حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
اخواني ابشركم ان اليوم الاول للعلاج انتهى


والحمدالله على كل حال وبقي يومان وان شاء الله


نتهتى الايام وهي برداً وسلاماً على الاستاذ غازي راشد


اخواني وأنا اتصفح في موقع الاستاذ غازي راشد اليوم


قرأت خاطره نقلها أحد الاعضاء وهي أخر نزف لحروف استاذي


غازي راشد وعنوانها ( على وجه المرآيا )


واحببت ان انقلها لكم كما هي :




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاذه أخر نزف للشاعر غازي راشد من فوق السرير الابيض
______________________________ __




على وجه المرآيا قصة حياتي ترتسم
أخبي احزاني بعيني خوفي يفضحني الألم


الله ياقلبي لنا ماأحد سأل عنا
كل من حولي ارحلوا عني أبدا ماسالوا




آه آه أه يالندم


يمر الماضي واتخيل كثير كانو اصحابي
بقيت لحالي أتأمل مين اللي بس يدق بابي


الشيب داهمني ونا توني ماذقت الهنا
وكل من حولي ارحلوا عني ابدا مااسألوا


لحد كذا وبس ياجروحي محتاج لحظة امل
إضحك ياوقتي كفايه نسيني كل ماحصل


لوحدي مشيت الصعاب وهذه هي قصة الغياب
وكل من حولي ارحلوا عني ابدا ماسالو


هاذه آخر نزف لحروفي المتعبه أهديها لكل من يشتاق لكلماتي
غازي راشد
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
أعتذر عن تأخري وذلك راجع لظروفي العملية


وإني أعلم أنكم مشغولين البال على صحة الاستاذ


غازي راشد وتودون ان تتطمنوا عليه


أخبركم أن الاستاذ أنتهى من جلسة العلاج الكيماوي


يوم الثلاثاء السابق ومن ثم عاد إلى بيته


فقمت بالاتصال به شخصياً فكان صوته متعب


ولم استطيع الاطالة معه إنما وجدته متفائل


وكما عرفته نفسيته عاليه وقوية


وهو كذلك تأتي لتعطيه الامل فتجده من يعطيك اياه !


سبحان الله العظيم هذا الرجل ازعم أنه لن يتكرر


فصوته الممزوج بالتعب والامل يجعلك تجله احتراماً .


وإن شاء الله خلال ايام استطيع ان ازوره


لانه الان بفترة مابعد العلاج ويحتاج للراحة


وسوف انقل له دعواتكم وسؤالكم الدائم عنه


وانقل لكم احداث هذه الزيارة


فلا تنسونه من دعائكم


رباه ان الارض ضاقت بما فيها


ولا رحمة إلا منك ياارحم الراحمين


رباه اشفه وعافيه وتوله برعايتك


لا اله الا انت سبحانك



اخوكم المحب
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
اليوم أعود لكم وقلبي يحمل داخله اطواق من الزهور



لاضعها فوق عنق كل من عانق حروفي بحب



أكتب لكم وأنا فوق السرير الأبيض في بيتي



ويداي ترتعشان وعيناي متعبتان



فاعذروني ان أخطأت أو قصرت في التعبير




فبعد جولة شاقة مع هذا الوحش



وبقي لي ثلاث جلسات قادمة من العلاج الكميائي




كانت هذه الجولة قاسية لدرجة أني ما أزال



أعاني من أثارها لكن الحمدالله على كل حال



وسوف اسرد لكم أحداث هذه الجولة بالتفصيل



خلال الجولات القادمه كي اكمل رحلتي مع المرض


لانني اليوم أردت أن اطمنكم على صحتي



صدقوني يا أحبابي الاعزاء




كل لغات العالم تخرس إذا أردت أن أشكركم





فأنا أقرأ كلماتكم ودموعي تنهمر على خدي





فتزيدني قوة وتحمل على المرض




فترة طويلة انقطعت عنكم فيها



لكنكم في العقل والقلب موجدون



كانت الأيام تمر بصعوبة علي



نظراً لتعبي الدائم ولجوئي للإبر المخدرة



كي أخفف من شدة الألم



سوف ابقى اقاوم ولن انهزم بسهولة



فبالله استعنت وعليه توكلت



حروفكم ومتابعتكم المستمره كانتا لهما اثر جميل



فشعورك بان هناك من يقاوم معك



شعور يصعب وصفه وترجمته



وانتم تقاومون اكثر مني وتتحملون اكثر مني



سمعت وشاهدت خوف الكثيرين علي



فوالله إني احبكم جميعا وفي القلب تسكنون



فشكراً لكم فرداً فرد .



كما اشكر صديقي سفير الحب



الذي اعجز عن شكره لما قام ويقوم به



الخبر الذي ألمني كثيراً هو وفاة



زوج الغالية بسمة أمل



حزنت كثيراً حين قرأت الخبر



فأسأل الله أن يرحمه ويسكنه الجنة



وأن يجعل مااصابه تكفيرا لذنوبه



ويجعل منزلته مع النبيين في الفردوس الاعلى



وأن يلهم اهله الصبر والسلوان



ويرزقهم من الخير كله عاجله وأجله



اللهم آمين .



وأخيراً إن أطلت الغياب عنكم فاعذروني



فكلما وجدت ان صحتى تسمح بالكتابه



فلن ابخل عليكم بذلك فأنتم أصبحتم أسرتي



وهذا الشيء يسعدني ويشرفني .



وقبل أن أستدوعكم أترككم مع حروفي النازفه :





صدفه تلاقينا بعد ما طاف



من عمرنا شيء كثير



الأرض غير الأرض




والزمان ما هو الزمان



شفنا العيون متعذبه



منهو نكون مستغربه



والمشاعر مثل الطيور مهاجره
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
نعود للجولة التاسعة والعشرون





جلست بين أبنائي وأسرتي نتحدث عن بعض الأمور الخاصة بنا





فهم مقبلون على فترة الاختبارات الفصلية أعطيتهم بعض التوجيهات





وطالبتهم الاهتمام بالدراسة أكثر وأوصيتهم ببعض الوصايا





أخبرتهم بأني غداً سوف أدخل للمستشفى لإجراء العملية





قلت لهم بأن لا يقلقوا علي فإن الله معي





وسوف تمر العملية بإذن الله بخير





فشاهدت سحب الدموع تمر في عيونهم الصغيرة





فقلت لهم تأكدوا أن الله أعطانا جميعاً أعماراً محدده





فلا يستطيع أحداً أن يزيد أو ينقص من عمر أحد كان من كان





أريدكم أن تكونوا متفائلين وتتكلوا على الله





فلن يصبنا إلا ما كتبه الله لنا





إبنتي الصغيرة قالت يا بابا ماذا سوف تحضر لي من الرياض





قلت لها كل الذي تحبين سوف أحضره لكي





قالت وبراءة الأطفال ترتسم بمحياها أريد لعب كثيرة





احتضنتها وقبلتها وقلت لكي ما تردين ابشري من عيوني





التفت على بقيت أبنائي وقلت لهم وأنتم ماذا تطلبون





جميعهم طأطئ رأسه للأسفل خوفاً من المصير المقبل لي





الكل منهم لزم الصمت فمازالوا يعيشون لحظات الخوف والترقب





قلت لهم سوف أحضر لكم هدايا ولعب كثيرة إن شاء الله





احتضنتهم جميعا وقبلتهم واشتممت رائحتهم





وقلت في نفسي ألاهي لا تحرمني منهم يا رب





ودعتهم ومن ثم جلست مع زوجتي أوصيها بأبنائي





فقلت لها أريدكِ أن تكوني شجاعة إذا حدث لي أي شيء





فلا تجزعي من قضاء الله وقدرة فجميعنا مغادرون





هذه الحياة عاجلاً أم أجلاً





فنزلت من عيناها دمعة لا أزال أتذكرها





وأتذكر حرارة هذه الدمعة





فحين مسحت دموعها





كانت مثل جمرة نارٍ تخرج من عيناها





قلت لها يا أم تركي إنكِ تعلمي أني اكره الدموع





ولا أحب أن أراها





فلا أريدكِ أن تبكي فاصبري واحتسبي





فإن الفرج قريب إن شاء الله





قالت إن خوفي عليك هذه المرة كبير





لأنك هذه المرة سوف تكون لوحدك


وأنا طلبت منك أن تسمح لي بأن أرافقك





وأنت رفضت ذلك





قلت لها إذا أنتِ ذهبتِ معي فأبنائنا من لهم





فهم بأمس الحاجة لكي





خاصة أنهم مقبلون على فترة الاختبارات





ولابد أن تكوني بجانبهم





وحتى لا يفتقدنا أنا وأنتِ





حاولت إقناعي ولم تستطع ذلك





قالت أين صديقك الذي رافقك كثيراً ؟!





قلت لها إنه هذه المرة لا يستطيع





لأن ظروفه تمنعه من مرافقتي





أريدك أن لا تشغلي نفسكِ فإن الله موجود





انتهى الحديث بيننا ومن ثم ذهبت لأبي وأمي كي أودعهما





ولمعرفتي أنهما متأثران بوضعي فخوفهما الدائم علي لا يزال





قبلت رأس أبي واحتضنتني أمي وهي تبكي





قلت لها يا والدتي العزيزة لا تبكي وإن شاء الله سوف أعود لكم





هدئت من روعها وروع أبي ومن ثم خرجت .





توجهت إلى محطة القطار للذهاب إلى الرياض





احمل معي ذكريات الماضي وأماني المستقبل





كان بجانبي أثناء ذهاب للمحطة صديقي





لم يتكلم بشيء بل ظل صامتاً التفت عليه وقلت ماذا بك ؟!





قال غازي لأول مرة تذهب للرياض وأنا لست معك





كان صوته مبحوح تخنقه العبرة ويعتصر قلبه الألم





قلت له يا عزيزي أنك معذور فظروفك أقوى منك





ولا تشغل بالك فأنا أعلم جيداً أن قلبك وعقلك معي





المهم أنتبه لنفسك وبحول الله ستجدني بعد أيام أمامك





وصلت للمحطة ودعته وهو لازال يبكي





وأنا أهون عليه الأمر





صعدت للقطار والابتسامة ترافقني





وأنا ألوح له بالوداع





جلست على مقعدي وبعد أن انطلق القطار





سافر خيالي إلى عالمي الخاص





وبدأت أهيئ نفسي للعملية





بتذكر كل اللحظات الجميلة التي عشتها





أخرجت دفتري ورحت أترجم لحظات الوداع





التي شاهدته اليوم





فكتبت هذه القصيدة :





وادعني وراح مابين أسبابه



,,,,,,,, كلمة أخيرة قالها الظروف




لمحة في عيونه بقايا عذابه



,,,,,,,, صرخة آسى بعيونه تطوف




ناديته بدمعي وأسدل أهدابه



,,,,,,,, غاب عن عيني ورافقني الخوف




ظلت واقف أرتجي جوابه



,,,,,,,, ما سمعني ولا درى بقلبي الملهوف




كيف المطر كيف ينسى سحابه ؟!



,,,,,,,, وكيف الورق كيف يخون الحروف ؟!




مسكين من مثلي مفارق أحبابه



,,,,,,,, جريحٍ ولا أحدٍ بحاله يروف




ما قويت ثواني أتحمل غيابه



,,,,,,,, ردوا حبيبي يا أهل المعروف






وصل القطار محطة عاصمتي الرياض فتوجهت للمستشفى مباشرة





تم تنويمي دخلت غرفتي محاولاً النوم





لأن غداً سيأتي الطبيب ليشرح لي خطوات العملية وتفاصيلها .









انتهت الجولة التاسعة والعشرون
ام عبد المللك
ام عبد المللك
الله المستعاان