مارأيكم في هذا الجواب !

كنت في رحلتي للحج هذا العام وفي اول ايام التشريق حصل هذا الموقف,

كنا نسكن في مجر الكبش وهذا مكان في آخر منى ومقابلا للجمرات وقبيل صلاة العصر أو بعدها بقليل خرجت من المخيم وفي مكان مرتفع يطل على الجمرات أخذت انظر الى هذه الجموع التي اتت من كل حدب وصوب تؤدي هذه العبادة طاعة لله , فأعجبني هذا المنظر وإن كنت في بداية أمري اتمنى ان يكون العدد عند الجمرات قليلا لكي اذهب وارمي الجمرات الثلاث.

وإذا انا بصوت يناديني من جانبي ويسلم علي , فالتفت فإذا هو رجل من الحملة التي اشتركت فيها ويقول اأنت ابا الحسن ؟قلت نعم . فقال عندنا سؤال واستفسار لعلنا نجد الجواب لديك .
فقلت هات ماعندك لعل الله ان يلهمني الجواب الصواب أو أنقله لمن يستطيع ذلك.
وكانوا هؤلاء السائلين خمسة رجال مشتركون في الحملة التي اشترك فيها.
وكان سؤالهم عن الحكمة الإلهية في ان يجتمع الناس في منى هذه الأيام الثلاثة ولياليهن وفي هذا الزحام ثم أن المطلوب منهم في هذه الأيام الرمي فقط! فما هي الحكمة من ذلك؟
فقلت قبل ان أجيبكم , دعونا نتفكر في بعض الفوائد من هذا التجمع.
أولا وقبل كل شيء نحن نسلم ونؤمن بأن الله له الحكمة البالغه في قضائه ومشيئته وفي امره ونهيه , أليس كذلك ؟ قالوا بلى.
فقلت لهم ديننا هو دين الألفة والإجتماع والترابط, ألا ترون أنا نجتمع في الحارة ومع جيراننا في اليوم والليله خمس مرات! قالوا كيف ؟ قلت في الصلوات الخمس نجتمع في المسجد , أليس كذلك ؟ قالوا بلى . قلت ونجتمع اجتماعا أكبر منه في كل أسبوع مرة واحده وذلك في صلاة الجمعه , أليس كذلك ؟ قالوا بلى.
قلت وهل نسيتم اننا نجتمع اجتماعا أكبر كذلك مرتين في العام وذلك في العيدين ,
قالوا نعم.
قلت وها نحن نجتمع اجتماعا لايشابهه اي اجتماع في الدنيا وانت ترونه في هذه الأيام المباركة .
قالوا صدقت .
فقلت دعوني أسألكم سؤالا مهما في نظري وقد يقودنا إلى جزء من الإجابة عن سؤالكم,
قالوا وماهو هذا السؤال؟
قلت متى تعارفتم وتآلفتم ؟
قالوا أكثر وقت تعارفنا فيه هو هذا اليوم فقد كنا مشغولون بأداء المناسك وأعمال الحج, وأما اليوم فتعرفنا على بعض فهذا من الشرقية وهذا من ينبع والآخر من جده وذاك من مكه .
فقلت وهذا يقودنا إلى جزء بسيط من الحكمة التي سألتموني عنها .
فالله عز وجل يريد لهذه الأمه أن تكون قوية , ولن تكون كذلك إلا إذا اجتمعت وتآلفت القلوب واجتمعت الأجساد.
أليس كذلك ؟
قالوا والله إن هذا الجواب ليكفي ........
___
وللحديث بقية ان شاءالله