذت رقم الانتظار



ولم أجد كرسي اجلس عليه فحين شاهدني



أحد الموجدين كان كبيراً في السن قام من كرسيه



وطلب مني ان أجلس فقلت له لا يا عم بل ابقى أنت



حاول معي مراراً لكنه لم يستطع اقناعي



وهذا الموقف يدل على كرم هذا الرجل



برغم انه متعب ومرهق إلا أنه اثر ان يترك كرسيه لي



سبحان الله الكريم هناك من يفكر فيك وينسى نفسه



هو لا يعرفني لكنه شاهد التعب والعناء يكسو ملامحي



فتحركت فيه الانسانه الطيبه التي يتحلى بها



وأنا هنا أمامكم ادعو لهذا الرجل بالشفاء العاجل



وان يمده الله بالصحة والعافيه وإذا كان بالامكان



أن ااخذ عنه المرض فأنا على أتم الاستعداد لذلك



المهم ان يشفى وأنا احمل عنه عذاب المرض



وهذا الكلام اقوله صادقاً وليس متزلفاً لشيء .



بقيت أنتظر قرابة الساعة بعدها نادت علي الممرضه



دخلت للمختبر بدأت الممرضه تفتش عن وريد



كي تأخذ عينة الدم لكنها فشلت استدعت الممرضه الأخرى



حاولا كثيراً فرأفت بحالتهما وقلت لهما لماذا لا تأخذ العينه



من قدمي فهنالك توجد أورده



وبعد عناء كبير استطاعا أن يجدى وريد صغير



اخذوا عينة الدم وقالوا لي كان الله في عونك



ودعتهما وغادرت إلى قسم الاشعة أخذوا مني ورقة الموعد



وطلبوا مني الانتظار بعد مضي دقائق جاءت الممرضه




أخذتني لغرفة مجاوره كي تضع الكنيوله التي اعطى من خلالها



الصبغه الخاصه بالاشعه فحدث لها مثل ماحدث لممرضة المختبر



وبعد عناء تمكنت من وضع الكنيوله



أعطتني مشروب خاص بالاشعه وهو عباره



عن ماده اشربها على اربع مرات في كأس



بعد الانتهاء من شرب الاربع كاسات



جاءت الممرضه واخذتني لغرفة الاشعه



طلبوا مني تغيير ملابسي والجلوس على طاولت الاشعه



بدأت التصوير الاشعاعي ومن ثم وضعوا ابرة الصبغة



في الكنيولة وفجاءة ورمت يدي بشكلِ فظيع



مما دعاهم لايقاف الاشعه فهرع جميع من كان في الغرفه



واتضح أن الكنيولة لم تكن في الورد وهذا الشيء



سبب تسرب الصبغة داخل عضلة يدي



اوقفوا كل شيء واستعدوا طبيب الاشعه



ومن ثم نقلوني إلى قسم الطوارئ كي يراني الطبيب المختص



جاء الطبيب وقال لي سوف ننتظر إلى الغد فإذا لم تتحرك الصبغه



سوف نلجأ للجراحه كي نزيل هذه الصبغه



كانت الممرضه التي وضعت الكنيوله في خوفٍ شديد



وهو تطبطب على كتفي وتقول أنها أسفه لما حدث



ألتفت عليها وقلت لا بأس أن شاء الله خير



فعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم



وضعوا على يدي حامل يوضع عادت على من يده مكسورة .



غادرت المستشفى بعد ان أعطوني مواعداً للغد



وحين وصولي لبيت أخي في الرياض تفاجأ الجميع



حين شاهدوا يدي مرفوعة بهذا الشكل



سألوني عن الموضوع قلت لهم مازحاً أنني تعرضت لحادث



فسائق اليموزين الذي أخذني للمستشفى كان ضريراً



فضحك كل من كان موجوداً من كلامي .



جاء المساء فشعرت بالصبغه التي غطت ضراعي



تتحرك للأسفل وهذا دليل ان جسمي بدا يمتصها



حمدت الله وشكرته على ذلك



جاء الفجر فرأيت ان الصبغه تكاد أن تختفي من يدي



فذهبت للمستشفى دخلت قسم الاشعه



شاهدني الطبيب ثم قال الحمدالله على السلامه



اليوم سوف نجري لك الاشعه فجاءت ممرضه سعوديه



قلت لها إن شاء الله تكوني خيراً من تلك الاجنبيه



وقصصت لها ماحدث فقالت بإذن الله تمضي الامور بخير



ولله الحمد انهيت الاشعه بيسر وسلامه



فغادرت المستشفى متوجهاً لقريتي بانتظار الاسبوع القادم



حيث سيكون لقاء مع طبيبي المعالج لاطلاعي على نتائج الفحوصات .






اترككم مع أحد قصائدي فهي قصيدة كتبتها



فلكل منا وجهة نظر وتوجه ربما تختلف مع الاخر



فالصمت والسكوت عن بعض الاشياء ليس دليل




الضعف او عدم المبالاة او تصغير الاخرين انما



الصمت حكمه خاصةً أذا استدعى الامر لذلك !!!



وأنا شخصياً لا انجرف خلف الامور السطحيه



بل ابحث عن الابعاد والاهداف المنشودة منه
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
نعود للجولة الثالثة والثلاثون





وصلت للمستشفى قدمت ورقة الموعد




أخذت رقم الإنتظار جلست على الكرسي



شاهدت جريدة الجزيرة بدأت اتصفح اوراقها



وقعت عيني على موضوع شدني كثيراً



كان كاتبه يتناول الحاله النفسيه للمريض



وقد صاغ الموضوع بشكل رائع وجذاب



فيه فوائد كثيره لكل من يقرأه



فستفدت كثيراً مما قرأته



فبلفعل أن نفسية المريض تعتبر نصف العلاج



فكلما كانت النفسية مرتفعه وجيده كان تأثير العلاج ايجابياً



والعكس صحيح فإذا كان المريض محطم نفسياً



فإنه لا يستفيد من العلاج



فصاحب النفسية الجيده يفرز جسمه هرموناً



يساعده على مقاومت المرض مهما كان



ونحن جميعاً نحتاج ان نقوي من عزائمنا



وأن نزيد من العامل النفسي كي نواجه المرض



فهنالك وسائل كثيرة تقوي من نفسياتنا



وأهمها هو الرضاء بقضاء الله وقدره



لاننا إذا اقتنعنا أن مااصبنا من عند الله



فإننا سوف نكون مطمئنين النفس



وما ناخذه من ادوية وعلاجات ماهي إلا وسيلة



فالشفاء بيد من يقول كن فيكون سبحانه وتعالى .



رقم انتظاري أراه في لوحة الانتظار



قمت من الكرسي متواجهاً للعيادة رقم ( 1 )



دخلت العيادة سلمت على الممرضه الموجوده



استقبلتني كعادتها احسن استقبال



سألتني عن حالتي بعد العملية قلت لها الحمدالله



أخذت وزني وقاست درجة حرارتي وضغطي



ثم قالت أنتظر سوف يحضر الطبيب بعد قليل



جاء الطبيب ابتسم لي وقال كيفك اليوم



قلت له الحمدالله المهم يادكتور طمني عن النتائج



فحصني فحص سريري ثم قال تعال معي



دخلنا الى غرفه مجاورة للعياده وهي مكتب الطبيب



فتح الملف ومن ثم قال يا غازي إن الامور جيده



لكننا لا نزال في حالة ترقب وسوف نعمل لك



اشعة مقطعية بعد شهر وفحوصات مخبريه



قلت له لماذا يادكتور بعد شهر



فأنتم عادت ماتعملونها بعد ثلاثة اشهر



قال لي الامر هنا مختلف جداً



فإني اخشى ان تعود الاورام بشكل اسرع



قلت له ألم تستاصلوا الاورام جميعها



قال نعم ولكن وضعك غير مستقر



وأنا أخشى عليك من رجوع الاورام بشكل مفاجأ



قلت له لا بأس خيراً ان شاء الله



خرجت من العيادة واخذت اوراق المواعيد



كان موعد الاشعة بعد عيد الفطر تقريباً



ثالث أو رابع ايام العيد



وبعد اسبوع التقي الطبيب لمعرفة نتائج الفحوصات



عدت إلى قريتي حيث كانت أسرتي تنتظرني


على احر من الجمر



حين وصلت أخبرت أسرتي بجميع النتائج



فقالوا لي إن شاء الله لا تعود لك الاورام مرة أخرى



قلت لهم ماسوف يكتبه الله فإني راضي به



كنا مقبلينا على شهر الخير والبركه



إنه شهر القرأن شهر الصيام والقيام



سعادتي لا توصف بأن من الله علي بلوغ هذا الشهر



سألته أن يعينني على صيامه وقيامه



وأن يكون هذا الشهر أخر عهدي بالمرض



لكن حدث شيئاً غريباً جداً
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
أعتذر لكم عن غيابي الطويل عنكم


وذلك راجع لما أعانيه هذه الايام من الالام الكثيرة


ومثلكم يعذر ويقدر فارجو ان تسامحوني على ذلك


فأنا مشتاق لكم كشتياق الارض لحبات المطر


وكم حاولت ان اكتب لكم شيئاً يطمنكم علي لكنني لم استطع


فانا أعيش هذه الايام في حالة ألم مستمر مما يجعلني استخدم


أبر مخدره وهذه الابر تدخلني في عالم أخر


كما أن أخي سفير الحب لا يتواجد حالياً في السعوديه


فهو لظروف عمله خارج الدوله لذا التمس له العذر


وإن شاء الله تعالى سوف احاول قدر الامكان تطمينكم


فالاسبوع القادم سوف التقي مع الطبيب لكي اكمل برنامج


العلاج الكيميائي فلقد بقي لي ثلاثة جلسات


دعواتكم لي


أحبابي اشكركم على سؤالكم الدائم عني


فأنتم تمدونني بالقوة والتحمل


ولقد وجدتكم خير معين لي على هذا المارد


الذي احتل جسدي واجساد الكثير دون وجه حق


لكننا سوف نحتفل يوما ما بخروجه نهائياً من اجسادنا


وسنرفع رايات النصر فوق مدائننا بكل فخر واعتزاز .


أحبابي ارجوكم ان تقبلوا اعتذاري لكم


وان شاء الله في القريب العاجل اكمل معكم الجولات