
(45) ليلة مرعبة !!
اليوم عندي قصة مخيفة.... يمنع دخول الأطفال وضعاف القلوب والعقول!
ذات ليلة خميس مرعبة.... كانت أمي وخالاتي معزومات في زواج بنت عمة جيرانهم لما كانوا ساكنين بيتهم اللي قبل هذا، يوم كانوا بنات ما أعرسوا!
المهم القصة أنهن وكعادتهن الدراكولية اتفقن أن يطيرن للعرس ويتركون النية والذرية في حمايتنا وتحت وصايتنا...
العدد مكون من ثمانية شياطين (أربعة إبليس ، ثلاث عفريتات، واحد دلوع أمه)
طبعاً المجموعة السابقة بدون سعيدان حبيب القلب!
واللي زاد البلة طين أن شلة الأنس – بنات خالاتي- مجتمعين عند عمانهم وتاركيني أواجه القدر المحتوم لوحدي!!!
القصة بدأت عندما عزمتْ أمي أبناء خالاتي بدعوى أن نوير عندها مذاكرة ولن تخرج من المنزل (وجيبوا عيالكم) !!
دخلت خالتي قماشة ومعها الوفد المجنون، سلمت علي بحرارة هذه المرة وابتسامة واسعة، وقدمت لي الشكر مقدماً.. ثم دخلت خالتي رقية ومعها باقي الفرقة ولاحظتُ أنها قد أحضرت معها عشاء –رشوة- أما خالتي الصغرى أمل فقد أتت وهي تشفط وتقبل ابنها المندلق من كل الجهات (غسان)!! وطبعاً هات يا وصايا.. ترى هو خواف انتبهي أحد يصرخ في وجهه أو أحد يمصعه!!!- بغيت أقول: والله أنا اللي أنمصع إذا حاولت أشيله، والله إن خدوده واصلة إلى كتوفه، وان سيقانه أكبر من زنودي!! لكن خفت من ردود الفعل فبلعتها وقلت: إيه بسم الله عليه...
وفور أن تحركت السيدات باتجاه قصر الأفراح ابتدأت الحفلة في بيتنا ... تهاوش فريق رقية وفريق قماشة، فيما كان غسوني يصرخ في انتظار الرضاعة رقم 4 –اذكروا الله- كل هذا والوالد في المجلس ينتظر العشاء ويتحسب على أمي أنها تأخرت!!
الساعة الآن العاشرة.. أنا لم أصلَّ، ولم أضع عشاء الحضانة، أبي ينتظر الشاهي،
غسوني أفرغ المحتويات في حفاضته!! البيت مقلوب بالفعل، مساند الصالة العلوية في الصالة السفلية، والزولية!!! نعم زولية الصالة السفلية وصلت إلى غرفة نومي!!.. لا أدري كيف ولا لماذا؟!!
كاس مكسور في المطبخ .. أصوات الأطفال وضجيجهم ما بين ضحك وصراخ ومضاربات وقفز... خادمتنا (تاتي) تزبد وترعد والشرر يتطاير من عينيها!!
لاأأأه أنا نوير العظيمة، نوير الصامدة في وجه الرياح .. أنا نوير التي لم يقدر سعيدان أن يحرك في شعرة .. لقد بكيت، أخذت أدور في البيت وأبكي... أما سعيدان بعد كل هذا لم أتوقع أن .. يشاركني مصيبتي ويبكي معي!!!
نعم المصيبة ليست هينة... ونحن نظل إخوان والظفر ما عمره دخل في اللحم، والماء يطهر الدم إذا غسل به!!
والله لا أنسى له هذه الوقفة الرجولية معي .. لقد قام بتفريق المتظاهرين، وفرض حظر تجول في البيت، ومسك غسوني ثقيل الدم ودلوع أمه حتى أنتهي من صلاتي وأقرأ الأذكار والرقية على نفسي المحزونة...
بعد أربع ساعات مريرة، وصلت الأمهات وكل واحدة تسأل عن أطفالها بشغف وتشمهم وتقبلهم، ثم (ضفت) كل واحدة عيالها واتجهوا إلى بيوتهم في حفظ الله ورعايته..
ونسوا أن يشكرونيييييي... اتجهت إلى غرفتي باكية وحلفت حينها أن لا أذاكر أبداً، وأسقط أرحم ألف مرة من هذه الليلة التي لا أتمناها لعدو...
ومرت هذه الليلة التي قيل أني سأذاكر فيها دون مذاكرة!!
**
مجلة حياة العدد (70) صفر 1427هـ
(46) الشايب بابا الفاتيكان!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير
في الحقيقة اليوم قررت أن أكتب بالفصحى وقررت أن أجعلها مساجلة بيني وبين علة عمري –رفيقة عمري!!- منير بنت خالي..
طبعاً أنا قررت ذلك محاولة مني لإحياء اللغة الفصحى التي قرب أجلها على يد بعض الناس!!
فبدأت حديثي قائلة:
- صباحكِ مشرق أيتها الفتاة الجميلة (أمحق!!)
- وأنت! ... أضاءت الدنيا بإطلالتك (أنواع الخراط!!) ...
- ما تعليقكِ على موضوع هرطقة بابا الفاتيكان؟
- هه لقد أضحكتني أضحك الله سنك! (أجل هرقطة!!)
في الحقيقة أعتقد أنه بدأ يتدحرج من حيز الوعي إلى حيز اللا وعي مروراً بالفراغ الفاصل بينهما من النقطة اللا متناهية إلى حدود اعتناق الحرف على جزيرة الواقع (يعني بدا يهذري بالمختصر!!)
- ولكن! هل تعتقدين أن اعتذاره كاف في إغلاق الموضوع برمته؟!
- أيتها الفاصلة! تخيلي أنني ضربتك بالمنجنيق المحشو بالنار ثم بعد ذلك تبسمت في وجهكِ ابتسامة بلهاء وقطرات من لعابي تتحدر على صدريتي وقلتُ وبكل صفاقة: إنني أعتذر عما فعلتُ!! (مادرررريت!!) ثم قبلت أنت اعتذاري وسكتّ ألا ترين أنني قد أعيد الكرة لمجرد إعجابي بلون دمك؟! خصوصاً مع تأكدي من قبولك لاعتذاري مرة أخرى؟
- وهذا ما حصل تماماً فبعد أن سكتنا عن الرسام الدنماركي (الولد) جاء الأب بكبره وشيباته (البابا) يا حسافة الشيب عليك!
- أحسنت!! ممتازة!
حينما يتشدقون أن الإسلام دين عنف ويحرض على الإرهاب كما قال (شايبهم)، فيجب علينا أن نذكرهم بالحروب الصليبية في القرون الوسطى، وما فعلوه من همجية وعنف وخراب في كل البلاد التي مروا بها، لقد كانوا كالجراد لم يتركوا خلفهم إلا الدمار...
كذلك نذكرهم حينما احتلوا أمريكا ماذا فعلوا، وكم ابقوا من السود الأفارقة الذين شحنوهم في السفن كالحيوانات!!
أما سنوات الاستعمار فحدث ولا حرج عن أنواع النهب والسلب وتركيع الشعوب!!
كل هذا ليس إرهاباً ولا عنفاً!!
ثم التفتي إلى العراق وانظري ماذا أبقوا لأهلها؟ لم يتركوا حجراً على حجر ولا بيتاً لم يفتح سرادق عزاء...!!
لو أردنا أن نفتح ملفاتهم السوداء ونقلب في صفحات عفنهم لن ننتهي!!
- أخس عليك!! وش ذا الأسلوب؟!! ما هقيتك تعرفين؟ يخزي العين!! والله كبرت في عيني يا منير!! تعرفين فصحى وتعرفين في السياسة. وش بقيتي للمهندسين... حركات!!
- إيه هين بس!! ! أمس أنا جالسة اتقهوى واسمع أبوي يسولف مع عمي، وللمرة الأولى في حياتي قررت أصير دافورة وأركز!! هذا كل ما في الأمر أيتها الفاصلة الماصلة!!
- أشوى!! أنا خابرة نفسي أثقف واحدة في الشلة وخفت أنك سقطت علي وأنا ما أدري!!
- ماذا تقصدين أيتها الشريرة النحريرة؟!
- أبداً!! فقط كنت أفكر بيني وبين ذاتي الموغلة في العمق بين قصبات القناة السمعية للجيل الثالث من الجوال المتفرع عن المدينة الفاضلة في قلب الزمن...
- الآن فهمت وارتاح قلبي!! !! !! !! !
انتهت المحاورة.. أرجو أن تكونوا قد استفدتم من المفردات العربية الفصحى التي تمتلئ بها.... وإن شاء الله تكون خير معين لكم في مادة التعبير والإملاء والخط.. ونراكم قريباً بإذن الله.
**
مجلة حياة العدد (78) شوال 1427هـ
(47) معاناة أخت النفساء!!
أنا اليوم عندي سالفة كلها هزائم نفسية وأحزان، واللي عندها مشاكل لا تقرب يكفيها اللي فيها...
أنا أتكلم عن مأساة قريبتي منى...
منى فتاة رقيقة آخر العنقود ممشوقة القوام، يفترض أن تكون دلوعة، في ثالث ثانوي دافورة شاااطرة وحريصة على الدرجات –يخزي العين – أنا ما قلت لكم تقرب لي؟!!!
ولكن الزمن لا يرحم كما يقال...... فوقها أربع بنات متزوجات!!
والأخوات السالف ذكرهن ما صدقن يعرسن إلا ما شاااء الله سباق الهجن في الحمل والولادة وكله على رأس الضعيفة هذي!!
أما هذي السنة فقد زودوها حبتين، ثلاث منهن حملن وولدن في فترات متقاربة، يعني أم النذالة!! لو أنهن ولدن في وقت واحد كان الخدمة مرة واحدة ونخلص بس المشكلة كل واحدة تنتظر إلى أن تخلص اللي قبلها من النفاس تقوم تشتهي تولد!!
والمسكينة المذكورة أعلاه مشتغلة صبابة وخدامة ومربية ومونسة مجاناً، وهذا السيناريو يتكرر في كل ولادة:
تخرج الواحدة منهن من المستشفى ومعها أمي تحمل طفلتها الصغيرة ملفوفة بعناية في قماط (يقطع أبو القماط) زهري، تدخل البيت تمشي تتمايل – مسوية تعبانة!-
وطبعا منى يجب أن تكون مرتبة البيت ومنزلة سرير ومرتبته.
ويجب أن يكون الغداء جاهزاً شاملاً المطازيز بالحلبة.
ويجب أن تكون الابتسامة شاقة عرض الوجه.
ويجب أن تستقبل الطفلة وتثني على براءتها وجمالها الفتان!
ويجب أن تتقمص شخصية الخادمة بحيث تجلس في غرفة الوالدة لتنفذ جميع الطلبات (التغيير للبيبي، إحضار المناديل والماء، والرد على الهاتف وووالخ)
وفي العصر: يجب أن تكون في أبهى زينة تحسباً لحضور الضيوف، وهنا تتقمص دور الصبابة، بحيث تملك عيني نسر لتراقب الفناجيل وانخفاض مستوى القهوة فيها، ولا بد أن تملك رقبة البومة لتلتفت في جميع الاتجاهات ولابد أيضاً أن تملك أيدي الإخطبوط لتصب القهوة وتقدم الحلويات وتفرغ العصير في الكؤوس وتقرب الطاولات في نفس اللحظة.. وأخيراً لابد أن تملك أذني الثعلب لتسمع بكاء ورقة العنب الملفوفة في الغرفة المجاورة.
تقولين مجموعة مولينيكس للمطبخ.
ويجب أن تمارس كل هذه المهام بنفس طيبة مراعاة لنفسية النفساء..
تكلمني وهي تبكي مرات كثيرة، فأم فلان تحب تكرر الزيارة مرات عديدة وأزمنة مديدة، وأم علان متخصصة تزور أيام الاختبارات! والثانية ما ترتاح وتنبسط إلا إذا جابت نفسها وبناتها وحريم عيالها ونسيباتها تقولين باص حملة حج!!
وفي الليل وما أدراك ما الليل؟!! أنام معاها حتى أساعدها إذا محتاجة شي، وطبعا صرت أنا النفساء كل ما صاحت البنت أقوم من فراشي وأسلمها لأمها وفي الصباح موعدي مع المريول والشنطة –طبعاً أمي ما تقصر تقول أنا بأنام عندها لكن مسكينة ما نحب نتعبها في الليل يكفي أنها تستلم الشرنقة من الفجر إلى وقت الظهر لما تقوم الأميرة النائمة!!
أنا تعبت وصرت اكتئب إذا دريت أن واحدة منهن حامل ولو بيدي أعطيهن حبوب منع الحمل مجاناً هدية مني، صرت أنتظر فارس الأحلام اللي يخلصني، وأنتظر بفارغ الصبر أن أقوم أنا بدور النفساء... والله لأدق عليهن في بيوتهن وأسحّبهن واحدة واحدة، يوم لك ويوم عليك!
**
مجلة حياة العدد (94) صفر 1429هـ



الصفحة الأخيرة
(41) مفاجأة رائعة
عندي لكم خبر اليوم يسوى مليون!!
من اليوم فصاعداً لا أقبل أن يسميني أحد إلا باسم الدكتورة نوير، واسم الشهرة نونو صوصو!، وإذا عرف السبب بطل العجب!
لقد أصدرت كتاباً يجمع مقالاتي السابقة، وهو الآن موجود في جميع المكتبات، جنباً إلى جنب مع كتب المؤلفين الكبار- الذين هم في مستواي- كأمثال الجاحظ وغيره…
ومن العناوين البراقة التي يحملها الكتاب: (اتفاقية كامب صويلح)، (الزيارة الخميسية المرعبة)، (عباية رياضية)، (سوير حااامل! الحقوني!!)، (الإنسانة المفعوصة) وغيرها كثير من العناوين اللي (تذبح).
وعلى العموم ولأني صرت من المؤلفات المشهورات ولأني كما تعلمون إنسانة مثقفة وغير عادية لذا قررت: أن أشترك في نقابة المحامين، وأكون الراعية الرسمية لمعرض الكتاب القادم، وأن أتصل على جميع القنوات الفضائية والأرضية حتى يقوموا باستضافتي في برامجهم حتى أعمل حملة إعلانية وتعريفية بكتابي المشهور (اضحك مع: سواليف نوير)
وأهم نقطة سأعملها: أني سأضرب خيمة – بيت شعر- في غابات الهنلولو للتوقيع على كتابي للراغبات في تخليد ذكرى خطي على الكتاب…
طبعاً أتوقع أن يترجم الكتاب إلى جميع اللغات الموجودة على سطح الأرض بحكم أهمية المؤلف وجودة الكتاب.
كما لا يفوتني أن أخبركم أنه وبحكم انشغالي بالترويج للكتاب نسيت أن أكتب الإهداء…
لذا سأقوم بتسطيره هنا وما على الراغبة بشراء الكتاب إلا (قص) الإهداء و(لصقه) على الصفحة الثانية من اليمين في الكتاب..
الإهداء:
أهدي هذا الكتاب إلى: والدي الكريمين وإخوتي الأحباء وزوج المستقبل، وأبلة حصة لأنها علمتني القراءة والكتابة، وأبلة قماشة لأنها غرست في قلبي روح الصبر والتحدي والكفاح فهي الإدارية الصارمة ومثلث برمودا..
كما أحب إهداء ريع الكتاب أيضاً وسيكون تقسيمه بهذا الشكل:
أهدي ربع ريع الكتاب إلى الغالي زوج المستقبل مجهول المجهول، وأشكره على ما قدم لي من جهود حيث لم يطرق بابنا إلى هذه الساعة مما ترك فراغاً في وقتي ملأته بكتابة هذه الذكريات، ولن أنسى فضلك علي ما حييت…
زوجنك المحبة: نوير.
كما أهدي نصف الريع إلى والدي الحبيبين على ما قدماه من دعم نفسي ومعنوي في إظهار هذا الكتاب ولن أتمكن من شكر جميلهما إلا بالدعاء.
أما الربع الباقي فللورثة في حال توفيت – لا قدر الله- وأهدي سعيدان جزءاً منه لأنه السبب في إلهامي هذه الذكريات..
وأخيراً.. لا يفوتني أن أشكر خادمتنا تومارا عبد الرحمن على الجهد الملموس الذي بذلته معي في ترتيب أفكاري وتنظيم وقتي فهي السكرتيرة الخاصة بي والجندي المجهول..
ودمتم سالمين..
بيني وبين صديقاتي:
0 الأخت خولة عبد الله الحمد: أهلين حبيبتي!
أنا؟! ما أعطيك وجه؟ أنت تظنين إني ما أعطيك وجه يمكن لأن وجهي نحيف مرة وما تنتبهين لي وأنا أناظرك وتظنين إني معطيتك قفاي!! بس على العموم إن شاء الله بأكبر النظارات حتى تعرفين في أي اتجاه وجهي!! هذا أولاً، وثانياً: سلامك واصل إن شاء الله لتوأم روحك نوير القحطاني، وسلميلي عليها.
-
مجلة حياة العدد (85) جمادى الأولى 1428هـ
(42) رسالة من معذبة!!
اليوم عندي سالفة لذيذة كلها بلاوي وطقاق ..
قبل أيام اكتشفت بمحض الصدفة أن هناك سوء تفاهم بين أبي وعمي، وحيث إن عمي استمر في الزعل مع محاولات أبي السلام عليه، كما فهمت... قلت:
ما بدهاش حان الآن وقت الفارس الملثم، لحل الإشكال، وقطع الإرسال، على الشيطان الزلاّل!!-
وجلست أخطط أنا وسعيدان كيف نوفق بين راسين بالحلال ونرد يوسف لأبيه بالسلامة، وبأقل عدد ممكن من الضحايا..
اقترح سعيدان أن نتصل على عمي ونغير أصواتنا، يعني نشرب لبن حامض علشان يصير في صوتنا بحة ونبعد الشبهة، نتصل ونقول له:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فاعل خير أحب لك الخير، وأحب أنبهك أن أخاكم علي-عمي الثاني- ناوي يسوي عزيمة بمناسبة فوزه بمصارعة الديكة ولا راح يعزمكم لا أنت ولا أخوك صويلح، وعليه اتخذوا الإجراءات اللازمة..
وأقفل الخط!.
وبهذه الطريقة سيرجع عمي إلى أبي ليتَّحدا في مواجهة العدو المشترك. شفتوا الذكاء والأفكار الجهنمية؟!
ولكني قمت بنقض هذه الخطة وذلك لسبب بسيط أن عمي علي عنده حساسية من الطيور، ولم يربَّ دجاجاً في عمره المديد..
وجلسنا نفكر مرة أخرى في خطة جديدة وواقعية...
وبعد لحظات خطرت لي فكرة خطة لو درى عنها مانديلا كان ما جلس في السجن هالسنين كلها، الفكرة كالآتي: أكتب رسالة رقيقة تفيض عذوبة بخط يدي أقول فيها:
عمي الحبيب ..
بصراحة أنت عمنا الكبير والجميل!
لم نتوقع أن تغضب على أبونا، أبينا، أبانا (اختر الإجابة الصحيحة!!) هذا وأنت الكبير والعود وعمدة العائلة!!! أجل عمي علي القعدة وش يسوي؟!!! بصراحة طحت من عيوننا أنا وسعيدان، الله يحللنا ألف مرة على مناوشاتنا ومهاوشاتنا (هذا يسمى طباق في البلاغة!!)
على العموم يا عمنا الغالي إذا ما ترضى على أبوي – وتزيد عيديتنا- ترى بتطيح من عيوننا إلى الأبد ....
المعذبة : نوير
ملاحظة:
المرفقات: ذرة رز وملح حتى تتذكر العيش والملح الذي عشتماه سوياً.
شفتوا الذكاء والعبقرية المتفتقة؟!!
وبالفعل كتبت الرسالة ووضعت داخلها قليلاً من الرز والملح وأغلقتها، ثم انتظرت على أحر من الجمر اللقاء الأسري النصف أسبوعي.
مر الأسبوع بسرعة وجاء يوم الأربعاء وأنا أزداد ارتباكاً، حتى حانت ساعة الصفر حين ذهبنا إلى الاستراحة، ودخلنا على أعمامي لنسلم عليهم، في هذه اللحظة جلست بجانب عمي محمد ودسست الظرف في جيبه دون أن يشعر أحد ثم قمت إلى مكان آخر...
ولكن... في لحظة توقف فيها الزمن تذكرت شيئاً رهيباً..... تذكرت أني لم أكتب في التوقيع المعذب سعيدان!!! وهو كما تعرفون لا يفهم معنى (سقط سهواً) إلا بالأفعال الضربية فقط، لذا آثرت السلامة وعدت إلى مقعدي السابق بجانب عمي ودسست يدي في جيبه ثم سحبت الظرف دون أن يشعر أحد، وعندها فقط تنفست الصعداء...
بعد قليل... جاءت جدتي وسلم عليها أعمامي واحداً تلو الآخر ثم تحدثوا في موضوعات مختلفة كان أحدها صاعقة نزلت على رأسي، قالت جدتي: أبشركم صويلح ومحمد عيال عمكم عبد الله تراضوا وانتهت المشكلة بينهم!!!!!!!
وطلعت القصة تشابه أسماء ولا زعل ولا شي بين أعمامي، والله ستر بغت القذيفة تجي على راسي أنا وسعيدان.. قال معذبة قال!! الله يقطع اللقافة والرجة...
أنتوا بس تخيلوا إنه قرأها....... فلم رعب!!
الغير معذبة: نوير!!!!!!!!
**
مجلة حياة العدد (88) شعبان 1428هـ
(43) الحلقة 2 من مذكراتي
كما وعدتكم هذه الحلقة الثانية من مذكراتي الرائعة أتمنى أن تحوز على إعجابكم بحيث تصوتوا لي في الانتخابات البلدية في مدينة تكساس!
ليه نحقر عمرنا هيلاري مرت كلنتون مو أفلح منا ؟!!
نعود لموضوعنا: ما تلاحظون أن النومات والجمعات الفتياتية في بيت الجد والجدة لها طعم خاص ومتميز؟!!
ومن هذا المنطلق كنا نمضي أياماً طوالاً في الإجازات مع بنات خالاتي
خصوصاً الضيوف القادمين من خارج الرياض والذين تمركزوا بشكل دائم في بيت خوالي، مما كون عامل جذب لجميع بنات الأسرة في أنحاء مدينة الرياض وما جاورها..
وخلال هذه الأيام المطيرة والرائعة كنا نقوم بفعاليات لا يمكن أن تقوم بها الواحدة منا لوحدها لا لشيء ولكن كما يقال (الاتحاد قوة)
من أحد المواقف البطولية التي كنا نقوم بها: كنا نصعد إلى السطح وفي الغرفة الكبيرة هناك حيث يخزن جدي بضاعته من الأحذية النسائية الراقية التي يبيعها في محله، كنا نلعب لعبة جميلة وخالدة وهي (العروس والعريس) فالعروس ترتدي الحذاء الراقي من المجموعة السابقة وتنتقي ما يناسب مقاس قدميها الناعمتين، والتي تقوم بدور العريس تأخذ أحد هذه الكعوب وتكسر الكعب ليبقى الحذاء مسطحاً وترتديه (طبعاً أجل عمركم شفتوا عريس لابس كعب!!!) وتعالي شوفي أنواع التمثيل لدرجة العروس تصدق عمرها وتنظر نظرات خجلى إلى من حولها من المعازيم وتستلم راس أم المعرس تقبيل وأنواع الاحترام، أما المعازيم (اللي هم نحن) كل واحدة تلبس لبس، اللي تمثل حامل وحاطة كورة تحت ملابسها واللي لابسة هلهوب على رأسها على أسلس شعرها طويل، وتعالي شوفي الأشكال الجميلة، أجل حفلات تنكرية؟!! حنا عرفناها قبلهم وتنكرنا على سنع نمثل الدور صح، وكله كوم وأم العروس كوم!! تلبس طرحة سوداء على أساس عجوز ومعها مناديل تمسح دموعها، وضم وش بالعروس، ههه وعند خوالي كرسي عجل لجدة أمي الله يرحمها، مسوينه تاكسي! كل أسرة العروسين تركب فيه ونأخذ كم كم لفة في السطح على أساس رايحين لقاعة الأفراح....
يا سقى الله تلك الأيام، حلوة (يا سقى) ذي كيف جبتها؟!! مدري!! اللي يبي يصور معاها ما عندي مانع!!
الحقيقة ونااااااااااسة لا يعرف طعمها إلا من جربها، وأما عمليات النشل والتهريب للحلويات الموجودة في دولاب جدتي أو في مكتب خالي فحدث ولا حرج – الله يعفو عنا- كنا نتفنن في سرقة الحلويات بطريقة ماكرة بحيث لا يشعر بنا أحد!! فنأخذ الحلوى دون أن نمزق الغلاف الخارجي للصندوق،
وكلما رأته جدتي اطمأنت أن الصندوق لم يمس بينما هو فااضي من الداخل إلا من بقايا القراطيس!!
وسلامتكم ..
انتظروني في الحلقة القادمة من مذكرات نوير الفاهية!!
**
مجلة حياة العدد (93) محرم 1429هـ
(44) الشواطئ المرمرية!
أهلين وسهلين بالحلوين ..
مبارك عليكم العشر والله يجعلنا ممن أحسن القول والعمل فيهن..
بحمد لله تيسرت لنا سفرة إلى الدمام حيث الاسترخاء على الرمال الذهبية، ومشاهدة شروق الشمس على الشواطئ الناعمة والمرمرية، وممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق العليل!
وبالفعل حزمنا حقائبنا متجهين إلى المنطقة الشرقية محملين بالآمال العظام لإجازة رائعة بكل ما تحمله الكلمة، وصلنا إلى الدمام مع غروب الشمس وذهبنا نبحث عن شقة، ومن هنا بدأت رحلة العذاب!!
السيارة تغص بطبقات اللحم، والعظم (اللي هو أنا) وأنواع النفسيات الشينة والمهاوش والغثا، وزاد الطين بلة أن الشقق محجوزة فل!!، ما أصدق هذولا كلهم أهل الرياض وما جاورها؟!! ولا يهونون أهل القصيم وما حولها؟!
في البداية كنا نبحث عن شقق خمس نجوم، بعدين تنازلنا شوي أربع نجيمات أو ثلاث، والحين استوت الأمور لو عشة في السطوح أو خيمة في البر،
أنا أبي حمااااام يا جماااااااعة!!
ولم نجد أيا مما سبق! فجلسنا نتباحث في الأمر ماذا نعمل؟!!
قلت: الحين تكره الصلاة والإنسان يبي حمام، خلينا نخلص أولاً من هذي المشكلة حتى نقدر نفكر صح.
رحنا حمامات المسجد، والحمد لله خلصنا بعد انتظار طويل لدورنا كدت خلاله أتهاوش مع اللي قدامي، الأخت ماسكة الدور وفي النهاية اكتشفت أنها تبي تحط مكياج بس!! وأنا لولا الحالة اللي أنا فيها كان عرفت أمسح مكياجها بالبلاط!! أعجبكم أنا في الأزمات!
عدنا إلى السيارة وجلسنا نتباحث أين نذهب؟! أنا اقترحت ننام في إحدى السفن الراسية أو في سطح مسجد، طبعاً من الحسد كلهم رفضوا أفكاري الخرافية!!
قالت هيا الدافورة المدارس الحين في إجازة ليه ما ننام فيها!!! قلت والله لو على رقبتي أنام في الشارع ولا أنام في المدرسة!!
الحين بالعافية يا الله عطلنا نرجعلها مرة ثانية؟!!
قال سعيدان ننام في الأستاد، مكان نظيف وواسع ومسطحات خضرااااء يتغنى فيها الشعراء!!
الساعة الآن تجاوزت الثانية عشرة وبدا النعاس يداعب أجفاننا أين نذهب؟!
وفجأة! دوى صوت قوي قائلاً: وجدتها،
احم إنه صوتي أنا فقد وجدت الحل!
إنه حل رهيب ومما يزيد روعته أنه مجاني، كما أن الأكل والشرب والخدمة مجانية، وفوق ذلك عناية خاصة بكل فرد....
ليه ما نسوي حادث وننام في المستشفى!!!!!!!
وأخيراً وبشق الأنفس لقينا شقة في أطراف المدينة ومستواها يمشي الحال، المهم بسرعة خلينا نفرغ الحمولة ونذهب إلى الشاطئ.....
بسرعة دهنت وجهي بكريم الوقاية من الشمس ولبست نظاراتي الشمسية – مع أن الوقت ليل بس لزوم الكشخة- وأخذت معي كيساً لجمع القواقع واتجهنا إلى البحر، يا سلااااام!
وبدأنا المعاناة الأخرى للبحث عن مكان نجلس فيه، ما أصدق!! الظاهر إن أهل المملكة كلهم رايحين على الكورنيش!
طبعاً سعيدان ارتع مستوى هرمون الدرابيل اللي عنده وزعل وشق كيس جمع القواقع حقي وطلع رأسه من الشباك وصرخ بالمتزاحمين عند الشاطئ:
يا ناااااس!
ترى هذا مو زمزم هذا بحر على هالزحمة!!
عدنا إلى الشقة ومعانا عشانا ولا شفنا بحر ولا قواقع ولا حاجة!! والعتب على سعيدان اللي شق كيس القواقع!! –الله من كثر القواقع بس!-
**
مجلة حياة العدد (92) ذو الحجة 1428هـ