
(21) نوير أم البيت!!
قبل ثلاثة أيام مرضت حصيص أختي، وطرنا فيها إلى المستشفى لنكتشف أن عندها نزلة معوية شديدة (إيه من بطاطس ملح وخل اللي بالعافية يا لله تعطيني منه!)
قرر الطبيب تنويم حصيص لمدة ثلاثة أيام قد تطول حسب الحالة - يا حظها!!- طبعاً رافقتها أمي، وقبل أن تذهب جمعتنا وقالت: أنت يا نوير أمّ البيت الآن، سمعت يا سعيدان؟ طع كلامها!!
طبعا أنا ما صدقت خبر وصرت أمارس دور أم البيت بكل إخلاص،- حتى أثبت جدارتي!
- مباشرة ذهبت إلى المطبخ وجلست أطبخ العشاء الذي هو عبارة عن فول مدمس وعصير ليمون بالبقدونس - لعدم توفر النعناع، كله محصل بعضه! كله أخضر!!
ثم صرخت على سعيدان وأنا في مكاني - مثل أمي!- وجاني طاير، قلت: يالله غسل وجهك وأيديك بالصابون وغير ملابسك يا حبيبي!! طبعاً هو طلعت عيونه، بلعها وسكت!
اتصلت على حمد وقلت: يا حمد وأنا أمك لا تنسى الحليب والصامولي، ولا تتأخر، وبعدين عندي مشوار للخياط بعد العشاء! وفجأة طرك!! قطع الخط ، أغلق الخط في وجهي!!!
اتصلت على أبوي وقلت: يا أبو حمد العشاء جاهز لا تتأخر. قال: إن شاء الله يمه!!
ما أدري وش فيهم متغيرين علي اليوم؟!!
رجعت إلى سعيدان فوجدت أنه لم يغتسل، فأخذت العصا وركضت وراه في الحوش! طبعاً لازم يتأدب!!
تأخر حمد عن العشاء فانتظرته إلى أن جاء ثم سألته: وبن كنت إلى (هالحزة) ؟!!
ومع من كنت سهران؟!!أنت ما تدري إن في أحد ينتظرك في البيت؟!!
وأنا أتكلم بدأت أرى عينيه تحمران شيئاً فشيئاً - أدري انه متأثر وخنقته العبرة!- وجلست أحدثه عن أصدقاء السوء وكيف أنهم يؤثرون على الإنسان مهما كان صالح وأنه يجب أن يتحذر منهم..
وفجأة: هب إعصار، ودخلت في دوامة، وشعرت كأني تحت أمواج تسونامي، أمواج فوق صوتية وتحت سمعية وتوقف عقلي عن الحركة، وانتقلت الحركة إلى أطرافي السفلى وطيران إلى غرفتي ، وحمد ورائي و معه العقال ويزبد ويرعد، ويصرخ متى صرت أنتي أمي؟!! حتى تسأليني وين كنت؟ ومع مين؟!!
قفلت الباب وتسلقت الدولاب الكبير وانسدحت فوقه، وأنا أرتجف.
يعني هذا جزاي أني أهتم بأسرتنا الصغيرة؟ وبعدين أنا ما تصرفت من تلقاء نفسي، هذا تفويض من الوالدة الله يطلعها بالسلامة!!
طبعاً لا زال يطرق الباب بشدة ويصرخ افتحي يا يمه، أريد أن أبرك وأضعك فوق رأسي وأقبل قدميك!! أريد أن أعتمر بك.
- يوديني للعمرة!!- يا ليت!- لكن المشكلة ما أقدر أقول له إن عندي العذر الشرعي وما أقدر اعتمر هذي الأيام!!
رديت عليه: طيب يا وليدي أحجز على الأسبوع الجاي أحسن، يكون الجو أبرد و تخف الزحمة!!
ثم سمعت صوت أبي وهو يحدثه ويهدّيه إلى أن توجه إلى غرفته غير مأسوف عليه، أوف فيلم رعب، صويلحي!!
نزلت من الدولاب وتمددت على سريري وأنا أسمع صوت الثعلب المكار سعيدان وهو يضحك باستهزاء عند الباب ويقول: افتحي يمه، زوجيني يمه، دهنيني بالفكس يمه!!
بيني وبين صديقاتي بس!!
- الفتاة رقيقة المشاعر: مرجوجة البدائع فطيمة/ القصيم، البدائع، في الحقيقة أنا دارية إني
كريمة بنت كريم! وأما مسألة إني أسلفك زاويتي فمن الضروري إننا نتفاهم على السعر، تعرفين
بزنس، وما ينلعب عليها!!! أما مقالتك فهي لذيذة ويمكن انشر جزء منها في المستقبل إن شاء الله ،
انتظرييييني!!
- الدايخة: نجوى الحربي: أولاً بسم الله على مصارينك واهتمي بصحتك يا عزيزتي، وثانيا شكراً
على اللقب: قمر كاتبات السعودية!! وأنا أدري أني استحقه بجداره، وبكل تواضع أو بعدين ترى
احرجتيني بكلامك __ وشو أحبك وأغليك غصبن عني ، وحياتي وقلبي؟!! وش بقيتي لفارس
أحلامي!! والله يوفقك وتنجحين بامتياز..
- الحلوة: أنوار الدبيخي/ بريدة: والله أحرجتيني ووقعت على الجرح! (وإلا تقولين: إن الأمهات
يقولن عني: يا ليت من يأخذها لوليدي!!) أجل وش اللي رادهن؟!! الباب مفتوح يسع كل أم مع
وليدها!! وبعدين تقولين إنك من حبك لي حلّمتي في! إن شاء الله أرد لك الجميل وأحلم فيك
الليلة!! وحدة مصرقعة!!
والباقي من الصديقات أرد عليهن في العدد القادم إن شاء الله حيث إنه لم يبق في الشريط متسع!!
- مجلة حياة العدد (62) جمادى الآخرة 1426هـ -
(22) عباية رياضية !!
قصتي اليوم عجيبة غريبة وحزينة .. والموضوع جد وبدون مزح..
الخميس الماضي كنت أقص على أختي قصة ليلى والذيب .. يوم أنها أخذت (المراصيع) لجدتها مزنة وجاءها
الذيب وشفط جدتها ثم هجم عليها فصرخت تنادي خالها سليمان (انقذوني النجدة، هيلب يو، فرنسوا ميتران،
قد مورننق!!) وكان خالها يرعى غنمه بالوادي، جاء ومعه الساكتون و(طخ) الدين وشق بطنه ليخرج أمه حية
معها دوخة (سبحان الله) وزعل على ليلى لأنها تمشي حافية .. ومرت الأيام وخطبها لولده ومرت الأيام (مرة ثانية)
وتوفت وتزوج بنت جيرانهم .. الخ. وأثناء ما كنت متحمسة أقص القصة .. وفي حادثة سابقة من نوعها ..
جاءت هيا مسرعة تطلب مني مرافقتها إلى السوق مع أمي لأنها معجبة بذوقي وتحتاج أساعدها في الاختيار!!
طبعاً أنا خدماتي جاهزة .. مباشرة حطيت عباءتي على رأسي وصاروخ إلى السيارة .. وجلست ألملم نفسي إلى
أن اكتملت العائلة .. للفائدة (لمثل هذه الأمور الطارئة لتكن شماعة العباءات قريبة من الباب تفادياً للتأخير..!!)
واتجهنا إلى سوق الــ (....) الفخم وطوال الطريق وأنا أتشرط على هيا إنها تعزمني على ذرة أو بليله، وعليها تجليد كتاب الرياضيات ... الخ !!
بعد أن وصلنا للسوق بدأنا عملية البحث المضنية والممتعة .. وهناك لفت نظرنا بنت تلبس روب أسود.. كانت تضحك بصوت مرتفع لدرجة أني اندمجت معها وكدت أضحك!.. وكنت أتساءل بيني وبين نفسي عن الحكمة من اختيارها للروب بالذات من ملابس البيت للخروج به.. لماذا لم تختر القميص مثلاً؟!! أو جلابية .. أو مريلة مطبخ ... والله ارحم من الروب .. يا ناس عيب كأننا في معرض أرواب غرفة النوم!. شيء دانتيل من فوق وشيء شك والبعض تطريز .. الخ .. واللي كان اسمه غطوة.. صار شيفون أسود.. قلت لها: يا أخت لو سمحت! ليش هالكلافة...؟!! ماله داعي هذا الغطاء. الدعوة خربانة اكشفي أحسن لك .. تشوفين طريقك زين ويشوفون وجهك صح!! وإلا أنا غلطانة؟! طبعاً أنا قلت الكلمة وإلا ما قلتها حطيت رجلي وانحشت إلى مكان مجهول خوفاً من الكيماوي .. والله إني اشوف عيني صاحب المحل يبحلق فيها بشكل يجيب الغثيان!! بالطول وبالعرض .. مقطع جانبي.. قطري متوازي أضلاع .. الخ .. وهي ولا كان في الدنيا أحد، عاااادي!! أنا كرهت نفسي .. وقطعت متعة التسوق التي أنتظرها بفارغ الصبر وطلبت العودة إلى البيت. وأنا حزييييينة ونفسيتي تعبانة..
في الليل سألتني هيا: نوير يجوز أصلي الظهر ركعتين ونص، والفجر أصليها أربع ركعات؟! قلت طبعاً لا .. لأن الله أمرنا بهذا العدد بالتحديد دون زيادة أو نقصان .. ليش السؤال..؟! قالت: أجل ليش البنات عباياتهم ألف شكل وشكل وكل يوم لهن موديل مختلف؟! صح إن الله أوجب علينا الحجاب الساتر الضافي؟!! هذا من الدين وهذا من الدين .. هذا من الله وهذا من الله؟!! صح؟!!
قلت صح وألف صح يا هيا .. بكل شيء يمكن نغيّر أو نزين أو يكون موضة إلا عباءاتنا، لأنها مثل الصلاة أوامر من الله..
ولا يهمك ها الغرائب .. فكل سنة لها موديل وكل سنة لها شكل ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) عباءتنا هي الباقية صدقيني يا هيا ..
طبعاً أنا لم أتعود أن أكون بهذا القدر من الجدية والفهامية .. ومن شدة فرحة أمي بهذا الإبداع اتصلت على أخوالي لتعزمهم بهذه المناسبة !!
وسرحت أفكر .. عباية فرنسية! مغربية .. عباية معطرة منها وفيها، عباية شيفون. وأخيراً عباية البنطلون الجديدة!! وهذه كلها موجودة!! وأتوقع بعد كم سنة عباية (المايوه للبحر .. وعباية رياضية للمشي مقلمة وجينز .. عباية للعزاء فيها جيوب للمناديل .. وعباية التايير للعزايم .. وعباية للرضاعة (بدون شرح!!) وعباية السهرات بدون أكمام!! .. الخ..
ملاحظة: أحب أبوح لكم بسر.. في الحقيقة هناك بعض البنات متحمسات يكتبن سواليفهن مثلي هنا .. ولأنني لست لئيمة .. فقد أفسح المجال لهن في الكتابة هنا بشررررط أن تعجبني وتكون مفيدة!! ويالله ورونا إبداعاتكم!!
- مجلة حياة العدد (33) محرم 1424هـ -

(23) حصيص أم البلاوي!!
أنا عندي سر يقرقع في قلبي له سنتين،
يمنعني الخجل وأخلاقي العالية ومستواي العلمي من الحديث عنه!!
لكني اليوم سأفصح وليكن ما يكون!!
قبل سنتين كنت في مدرستنا في وقت الفسحة في الساحة أمارس هوايتي في التفحيط والتعرف على بنات جديدات فأنا بسم الله علي اجتماعية جداً... وهذه الطريقة مجربة في الحصول على صديقات - فحطي ثم (اصقعي) واحدة من البنات ثم تأسفي منها ومن هنا يبدأ التعارف!- أهم شيء لا تكون حامل أو من النوع (اللي نفسه في طرف انفه) تراهم خطرررر!! ولا تغلطين وتصدمين المديرة الجديدة – مثلي أول ما بدأت في هذه الطريقة- وبعدين تصير لك مشكلة، تصيدي أهدافك بعناية..
المهم.. وقبل التفحيطة المائة والخامسة والثلاثين (تقولين اسم مدرسة!!)، هالني منظر شاب بيننا....!! يتمشى ويسولف مع البنات وهن عااادي عندهن!!
طبعاً قمت بالواجب.. خطفت عباءتي وارتديتها واتجهت إليه قائلة: الأخ!! عسى ما شر مضيع مدرستك؟! بسرعة اطلع برا المدرسة وإلا عند المديرة الآن!
قال: لماذا؟!
- ما تستحي تتمشى بين البنات وين تحسب نفسك على شواطئ هاواي؟!!
ضحك، وقال: أنا حصة! ما عرفتيني؟!!
- حصيص!! وش لابسة؟! ثوب رجالي، ساعة رجالي، عطر رجالي، قصة ولادي، أشوف..
رفعت طرف ثوبها لأجد سروال طويل رجالي!!!!!
- قلت: لا، ما أصدق أشهد إنك سالم منت حصة!.
وقلت: ذكرتني بهذي الأبيات التي قرأتها قديماً:
مسكين يا عقد على عنق سلمى # # # والله لولا العقد لقول عباس!!!!
بدل ما تسترين على شينك وتحاولين تتزينين وتتأنثين، تخشنين نفسك؟!
وتسترجلين؟!!
البنت جمالها في رقتها ونعومتها، بدليل كثرة الكريمات وأنواع العطور التي تحاكي المرأة، ما قد قرأت على عبوة كريم تقول ضع الكريم على شواربك!! دائما يقول: ضعي قطرة من الكريم على يديك الناعمتين وامسحي بهما كامل وجهك، ثم قومي بعمل مساج خفيف لما فوق الجفنين لتنشيط الدورة الدموية فيهما. وضعي كريم مفتح للبشرة تحت الجفنين ولا تهون التجاعيد التي على الجوانب!! ضعي قليلاً من الماسكرا على رموشك الطويلة وإذا زادت الماسكرا ممكن أن تضعيها على الحواجب أو أطراف الشعر... المهم أنه ما يزيد شي وإذا نقصت كمية الماسكرا فيمكنك قص الجزء الزائد من الرموش التي لم تصل إليها الماسكرا.. الخ. (اقطع يا أبو الفهامية اذكروا الله علي!) هذا ثانيا..
أما أولاً: فأنت تعلمين أن حب التزين والتلبس فطرة فينا يا البنات وتتذكرين المحاضرة التي سمعناها قبل أسبوعين لما قالت الأستاذة أن قوله تعالى (أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين) الزخرف 18 يخاطب المرأة التي خلقت وهي تحب التزين، فأنت بهذا الشكل تخالفين الفطرة التي خلقها الله فيك!! وبعدين أنت تعرفين عقوبة التشبه بالرجل...
ثانياً: أنا قدامك! رقة ونعومة، ما لاحظت أني صرت أجمل في هذين اليومين؟! أنا الأسبوع الماضي عملت حمام زيت لشعري الابريسم، وان شاء الله الأسبوع القادم –إذا وافقت أمي- أضع قناع العسل (اللي أعطتنا إياه جدتي هدية من أبها) على وجهي، ما راح تعرفيني!!
ثالثاً: ومهما حاولت تغيرين شكلك فستظلين حصيص بكل ما تحمله الكلمة من معاني شكلية أو شهرية!! إذن ماذا استفدت من هذا اللبس أو القصة؟!! وأنت بهذا الشكل لا أنت بنت دلوعة ورقيقة ولا ولد خشن وقوي.. فمن تكونين؟!! اترك الإجابة للجمهور الكريم مها وأمل ومنى ومنال...
رابعاً: وأخيرا: تخيلي نفسك بعد خمس سنوات متزوجة وحامل!! و أنت بهذا الشكل!! يعني البيبي يقول لك يمه أو يبه أو خالي أو ماذا؟!
على العموم: أنصحك ترجعين عطر أخوك احمد له وسروال عبد الله وساعة الوالد
قبل أن يكتشفوا اختفاء المجموعة ويحدث مالا تحمد عقباه، وأنا أدرى فيكم – بنت جيرانكم المصونة!!
- مجلة حياة العدد (51) رجب 1425هـ -
(24) ساطور في الشنطة!!
قبل عدة أيام اجتمعت مع بنات خالي وجلسنا نتذكر أيام الابتدائية ومواقف الطفولة
وذكرياتها – ولو أن بعضنا لا زال طفلاً في تصرفاته وعقله!- وتطرقنا لقصص كثيرة ولأننا
في مدرسة واحدة، فقد كانت ذكرياتنا مشتركة، لقد تذكرنا مسلسل الرعب المكسيكي
الذي كنا نعيشه كل يوم من جراء الإشاعات والكذب!. .
وأترك الميكرفون لميمي (منيرة) بنت خالي لتحدثكم عما رأته بعينيها.. قيل لنا أن في السطح جن ويخطفون كل فتاة تخاطر بنفسها وتصعد هناك!!
كما تذكر لنا تلك الفتاة التي قيل أنها مجنونة وأنهم وجدوا معها ساطوراً (طبر، بلطة، بق نايف، بهارتا) في حقيبتها - البنت عساها تحمل شنطتها حتى تحمل معها ساطوراً!! لكن كنا نعيش في رعب.. ولا أنسى الإشاعة القوية التي راجت أيام الامتحانات أن بنت مقتولة في فصل رابع ج والبنات ما كذبوا خبر الدموع أربع أربع!! والخشوم تصب!! وما استفاد منها إلا المدرسات.. أما الحمامات - أعزكم الله- فهي هوليود أفلام الرعب والمنتج الرئيسي لها.. فلا يمكن لأي بنت أن تدخل الحمام إلا بوجود مرافقة تمسك لها الباب حتى لا ينطبق عليها وتجلس في المدرسة إلى الغد ثم تموت من الخوف كما حصل لواحدة من البنات..!
وتذكرنا أيضاً قصة اليد المقطوعة التي تخرج من الحمام وترعب كل مرتاديه!!
فكثرت في تلك الفترة مشكلة التبول على المراييل الرمادية خوفاً من دخول الحمام ولسان حالهن يقول: اعملها على نفسي هنا ولا أعملها على نفسي وأنا مخطوفة في الحمام!! وهذا عين الحكمة. والتعب على الفرَّاشة المسكينة.. تنظف البنت وما تقاطر تحتها.. وعلى طاري الفرَّاشة - مع أني لا أحب هذا الاسم وأفضل تسميتهن بالخالة - تذكرت فصل الشتاء ومسلسل (واااععع)!!!! على الملابس والكتب!! وعندي قصتين في هذا المضمار.. قصة بنت دافورة صافة أول واحدة في الطابور وبعد بدء الإذاعة الصباحية وفجأة... (واععع) شلالات نياغار!!!! وكان حديث الموسم في ذلك اليوم..
والقصة الثانية حدثت في الفصل تذكر لي صاحبتها أنها كانت ملتفتة تحدث صديقتها وفجأة وبسرعة خاطفة (وااععع) على مريول صديقتي وكتبها ولم أعطها فرصة للهروب.. بينما مريولي لم يصب بأي قطرة.. هذا الفن والذكاء أليس كذلك؟!!
مع أني أحب أن أنبه هنا أن الفتاة بطلة القصة في تلك اللحظات تعيش حالة خجل شديدة وألم نفسي.. لذا كنت لا أحب أن تقوم بعض البنات بإظهار القرف - والتأفف من الرائحة - مع أنها تكاد تقتلنا!! إلا أنني أحاول أن أتعاون معها وكأن شيئاً لم يكن.. (ذات القلب الذهبي!!).
أما تعامل بعض المدرسات مع الصغيرات وطريقة ضرب الكتاب على الرأس أو الخوف الشديد من صراخهن.. وإرهاب بعض الإداريات فحدث ولا حرج!!
أذكر قصة إحدى الصديقات، حيث كان عندنا واجب رياضيات وهي قد كتبته في الكتاب، وعندما بحثت عنه في حقيبتها لم تجده!! ومن شدة خوفها قامت وقلبت الشنطة رأساً على عقب لتتساقط الكتب ويخرج معها.. صرصور.. مستعجل صاروخ إلى طاولة المعلمة وسط رعب البنات وخجل الفتاة التي لم تجد الكتاب!! ولم تسلم الفتاة مع كل هذا فقد طلبت منها المدرسة الوقوف عند الجدار الخلفي ولم يشفع لها أنها كانت من أشطر البنات في الفصل..!! وإذا كان هذا أول مكان يستقبل البنات الطفلات فلا تعجبي من العقد النفسية التي تعاني منها وعدم الثقة بالنفس التي تعيشها بناتنا هذه الأيام..
وشكراً لإتاحة الفرصة لي للحديث عن ما يجول في نفسي!...
- مجلة حياة العدد (34) صفر 1424هـ -

(25) أنا وبنات عمي المثقفات!!
قبل أسبوع جلست مع بنات عمي جلسة علمية، واتفقنا أن تكون جمعاتنا في الاستراحة مفيدة وهادفة وممتعة بنفس الوقت، لذا قررنا أن تختار كل واحدة منا قضية مهمة لنناقشها أسبوعياً...
وطبعاً ابتدأت الجلسة بي ، حيث أنني ، وأعوذ بالله من كلمة أنا، أذكى وأقصر الجميع، كما أنني خطيبة مفوهة بحكم الصراخ والمحاضرات اليومية التي القيها على الأخ سعيدان رفيق دربي...
على فكرة!
في بيتنا ممكن أي واحدة تأخذ دورة في الإلقاء، فقط يطلب منها السكن عندنا لمدة أسبوع،
شاملة لبوفيه الفطائر والأقلام!! حيث ستتمرن مع المدربة القديرة نوير وكذلك الفنان سعيدان بحكم كثرة الملاسنة.. وستخرج واثقة من نفسها، حبالها الصوتية قوية، رشيقة - بسبب الملاحق والركض وراء العدو-.. الخ.
نعود لموضوعنا ... اخترت موضوعاً مهماً جداً ألا وهو: .............
لماذا بالذات – حبكت - إلا إلزامنا بلبس اللون الرمادي لمراييلنا في الثانوية؟!!!
طبعاً نزل السؤال كالصاعقة على الآنسات المتحلقات حولي... أدرت المايك وابتدأت حصة
بالجواب: يمكن لأنه يعبر عن الكآبة التي تعيش فيها في المدرسة؟ فاللون الرمادي يدل على الاكتئاب والحزن!!
أنا: (لأني أدير الحوار) جوابك غير مقنع، ففي بعض مناطق المملكة يلبسون لوناً بنياً وآخرين كحلي في المرحلة الثانوية.. يعني هم فرحانين والا معجبهم الوضع؟!
حصة: - استدراك - لاحظي أنها جميعاً ألوان عجايز وتجيب الهم، لدرجة أننا أصبحنا نشتري فحم ماله رماد حتى ما يذكرنا بالمريول!!
طبعاً أنا لا أحب أن أصادر آراء الناس وعقولهم فأنا من الطبقة المتحضرة التي تفتح المجال للرأي والرأي الآخر لذا... طردتها من الجلسة إلى ركن قصي من بيت الشعر الذي نجلس فيه!!!
- ما أعجبني جوابها أنا حرة!!!!-
التفتُ إلى منى: ما رأيك أنت؟
منى: أنا أعتقد أنهم اختاروا هذا اللون لأن البنت تكون بيضاء العقلية غير معقدة ومتوقدة الذكاء
حتى تدخل الابتدائي يبدأ ذكاؤها وعقليتها تنغلق فتتحول إلى اللون الرمادي ، ثم تزداد الحالة عند دخولها المرحلة المتوسطة فيزداد السواد ليصبح المريول كحلياً، وعند وصولها المرحلة الثانوية، ولفرحتها بقرب انتهائها من المدرسة ودخولها الجامعة حيث يمكنها على الأقل الاختيار بين لونين أو أكثر تبدأ نفسيتها تتحسن ويتحول اللون إلى الرمادي تمهيداً لارتداء اللون الأبيض مع الأسود في الكلية..!!!!
أنا: ما شاء الله صرت دكتورة نفسية على غفلة؟!!! إذا ما عليك كلافة تنضمين إلى الرأي الآخر سالفة الذكر؟!!
التفتُ إلى هيا..
أنا: اخبرينا بما عندك من إبداع فاني أراك ذكية نحريرة مبدعة شعرك ناعم!!!
هيا: احم - وهي تنظر إلى سالفتي الذكر- احم أظن أن سبب اختيار هذا اللون بالذات هو
أنه ماله درجات!! حتى ما تتفلسف البنات ويتغايرون، يعني رمادي غامق ورمادي فاتح بس!
الألوان الأخرى مثل الأخضر فيه درجات: فستقي، تفاحي، زرعي، جيشي، زيتي، فسفوري، برحي بترولي.. وش رأيك بذكائي؟!!
أنا: رُفعتْ الجلسة!! بحكم بقائي منفردة، حيث انك ستنضمين إلى سالفتي الذكر، مع الأسف لا توجد واحدة ذكية ترفع رأس العايلة، ولأنني اتصف بهذه الصفة أحب أجاوب على السؤال:
الجواب: لأنهم اختاروا هذا اللون وبس.. شفتوا الجواب كيف سهل؟!!
بيني وبين صديقاتي:
- الحلوة: ابتسام الغامدي: (الباحة) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حتى أنا يسعدني
أتعرف عليك، بس بشرط: عشاء تيس حنيذ من إللي يحبه قلبك..
- الأخت: فاطمة الشيخي (القنفذة) حياك الله، أنا حرة أكتب سواليفي على كيفي ، - يعني
قد سمعتوا واحد يحدد له أحد سواليفه؟!!
وإذاً على كلامك إنك تكلمين المجلة حتى يغيرون إلى سواليف فطوم، فوريني عضلاتك!!
- أختي الحبيبة من اليمن: اسمك غير واضح أرجو إعادة إرساله، أما مسألة أننا لا نحب أخواتنا
في اليمن، فهذا شيء من المحال!! بل هن حبيباتنا وأخواتنا وننظر لهن بكل تقدير واحترام،
لاسيما أن منهن الكثير من الفقيهات والداعيات والأديبات. وبعدين كيف لا نحب من مدحهم
النبي صلى الله عليه وسلم. وهاتى راسك أحبه مرتين..
- مجلة حياة العدد (66) شوال 1426هـ -
(26) يا عيني على المسبح!!
أبشركم وأخيراً ومع بداية الإجازة الصيفية والحر اللاهب أستأجرنا شاليه، في أحد أحياء الرياض- مع تحفظي الشديد على هذا المصطلح!! يعني شاليه على رمل!!- أستأجرناه سنوياً كل أربعاء والدفع قطة أبوي وأعمامي...
آه كم أنا متشوقة للاجتماع العائلي مع بنات عمي ، وحتى أسلم على أعمامي فصلة الرحم ضرورية وفيها أجر عظيم،
وهناك سبب آخر: السباحة في المسبح الرائع، صحيح أني ما أعرف أسبح مثل الأخطبوط ، لكن عندي مبادئ لا بأس بها...
ومن يوم الأثنين وأنا أجهز في الحقيبة الخاصة بالسبّاحة الشهيرة العالمية (نوياصويا) التي حازت في أحد الأولمبيات على المايوه الأسود - على وزن الحزام الأسود. جهزت حقيبتي ووضعت فيها مايوه!!
لا أحد يفهمني غلط!!
مايوه محتشم عبارة عن لبس مشابه للبنجابي طويل وله أكمام طويلة وعليه تنورة من الوسط تغطي الركبتين وهو مصنوع من قماش لا يلتصق بالجسم، تدرون الحياء زينة، وبعض البنات يسبحن ببنطلون و(بدي) يلتصق على أجسامهن ويظهر بعد السباحة المستخبي مما لست أذكره (غير صالح للنشر - يحجب من وزارة الثقافة والإعلام، أفلام ممنوعة، مشفر، أباحي ، تعرض لمقص الرقيب - .. ألخ)!! عيب والله عيب! أنا صرت أسبح وأنا مغمضة كأني دولفين مصاب برمد ربيعي!! - وحده متأثرة وتوها متعافية منه!!.
وأيضاً هناك سبب آخر للبس المستور هو: أن العين حق!! وأنا أخاف على نفسي في زمن الكروش والزنود ووو..
يعني بالله قد شفتوا أو سمعتو فتاة في مثل رشاقتي وتناسق قوامي؟!! يعني لو واحدة تلمس ساقي بالغلط ما تدري هو ساقي ولا ذراعي! الدعوة متساوية ولله الحمد!!
نعود إلى موضوعنا!!
وضعت في الحقيبة أيضاً كريم واقي للشمس ونظارات شمسية - مع أننا ما ندخل الإستراحة إلا الساعة التاسعة مساء لكن لزوم الكشخه!! قبعة للبحر، روب للتنشيف، كريم مرطب، شامبو وحمام زيت، أستشوار، كيس لجمع القواقع!! (مصدقة إنها في شاليه!!) وأشياء ضرورية أخرى!
وجاء اليوم الموعود .. طرنا للأستراحة وقبل أن أصل رحمي وأسلم على الجماعة ارتديت مايوهي وطشششششش قفزت إلى المسبح!
بررررد الماء بارد جداً لكن عادي خمس دقائق وأتعود عليه، وفي خضم السباحة - طبعاً مع وجود اللستك - وهو لمن لا يعرفه عبارة عن كفر منفوخ بالهواء ترتديه الجميلات حفاظاً عليهن من الغرق - وفي خضم السباحة بدأت مواويل الأمهات!!
شوفوا فلان لا يغرق، وأنتبهوا لعلان راح عند العميق!!! وبين فلانه دوروها لا يكون غرقت!! يعني نحن هنا لنستمتع بالسباحة أو مشتغلين خفر سواحل على غفلة.!!
طبعاً أنا ما أتحمل: فخرجت من المسبح بكل شجاعة وأعلنت إعلاناً هاماً - طبعاً والماء يتقاطر ذات اليمين وذات الشمال وذات الأمام وذات الخلف، أعلنت أن كل أم مسؤولة عن طفلها، ونحن نخلي مسؤوليتنا، وأرحمونا، لا زوجونا ولا خلونا نستمتع بعزوبيتنا!!!
وعليه سيتم طرد كل طفل لا ترافقه أمه أو شغالته، هذا ما تم الاتفاق عليه من قبل لوبي بنات العائلة.
وبعد انتهاء الكلمة، خرجت منير بنت عمي ووقفت على المنصة في مكاني ثم قالت: بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد نشكر الأخت نوير على ما قالته، فقد تكلمت بما في نفوسنا ونحن نعلن تأييدنا التام لرأيها وعليه تم التوقيع.
جاءت بعدها أختي سوير وقالت أنا هنا لأعلن نقضي لهذا الأتفاق الجائر - طبعاً لها مصلحة فيه - ولو أن كل فتاة أخلت مسؤوليتها عن إخوانها - أو عيال أخواتها - فمن سيقوم بالركض وملاحقتهم من مكان لآخر؟؟ ماما وإلا بابا؟!!
هنا قرصت بنت عمي وقلت لها جاوبي ، فقامت وأعتلت المنصة وقالت: الرجاء إعطاءنا حريتنا، نريد أن نفرح ونضحك من قلوبنا، لا نريد تحمل مسؤولية أطفال لم نلدهم، يا جماعة أشفقوا علينا نحن فتيات في عز شبابنا، وقليلاً قليلاً تحمست ثم أنفجرت: والله العظيم أي طفل أجده في المسبح ما يلوم إلا نفسه، هو وأمه وشغالتهم، ترى بامسح فيهم البلاط وأنشفه، وأتركهم عبرة لمن لم يعتبر!
المسبح سيكون لونه أحمر من الضرب، وترى أنا معروفه ما عندي تفاهم، وأنا عند كلمتي!!
الله يهديها كنها زودتها شوي - صحيح أنا مؤيدة لكلامها لكن لا يصح هذا الأسلوب في الكلام مع الكبار، عيب، المهم النتيجة: ماذا تتوقعون؟!!
خطأ!! الأمهات قاموا بضربنا بصواريخ مضادة فعملوا طلبية لعمي أحمد - وهو لمن لا يعرفه - حجاج هذا الزمان، صرخ علينا وهو في مكانه في المجلس وأمرنا بالخروج فخرجنا كأننا صراصير مضروبة بفليت!!!
- مجلة حياة العدد (61) جمادى الأول 1426هـ -
قبل أسبوع جلست مع بنات عمي جلسة علمية، واتفقنا أن تكون جمعاتنا في الاستراحة مفيدة وهادفة وممتعة بنفس الوقت، لذا قررنا أن تختار كل واحدة منا قضية مهمة لنناقشها أسبوعياً...
وطبعاً ابتدأت الجلسة بي ، حيث أنني ، وأعوذ بالله من كلمة أنا، أذكى وأقصر الجميع، كما أنني خطيبة مفوهة بحكم الصراخ والمحاضرات اليومية التي القيها على الأخ سعيدان رفيق دربي...
على فكرة!
في بيتنا ممكن أي واحدة تأخذ دورة في الإلقاء، فقط يطلب منها السكن عندنا لمدة أسبوع،
شاملة لبوفيه الفطائر والأقلام!! حيث ستتمرن مع المدربة القديرة نوير وكذلك الفنان سعيدان بحكم كثرة الملاسنة.. وستخرج واثقة من نفسها، حبالها الصوتية قوية، رشيقة - بسبب الملاحق والركض وراء العدو-.. الخ.
نعود لموضوعنا ... اخترت موضوعاً مهماً جداً ألا وهو: .............
لماذا بالذات – حبكت - إلا إلزامنا بلبس اللون الرمادي لمراييلنا في الثانوية؟!!!
طبعاً نزل السؤال كالصاعقة على الآنسات المتحلقات حولي... أدرت المايك وابتدأت حصة
بالجواب: يمكن لأنه يعبر عن الكآبة التي تعيش فيها في المدرسة؟ فاللون الرمادي يدل على الاكتئاب والحزن!!
أنا: (لأني أدير الحوار) جوابك غير مقنع، ففي بعض مناطق المملكة يلبسون لوناً بنياً وآخرين كحلي في المرحلة الثانوية.. يعني هم فرحانين والا معجبهم الوضع؟!
حصة: - استدراك - لاحظي أنها جميعاً ألوان عجايز وتجيب الهم، لدرجة أننا أصبحنا نشتري فحم ماله رماد حتى ما يذكرنا بالمريول!!
طبعاً أنا لا أحب أن أصادر آراء الناس وعقولهم فأنا من الطبقة المتحضرة التي تفتح المجال للرأي والرأي الآخر لذا... طردتها من الجلسة إلى ركن قصي من بيت الشعر الذي نجلس فيه!!!
- ما أعجبني جوابها أنا حرة!!!!-
التفتُ إلى منى: ما رأيك أنت؟
منى: أنا أعتقد أنهم اختاروا هذا اللون لأن البنت تكون بيضاء العقلية غير معقدة ومتوقدة الذكاء
حتى تدخل الابتدائي يبدأ ذكاؤها وعقليتها تنغلق فتتحول إلى اللون الرمادي ، ثم تزداد الحالة عند دخولها المرحلة المتوسطة فيزداد السواد ليصبح المريول كحلياً، وعند وصولها المرحلة الثانوية، ولفرحتها بقرب انتهائها من المدرسة ودخولها الجامعة حيث يمكنها على الأقل الاختيار بين لونين أو أكثر تبدأ نفسيتها تتحسن ويتحول اللون إلى الرمادي تمهيداً لارتداء اللون الأبيض مع الأسود في الكلية..!!!!
أنا: ما شاء الله صرت دكتورة نفسية على غفلة؟!!! إذا ما عليك كلافة تنضمين إلى الرأي الآخر سالفة الذكر؟!!
التفتُ إلى هيا..
أنا: اخبرينا بما عندك من إبداع فاني أراك ذكية نحريرة مبدعة شعرك ناعم!!!
هيا: احم - وهي تنظر إلى سالفتي الذكر- احم أظن أن سبب اختيار هذا اللون بالذات هو
أنه ماله درجات!! حتى ما تتفلسف البنات ويتغايرون، يعني رمادي غامق ورمادي فاتح بس!
الألوان الأخرى مثل الأخضر فيه درجات: فستقي، تفاحي، زرعي، جيشي، زيتي، فسفوري، برحي بترولي.. وش رأيك بذكائي؟!!
أنا: رُفعتْ الجلسة!! بحكم بقائي منفردة، حيث انك ستنضمين إلى سالفتي الذكر، مع الأسف لا توجد واحدة ذكية ترفع رأس العايلة، ولأنني اتصف بهذه الصفة أحب أجاوب على السؤال:
الجواب: لأنهم اختاروا هذا اللون وبس.. شفتوا الجواب كيف سهل؟!!
بيني وبين صديقاتي:
- الحلوة: ابتسام الغامدي: (الباحة) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حتى أنا يسعدني
أتعرف عليك، بس بشرط: عشاء تيس حنيذ من إللي يحبه قلبك..
- الأخت: فاطمة الشيخي (القنفذة) حياك الله، أنا حرة أكتب سواليفي على كيفي ، - يعني
قد سمعتوا واحد يحدد له أحد سواليفه؟!!
وإذاً على كلامك إنك تكلمين المجلة حتى يغيرون إلى سواليف فطوم، فوريني عضلاتك!!
- أختي الحبيبة من اليمن: اسمك غير واضح أرجو إعادة إرساله، أما مسألة أننا لا نحب أخواتنا
في اليمن، فهذا شيء من المحال!! بل هن حبيباتنا وأخواتنا وننظر لهن بكل تقدير واحترام،
لاسيما أن منهن الكثير من الفقيهات والداعيات والأديبات. وبعدين كيف لا نحب من مدحهم
النبي صلى الله عليه وسلم. وهاتى راسك أحبه مرتين..
- مجلة حياة العدد (66) شوال 1426هـ -
(26) يا عيني على المسبح!!
أبشركم وأخيراً ومع بداية الإجازة الصيفية والحر اللاهب أستأجرنا شاليه، في أحد أحياء الرياض- مع تحفظي الشديد على هذا المصطلح!! يعني شاليه على رمل!!- أستأجرناه سنوياً كل أربعاء والدفع قطة أبوي وأعمامي...
آه كم أنا متشوقة للاجتماع العائلي مع بنات عمي ، وحتى أسلم على أعمامي فصلة الرحم ضرورية وفيها أجر عظيم،
وهناك سبب آخر: السباحة في المسبح الرائع، صحيح أني ما أعرف أسبح مثل الأخطبوط ، لكن عندي مبادئ لا بأس بها...
ومن يوم الأثنين وأنا أجهز في الحقيبة الخاصة بالسبّاحة الشهيرة العالمية (نوياصويا) التي حازت في أحد الأولمبيات على المايوه الأسود - على وزن الحزام الأسود. جهزت حقيبتي ووضعت فيها مايوه!!
لا أحد يفهمني غلط!!
مايوه محتشم عبارة عن لبس مشابه للبنجابي طويل وله أكمام طويلة وعليه تنورة من الوسط تغطي الركبتين وهو مصنوع من قماش لا يلتصق بالجسم، تدرون الحياء زينة، وبعض البنات يسبحن ببنطلون و(بدي) يلتصق على أجسامهن ويظهر بعد السباحة المستخبي مما لست أذكره (غير صالح للنشر - يحجب من وزارة الثقافة والإعلام، أفلام ممنوعة، مشفر، أباحي ، تعرض لمقص الرقيب - .. ألخ)!! عيب والله عيب! أنا صرت أسبح وأنا مغمضة كأني دولفين مصاب برمد ربيعي!! - وحده متأثرة وتوها متعافية منه!!.
وأيضاً هناك سبب آخر للبس المستور هو: أن العين حق!! وأنا أخاف على نفسي في زمن الكروش والزنود ووو..
يعني بالله قد شفتوا أو سمعتو فتاة في مثل رشاقتي وتناسق قوامي؟!! يعني لو واحدة تلمس ساقي بالغلط ما تدري هو ساقي ولا ذراعي! الدعوة متساوية ولله الحمد!!
نعود إلى موضوعنا!!
وضعت في الحقيبة أيضاً كريم واقي للشمس ونظارات شمسية - مع أننا ما ندخل الإستراحة إلا الساعة التاسعة مساء لكن لزوم الكشخه!! قبعة للبحر، روب للتنشيف، كريم مرطب، شامبو وحمام زيت، أستشوار، كيس لجمع القواقع!! (مصدقة إنها في شاليه!!) وأشياء ضرورية أخرى!
وجاء اليوم الموعود .. طرنا للأستراحة وقبل أن أصل رحمي وأسلم على الجماعة ارتديت مايوهي وطشششششش قفزت إلى المسبح!
بررررد الماء بارد جداً لكن عادي خمس دقائق وأتعود عليه، وفي خضم السباحة - طبعاً مع وجود اللستك - وهو لمن لا يعرفه عبارة عن كفر منفوخ بالهواء ترتديه الجميلات حفاظاً عليهن من الغرق - وفي خضم السباحة بدأت مواويل الأمهات!!
شوفوا فلان لا يغرق، وأنتبهوا لعلان راح عند العميق!!! وبين فلانه دوروها لا يكون غرقت!! يعني نحن هنا لنستمتع بالسباحة أو مشتغلين خفر سواحل على غفلة.!!
طبعاً أنا ما أتحمل: فخرجت من المسبح بكل شجاعة وأعلنت إعلاناً هاماً - طبعاً والماء يتقاطر ذات اليمين وذات الشمال وذات الأمام وذات الخلف، أعلنت أن كل أم مسؤولة عن طفلها، ونحن نخلي مسؤوليتنا، وأرحمونا، لا زوجونا ولا خلونا نستمتع بعزوبيتنا!!!
وعليه سيتم طرد كل طفل لا ترافقه أمه أو شغالته، هذا ما تم الاتفاق عليه من قبل لوبي بنات العائلة.
وبعد انتهاء الكلمة، خرجت منير بنت عمي ووقفت على المنصة في مكاني ثم قالت: بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد نشكر الأخت نوير على ما قالته، فقد تكلمت بما في نفوسنا ونحن نعلن تأييدنا التام لرأيها وعليه تم التوقيع.
جاءت بعدها أختي سوير وقالت أنا هنا لأعلن نقضي لهذا الأتفاق الجائر - طبعاً لها مصلحة فيه - ولو أن كل فتاة أخلت مسؤوليتها عن إخوانها - أو عيال أخواتها - فمن سيقوم بالركض وملاحقتهم من مكان لآخر؟؟ ماما وإلا بابا؟!!
هنا قرصت بنت عمي وقلت لها جاوبي ، فقامت وأعتلت المنصة وقالت: الرجاء إعطاءنا حريتنا، نريد أن نفرح ونضحك من قلوبنا، لا نريد تحمل مسؤولية أطفال لم نلدهم، يا جماعة أشفقوا علينا نحن فتيات في عز شبابنا، وقليلاً قليلاً تحمست ثم أنفجرت: والله العظيم أي طفل أجده في المسبح ما يلوم إلا نفسه، هو وأمه وشغالتهم، ترى بامسح فيهم البلاط وأنشفه، وأتركهم عبرة لمن لم يعتبر!
المسبح سيكون لونه أحمر من الضرب، وترى أنا معروفه ما عندي تفاهم، وأنا عند كلمتي!!
الله يهديها كنها زودتها شوي - صحيح أنا مؤيدة لكلامها لكن لا يصح هذا الأسلوب في الكلام مع الكبار، عيب، المهم النتيجة: ماذا تتوقعون؟!!
خطأ!! الأمهات قاموا بضربنا بصواريخ مضادة فعملوا طلبية لعمي أحمد - وهو لمن لا يعرفه - حجاج هذا الزمان، صرخ علينا وهو في مكانه في المجلس وأمرنا بالخروج فخرجنا كأننا صراصير مضروبة بفليت!!!
- مجلة حياة العدد (61) جمادى الأول 1426هـ -

(27) ولادة سوير
أبشركم سوير ولدت بالسلامة، بعد مخاض طوييل استمر ما يقارب 3 أيام، وكانت النتيجة ولد صغييير ونحييييف وأسمر (يذكرني ببنت دائماً أراها في المرآة) وما أدري لماذا طرأ على بالي المثل القائل: تمخض الفيل وولد فأراً..
طبعاً طيران إلى المستشفى نحن عائلة صويلح منذ سماع الخبر السعيد وترامس القهوة والشاي تتقدمنا..
الحمد لله أبشركم أن عيوني دمعت عندما رأيتها على السرير وبجانبها شيخ العشيرة الذي اتفقت هي وبعلها المصون على تسميته (فارس) واللي ما شاف من الفروسية شيء حتى البكاء يحتاج كروكي ودفتر تعليمات حتى يصيح.. واااء يسكت دقيقة يفكر ثم واااااء إلى آخر المقطوعة.. خبير في الرضاعة واستشاري توسيخ الحفاظات ومعلم في النوم..
المهم أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا اقترحت أن أكون مرافقة لها في المستشفى – ولا تفهمون غلط أني علشان وجبات المستشفى طلبت أن أكون مرافقة! لا... إنما رحمة واهتماماً بأختي الكبيرة التي من لها بعد الله غيرنا!!
المهم بدأ الزوار بالتوافد: حمولتها، عماتي وخالاتي.. الخ والكل يسأل نفس السؤال: عسر ما شر يقولون تعبت في الولادة؟
فتعيد قصة ولادتها التي حفظتها أنا عن ظهر قلب لدرجة أني صرت أذكرها ببعض التفاصيل.. لذلك اقترحت عليها أنها إما أن تكتب قصتها وتعلقها على الباب أو تنسخ منها ألف نسخة وتضعها بجانبها لتعطي كل من سألها عدة نسخ، للسائلة ومن خلفها من النساء.. أو تسجل القصة على شريط كاسيت وتفتحه عند دخول فوج جديد من الزوار..!!
وبعد خروج الزوار في الليل، وبعد أن متنا من التعب أنا وهي خرجت من الغرفة أتنفس ويا ليتني ما تنفست! قصدي ما خرجت! والله يدمي القلب! أسمع ضحك المناوبين رجال ونساء وتعليقات والله إني أستحي أقولها لحمد وهو أخوي.. وأقسم بالله أني شفت الممرضة تفتح جهاز الكمبيوتر لتري الفني أو ما أدري ما هي وظيفته لكنه مننا وفينا، تريه موديلات أزياء.. ويا قلب لا تحزن!!
ليتني ما رافقت حتى ما أدري عن هالأشياء.. لكن أنا ما سكت! صاروخ للغرفة وأخذت ورقة وكتبت: (الإخوة المسؤولين.. بعد التحية – شوفوا الدبلوماسية- أود إخباركم بأمور تحدث هنا قد لا تعرفونها وأنا أعلم تمام العلم أنكم لا ترضون بما لا يرضاه الله وقصيت القصة بالتفصيل الممل لدرجة أني بغيت أكتب كان يا ما كان في قديم الزمان.
وقعت في النهاية العريضة وكتبت الموقعة أعلاه نورة صالح ثاني ثانوي أدبي الفصل الأول.. وكتبت تحت: العنوان للمفاهمة: الرياض – مدرسة... الدور الأول – ثاني فصل على اليسار بعد الحمامات ثالث فتحة بجانب النافذة.. وعلامة الفصل لوحة عند الباب حمراء فيها أسماء المتفوقات اللاتي لست منهن- مع الأسف الشديد- وأوعدكم أني أكون منهم الشهر القادم بإذن الله.. ووضعتها في صندوق الاقتراحات.. بصراحة يجب ألا نسكت على الخطأ فالسكوت علامة الرضا.. ننصح بأسلوب مهذب ودائماً لنتفاءل بالتغيير..
وبعد هذه المهمة البطولية استرخيت قليلاً على المقعد ولاحظت أن التكييف بارد فطلبت الممرضة –فزعات!- جاءت الممرضة لكن كيف أشرح لها أننا بردانين؟!
رحت أمثل أمامها أني بردانة وصرت انتفض مثل المتكهرب وأحاول أتذكر معنى برد أو بارد بالإنجليزي.. وصرت أشير على المكيف وأقول هذا هواء بارد برررد وربع ساعة أحاول افهمها أن الجو بارد وفي النهاية تقول: "أنا ما في معلوم عربي هذا حمام!! آه ليتنا درسنا الكلمات التي نحتاجها في المستشفى والسوق.. وفي حياتنا اليومية..
- مجلة حياة العدد (52) شعبان 1425هـ -
الصفحة الأخيرة
(19) طحن الرحى
في استغلال الأضحى !
وأخيراً... بدأت الإجازة!!
الله قمة السعادة والراحة..!
أنا عملت اجتماع خاص وسري، اخترنا إحدى الغرف الفاضية والهادئة - المخزن - وجلسنا على كرتون الاجتماع، واتفقنا كلنا – أنا ونفسي وذاتي- على وضع خطط للاستفادة من هذه الإجازة...
وكانت الخطط كالآتي:
ـ العمل الصالح قدر الإمكان في العشر الأوائل من ذي الحجة لفضلها المعروف (صيام، صدقة، قراءة قران، الكف عن إيذاء الأخوان، بر الوالدين ومساعدة ماما في المطبخ، صلة الرحم وذلك بالتخفيف من المبيت الجماعي عند أخوالي حتى لا نؤذي الجدين...الخ)
ـ القيام برحلة برية، من سيناريو وإخراج نوير.
ـ شراء مستلزمات الفصل الدراسي الثاني __أنا أستمتع جداً بدخول المكتبات والغوص في أعماق المكتبة القرطاسية - ما قلت لكم أنا مثقفة؟!
ـ وعلى ذكر المثقفة قررت أيضاً -اذكروا الله- قررت قراءة كتاب مفيد جداً وهو زاد المعاد في هدي خير العباد، وهو كتاب ممتاز عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ وكذلك قررت عمل حفلة شواء -أسمع فيها ولا أعرفها!!- في المنزل لأفراد العائلة.
ـ أحنّي رأسي وأضع علبه زيت زيتون بمعدل مرتين. لعل وعسى تهبط كم شعرة!
ـ أرتب غرفتي، واكتشف ماذا تحتوي أدراج تسريحتي!! وأما شماعة الملابس فحدث ولا حرج تقولين شجرة الدر.
ـ أعزم بنات خالتي - شلة القهر- يبيتون عندنا كم يوم.- حتى يساعدوني في ترتيب الغرفة!!- شفتوا الذكاء!! حج وقضاء حاجة، استانس وأستفيد!! ما قلت لكم أني ذيبة!!
ـ أكتب قصيدة شعرية من معلقاتي الخمسين بمناسبة كون العيد في الشتاء وفي نفس الوقت إجازة الربيع يعني الصدفة العجيبة: اتفاق الثلاثة كلها في وقت واحد!! مثلث يرمودا!!
ـ اعمل حمام مغربي، ولو أن ما عندي ليفة مغربية ولا صابون مغربي، عندي صديقة جزائرية يمكن آخذ منها صابون وليفة؟! يعني كلهم في المغرب العربي ونفس المواد والتربة والهواء .!
ـ أقص نظارة جديدة وراقية بمناسبة فترة الغنى المؤقت بسبب العيديات، ويمكن أبتكر نظارة جديدة : نظارة ضد المطر والضباب! يعني بمساحات مثل السيارة للحاجة المستديمة لها.
وبعد أن طارت الإجازة...
سأخبركم بإنجازاتي.. وماذا حققت من النقاط أعلاه..
ـ الحمد لله البند الأول كان جيداً عسى الله أن يتقبل.
ـ وكذلك البند الثاني: فقد قمنا برحلة برية رائعة بكل المقاييس إلا أن قطيعاً هائلاً من الذباب أفسد متعتنا!!
ـ لم اشتر أغراض الدراسة إلى لحظة كتابة هذه السطور لعدم التفرغ.
ـ قرأت صفحتين فقط من الكتاب للأسباب أعلاه.
ـ قمت بعمل حفلة شواء، شوينا فيها كبدة وكلاوي والمتبقي من لحم الأضاحي!.
ـ وضعت حناء مرة واحدة فقط قبل العيد ولم يسعفني الوقت لوضع الزيت.
ـ عزمت بنات خالاتي وباتوا عندنا ثلاثة أيام، ومع الأسف النتيجة عكسية حيث زادوا حوسة الغرفة، وانتشرت الحوسة إلى غرفة أخواتي وصارت العقوبة مضاعفة وانقلبت الذيبة ذبابة!!
ـ كتبت عدة أبيات خارقة الوزن والقافية اذكر منها:
هذي الإجازة عيدنا عيدين = عيد الأضحى والإجازتين
ذبحنا بعيدنا خروفين = وأنقذت من سعيدان بسين!!
جمعت بالعيد ألفين = ومن كذبني أعطيه كفين!!
إلى آخر ما قلت..
ـ الحمام المغربي لم استطع القيام به وذلك لظروف خراب السخان (وهذا وقته؟!)!!
ـ وأبشركم قصيت النظارة وعملت فيها حركة... تدرون ما هي؟
رسمت عليها عيون مكحلة وعليها مسكرة، حتى ما أحتاج أرسم كحل بالمناسبات، ألبسها وانتظر انبهار البنات فيها!
ودمدد دمدد دمتم سالمين!!.
- مجلة حياة العدد (56) ذو الحجة 1425هـ -
(20) قصتي والعزاء!!
قبل يومين توفي جارنا الغالي أبو محمد وهو- لمن لا يعرفه- رجل صالح كبير في السن، يلبس نظارات ولحيته بيضاء وبيده عصاه، وجهه فيه آثار جدري قديم...
المهم أنا تأثرت جداً فقد أحببته كثيراً لكثرة ما أراه إما ذاهباً إلى المسجد أو عائداً منه..
لقد بكيت - من جد- !! وتأثرت حينما ذهب والدي و إخواني ليدفنوه وتذكرت أن مالنا إلا التراب وأن كل من عليها فان..
ثم ذهبنا أنا والوالدة و سوير إلى بيت جيراننا لنقف معهم ونقوم بواجب العزاء، وما يحتاج توصون أحضرت معي كرتون مناديل وسلال زبالة للزوم، وكرتون جالكسي لتخفيف الألم عن المصابين
جلست وأنا ألحق دموعي بالمنديل، و فجأة وقف دمعي وأنا أتأمل أشكال المعزيات!!
كنت أقف لأسلم على إحداهن وفي لحظة أحسست بشيء يثقب رجلي لدرجة أني صرخت بأعلى صوتي آآآآي، التفتتْ علي وقالت: حاسبي!! ليه واقفة هنا!! على العموم (سوري) ثم أكملت مشوارها في التشفيط والعزاء المصطنع..
يا إلهي كعب دبوس!! خرجت وعيوني مغرورقة بالدموع (هالمرة من الألم!!)
ودخان يخرج من رأسي من القهر، وجلست في المطبخ أصيح شوي وأفرك رجلي.، إلى أن دخلت علي خادمتهم ومن حر ما في قلبي ضممتها وأنا أبكي، التي بدورها عزتني وذكرتني أن هذا حال الدنيا وكلو ناس فيه موت، لازم دعاء وعمل كويس) وأنا في حالة عصيبة!.. إلى أن خف الألم ثم عدت مرة أخرى إلى حلبة المصارعة..
جلست على الكرسي الوحيد الفارغ ورحت أمارس هوايتي في تأمل أشكال النساء، شيء مرعب!! العباءات دانتيل وشك وأقمشة عجيبة وحقائب من أرقى الأنواع وأحذية كعب، وجوالات ترن بنغمات موسيقية، وأنواع الأطياب.. (وكأننا في زواج لكنه أبيض وأسود!!)
وفجأة – أخرى- دخلت واحدة ورحت أتفرسها كأنني أعرفها، أوه تذكرت أبله مها- الإدارية المرعبة!!! وش جابها هنا؟!!!
طبعاً أنا نشف ريقي ومن الروعة قبلت رأسها وقلت لها عيدكم مبارك، وهذي الساعة المباركة اللي شفتك فيها!! حياك الله عندنا على الغداء!! ردت علي بهمس وهي تبتسم: والله ما راح تتغيرين يا نوير حتى في أحلك الظروف!!
بصراحة لقد تألمت كثيراً.. تصوروا.. كنت أنظر إلى أم جيراننا وهي تمسح دموعها، وفي تلك اللحظة كان في طرف المجلس ثلاث نساء يتبادلن وصفة طبخة وهاتي تعليقات _لا تنسين الكراميل وجوز الهند!! وهذا وقته؟!!
طبعاً حتى أتصرف في هذا الموقف التصرف المثالي جبت ورقة وقلم وأعطيتها لصاحبة الطبخة وطلبت منها أن تكتبها بهدوء ثم تعطيها لصاحباتها مراعاة لمشاعر الآخرين!
ازدحمت الغرفة جداً وبدأ العرق يتصبب من أعلى الرأس ويتدحرج إلى أسفل الظهر، وبعد دقائق سقطت سوير مغمى عليها من الحر! والله ما توقعتك رقيقة كذا يا سوير، طبعاً فزعت لها وجلست اسمي عليها و ارش عليها ماء وخطفت الورقة اللي أعطيتها لصاحبة الطبخة - قمة الأدب، بس للضرورات أحكام!- ورحت أهف على سوير وأنا أصرخ عطريا جماعة بسرعة، وأرجوكم ابتعدوا حتى تقدر تتنفس!!- مسوية طرزان!- والحمد لله بعد خمس دقائق انجلت الغمة وصحت سوير واستندت علي وتدربينا إلى بيتنا وأنا وإياها نصيح من الموقف!!
يعني اليوم من بدايته إلى نهايته صياح في صياح، وحزن في حزن من وفاة الرجال مروراً بالعجائب اللي شفتها، وتخريم رجلي وانتهاء بإغماء أختي... الحمد لله على كل حال..
- مجلة حياة العدد (48) ربيع ثاني 1425هـ -