دبه تسوي ريجيم
مما يحير المرء في شأن معشر العلمانيين : جماعات الشغب الثقافي ، والتفلت الأخلاقي في العالم العربي : أن مشاغباتهم تأتي دائما في مغامرات من اللغو الذي لاطائل تحته ، ويحاولون أن يصنعوا من أنفسهم أبطالا للحرية ، من بطولات وهمية ليس من ورائها اختراع نافع ولا نقد بناء ولا كلمة حق أمام سلطان جائر ولا موقف شجاع ينصر فيه المظلوم من الظالم ، فمن أين يريدون أن يصيروا أبطالا ؟ لا أدري . يقول محمد عابد الجابري في كتابه تكوين العقل العربي ( وانه لمما له دلالة خاصة في هذا الصدد أن تخلو الحضارة العربية الإسلامية مما يشبه تلك الملاحقات والمحاكمات التي تعرض لها العلماء ، علماء الفلك والطبيعيات ، في أوربا بسبب آرائهم العلمية ، ويكفي التذكير بما تعرضت له مؤلفات كبلر من بتر ومنع من طرف لاهوتيي عصره بسبب تأييده لنظرية كوبرنيك الفلكية المبنية على القول بثبات الشمس ودوران الأرض حولها ، عكس ما كان يعتقد قبل 00 أما في الحضارة العربية الإسلامية فعلى الرغم من أن فكرة كروية الأرض ودورانها كانت شائعة كغيرها من الأفكار العلمية المماثلة فإنها لم تثر أية ردود فعل لا من طرف الفقهاء ولا من جانب الحكام ) ص 345 مركز دراسات الوحدة . وهذه ملحوظة مهمة جدا ، وهي من الأدلة والبراهين القاطعة على أن صراع العلمانيين مع الشريعة الإسلامية في بلادنا العربية ، ليس بسبب الجدل حول موقف الإسلام من التقدم الحضاري ولا العلوم العصرية النافعة ، وهي العلوم التي تدور في فلك دراسة الطبيعة واكتشافها واختراع ما يفيد الإنسان ، وتعتمد على المنهج التجريبي ، لان الشريعة الإسلامية لا تفرض أي تعارض بين الدين وبين هذه العلوم النافعــــــــــــة ـ بعكس ما كانت الكنيسة تفعل في افتراضها هذا التعارض في أوربا قبل الثورة على سلطان الكنيسة ـ بل الشريعة الإسلامية تدعو إلى تلك العلــــوم وتحض عليها ، وكلما كان العالم ملتزما بالإسلام كان أزكى عقلا فيها ، وأعظم نفعا للناس . ولهذا لانكاد نجد أحدا في العالم العربي ــ مثلا ــ في مجال هذه العلوم النافعة نصب عداء للدين ، والسبب ببساطة أنه لم يـــر في الإسلام ما يشكل عائقا أمامه البتة ، وان وقع من أحد منهم مثل هذا العداء فانه بسبب انتماءاته السياسية أو الثقافية الأخرى لا بسبب الاكتشافات النافعة. وانما غالب المعادين للشريعة الإسلامية وللتيار الإسلامي في العالم العربي هم قلة من جماعة (تجار الكلام ) ، جـــل ما لديهم مجرد الكلام المستمر، الممل والمكرور، في الصحف في السخرية والاستهزاء بالدين وأحكام الشريعة والتباهي بأنهم أصحاب قلم يدافعون عن التقدم والعصرنة. فإذا فتشت عن عصر نتهم وتقدميتهم وجدتها تدور حول الدفاع عن كاتب طعن في القرآن لا من أجل أنه اكتشف شيئا يحرم القرآن اكتشافه ، بل لان المفكر الحر جدا !! الذي يدافعون عنه اكتشف فجأة أنه لم يرق له الإيمان بالبعث بعد الموت مثلا لانه تربى وهو صغير في مدرسة أجنبية أو تلقى ثقافة ملحدة ، فغرس في قلبه أن الأيمان بالغيبيات هو شيء سخيف لا يناسب الإنسان العصري . كما تدور حول الدفاع عن حرية بيع كتب عن الجنس الرخيص ، أو أفلام من هذا النوع ، أو احترام رأي يدعو إلى اعتبار الرقص بين الجنسين اكتشاف عصري مذهل يعبر عن تقدم الدولة ، ونحو ذلك من القضايا في هذا المستوى أو دونه ، فلاجرم أن ينصبوا العداء للديـــــن إذن . وقد أهدروا أوقاتهم في اختلاق صراع مع الدين بلا فائدة ، ويضيعون أوقاتنا معهم في قراءة ما يكتبون والرد عليهم خوفا على ضعفاء الأيمان من شبهاتهم . أما الاكتشافات العلمية النافعة فلا ناقة لهم فيها ولا جمل ، ولاحتى يحسنون أن يضيفوا إليها شيئا مفيدا ، أولا لان هذه ليست صنعتهم إذ لو كانت لهم صنعة مفيدة لحجزتهم عن مشكلة الفراغ التي جعلتهم من تجار الكلام . وثانيا لانهم انشغلوا بشيء آخر ، انشغلوا بمعاداة دينهم متوهمين أنهم أبطال المعركة مع التخلف يقودون الشعب إلى النور والمستقبل ، متخيلين أنهم سينقذون أمتنا من مثل قوى الظلام التـــــــــي اضطهدت (جاليلو)00 مساكيـــــن ! قرأت لواحد منهم ذات مرة مقالا يبكي فيه على العلماء ـ كما زعمهــم ـ الذين قتلوا لانهم صرحوا بمعتقدا تهم في غابر التاريخ ، وينادي من قلب يعتصر ألما لإنقاذ الأمة من اضطهـــاد العلمــاء والمفكرين ، أتدرون أي علمــاء يقصــد ؟؟ مثل الحلاج والسهر وردي وابن عربي 00 حفنة من الزنادقة والسحرة لم يحسنوا سوى الدعوة إلى الإلحاد ، ويعدونهم طليعة التفكير الحر في التاريخ الإسلامي 00 لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون . فقلت في نفسي لاتخف أيها المخترع الكبير المضطهد والبطل القومي !!! انك متى قررت أن تكون مثل العلماء من الخوارزمي إلي السموأل في علوم الجبر ، وابن الهيثم في علوم البصريات ، وكل من اشتغل بالنافع من علوم الطب والفلك والجغرافيا 00الخ فلن يمسك سوء ، كما لم يمس أولئك سوء في تاريخ الإسلام كله ، بل كانت الحضارة الإسلامية هي التي احتضنتهم ـ حتى غير المسلمين منهم ـ وهيئت لهم أجواء حرية البحث العلمي ، لكن مصيبتنا معكم أنكم لا تحسنون سوى السخرية من الدين وحجاب المرأة ونحو ذلك وتعدون هذه علومكم الباهرة التي تخافون على أنفسكم من الاضطهاد بسبب اكتشافها؟؟ انهم لا يزيدون على استنساخ التناقض الغربي نفسه الذي صفق لنجيب محفوظ لاكتشافه العظيم !! في رواية (أولاد حارتنا) ، وصفق لنصر أبو زيد لاكتشافاته المذهلة في الاستهزاء باليوم الآخر !! وفعل مثل ذلك لسلمان رشدي ، وسائر الأذناب ، زاعما أنهم مفكرون أحرار ، ثم هذا الغرب نفسه يقتل 6000 طفل عراقي كل شهر بسبب الحصار ، ويسحق بدعمه للكيان الصهيوني شعبا بأكمله ، وينفق على التسلح لإرهاب العالم آلاف المليارات ، ويلقي بمليارات الأطنان من منتجاته الغذائية في المحيطات حفاظا على أسعارها ، بينما تموت شعوب تحت الفقر والجوع والتخلف ، ويدعي مع ذلك أنه العالم الحر المتحضر . وخلاصة وصفهم أن الغرب أرادهم أحرارا عندما يطعنون في دينهم ، وأرادهم عبيدا لــه في كل ما سوى ذلك ، فكانوا كما أرادهم في كلا الأمرين ، ثم يتفاخرون علينا متباهين أنهم أبطال الحرية !! المصدر موقع الشيخ حامد العلى حفظه الله تعالى
مما يحير المرء في شأن معشر العلمانيين : جماعات الشغب الثقافي ، والتفلت الأخلاقي في العالم العربي...
دعاة على أبواب جهنم ( العلمانيون ) المفسدون في الأرض



الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين الذي ما ترك من خير وإلا ودل الأمة عليه وما ترك من شر إلا نهاها عنه وحذرها منه،
أما بعد:
فقد روى البخاري في صحيحة عن أبي إدريس الخولاني “ أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسالون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يد ركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ فقال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟؟ قال: نعم وفيه دخن 0 قلت: وما دخنه ؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا 0000 الحديث "
فهذا الحديث الشريف نور من نور النبوة يزيد في المؤمن إيمانه ويقوي يقينه عندما يرى مصداق هذا الحديث في حياته، فالحبيب عليه الصلاة والسلام عندما وصف لأمته الدعاة على أبواب جهنم وصفهم غاية الوصف وأوضحه، فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، فمعنى قوله هم من جلدتنا أي من قومنا، ويتكلمون بألسنتنا، أي من أهل لساننا وهؤلاء الدعاة لا يخلو منهم زمان، ففي زماننا يتحقق هذا الوصف في زنادقة ملحدين هم ( العلمانيون ) 0
دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها 0 فهم من بني جلدتنا ( من بني قومنا ) ويتكلمون بألسنتنا ( بلغتنا ) 0

ولعل سئل يسأل منهم العلمانيون ؟
قبل أن نجيب عن العلمانيين علينا أن نعرف معنى العلمانية وكيف نشأت ؟ فالعلمانية هي معنى كلمة (secularism) ومعناها: ابتعد عن الدين، فلا تبالي بالدين ولا الاعتبارات الدينية، وقد ظهرت كمذهب أو مصطلح يناهض انحرافات الكنيسة في أوربا التي حرمت العلم والعلوم التجريبية كالطب والهندسة والصناعة وغيرها من العلوم 0
فكانت العلمانية ردة فعل على الكنيسة، وذلك في ظل الثورة الفرنسية سنة 1789م، فكانت هذه بداية العلمانية في العالم، إذا العلمانيون هم فئة من الناس همهم وغايتهم ومنهجهم إبعاد الدين عن الحياة وعن المجتمع، ( ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) 0 فكانت العلمانية خيرا للشعوب الأوربية من انحرافات الكنيسة وجهلها وحربها على العلوم التجريبية 0

علمانيو العرب !!
فجاء ينو قومنا من العلمانيين وقاسوا ظلم الكنيسة بعدل الإسلام وجهل الكنيسة بنور الإسلام، وصدق الله ـ سبحانه وتعالى ـ في وصف من هذه حاله عندما انتكست فطرته وتبدلت مفاهيمه وصار أضل من الحيوان، قال تعالى: " ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " 0 سورة الأعراف الآية 179 0
فالعلمانيون العرب لينهم أخذوا من الغرب ما يفيد أمتهم ولكنهم اخذوا كل رذيلة ساقطة وصاروا معول هدم للدين والقيم والأخلاق، فجروا شعوبهم للهلاك والدمار قال الله تعالى " الم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم يصلونها وبس القرار " سورة إبراهيم الآية 28/29

كيف نعرف العلمانيين ؟
العلماني والعمانيون كالزنادقة يظهرون الإسلام عندما يضطرون ويحرجون، ويبطنون الكفر والإلحاد وقد يظهرون إذا حانت لهم الفرصة فحالهم كقول الله تعالى " وإذا لقوا الذين امنوا قالوا ءامنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون " سورة البقرة الآية: 14 0
أما في هذا الزمان فأصبح العلمانيون لا يتورعون عن إظهار زندقتهم وفسادهم لأهل الإسلام، وسبب ذلك ضعف أهل الإسلام وتخاذلهم عن نصرته والذب عنه، “ فإلى الله المشتكى "، ورضي الله عن عمر عندما قال " أشكو إلى الله جلد الكافر وعجز الثقة " 0
العلمانيون:
لا يجعلون للدين قيمة في حياتهم فلا يحلون حلالا ولا يحرمون حراما، بل شرعوا القوانين الشيطانية وسموها تعاليم وأنظمة ولوائح، كل ذلك ليبعدوا الناس عن دين الله ـ سبحانه ـ فلا يحكمون به ولا يتحاكمون إليه 0
العلمانيون:
همهم وغايتهم خلخلة القيم الراسخة في المجتمع الإسلامي من الإخوة والطهر والعفاف وحفظ العهود والتكافل وأحاسيس الجسد الواحد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستبدلوا ذلك بالقطيعة والتفرق والإباحية ونشر الرذيلة في المجتمع الإسلامي، وتسخير ما في أيديهم من إذاعة وتلفزيون ومجلات وجرائد وغيرها من الوسائل لتحقيق غاياتهم في أبناء المجتمع المسلم 0
العلمانيون:
ولاؤهم وانتمائهم في الأقاليم أو الوطن أو غيرها من الروابط الطاغوتية الشيطانية فلا حرج عليك أن توالي في ذلك كله، أما أن توالي وتعادي في الله ـ سبحانه وتعالى ـ فتلك جريمة لا تغتفر في نظر هؤلاء العلمانيين، ومن شعاراتهم في ذلك: " الدين لله والوطن للجميع " 0
العلمانيون:
يجعلون الدين وتعاليمه سخرية يتلاعب بها كتابهم، بل ولربما أظهروا سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام ـ كاللحية مثلا ـ بصورة طرائف ( كركتير ) ليضحكوا الناس ولينفروهم عن الإسلام وهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ 0
قال الله تعالى " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * واذا مروا بهم يتغامزون "
المطففين الآية 29/30 0

ثمار العلمانية الخبيثة في الشعوب الإسلامية
العلمانية شجرة خبيثة نمت فأثمرت خبثا وفسادا في المجتمعات الإسلامية قال الله تعالى:" والذي خبث لا يخرج إلا نكدا " 0 الأعراف: 58

ومن ثمارها الخبيثة:
1/ تبديل حكم الله سبحانه وتعالى بحكم الطاغوت:
فأصبحت المحاكم القانونية الطاغوتية بدل المحاكم الشرعية وبذلك صارت الدول العربية أكثر الدول العربية ضعفا ودمارا وتفككا، فساسها الأعداء حتى أصحبت غريبة في ديارها 0 حقيرة لا عزة لها، مأسورة بأيدي أعداءها 0
وصدق الشاعر:
وأي اغتراب بعد غربتنا التي * بها أضحت الأعداء فينا تحكم
واصدق منه قول الحبيب عليه الصلاة والسلام واصفا حال الأمة في آخر الزمان فقد روى الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يؤمئذ قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ فقال: حب الدنيا وكراهية الموت " صحيح أبي داودللألباني 0
2/ فساد التعليم عند أكثر المجتمعات الإسلامية 0 ومن مظاهر فساد التعليم:
أ ـ تقليص المواد الشرعية، وتقليل نصابها في الحياة الدراسية التعليمية 0
ب ـ منع تدريس النصوص التي تذكر أبناء المسلمين بعداوة اليهود والنصارى للإسلام وأهله . وطمس عقيدة الولاء البراء في المناهج 0
ج ـ الاختلاط في التعليم بين الرجال والنساء 0
د ـ انتشار المدارس الأجنبية " التنصيرية " في بلاد المسلمين 0
3/ ظهور الإباحية والفوضى الأخلاقية:
ومن مظاهرها:
(أ‌) انتشار الجريمة بجميع صورها من زنا واغتصاب، وشذوذ جنسي، وسرقة، وقتل وانتحار، والمتأمل لواقع المسلمين يجد ارتفاع نسبة الجرائم بشكل يدعو إلى الاستغراب، ولا غرابة أن تجد السجون مليئة بل ضاقت بشباب المسلمين " وإنا لله وإنا إليه راجعون " 0
(ب‌) ما صاحب هذه الجرائم من تفشي الأمراض الفتاكة بين الشباب من الإيدز والزهري وغيرها من الأمراض التي لم تكن قبل 0
(ج) التفكك الأسري: فارتفعت نسبة الطلاق والخيانات الزوجية، فضاهت ما يحدث في أوروبا وبلاد الغرب، وهذا لا يستنكر مادام دعاة الاختلاط والإباحية من الزنادقة العلمانيين يعيثون في الأرض فسادا في بلاد المسلمين 0
(د‌) المخدرات التي انتشرت انتشارا عجيبا بين الفتيان والفتيات حتى كثرت المستشفيات والمصحات، ودور النقاهة الخاصة لعلاج متعاطي المخدرات 0
وباليتهم تذكروا قول الله تعالى " ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " سورة طه، الآية 124 0

* حكم العلمانيين في شريعة الإسلام:
العلمانيون كفرة مشركون مرتدون، وذلك لأسباب كثيرة منها:
(1) حكمهم بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى وذلك بالقوانين الطاغوتية قال تعالى:" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " سورة المائدة: 44 0 ولم يكتفوا بهذا بل سنوا القوانين الشيطانية وسموها بغير اسمها كالأنظمة واللوائح 0 والتعاليم ليخادعوا بها الناس ويصرفوهم عن دين الله 00 قال الله تعالى " أن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم " سورة النساء 142 0
(2) شركهم بالله ـ سبحانه وتعالى ـ إذ جعلوا حياتهم لغيره، وشعاراتهم في ذلك كثير منها ما ذكرنا أنفا ـ " الدين لله والوطن للجميع " وشعار " لادين في سياسة ولا سياسة في دين " والله سبحانه وتعالى يقول:" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " الأنعام 162 0 فمن صرف حياته لغير الله سبحانه وتعالى فقد كفر وأشرك وخرج من ملة الإسلام 0
(3) استباحتهم ما حرم الله سبحانه وتعالى فاستباحوا الربا، والتبرج، والسفور، ودعوا الناس إليها ودافعوا عنها وتصدوا لمن ينكرها أو يحذر منها 0
(4) سخريتهم بتعاليم الإسلام وأهله، ورميهم بالتخلف والجمود والرجعية والإرهاب 0
فهل بعد هذا يشك عاقل بكفر هؤلاء العلمانيين وشركهم ؟ 0

الواجب على كل مسلم نحو العلمانيين:
(أ‌) الواجب على المسلمين إن كانوا رعاة أن يحصروهم ويقعدوا لهم كل مرصد، ويقيموا عليهم حكم الله في المرتدين لقوله صلى الله عليه وسلم:" من بدل دينه فقتلوه " رواه البخاري 0 وأي تبديل أعظم من تبديل العلمانيين لدين الله سبحانه وتعالى 0
(ب‌) والواجب على المسلمين إن كانوا رعية أن يهتكوا ستر العلمانيين، ويفضحوهم، ويبينوا شركهم وكفرهم، ويحذروا منهم، ولا يخافوا في الله لومة لائم 0 قال الله تعالى:" يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأوئهم جهنم ويئس المصير " التوبة 73 0
اللهم يارب جبريل وميكائيل فاطر السموات والأرض أرنا في العلمانيين ومن أعانهم وأيدهم عجائب قدرتك، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا 0
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين 0
" وإذا قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون " 0

كتبها احد طلاب العلم ونشرت في مطوية تحمل عنوان
( دعاة على أبواب جهنم ( العلمانيون ) المفسدون في الأرض .. )
دبه تسوي ريجيم
مما يحير المرء في شأن معشر العلمانيين : جماعات الشغب الثقافي ، والتفلت الأخلاقي في العالم العربي : أن مشاغباتهم تأتي دائما في مغامرات من اللغو الذي لاطائل تحته ، ويحاولون أن يصنعوا من أنفسهم أبطالا للحرية ، من بطولات وهمية ليس من ورائها اختراع نافع ولا نقد بناء ولا كلمة حق أمام سلطان جائر ولا موقف شجاع ينصر فيه المظلوم من الظالم ، فمن أين يريدون أن يصيروا أبطالا ؟ لا أدري . يقول محمد عابد الجابري في كتابه تكوين العقل العربي ( وانه لمما له دلالة خاصة في هذا الصدد أن تخلو الحضارة العربية الإسلامية مما يشبه تلك الملاحقات والمحاكمات التي تعرض لها العلماء ، علماء الفلك والطبيعيات ، في أوربا بسبب آرائهم العلمية ، ويكفي التذكير بما تعرضت له مؤلفات كبلر من بتر ومنع من طرف لاهوتيي عصره بسبب تأييده لنظرية كوبرنيك الفلكية المبنية على القول بثبات الشمس ودوران الأرض حولها ، عكس ما كان يعتقد قبل 00 أما في الحضارة العربية الإسلامية فعلى الرغم من أن فكرة كروية الأرض ودورانها كانت شائعة كغيرها من الأفكار العلمية المماثلة فإنها لم تثر أية ردود فعل لا من طرف الفقهاء ولا من جانب الحكام ) ص 345 مركز دراسات الوحدة . وهذه ملحوظة مهمة جدا ، وهي من الأدلة والبراهين القاطعة على أن صراع العلمانيين مع الشريعة الإسلامية في بلادنا العربية ، ليس بسبب الجدل حول موقف الإسلام من التقدم الحضاري ولا العلوم العصرية النافعة ، وهي العلوم التي تدور في فلك دراسة الطبيعة واكتشافها واختراع ما يفيد الإنسان ، وتعتمد على المنهج التجريبي ، لان الشريعة الإسلامية لا تفرض أي تعارض بين الدين وبين هذه العلوم النافعــــــــــــة ـ بعكس ما كانت الكنيسة تفعل في افتراضها هذا التعارض في أوربا قبل الثورة على سلطان الكنيسة ـ بل الشريعة الإسلامية تدعو إلى تلك العلــــوم وتحض عليها ، وكلما كان العالم ملتزما بالإسلام كان أزكى عقلا فيها ، وأعظم نفعا للناس . ولهذا لانكاد نجد أحدا في العالم العربي ــ مثلا ــ في مجال هذه العلوم النافعة نصب عداء للدين ، والسبب ببساطة أنه لم يـــر في الإسلام ما يشكل عائقا أمامه البتة ، وان وقع من أحد منهم مثل هذا العداء فانه بسبب انتماءاته السياسية أو الثقافية الأخرى لا بسبب الاكتشافات النافعة. وانما غالب المعادين للشريعة الإسلامية وللتيار الإسلامي في العالم العربي هم قلة من جماعة (تجار الكلام ) ، جـــل ما لديهم مجرد الكلام المستمر، الممل والمكرور، في الصحف في السخرية والاستهزاء بالدين وأحكام الشريعة والتباهي بأنهم أصحاب قلم يدافعون عن التقدم والعصرنة. فإذا فتشت عن عصر نتهم وتقدميتهم وجدتها تدور حول الدفاع عن كاتب طعن في القرآن لا من أجل أنه اكتشف شيئا يحرم القرآن اكتشافه ، بل لان المفكر الحر جدا !! الذي يدافعون عنه اكتشف فجأة أنه لم يرق له الإيمان بالبعث بعد الموت مثلا لانه تربى وهو صغير في مدرسة أجنبية أو تلقى ثقافة ملحدة ، فغرس في قلبه أن الأيمان بالغيبيات هو شيء سخيف لا يناسب الإنسان العصري . كما تدور حول الدفاع عن حرية بيع كتب عن الجنس الرخيص ، أو أفلام من هذا النوع ، أو احترام رأي يدعو إلى اعتبار الرقص بين الجنسين اكتشاف عصري مذهل يعبر عن تقدم الدولة ، ونحو ذلك من القضايا في هذا المستوى أو دونه ، فلاجرم أن ينصبوا العداء للديـــــن إذن . وقد أهدروا أوقاتهم في اختلاق صراع مع الدين بلا فائدة ، ويضيعون أوقاتنا معهم في قراءة ما يكتبون والرد عليهم خوفا على ضعفاء الأيمان من شبهاتهم . أما الاكتشافات العلمية النافعة فلا ناقة لهم فيها ولا جمل ، ولاحتى يحسنون أن يضيفوا إليها شيئا مفيدا ، أولا لان هذه ليست صنعتهم إذ لو كانت لهم صنعة مفيدة لحجزتهم عن مشكلة الفراغ التي جعلتهم من تجار الكلام . وثانيا لانهم انشغلوا بشيء آخر ، انشغلوا بمعاداة دينهم متوهمين أنهم أبطال المعركة مع التخلف يقودون الشعب إلى النور والمستقبل ، متخيلين أنهم سينقذون أمتنا من مثل قوى الظلام التـــــــــي اضطهدت (جاليلو)00 مساكيـــــن ! قرأت لواحد منهم ذات مرة مقالا يبكي فيه على العلماء ـ كما زعمهــم ـ الذين قتلوا لانهم صرحوا بمعتقدا تهم في غابر التاريخ ، وينادي من قلب يعتصر ألما لإنقاذ الأمة من اضطهـــاد العلمــاء والمفكرين ، أتدرون أي علمــاء يقصــد ؟؟ مثل الحلاج والسهر وردي وابن عربي 00 حفنة من الزنادقة والسحرة لم يحسنوا سوى الدعوة إلى الإلحاد ، ويعدونهم طليعة التفكير الحر في التاريخ الإسلامي 00 لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون . فقلت في نفسي لاتخف أيها المخترع الكبير المضطهد والبطل القومي !!! انك متى قررت أن تكون مثل العلماء من الخوارزمي إلي السموأل في علوم الجبر ، وابن الهيثم في علوم البصريات ، وكل من اشتغل بالنافع من علوم الطب والفلك والجغرافيا 00الخ فلن يمسك سوء ، كما لم يمس أولئك سوء في تاريخ الإسلام كله ، بل كانت الحضارة الإسلامية هي التي احتضنتهم ـ حتى غير المسلمين منهم ـ وهيئت لهم أجواء حرية البحث العلمي ، لكن مصيبتنا معكم أنكم لا تحسنون سوى السخرية من الدين وحجاب المرأة ونحو ذلك وتعدون هذه علومكم الباهرة التي تخافون على أنفسكم من الاضطهاد بسبب اكتشافها؟؟ انهم لا يزيدون على استنساخ التناقض الغربي نفسه الذي صفق لنجيب محفوظ لاكتشافه العظيم !! في رواية (أولاد حارتنا) ، وصفق لنصر أبو زيد لاكتشافاته المذهلة في الاستهزاء باليوم الآخر !! وفعل مثل ذلك لسلمان رشدي ، وسائر الأذناب ، زاعما أنهم مفكرون أحرار ، ثم هذا الغرب نفسه يقتل 6000 طفل عراقي كل شهر بسبب الحصار ، ويسحق بدعمه للكيان الصهيوني شعبا بأكمله ، وينفق على التسلح لإرهاب العالم آلاف المليارات ، ويلقي بمليارات الأطنان من منتجاته الغذائية في المحيطات حفاظا على أسعارها ، بينما تموت شعوب تحت الفقر والجوع والتخلف ، ويدعي مع ذلك أنه العالم الحر المتحضر . وخلاصة وصفهم أن الغرب أرادهم أحرارا عندما يطعنون في دينهم ، وأرادهم عبيدا لــه في كل ما سوى ذلك ، فكانوا كما أرادهم في كلا الأمرين ، ثم يتفاخرون علينا متباهين أنهم أبطال الحرية !! المصدر موقع الشيخ حامد العلى حفظه الله تعالى
مما يحير المرء في شأن معشر العلمانيين : جماعات الشغب الثقافي ، والتفلت الأخلاقي في العالم العربي...
تمزيق (( الأقنعة )) العلمانية .. !

فلسفة العلمانية ومنهجها القائم على عزل الدين عن شؤون الحياة ، ومن ثم فاختزاله في أوضاع محددة ، لا شك أنها فلسفة مناقضة تماما لدين الإسلام ، ومصادمة كليا لأصول الشريعة وكلياتها ، وهي فلسفة نشأت وترعرعت في ظل ظروف بيئية وفكرية معينة ، وفي أوضاع اجتماعية ودينية معروفة ، ساعدت على نجاح هذه الفلسفة ، وتبوأها للصدارة في تلك البلاد ، إذ كانت قارب نجاة من جحيم التخلف والظلم والطغيان الكنسي الآثم ، فأتى بعض الأغبياء من قومنا فجاءوا بها ( كما هي ) ونقلوها لبلاد الإسلام ،معتقدين أن لا صلاح لنا إلا باعتناقها ، والسير في ظلامتها ..

مع أن السبب الذي قامت عليه هذه الفلسفة ليس موجودا بالأصل في بلاد المسلمين ، والدين الذي انقلب عليه أولئك العلمانيون ، ليس هو الدين الذي يريدوننا أن ننقلب عليه ، فجاء اولئكم المغفلين ( أو المستخدمين ! ) بها كما هي وأبوا إلا أن يلبسونا قميصا خيط لغيرنا ... !!

ولشناعة هذه النظرية ومناقضتها التامة الصريحة للإسلام ، فقد نفرت منها المجتمعات الإسلامية قاطبة ، ولفظتها ولم تستسغ هضمها ، فرفضتها بالكلية ، ولم تجد هذه العلمانية البئيسة أي اثر أو انتشار لها لدى الشارع الإسلامي البسيط !

وبقيت العلمانية تسمع صدى نفسها من خلال اطروحات ( نخبها المثقفة ) وتعدد ( ندواتها المتكلفة ) بلا تأثير يذكر ، في فكر المجتمع أو سلوكه أو أدبياته

وفي مجتمعنا خاصة .. تجد هذا النفور اشد وضوحا ، وأكثر جلاء ،من هذا المصطلح ، ومن جميع المنطوين تحت عباءته ، وتلبس أي فرد من المجتمع بمثل هذه الأفكار ، كاف جدا لمحاصرته ومقاطعته من أفراد مجتمعه بل وحتى من أقاربه وأهل بيته !

بل وحتى من كان له ميل أو تعاطف مع العلمانية أو بعض رموزها ، أصابهم شي كبير من هذا النفور والتقاطع مع المجتمع وأهله .

ولقد الفت مسامعنا واعتادت إبصارنا خروج بعض ( الملوثين بهذه الأفكار ) ليبرئ ساحته من العلمانية ، ويدفع عنه مغبة هذه التهمة ، بل حتى قال بعضهم : انه لا وجود لأي علماني في هذه البلاد !

وهذه بعض الشواهد على الرفض الشعبي الكبير لهذه الفلسفة الآثمة ، ولأفكارها ، ومنظريها ..

ففي هذا المجتمع .. حيث التدين ظاهر .. والشعائر قائمة .. والعلم منتشر .. والنصوص مقدسة .. والشريعة محكمة ..

لأجل هذا وغيره لم يتمكن العلمانيون من مصادمة المجتمع كله بهذه الأفكار الصريحة ، فلجأوا إلى أسلوب جديد من أساليبهم الرخيصة ، التي يصوغونها ويقلبونها بحسب المجتمع كصنيع تلك الحرباء .. فلم يسع العلمانيون إلا التمسح و ( التقنع ) بالنصوص ، مع أنهم لا يرون للنص قدسية في الأصل ، ولكن جعلوا النصوص سلالم للوصول لغاياتهم ، واتخذوا من بعض النصوص أقنعة يتسترون بها ، ويخادعون بها الناس ، وما عليك سوى أن تخلع هذا القناع الجميل ، ليبدو لك الوجه البشع القبيح .. !

فالهدف واحد هو ( عزل الدين عن الحياة ) ، والأقنعة متعددة ، فإلى عرض وتمزيق بعض هذه الأقنعة .. !

القناع الأول : انتم اعلم بأمور دنياكم .

وهذا القناع في ظاهره نص نبوي شريف ، والتسليم به واجب على كل مسلم ، فالشؤون الحياتية والمعاملاتية قائمة على ساق الإباحة والسعة ما لم تخالف نصا شرعيا ..

لكن الإشكالية أن يأتي ( المتقنع ) بهذا الحديث ليمرر فكرته الداعية إلى أن أمور الدنيا كلها مباحة وتبع للمصلحة ولا رأي للشرع في شي منها ، ولأجل ذا فتوجيه سؤال واحد كاف في تجلية هذا القناع ، وبيان زيفه وغشه : السؤال هو : ماذا عن النصوص الشرعية المحرمة لبعض المعاملات والنشاطات المتعلقة بالشؤون الحياتية .. !

فليجب حينها ..ثم ا سمعوا .. !

القناع الثاني : التفريق بين الشريعة والفقه .

فتكون القداسة والاحترام هي للشرع الذي هو النص ، وأما الفقه الذي هو فهم النص فهذا مما تختلف فيه الافهام والاتجاهات ، والقارئ لهذا الكلام في بادئ الرأي يرى فيه تعظيما للنص وتقديسا للشرع لكنه في حقيقته سلخ للدين من مضمونه وإبقاءه طقوسا جوفاء لا تحمل دلالة ولا معنى ملزم .. !

نعم ... فليس الفقه المستفاد من الشرع هو المقدس المحترم في المسائل الاجتهادية التي وقع فيها الخلاف المقبول المنطوي تحت ما يسوغ فيه الاجتهاد ، فليس قول صحابي أو عالم بأولى من قول غيرهم ، لكن أن يعمم هذا في كل فهم للنص ، ويسوغ أي تفسير للشرع ، يصل بنا في نهايته إلى تعطيل تام للنصوص ، وعزل كامل للشرع عن أية حجة أو بينة ، ويبقى دين رب العالمين لفظا جامدا أجوفا يصلح للشي وضده ! وللشرك وللتوحيد ! وللإثبات والنفي !

وذلك أن كل النصوص الشرعية بلا استثناء ، وكل أصول الإسلام ومبانيه الكبار ، وكلياته العظام ، كلها بدءا من الشهادتين وبقية أركان إلى البعث والحساب والجنة والنار ، وتوحيد البارى في ربوبيته والوهيته وأسماءه وصفاته ، وغيرها كثير ، كلها قد وقعت فيها تفسيرات متعددة من المنتسبين للإسلام !

وإذا لم نقطع بقدسية فهم معين لها ، ولم نحترم فقها واحدا لها ، فهذا يعني أن نصحح مذاهب الفلاسفة والقرامطة والباطنية والنصيرية والحلولية مع مذهب أهل السنة والجماعة ، ونراها كلها مجالات صحيحة لتفسير الإسلام !

ويكفي هذا اللازم توضيحا لفساد هذا القول ، وفظاعته وشناعته ، وربما لا يقصد قائله هذه الغاية القبيحة ، وإنما أراد بها التلصص والتدرع لا غير .. !

وهذا القول في غايته عزل للدين عن أي تأثير في شؤون الحياة إذ أي نص يصدمون به سيتعللون بأنه ما فهمه العلماء منه ليس هو المقدس ، بل له فهم أخر .. !

القناع الثالث : تقديم المصلحة على النص .

وربما يتمسح ( المتقنع ) ببعض النصوص الدالة على اعتبار المصلحة وبيان أثرها في الأحكام الشرعية ، وكأن الخلاف مع أهل الأقنعة هو في كون المصلحة معتبرة شرعا أو غير معتبرة !

وهذا مما لاشك فيه ..

بل وحتى تقديم مصلحة ما على فهم نراه لبعض النصوص ، في بعض النوازل والمواقف ، فهذا قد يكون مما يسوغ فيه الخلاف نظرا لتفاوت الناس في فهم النص ، وتفاوتهم أيضا في تقدير حجم هذه المصلحة .
لكن الذي لا يمكن أن يقع فيه الخلاف أبدا هو ما يتستر به المتقنع من جعل المصلحة مقدمة على النص مطلقا ، بلا قيود شرعية ، ولا ضوابط فقهية ، وتعطيل الحكم الشرعي عند ا ي مصلحة يراها ، وجعل هذا منهجا عاما مطردا ، فان هذا في حقيقته عزل للدين عن أي تأثير مع وجود أية مصلحة ولو متوهمة .. !

القناع الرابع : قولهم : الشريعة مقدسة معظمة ، لا يجوز المساس بقدسيتها ، ولا التعدي على مكانتها ، أو تدنيس طهارتها ، وشؤون الحياة لا تخلو من الهوى والشهوة والحيل ، التي لا يرضاها العاقل ، وإدخال الدين في هذا تعريض له للتدنيس والتلويث !

والمتقنع هذا لم يزد شيئا سوى أن أعطانا المنهج العلماني بأسلوب أكثر تهذيبا فقط !

بل الواقع أن فعلهم هذا هو الذي فيه التدنيس والتلويت والاهانة .
والا .. فلم لا نحكم بالنص الشرعي في شؤون الحياة ، ونطهر به الحياة ، ولا نعطله ، فنهينه وندنسه .. !

القناع الخامس : أن الشريعة الإسلامية لم توجد نظاما سياسيا ، أو اقتصاديا محددا ، وإنما المجال مفتوح للمسلمين لأخذ أفضل الأنظمة ، وأصح الطرق والمناهج ، لصياغة شؤون حياتهم ومجتمعاتهم ، ولهذا المتقنع نقول : أن لم تضع الشريعة نظاما فقد وضعت أحكاما ، فأين ذهبت عنها أيها المتقنع !

فليس عدم وضع نظام محدد يعني عدم وجود أية ضوابط أو أحكام يجب تطبيقها مع أية نظام يتم تشكيله !!

==

هذه هي العلمانية ، وهذه هي بعض أقنعتها ، ولا يمكن إحصاء جميع هذه الأقنعة ، إذ للقوم في كل واد قناع وقناع ، غايتها عزل الدين عن الحياة وإخراجه عن أي تأثير في شؤون الحياة ، ووسيلتها : تمر عبر التستر تحت هذه الأقنعة والاتقاء بها .

فأينما رأيتم ـــ يا عباد الله ـــ هذه الأقنعة فمزقوها ، وشاهدوا وجهه الحقيقي مباشرة ، وأينما رأيتم من يمرر فكرته متقنعا بكون الشريعة قد وسعت وأباحت فشدوهم من آذانهم واسألوهم عن الأحكام الشرعية المتعلقة بشؤون الحياة والمجتمع والاقتصاد والسياسة ، ما قولهم فيها :-
وانزعوا أقنعتهم ، وادعوهم ليجيبوا
دبه تسوي ريجيم
مما يحير المرء في شأن معشر العلمانيين : جماعات الشغب الثقافي ، والتفلت الأخلاقي في العالم العربي : أن مشاغباتهم تأتي دائما في مغامرات من اللغو الذي لاطائل تحته ، ويحاولون أن يصنعوا من أنفسهم أبطالا للحرية ، من بطولات وهمية ليس من ورائها اختراع نافع ولا نقد بناء ولا كلمة حق أمام سلطان جائر ولا موقف شجاع ينصر فيه المظلوم من الظالم ، فمن أين يريدون أن يصيروا أبطالا ؟ لا أدري . يقول محمد عابد الجابري في كتابه تكوين العقل العربي ( وانه لمما له دلالة خاصة في هذا الصدد أن تخلو الحضارة العربية الإسلامية مما يشبه تلك الملاحقات والمحاكمات التي تعرض لها العلماء ، علماء الفلك والطبيعيات ، في أوربا بسبب آرائهم العلمية ، ويكفي التذكير بما تعرضت له مؤلفات كبلر من بتر ومنع من طرف لاهوتيي عصره بسبب تأييده لنظرية كوبرنيك الفلكية المبنية على القول بثبات الشمس ودوران الأرض حولها ، عكس ما كان يعتقد قبل 00 أما في الحضارة العربية الإسلامية فعلى الرغم من أن فكرة كروية الأرض ودورانها كانت شائعة كغيرها من الأفكار العلمية المماثلة فإنها لم تثر أية ردود فعل لا من طرف الفقهاء ولا من جانب الحكام ) ص 345 مركز دراسات الوحدة . وهذه ملحوظة مهمة جدا ، وهي من الأدلة والبراهين القاطعة على أن صراع العلمانيين مع الشريعة الإسلامية في بلادنا العربية ، ليس بسبب الجدل حول موقف الإسلام من التقدم الحضاري ولا العلوم العصرية النافعة ، وهي العلوم التي تدور في فلك دراسة الطبيعة واكتشافها واختراع ما يفيد الإنسان ، وتعتمد على المنهج التجريبي ، لان الشريعة الإسلامية لا تفرض أي تعارض بين الدين وبين هذه العلوم النافعــــــــــــة ـ بعكس ما كانت الكنيسة تفعل في افتراضها هذا التعارض في أوربا قبل الثورة على سلطان الكنيسة ـ بل الشريعة الإسلامية تدعو إلى تلك العلــــوم وتحض عليها ، وكلما كان العالم ملتزما بالإسلام كان أزكى عقلا فيها ، وأعظم نفعا للناس . ولهذا لانكاد نجد أحدا في العالم العربي ــ مثلا ــ في مجال هذه العلوم النافعة نصب عداء للدين ، والسبب ببساطة أنه لم يـــر في الإسلام ما يشكل عائقا أمامه البتة ، وان وقع من أحد منهم مثل هذا العداء فانه بسبب انتماءاته السياسية أو الثقافية الأخرى لا بسبب الاكتشافات النافعة. وانما غالب المعادين للشريعة الإسلامية وللتيار الإسلامي في العالم العربي هم قلة من جماعة (تجار الكلام ) ، جـــل ما لديهم مجرد الكلام المستمر، الممل والمكرور، في الصحف في السخرية والاستهزاء بالدين وأحكام الشريعة والتباهي بأنهم أصحاب قلم يدافعون عن التقدم والعصرنة. فإذا فتشت عن عصر نتهم وتقدميتهم وجدتها تدور حول الدفاع عن كاتب طعن في القرآن لا من أجل أنه اكتشف شيئا يحرم القرآن اكتشافه ، بل لان المفكر الحر جدا !! الذي يدافعون عنه اكتشف فجأة أنه لم يرق له الإيمان بالبعث بعد الموت مثلا لانه تربى وهو صغير في مدرسة أجنبية أو تلقى ثقافة ملحدة ، فغرس في قلبه أن الأيمان بالغيبيات هو شيء سخيف لا يناسب الإنسان العصري . كما تدور حول الدفاع عن حرية بيع كتب عن الجنس الرخيص ، أو أفلام من هذا النوع ، أو احترام رأي يدعو إلى اعتبار الرقص بين الجنسين اكتشاف عصري مذهل يعبر عن تقدم الدولة ، ونحو ذلك من القضايا في هذا المستوى أو دونه ، فلاجرم أن ينصبوا العداء للديـــــن إذن . وقد أهدروا أوقاتهم في اختلاق صراع مع الدين بلا فائدة ، ويضيعون أوقاتنا معهم في قراءة ما يكتبون والرد عليهم خوفا على ضعفاء الأيمان من شبهاتهم . أما الاكتشافات العلمية النافعة فلا ناقة لهم فيها ولا جمل ، ولاحتى يحسنون أن يضيفوا إليها شيئا مفيدا ، أولا لان هذه ليست صنعتهم إذ لو كانت لهم صنعة مفيدة لحجزتهم عن مشكلة الفراغ التي جعلتهم من تجار الكلام . وثانيا لانهم انشغلوا بشيء آخر ، انشغلوا بمعاداة دينهم متوهمين أنهم أبطال المعركة مع التخلف يقودون الشعب إلى النور والمستقبل ، متخيلين أنهم سينقذون أمتنا من مثل قوى الظلام التـــــــــي اضطهدت (جاليلو)00 مساكيـــــن ! قرأت لواحد منهم ذات مرة مقالا يبكي فيه على العلماء ـ كما زعمهــم ـ الذين قتلوا لانهم صرحوا بمعتقدا تهم في غابر التاريخ ، وينادي من قلب يعتصر ألما لإنقاذ الأمة من اضطهـــاد العلمــاء والمفكرين ، أتدرون أي علمــاء يقصــد ؟؟ مثل الحلاج والسهر وردي وابن عربي 00 حفنة من الزنادقة والسحرة لم يحسنوا سوى الدعوة إلى الإلحاد ، ويعدونهم طليعة التفكير الحر في التاريخ الإسلامي 00 لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون . فقلت في نفسي لاتخف أيها المخترع الكبير المضطهد والبطل القومي !!! انك متى قررت أن تكون مثل العلماء من الخوارزمي إلي السموأل في علوم الجبر ، وابن الهيثم في علوم البصريات ، وكل من اشتغل بالنافع من علوم الطب والفلك والجغرافيا 00الخ فلن يمسك سوء ، كما لم يمس أولئك سوء في تاريخ الإسلام كله ، بل كانت الحضارة الإسلامية هي التي احتضنتهم ـ حتى غير المسلمين منهم ـ وهيئت لهم أجواء حرية البحث العلمي ، لكن مصيبتنا معكم أنكم لا تحسنون سوى السخرية من الدين وحجاب المرأة ونحو ذلك وتعدون هذه علومكم الباهرة التي تخافون على أنفسكم من الاضطهاد بسبب اكتشافها؟؟ انهم لا يزيدون على استنساخ التناقض الغربي نفسه الذي صفق لنجيب محفوظ لاكتشافه العظيم !! في رواية (أولاد حارتنا) ، وصفق لنصر أبو زيد لاكتشافاته المذهلة في الاستهزاء باليوم الآخر !! وفعل مثل ذلك لسلمان رشدي ، وسائر الأذناب ، زاعما أنهم مفكرون أحرار ، ثم هذا الغرب نفسه يقتل 6000 طفل عراقي كل شهر بسبب الحصار ، ويسحق بدعمه للكيان الصهيوني شعبا بأكمله ، وينفق على التسلح لإرهاب العالم آلاف المليارات ، ويلقي بمليارات الأطنان من منتجاته الغذائية في المحيطات حفاظا على أسعارها ، بينما تموت شعوب تحت الفقر والجوع والتخلف ، ويدعي مع ذلك أنه العالم الحر المتحضر . وخلاصة وصفهم أن الغرب أرادهم أحرارا عندما يطعنون في دينهم ، وأرادهم عبيدا لــه في كل ما سوى ذلك ، فكانوا كما أرادهم في كلا الأمرين ، ثم يتفاخرون علينا متباهين أنهم أبطال الحرية !! المصدر موقع الشيخ حامد العلى حفظه الله تعالى
مما يحير المرء في شأن معشر العلمانيين : جماعات الشغب الثقافي ، والتفلت الأخلاقي في العالم العربي...
البيانات العلمانية : خطر ماحق أبواق فتنة ؟؟..


قرأت بيان ( دفاعا عن الوطن ) الذي تقدم به عدد من مواطني البلاد السعودية ، وقد أيقنت أن الموقعين عليه لايأبهون بمصلحة هذه البلاد ولا بحقوق العباد ، بل هم يسعون إلى الفتنة ، وأكبر الفتنة أن يتضمن هذا البيان دعوة صريحة إلى تعدد العقائد والأفكار و إلى أن يتخلى المسلم عن اعتقاده بأن الإسلام هو الحق وأن ما عداه من المذاهب والعقائد والأديان باطلة ، ولو أن الموقعين على البيان كانوا حريصين فعلا على أمن البلاد واستقرارها لما هاجموا أساس هذه البلاد والمنهاج الذي قامت على أساسه ، وقد رأيت من واجبي أن أبين ما فيه من الأفكار والآراء والمطالب المناقضة لشريعتنا الإسلامية ولثوابتنا في هذه البلاد :

أولا – لم يشر البيان لا تصريحا ولا تلميحا إلى الأساس الذي قامت عليه هذه البلاد والعقد الذي تأسس به هذه الكيان وهو تطبيق الشريعة الإسلامية وتحكيمها في جميع مجالات الحياة الدينية والدنيوية ، وهو المبدأ الذي نص عليه النظام الأساسي للحكم ، وهذا تطور في البيانات العلمانية حيث كان هذا الأمر يرد في البيانات السابقة ، ولكن العلمانية في هذا البيان قد حذفت هذا الأساس من بيانها .

ثانيا – اتهم البيان الدعاة والعلماء في هذه البلاد بأنهم عاجزون عن الحوار حين ورد في البيان ( إلى سيطرة اتجاه محدد عاجز بحكم تكوينه عن الحوار مع الغير ) والمقصود هنا الإسلام ومن يمثل الفتوى وبيان أحكامه من العلماء والدعاة ، وهنا تتضح رؤية الموقعين في هذا لأمر حين لم يقفوا عند حد الاستهزاء والحط من شأن العلماء بل ذهبوا بعيدا للتشكيك في تكوين الإسلام ذاته ممثلا في علمائه ودعاته وطلبة العلم فيه الذين هم المرجع للناس في فهم أمور دينهم ودنياهم وفق شريعة الله تعالى ، حيث ينسبون إلى طبيعة تكوينهم كل نقيصة ، وما طبيعة التكوين الثقافي والفكري للعلماء والدعاة إلى الله ؟.

ثالثا – يدعو البيان إلى رفض الأحادية ، ويعنون بها ألا يكون الإسلام هو المنهاج الوحيد لتسيير شؤون البلاد والعباد ، وهذه الدعوة من أخطر الدعوات لأن الإسلام وحده الحق وما وسواه فباطل وهذا مقتضى الإيمان قال تعالى (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) آل عمران .
ففي الآية دليل واضح على أنه لا هداية ولا فلاح في غير الإسلام ، ومن هنا كان الإسلام هو الدين الوحيد الحق وكل ماعداه فباطل ، وهذا هو الإيمان فمن شكك في هذا فقد انعدم إيمانه ، أي شكك في كونه الدين الحق ، أو دعا إلى التعددية العقدية والفكرية التي تنطلق من غير دين الله تعالى الذي هو الإسلام ، وهذا التشكيك في العلماء والدعاة الذين وصفهم البيان بـ (الاتجاه الذي لا يعبر عن سماحة الإسلام ووسطيته ) إنما هو تشكيك للمسلمين في دينهم ، فإذا لم يكن العلماء لايعلمون الإسلام ولا يمثلون وسطيته ، فمن ؟ أيكون ذلك لأهل البدعة والكتاب الذي حاربوا الله في رواياتهم ممن جاءت أسماؤهم في البيان ؟ وهو بيان لم يتضمن عالما واحدا من علماء هذه البلاد ، وقد جاء في الحديث : ( إذا لم تستحي فاصنع ماشئت ).
إن التشكيك في علماء الإسلام هو تشكيك في الإسلام ذاته و بذر بذور الشك في دين الله ، وتكذيب الوحي والله تعالى يقول ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) وقال (قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ) وقال تعالى (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ )المؤمون .
( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) الأنعام.

رابعا – الدعوة إلى القبول بالآخر المختلف على الصعيد الإنساني ، أي أن نقبل كل فكر واعتقاد من أي مورد جاء وعلى أي صورة وفد وبأية عقيدة صيغ وإلى أي منهاج دعا ، وهذا معنى القبول بالآخر المختلف على الصعيد الإنساني ، وما معنى الإنسانية هنا ؟ أليست تعني كل ما أنتجه الإنسان واخترعه وتبناه من عقائد وأفكار وأخلاق ومذاهب لا حصر لها و كلها باطلة إلا ما كانت مبينة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وقد سبق هذه العبارة الدعوة بالقبول بالآخر الإسلامي ، ووجود العبارة اللاحقة تعني القبول بالآخر غير الإسلامي ، والدعوة هنا دعوة إلى قبول الفكر ، لأنه لا يعقل أن يكون معناها قبول الآخر بشحمه ولحمه فهذه معلومة ، فالإسلام يجيز التعامل مع غير المسلم بل يجيز الزواج بالكتابية ، ولكنه لا يجيز عقيدتها ولا فكرتها ولا يقبل بها ، بل يرى عقيدتها كفرا رغم كونها زوجة للمسلم .
وهذه الدعوة في الحقيقة دعوة إلى حرية الفكر والتعبير عن الأفكار والعقائد التي تتناقض مع قيم وعقيدة الإسلام .
إن الموقعين على هذا البيان المهلك المدمر في الواقع لا يريدون بالبلاد ولا بالعباد خيرا ، وما هم إلا طلاب مصالح شخصية ، وبعضهم عرف في كتاباته بمهاجمة الإسلام والسخرية منه ، والدعوة إلى الأدب الإباحي الذي لايقيم للدين مقاما ولا للخلق اهتماما .
إن دوافع الموقعين على هذا البيان معروفة ليس من باب الظن والتخمين بل إن البيان يصرح بدوافعهم التي لم يستطيعوا هذه المرة مواراتها وإخفاءها ، وهي دوافع تدعو صراحة إلى العلمانية وتعدد المذاهب والعقائد وحرية الدعوة إلى كل ملة وعقيدة وإلى حرية مهاجمة الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ، لأن الدعوة إلى مايضاد الإسلام دعوة إلى نبذ الإسلام ومهاجمة له .

هذا والله نسأل للجميع الهداية وأن يخذل من أراد الإسلام و العباد والبلاد بسوء.


الكاتب
علي التمني
أبها 10/8/1424
دبه تسوي ريجيم
البيانات العلمانية : خطر ماحق أبواق فتنة ؟؟.. قرأت بيان ( دفاعا عن الوطن ) الذي تقدم به عدد من مواطني البلاد السعودية ، وقد أيقنت أن الموقعين عليه لايأبهون بمصلحة هذه البلاد ولا بحقوق العباد ، بل هم يسعون إلى الفتنة ، وأكبر الفتنة أن يتضمن هذا البيان دعوة صريحة إلى تعدد العقائد والأفكار و إلى أن يتخلى المسلم عن اعتقاده بأن الإسلام هو الحق وأن ما عداه من المذاهب والعقائد والأديان باطلة ، ولو أن الموقعين على البيان كانوا حريصين فعلا على أمن البلاد واستقرارها لما هاجموا أساس هذه البلاد والمنهاج الذي قامت على أساسه ، وقد رأيت من واجبي أن أبين ما فيه من الأفكار والآراء والمطالب المناقضة لشريعتنا الإسلامية ولثوابتنا في هذه البلاد : أولا – لم يشر البيان لا تصريحا ولا تلميحا إلى الأساس الذي قامت عليه هذه البلاد والعقد الذي تأسس به هذه الكيان وهو تطبيق الشريعة الإسلامية وتحكيمها في جميع مجالات الحياة الدينية والدنيوية ، وهو المبدأ الذي نص عليه النظام الأساسي للحكم ، وهذا تطور في البيانات العلمانية حيث كان هذا الأمر يرد في البيانات السابقة ، ولكن العلمانية في هذا البيان قد حذفت هذا الأساس من بيانها . ثانيا – اتهم البيان الدعاة والعلماء في هذه البلاد بأنهم عاجزون عن الحوار حين ورد في البيان ( إلى سيطرة اتجاه محدد عاجز بحكم تكوينه عن الحوار مع الغير ) والمقصود هنا الإسلام ومن يمثل الفتوى وبيان أحكامه من العلماء والدعاة ، وهنا تتضح رؤية الموقعين في هذا لأمر حين لم يقفوا عند حد الاستهزاء والحط من شأن العلماء بل ذهبوا بعيدا للتشكيك في تكوين الإسلام ذاته ممثلا في علمائه ودعاته وطلبة العلم فيه الذين هم المرجع للناس في فهم أمور دينهم ودنياهم وفق شريعة الله تعالى ، حيث ينسبون إلى طبيعة تكوينهم كل نقيصة ، وما طبيعة التكوين الثقافي والفكري للعلماء والدعاة إلى الله ؟. ثالثا – يدعو البيان إلى رفض الأحادية ، ويعنون بها ألا يكون الإسلام هو المنهاج الوحيد لتسيير شؤون البلاد والعباد ، وهذه الدعوة من أخطر الدعوات لأن الإسلام وحده الحق وما وسواه فباطل وهذا مقتضى الإيمان قال تعالى (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) آل عمران . ففي الآية دليل واضح على أنه لا هداية ولا فلاح في غير الإسلام ، ومن هنا كان الإسلام هو الدين الوحيد الحق وكل ماعداه فباطل ، وهذا هو الإيمان فمن شكك في هذا فقد انعدم إيمانه ، أي شكك في كونه الدين الحق ، أو دعا إلى التعددية العقدية والفكرية التي تنطلق من غير دين الله تعالى الذي هو الإسلام ، وهذا التشكيك في العلماء والدعاة الذين وصفهم البيان بـ (الاتجاه الذي لا يعبر عن سماحة الإسلام ووسطيته ) إنما هو تشكيك للمسلمين في دينهم ، فإذا لم يكن العلماء لايعلمون الإسلام ولا يمثلون وسطيته ، فمن ؟ أيكون ذلك لأهل البدعة والكتاب الذي حاربوا الله في رواياتهم ممن جاءت أسماؤهم في البيان ؟ وهو بيان لم يتضمن عالما واحدا من علماء هذه البلاد ، وقد جاء في الحديث : ( إذا لم تستحي فاصنع ماشئت ). إن التشكيك في علماء الإسلام هو تشكيك في الإسلام ذاته و بذر بذور الشك في دين الله ، وتكذيب الوحي والله تعالى يقول ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) وقال (قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ) وقال تعالى (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ )المؤمون . ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) الأنعام. رابعا – الدعوة إلى القبول بالآخر المختلف على الصعيد الإنساني ، أي أن نقبل كل فكر واعتقاد من أي مورد جاء وعلى أي صورة وفد وبأية عقيدة صيغ وإلى أي منهاج دعا ، وهذا معنى القبول بالآخر المختلف على الصعيد الإنساني ، وما معنى الإنسانية هنا ؟ أليست تعني كل ما أنتجه الإنسان واخترعه وتبناه من عقائد وأفكار وأخلاق ومذاهب لا حصر لها و كلها باطلة إلا ما كانت مبينة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وقد سبق هذه العبارة الدعوة بالقبول بالآخر الإسلامي ، ووجود العبارة اللاحقة تعني القبول بالآخر غير الإسلامي ، والدعوة هنا دعوة إلى قبول الفكر ، لأنه لا يعقل أن يكون معناها قبول الآخر بشحمه ولحمه فهذه معلومة ، فالإسلام يجيز التعامل مع غير المسلم بل يجيز الزواج بالكتابية ، ولكنه لا يجيز عقيدتها ولا فكرتها ولا يقبل بها ، بل يرى عقيدتها كفرا رغم كونها زوجة للمسلم . وهذه الدعوة في الحقيقة دعوة إلى حرية الفكر والتعبير عن الأفكار والعقائد التي تتناقض مع قيم وعقيدة الإسلام . إن الموقعين على هذا البيان المهلك المدمر في الواقع لا يريدون بالبلاد ولا بالعباد خيرا ، وما هم إلا طلاب مصالح شخصية ، وبعضهم عرف في كتاباته بمهاجمة الإسلام والسخرية منه ، والدعوة إلى الأدب الإباحي الذي لايقيم للدين مقاما ولا للخلق اهتماما . إن دوافع الموقعين على هذا البيان معروفة ليس من باب الظن والتخمين بل إن البيان يصرح بدوافعهم التي لم يستطيعوا هذه المرة مواراتها وإخفاءها ، وهي دوافع تدعو صراحة إلى العلمانية وتعدد المذاهب والعقائد وحرية الدعوة إلى كل ملة وعقيدة وإلى حرية مهاجمة الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ، لأن الدعوة إلى مايضاد الإسلام دعوة إلى نبذ الإسلام ومهاجمة له . هذا والله نسأل للجميع الهداية وأن يخذل من أراد الإسلام و العباد والبلاد بسوء. الكاتب علي التمني أبها 10/8/1424
البيانات العلمانية : خطر ماحق أبواق فتنة ؟؟.. قرأت بيان ( دفاعا عن الوطن ) الذي تقدم به عدد...
ولن ترضى عنك بنو عِلْمَان


سنة ربانية من سنن الله تعالى سنها منذ قام على هذه الأرض الحق والباطل، الشر والخير، أهل الإيمان وأهل الكفر، معسكر الهدى ومعسكر الضلال، فلا يزال أهل الكفر والنفاق يناوئون أهل الإيمان ويكيدون لهم ويحاربونهم في دينهم ما بقي على الأرض مسلم وما دعا إلى الله داع، بيد أن هذه الحرب سجال والأيام بين المعسكرين دول فيُنال من أهل الحق حيناً وينالون من عدوهم حيناً آخر ولكن العاقبة للمتقين، والنصر لأهل الإيمان واليقين كما أخبر بذلك رب العالمين.
وصور هذا الكيد والمكر تتلون وتتغير حسب قوة أهل الحق وضعفهم، وقلتهم وكثرتهم، فتارة تكون الحرب عسكرية حربية وتارة تكون اقتصادية مادية وتارة تكون إعلامية وسياسية وغير ذلك من أساليب الحرب القذرة التي يشنها أعداء الله على أهل الإسلام وحَمَلَته، والتاريخ القديم والحديث يشهد لهذه الصور المتعددة كلها، غير أنَّ أعداء الله في هذا العصر تفتَّقت عقولهم المتشبعة ببغض هذا الدين وأهله عن حرب جديدة وأساليب ماكرة لمحاربة الدين حرباً تناسب العصر وتواكب العولمة الحديثة تلكم هي محاربة "المنهج".

إن أعداء الله لا يقلقهم مناهج عباد القبور ولا مناهج الرافضة ولا مناهج المعتزلة والعصرانية، إن الذي يقض مضاجعهم وينغص عيشهم هو المنهج الذي تربى عليه سلف هذه الأمة من الصحابة ومن جاء بعدهم، منهج الحنيفية السمحة الوسطية العدل، ملة إبراهيم حنيفاً كما جاء بها القرآن والسنة وكما فهمها سلف هذه الأمة. لقد مارس أعداء الله كل أساليب الحرب والإبادة لإطفاء هذا الدين وإخماد جذوته من حين بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته حيث قال الله عنهم: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30) فمكرهم ماضي وكيدهم مستمر حتى يردوا المسلمين عن دينهم وعقيدتهم.

لقد أدرك أعداء الله أن محاربة المنهج ليست من السهولة بمكان ومن الخطأ الاستراتيجي – حسب ظنهم – القضاء على المنهج بشكل سريع أو الدخول المباشر في هذه المواجهة التي ربما أفسدت عليهم خططهم، ولكن هناك من أذنابهم وأعوانهم مَن يستطيع أن يمارس هذا الدور بشكل فعال وبنتائج باهرة فكان توظيفهم لطابور العلمنة والنفاق في بلاد المسلمين لأجل التشكيك في ثوابت الأمة ومقومات دينها ولمز أئمتها وعلمائها وبدأ ذلك بشكل واضح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وارتفعت وتيرة هذه الحرب بعد دخول قوات الصليب عاصمة الخلافة العباسية بغداد المسلمة.

إن التاريخ يشهد أن بني علمان مهما أصاغ المسلمون لهم السمع وحققوا بعض مطالبهم بحجة الإصلاح وجمع الكلمة وغير ذلك من الشعارات الزائفة لن يقفوا عند حد ولن يرضوا بذلك حتى يتحقق "ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وحتى يروا علمانيتهم الكافرة تضرب بأطنابها في بلاد المسلمين ومجتمعاتهم، وقصة صراع العلمانية مع الإسلام في مصر خير شاهد على ذلك، فكيف يرضى أهل الدعوة وحماة المنهج أن يتحقق للعلمانيين ذلك وقد أمرهم ربهم تعالى بأن يكون الدين كله لله؟؟.
إن الواجب على المسلمين عموماً وعلى أهل الدعوة وأصحاب الرأي خصوصاً الوقوف صفاً واحداً وبحزم تجاه هذه الهجمة الشرسة على دين الأمة وثوابتها وألاَّ يتنازل أهل المنهج ولو قيد شعرة عن دينهم وثوابتهم، إن حماية هذا "المنهج" مسئولية الجميع كل فيما يخصه ويحسنه أفراداً ومؤسسات، حكاماً ومحكومين، مع أهمية أن تكون هذه المقاومة لهذه الهجمة ضمن خطط مدروسة وبرامج عمل جادة طويلة المدى وألاَّ تكون برامجنا ومواقفنا ردود أفعال مؤقتة قصيرة النفس، محددة العمر ما تلبث أن تضعف ثم تتلاشى.

إن بني علمان مهما كادوا ومكروا فإن كيدهم ضعيف ومكرهم واهٍ إذا واجههم أهل الحق بالحجة والبرهان وقاموا بما أوجب الله عليهم من بيان الحق وكشف عوار المفسدين والمنافقين وتبيين المنهج الصحيح والدعوة إليه، ومع ذلك ربما يبتلون ويؤذون ويتهمون وهذا كله ليس بمستغرب فهي سنة أخرى من سنن الله تعالى في ابتلاء المؤمنين وتمحيصهم وهي من قدر الله الغالب وسننه الماضية...


مع الشكر والتقدير للكاتب
محمد بن فهد الرشيد
دبه تسوي ريجيم
البيانات العلمانية : خطر ماحق أبواق فتنة ؟؟.. قرأت بيان ( دفاعا عن الوطن ) الذي تقدم به عدد من مواطني البلاد السعودية ، وقد أيقنت أن الموقعين عليه لايأبهون بمصلحة هذه البلاد ولا بحقوق العباد ، بل هم يسعون إلى الفتنة ، وأكبر الفتنة أن يتضمن هذا البيان دعوة صريحة إلى تعدد العقائد والأفكار و إلى أن يتخلى المسلم عن اعتقاده بأن الإسلام هو الحق وأن ما عداه من المذاهب والعقائد والأديان باطلة ، ولو أن الموقعين على البيان كانوا حريصين فعلا على أمن البلاد واستقرارها لما هاجموا أساس هذه البلاد والمنهاج الذي قامت على أساسه ، وقد رأيت من واجبي أن أبين ما فيه من الأفكار والآراء والمطالب المناقضة لشريعتنا الإسلامية ولثوابتنا في هذه البلاد : أولا – لم يشر البيان لا تصريحا ولا تلميحا إلى الأساس الذي قامت عليه هذه البلاد والعقد الذي تأسس به هذه الكيان وهو تطبيق الشريعة الإسلامية وتحكيمها في جميع مجالات الحياة الدينية والدنيوية ، وهو المبدأ الذي نص عليه النظام الأساسي للحكم ، وهذا تطور في البيانات العلمانية حيث كان هذا الأمر يرد في البيانات السابقة ، ولكن العلمانية في هذا البيان قد حذفت هذا الأساس من بيانها . ثانيا – اتهم البيان الدعاة والعلماء في هذه البلاد بأنهم عاجزون عن الحوار حين ورد في البيان ( إلى سيطرة اتجاه محدد عاجز بحكم تكوينه عن الحوار مع الغير ) والمقصود هنا الإسلام ومن يمثل الفتوى وبيان أحكامه من العلماء والدعاة ، وهنا تتضح رؤية الموقعين في هذا لأمر حين لم يقفوا عند حد الاستهزاء والحط من شأن العلماء بل ذهبوا بعيدا للتشكيك في تكوين الإسلام ذاته ممثلا في علمائه ودعاته وطلبة العلم فيه الذين هم المرجع للناس في فهم أمور دينهم ودنياهم وفق شريعة الله تعالى ، حيث ينسبون إلى طبيعة تكوينهم كل نقيصة ، وما طبيعة التكوين الثقافي والفكري للعلماء والدعاة إلى الله ؟. ثالثا – يدعو البيان إلى رفض الأحادية ، ويعنون بها ألا يكون الإسلام هو المنهاج الوحيد لتسيير شؤون البلاد والعباد ، وهذه الدعوة من أخطر الدعوات لأن الإسلام وحده الحق وما وسواه فباطل وهذا مقتضى الإيمان قال تعالى (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) آل عمران . ففي الآية دليل واضح على أنه لا هداية ولا فلاح في غير الإسلام ، ومن هنا كان الإسلام هو الدين الوحيد الحق وكل ماعداه فباطل ، وهذا هو الإيمان فمن شكك في هذا فقد انعدم إيمانه ، أي شكك في كونه الدين الحق ، أو دعا إلى التعددية العقدية والفكرية التي تنطلق من غير دين الله تعالى الذي هو الإسلام ، وهذا التشكيك في العلماء والدعاة الذين وصفهم البيان بـ (الاتجاه الذي لا يعبر عن سماحة الإسلام ووسطيته ) إنما هو تشكيك للمسلمين في دينهم ، فإذا لم يكن العلماء لايعلمون الإسلام ولا يمثلون وسطيته ، فمن ؟ أيكون ذلك لأهل البدعة والكتاب الذي حاربوا الله في رواياتهم ممن جاءت أسماؤهم في البيان ؟ وهو بيان لم يتضمن عالما واحدا من علماء هذه البلاد ، وقد جاء في الحديث : ( إذا لم تستحي فاصنع ماشئت ). إن التشكيك في علماء الإسلام هو تشكيك في الإسلام ذاته و بذر بذور الشك في دين الله ، وتكذيب الوحي والله تعالى يقول ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) وقال (قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ) وقال تعالى (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ )المؤمون . ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) الأنعام. رابعا – الدعوة إلى القبول بالآخر المختلف على الصعيد الإنساني ، أي أن نقبل كل فكر واعتقاد من أي مورد جاء وعلى أي صورة وفد وبأية عقيدة صيغ وإلى أي منهاج دعا ، وهذا معنى القبول بالآخر المختلف على الصعيد الإنساني ، وما معنى الإنسانية هنا ؟ أليست تعني كل ما أنتجه الإنسان واخترعه وتبناه من عقائد وأفكار وأخلاق ومذاهب لا حصر لها و كلها باطلة إلا ما كانت مبينة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وقد سبق هذه العبارة الدعوة بالقبول بالآخر الإسلامي ، ووجود العبارة اللاحقة تعني القبول بالآخر غير الإسلامي ، والدعوة هنا دعوة إلى قبول الفكر ، لأنه لا يعقل أن يكون معناها قبول الآخر بشحمه ولحمه فهذه معلومة ، فالإسلام يجيز التعامل مع غير المسلم بل يجيز الزواج بالكتابية ، ولكنه لا يجيز عقيدتها ولا فكرتها ولا يقبل بها ، بل يرى عقيدتها كفرا رغم كونها زوجة للمسلم . وهذه الدعوة في الحقيقة دعوة إلى حرية الفكر والتعبير عن الأفكار والعقائد التي تتناقض مع قيم وعقيدة الإسلام . إن الموقعين على هذا البيان المهلك المدمر في الواقع لا يريدون بالبلاد ولا بالعباد خيرا ، وما هم إلا طلاب مصالح شخصية ، وبعضهم عرف في كتاباته بمهاجمة الإسلام والسخرية منه ، والدعوة إلى الأدب الإباحي الذي لايقيم للدين مقاما ولا للخلق اهتماما . إن دوافع الموقعين على هذا البيان معروفة ليس من باب الظن والتخمين بل إن البيان يصرح بدوافعهم التي لم يستطيعوا هذه المرة مواراتها وإخفاءها ، وهي دوافع تدعو صراحة إلى العلمانية وتعدد المذاهب والعقائد وحرية الدعوة إلى كل ملة وعقيدة وإلى حرية مهاجمة الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ، لأن الدعوة إلى مايضاد الإسلام دعوة إلى نبذ الإسلام ومهاجمة له . هذا والله نسأل للجميع الهداية وأن يخذل من أراد الإسلام و العباد والبلاد بسوء. الكاتب علي التمني أبها 10/8/1424
البيانات العلمانية : خطر ماحق أبواق فتنة ؟؟.. قرأت بيان ( دفاعا عن الوطن ) الذي تقدم به عدد...
ماهي أهم مطالب العلماني





1- تجد البعض يؤمن بوجود إله لكنه يعتقد بعدم وجود علاقة بين الدين وبين حياة الإنسان ( فكر بوذي ) كما يعتقد بأن الحياة تقوم على أساس العلم التجريبي المطلق وهذا ( فكر ماركسي ).


2-تجده يطالب بالإباحية كالسفور ، والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة والخاصة ( أي الخلوة ) ويحبذ عدم الترابط الأسري ( دعوة ماسونية ).


3- يطالب بعدم تدخل الدين في الأمور السياسية وأنه يجب تطبيق الشرائع والأنظمة الوضعية كالقانون الفرنسي في الحكم . وأن الدين للعبادة فقط دون تدخل في شئون الخلق وتنظيمها – كما أراد الله سبحانه وتعالى –.


4_ يردد دائماً بأن الإنسان هو الذي ينبغي أن يستشار في الأمور الدنيوية كلها وليس رجال الدين - ويطالب بأن يكون العقل البشري صاحب القرار وليس الدين



5- يصرح باطلاً بأن الإسلام لا يتلائم مع الحضارة وأنه يدعوا إلى التخلف لأنه لم يقدم للبشرية ما ينفع ويتناسى عن قصد الأمجاد الإسلامية من فتوحات ومخترعات في مجال الهندسة والجبر والكيمياء والفيزياء والطب وأن علم الجبر الذي غير المفاهيم العلمية وكان السبب الرئيسي لكثرة من مخترعات اليوم وربما المستقبل ينسب لمبتدعه العبقري جابر بن حيان وهو مسلم عربي .


6- يعتقد بأن الأخلاق نسبية وليس لها وجود في حياة البشر إنما هي انعكاس للأوضاع المادية والاقتصادية وهي من صنع العقل الجماعي وأنها أي الأخلاق تتغير على الدوام وحسب الظروف ( فكر ماركسي ) .


7- يعتقد بأن التشريع الإسلامي والفقه وكافة تعاليم الأديان السماوية الأخرى ما هي إلا امتداد لشرائع قديمة أمثال القانون الروماني وأنها تعاليم عفى عليها الزمن وأنها تناقض العلم . وأن تعاليم الدين وشعائره لا يستفيد منها المجتمع . ( وهذا فكر ماركسي ) .


8- حين يتحدث عن المتدينين فإنه يمزج حديثه بالسخرية منهم ويطالب بأن يقتصر توظيف خريجي المعاهد والكليات الدينية على الوعظ أو المأذونية أو الإمامة أو الأذان وخلافه من أمور الدين فقط .


9- يعترض اعتراضا شديداً على تطبيق حدود الله في الخارجين على شرعه كالرجم للزاني أو قطع اليد للسارق أو القتل للقاتل وغيرها من أحكام الله ويعتبرها قسوة لا مبرر لها .


10- يطالب ويحبذ مساواة المرأة بالرجل ويدعو إلى تحررها وسفورها واختلاطها بالرجال دون تحديد العمل الذي يلائمها ويحفظ كرمتها كأنثى .
والعلماني : تجده يحبذ أن لا يكون التعليم الديني في المدارس الحكومية إلزامياً بل إختيارياً .


11_يتمنى تغيير القوانين الإسلامية ، بقوانين علمانية ، كالقانون المدني السويسري ، والقانون الجنائي ، المعمول به في إيطاليا ، والقانون التجاري الألماني ، والقانون الجنائي الفرنسي ، وهذا القانون يعمل به في بعض الدول العربية ، ويعتبر أن تلك القوانين هي الأفيد في حياة الفرد والمجتمع من التنظيم الإسلامي .